logo
محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله

محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله

صدى البلدمنذ 5 ساعات

منذ بدء الخليقة، شرّف الله مصر بأنها حائط الصد الأول للمنطقة ومقبرة الغزاة والمتربصين بدءا من الحيثيين والهكسوس والمغول والحملات الصليبية والحملة الفرنسية والإنجليز والعدوان الثلاثي وأخيرا إسرائيل، التي تلقنت درسا عام 1973 لم تنسه حتى اليوم ومازال كابوسا يطارد قادتها وشعبها في اليقظة والمنام.
مصر الأرض التي كرمها الله من فوق سبع سماوات ومشي على أرضها عدد كبير من الأنبياء منهم يوسف ويعقوب وموسى وعيسى، ودفن في أرضها عدد كبير من الصحابة في البهنسا بالمنيا والشهداء بالمنوفية واحتضنت آل البيت بعدما تآمر عليهم ملوك بني أمية فكانت لهم الملاذ الآمن من البطش والظلم والطغيان، فدعوا لها بإخلاص أن يحفظها الله، لذلك كانت طوال تاريخها سلة غذاء العالم في أوقات القحط والجوع.
مصر كنانة الله في أرضه ذُكرت في القرآن 5 مرات تصريحا وأكثر من 30 مرة تلميحا، ستظل محفوظة ومؤيدة وواحة للأمن والأمان، لذلك قال نبي الله يوسف ((ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين))، وقال كليم الله موسى ((اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم)) .
وستظل مصر رمانة الميزان في الشرق الأوسط والبوصلة التي توجه العالم الحائر في زمن التخبط والنور الذي يهدي الجميع في الظلام مهما تعرضت للمكائد والمؤامرات، لذا تخرج من كل كبوة تواجهها منتصرة بفضل الله وكرمه.
مصر التي حاولت قوى الشر إسقاطها والتحكم في مقدراتها بعد ثورة عام 2011 نجحت في الصمود في وجه الجميع وخرجت منتصرة مهما أثخنتها جراح الغدر من القريب قبل الغريب وضربت جحافل الإرهاب في مقتل وطهرت أرضها من دنسهم في سيناء والصحراء الغربية ودفعت في سبيل ذلك الكثير من دماء أبنائها الذكية.
ولم تتوقف كتائب الشهداء ولم ينجح المتآمرون في جر شعبها إلى التناحر والانقسام ووقف الجميع صفا واحدا للدفاع عن الأرض والعرض ورفع علم بلدهم خفاقا إلى عنان السماء رغم المشاكل والأزمات الاقتصادية الخانقة التي أنهكت الشعب وتركت ندبات غائرة على وجهه وداخل روحه، لكنه بقي صامدا يدافع عن بلده في أحلك الظروف ولم يتخل عن وطنه رغم معاناته المريرة.
مصر التي راهن الجميع على سقوطها بإشعال الأزمات الاقتصادية أبت السقوط لأنها مؤيدة من الله إكراما لمن فيها من الغلابة والطيبين فلجأ المتربصون إلى سلاح آخر وهو افتعال الأزمات وإشعال الفوضى على حدودها.. ففي الغرب صراع شرس بين القبائل والمرتزقة داخل ليبيا ومن الجنوب الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، ومن الشرق تأجيج نار حرب الإبادة على غزة لإجبار أهلها على الفرار إلى سيناء لتنفيذ مخطط التهجير القذر. ويضاف إلى ذلك المواقف العربية المتخاذلة التي تظهر عكس ما تبطن وتمد يد العون للغرب وتضحي بالمصالح القومية العربية وحولتها إلى شعارات لدرجة أن الملوك والأمراء والرؤساء العرب يهرولون إلى أمريكا وأوروبا بسبب وبدون سبب ويتكاسلون عن المشاركة في القمة العربية التي من المفروض أن تناقش مستقبل ومصالح العرب في عالم ليس للضعيف فيه مكان ويزيدون الطين بلة بمنح تريليونات الدولارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويغدقون عليه الهدايا في الوقت الذي يبخلون فيه على أهل غزة ويرفضون مساعدة المنكوبين من أبناء جلدتهم بل ويتآمرون عليهم مع أعدائهم بلا خجل أو حياء ويظهرون في الأوقات الصعبة للعرب وكأنهم أموات على قيد الحياة ولا يعنيهم سوى تأمين كراسي حكمهم المهترئة التى نخرها سوس الظلم والإهانة والمهانة والنطاعة وحماية أموالهم التي كدسوها في بنوك الغرب بعد أن حرموا منها شعوبهم وضيقوا عليهم.
وفي كل مرة تثبت لهم مصر أنها تمرض ولا تموت وتخرج من كل محنة تتعرض لها أقوى مما كانت بفضل عناية ورعاية الله لها ولكنهم لا يستوعبون الدروس أبدا، لكنها تقول للجميع أنا الدليل الذي يقود الجميع مهما واجهت من مشاكل وتعرضت لمحن ومؤامرات تطبيقا لنص الآية الكريمة: ((فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)).
مصر ستظل إلى يوم الدين حصن العرب وبوصلة الشرق الأوسط وحاضنة الجميع بلا مقابل، لأن هذا قدرها الذي شرفها الله به ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه (( إذا فتح الله لكم مصر فاتخذوا منها جيشا فإنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين)) فمصر هي الدولة الوحيدة التي لا فرق فيها بين المسلم والمسيحي ويحتفل فيها المسيحي برمضان والأعياد الدينية ويحتفل فيها المسلمون بعيدي الميلاد والقيامة ولم تعرف العنصرية إليها سبيلا، بشكل عام اذا استثنينا بعض الموتورين دعاة الفتنة الذين يحاولون شق الصف وإشعال نار الفرقة لكن خابت مساعيهم وذهبت أدراج الرياح، لأنها كما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي هي التي صدرت الإسلام وعلمت القرآن للبلد التي نزل فيه القرآن.
ورغم كل المحاولات والجهود التي تبذل لإضعاف مصر فإنها ستبقى قوية وعزيزة وعصية على الكسر والتطويع والاحتواء لأن من يحفظها ويرعاها هو الله وليس لأحد فضل في ذلك، لأن الله يسخر له من يخدمها ومن يريد كسرها يكسره ويقصمه الله مهما كانت قوته وجبروته، لأنها مصر قلب العالم بلد القرآن وقراء القرآن وستظل عامرة مهما تعرضت للمشاكل فهي البلد الوحيد في العالم الذي يستضيف 10 ملايين لاجئ وليس بها مخيمات والجميع يعيش حياته كأنه مواطن، لأن الله شرفها ذلك وأراد لها أن تكون قبلة الجميع تطعم وتعلم وتعالج وهي مأوي المشردين وستبقى يد الله تسندها إذا مالت وترفعها إذا وقعت وسيجعل لها السيادة على الجميع مهما عصفت بها المشاكل وزادت أعداد المتربصين والكارهين شاء من شاء وأبى من أبى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما الفرق بين الرهن والرهان؟.. أمين الإفتاء يجيب
ما الفرق بين الرهن والرهان؟.. أمين الإفتاء يجيب

صدى البلد

timeمنذ 28 دقائق

  • صدى البلد

ما الفرق بين الرهن والرهان؟.. أمين الإفتاء يجيب

أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الرهن في الشريعة الإسلامية عقد جائز ومشروع، يختلف تمامًا عن الرهان أو المقامرة المحرّمة، مشيرًا إلى أن الإسلام وضع ضوابط دقيقة لكل منهما، حفاظًا على الحقوق ومنعًا للظلم. وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، "الرهن هو جعل شيء مالي كضمان لدَين، بحيث إذا تعذر السداد يمكن لصاحب الحق أن يستوفي منه حقه، وقد ورد في السنة أن النبي ﷺ رهن درعه عند يهودي، فالرهن مشروع ولا حرج فيه، بل يُعد وسيلة لحفظ الحقوق". أمين الإفتاء: الرهن يتم باتفاق الطرفين وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء "الرهن يتم باتفاق الطرفين، ولا يجوز فيه الإكراه، فلا يُجبر الإنسان على رهن شيء لا يرغب في رهنه، لأنه عقد قائم على التراضي، لقوله تعالى:{وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَٰنٌ مَّقْبُوضَةٌ}". وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "أما الرهان أو المقامرة، فهو محرم في الإسلام لأنه مبني على الغرر والمخاطرة، ويأخذ أموال الناس بالباطل، وقد نهى عنه الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}". وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن الرهن ليس كالقرض بفائدة، موضحًا الفرق "الرهن عقد مستقل عن القرض، ويأتي لضمانه فقط، أما إذا كان القرض نفسه فيه زيادة مشروطة (فائدة)، فهذا هو الربا المحرم شرعًا". وشدد على ضرورة فهم حقيقة المعاملات وعدم التسرع بالحكم عليها بمجرد أسمائها، مختتما "لابد أن نفرّق بين الصور المختلفة مثل القرض، الإيجار، التمويل، الاستثمار، أو المضاربة، فكل صورة لها أحكامها، ولا يجوز الخلط بينها دون تحقيق وفهم".

فيلم قصير عن الهجرة النبوية بساحة مسجد الحسين في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد
فيلم قصير عن الهجرة النبوية بساحة مسجد الحسين في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد

صدى البلد

timeمنذ 28 دقائق

  • صدى البلد

فيلم قصير عن الهجرة النبوية بساحة مسجد الحسين في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد

خصصت وزارة الأوقاف خلال احتفالها الرسمي بالعام الهجري الجديد 1447 هـ، شاشة عرض كبيرة بساحة مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، لعرض فيلم قصير يوثق قصة الهجرة النبوية الشريفة، بحضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب لفيف من علماء الدين والقيادات التنفيذية والإعلاميين. ويأتي هذا المشهد ضمن الفعاليات الرسمية التي تنظمها وزارة الأوقاف لإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة، مع استخدام وسائل عرض حديثة تهدف إلى تعزيز التفاعل المعرفي والديني لدى المشاركين، لاسيما من الشباب. استطلعت دار الإفتاء المصرية، بعد غروب شمس اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، 29 من ذي الحجة لعام 1446 هجرية، هلال شهر المحرم لعام 1447 هجرية. غدا بداية شهر المحرم والسنة الهجرية الجديدة 1447 من جانبها أعلنت دار الإفتاء، في بيان لها، أن غدا الخميس 26 يونيو هو أول أيام شهر المحرم وبداية السنة الهجرية الجديدة 1447 هجرية. وبذلك توافق رؤية دار الإفتاء المصرية، ما أعلنته الحسابات الفلكية من أن الخميس 26 يونيو هو أول أيام شهر المحرم 1447 ه. دعاء رؤية الهلال وورد دعاء رؤية الهلال عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ، عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله , عن أبيه طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربى وربك الله. وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ورضوان من الرحمن وجواز من الشيطان.

خالد الجندي: آية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا" تتضمن أبعادا خطيرة
خالد الجندي: آية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا" تتضمن أبعادا خطيرة

صدى البلد

timeمنذ 28 دقائق

  • صدى البلد

خالد الجندي: آية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا" تتضمن أبعادا خطيرة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن آية {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}، لم تكن مجرد توجيه لغوي أو سلوكي، بل كانت بمثابة تثبيت لعقيدة التعلق بإرادة الله، وخدمة عميقة لمعنى التوحيد في الإسلام. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن هذه الآية رسمت قاعدة عقائدية مهمة وهي "قاعدة الاستثناء"، موضحا "الآية مش بس بتحط قاعدة لغوية.. دي خدمت العقيدة بشكل كبير، لأنها بتعلّق الإرادة الكاملة لله وحده، مش بالنفس ولا بالقدرة البشرية". الشيخ خالد الجندي: ربنا بيعلّم النبي والمؤمنين إنك ما تقولش أنا هعمل كذا بكرة وأضاف الشيخ خالد الجندي "ربنا سبحانه وتعالى لما نزل الآية، كان بيعلّم النبي والمؤمنين إنك ما تقولش (أنا هعمل كذا بكرة) إلا لما تقول (إن شاء الله)، لأن الفعل متعلق بمشيئة الله، مش بإرادة الإنسان وحده". وأكد الشيخ خالد الجندي أن التدبر في هذه الآية يكشف أبعادًا إيمانية خطيرة، قائلاً: "دي مش مجرد مسألة أدب، دي مسألة عقيدة.. إنك تبقى دايمًا متعلق بالله في كل أمر، حتى في أبسط الحاجات اللي بتخطط لها". ولفت الشيخ خالد الجندي إلى أن الواقعة التي نزلت فيها الآية أثبتت كذلك أن القرآن ليس من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا: "لو كان القرآن من عند النبي، كان ممكن يجاوب من نفسه ويخلص، زي مثل جُحا لما سألوا عن عدد النجوم فاخترع رقم وقال لهم: اللي مش مصدقني يطلع يعد! لكن الرسول انقطع عن الجواب، لأن الأمر مش بيده، وإنما بيد الله". وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن تأخر نزول بعض الآيات، مثل براءة السيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، كان له نفس الدلالة، موضحا: "نزول الآيات تأخر أكثر من شهر، ليه؟ عشان يؤكد إن الرسول مش بيتصرف من نفسه، وإن القرآن ما بيتنزلش إلا بأمر ربنا، كما قال تعالى: (وما نتنزل إلا بأمر ربك)".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store