logo
اعتداء بولدر الإرهابي

اعتداء بولدر الإرهابي

الدستورمنذ 2 أيام

بجرعة أعلى من الجرأة أو الصراحة، قد يكون الاعتداء الإرهابي الأحد في بولدر إحدى مدن ولاية كولورادو الأمريكية، فرصة للحديث من واشنطن بصراحة عن الإرهاب أيا كان منفذوه أو ضحاياه، وبصرف النظر عن مسوغاته أو سردياته. على غرار أحد أشهر برامج التلفزيون الأردني في العقد الأخير من القرن الماضي، البرنامج الحواري السياسي «من عمّان بصراحة». نذكر بالخير والعرفان، داعم ونجم البرنامج حينها، وزير الإعلام الأسبق الراحل الأستاذ الكبير سمير مطاوع رحمة الله عليه، والقامة الإعلامية والإدارية الكبيرة، من الرعيل المؤسس، الأستاذ إبراهيم شاهزادة، متّعه الله بدوام نعم الصحة والرضى وراحة الضمير والبال.بصراحة أكثر أو أشد، وتيمّنا بمعنى اسم المدينة «بولدر» بالإنجليزية، ورغم فوارق التهجئة بين الإقدام وليس مجرد صراحة الشجعان، قد آن الأوان للتعامل بشكل مباشر وعميق، وعلى نحو لا اعتذارية فيه مع ثلاثة ملفات غاية في الأهمية والخطورة: الأول هو مكافحة الإرهاب، ومن أسبابها ثقافة الكراهية والميل إلى التشدد فالتطرف فالعنف. الملف الثاني الأكثر التصاقا بالأمن والهوية، يتمثل بقوانين ومعايير وضوابط المواطنة والتجنيس والإقامة والعمالة والوفادة، بصرف النظر عن أبوابها كالسياحة أو الدراسة أو الاستطباب أو الاستثمار، وأي مدخل آخر يتم فيه السماح أو غض البصر عن دخول أي فرد بلادا ليست بلاده، سيما إن كان رافضا -بشكل مسبق أو مستدرك، ظاهريا أو باطنيا- رافضا الاشتباك إيجابيا والتفاعل حضاريا مع مجتمعات وثقافات تبقى هي الطرف المضيف لذلك الضيف، لذلك الغريب -ويا غريب كن أديب (أديبا)- الذي يتضح عاجلا أم آجلا، أن البعض لا يريد الاندماج بها، ولا حتى احترامها، أو مجرد تفهّمها والعيش أو التعايش معها بسلام، أو مغادرتها طواعية باحترام. أما الملف الثالث فهو روحي أخلاقي، شكلا ومضمونا. الملف الأخير هو الأكثر أهمية، والأمر لا ينحصر لا بعرق ولا بدين. «إذا الإيمان ضاع فلا أمان».. أتفق فقط مع الشطر الأول من هذا البيت الذي نظمه الشاعر الباكستاني بالأوردو، محمد إقبال في رائعة كوكب الشرق أم كلثوم، «حديث الروح».. السبب يكمن في أن الشطر الثاني «ولا دنيا لمن لم يحيِ دينا» اختلف فيه بعض المتدينين إلى حد تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّمه سبحانه، ومنها الكبائر والعياذ بالله، كالقتل والخطف والاحتجاز والابتزاز، والترويع والتعذيب والاغتصاب، وسرقة الممتلكات الخاصة والسطو على العامة منها، وتخريب مقدّرات الوطن وإنجازاته ومقومات وأركان الدولة.في المنظومة العالمية القائمة في يومنا هذا، أساس النظام العالمي هو الدولة، ومعيارها هو المواطنة والمدنية، السلمية والحضارية. العالم ليس غابة، والدنيا ليست مشاعا. ولا يسمح العقلاء الحكماء مهما انفتحت بلادهم أو فتحت ذراعيها للمهاجر الشرعي وغير الشرعي، بأن يكون المواطن فيها «حرا» في التعبير عن الكراهية والعنف والإرهاب! فما بالك إن كان ذلك الإرهاب إثر مخالفة قوانين العبور أو الإقامة، واستهدف روح البلاد وهويتها ونسيجها لا مجرد سياستها. الإرهابي الذي أقر بجريمته ودوافعه، في منتصف العقد الرابع زعم أنه خبير مالي متخصص بشؤون التجارة العالمية. حل ضيفا في ولاية بعيدة عن مسرح الجريمة، كان حرا في حركته كزائر وربما كمشروع مواطن. تجاوز آداب الضيافة الخاصة بتأشيرة زيارة، ليتقدم بعدها بطلب اللجوء «السياسي»، ومن ثم تصريح عمل قبل نحو عامين. اختار ذلك الذي يريد «اللجوء السياسي» اختار النار كأداة قتل. رصد ضحايا جريمته في متنزه عام، تراوحت أعمارهم بين العقدين السادس والثامن وعلى مرأى من أطفال كادوا لولا ذويهم أن تطالهم يدي الغدر الآثم.وحدها مؤسسات الدولة وهيئاتها الدستورية وأذرعها القانونية هي وحدها التي تعرّف العدالة وما هو حق وخير وصح، وليس كل من هبّ ودبّ، بمن فيهم أولئك الذين يدّعون احتكار الإيمان والحق والحقيقة والمعرفة والفضيلة. ما قام به الإرهابي المجرم فعلة مشينة غير قابلة لإدارة تلك الأسطوانات المشروخة من الأفعال وردود الأفعال.لا مكان في عالم متحضر متمدن للانتقام، أو الانفعالية العنيفة، أو فرض العقائد، أو القناعات على الآخرين. ولا يجوز أبدا تكرار المغالطة السمجة بأن خطأين يساويان صحيحا أو أن جريمتين تسترد فيهما الثانية عدالة أو حقا! لا بل الأمر يبدأ قبل ذلك بكثير، حيث ليس من حق أي كان طرح شأن عام أو خاص، في فضاء عام، كالمتنزهات أو المرافق العامة، ما لم يكن مخولا بذلك مسبقا، ووفق آلية شفافة غاية في الانضباط، وإلا صارت الأمور «سداحا مداحا»، وتمكّن كل صاحب مرض في عقله الأجوف، أو جوفه «ضميره» المختلّ أو المُغيّب، أن يستبيح حرمات الناس فيقصف الناس في دمائهم ويقذفهم في أعراضهم الوطنية أو المهنية أو الشخصية، فللشرف معانٍ أكبر وأسمى من الجسد. بهذا يصبح التخوين والتكفير إرهابا ولو كان هتافا سجعيّا أو يافطة من فوق «بكب»!فيما يخص اعتداء بولدر الإرهابي، ومن قبله المتحف اليهودي في واشنطن قبل أسبوعين حيث قتل «ناشط» يساري إرهابي خطيبين من الوسط الدبلوماسي رميا بالرصاص، أقر كغيري في المهجر عموما، وليس في أمريكا أو الغرب خصوصا، أقر وأعترف أن أول رد فعل عند وقوع عمل إرهابي يكون وللأسف حتى قبل الدعاء بعدم وقوع ضحايا وجرحى، هو رفع الأكفّ بألا يكون المجرم الإرهابي مسلما أو عربيا -أو من جنسية ما «من بلاد العرب أوطاني»، كل حسب موطنه الأصلي- أو حتى أن يكون منحدرا من أصول شرق أوسطية أو أي بلاد أخرى صار فيها ملف الهجرة ملفا أمنيا بامتياز.. عرفت وشهدت في بريطانيا قبل ثلاثة عقود ونيّف من قاموا بتغيير أسمائهم، والادعاء بتحولهم دينيا صادقين أو كاذبين، وحلق لحاهم وصبغ شعورهم بالأصفر، والإنكار كليا أنهم من الشرق الأوسط، كله دفعا للويلات المترتبة على الصور النمطية التي يساهم كل أخرق ومن قبله كل ناعق بتعزيزها، موغلا في إيذاء ما يدعي «نصرته»! المشكلة أبعد وأعمق، وتكمن في أن الاعتذارية كارثية، لأن فيها تبريرا وبالتالي التشجيع لا بل والتحريض.. أيعقلُ مثلا أن تقوم أمّ مكلومة فقدت وحيدها أو وحيدتها في حادث سير جراء سائق مخمور أو متعاطٍ للسموم المسماة المخدرات، أن تقوم مثلا باقتراف أعمال إجرامية إرهابية بحق تلك الفئة -وهذا الجنون بعينه- أو الدعوة وبالقوة عند «التمكين» لحظر الكحول أو السيارات! ماذا تفعل تلك «العقلية» وذلك «الضمير» إزاء الأرقام الصادمة الكاشفة لحقائق من ضمنها كوارث حوادث السير والدهس القاتلة جراء مرض الاختناق أثناء النوم «سلييب آبْنِيا» أو الحرمان من النوم أو الانشغال بالهاتف أو الحديث مع الركاب أو مشاجرة السائق «المعصّب» لخياله، وليس السائقين وحتى المشاة!إن تم التعامل بأمانة وقوة، و «إنّ خير من استأجرت القوي الأمين»، إن تم التعامل مع هذا الملف الأخير بأسلوب استباقي وقائي، من اليسير تذليل جميع المعيقات التي تحول دون تصويب الأخطاء الكارثية التي نهشت بالملفين الأول والثاني.طبعا لا ننسى الإعلام، ولا أقول هذا لأنه البيت أو المحراب، القلعة أو المنارة، أقول الإعلام أولا ودائما لأنه بلغ حدا استوجب المحاسبة الجنائية لا مجرد القضائية أو المهنية، لأن الكلمة والصورة، الصوت الطبيعي والصورة الانطباعية «إموجي» و»بلاوي» الذكاء الاصطناعي تحمل الكثير من الفرص والتحديات والثغرات والمهالك، ولها أكرس مقالة بعون الله في يوم قريب.بعض نشرات الأخبار وبرامجها، وما تعرضه بعض المحطات من تفاعلات الجمهور، لا تخلو في حقيقة الأمر من محتويات يفتعلها ناشطون مغرضون لا صحفيين محترفين ولا متابعين عاديين، يعرفون كيف يوظفون البرمجيات ويصنّعوا المحتوى المسموع والمرئي، ويغلّفوه ويروجوه حتى يصير«ترندا» حارقا خارقا متفجرا..أردت قول ما بين السطور دون أن أذكر اسم المجرم أو أي تفاصيل لفعلته الإرهابية النكراء في بولدر بولاية كولورادو الأمريكية التي يحبها الكثير من الأردنيين «الغوالي»..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حاكم الطعجان يكتب : "عيد الأضحى المبارك… فرحة الأمة وعهد الوفاء"
حاكم الطعجان يكتب : "عيد الأضحى المبارك… فرحة الأمة وعهد الوفاء"

أخبارنا

timeمنذ 25 دقائق

  • أخبارنا

حاكم الطعجان يكتب : "عيد الأضحى المبارك… فرحة الأمة وعهد الوفاء"

أخبارنا : في رحاب عيد الأضحى المبارك، تتجدد معاني الخير والإيمان، وتحلُّ علينا نسائم الرحمة والمحبة، فنُقبل على هذه الأيام الفضيلة بقلوب يملؤها الرجاء بأن يعمّ السلام أمتنا الإسلامية والعربية، وأن يتجدد اللقاء في ظل السكينة والوحدة. وإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن نرفع في هذه المناسبة الطيبة أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الأمتين العربية والإسلامية، سائلين المولى أن يعيده على الجميع بالأمن والإيمان، والخير والعرفان، وأن يبقى العيد رمزًا للصفح والتسامح والتضحية في سبيل ما هو أسمى. وفي مقدمة المهنئين، نرفع أكفّ الدعاء والولاء والتهنئة لمقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، القائد والملهم، وسليل الدوحة الهاشمية المباركة، الذي يقود الوطن بعزم لا يلين وحكمة راسخة. وإلى سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حامل الأمانة، وراعي طموحات شباب الوطن، شريك المسيرة وركن المستقبل، نبعث بخالص التبريكات والدعوات أن يوفقه الله لما فيه خير الأردن وأهله. كما نهنئ الأسرة الهاشمية الكريمة، رمز الأصالة والنسب الشريف، ونتوجّه بالمعايدة إلى شعبنا الأردني الوفي، الأهل والعزوة، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، أولئك الذين يصونون الأرض ويحمون النسيج الوطني بالتفافهم حول القيادة ووفائهم لوطنهم العزيز. ولا تكتمل فرحة العيد دون أن نتوجّه بقلوبنا إلى أهلنا الصامدين في فلسطين الحبيبة، وفي غزة الأبية، حيث البطولة تسكن كل بيت، والصبر يعلو على الجراح. نبعث إليهم تهنئةً ممزوجةً بالفخر والدعاء، بأن يرزقهم الله النصر القريب، ويزيل عنهم الغمة، وتُرفع راية فلسطين عاليةً حرةً مستقلة، فأنتم في القلب، في الدعاء، وفي الوجدان. عيد الأضحى، في معانيه، لا يكتفي بالفرح والمباركة، بل يحمل رسالة عظيمة عن الصبر والإيمان، عن التضحية لأجل الغير، عن التمسك بالقيم رغم الشدائد. فليكن هذا العيد بوابةً جديدة نُجدّد فيها الولاء والانتماء، ونستقبل المستقبل بمزيد من الإيمان بأن القادم أجمل، وأن النصر قريب، بإذن الله. كل عام وأنتم بخير، وكل عام والأردن بقيادته وجيشه وشعبه بألف خير، وكل عام وفلسطين أقرب إلى فجر الحرية والنصر.

المومني: الأضحية شعيرة إسلامية عظيمة تُجسد معاني الطاعة والتكافل الاجتماعي
المومني: الأضحية شعيرة إسلامية عظيمة تُجسد معاني الطاعة والتكافل الاجتماعي

أخبارنا

timeمنذ 25 دقائق

  • أخبارنا

المومني: الأضحية شعيرة إسلامية عظيمة تُجسد معاني الطاعة والتكافل الاجتماعي

أخبارنا : قال الباحث في الفقه والسياسة الشرعية الدكتور قتيبة رضوان المومني، إن الأضحية تمثل شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، تجمع بين المعنى التعبدي والتكافل الاجتماعي، وتُعد إحياءً لسنة خليل الله إبراهيم عليه السلام. وفي حديث لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، أكد الدكتور المومني أن الأضحية عبادة فيها خضوع للمعنى التعبدي الذي فيها كعبادة من العبادات، مبينا أن من المعاني السامية المتعلقة بالأضحية إحياء معنى الضحية العظمى التي قام بها إبراهيم عليه السلام، إذ ابتلاه الله بالأمر بذبح ابنه، ثم فداه بذبح عظيم، بعد أن سعيا بصدق لتحقيق أمر الله تعالى. وأشار، أن في الأضحية المواساة للفقراء والمساكين وإدخال السرور على الأهل والعيال أيام العيد، مما يقوي الروابط الاجتماعية بين الناس، مؤكدا أن الأضحية تهذيب للنفس وحثها على البذل والعطاء وإبعادها عن الشح والبخل. وبسؤاله عن وقت التضحية؛ قال المومني "يبدأ وقتها بعد دخول وقت صلاة عيد الأضحى، ومضي قدر ركعتين وخطبتين، وينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد، مبينا أن أفضل وقت لذبحها بعد الفراغ من صلاة العيد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شيءٍ) "متفق عليه"، لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» (آل عمران: 133)، والمقصود المسارعة إلى العمل الصالح الذي هو سببٌ للمغفرة والجنة. وبين، أن حكم الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، ويكره تركها للقادر، وتصير الأضحية واجبة لسببين: الأول: تصبح واجبة بالنذر: ولا يجوز لمن نذر أن يضحي، أن يأكل من أضحيته، ولا أن يطعم منها أهل بيته الذين تلزمه نفقتهم، فإن أكلوا شيئاً منها وجب عليهم التصدق بمثله أو بقيمته، ومن نذر أن يضحي بشاة معينة، وخرج الوقت قبل أن يفعل لزمه ذبحها قضاءً، أما السبب الثاني: تصبح واجبة بالتعيين، وذلك بأن يشير إلى ما هو داخل في ملكه من الدواب التي تصلح للتضحية، فيقول هذه أضحيتي أو سأضحي بهذه، فتجب الأضحية حينئذٍ. وبسؤاله عن وجوب الإمساك عن قص الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي، أكد أنه يستحب لمن أراد أن يضحي أن يمتنع عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره، ولا يجب عليه ذلك، وتصح الأضحية ممن قص شعره أو أظافره، ولكن فوت عليه أجر السنة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ". وقال المومني، إن المخاطب بالأضحية كل مسلم بالغ عاقل مستطيع، وتتحقق الاستطاعة بأن يملك قيمتها زائدة عن نفقته ونفقة من هو مسؤول عنهم خلال يوم العيد وأيام التشريق، ويشترط فيها بلوغها السن المعتبر، وسلامتها من العيوب، مضيفا أن السن المعتبر في الأضحية بالنسبة للابل أن تكون قد أتمت خمس سنوات وطعنت بالسادسة، وفي البقر اتمامها سنتين وطعُنت بالثالثة، وفي المعز اتمامها سنتين وطعُنت بالثالثة، وفي الضأن أن تكون قد أتمت سنة وطعُنت بالثانية، ويرخص في الضأن ما أتم ستة أشهر فما فوق، على أن يكون قد أجذع (بأن أسقط مقدم أسنانه) وكان سميناً عظيم اللحم، وقد أجاز بعض العلماء في المعز أن يتم سنة ويطعُن في الثانية. وبسؤاله عن العيوب التي لا تجزئ في الأضحية، بين أن الاشتراط فيها سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم أن تكون سالمة من العيوب التي من شأنها أن تسبب نقصانا في اللحم؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والعجفاء التي لا تنقي) (رواه أبو داود والترمذي). وفي تفصيل العيوب التي ذكرت في الحديث، بين المومني أن العوراء البين عورها هي الفاقدة لإحدى عينيها بحيث لا تبصر بها، وأما الإصابة الخفيفة في إحدى العينين التي لا تُفقدها الإبصار بها فلا تمنع من جواز التضحية، وأما المريضة البين مرضها فلا تصح التضحية بالمريضة مرضاً ظاهراً يمنعها من الأكل والحركة، ومن الأمراض البينة "الجرب" فهو مرض يؤثر على اللحم ويفسده، وأما العرجاء البين عرجها فلا تجزئ لأن عرجها مؤثرا في مشيها وذهابها إلى الرعي وطلب الطعام والماء مما يؤثر في نقصان لحمها، ويستثنى من ذلك العرج الخفيف الذي لا يؤثر على طلب الرعي فلا يؤثر في جواز الأضحية، وأما العجفاء التي لا تنقي فهي التي لا مخ في عظامها، لذهاب مخ عظامها من شدة الهزال والضعف، وضابط العجف غير المجزئ هو الذي يفسد اللحم بحيث تأباه نفوس المترفين في الرخاء والرخص. وعن شروط الذبح، قال المومني يشترط عند ذبح الأضحية أن يكون الذابح مسلما أو كتابيا، ويشترط قطع الحلقوم (مجرى التنفس) والمريء (مجرى الطعام)، وأن تكون آلة الذبح محددة أو تخرق بحدها لا بثقلها، وأن تكون حياة الحيوان مستقرة عند ابتداء الذبح. وعن جواز اشتراك أكثر من مضحي في أضحية واحدة، بين جواز الاشتراك في الإبل أو البقر، فكل من الإبل والبقر يجزئ عن سبعة، وأن الشاة لا تجزئ إلا عن واحد وأهل بيته الذين يعولهم، فلا يجوز الاشتراك في الشاة الواحدة على سبيل الأضحية، والبديل عن ذلك بأن يسهم من يريد المساعدة بجزء من المال، ولكن على سبيل الهبة لمن يريد أن يضحي، وليس على سبيل المشاركة في الأضحية، والهبة لها ثوابها وأجرها عند الله. وفيما يتعلق بالأضحية عن الميت، قال المومني إذا أوصى الميت بالتضحية عنه فيجب الوفاء بوصيته وهي جائزة بلا خلاف، أما إذا لم يوص، فجمهور الفقهاء من المذاهب الاربع قالوا، إنها جائزة وان لم يوص بها الميت، ويصل ثوابها إليه بإذن الله تعالى، وهذا الرأي تبنته دائرة الإفتاء الأردنية، فالموت لا يمنع التقرب عن الميت، بدليل أنه يجوز أن يتصدق عنه ويحج عنه، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عمن لم يذبح من أمته، وإن كان منهم من قد مات قبل أن يذبح، فدل أن الميت يجوز أن يتقرب عنه. وبسؤاله عن جواز إعطاء الجزار من اللحم على سبيل الأجرة لقيامه بتقطيع وذبح الأضحية، بين أنه لا يجوز إعطاء الجزار من اللحم على سبيل الأجرة، ويجوز أن يُعطى هدية أو صدقة، مضيفا أنه يجب على المضحي أن يتصدق ولو بمقدار ما يتمول به الفقير ويقدر بكيلو من اللحم، حيث يشترط لصحة الأضحية أن يتصدق منها على الفقير بتمليكه أقل مقدار الواجب، وأن يكون لحماً نيئاً قبل الطبخ. أما حدود الانتفاع بالأضحية، قال المومني انها أما أن تكون منذورة أو تكون أضحية تطوع، فالأولى لا يجوز لمن نذر أن يأكل من أضحيته، ولا أن يطعم منها أهل بيته الذين تلزمه نفقتهم، فإن أكلوا شيئاً منها وجب عليهم التصدق بمثله أو بقيمته ومن نذر أن يضحي بشاة معينة، وخرج الوقت قبل أن يفعل لزمه ذبحها قضاء، وأما أضحية التطوع فيجوز أن يأكل من لحمها ويتصدق على الفقراء ويهدي الأغنياء والواجب أن يتصدق ولو بجزء يسير منها والأفضل أن يأكل منها للبركة وخروجاً من خلاف من أوجبه من العلماء. وبين أن الأفضل أن يُقسِّمها أثلاثاً يتصدق بثلث على الفقراء وثلث يأكل أو يدخر له ولأهل بيته، ويهدي ثلثاً للأصحاب والجيران وإن كانوا أغنياء، مشيرا إلى جواز انتفاع المضحي بكل أجزاء الأضحية من جلد وشعر وصوف ووبر، والانتفاع يكون باستخدامه أو التصدق به أو هبته، ولا يجوز له أن يبيعه. ونوه المومني بأنه يحرم على المضحي استبدال أو بيع شيء من الأضحية، سواء كانت الأضحية منذورة أو متطوعا بها، ويحرم استبدال جلد الأضحية غير المدبوغ، بآخر مدبوغ؛ لأنه صورة من صور البيع فلا يصح ذلك، مبينا جواز شراء الأضحية بالتقسيط أو استدانة ثمنها ولكن لا يستحب فعل ذلك من الفقراء لأنهم غير مطالبين بالأضحية، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. وأضاف: يجوز التوكيل بذبح الأضحية، سواء كان التوكيل لشخص أو جمعية خيرية، وسواء كان داخل البلد أو خارجه، بشرط أن يلتزم الوكيل بشروط الأضحية من حيث السلامة من العيوب، والعمر ووقت الذبح والتوزيع، والأفضل للمضحي أن يباشرها بنفسه ليتحصل على كامل ثواب وبركة الأضحية، مشيرا إلى أنه لا يصح ذبح الأضحية إلا بعد تملكها تملكا تاما بعقد صحيح لا جهالة فيه، فلابد من الاتفاق على ثمن محدد للأضحية قبل الذبح. --(بترا)

يوم عرفة..تكافل وتضافر بالدعاء والذكر بين الحجاج من الجنسيات كافة
يوم عرفة..تكافل وتضافر بالدعاء والذكر بين الحجاج من الجنسيات كافة

أخبارنا

timeمنذ 25 دقائق

  • أخبارنا

يوم عرفة..تكافل وتضافر بالدعاء والذكر بين الحجاج من الجنسيات كافة

أخبارنا : جبل عرفة - قبل بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، كانت أفواج حجاج البيت الحرام تملأ الشوارع من خيامهم المخصصة على عرفات باتجاه جبل عرفات وأيديهم مرفوعة للسماء، مرددين بصوت واحد "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إن الحمد والنِّعمةَ لك والملك، لا شريك لك". فلم تغب عن وجوه الحجاج دموع الفرح بالموقف العظيم الذي رزقهم الله به؛ لتختلط المشاعر عليهم في أكثر المشاهد الدينية تأثرًا. وتكرر الدعاء والرجاء للأمة العربية بالنصر والفرج ووقف القتل في أهل غزة وحماية المسلمين في جميع بقاع الأرض، على لسان الحجاج يوم عرفة، إلى جانب حفظ بلاد الحرمين وبلاد المسلمين كافة، وذلك في وقفة عظيمة يتجلّى فيها الدعاء والتضرع إلى الله في مشهد يعكس الصفاء الروحي والسكينة لما يحتله المكان من مكانة عظيمة لدى الأمم. الحاج محمد أبو خضير، وهو إعلامي من دولة فلسطين، قال إن الشعور في يوم عرفة عظيم تختلط المشاعر فيه بين الفرح والحزن، فرح المكان وتأدية هذه الفريضة العظيمة، وحزن أحوال المسلمين، خاصة في الدول التي تعاني من الحرب، مثل غزة وآلة الحرب المستمرة على شعبها الأعزل. وأضاف، أن الدعاء لم يخص الحاج بنفسه ولأهل بيته فقط بل توسع ليشمل الأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني في ظل الحرب التي يعانون منها بأن يطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف، مشيراً إلى أنه توجه بالدعاء إلى تقبل الحج هذا العام وأن تزال الغمة عن بلادنا بحلول عرفة العام المقبل. وقال الحاج الدكتور عبد المجيد صباغ من السعودية، إن يوم عرفة من أعظم النعم التي يتمناها المسلم لما فيها من أجر وثواب، ويوم عرفة له أهمية كبيرة في قلوبنا وانطباع خاص في نفوسنا من جميع النواحي، خاصة ما يحققه من المعنوية العالية كون الجميع على عرفة على قلب واحد في تراحم وتألف. وأشار إلى حجم سعادة أهل مكة في خدمة حجاج البيت الحرام وما يقدمونه لهم من مساعدة ورعاية ضيوف بيت الله طوال فترة أداء المناسك. وعبر الحاج خالد من باكستان عن سعادته الكبيرة في الوقوف بعرفة ومن حجم الحضور والإمكانات والتنظيم والإدارة والكوادر منذ بدء الرحلة في أداء مناسك الحج . وقال الحاج زكريا ملاحفجي من الجمهورية السورية، إنه شعور جميل فيه روحانية عندما تقف على عرفه تدعي وبجانبك أخوانك المسلمين بمختلف أعراقهم وأجناسهم وأطيافهم. وأكد، أن الدعاء تركز في يوم عرفة على المستضعفين من المسلمين والمهجرين في دول عدة والدعاء لهم بالخلاص من اللجوء والعودة إلى دولهم وبيوتهم وإنهاء مأساتهم. وبين، أن الدعاء على عرفات اليوم يمثل حالة من التكافل والتضافر حتى في الدعوات والشعور بين الشعوب في تبادل التهاني والتبريكات بالحج. وقال الحاج جمال أحمد بخيت من مصر "دعوت للأمة العربية بالنصر والفرج والأمان لشعوبنا في ظل ما تتعرض له هذه الفترة" . وأضاف، أن الشعور كبير وعظيم وأنت بين هذه الحشود التي جاءت من كل مكان لترفع أكف الدعاء وتطلب من الله تعالى أن يصلح الحال ويرفع شأن الأمة وأن يرفع الظلم والحرب عن أهل فلسطين وغزة. الحاج محمد الزعبي من الأردن، قال إنه شعور لا يوصف في الوقوف على عرفة لما للمكان من أهمية عظيمة كونه الركن الأعظم في الحج، مشيراً إلى أنه انتظر حتى الصباح بلا نوم ليكون قبل بزوغ الشمس في جبل عرفات ورفع يديه للدعاء لكل الأهل والأصدقاء والشعوب العربية والإسلامية. وأشاد بحجم التنظيم والإدارة لمواقع ومراحل الحج من قبل الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية التي كانت حاضرة في كل موقع للتسهيل على حجاج العالم الاسلامي. --(بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store