logo
عبدالله العتوم

عبدالله العتوم

عمونمنذ 12 ساعات
كنتُ أسمع باسمك يا عبدالله العتوم منذ سنين طويلة؛ اسمٌ حاضر في المجالس والذاكرة. غير أن اللقاء لم يجمعنا إلا مؤخرًا، حين جاءت جمعة الأصدقاء لتفتح نافذةً للقرب، وتشـاء الأقدار أن نلتقي وجهًا لوجه.
جلستُ معك، وقد تجاوزت السبعين من عمرك، تحمل على ملامحك بصمات السنين وعبء التجارب، لكنك استقبلتني بابتسامة صافية تُضيء الوجه، وقلت لي مبتسمًا:
"يا عمي… ليش ما عرفتك من زمان؟"
ثم أضفت بمحبة صادقة:
"أنا بتابعك وبقرأ مقالاتك في عمون."
كانت كلماتك بسيطة في ظاهرها، عميقة في أثرها، تُشعرني أن ما يخرج من القلب لا بد أن يبلغ القلوب.
تلك الليلة كانت مختلفة… جلسنا وسهرنا، وضحكنا ودبكنا، وحين ارتفعت الأهازيج التفتَّ إليّ مبتسمًا وقلت:
"هاي سهرة من العمر."
وبالفعل، كانت سهرةً من العمر، لحظة صافية خزّنتها في القلب.
وفي غمرة الفرح، أمسكتُ بيد العم عبدالله، وبدأنا ندبك معًا، وأقدامنا تخبط الأرض بقوة كأنها تُعلن الفرح. عندها اقترب مني ابن عمي "أبا فرح" هامسًا:
"دير بالك… بلاش يفرط من بين إيدينا، ترى العم عبدالله صحته مو على ما يرام."
جملة قصيرة، لكنها حملت كل معاني الخوف والمحبة، كأنها دعاء بأن يبقى هذا القلب الكبير حاضرًا بيننا، رغم تعب الجسد ووهن الصحة.
ومنذ ذلك الحين، لم تنقطع اتصالاته بي، حتى وأنا في دبي؛ يسأل ويطمئن، رغم معاناته مع المرض. كان صوته دائمًا يفيض حنينًا صادقًا، وشوقًا لا تُقاس به المسافة.
ياه يا عم عبدالله… تماسك، "ولا تفرط"، فأنا قادم لنسهر معًا، وندبك، ونأكل من عنب وتين الأرض التي نحب.
لقد علّمتني أن القلوب الكبيرة لا يحدها عمر، ولا تقيّدها صحة، وأن الوفاء يظل أكبر من كل تعب.
أدعو الله أن يمنحك العافية، ويطيل عمرك على الخير، ويبقيك بيننا نورًا وذاكرة لا تُمحى. فأمثالك يا عم عبدالله، هم الذين يمنحون للحياة طعمًا آخر، وللصداقة معنى لا يزول.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأستاذ الدكتور جهاد العامري .. مبارك التعيين بمنصب عميد كلية الفنون
الأستاذ الدكتور جهاد العامري .. مبارك التعيين بمنصب عميد كلية الفنون

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

الأستاذ الدكتور جهاد العامري .. مبارك التعيين بمنصب عميد كلية الفنون

عمون - بكل فخر واعتزاز، يقدم الأهل والأصدقاء والأقارب أحر التهاني والتبريكات الأستاذ الدكتور جهاد العامري بمناسبة صدور قرار مجلس الأمناء بتعيينه عميدا لكلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية. يأتي هذا التعيين تقديرا لمسيرتك الأكاديمية المتميزة، وجهودك الكبيرة في خدمة العلم والمعرفة، وإسهاماتك البارزة في مجال الفنون، والتي كان لها الأثر الواضح في الارتقاء بالعمل الأكاديمي والإبداعي داخل الجامعة وخارجها. نسأل الله أن يوفقك في مسؤولياتك الجديدة، وأن يجعلها مرحلةً حافلة بالإنجاز والعطاء، وأن يكتب لك المزيد من النجاح والتألق. مبارك لك هذا الإنجاز المستحق، ومنها للأعلى دائمًا، بإذن الله.

وفاة "القاضي الرحيم" بعد رسالة مؤثرة من على فراش المرض حديث مواقع التواصل الإجتماعي...استمع
وفاة "القاضي الرحيم" بعد رسالة مؤثرة من على فراش المرض حديث مواقع التواصل الإجتماعي...استمع

عمان نت

timeمنذ 6 ساعات

  • عمان نت

وفاة "القاضي الرحيم" بعد رسالة مؤثرة من على فراش المرض حديث مواقع التواصل الإجتماعي...استمع

تفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي بعد إعلان الحساب الرسمي لأخبار القاضي الأميركي فرانك كابريو، المعروف عالميًا بلقب "القاضي الرحيم"، وفاته مساء الأربعاء عن عمر 88 عامًا، بعد معركة طويلة وشجاعة مع سرطان البنكرياس. إستمع الآن ف كتب سامي : رحمه الله رحمة ً واسعةً لقد كان مثالاً للعدل في وقت ٍ ضاع فيه العدل !! ورمزاً للرحمة في وقت ٍ تلاشت فيه الرحمة !! ونموذجاً للإنسانية في عالمٍ فقد كثيراً من إنسانيته !! وأبو صافي كتب : رحمة الله عليه كان قمة الاخلاق والانسانيه ومخافة الله في قلبه وكان محبوب من قبل جميع الناس وعلق الخبير والمحلل عمر الرداد : كان رحيما بما يكفي لنطلب له المغفرة والرحمة، كما قال في آخر أيامه، نموذجا كان في ترجمة انسانيته، فاحبه الجميع، بإمكانك ان تكون مثله دون أن تكون قاضيا. كما ويُذكر أن فرانك كابريو اعتزل في كانون الثاني الماضي مقاعد القضاء بعد مسيرة استمرت 40 عامًا، حيث اشتهر بأحكامه الرحيمة التي جعلت جلساته محط أنظار العالم، ولقبه بـ"القاضي الرحيم" رمزًا للعدالة الإنسانية والرأفة. ف أضاف باسل: لقد ترك بإنسانيته وعدالته بصمة مضيئة في قلوب الناس، وأثبت أن الرحمة أسمى ما في العدالة. وكتب جرجس : بعد صراع شجاع مع السرطان، يترجل الرجل الذي علّمنا أن القانون يمكن أن يكون قلباً نابضاً بالرحمة، لا مجرد نص جامد. خلال أكثر من أربعة عقود من مسيرته، لم يكن ينظر فقط إلى المخالفة، بل إلى ظروف الإنسان خلفها. بضحكته الحنونة وكلماته الدافئة، مسح دموع الكثيرين، ومنحنا درساً خالداً: أن العدالة الحقيقية هي التي ترفع الإنسان ولا تكسره. ترك إرثاً سيبقى يذكره العالم طويلاً لروحه الرحمه والسلام وكان كابريو قاضيا في محكمة بروفيدنس البلدية لمدة 38 عاما ، واشتهر على الإنترنت وجمع أكثر من 26 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به، وحققت مقاطعه أكثر من 10 مليارات مشاهدة حول العالم بسبب طبعه الفريد والرحيم، ويعرف عالميا باسم "أطيب قاض في العالم"، وفقا لموقع رسمي تابع لكلية "بروفيدنس" الأميركية. كان هذا ابرز ما تفاعل معه رواد مواقع التواصل لهذا اليوم...

فرانك كابرينو ورضوان السعد
فرانك كابرينو ورضوان السعد

عمون

timeمنذ 8 ساعات

  • عمون

فرانك كابرينو ورضوان السعد

في أيلول من سنة ألفين وتسعة عشر، نعى جلالة الملك عبدالله الثاني طبيب الفقراء الدكتور رضوان السعد الذي شيّعه الالاف من سكان اربد خاصة والمملكة عامة، وجلالته الذي كان أمامه جدول أعمال مزدحم حين كان آنذاك في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثنى في تغريدة له عبر تويتر على جهود السعد وشاهد حجم الحب الذي أحاطه به الناس من كل جانب، لا لشيء إلا لأنه كان إنسانًا قبل أن يكون طبيبًا، وفي ذلك فهمنا إشارة جلالته إلى أن الأردن لا يخلو من الطيبين وأن العطاء فيه أمر مؤصّل بين مختلف فئات شعبنا الأردني العظيم. بالأمس توفّي القاضي الأمريكي الشهير "فرانك كابرينو" وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بنعيه بعبارات كان القاسم المشترك فيها هو حجم الحب الذي تجاوز الحدود والقارات والدول والديانات الذي حظي به كابرينو الأمريكي كما حظي به رضوان السعد الأردني، وإذا كنا نعرف السعد من خلال أعماله ولقاءاتنا العابرة به في وقت لم نعرف ولم نلتقي كابرينو، فأين السر وكيف يمكن للإنسان أن يجمع الناس من حوله على اختلاف مشاربهم وفي هذا منطلق المقارنة. الحزن على وفاة كابرينو أعاد للأذهان حقيقة أن الإنسانية تسمو على ما سواها، وأنها العملة الوحيدة والثروة التي يمتلكها المرء والباقية أبد الدهر بل والتي تحفظ اسمه وسيرته حية في ذاكرة بني البشرية جمعاء، وفي معرض هذا الكم الهائل من حجم الحزن الصادق على وفاة هذا القاضي الذي آمن بأن حقيقة ما يتحدث به الناس من سعادة الحياة وطيبها وغبطتها ونعيمها إنما تتجسد في العثور على من يَصدُقك الود وتصدُقه دون أن يتجاوز ذلك إلى ما وراءه من مآرب وأغراض، وأن يكون شريف النفس، فلا يطمع في غير مطمعٍ، وشريف القلب فلا يحمل حقدًا ولا يحفظ وترًا، ولا يحدِّث نفسَه في خلوته بغير ما يحدث به الناس في محضره، وشريف اللسان فلا يكذب ولا ينُمُّ ولا يُلِمُّ بِعِرضٍ ولا ينطق بهُجرٍ، شريفَ الحب فلا يحب غير الفضيلة ولا يبغض غير الرذيلة. سئل أحدهم «هل تَعُدُّ نفسك سعيدًا؟» قال: «نعم، لأنني قانعٌ برزقي، مغتبطٌ بعيشي، لا أحزن على فائتٍ من العيش، ولا تذهب نفسي حسرةً وراء مطمع من المطامع، فمن أيِّ باب يخلُص الشقاء إلى قلبي؟»، ورُوي أن ابن «سِينَا» كان يسأل الله أن يهبه حياةً عريضةً وإن لم تكن طويلةً؛ ولعله يعني بالحياة العريضة حياةً غنية بالتفكير والإنتاج؛ ويرى أن هذا هو المقياس الصحيح للحياة؛ وليس مقياسَها طولُها إذا كان الطول في غير إنتاج؛ وأظن جازمًا أن هذا اليقين كان أكبر سببٍ في عزاء وراحة نفس كابرينو من الهموم والأحزان فما ما نزلت به ضائقةٌ، ولا هبَّت عليه عاصفة من عواصف هذا الكون إلا انتزعه اليقين من بين مخالبها وهوَّنها عليه، حتى لم يكن ليشعر بوقعها، وهكذا كان وجوده في قلوب الناس مستقرًا وصادقًا وواقعًا، فيا له من كنز ثمين حظي به الرجل ليتنا ننل بعضًا أو جزءًا منه. كابرينو ورضوان السعد كل منهما صنع صنعًا عظيمًا قوامه الحب ولا شيء سواه، فبالحب كان كل منهما كبيرًا وبالحب كانا مختلفان عن غيرهما وبعدالته وانسانيتهما حازا رضا ومحبة الناس أجمعين، ومن تلك الدروس والعبر المستفادة منه لعلها توقف الكثيرين منا أمام بعض تصرفاتنا وسلوكياتنا التي أصبحنا للأسف نراها صباح مساء ولا تمت لنا ولا لقيمنا ولا لعاداتنا بصلة تُذكر، ولهذه السلوكيات صور وأشكال عديدة نراها في الشارع والعمل ونواجهها مع البائع والتاجر ومع السائق، وكل ذلك يعيدني لأستحضر مضامين كتاب" مجتمع الكراهية" سعد جمعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store