
حركة «الإخوان» والحظر العربي المُغّيب !
إذا كانت الأحداث الأخيرة في الأردن تفجر الغضب الأمني والسياسي ضد حركة «الإخوان المسلمين»، ونشاطها وأهدافها، فكيف تمضي الحرب الفكرية مع جماعة الإسلام السياسي من دون إجماع عربي لحظر حركة «الإخوان» على مستوى الجامعة العربية؟
بانفضاح مخطط «الإخوان المسلمين» في الأردن مؤخراً، واعتقال الخلية الإرهابية لجماعة الإسلام السياسي، تكون حركة «الإخوان» تلقت ضربة قاصمة، لكن هذا لا يعني انتهاء مخططات المؤامرات لحركة «الإخوان» المسلح، والديني المسيّس في الوطن العربي والعالم ككل.
الحكومات العربية التي لم تزل تبجّل سياسة المواربة، والمداراة، تقع في خطأ سياسي قاتل في حساباتها، ونعومة قراراتها مع حركة «الإخوان»، وتعرّض مصالحها القومية للخطر، وتغامر في شعوبها نحو هاوية الاضطرابات، والشغب، والعصيان، والثورات، والتضليل الديني.
فجولة حركة «الإخوان» في الأردن لن تكون الأخيرة، وقد تكون جولة اختبار لنبض الشارع العربي والإسلامي في ظل تطورات سياسية متسارعة مصحوبة بالتوتر العسكري حول قطاع «غزة»، وتطورات لافتة من قبل حركة «حماس» وهي الجناح الفلسطيني لحركة «الإخوان»، التي بادرت في تأييد «حمساوي» لعملية الأردن!
الكويت، كما هو معروف، لديها تنظيم نشط ومنظم جداً لجماعة «الإخوان المسلمين»، ولهم تاريخ في التقلبات، والتكيف مع الظروف والتطورات الاجتماعية والسياسية، بالرغم من مزاعم الانشقاق عن التنظيم الدولي للإخوان بعد الغزو العراقي.
تعد جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت؛ التي تمثل «الإخوان المسلمين»، مظلة «الحركة الدستورية الإسلامية»، بعد تغيير اسمها بعد تحرير الكويت، على حين اسم الجمعية في عام 1952 كان جمعية الإرشاد الإسلامية، وكان للجمعية مواقف متزمتة ومتشددة اجتماعياً وسياسياً وتعليمياً.
لقد وثّق أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي السابق الدكتور عبدالله سليمان العتيقي، موقف «الإخوان» في «مذكرة رسمية» رفعتها الجمعية إلى أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم في عام 1959 بشأن الاعتراض على ابتعاث المواطنات الكويتيات إلى الغرب، بسبب «مفاسد المدينة الغربية»، والاعتراض على «إرسال البنات في بعثات تعليمية إلى جامعات أوروبا وغيرها من البلاد التي يباح فيها الاختلاط، والخلوات... والتأثير الضار على أخلاقهن»، على حدِّ تعبيرهم!
ومع ذلك، فإن موقف «الإخوان» تغير في 16 مايو 2005، حين صوتوا بمجلس الأمة لصالح منح المرأة حقوق الترشح والانتخاب، بعدما أدركوا أهمية القاعدة النسائية في تعزيز حضورهم الانتخابي، مما سمح لهم بتمدد نفوذهم في المجتمع، والمدارس، والأجهزة الحكومية، وجمعيات النفع العام، بعد التصويت ضد نفس المشروع في عام 1999!
دور حركة «الإخوان المسلمين» ليست هوامش في الحياة السياسية حتى نترك الهوامش، ولا نركز عليها، فدور «الجماعة» يأتي أحياناً برغبة اختبار نبض الشارع بغطاء فقهي، وأحياناً بغطاء مسلح؛ بغية تحقيق الانقضاض على الصراعات والنزاعات، والأحداث، بمختلف اتجاهاتها، وطبيعتها لصالح «الإخوان».
قبل أيام، اقتنص القيادي في حركة «الإخوان» في الكويت السيد طارق السويدان فرصة معرض «الكتاب الإسلامي» الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي، لتمرير ذكر أحد قادة الإخوان؛ وهو مواطن خليجي اختار جادة التمرد الديني، والتحريض السياسي، في حين جرى تجاهل متعمد لمراجع فقهية أخرى أكثر رصانة من الكتاب المزعوم!
وفي سياق آخر، شاهدنا تسجيلاً مسرباً بثته قناة «العربية» للسيد السويدان يتحدث عن «تدريب 70 ألف شاب في السودان»، وعن «حرية» الجماعة في الكويت!
طارق السويدان ينتظر أن تؤتي «التجربة السودانية» ثمارها، والحمد الله أنها آتت ثمارها الطيبة حيث تمزقت السودان من انفصال الجنوب إلى حرب بين الجيش والدعم السريع والآتي أعظم، فهنيئاً للإخوان المسلمين بهذه الإنجازات العظيمة التي حققوها!
وكان السويدان من بين وفد «الإخوان»، الذين زاروا واشنطن أثناء الغزو العراقي؛ بهدف الانفراد بلقاء مع الخارجية الأمريكية، ولم تتحقق رغبته!
وساوم طارق السويدان سفير الكويت السابق الشيخ سعود ناصر الصباح -رحمه الله- لدى واشنطن لتمويل مشروع تسويق «الوجود الأمريكي في الخليج»، بقيمة «50 مليون دولار، وخفضها لاحقاً إلى 5 ملايين»!
وثق الوزير والسفير السابق الشيخ سعود الصباح مساومة طارق السويدان، في أكثر من لقاء تلفزيوني وحديث في الكويت وخارجها، لكن ظلت الحقيقة يتيمة من دون إجراءات تقصٍ وتحقيق!
المعركة مع فكر الإسلام السياسي لحركة «الإخوان» وتقلبات الأهداف، والمخططات ووحدة تبادل الأدوار مع «الإخوان» في العالم، لن تكون لها نهاية، ما لم تبارد الجامعة العربية بتبني حتى لو بأغلبية مطلقة، مشروع حظر حركة «الإخوان المسلمين»، ومصادرة أموالها، ووأد منابع التمويل، في القمة العربية القادمة في العراق.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 17 دقائق
- غرب الإخبارية
فضيلة الشيخ بندر النويعمة الشراري ينال درجة الدكتوراه في الفقه المقارن
المصدر - حصل فضيلة الشيخ بندر بن خويران النويعمة الشراري – كاتب عدل محافظة طبرجل – على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويُعد هذا الإنجاز العلمي تتويجاً لمسيرة حافلة بالعطاء ، وثمرة جهد متواصل، ويعكس الحرص والطموح على مواصلة التطوير، لخدمة الدين والمليك والوطن . أسرة صحيفة ' غرب ' الإلكترونية تبارك لفضيلته هذا الإنجاز المشرّف، سائلين الله أن يجعل علمه حجة له ، وأن ينفع به ، ويوفقه لمزيد من العطاء والتفوق .


المناطق السعودية
منذ ساعة واحدة
- المناطق السعودية
أمير القصيم يرعى حفل الاحتفاء بمناسبة تعيين الأمير فهد بن سعد بن فيصل نائبًا لأمير المنطقة
المناطق_القصيم رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم, مساء الأحد، حفل الاحتفاء بصاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد نائب أمير منطقة القصيم، بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائبًا لأمير المنطقة، وذلك في قصر التوحيد ببريدة، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فهد بن فيصل، وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأهالي المنطقة. وفي مستهل الحفل، ألقى سمو أمير منطقة القصيم كلمة هنأ فيها سمو نائب المنطقة بهذه المناسبة، مؤكدًا أن سموه يحمل سيرة مشرفة، وسجلًا عمليًا حافلًا بالمهنية والعمل المؤسسي، سائلًا الله العلي القدير له التوفيق والسداد لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة أيدها الله. عقب ذلك، ألقى سمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد، كلمة رفع خلالها الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على الثقة الملكية الغالية بتعيينه نائبًا لأمير منطقة القصيم، مؤكدًا أن هذه الثقة وسام شرف يعتز به ودافع لبذل المزيد من العطاء. وقدّم سموه شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على ما وجده من ترحيب كريم، ودعمٍ وتوجيهٍ، والعمل تحت إدارة سموه عون له في مواصلة مسيرة النهضة التي تشهدها المنطقة. وشهد الحفل مشاعر الترحيب بسمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل من أهالي المنطقة، احتفاءً بهذه المناسبة.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
عيون لا تنام.. حقَّقت أعظم الأحلام
ولأنها دولة ذات رسالة سامية عظيمة، كان العمل تراكمياً فيها على مر العهود، فكان قادتها في كل عهد يضيفون مزيداً من اللبنات على ما حقَّقه الأسلاف. ففي الدولة السعودية الأولى والدولة الثانية، كان شبه الجزيرة العربية دويلات متناحرة متحاربة على الكلأ والماء والنفوذ؛ وكان كثير من المظاهر الشركية متأصلة بين كثير من أفراد المجتمعات؛ حتى إذا جاء الملك عبد العزيز آل سعود، وأعاد تأسيس الدولة السعودية من جديد (1319/1902)، وحَّد القلوب قبل الجغرافيا، كما يقول خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز، مستودع تاريخنا وإرثنا الحضاري، كما قضى على جميع المظاهر الشركية، فأصبح المجتمع كله مُوَحِّداً، لا يعبد إلا الله، ولا يدعو إلا إياه، ولا يرجو غيره، ولا يخشي عقاب أحد غير الله سبحانه وتعالى.. وهكذا تحقَّقت أهم خطوة في رسالة بلادنا في إعلاء كلمة التوحيد. وبعد أن انصهرت القلوب وتوحدت الجغرافيا في بوتقة واحدة كالجسد الواحد، شرع المؤسس في ترسيخ البنيان وإعلاء الشأن لتذليل الصعاب وتيسير حياة الناس. لكن مع هذا، ظلت مجموعة من أفراد المجتمع غارقة في رواسب جهل مزعجة، حاولت بسببها وضع العصا في عجلة القافلة، إذ كانت ترى في الدراجة الهوائية (حصان إبليس) وترى في الهاتف والسيارة (شيطاناً).. غير أن المؤسس استطاع بعون الله عزَّ و جلَّ، ثم بحكمته وذكائه وعزيمته التي لا تلين ونيته الطيبة الصادقة، تخليص أولئك من تلك المفاهيم المتخلفة، لينخرط الجميع في ملحمة البناء والتعمير. وهكذا تسارعت وتيرة التنمية والتطوير في كل المجالات، من عهد إلى آخر، وصولاً إلى هذا العهد الميمون الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده القوي بالله الأمين أخي العزيز الغالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الوزراء.. عهد الرؤية الطموحة الذكية التي أدهشت منجزاتها العملاقة الفريدة، رئيس أعظم دولة في العالم، فقد رأينا كيف كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاغراً فاهاً طيلة تواجده في الرياض التي أصبحت واحدة من أعظم عواصم العالم وأهمها في صياغة القرارات العالمية المصيرية. ولهذا يمَّم ترامب شطرها في زيارته الأولى دون غيرها من عواصم العالم مثلما فعل في رئاسته الأولى. فقد جرت العادة أن تكون أول زيارة للرئيس الأمريكي المنتخب إلى أهم شريك إستراتيجي. فكانت زيارة ترامب للمرة الثانية هذه، تأكيداً راسخاً على أن السعودية أصبحت اليوم أهم شريك إستراتيجي لأمريكا ، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم؛ بدليل ما شهدته الرياض من حراك فعال أثناء زيارته من عقد قمم مهمة (سعودية – أمريكية، خليجية – أمريكية، سورية – أمريكية)، كانت الملفات العربية فيها أهم المحطات؛ إضافة إلى منتدى الاستثمار الاقتصادي السعودي – الأمريكي. وهكذا حقَّقت بلادنا اليوم بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بجهد قادتها وعيونهم الساهرة التي لا تنام، أعظم الأحلام، بعد أن بدَّدت الظلام. وأصبحت رقماً صعباً يعمل العالم لها ألف حساب. أما أولئك الجهلاء الأغبياء من شراذم القومجية هنا وهنالك، الذين طفحت نفوسهم المريضة بالحقد والحسد، فأغرقوا الميديا بجهلهم ونفثوا فيها سمومهم البغيضة بانتقادهم للسعودية في تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع أمريكا ، فقد كان الحال عندهم على النقيض تماماً، إذ بدأت بلدانهم قوية أيام كانت مستعمرة، ثم تآكلت عندما آلت إليهم بسبب قادتها (الوطنيين) وتكالبهم على السلطة وصراعهم على الثروة والنفوذ وجهل أفراد المجتمعات، فتمزَّقت إرباً إربا؛ لتعجز في النهاية حتى عن إطعام مواطنيها. وحقَّاً لا أدري ما الذي يمكن لتلك الدول أن تقدمه لنا، إن نحن قررنا الاستثمار معها: الإرهاب، العمالة، النذالة، الحقد، الحسد، البطالة، سوء الإدارة… إلخ من قائمة الكراهية والتخلف؟ إذ ليس بمقدورهم إضافة أي شيء إيجابي لنا، فأنَّى لفاقد الشيء أن يعطيه؟!. ثم لا أدري إن كان أولئك القومجية يدركون أن دولهم تلك لن تنجح في تأسيس أي نوع من شراكة مع أمريكا مهما تفعل؛ في حين أن أمريكا وغيرها من دول العالم المتقدمة، تخطب ودَّنا، وتقدم لنا كل ما نطلب من تسهيلات استثمارية لتحقيق أكبر عائد ممكن لبلادنا. فبلاداً كتلك رائدة في التقنية والصناعة والاقتصاد والتجارة والعلوم المفيدة التي تنفع البشرية، هذا غير ما يمكننا تحقيقه من دعم سياسي.. ثم ما ذا يعنيكم يا هؤلاء، إن كنَّا نستثمر مع أمريكا أو مع الواق واق؟!. وختاماً: كل الشكر والتقدير والعرفان والامتنان لتلك العيون الساهرة التي لا تنام، فبدَّدت الظلام، وحقَّقت لنا أعظم الأحلام.. وقطعاً سيكون القادم أكثر دهشة.. وبالله التوفيق. وياليت (البدر) كان اليوم بيننا، ليشهد ما حققه لنا قادتنا الأوفياء المخلصين الأذكياء من بنيان عظيم، احتار غيرنا في عدَّه: يكفي محمد فخر وإحسان يبني البنا وغيره يعدَّه باكِر يِعِمَّ الوطن هتَّان تبوك ، شرق العلا، جدَّه ياشيخنا يهتف الوجدان وهذا الجبل صوتنا يردَّه الله، ثم الملك سلمان