logo
الفنون في دبي تعزز الوعي البيئي وتثري المشهد الإبداعي

الفنون في دبي تعزز الوعي البيئي وتثري المشهد الإبداعي

البيان٢٤-٠٣-٢٠٢٥

تواصل دبي تعزيز حضور الاستدامة كجزء من رؤيتها للمستقبل، ليس فقط في البنية التحتية أو الطاقة، بل حتى في مجال الفنون والإبداع. ومع ازدهار الاقتصاد الإبداعي، باتت الفنون التشكيلية أداة فاعلة لنشر الوعي البيئي، وتحفيز المجتمع على تبنّي سلوكيات أكثر وعياً، من خلال معارض تعتمد على مواد معاد تدويرها، وورش تركّز على الابتكار المستدام، وفنانين يعيدون إحياء الخامات المهملة بجماليات لافتة.
وفي استطلاع «البيان»، نرصد آراء نخبة من الفنانين والمسؤولين حول دور الفن في تعزيز الاستدامة، ومدى دعم المؤسسات الفنية لهذا التوجه المتنامي.
الفن كأداة للتغيير
وأكد الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، القيم الفني الرئيس لمهرجان «سكة 2025»، أن الفنانين يتبنون قضايا الاستدامة، ويختارون ذلك عن قناعة بقدرتهم على إحداث تأثير مجتمعي.
وأوضح أن الفنانين قادرون على رفع الوعي البيئي من خلال دمج المواد المستدامة في أعمالهم وطرح قضايا معاصرة تعكس الواقع البيئي، حيث يملكون أيضاً الفرصة لإلهام التغيير الإيجابي والمساهمة في التحول الثقافي الأوسع نحو الاستدامة.
وأشار إلى أن الدعم المؤسسي، سواء من القطاع العام أو الخاص له دور حيوي في تعزيز الاستدامة في مجال الفن، مضيفاً: يدعم القطاع العام الاستدامة من خلال السياسات والتمويل والبرامج التعليمية، بينما يساهم القطاع الخاص في تعزيز الاستدامة من خلال الرعاية والابتكار والشراكات. ومعاً، يخلقان إطاراً داعماً يشجع الفنانين على تبني ممارسات مستدامة وتعزيز المشهد الثقافي الموجه نحو الاستدامة البيئية.
إعادة التدوير
من جهته، أوضح خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون بدبي «دبي للثقافة»، أن الفنانين يتحملون المسؤولية في نشر ثقافة الاستدامة، ليس فقط توعوياً وإنما أيضاً تطبيقياً.
وأضاف: للفنان القدرة على تحويل مواد مهملة إلى أعمال فنية غنية بالمعنى والجمال، ما يعزز الوعي البيئي في المجتمع.
وأشار إلى أن مؤسسات مثل، مؤسسة العويس الثقافية، ووجهات مثل مركز دبي المالي العالمي وندوة الثقافة والعلوم تلعب دوراً كبيراً في احتضان الأعمال الفنية التي تتمحور حول البيئة.
وتابع: مع استمرار دعم المؤسسات في دبي، ستشهد الساحة الفنية في دبي المزيد من الأعمال التي تجمع بين الإبداع والمسؤولية البيئية، ما يعزز دور الفن كوسيلة للتوعية والتغيير. وأردف: «الاستدامة لم تعد توجهاً مؤقتاً، بل أصبحت مساراً متكاملاً يعكس وعي الفنان والمجتمع معاً».
رسائل بصرية مؤثرة
من جانبه، أكد الفنان التشكيلي راشد الملا أن الفن هو الوسيلة الأسهل والأذكى لنشر التوعية البيئية، مشيراً إلى تجاربه الخاصة في استخدام مواد معاد تدويرها فهي رسائل بصرية تسلّط الضوء على الاستهلاك المسؤول وحقوق الحيوان والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأضاف: «حتى الفن الرقمي يمكن أن يكون بديلاً مستداماً يقلّل من استخدام المواد الكيميائية».
وأشار إلى الاهتمام المتزايد من المؤسسات في دبي بتشجيع الفنانين على إدخال عناصر الاستدامة ضمن أعمالهم، ولا سيما من خلال المعارض وورش العمل، ما يرسخ مفهوم الفنون البيئية في المشهد الثقافي، مشيداً بأسبوع دبي للتصميم الذي يتضمن زخما كبيراً من الأعمال المستخدم فيها مواد معاد تدويرها.
إحياء الحرف
أما الفنانة التشكيلية سارة الخيال، فترى أن للفن دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضايا البيئية وإعادة إحياء الحرف التقليدية بطرق حديثة. وقالت: «باستخدام الأصباغ الطبيعية والتطريز التراثي، يمكن تقديم بدائل فنية صديقة للبيئة تسهم في تقليل الهدر والحفاظ على الموارد.
كما أن الفنون تساهم في تغيير سلوكيات المجتمع، حيث يلهم الفنانون الآخرون لاعتماد ممارسات أكثر وعياً بالبيئة من خلال أعمالهم التي تحكي قصصاً ذات مغزى وتعزز الوعي البيئي».
وأشارت إلى ازدياد عدد المبادرات التي تشجّع على دمج الاستدامة في مراحل التصميم والإنتاج، من خلال دعوات المشاركة المفتوحة التي تشترط استخدام مواد مستدامة، ما يخلق فرصاً جديدة للمبدعين لتجربة مواد وتقنيات مبتكرة تتماشى مع رؤية الاستدامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ريادة الشعر وصدى القصيدة» في «أبوظبي للكتاب»
«ريادة الشعر وصدى القصيدة» في «أبوظبي للكتاب»

الاتحاد

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

«ريادة الشعر وصدى القصيدة» في «أبوظبي للكتاب»

أبوظبي (الاتحاد) احتضن مجلس «ليالي الشعر»، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، أمسية بعنوان «ريادة الشعر وغواية البحر»، سلّطت الضوء على سيرة ومسيرة الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، أحد أبرز رواد الشعر في منطقة الخليج العربي. أقيمت الأمسية بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وشارك فيها إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والبروفيسور يوسف عيد، المدير السابق لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، وأدار الحوار الدكتور يوسف حطيني، أستاذ الأدب الحديث في جامعة الإمارات العربية والمتحدة. توقفت الجلسة عند الإرث الشعري والإنساني الغني للعويس، الذي عُرف بأسلوبه العاطفي العميق وتعبيره الصادق عن قضايا الإنسان والطبيعة والوطن. وقدّم عيد قراءة تحليلية في تجربة العويس، مؤكداً مكانته بوصفه أحد أعمدة الشعر العربي الحديث، لافتاً إلى دور البحر والمرأة كمصدرَي إلهام رئيسين في نصوصه الشعرية. من جهته، أضاء إبراهيم الهاشمي على الجانب الإنساني في شخصية العويس، مستعرضاً مواقفه النبيلة ومبادراته الخفية لمساعدة الناس وتعليم الطلبة، وهي مواقف لم يُكشف عنها إلا بعد رحيله. وأكد أن هذه الروح الإنسانية، إضافة إلى موهبته الثقافية، هي ما دفعه لتأسيس مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي لعبت دوراً محورياً في تنشيط الحركة الثقافية داخل الدولة، وأسهمت في دعم شرائح متعددة من المجتمع. في أمسية شعرية موازية بعنوان «صدى القصيدة»، نُظّمت بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، كرّم «ليالي الشعر» مجموعة من الشعراء من فئة ذوي الهمم، في احتفاء خاص بتجاربهم الإبداعية التي تتجاوز التحديات، وتؤكد أن الإبداع لا يعرف حواجز. وتألق في الأمسية الشاعر مسعود الأحبابي، الحائز جائزة «شاعر الهمم» في مهرجان الشيخ زايد، والذي ألقى قصائد تنبض بالعزيمة والإرادة، مجسداً من خلالها المعاني الحقيقية للإعاقة باعتبارها شكلاً آخر من أشكال القوة والتفوق. وقد حملت قصائده معاني الحمد والرضا، وفاضت بالحكمة وفهم الحياة. وأتاح الإعلامي عارف عمر، مدير الجلسة، الفرصة لعدد من الشعراء من ذوي الهمم لمشاركة قصائدهم مع الحضور، مخصّصاً تحية خاصة للمتطوعين منهم في المعرض، وعلى رأسهم منى الحمادي من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي تحرص سنوياً على التطوع، لتؤكد أن حب العطاء لا يعرف حدوداً.

«العويس الثقافية» تطلق كتاباً عن الشاعر الراحل سيف بن ارحمه
«العويس الثقافية» تطلق كتاباً عن الشاعر الراحل سيف بن ارحمه

البيان

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

«العويس الثقافية» تطلق كتاباً عن الشاعر الراحل سيف بن ارحمه

بحضور نخبة من محبي الشاعر الراحل سيف بن ارحمه الشامسي أطلقت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كتاباً جديداً عن سيرته وقصائده، مساء الخميس في جناح المؤسسة بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. حيث تحدثت ابنة الشاعر الدكتورة شيخة الشامسي، مؤلفة الكتاب، عن طبيعة المادة التي اشتغلت عليها ليظهر الكتاب بهذا الشكل المتميز، والذي حمل اسم «سيف بن ارحمه الشامسي ـ سيرته وقصائده»، ووجهت الشكر إلى مؤسسة العويس التي أصدرت الكتاب ضمن سلسلتها المشهودة «أعلام من الإمارات». كما وجهت الدكتورة شيخة الشامسي الشكر إلى إبراهيم الهاشمي ومحمد عبدالله نور الدين، اللذين راجعا الكتاب وأسهما في تدقيق مادته، كما أكدت أن جريدة «البيان» قدمت الكثير من قصائد الشاعر التي أغنت الكتاب. حيث إن للشاعر الراحل مساجلات شعرية وردوداً مع عدد من الشعراء، في مقدمتهم الشاعر الراحل حمد خليفة بوشهاب. وفي ختام حديثها عن كتابها وقعت الدكتورة شيخة الشامسي عشرات النسخ من كتابها للحاضرين قبل أن تُلتقط الصور التذكارية التي تخلد هذه اللحظة المتميزة لكل محبي الشاعر سيف بن ارحمه الشامسي. يذكر أن مؤلفة الكتاب شغلت مناصب عدة، منها: مدير عام منظمة المرأة العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة 2012 - 2014، وكانت وكيلاً مساعداً للمناهج والبرامج التعليمية بوزارة التربية والتعليم 1997 - 2005، وهي عضو هيئة تدريس بجامعة الإمارات العربية المتحدة 1990 - 1997، وتحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة القاهرة 1990.

شهادات في حب سلطان العويس
شهادات في حب سلطان العويس

الإمارات اليوم

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الإمارات اليوم

شهادات في حب سلطان العويس

بمناسبة مئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، نظّمت مؤسسة العويس الثقافية، بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «100 عام على ولادة سلطان العويس.. شعاع ثقافي عربي»، شارك فيها كل من رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر، ومحمد رضا نصرالله، والدكتور ناجي بيضون، والدكتورة حنين عمر، وأدارها الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية، عبدالحميد أحمد، مساء أول من أمس. وأكد عبدالحميد أحمد أهمية الندوة في عام سلطان العويس الذي أقرته منظمة «اليونسكو» احتفاءً بالشاعر سلطان العويس (1925 - 2025)، مشيراً إلى أن مؤسسة العويس أعدت الكثير من المشاريع والبرامج والندوات والأمسيات الفنية والفكرية، وكذلك معارض تشكيلية، وأصدرت طابعاً بريدياً ومسكوكة تذكارية، وغيرها من الكتب والمطبوعات المتميزة. من ناحيته، استعرض محمد المر علاقته بسلطان العويس التي امتدت لأكثر من 30 عاماً، إذ عرفه عن قرب، مشيراً إلى مزايا سلطان الكريمة في سلوكه وفي شعره. وبينما قرأ محمد رضا نصرالله ورقة بعنوان «بين ديناميت نوبل ولآلئ العويس»، قرأت حنين عمر ورقتها التي جاءت بعنوان «في أثر البحر.. تجليات الفلسفة والتراث في شعر سلطان بن علي العويس». واختتمت الندوة بشهادة من ناجي بيضون الذي عرف سلطان العويس لسنوات طويلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store