
كشف هوية محام سعودي عَمِل في سفارة بلاده في واشنطن وارتبط اسمه بانتحار طالبة سعودية عابرة جنسيا
في مارس / آذار 2023، نشرت الشابة السعودية العابرة جنسيا، إيدن نايت، رسالتها الأخيرة على منصة إكس قبل لحظات من إنهاء حياتها. سبّبت الرسالة التي شاهدها أكثر من 35 مليون شخص صدمة لأصدقائها ومتابعيها. الرسالة ذكرت أن محامياً في الولايات المتحدة، حيث كانت تحاول طلب اللجوء، أقنعها بالعودة إلى السعودية، وادّعت إيدن أن عائلتها استأجرت أشخاصا لحثها على العودة إلى السعودية.
تمكنت بي بي سي من تحديد هوية هذا المحامي، وهو بدر العمير، الذي عمل سابقاً في السفارة السعودية في الولايات المتحدة. وتشير الأدلة إلى ارتباطه بحالات عودة مثيرة للجدل لعدة طلاب سعوديين من الولايات المتحدة، من بينهم اثنان وُجهت إليهما لاحقاً تهم بالقتل.
تواصلنا مع بدر العمير فيما يتعلق بنتائج تحقيقنا، لكننا لم نتلق ردا.
نشأت إيدن بين عالمين: السعودية والولايات المتحدة. كانت إيدن تنتمي إلى إحدى العائلات المرموقة في المملكة، التي سجلتها تحت اسم ذكر عند الولادة. بعد انتقالها إلى ولاية فيرجينيا عام 2019 حيث درست علوم الحاسوب في جامعة جورج ميسون، بمنحة من برنامج الابتعاث السعودي، قررت في أوائل عام 2022 أن تعيش كامرأة، فبدأت بارتداء ملابس أنثوية وتناول الهرمونات الخاصة بالنساء.
وجدت إيدن مجتمعاً داعماً على "إكس" و منصة الدردشة الجديدة "ديسكورد"، حيث شعرت بالقبول وبدأت في تكوين قاعدة متابعين على الإنترنت. في أحد منشوراتها، شاركت صورة لبطاقتها السعودية حيث تظهر بالزي السعودي التقليدي إلى جانب صورة لمظهرها الجديد كأنثى، وسرعان ما انتشرت الصورة على نطاق واسع.
"كان جزء كبير من حياتها في السعودية تحت المراقبة. والدها صاحب نفوذ كبير، ووالدتها شديدة الصرامة. كانوا يراقبونها عن كثب لمنعها من الخروج عن الإطار الذي أرادوا أن تكون عليه."
العبور الجندري في السعودية مرفوض من المجتمع والحكومة، وقد يؤدي إلى الاعتقال. عند إدراكها بأن عائلتها لن تتقبلها اتخذت إيدن القرار الصعب بقطع علاقتها بهم. تحدثنا إلى عدة سعوديين عابرين يعيشون الآن خارج المملكة، وأخبرونا عن المضايقات التي تعرضوا لها، وفي بعض الحالات، عن العنف الذي واجهوه.
لذلك، كانت العودة إلى السعودية قد تشكل تحديًا كبيرًا لإيدن. فقد أخبرت أصدقاءها أن تأشيرتها الدراسية كانت على وشك الانتهاء، وذلك في نفس الفترة التي انتشرت فيها إحدى تغريداتها بشكل واسع، مما أدى إلى تواصل جهات حكومية سعودية معها. دفعها ذلك إلى طلب اللجوء في الولايات المتحدة لضمان بقائها هناك بشكل دائم.
قالت إيدن إنها تلقت رسالة من صديق قديم في السعودية وضعها على اتصال مع المحقق الأمريكي الخاص مايكل بوكالكو. ووفقاً لصديقها هيدن، الذي كانت تعيش معه في ولاية جورجيا في ذلك الوقت، فقد عرض بوكالكو مساعدتها في طلب اللجوء، والعمل على إصلاح علاقتها مع عائلتها.
شارك أصدقاء آخرون مع بي بي سي رسائل من إيدن، قالت فيها إن مايكل بوكالكو أخبرها بضرورة الانتقال من جورجيا إلى واشنطن العاصمة من أجل تقديم طلب اللجوء.
وفقاً لآخر رسالة نشرتها على إكس، في أواخر أكتوبر / تشرين الأول 2022، استقبل المحقق الخاص بوكاليكو إيدن عند وصولها بالقطار إلى العاصمة الأمريكية. وذكرت أنه كان برفقته محامٍ سعودي يُدعى بدر.
وقالت في منشورها الأخير: "كنت متفائلة واعتقدت أن هذا قد ينجح" وأوضحت أن بدر أسكنها في شقة على أطراف واشنطن العاصمة، وأخذها في جولات سياحية في المدينة.
رسالة انتحار إيدن هي المصدر الوحيد لما حدث في شهورها الأخيرة. لكن أصدقاءها شاركوا مع بي بي سي رسائلهم الخاصة، وتمكنت وحدة تحقيقات البي بي سي من استعادة منشورات من حساباتها القديمة على تويتر، المعروف الآن باسم إكس.
مع مرور الوقت، بدأت إيدن التشكيك في نوايا محاميها بدر. ووفقاً لرسائلها، كتبت إيدن لأصدقائها أن بدر كان يحاول إجبارها على العودة عن عبورها. وقالت إنه حاول التخلص من جميع ملابسها النسائية، وأخبرها بضرورة التوقف عن العلاج الهرموني.
كما أخبرت إيدن أصدقاءها أن بدر نصحها بعدم تقديم طلب اللجوء في الولايات المتحدة، وأبلغها بأنها يجب أن تعود إلى السعودية للقيام بذلك. لكن خبيراً في شؤون الهجرة في الولايات المتحدة قال إن هذه النصيحة غير صحيحة.
وفي ديسمبر / كانون الأول 2022، أرسلت إيدن رسالة إلى أصدقائها قالت فيها: "أنا عائدة [إلى السعودية] مع محامٍ، آمل الأفضل." وتوضح رسالة انتحارها التي نشرتها على إكس أن هذا المحامي كان شخصاً يُدعى بدر.
لم يمضِ وقت طويل قبل أن تكتشف إيدن أن العودة كانت خطأً فادحاً.
أرسلت إيدن رسالة إلى أصدقائها تخبرهم فيها أن والداها صادرا جواز سفرها، وأن السلطات طلبت منها إغلاق حساباتها الإلكترونية. كما أخبرت أصدقاءها أنها تملك أدلة على أن والديها استأجرا أشخاصاً لإعادتها إلى السعودية، لكنها لم تشارك تلك الأدلة معهم.
وقالت لأحد أصدقائها: "المحامي الذي كان يساعدني في طلب اللجوء كان يعمل مع والديّ من وراء ظهري."
على مدار الأشهر التالية، يقول أصدقاؤها إنها فقدت أي أمل في الهروب من السعودية. عملت في وظيفة مبتدئة في شركة تقنية، وظهرت علناً بملابسها الذكورية. لكنها أرسلت رسالة إلى أحد أصدقائها تقول فيها إنها كانت تحاول الاستمرار في تناول الهرمونات الأنثوية، التي صادرها والداها مراراً وتكراراً.
كما أخبرت أصدقاءها بأنها تعرضت للإساءة اللفظية باستمرار، وأرسلت لهم مقطع فيديو، اطلعنا عليه، كانت قد سجلته سراً، يسمع فيه أحد أفراد عائلتها وهو يصرخ قائلاً إنها تعرضت لغسيل دماغ بسبب معيشتها في الغرب.
في 12 مارس 2023، أنهت إيدن حياتها.
أردنا العثور على المحامي الذي اتهمته إيدن بإقناعها على التراجع عن عبورها والسفر إلى السعودية، من أجل سؤاله عن الأحداث التي سبقت وفاتها.
بحثنا عن محامين يحملون هذا الاسم في منطقة واشنطن العاصمة، وظهر اسم بدر العمير. لم يكن هناك الكثير من المعلومات عنه على الإنترنت، لكن دليلاً قديماً للمحامين العاملين في الرياض كشف عن اسمه الكامل باللغة العربية، مما قادنا إلى حساب غير نشط على فيسبوك يحتوي على صورة له في كلية هارفارد للقانون.
في الرسائل التي أرسلتها إيدن إلى أصدقائها، ذكرت أن محاميها تلقى تعليمه في هارفارد.
بعد ذلك، شارك أحد أصدقاء إيدن صورة التقطتها إيدن من الشقة التي أسكنها فيها بدر العمير. تمكنا من تحديد موقعها الجغرافي، حيث تبين أنها تقع في مجمع سكني على أطراف واشنطن العاصمة.
أخبرنا شخص في المجمع السكني أنه كان يعرف إيدن، وأنه رآها برفقة بدر العمير.
وقال إن إيدن كانت تمتلك ملابس نسائية ومجوهرات ومستحضرات تجميل، لكنها كانت تضطر لإخفائها عندما يأتي بدر. وأضاف أن بدر أجبرها على قص شعرها.
وقال الشاهد: "كان مخطط بدر منذ البداية هو إعادتها إلى السعودية بأسرع وقت ممكن."
حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع بدر العمير، لكنه لم يرد. وعندما زرنا عنوان العمل المسجل باسمه في نقابة المحامين بواشنطن العاصمة، رأينا رجلاً يشبه صوره يركب سيارة BMW فارهة ويغادر المكان.
تتبعنا السيارة ولاحظنا أن لوحة أرقامها كانت مميزة، حيث أشار الرمز الموجود عليها إلى أن لوحة السيارة صادرة عن السفارة السعودية في واشنطن العاصمة، وأن سائقها أحد موظفي السفارة.
أخبرنا محامٍ أمريكي سبق أن عمل مع بدر العمير أن دوره في السفارة كان دعم الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة. كما عثرنا على تقارير إخبارية تسلط الضوء على أنشطته، مثل مساعدته طلاباً سعوديين أصبحوا بلا مأوى بعد إعصار ضرب ولاية فلوريدا.
لكننا اكتشفنا أيضاً أن دوره امتد إلى أنشطة أخرى مثيرة للجدل.
في 13 أكتوبر 2018، استجوبت الشرطة الأمريكية طالبين سعوديين، عبد الله حريري وسلطان السحيمي، بشأن مقتل مغني راب صاعد في ولاية كارولاينا الشمالية، حسب تقارير ذكرت أنه تعرض للطعن خلال شجار معهما.
بعد نحو شهرين، تم توجيه تهم القتل إليهما لكنهما كانا قد غادرا الولايات المتحدة بالفعل.
أطلعنا مصدر عمل مع بدر على رسالة بريد إلكتروني يقول إنها تحتوي على مرفقات تُظهر أن الحريري كان على متن رحلة عائدة إلى السعودية بعد أربعة أيام فقط من حادثة الطعن. وتضمنت المرفقات تفاصيل الرحلات التي أخبرنا المصدر بأن بدر العمير قام بترتيبها لكل من الحريري والسحيمي.
لم يُعلق بدر أو أي من الطالبين علنًا على القضية.
وتكشف رسالة البريد الإلكتروني أن العمير تلقى فاتورة حجز رحلات الطيران بعد شهر واحد من مغادرتهما. وقال مصدرنا إن العمير ربما استخدمها لاسترداد المبلغ من السفارة السعودية.
وذكر مصدر آخر أنه عمل مع بدر العمير في تمثيل العشرات من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة في قضايا قانونية، تتراوح من مخالفات السرعة إلى القيادة تحت تأثير الكحول.
"كان بدر يحضر الاجتماعات ومعه استمارة باللغة العربية تحمل شعار السفارة السعودية، يطلب من الطلاب التوقيع عليها، متعهدين بسداد الرسوم القانونية للحكومة السعودية عند عودتهم هناك."
وقال إن الطلاب كانوا يحضرون جلستهم الأولى أمام المحكمة، ثم يختفون قبل أي جلسات لاحقة، لم تستطع البي بي سي من التحقق ما إذا كان لاختفاء الطلبة الآخرين أي علاقة بـبدر العمير.
في عام 2019، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن مسؤولين سعوديين ربما سهلوا تهرب مواطنين سعوديين من الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة.
وجاء في التقرير:
"يُقيّم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أن مسؤولين في المملكة العربية السعودية يساعدون، وبدرجة شبه مؤكدة، المواطنين السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة على تجنب المسائلة القانونية، مما يقوض النظام القضائي الأمريكي. وقد تم التوصل إلى هذا التقييم بثقة عالية."
أخبرتنا مصادر أن بدر العمير لا يزال يعيش ويعمل في الولايات المتحدة. وهو يمتلك عدة عقارات تجارية في محيط واشنطن العاصمة، ويبدو أنه أسس شركة محاماة جديدة في ولاية فيرجينيا في أغسطس 2024، حيث تم تسجيله كشريك في الشركة.
مايكل بوكاليكو، بدر العمير، والسفارة السعودية في واشنطن العاصمة لم يردوا على أسئلتنا.
تواصلنا مع عائلة إيدن لسؤالهم عما إذا كانوا يريدون المشاركة في هذه القصة، لم نتلق ردا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
قتلى وجرحى بحادثة دهس بعد اقتحام مركبة مهرجاناً في فانكوفر غربي كندا
قُتل عدد من الأشخاص وجُرح آخرون بعدما اقتحم سائق بمركبته مهرجاناً شعبياً كانت تقيمه الجالية الفيليبينية في مدينة فانكوفر غربي كندا ، أمس السبت بحسب التوقيت الكندي، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد التوتّر عشيّة الانتخابات العامة في البلاد المتوقّعة غداً الاثنين. وأفاد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ، قبل قليل، بأنّ الحادثة التي وقعت في فانكوفر وأودت بحياة تسعة أشخاص وأدّت إلى جرح أكثر من 20 آخرين في مهرجان شعبي فيليبيني هي "هجوم دهس بمركبة". وبعدما استبعدت الشرطة الكندية أن تكون الحادثة "إرهابية"، رأى كارني أنّ "لا تهديد فعلياً للشعب الكندي" علماً أنّ التحقيق في الحادثة متواصل. وكانت شرطة فانكوفر قد لفتت، في تدوينة نشرتها على موقع إكس في وقت سابق من اليوم الأحد، إلى أنّها ألقت القبض على سائق المركبة البالغ من العمر 30 عاماً، مبيّنةً أنّ التحقيقات مستمرّة. وجاء في تدوينة أخرى، نشرتها الشرطة في وقت لاحق، "نحن على ثقة، في الوقت الحالي، في أنّ واقعة الدهس لم تكن عملاً إرهابياً"، قبل أن تعلن عن حصيلة أوّليّة بلغت تسعة قتلى، مع الإشارة إلى أنّ "الحشد كان كثيفاً" في موقع المهرجان. #VPDNews : Vancouver Police investigates mass casualty incident at neighbourhood block party A suspect has been arrested by Vancouver Police after several people were killed and multiple others injured at a neighbourhood street party in South Vancouver earlier tonight. At… — Vancouver Police (@VancouverPD) April 27, 2025 وأوضح رئيس بلدية فانكوفر كين سيم، في تدوينة نشرها على موقع إكس، أنّ الحادثة وقعت عندما كان أفراد من الجالية الفيليبينية مجتمعين في عيد "لابو لابو" بحيّ سانست أون فرايزر بالمدينة الواقعة في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية. من جهتها، صرّحت المكلفة بأمن المهرجان جين إيدابا-كاستيناتو، لموقع إز أوسوم الإخباري المحلي في فانكوفر، "رأيتُ جثثاً متناثرة. لم نكن نعرف من نساعد أوّلاً"، مضيفةً أنّ "الأمر صادم جداً". وقد أظهرت مشاهد بثّتها محطة سي بي سي التلفزيونية فرق الإسعاف تنشط في مكان الحادثة، التي وقعت بعيد الساعة الثامنة من مساء أمس السبت بالتوقيت المحلي، أي عند الساعة الثالثة من فجر اليوم الأحد بتوقيت غرينتش. يُذكر أنّ ممثّل الشرطة ستيف راي أفاد، في مؤتمر صحافي بعد وقت قليل من الحادثة، بأنّ السائق الذي أُلقي القبض عليه كان معروفاً من قبل الشرطة، مضيفاً أنّ ثمّة مشتبهاً به واحداً فقط هو السائق الذي اعتُقل وأُودع السجن. وعبّر رئيس الوزراء الكندي عن "بالغ حزنه" إزاء ما حصل، في تدوينة نشرها على موقع إكس، وتقدّم كارني بـ"أحرّ التعازي لأحباء القتلى والجرحى، وللجالية الفيليبينية الكندية، ولكلّ سكان فانكوفر"، مؤكداً "نحن جميعاً نشارككم الحزن". وكان من المخطّط أن يزور كارني مقاطعة بريتيش كولومبيا حيث تقع مدينة فانكوفر، في إطار آخر تجمّعاته الانتخابية. I am devastated to hear about the horrific events at the Lapu Lapu festival in Vancouver earlier this evening. I offer my deepest condolences to the loved ones of those killed and injured, to the Filipino Canadian community, and to everyone in Vancouver. We are all mourning with… — Mark Carney (@MarkJCarney) April 27, 2025 من جهته، كتب زعيم المحافظين في الانتخابات المقبلة بيار بوالييفر، الذي يُعَدّ المنافس الرئيسي لمارك كارني، على موقع إكس "صُدمت بالأخبار المروّعة" الواردة من المهرجان، وتابع "أتعاطف مع الجالية الفيليبينية وكلّ الضحايا المستهدفين في هذا الهجوم المجنون"، مشيراً إلى أنّه يترقّب "معرفة المزيد" حول دوافع منفّذ عملية الدهس. بدوره، علّق زعيم اليسار جاميت سينغ، في تدوينة على موقع إكس، "أتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم، فضلاً عن الجالية الفيليبينية في فانكوفر". في سياق متصل، أصدر الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن بياناً، اليوم الأحد، أعرب فيه عن تعاطفه مع الضحايا الذي سقطوا في حادثة اقتحام المهرجان بمدينة فانكوفر وأسرهم. ولفت إلى أنّ القنصلية العامة الفيليبينية في فانكوفر تعمل مع السلطات الكندية لضمان إجراء تحقيق شامل في الحادثة، وتقديم الدعم والمواساة للضحايا وكذلك أسرهم. ويحيي مهرجان "لابو لابو" في الفيليبين ذكرى الزعيم الفيليبيني من السكان الأصليين لابو لابو الذي قاد رجاله وهزم المستكشف البرتغالي فرديناند ماجيلان خلال معركة في عام 1521. وكان برنامج المهرجان يشمل مسيرة، وعرض فيلم، ورقصاً، وحفلة موسيقية مع اثنَين من أعضاء فرقة "بلاك آيد بيز" الشهيرة. لجوء واغتراب التحديثات الحية كندا تخفّض حصص المقيمين الدائمين في إطار سياسة الهجرة تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحادثة تأتي بعد سنة واحدة على إصدار حكم بالسجن المؤبّد على الكندي ناتينيال فيلتمان، بعد إدانته بتهمة صدم عائلة مسلمة بمركبته في أحد شوارع مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية في عام 2021. وكان هذا الحكم الأول من نوعه في كندا الذي يربط بين المنادين بتفوّق البيض والإرهاب في جريمة قتل. ويتوجّه الناخبون الكنديون، غداً الاثنين، إلى صناديق الاقتراع بعد حملة انتخابية هيمنت عليها مسألة الحرب الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضمّ كندا إلى بلاده. وتُظهر نتائج استطلاعات الرأي أنّ رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني هو الأوفر حظاً للفوز. (فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
جامعات أميركية مأزومة بسبب ضغوط إدارة ترامب
تثير إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القلق في نفوس الطلاب الأجانب أو الدوليين، ولا سيّما في ما يخصّ أوامر الترحيل المحتملة التي قد تصدرها. وتعبّر بيليانا، الطالبة الأجنبية في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، عن خشيتها من أن تلاقي مصير مئات من أقرانها الذين أوقفتهم سلطات الهجرة الأميركية أو ألغت تأشيراتهم بسبب مشاركتهم في نشاطات داعمة للفلسطينيين على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وذلك منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتسلّمه ولايته الرئاسية الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتسود أجواء مشحونة حرم جامعة كولومبيا مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي، في ظلّ الاتهامات التي يوجّهها ترامب إلى هذه الجامعة المرموقة وغيرها من جامعات رابطة "آيفي ليغ" بـ"معاداة السامية" واعتناق أيديولوجيات "ليبرالية متطرّفة"، بينما يسعى أساتذة الجامعة جاهدين لإنقاذ تمويل أبحاثهم. يُذكر أنّ الرابطة المشار إليها تضمّ ثماني جامعات تُعَدّ من أبرز جامعات الولايات المتحدة الأميركية والعالم وأقدمها وأعرقها؛ " هارفارد " و"برنستون" و"ييل" و"كولومبيا" و"دارموث" و"براون" و"كورنيل" و"بنسلفانيا" (تُعرَف اختصاراً باسم جامعة بن)، علماً أنّها تقع كلها في شمال شرق البلاد. وقد هدّدت إدارة ترامب، أو ترامب نفسه، مئات من الطلاب الأجانب في كلّ أنحاء الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء تأشيراتهم الدراسية، في حين استُهدف آخرون وتعرّض عدد منهم للاعتقال، بما في ذلك في جامعة كولومبيا، بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين أو حتى مخالفات مرورية بسيطة. ولعلّ أوّل الطلاب المستهدفين هو خرّيج جامعة كولومبيا الناشط محمود خليل الذي اعتقلته وزارة الأمن الداخلي الأميركية في الثامن من مارس/ آذار الماضي، علماً أنّ الرئيس الأميركي عبّر حينها عن "فخر" إزاء عملية الاعتقال هذه، متوعّداً بالمزيد. وكان خليل الذي يملك بطاقة خضراء قد أدّى دوراً بارزاً في الاحتجاجات الطالبية المؤيّدة للفلسطينيين ابتداءً من مايو/ أيار 2024، وسط حرب الإبادة الإسرائيلية التي راحت تُشَنّ على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وما زالت مستمرّة، علماً أنّ هدنة هشّة تخلّلتها لم تدم شهرَين قبل أن يستأنف جيش الاحتلال عدوانه في مارس 2025. ولا تخفي بيليانا، طالبة الحقوق البالغة من العمر 29 عاماً، أنّها تشعر بـ"رعب شديد" لدرجة أنّها طلبت من وكالة فرانس برس عدم الكشف عن اسمها الحقيقي أو بلدها الأصلي في أميركا اللاتينية. وتؤكد أنّ "الوضع مرعب حقاً"، شارحةً: "تشعر أنّك لا تستطيع قول أيّ شيء أو مشاركة أيّ شيء". وتضيف الشابة: "لم نعد أنا وأصدقائي ننشر أيّ شيء على (موقع) إكس، وكثر منّا حذفوا منشوراتهم القديمة خوفاً من أن يكونوا قد تجاوزوا خطاً أحمر غير مرئي". وتتابع أنّها هي وزملاءها يحاولون فقط الالتحاق بالمحاضرات. طلاب وشباب التحديثات الحية تحريض على طلاب جامعات أميركية لترحيلهم بزعم "معاداة السامية" ومع اقتراب الامتحانات النهائية، الأسبوع الماضي، اعتُقل 80 متظاهراً مؤيّداً للفلسطينيين بعد محاولتهم احتلال المكتبة الرئيسية في جامعة كولومبيا. وسارعت رئيسة الجامعة المؤقتة كلير شيبمان إلى إدانة هذه الاحتجاجات . وتشير بيليانا إلى أنّها صارت تحرص على الابتعاد كلياً عن مثل هذه التظاهرات، خوفا من أن تظهر في صورة ما تربطها بالحدث حتى لو لم تشارك فيه. في سياق متصل، أفاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنّ سلطات إدارة ترامب تراجع أوضاع التأشيرات الخاصة بـ"المخرّبين" المشاركين في الاحتجاجات، مضيفاً أنّ "بلطجية (حركة) حماس لم يعودوا موضع ترحيب في أمّتنا العظيمة"، في إشارة واضحة إلى أنّ المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أو داعميها الناشطين لا مكان لهم في الولايات المتحدة الأميركية. يُذكر أنّ ترامب يحرص دائماً على ربط المتضامنين مع الفلسطينيين بحركة حماس وعلى وصفهم بالإرهابيين، لتبرير الإجراءات التي يأخذها بحقّهم. ويؤكد رئيس اتحاد طلاب جامعة كولومبيا المنتخب حديثاً أوسكار وولف لوكالة فرانس برس أنّ "مستوى القلق بين الطلاب الأجانب يتزايد، بغضّ النظر عن مشاركتهم في الاحتجاجات أو لا". ويقول وولف، الذي التحق بالجامعة في سبتمبر/ أيلول 2023، قبل وقت قصير من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إنّه لم يعش سوى شهر واحد فقط من "الحياة الجامعية الطبيعية". وبسبب الاضطرابات، أغلقت جامعة كولومبيا أبوابها أمام العامة، على الرغم من أنّها تستقطب الآلاف في العادة بحرمها في مانهاتن بمدينة نيويورك. وقد اتّهمت إدارة ترامب الجامعة بالسماح بانتشار معاداة السامية في أرجائها، فيما تنفي "كولومبيا" هذا الاتهام بصورة قاطعة. وعلى أثر هذا الاتهام، اقتطعت الإدارة الأميركية نحو 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصّص للجامعة. أمّا جامعة هارفرد، فقد واجهت الإدارة بتحدٍّ، ورفعت دعوى قضائية لوقف تجميد منح بقيمة ملياري دولار. طلاب وشباب التحديثات الحية جامعات أميركية تساعد طلابها للتعامل مع إجراءات ترامب للترحيل وتخوض جامعة كولومبيا مفاوضات مع الحكومة الأميركية، لكنّ رئيسة الجامعة المؤقتة بيّنت، يوم الأربعاء الماضي، أنّ "نحو 180 من زملائنا العاملين بدوام كامل أو جزئي على مشاريع مموّلة من منح فدرالية متأثّرة (بقرار إدارة ترامب)" سوف يخسرون وظائفهم. في هذا الإطار، تقول أستاذة الطب النفسي في جامعة كولومبيا ريبيكا موليه لوكالة فرانس برس إنّ منحتها لمشروع بحثي حول التوحّد "لم تُلغَ، لكنّها لم تحصل على التمويل كذلك، إنّها في حالة جمود". تضيف: "لا يمكنني توظيف أحد أو القيام بمشتريات كبيرة"، مشيرةً إلى "منح كثيرة في مثل هذا الوضع. إنّها حالة فوضى، ولا يمكنك إجراء بحث علمي جيّد وسط الفوضى". بدوره، يقول البروفسور ماثيو كونلي المتخصص في سياسات السرية الحكومية ورفع السرية لوكالة فرانس برس إنّ الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية ألغى تمويل منحتَين من دون تقديم "سبب حقيقي" لذلك. ويوضح أنّ المنحتَين المذكورتَين كانتا تهدفان إلى تدريب الباحثين على تحليل السجلات التاريخية وحفظها، خصوصاً الرقمية منها، واصفاً الأمر بأنّه "أحد التحديات الكبرى التي تواجه الباحثين". وإذ يصرّ كونلي على عدم الاستسلام، يلفت إلى أنّ "الجامعات صارت هدفاً (سياسياً)، لأنّ كلّ ما نقوم به يتعارض تماماً مع ما تسعى إدارة ترامب إلى تحقيقه". ويشدّد: "إذا توقّفنا عن التدريس والبحث، فسوف نمنحهم انتصاراً مجانياً". لكنّ رئيس اتحاد طلاب جامعة كولومبيا يرى أنّ "الأمر أكبر من ذلك". ويقول وولف إنّ "هذا ليس هجوماً (عابراً) على كولومبيا فحسب، بل هو مشهد أوّل لهجوم أوسع على المجتمع المدني" ككلّ في الولايات المتحدة الأميركية. (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
الشرطة تنشر هوية داهس جماهير ليفربول لمنع أعمال الشغب
أعلنت الشرطة البريطانية عن هوية مرتكب جريمة دهس جماهير فريق ليفربول، التي وقعت أمس الاثنين، خلال احتفال الجماهير بفوز فريقهم بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم "البريمييرليغ"، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات. وأعلنت شرطة ميرسيسايد اعتقال رجل بريطاني أبيض يبلغ من العمر 53 عاماً من منطقة ليفربول في غضون ساعتين من الحادثة. وكان لافتاً سرعة الإعلان عن جنسية الرجل وعرقه، إذ عادةً ما تكتفي قوات الشرطة في إنكلترا وويلز بذكر عمره ومكان اعتقاله. ويبدو أن شرطة ميرسيسايد قد تعلمت من تداعيات هجوم الطعن في ساوثبورت الصيف الماضي، الذي استهدف صف رقص للأطفال، راح ضحيته ثلاثة أطفال أعقبه هجوم لعناصر اليمين المتطرف بعد تداول أخبار كاذبة حول هوية المنفذ على أنه مسلم مهاجر عبر القوارب ليتضح عدم صحة ذلك، ووجهت انتقادات إلى شرطة ميرسيسايد لبطء نشرهم معلومات كان من شأنها تهدئة أعمال الشغب التي تلت هجوم الطعن، التي استهدفت المسلمين واللاجئين ومواطنين آخرين. بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية ليبرون جيمس عن حادث دهس ليفربول: يا له من فعل أخرق وأشار محللون إلى محاولة الشرطة تهدئة التكهنات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومفادها بأن سيارة فورد غالاكسي التي دهست جماهير ليفربول كانت جزءاً من هجوم إرهابي إسلامي، أو مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالمهاجرين. وقال المتحدث باسم الشرطة، غراهام ويتون، لقناة "سكاي نيوز"، إن الشرطة نجحت في مكافحة المعلومات المضلّلة المنتشرة عبر الإنترنت بسرعة، وأضاف: "هذه مشكلة قائمة في عصرنا هذا، إذ تسيطر وسائل التواصل الاجتماعي على الكثير من التقارير الإخبارية، مع تواجد عدد كبير من الأشخاص في موقع الحادث المروع، إذ استخدموا هواتفهم المحمولة، وقاموا بتسجيلها، ثم نشرها على الفور تقريباً". من جهته، أكّد رئيس شرطة العاصمة السابق دال بابو، أنه "أمر غير مسبوق" أن تكشف الشرطة "بسرعة كبيرة" عن عرق المشتبه به وجنسيته. وفي حديثه لراديو "بي بي سي 5 لايف"، قال: "أعتقد أن ذلك كان بهدف تهدئة بعض تكهنات اليمين المتطرف التي لا تزال مستمرة على منصة إكس حتى الآن، ومفادها بأن هذا الشخص كان متطرفاً مسلماً، وهناك نظرية مؤامرة"، أضاف أن شرطة ميرسيسايد استخلصت دروساً بعد حادثة الطعن في ساوثبورت. من جهته، قال عمدة ليفربول، ستيف روثرام، إن شرطة ميرسيسايد تحركت "بسرعة فائقة" للقضاء على التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت "قلقاً بالغاً". الجريمة والعقاب التحديثات الحية قتلى وجرحى بحادثة اقتحام مركبة مهرجاناً في فانكوفر غربي كندا وفي أعقاب الهجوم في ساوثبورت الصيف الماضي، الذي قُتل فيه بيبي كينغ، وإلسي دوت ستانكومب، وأليس دا سيلفا أغيار، لم تُدلِ شرطة ميرسيسايد بالكثير عن المشتبه به الذي اعتقلته، في الوقت الذي انتشرت فيه المعلومات المضلّلة المتعمدة حول اسم المشتبه به المسلم وكونه مهاجراً حديثاً. ولم يعالج الأمر خلال 36 ساعة من الهجوم وما تبعه من أعمال شغب، استهدفت أولاً المسجد المحلي، ثم أعمال شغب أخرى في جميع أنحاء إنكلترا، استهدف معظمها الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء الوافدين حديثاً. وتبيّن لاحقاً أن أكسل روداكوبانا (17 عاماً)، وهو منفذ هجوم ساوثبورت، وُلد في المملكة المتحدة، ولم تكن له أي صلة مباشرة بالإسلام السياسي، لكن عثر في منزله على دليل تدريب لتنظيم القاعدة. في تقرير نُشر في وقت سابق من هذا الشهر حول أحداث الصيف الماضي من أعمال الشغب، قالت مفتشية الملك لشؤون الشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ، إن على جهاز الشرطة "بذل المزيد من الجهود للتواصل عبر الإنترنت وسد الفراغ المعلوماتي بالحقيقة"، أضافت: "يجب على القوات تقديم رواية حقيقية عبر الإنترنت للوصول إلى الأشخاص الذين قد يبحثون عن معلومات، كما يجب على جهاز الشرطة نشر الحقائق باستمرار وفاعليّة مع تغيّر الظروف وتطورها. وإذا لم يحدث ذلك، فسيسيطر آخرون على الرواية بكمّ هائل من المحتوى عبر الإنترنت. وقد يكون بعض هذا المحتوى زائفاً أو ضاراً باستجابة الشرطة والمجتمعات التي تعمل الشرطة على حمايتها".