
إدريس إلبا يلهم رواد التغيير البيئي في قمة "إرثنا" بالدوحة
تحدّث الممثل والناشط الإنساني، إدريس إلبا، خلال قمة إرثنا التي نظمتها مؤسسة قطر، عن دور الابتكار في إحداث التغيير الإيجابي، مشددا على أهمية إشراك الشباب أينما كانوا، من خلال منصات تواكب اهتماماتهم.
وفي كلمته خلال حفل افتتاح القمة التي انطلقت أمس الثلاثاء وتعقد على مدار يومين، بعنوان "بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية"، أوضح إلبا، أهمية إلهام الشباب في رسم مساراتهم المستقبلية، من خلال استحضاره لذكريات انطلاق شغفه بالتمثيل في سن الـ14، عندما زار مدرسته ممثل بريطاني مشهور، فتغيّر كل شيء في حياته.
وقال إلبا إنه "في تلك اللحظة، ولأول مرة، أدركنا أن التمثيل ليس مجرد هواية، بل يمكن أن يكون مهنة حقيقية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مسيرتي المهنية تدور حول إيجاد طرق لخلق ذات الشعور بالتشجيع والإلهام". تتجسد هذه الرسالة في العمل الخيري الذي يقوده إدريس إلبا من خلال مؤسسة "إلبا هوب" التي أنشأها بهدف إحداث تغيير إيجابي دائم في حياة الأفراد والمجتمعات.
وأضاف أن "تواجدي هنا اليوم هو بسبب مهنتي، لكن بذرة إلهام الآخرين وترك أثر في حياتهم متجذّرة بداخلي. لهذا السبب، أركّز اليوم بشكل كبير على بذل أقصى ما يمكن في إشراك الشباب، لنقل ذلك الإلهام إليهم، لأعيش معهم تلك اللحظة التي يقولون فيها: هذا الرجل، ليس مجرد شخصية على الشاشة، بل هو إنسان حقيقي، وهو يقدم لنا دعمًا حقيقيًا".
الخير والشر
وأوضح إلبا، وهو ممثل، وصانع أفلام، وناشط إنساني وموسيقي ومؤسس (IEV/مجموعة أكونا)، أن الأفلام، من خلال التعليق الصوتي والموسيقى والصور، قادرة على التأثير في الناس والحفاظ على تفاعلهم. مشيرا إلى أنه تاريخيا، استُخدمت السينما والتلفزيون لنشر "الخير والشر"، على حدِ قوله، ولهذا السبب فهو يؤمن بأن فكرة "الإبداع الواعي" أساسية لاستدامة دورة التعلم.
وأشار إلى أن الأمر ينطبق نفسه على الإبداع، "أنا أصبحت ممثلًا فقط لأن ممثلًا جاء يومًا وتحدث إليّ، والمساهمة في الإلهام والتأثير يعدّ جزءًا أساسيًا من دورة بالغة الأهمية. أعتقد أن الوعي أثناء العملية الإبداعية، ومعرفة أننا سنحدث أثرًا فاعلًا في الجيل القادم، هو أمر في غاية الأهمية. وعندما نفكر في كيفية ارتباط هذا كله بأزمة المناخ وأزمة الغذاء، ندرك أننا كبشر، نحن مبدعون بطبيعتنا".
كما تحدث إلبا عن أهمية التعلم والحفاظ على الماضي واحترامه، للبقاء على اتصال بالتقاليد والتكيف في الوقت نفسه مع التغيرات العالمية.
وقال "أخبرني والدي يوما، أنه حين كان صغيرا، كانت القرى تتواصل عبر "الطبل الناطق"، فإذا هطل المطر أو كان هناك أمر يجب أن تعرفه القرية التالية، كانوا يستخدمون الطبل كوسيلة تقليدية للتواصل"، وأضاف "دعونا لا نستغني عن الطبل الناطق، بل دعونا نجد سبلا للابتكار من أجل استمرار هذا التواصل".
والجدير بالذكر أن "إرثنا- مركز لمستقبل مستدام" غير ربحي ينصب تركيزه على بحوث السياسات والمناصرة، أنشئ تحت مظلة مؤسسة قطر بهدف تعزيز وتمكين إستراتيجية متكاملة لتحقيق الاستدامة والازدهار في المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
كذلك يعمل المركز على تعزيز الاستدامة في قطر والدول ذات المناخ الحار والجاف، مع تركيزه على مجالات متنوعة مثل الاستدامة، الاقتصاد الدائري، انتقال الطاقة، تغير المناخ، التنوع البيولوجي، والمدن المستدامة. يسعى المركز أيضا إلى تعزيز التعاون بين الخبراء والباحثين، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، والشركات، والمجتمع المدني، بهدف تطوير حلول مبتكرة تسهم في إحداث تغييرات إيجابية.
وكذلك يقوم مركز "إرثنا" بتطوير وتجربة حلول مستدامة وسياسات مدعومة بالبيانات لقطر والمناطق الحارة والجافة، مع الاستفادة من إمكانيات المدينة التعليمية كقاعدة اختبار للتقنيات والممارسات المستدامة. ويلتزم المركز بدمج التفكير العصري مع المعرفة التقليدية، مسهما في رفاهية المجتمع من خلال خلق إرث مستدام ضمن بيئة طبيعية مزدهرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
"رسائل حب من اليمن إلى قطر" قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
أُقيمت مساء الخميس بالحي الثقافي كتارا أمسية شعرية عنوانها "رسائل حب من اليمن إلى قطر"، أحياها الشاعر اليمني جبر بعداني الفائز بالمركز الأول لفئة الشعر الفصيح من جائزة كتارا لشاعر الرسول ﷺ، في دورتها السابعة 2025. وقدّم الشاعر بعداني عددا من قصائده المختلفة في هذه الأمسية التي نظمتها كتارا بالتعاون مع سفارة اليمن في الدوحة، وحضرها جمع من الجالية اليمنية وعدد من السفراء العرب بالدوحة والمسؤولين في كتارا، إلى جانب المهتمين بالشعر والأدب. مشاهد من الأمسية الشعرية 'رسائل حب من #اليمن إلى #قطر'، التي أضاء فيها الشاعر جبر بعداني قاعة مبنى 15 في #كتارا بكلماته العذبة، وذلك بالتعاون مع سفارة #الجمهورية_اليمنية لدى قطر.#كتارا_ملتقى_الثقافات#كتارا_وجهة_ثقافية_سياحية — كتارا | Katara (@kataraqatar) May 22, 2025 وأضاء الشاعر بكلماته قلوب الحاضرين، ولامس وجدان الجمهور بنصوص نابضة، عكست في بعضها العلاقة الوطيدة بين اليمن وقطر، والإشادة بمكانة قطر وقيادتها، إلى جانب قصائد أخرى من بينها عن العاصمة اليمنية صنعاء. كما تضمنت الأمسية التي قدمها الإعلامي اليمني عبد الصمد درويش الإشارة إلى جهود كتارا في الحراك الثقافي العربي ومساندة المبدعين، حرص السفارة اليمنية على الاحتفاء بالإبداع اليمني في قطر، في حين لفتت الأمسية إلى إعادة التأكيد على أن الشعر لا يزال قادرًا على حمل رسائل المحبة عبر الحدود. من جهته، أكد السفير اليمني لدى الدوحة، راجح بادي أن الأمسية تجسيد للعلاقة والروابط التي تجمع البلدين، لافتا إلى أن هذا الاحتفاء يجسد دور الشعر كجسر وجداني بين الشعوب. إعلان وأشاد بادي بجهود كتارا في رعاية الإبداع العربي، مؤكدا حرص السفارة على دعم المبدعين اليمنيين في قطر، معبرا عن سعادته بنيل الشاعر بعداني جائزة شاعر الرسول. كلمة الشاعر جبر علي بعداني، من #اليمن – عقب حصوله على لقب #شاعر_الرسول ﷺ والفائز بالمركز الأول لفئة الشعر الفصيح في الحفل الختامي لـ #جائزة_كتارا_لشاعر_الرسول ﷺ الدورة السابعة 2025 في #دار_الاوبرا بكتارا، برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية@AwqafM#تجمل_الشعر_بخير_البشر — كتارا | Katara (@kataraqatar) May 11, 2025 ويذكر أن مسرح كتارا سبق أن احتضن في أوقات سابقة فعاليات يمينة عدة، منها فعاليات "اليوم اليمني"، التي توزعت بين الفن والفلكلور واستعراض جوانب من التراث اليمني، إلى جانب تكريم مجموعة من الأسماء في مجالات مختلفة.


العرب القطرية
منذ 17 ساعات
- العرب القطرية
«غرق» تعالج صراعات الهجرة غير الشرعية
محمد عابد شهد مهرجان الدوحة المسرحي مساء أمس عرض مسرحية «غرق» لفرقة الوطن المسرحية وهي من تأليف طالب الدوس وإخراج محمد البلم، وتمثيل خالد الحميدي، سماح السيد، لارا وآخرين. وتناولت المسرحية موضوع الهجرة غير الشرعية وما يواجهه المهاجرون من أخطار وصراعات نفسية وجسدية أثناء رحلتهم إلى المجهول. فقد سلطت الضوء على معاناة البشر الذين يهربون من واقعهم بحثًا عن حياة أفضل، ولكنهم يصطدمون بالموت أو المجهول وسط البحر. فالمسرحية تحمل طابعًا وجوديًا وإنسانيًا قويًا، حيث تطرح أسئلة عن الوطن، والانتماء، والمصير، والعدالة، والخوف، والأمل، حيث تبدأ الأحداث من ركوب البحر، حيث تواجه الشخصيات مشاكل متعددة، صراعات خارجية وداخليه في نفوس الشخصيات حول الهوية والمصير والقرارات التي اتخذوها. فقد غادر هؤلاء من أجل نجاتهم، وأصبح البحر وطنهم ويظلون يبحثون عن النجاة في وطنهم الجديد، حتى يصبح همهم النجاة مقابل الهلاك، سواء بالموت في البحر أو بالعودة إلى وطن قاسٍ لا يمنحهم الأمان. في السياق ذاته تتواصل عروض مهرجان الدوحة المسرحي الذي يتواصل حتى 31 مايو الجاري، مساء اليوم الجمعة بعرض مسرحية «الساعة التاسعة» لفرقة قطر المسرحية وهي من تأليف مريم نصير وسينوغرافيا وإخراج محمد يوسف الملا، ويسبقها أولى الندوات الفكرية المصاحبة للمهرجان. فيما تقدم تذكار للإنتاج الفني مسرحيتها «أنتم مدعوون إلى حفلة»، مساء غد السبت وهي من تأليف فاطمة العامر وإخراج فيصل العذبة. ويجسّد مهرجان الدوحة المسرحي أهداف وزارة الثقافة التي تسعى بشكل دائم إلى تفعيل الحركة الثقافية في قطر وتطويرها عبر دعم العروض المسرحية المتميزة باتجاهاتها الفنية المتعددة؛ ومن خلال تشجيع المسرحيين القطريين على مواصلة العمل في كافة مجالات الفنون المسرحية. ويشهد المهرجان تدشين كتابين لمركز شؤون المسرح حول السيرة الذاتية لرمزين من رموز الإبداع المسرحي هما: الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، والفنان والمخرج فالح فايز لدورهما في تطوير الحركة المسرحية. ويكرم المهرجان في نسخته الجديدة مجموعة من الفنانين الذين رشحتهم الفرق المسرحية، وهم: الفنان يوسف أحمد من فرقة الوطن، والفنان سعد البورشيد من فرقة قطر المسرحية، والفنان أحمد المفتاح من فرقة الدوحة المسرحية. وتشكلت لجنة تحكيم المهرجان في نسخته الحالية برئاسة الدكتورة هدى النعيمي وعضوية كل من: المخرج سالم ماجد المرزوقي، والناقد الدكتور عبدالكريم جواد من سلطنة عمان، والدكتور موسى آرتي من الكويت، والمخرج عصام السيد من مصر.


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
مؤلف كتاب «الذكاءات العشر»: قطر نموذج واقعي لنهضة تستند إلى الذكاء القيادي
الدوحة - العرب دشن الدكتور محمد عطا عبد التواب، إصداره الجديد «أدعم الذكاءات العشر مفاتيح التميز وصناعة المستحيل»، ضمن فعاليات النسخة الماضية بمعرض الدوحة الدولي للكتاب. يأتي الكتاب استلهامًا من شعار القيادة الذكية ومن التجربة القطرية العالمية الرائدة في صناعة نهضة شاملة بعقول وقيادات ملهمة أن فن تطويع الذكاءات واتخاذ القرارات المصيرية في عصر الفوضى والعشوائية مما ألهم الكاتب أن الذكاءات سواء الحياتية أو القيادية هي المسار الطبيعي لتحقيق الإنجازات وبناء الأوطان. ويطرح الكتاب دعوة شاملة لإعادة فهم قدرات الإنسان من خلال نموذج متكامل يشمل عشرة أنواع من الذكاءات، ليست فقط في الإطار الأكاديمي أو العقلي، بل تمتد لتشمل الذكاء الاجتماعي، المالي، القيادي، العاطفي، الابتكاري، الواقعي، الاصطناعي، الذاتي، العائلي، والاستباقي. وقال المؤلف الدكتور محمد عطا عبد التواب، في تصريح خاص بمناسبة تدشين الكتاب «إنه يطرح رؤية جديدة لبناء شخصية متكاملة، قادرة على قيادة الذات والآخرين، والتعامل بكفاءة مع تحديات الحياة المعاصرة، وتحقيق نهضة مجتمعية شاملة مبنية على العلم، الأخلاق، والذكاء متعدد الأبعاد، لافتا إلى أنه يهدف لنشر الوعي بأهمية الذكاءات المتعددة كأساس للنجاح الشامل. وأوضح أن الكتاب يتضمن الذكاء الذاتي المتمثل في القدرة على فهم الذات وإدارتها بوعي وتحفيز ذاتي، والذكاء العائلي بالقدرة على بناء أسرة متماسكة قائمة على الحوار والتعاون، والذكاء الاجتماعي مثل التمتع بعلاقات فعالة ومؤثرة، وفهم مشاعر وسلوكيات الآخرين، بالإضافة إلى الذكاء العاطفي عبر ضبط الانفعالات، وإدارة المشاعر لتحقيق توازن داخلي إيجابي، لافتا إلى أن الكتاب يتناول الحديث عن الذكاءات الأخرى مثل الذكاء القيادي، والمالي، والاستباقي، والواقعي، والذكاء الاصطناعي، والذكاء الابتكاري القدرة على الإبداع، وخلق أفكار وحلول غير تقليدية. وأشار إلى أن الكتاب يتناول الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره مثالاً للنماذج الإيجابية الملهمة، إذ جمع بين كافة الذكاءات في إدارة الدولة، الأزمات، العلاقات، والبناء الحضاري، كما يطرح الكتاب دولة قطر كنموذج ومثال واقعي للنهضة المستندة إلى استثمار الذكاء القيادي والابتكاري والتعليمي. وقال المؤلف إن الكتاب يتضمن النادي الأهلي المصري كنموذج للذكاء في دمج الرياضة بالقيم والقيادة الاجتماعية والتنمية المستدامة، شخصيات عالمية مثل «ستيف جوبز»، «جاك ما»، «أنجيلا ميركل»، «نيلسون مانديلا»، والمصري الراحل الحاج محمود العربي كنموذج وطني في استخدام الذكاء الصناعي، والمالي والذاتي والخيري، كما يتضمن مؤسسات كبرى: مثل مؤسسة قطر، مؤسسة الأزهر، شركات عالمية ناجحة كمثال على التكامل الذكائي المؤسسي. ويخلص المؤلف إلى أن رسالة الكتاب، تكمن في أن امتلاك نوع واحد من الذكاء لم يعد كافيًا للنجاح، بل إن التكامل بين الذكاءات العشرة هو السبيل الحقيقي لبناء إنسان متوازن، ومجتمع مزدهر، وحضارة مستدامة. لافتا إلى أن الكتاب بمثابة خارطة طريق لكل فرد ومؤسسة تسعى لتحقيق الريادة الأخلاقية والعلمية والعملية.