logo
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!

وكالة خبرمنذ 3 ساعات

شكلت حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أواخر عام 2023 وحتى الآن "محطة فارقة" في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ليس فقط بسبب حجم الدمار الإنساني والمادي غير المسبوق، وإنما بسبب ما أفرزته من تساؤلات وجودية حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، وموقع كلّ من حركتي فتح وحماس ضمن هذا المشهد المعقد.
أولاً: غزة بعد الحرب.. جراح نازفة وشرعيات مأزومة
خلَّفت الحرب التي لم تنته بعد، مشهدًا كارثيًا: عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، مع دمار شبه كامل للبنية التحتية، وانهيار الحياة المدنية والاقتصادية.
وفي ظل ما عليه المأساة من عمق إنساني وكارثة وجودية، برز سؤال محوري: أين كانت القيادة الفلسطينية الرسمية؟ بل وأين هي الآن؟ فقد بدا واضحًا أن السلطة الفلسطينية أخفقت في تقديم أي دور ملموس؛ سواء على صعيد الحماية أو التمثيل السياسي، وهو ما عمّق الفجوة بينها وبين الشارع الفلسطيني، خاصة في غزة.
ثانيًا: حماس.. بين شرعية المقاومة وضغوط السياسة
رغم الكلفة الباهظة بمليارت الدولارات التي تكبدها القطاع، فإن حركة حماس خرجت من الحرب بقدر كبير من التعاطف الشعبي خارجيًا، لاعتبارات لها علاقة بتقدير الشارع العربي والإسلامي والإنساني بحق الفلسطينيين المشروع في مقاومة الاحتلال لأرضهم، إلا أنَّ الخريطة الداخلية المنكوبة لها تحفظات ورأي آخر.
وبناءً على ذلك، فإنَّ حركة حماس اليوم تواجه معضلة مزدوجة: فكيف يمكنها الحفاظ على المكاسب الرمزية والسياسية التي جناها الفلسطينيون، جراء التعاطف الكبير -وغير المسبوق- على مستوى الكثير من الحكومات الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية والرأي العام، في ظل ضغوطٍ إقليمية ودولية لإعادة تشكيل الحكم ووضع السلطة بالقطاع، ولكن في سياقٍ ربما يؤدي إلى تهميشها أو احتوائها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل ستقبل حركة حماس بشراكة وطنية تُفضي إلى تراجع دورها السياسي، أم أنها ستتمسك بزمام الحكم تحت شعار "من ضحى لا يُقصى"؟! وهذا لغطٌ مشروع لا يمكن تجاهله أو القفز عليه!!
ثالثًا: فتح والسلطة.. انكشاف سياسي وتآكل الشرعية
بالنسبة لحركة فتح، فإنَّ الحرب كشفت عن عمق أزمتها، فالموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية، والرئيس عباس، اتسم -من وجهة نظر الكثيرين- بالضعف والتردد، مما انعكس سلبًا على مكانتها في الشارع الفلسطيني. كما أن محاولات إعادة إنتاج السلطة عبر مشاريع أميركية أو عربية لإعادة الإعمار مقابل "إصلاح الحكم" تبدو في نظر الكثيرين مجرد محاولات لتجاوز جوهر المأساة وتكرار نهج أثبت عجزه لعقود.
رابعًا: الانقسام الفلسطيني.. إلى أين؟
تُعد مسألة الانقسام الوطني بين فتح وحماس أحد أبرز العوامل التي أضعفت المشروع الوطني الفلسطيني في السنوات الماضية. وقبل أن تضع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة أوزارها بعد، عاد الحديث عن المصالحة، ولكنَّ السؤال هو: هل ثمة إرادة حقيقية لتجاوز الحسابات الفصائلية؟ أم أن القوى المتصارعة ستعيد توظيف الأزمة بما يخدم مصالحها التنظيمية؟!
إن فرص المصالحة هذه المرة قد تكون أكبر، بسبب هول المأساة وعِظم النكبة وكارثيتها، ولكنها مع ذلك تبقى رهينة التفاهم على مشروع وطني جامع، لا مجرد تقاسم للسلطة.
خامسًا: المشروع الوطني الفلسطيني.. الحاجة إلى إعادة تعريف
أمام التحديات المتفاقمة، يبدو أن المشروع الوطني الفلسطيني وصل إلى مفترق طرق، إذ لم تعد اتفاقيات أوسلو قادرة على تقديم أي أفق سياسي، كما أن فكرة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 باتت أكثر بُعدًا من أي وقت مضى. ومن جهة أخرى، فإنَّ خيار المقاومة المسلحة رغم رمزيته يحتاج إلى إستراتيجية وطنية جامعة، وليس إلى فصائلية مسلحة. ولذلك، بات من الضروري إعادة تعريف المشروع الوطني: ما هدفه؟ من يمثله؟ وما هي أدواته؟ وهل المطلوب اليوم حركة تحرر جديدة، أم إعادة بناء منظمة التحرير؟ أم كلاهما معًا؟ وما مدى الاستثمار السياسي في المواقف المتعاطفة والمتعاظمة والمطالبة -اليوم- بالاعتراف بالدولة الفلسطينية؟!
سادسًا: الخيارات المطروحة
في ظل هذا السياق، تبدو الخيارات أمام الفلسطينيين معقدة، لكنها ليست معدومة:
* تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم مختلف القوى والفصائل والتيارات الشبابية.
* الدعوة لانتخابات عامة شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، شرط توفير ضمانات النزاهة والتوافق.
* إطلاق حوار وطني شامل يضع تصورًا جديدًا للمشروع الوطني، بعيدًا عن الوصاية الإقليمية والدولية.
* إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتعود ممثلاً فعلياً للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
سابعًا: تيار دحلان.. بين حسابات الإقليم وحدود الشعبية
يُعد القيادي محمد دحلان وتياره الديمقراطي الإصلاحي طرفًا فاعلًا في المعادلة الفلسطينية، خاصة في ضوء دعمه من أطراف إقليمية وحتى دولية مؤثرة، ووجوده التنظيمي الواسع في بعض مناطق غزة والشتات..
ومن الجدير ذكره، أن تصدره لمشهدية العمل الإغاثي والإنساني تحت مظلة الفارس الشهم (٣)، في ظل سياسات التجويع والحصار الذي يتعرض لها مئات آلاف من النازحين بالقطاع، سوف تمنح هذا التيار وقيادته المزيد من الشعبية والمصداقية.
ومع ذلك، فإنَّ حملات الاستهداف الممنهج لشخص دحلان، ستجعل من فرص صعود التيار محدودة نسبيًا داخل الضفة الغربية، وفي أوساط النخبة السياسية وبطانة الرئيس عباس، نظرًا لتاريخية الخلاف بين الرجلين، وما يراه خصومه السياسيون ويثيرونه من أنه صاحب شخصية مثيرة للجدل، وهناك تحفظ لدى بعض القطاعات في الشارع الفلسطيني لعودته كواجهة للسلطة أو الحكم.
ومع ذلك، فإن غياب البدائل الوطنية الجامعة، وانسداد الأفق أمام التيارات التقليدية، قد يمنح دحلان فرصةً في المرحلة الانتقالية لتعزيز حضوره، ضمن سيناريوهات إعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني، خاصة إن أُدرجَ ضمن مشروع وطني أوسع؛ لا يقتصر على فتح أو حماس، بل ينفتح على التيارات الشبابية والمستقلة.
ثامنًا: الموقف الدولي.. بين ازدواجية المعايير وضغط الشعوب
أظهرت الحرب على غزة مرة أخرى التباين الحاد في مواقف المجتمع الدولي. فقد واصلت الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، تحت مبررات "حق الدفاع عن النفس"، في الوقت الذي تجاهلت فيه حجم الكارثة الإنسانية التي تعرض لها المدنيون في القطاع. في المقابل، برز حراكٌ شعبي واسعٌ حول العالم، داعمٌ للقضية الفلسطينية ومنددٌ بالعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ومطالبٌ بوقفه، مما يعكس فجوة متزايدة بين مواقف الحكومات الغربية وشعوبها.
أما الدول العربية والإسلامية، فرغم التصريحات الغاضبة والمبادرات السياسية، فقد بدت عاجزة عن التأثير الحقيقي في مسار الأحداث، وهو ما يعكس محدودية الدور الإقليمي في ظل غياب استراتيجية عربية موحدة، واستمرار التطبيع بين عدد من العواصم العربية وتل أبيب.
هذا الواقع، يفرض على الفلسطينيين الاعتماد أولًا على قوتهم الذاتية، وعلى حشد التأييد الشعبي الدولي ومؤسسات المجتمع المدني، بدلًا من الركون إلى وعود الحكومات الغربية أو العربية.
باختصار.. إن دور مصر في المرحلة القادمة هو حجر الزاوية وبيت القصيد، وخاصة ما يتعلق بحركة حماس ودحلان، فالطرفان في سياق الرؤية السياسية لا يبتعدان كثيراً وبينهما من القواسم الوطنية المشتركة ما يمكن التوافق عليه والتعايش معه.
إنَّ ما بعد حرب الإبادة في غزة لن يكون كما قبلها. فقد تعرّت الكثير من المُسلمات السياسية، وظهرت الحاجة الماسّة إلى مراجعة شاملة لكلِّ البنية السياسية الفلسطينية وبين حماس، التي كانت -وحتى اللحظة- تحمل عبء المقاومة المسلحة للاحتلال، وفتح التي ترزح تحت أعباء الماضي، وتيارات كتيار دحلان وجماعة مروان البرغوثي، وما يمثله د. ناصر القدرة من توجه نخبوي، والتي تسعى جميعها لفرصة في المشهد السياسي القادم.
والآن؛ يبرز سؤال المستقبل: هل تكون غزة بوابة لولادة مشروع وطني جديد، أم محطة لانهيار ما تبقى من الحُلم الفلسطيني؟ وحدها الإرادة الوطنية الصادقة، القائمة على التشارك لا الإقصاء، قادرة على تحويل الألم إلى أمل، والدمار إلى بداية عمران وروح بعثٍ جديدة.. وكما عودتنا شمسُ فلسطين أنَّ ضياءَها لن تحجبه ظُلماتُ ليلٍ طويل.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أطلقوا عليهم "البعوض".. إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية
أطلقوا عليهم "البعوض".. إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية

وكالة خبر

timeمنذ 27 دقائق

  • وكالة خبر

أطلقوا عليهم "البعوض".. إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية

نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن مصادر فلسطينية وجنود إسرائيليين، أن إسرائيل تتوسع في استخدام الدروع البشرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وذكرت المصادر أن القوات الإسرائيلية ترسل الفلسطينيين إلى المباني للتحقق من وجود خطر. وقال الفلسطيني أيمن أبو حمدان، للوكالة الألمانية، إن "المرات الوحيدة التي لم يكن فيها مقيدًا أو معصوب العينين كانت عندما استخدمه جنود الاحتلال الإسرائيلي درعًا بشرية". وأضاف "أبو حمدان"، أنه "كان يرتدي زيًا عسكريًا وكاميرا مثبتة على جبهته، وأُجبر على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين، وعندما انتهت إحدى الوحدات منه، نُقل إلى التالية". وذكر الرجل البالغ من العمر 36 عامًا، لـ"أسوشيتد برس"، واصفًا فترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف الأسبوع في الصيف الماضي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة : "ضربوني وقالوا لي: ليس لديك خيار آخر.. افعل هذا أو سنقتلك" . فيما قال ضابط إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هُويته خوفًا من الانتقام إن "الأوامر كانت تأتي في كثير من الأحيان من الأعلى، وفي بعض الأحيان كانت كل فصيلة تقريبًا تستخدم فلسطينيًا لتطهير المواقع". وأفاد عدد من الفلسطينيين والجنود لوكالة "أسوشيتد برس" بأن القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل دروعًا بشرية في غزة، وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثًا عن متفجرات أو مسلحين. وأضافوا أن هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال 19 شهرًا من الحرب. ردًا على هذه الاتهامات، يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يحظر تمامًا استخدام المدنيين دروعًا بشرية، وهي ممارسة طالما اتهم حماس بممارستها في غزة. ويُحمّل المسؤولون الإسرائيليون المسلحين مسؤولية سقوط عدد كبير من المدنيين في هجومهم الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وفي بيان لوكالة "أسوشيتد برس"، قال جيش الاحتلال إنه يحظر أيضًا إجبار المدنيين على المشاركة في العمليات، وأن "جميع هذه الأوامر يتم التأكيد عليها بشكل روتيني للقوات". أعلن جيش الاحتلال أنه يحقق في عدة حالات تُزعم تورط فلسطينيين في مهمات، لكنه لم يُقدم أي تفاصيل، ولم يُجب على أسئلة حول نطاق هذه الممارسة أو أي أوامر من القادة. ممارسة محظروة وتحدثت وكالة "أسوشيتد برس" مع سبعة فلسطينيين أكدوا استخدامهم دروعًا بشرية في غزة والضفة الغربية المحتلة، ومع عنصرين من الجيش الإسرائيلي قالا إنهما مارسا هذه الممارسة المحظورة بموجب القانون الدولي. وتُدقّ جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، قائلةً إنها أصبحت إجراءً اعتياديًا يُستخدم بشكل متزايد في الحرب. قال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة "كسر الصمت"، وهي مجموعة مُبلّغين عن المخالفات من جنود إسرائيليين سابقين جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل جيش الاحتلال: "هذه ليست روايات معزولة، بل تشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع". وأضاف: "تُدين إسرائيل، عن حق، حماس لاستخدامها المدنيين دروعًا بشرية، لكن جنودنا يصفون فعلهم الشيء نفسه". قال "أبو حمدان" إنه اعتُقل في أغسطس بعد فصله عن عائلته، وأخبره الجنود أنه سيساعد في "مهمة خاصة". وأضاف أنه أُجبر، لمدة 17 يومًا، على تفتيش المنازل وتفتيش كل حفرة في الأرض بحثًا عن أنفاق. قال إن الجنود وقفوا خلفه، وبمجرد أن اتضحت الأمور، دخلوا المباني لتدميرها أو إتلافها، كان يقضي كل ليلة مقيدًا في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويكرر فعلته. استخدام الدروع البشرية "انتشر كالنار في الهشيم" تقول جماعات حقوق الإنسان إن إسرائيل استخدمت الفلسطينيين دروعًا بشرية في غزة والضفة الغربية لعقود، وحظرت المحكمة العليا هذه الممارسة عام 2005، لكن هذه الجماعات واصلت توثيق الانتهاكات. ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه الحرب هي المرة الأولى منذ عقود التي تنتشر فيها هذه الممارسة، والنقاش حولها على نطاق واسع. قال الجنديان الإسرائيليان اللذان تحدثا لوكالة أسوشيتد برس، وثالثٌ أدلى بشهادته لمنظمة كسر الصمت، إن القادة كانوا على درايةٍ باستخدام الدروع البشرية وتسامحوا مع ذلك، بل وأصدر بعضهم أوامر بذلك. استخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة البعوض .. الدبابير وقال بعضهم إنه أُطلق عليه اسم "بروتوكول البعوض"، وإن الفلسطينيين أُطلق عليهم أيضًا اسم "الدبابير" وغيرها من المصطلحات المُهينة. وأشار الجنود -الذين قالوا إنهم لم يعودوا يخدمون في غزة- إن هذه الممارسة ساعدت في تسريع العمليات، وتوفير الذخيرة، وتجنيب الكلاب المقاتلة الإصابة أو الموت. قال الجنود إنهم أدركوا لأول مرة استخدام الدروع البشرية بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل، وأن ذلك انتشر على نطاق واسع بحلول منتصف عام 2024. وقالوا إن أوامر "إحضار بعوضة" كانت تأتي غالبًا عبر الراديو، وهي اختصار يفهمه الجميع، وكان الجنود يتصرفون بناءً على أوامر الضباط القادة، وفقًا للضابط الذي تحدث إلى وكالة "أسوشيتد برس". وقال إنه بحلول نهاية الأشهر التسعة التي قضاها في غزة، كانت كل وحدة مشاة تستخدم فلسطينيًا لتطهير المنازل قبل الدخول إليها. "بمجرد أن طُرحت هذه الفكرة، انتشرت بسرعة البرق"، قال الشاب البالغ من العمر 26 عامًا، "أدرك الناس مدى فعاليتها وسهولة تطبيقها". ووفقًا لوصف اجتماع تخطيطي لعام 2024، قدم قائد لواء لقائد الفرقة شريحة مكتوب عليها "احصل على بعوضة" واقتراحًا بأنهم قد "يصطادون واحدة من الشوارع". كتب الضابط تقريرين عن الحادث إلى قائد اللواء، يُفصّل فيهما استخدام الدروع البشرية، وقال إنهما كانا سيُرفعان إلى قائد الفرقة، وقال جيش الاحتلال إنه لم يُعلّق على ذلك عندما سُئل عمّا إذا كان قد تلقّاهما. وثّق أحد التقارير مقتل فلسطيني عن طريق الخطأ، على حد قوله، إذ لم يدرك الجنود أن وحدة أخرى كانت تستخدمه درعًا، فأطلقوا النار عليه أثناء ركضه إلى منزل. وأوصى الضابط الفلسطينيين بارتداء ملابس عسكرية لتجنب أي خطأ في التعرف عليهم. وقال إنه يعرف فلسطينيًا آخر على الأقل توفي أثناء استخدامه درعًا، بعدما فقد وعيه داخل نفق، وقال رقيب إن القوات صدَّت الهجوم دون جدوى. قال مايكل شميت، أستاذ القانون الدولي البارز في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، إن إقناع الجنود بالعمل بشكل قانوني عندما يرون عدوهم يستخدم ممارسات مشبوهة أمرٌ صعب. ويدعي مسؤولون إسرائيليون ومراقبون آخرون إن حماس تستخدم المدنيين دروعًا بشرية أثناء تغلغلها في المجتمعات، زاعمين أنها تخفي مقاتليها في المستشفيات والمدارس. وقال "شميت"، إن "النظر إلى جنودك والقول إن عليك الامتثال لهم يعد أمرًا صعبًا للغاية". وقال أحد الجنود لوكالة "أسوشيتد برس" إن وحدته حاولت رفض استخدام الدروع البشرية في منتصف عام 2024، لكن قيل لهم إنه ليس لديهم خيار آخر، وقال ضابط رفيع المستوى إنهم لا ينبغي أن يقلقوا بشأن القانون الإنساني الدولي. وقال الرقيب -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام- إن القوات استخدمت شابًا يبلغ من العمر 16 عامًا وآخر يبلغ من العمر 30 عامًا لبضعة أيام. وقال إن الصبي كان يرتجف باستمرار، وكلاهما يردد "رفح، رفح" - المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، والتي فر إليها أكثر من مليون فلسطيني من القتال في أماكن أخرى في تلك المرحلة من الحرب. يبدو أنهم كانوا يتوسلون لتحريرهم، كما قال الرقيب، "لدي أطفال"، يقول أحد الرجال الذي توسل إليه. وقال مسعود أبو سعيد إنه تم استخدامه درعًا لمدة أسبوعين في مارس2024 في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. "هذا أمرٌ خطيرٌ للغاية"، روى وهو يقول لجندي: "لديّ أطفال وأريد أن ألتقي بهم". قال الرجل البالغ من العمر 36 عامًا إنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر أنفاق مُشتبه بها وتطهير المناطق. وأضاف أنه كان يرتدي سترة إسعاف أولي لسهولة التعرف عليه، وكان يحمل هاتفًا ومطرقة وقواطع سلاسل. وقال إنه خلال إحدى العمليات، اصطدم بأخيه الذي استُخدِم درعًا من قبل وحدة أخرى، وتعانقا، موضحًا: "ظننت أن جيش إسرائيل أعدمه". ويفيد الفلسطينيون أيضًا بأنهم يُستخدمون دروعًا بشرية في الضفة الغربية. وقالت هزار استيتي إن الجنود أخذوها إلى منزلها في مخيم جنين للاجئين في نوفمبر، وأجبروها على تصوير داخل عدة شقق وإخلائها قبل دخول القوات. وقالت إنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهرًا، لكن الجنود لم يستمعوا إليها، قائلة: "كنت خائفة جدًا من أن يقتلوني، وألا أرى ابني مرة أخرى".

13 حاخامًا من "الصهيونية الدينية" يدعون لاقتحام المسجد الأقصى الاثنين
13 حاخامًا من "الصهيونية الدينية" يدعون لاقتحام المسجد الأقصى الاثنين

وكالة خبر

timeمنذ 27 دقائق

  • وكالة خبر

13 حاخامًا من "الصهيونية الدينية" يدعون لاقتحام المسجد الأقصى الاثنين

نشر "اتحاد منظمات الهيكل" المتطرفة مقطعًا دعائيًا تحريضيًا غير مسبوق يدعو فيه المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك بكثافة يوم الإثنين المقبل، في الذكرى العبرية لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة. ويظهر في الفيديو التحريضي 13 من أبرز حاخامات "الصهيونية الدينية"، بينهم حاخامات مستوطنات القدس والخليل ونابلس وصفد وكريات شمونة، وهم يحثّون أتباعهم على المشاركة بكثافة في اقتحام الأقصى. وحسب المختص في شؤون القدس زياد إبحيص، فإنه لم يسبق للجماعات المتطرفة أن نشرت مثل هذا النوع من التحريض المصور. وأضاف أن "اقتحامات رمضان كانت تسبق بـ "قمة روحية" لهؤلاء الحاخامات في المسجد الأقصى، لتشجيع أتباعهم، إلا أنها بهذا الإنتاج والتوزيع المسبق تسعى كما يبدو إلى تحفيز مجموعات جديدة من اليمين وأتباع الصهيونية الدينية للانضمام إلى جمهور المقتحمين للأقصى، وفرض حجم وشكل أكبر من العدوان على المسجد". وعلى بُعد يومين من "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، أدى مستوطنون يوم السبت، رقصات استفزازية وأغانٍ عبرية في منتصف شارع الواد بالقدس القديمة، ما تسبب في إعاقة حركة المقدسيين وعرقلة الحياة اليومية في المنطقة. وخلال الأسبوع الماضي، تعرض المسجد الأقصى لسلسلة اقتحامات واسعة، حيث اقتحمه أكثر من 2,046 مستوطنًا نفذوا طقوسًا تلمودية وجولات استفزازية، بحماية قوات الاحتلال. وتتواصل الدعوات لزيادة شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات الاحتلال والجماعات الاستيطانية.

خمسة شهداء في قصف للاحتلال على غزة وخان يونس
خمسة شهداء في قصف للاحتلال على غزة وخان يونس

وكالة خبر

timeمنذ 27 دقائق

  • وكالة خبر

خمسة شهداء في قصف للاحتلال على غزة وخان يونس

استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، اليوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس. وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مُسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع الشعف شرق مدينة غزة ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين. كما قصفت مدفعية الاحتلال شرق حي الشجاعية شرق دينة غزة، بالتزامن مع قصف آخر في حيي الشعف والتفاح. وأضافت المصادر ذاتها أن المواطن أحمد إياد محمد الشريف ارتقى شهيدا ليلتحق بخمسة من أفراد أسرته الذين ارتقوا صباح اليوم جراء قصف منزلهم بمدينة خان يونس. وكانت طواقم الإسعاف والإنقاذ قد انتشلت في وقت سابق اليوم جثمان الشهيد أسامة سفيان عطية المصري من أسفل ركام منزلهم المدمر في جورة اللوت بخان يونس. واستشهدت المواطنة عايدة عوض عبد الله النجيلي (50 عاما) متأثرة بجروحها في قصف سابق غرب خان يونس. ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة أسفر عن استشهاد 53,822 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 122,382 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store