
عالم بوزارة الأوقاف: الشك ليس مذمومًا في ذاته إذا انضبط بضوابط العلم
الشيخ أحمد ربيع الأزهري: الشك لا يجوز إسقاطه على الوحي والنصوص المقدسة
وأوضح عالم بوزارة الأوقاف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الشك في ذاته ليس مذمومًا إذا انضبط بضوابط العلم، ضاربًا مثالًا بالعالم المصري الدكتور طه حسين، الذي تناول في كتابه "في الشعر الجاهلي" نظرية الشك، لكنه – بحسب ما نقل الشيخ عن الشيخ محمد عبد المنعم خفاجي – تراجع عن كثير من آرائه في أواخر حياته، بعد أن أحدث الكتاب ضجة فكرية كبرى في النصف الأول من القرن العشرين.
وبيَّن عالم بوزارة الأوقاف أن خطورة الشك تكمن حين يُستخدم في غير موضعه، قائلاً: "طه حسين طبق منهج الشك على النصوص الدينية، رغم أن هذه النصوص لا ينبغي أن تُعامل بمنهج النقد التاريخي أو الأدبي، كما يُفعل مع نصوص التراث أو الأدب، لأن القرآن والسنة مصادر وحي، وليسا تراثًا بشريًا خاضعًا لأهواء العقل فقط".
وأضاف عالم بوزارة الأوقاف "عندما نُخضع النص القرآني لمنهج الشك المطلق، أو نعامله كأنه نص أدبي أو تاريخي، نكون قد خلطنا بين مصادر المعرفة في الحضارة الغربية، والتي تعتمد العقل وحده، وبين المنظور الإسلامي الذي يضع الوحي على رأس تلك المصادر".
وتابع عالم بوزارة الأوقاف "القرآن الكريم قطعي الثبوت، والسنة النبوية الصحيحة كذلك، وهما خارج دائرة النقد التراثي أو الأدبي. النقد يُوجه إلى ما دونهما من اجتهادات البشر، أما الوحي فلا يُناقش بمنطق الشك، بل يُسلَّم به كمرجعية مطلقة في بناء العقل والإيمان".
وأوضح عالم بوزارة الأوقاف "نحن بحاجة إلى إعادة ضبط المفاهيم، والتفريق بين الشك المنهجي المحمود الذي يُبنى على قواعد ويقود إلى حقائق، وبين الشك المطلق الذي يفتك بالعقل والهوية والدين تحت ستار البحث عن الحقيقة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
هل يجوز التعوذ من العذاب عند سماع أو قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما مدى مشروعية الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة؟ وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: يستحب للإنسان مطلقًا الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة. حكم قراءة القرآن الكريم في الصلاة واوضحت أن قراءة القرآن في الصلاة ركن من أركان الصلاة المتَّفق عليها بين الفقهاء على اختلاف بينهم وتفصيل فيما يجب من القراءة فيها؛ لما رواه الشيخان في "صحيحيهما" في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للمُسيء صلاته: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ»؛ قال الإمام ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (1/ 260، ط. مطبعة السنة المحمدية): [قوله: "ثمَّ اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن": يدلُّ على وجوب القراءة في الصلاة] اهـ. حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب في الصلاة أما الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في الصلاة، وكأن المؤمِّن يستجير بالله تعالى من العذاب إذا مرَّ بآية وعيد؛ فقد اختلف فيها الفقهاء: فذهب الحنفية والمالكية، وهي إحدى الروايات عن الحنابلة: إلى كراهة الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في صلاة الفريضة، وإلى جوازه في غير الفريضة. وزاد الحنفية الاستحباب للمنفرد. وذهب الشافعية، والحنابلة في رواية: إلى أنَّ ذلك مستحب لكل قارئ مطلقًا، سواء في الصلاة وخارجها وسواء الإمام والمأموم والمنفرد. قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (1/ 198-199، ط. دار المعرفة): [قال: (وإذا مرَّ المصلي بآية فيها ذكر الجنة فوقف عندها وسأل، أو بآية فيها ذكر النار فوقف عندها وتعوذ بالله منها فهو حسن في التطوع إذا كان وحده)... فأمَّا إذا كان إمامًا كرهت له ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله في المكتوبات، والأئمة بعده إلى يومنا هذا، فكان من جملة المحدثات، وربما يملّ القوم بما يصنع وذلك مكروه، ولكن لا تفسد صلاته؛ لأنه لا يزيد في خشوعه، والخشوع زينة الصلاة، وكذلك إن كان خلف الإمام، فإنه يستمع وينصت] اهـ. وقال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرع) قال في المسائل الملقوطة: إذا مرَّ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام فلا بأس للمأموم أن يصلِّي عليه، وكذلك إذا مرَّ ذكر الجنة والنار فلا بأس أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، ويكون ذلك المرة بعد المرة] اهـ. وقال الإمام النووي في "المجموع" (2/ 165، ط. دار الفكر): [ويستحبُّ إذا مرَّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشَّرِّ ونحو ذلك، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله تعالى نزَّه، فقال: "تبارك الله" أو "جلَّتْ عظمة ربنا" ونحو ذلك، وهذا مستحبٌ لكلِّ قارئ سواء في الصلاة وخارجها، وسواء الإمام والمأموم والمنفرد] اهـ. وقال الإمام المرداوي في "الإنصاف" (2/ 109-110، ط. دار إحياء التراث): [قوله: (وإذا مرَّت به آية رحمة أن يسألها، أو آية عذاب أن يستعيذ منها) هذا المذهب، يعني يجوز له ذلك وعليه الأصحاب. ونص عليه، وعنه: يستحب.. وعنه: يكره في الفرض، وذكر ابن عقيل في جوازه في الفرض روايتين، وعنه: يفعله وحده، وقيل: يكره فيما يجهر فيه من الفرض، دون غيره] اهـ. المختار للفتوى في هذه المسألة وأكدت بناء على ما سبق: استحباب الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة مطلقًا على ما قرَّره فقهاء الشافعية والحنابلة في رواية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى مسلم في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ». قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 62، ط. دار إحياء التراث): [قوله: "يقرأ مترسِّلًا إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ" فيه استحباب هذه الأمور لكلِّ قارئ في الصلاة وغيرها] اهـ.


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
رئيس قطاع المعاهد: خطة متكاملة لرفع كفاءة مكاتب التحفيظ وتطوير المناهج
تفقد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم السبت، مجمع «أهل القرآن» لتحفيظ القرآن الكريم بقرية الشعراوي بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، ورافقه الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور عبد الكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، والشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن الكريم بالأزهر. وقال الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن الأزهر الشريف يولي عناية خاصة بمكاتب ومجمعات تحفيظ القرآن الكريم، باعتبارها الحاضنة الأولى لغرس القيم القرآنية في نفوس أبنائنا، وتكوين جيلٍ يحمل كتاب الله قلبًا وعقلًا، ويتخلق بأخلاقه في حياته اليومية، وما نراه اليوم من براعم صغار يحفظون ويتقنون التلاوة بهذه الصورة المشرفة، هو ثمرة جهد المعلمين والمشرفين، ودليل على أن العناية بالقرآن تبدأ من النشء المبكر. وأضاف الشيخ"عبدالغني" أننا نسعى من خلال هذه الزيارات الميدانية إلى متابعة الأداء، وتوفير الدعم اللازم للمحفظين والطلاب، مع التأكيد على أن حفظ القرآن لا يكتمل إلا بترجمته إلى سلوك راقٍ، وخُلق قويم، وفكر وسطي منضبط، يواجه التحديات ويشارك في بناء الوطن، ليظل حَمَلة القرآن هم القدوة والنموذج في المجتمع. وأشار إلى أن قطاع المعاهد الأزهرية يعمل وفق خطة متكاملة لرفع كفاءة مكاتب التحفيظ، وتطوير مناهجها وأساليبها، وتزويدها بالكوادر المؤهلة، بما يضمن تخريج جيل قادر على الجمع بين الحفظ المتقن والفهم الواعي لمعاني كتاب الله، ليكون مؤهلًا لخدمة دينه ووطنه بوعي وإخلاص. واختتم رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بأن دعم الحفظة ورعاية المواهب القرآنية هو استثمار في الإنسان قبل كل شيء، وواجب ديني ووطني، سنواصل القيام به حتى يظل الأزهر منارةً للقرآن وأهله في كل مكان.


صدى البلد
منذ 12 ساعات
- صدى البلد
الأزهر يصدر ضوابط تحويل الطلاب بين المعاهد والتربية والتعليم للعام الدراسي 2025/2026
حدد الأزهر الشريف، ضوابط تحويل الطلاب بين المعاهد الأزهرية ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك استنادًا للبروتوكول المبرم بين الجانبين، بهدف تنظيم الإجراءات وضمان تحقيق مصلحة الطلاب. وأوضح المنشور أن التحويل من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم يقتصر على طلاب الصفوف المناظرة للمرحلة الابتدائية والإعدادية، وفقًا للقواعد المحددة، مع مراعاة المواد العلمية والشرعية التي درسها الطالب، وعدم السماح بالتحويل في مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي. كما نص على شروط خاصة بالتحويل من وإلى المعاهد الأزهرية، منها اجتياز اختبارات تحريرية في القرآن الكريم واللغة العربية والمواد المقررة. كما شمل القرار ضوابط التحويل إلى المدارس الرسمية والمتميزة للغات والخاصة للغات، حيث يشترط أن يكون الطالب في المستوى الأول من الصف، وألا يتجاوز سنه الحد المقرر، مع الالتزام بالمواعيد المحددة لتقديم طلبات التحويل، والتي تبدأ من 10 أغسطس وحتى 10 سبتمبر 2025. وشدد القطاع على ضرورة التزام الإدارات التعليمية والمعاهد بتنفيذ ما ورد بالمنشور، وعدم إجراء أي تحويلات خارج الضوابط المحددة، حرصًا على مصلحة الطلاب وحسن سير العملية التعليمية.