افتتاح مؤتمر اليوم العالمي للنحل في الغازية
نظم اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير في حرمها في الغازية، برعاية الجامعة العربية المفتوحة، مؤتمر اليوم العالمي للنحل 2025 "التغيرات المناخية وأثرها على تربية النحل: التحديات والحلول"، تحت شعار "حياة النحل..حياة الأرض".
جمع المؤتمر الذي تمتد أعماله على مدى يومين، نخبة من الباحثين والأكاديميين والنحالين والمهندسين والمزراعين والخبراء البيئيين وطلاب الثانويات والجامعات. وتضمن محاضرات وندوات وورش عمل تحدث فيها خبراء ومتخصصون، وترافق مع معرض لمنتجات النحل، وإطلاق أول نشيد لـ"اتحاد النحالين العرب".
ويجسّد المؤتمر دعم الجامعة العربية المفتوحة للمبادرات العلمية الهادفة والقضايا البيئية والاقتصادية ذات الصلة بالتنمية المستدامة وتعزيز أواصر التعاون بين التعليم العالي والقطاعات المنتجة والمجتمعية ارساءً لمسارات البحث التطبيقي والحلول المستدامة، حيث تلاقى هذا التوجه لدى الجامعة مع أهداف اتحاد النحالين العرب في تطوير مهنة تربية النحل في الوطني العربي والارتقاء بها ، ومع تبني ثانوية السفير " الخضراء " ضمن رسالتها التربوية التربية البيئية فكرًا وسلوكًا وجزءًا لا يتجزأ من منهاجها وأنشطتها.
حضر افتتاح المؤتمر: مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة - فرع لبنان الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالدّكتور أحمد ميقاتي، رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدكتور فتحي السّيّد بحيري وأعضاء في الاتحاد، ممثلون عن قطاعات: النحّالين، المهندسين، المزارعين، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والناشطين البيئيّين والفنّانين والشعراء والأدباء والرياضيّين والطلّاب ومحبّي النّحل والطّبيعة. وكان في استقبالهم مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئة المنظّمة .
فقيه
افتتح المؤتمر بالنّشيد الوطني ونشيد السّفير وتقديم من الدكتورة رقية فقيه قالت فيه: "ليس أعذب من كون فاض بنعم الله، سماؤه حكايات المطر العاشق، وأرضه حكايات عطاء وجمال أخضر، وما بين الأرض والسّماء روايات من عالم النّحل، أسرار وخفايا، وحياة مدادها السّماء والأرض، ووحده الإنسان كفيل بحفظ منظومة هذا الكون وحفظ عالم النّحل. والنّحل هديّة الله إلى عباده. ووحده الإنسان يجعل المطر حياة، فيزهو الزّعتر والدّحنون، ويزدهي السّرو والسّنديان ، وتغدو حياة النّحل أسطورة عطاء وشفاء".
ناصر الدين
كلمة ثانويّة السّفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدّين فاعتبر أننا" نجتمع اليوم لنعلن أنّ حماية النّحل ليست ترفًا بيئيًّا، بل فريضة وجوديّة"، وقال:" نثمّن جهود اتّحاد النّحّالين العرب، الجهود العلميّة والجهود الميدانيّة، ونقدّر التزامه الدّؤوب في وجه تحديّات تزداد تعقيدًا. أنتم حرّاس النّحل. يا من جعلتم من النّحل هويّة عربيّة جامعة، لكم منّا تحيّة نقيّة كأجنحة النّحل طيّبة كعطر البساتين. هذا المؤتمر العطر يزهو برعاية الجامعة العربيّة المفتوحة الّتي تفتح أبوابها للعلم كما تفتح الزّهرة قلبها للشّمس. رعايتكم تأكيد بأنّ الجامعة ليست مكانًا للتّعليم فحسب، بل شريك حقيقيّ في قضايا الإنسان، والتزام بمدّ جسر حيّ بين المعرفة والواقع ، إذ إنّ المعرفة الأصيلة تكون في خدمة الإنسان والبيئة والأرض. لكم منّا تحيّة ملؤها مودّة خالصة كعسل نحل الزّعتر والخزامى والنّارنج وإكليل الجبل".
واعتبر ناصر الدين أن "المدارس والجامعات مدعوّةٌ ، اليوم ، لأن تتجاوز وظيفتها التّقليديّة، لأنّها سفن التّغيير في هذا المدّ العاتي، ولأن تُخرّج أجيالًا يصغون لرسائل الطّبيعة، في قلوبهم حسّ بيئيّ، وفي عقولهم تفكير سامٍ في كائنات الأرض والحفاظ عليها" . ورأى أنّ "تربية الوعي مسؤوليّة توازي تربية النّحل، وأنّ حماية هذا الكائن النّبيل جزء من رسالتنا التّربويّة ومن رؤيتنا لبناء إنسان متصالح مع الطّبيعة".
واقترح ناصر الدين في معرض كلمته أن "تدخل النّحلة إلى المناهج التّعليميّة لا كمعلومة بل كقيمة، وأن ننشئ حدائق وحقولًا صديقة للنّحل، وأن نعمل على الحدّ من السّموم الصّامتة القاتلة وأن نعزّز البحث العلميّ المتعلّق بالنّحل في المدارس والجامعات، وأن ننظّم حملات توعويّة مجتمعيّة تحت شعار"حياة النّحل... حياة الأرض" . وختم بالقول : "إنّ النّحل ينادينا بلغة الطّبيعة :" احفظوني تحفظوا توازن الحياة ". فَلْنُصغِ إلى هذا النّداء بقلوبنا وعقولنا . وَلْنحمِ طنين النّحل كي نحميَ نبض الأرض" .
نشيد اتّحاد النّحّالين العرب
ثم جرى اطلاق أول نشيدَ لـ"اتّحاد النّحّالين العرب" من تأليف الشّاعر محمّد ترحيني، ألحان أحمد ناصر، تسجيل دار البنان ، وإنتاج ثانويّة السّفير.
بحيري
وتحدث رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدّكتور فتحي السّيّد بحيري فاعتبر أنه " في عالمنا العربي، حيث ازدهرت ثقافة تربية النحل منذ آلاف السنين، تتجلى أهمية هذا الكائن في دعم الزراعة المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الريفي، والمحافظة على تراثنا الطبيعي والثقافي". وقال : لكن، ورغم كل هذا العطاء، يواجه النحل اليوم تحديات غير مسبوقة؛ من فقدان الموائل الطبيعية، إلى الاستخدام المكثف للمبيدات، مرورًا بآثار التغيرات المناخية التي تؤثر على دورة الإزهار، وتُربك مواسم الإنتاج، بل وتُهدد بقاء سلالات بأكملها. لقد بات واضحًا للعالم أجمع أن نحل العسل لم يعد مجرد عنصر في البيئة، بل هو مرآة تعكس صحة النظم البيئية برمتها. فإن ازدهر النحل، ازدهرت معه الحياة، وإن اختفى، دقّ ناقوس الخطر على مستقبل التنوع البيولوجي".
وأضاف: نحن بحاجة إلى سياسات عربية موحّدة تدعم النحالين، وتُعزز البحث العلمي، وتُشجع على الزراعة الصديقة للنحل، وتُواجه آثار التغير المناخي بمنهج علمي متكامل.كما أننا نؤمن بضرورة تمكين الأجيال الجديدة من أدوات المعرفة البيئية، وتعزيز دور المدارس والجامعات في خلق وعي جماهيري يتبنى حماية النحل كجزء من الهوية البيئية للمجتمعات العربي".
ودعا بحيري " لنجعل من هذا اليوم العالمي وقفة وعي وعهد جديد مع الطبيعة، نجدد فيه التزامنا كأفراد ومؤسسات، بأن نكون معاً صوتًا عربيًا رائدًا في حماية النحل، وداعمًا حقيقيًا للتنمية المستدامة". وختم : كونوا أبطال النحل في حقولكم ومدنكم وبيئتكم..ازرعوا زهرة، تحيوا نحلة، وتُنقذوا نظامًا بيئيًا بأكمله".
كلمة الجامعة العربية المفتوحة
وبعد عرض فيديو بعنوان " تأمّلات على لسان نحلة" من إعداد "ثانوية السفير" ، كانت كلمة راعية المؤتمر، مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالعميد الدكتور أحمد ميقاتي الذي أعرب عن اعتزاز الجامعة بأن تشارك في رعاية هذا المؤتمر العلمي البيئي المتخصص، إيمانًا منها بالدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات في مواكبة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتقديرًا منها لأهمية قطاع النحل في استدامة النظم البيئية، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الزراعي المحلي. وقال: لقد تأسست الجامعة العربية المفتوحة على رؤية تنموية وإنسانية رائدة، وضع أسسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز (رحمه الله)، قائمة على مبدأ إتاحة التعليم العالي النوعي للجميع، بجودة عالية وكلفة ميسّرة، مع التزام واضح بقيم التنمية المستدامة، وتمكين الأفراد بالمعرفة المستمرة لخدمة مجتمعاتهم.
وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة يمرّ بها العالم بأسره، تتجلى فيها آثار التغيرات المناخية بصورة غير مسبوقة، لا سيما في منطقتنا العربية ولبنان، الذي يعاني في هذه المرحلة من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل، خاصة على الجنوب، ما تسبب بأضرار بيئية خطيرة، لحِقت بالتربة والهواء والتنوع البيولوجي وقضت على مساحات شاسعة من الغابات، وأثّرت بشكل مباشرة على النحل كمؤشر بيئي حساس، وعلى إنتاج العسل، وبالتالي على الأمن الغذائي برمّته. وإن رعاية الجامعة لهذا المؤتمر تأتي انسجاماً مع سياستها في دعم مبادرات التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والمجتمعي، وتكريس ثقافة بيئية مسؤولة".
واعتبر ميقاتي، أن هذا المؤتمر " يكتسب أهميته من غنى محاوره العلمية وتنوعها وتكاملها ومن هذه العلاقة المتجانسة والمتناغمة بين الفنون والبيئة، حيث نجد مقاربات إنسانية تُترجم صوت النحل بريشة الفنان وقصيدة الشاعر. وقال: نُثمّن هذه المقاربة التي تجمع بين العلم والعمل، إذ نؤمن أن هذه المؤتمرات تشكّل منابر نوعية لبناء جسور المعرفة وصياغة سياسات بيئية متطورة انطلاقاً من البحث العلمي والتطبيق العملي. نجدّد عهدنا في الجامعة العربية المفتوحة والتزامنا الراسخ بدعم كل مبادرة علمية وإنسانية تضع البيئة في قلب اهتمامها، ونؤمن أن تفعيل دور الجامعات في قضايا الساعة، هو ركيزة أساسية لصناعة التغيير الإيجابي للمجتمعات . متمنين أن يُسهم هذا المؤتمر في فتح آفاق جديدة للحوار والحلول والعمل المشترك".
تكريم
بعد ذلك كرمت ثانوية السفير ممثلة بمديرها الدكتور ناصر الدين الجامعة العربيّة المفتوحة ممثلة بالعميد الدّكتور أحمد ميقاتي، واتّحاد النّحّالين العرب ممثلاً بالدّكتور فتحي بحيري. وقدم ناصر الدين هديّة إلى كل من كاتب نشيد اتّحاد النّحالين العرب الشّاعر محمّد ترحيني ومقدّمة الاحتفال الدكتورة رقيّة فقيه.
معرض "من خيرات الخلية"
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ، افتتح ممثل راعية المؤتمر الدكتور ميقاتي والدكتور بحيري والدكتور ناصر الدين بمشاركة الحضور معرض "من خيرات الخليّة" وجالوا في أجنحته، حيث تضمن المعرض منتجات النحل من "عسل وطلع ازهار وغذاء ملكي ومراهم ومستحضرات تجميل وأدوات نحالين".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 10 ساعات
- شبكة النبأ
الحج موسم لمعرفة الله
يدعونا لله –تعالى- في عديد الآيات القرآنية الكريمة تقديم العلم والمعرفة على العبادة، وعلى هذه القاعدة جرت التأكيدات من رسول الله، ومن الأئمة المعصومين من بعده، بضرورة التعلّم والتفكّر قبل ممارسة العبادة لتكون العبادة عن فهم ومعرفة، ومن ثمّ تكون منطلقة من إيمان عميق وحقيقي بالله –تعالى-... {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} سورة الحج، الآية:26 من حق كل مسلم إظهار سروره وابتهاجه وهو يستعد لأداء مناسك الحج؛ هذه الفريضة العبادية العظيمة، كما من حق كل مسلم إظهار وجده وشوقه لأن يحظى بمثل هذه الرحلة الروحانية في السنوات القادمة. الحج فريضة عبادية من فروع الدين العشر، يكفي أن يؤديها الانسان مرة واحدة في حياته، بينما الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمارسها يومياً في ظروف زمانية ومكانية مختلفة، كذا الحال بالنسبة لفريضة الجهاد، والخمس والزكاة لها ظروفها وشروطها الخاصة. شوق الناس لرحلة الحج ينبع من شعورهم بأنهم يكونوا أقرب الى الله –تعالى-، وهي لحظات حاسمة واستثنائية أن يستشعر الانسان –ربما- لأول مرة في حياته أنه أقرب الى ربه ليشكوه حاله وما ألمّ به من فتن وأزمات في حياته، فهو يطلب العون والمدد للخلاص، ومن ثم؛ النجاح والصلاح، ولكن! أقرب بأي شيء الى ربه؟ هل من خلال عوامل مادية يستشعرها بحواسه مثل بوجود الكعبة المشرفة بمنظرها المهيب أمامه، مع سائر المقامات والمعالم المقدسة، مثل مقام نبي الله ابراهيم، وآثار سعي السيد هاجر، عليها السلام، بين الصفا والمروة؟ أم بعوامل أخرى يبحث عنها وهو يردد التلبية الصادحة؛ "لبَيكَ اللّهم لبَيكَ، لبَيكَ لا شَريكَ لكَ لبَيكَ، إنّ الحمدَ والنِعمةَ لَكَ والمُلك لا شَريكَ لَك لبَيك"؟ العبادة بمعرفة وعلم يدعونا لله –تعالى- في عديد الآيات القرآنية الكريمة تقديم العلم والمعرفة على العبادة، وعلى هذه القاعدة جرت التأكيدات من رسول الله، ومن الأئمة المعصومين من بعده، بضرورة التعلّم والتفكّر قبل ممارسة العبادة لتكون العبادة عن فهم ومعرفة، ومن ثمّ تكون منطلقة من إيمان عميق وحقيقي بالله –تعالى-، ولعلّ أبرز مثال على هذا؛ الحوار الذي جرى بين الله –تعالى- ونبيه الخليل، ابراهيم، عليه السلام، عندما طلب أن يرى بعينيه كيفية إحياء الموتى، فجاء الجواب في القصة المعروفة في القرآن الكريم، وإلا فان نبي الله ابراهيم كان مؤمناً وعابداً مخلصاً لله –تعالى- بيد أنه اراد من المعرفة طمأنة قلبه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، (سورة البقرة، الآية: 260) وايضاً في سياق المخاطبات بين ابراهيم وربه –تعالى- في سورة البقرة بعد بنائه بيت الله الحرام: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. ومن تجارب الماضين في عمق التاريخ، نقرأ من تعاليم نبينا الأكرم، صلى الله عليه وآله، وأهل بيته، في أهمية العلم والمعرفة قبل العبادة، والاحاديث مستفيضة في هذا المجال، منها ما جاء عن رسول الله: "ركعتان يصليهما العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد"، وعن أمير المؤمنين: "فكر ساعة قصيرة خير من عبادة طويلة"، وحتى في فضل العالم على الشهيد الذي يضحي بنفسه في سبيل الله، جاء عن الامام الصادق عن آبائه، عن رسول الله، صلى الله عليه وآله، انه قال: "اذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على مداد الشهداء". كل هذه التأكيدات والتوصيات تنبهنا الى العواقب الكارثية للجهل بمسائل العقيدة والدين عندما نكون يوماً ما على في مفترق طريقين؛ بين السكوت على الطاغية الظالم، او الانسياق معه، وبين استسهال الظلم والانحراف في المجتمع، او معارضته، لأن انعكاسات الموقف والاختيار هذا تكون مباشرة على سلوكنا وطريقة حياتنا، وايضاً؛ مصيرنا في الحياة، ومن ثمّ لما بعد الحياة (الآخرة)، فلن تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا، و حجّنا ايضاً عندما تكون دون محتوى ايماني وفهم للغاية النهائية، فالصلاة –مثلاً- التي نصليها يومياً بشكل روتيني –تقريباً- يفترض أنها {تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، بينما نلاحظ الفحشاء والمنكر في هذا الشارع او ذاك، وفي هذه المدينة او تلك، أليس كذلك؟! الامام الحسين، عليه السلام، ونحن هذه الايام نستقبل مناسبة عظيمة تتعلق بهذا الإمام العظيم، وهي زيارته يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة، يقدم لنا صوراً رائعة ومتكاملة للعبادة عن علم ومعرفة. يروى أنه كان قريباً من عبد الله بن عباس وهو يحدث الناس في التوحيد ذات يوم، فقال له رجلٌ يدعى؛ نافع ابن الازرق: "يا بن عباس تفتي في النملة والقملة، صف لنا إلهك الذي تبعده"! فحين عجز ابن عباس عن الاجابة، دعاه الإمام الحسين اليه ليعطيه جواب سؤاله: فقال له، عليه السلام: "يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس، مائلاَ عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالاَ عن السبيل، قائلاَ غير الجميل، يا بن الأزرق! أصف إلهي بما وصف به نفسه، و أعرفه بما عرّف به نفسه، لا يُدرك بالحواس، ولا يُقاس بالناس، فهو غريب غير ملتصق، وبعيد غير متقص، يُوحّد ولا يُبعّض، معروفٌ بالآيات، موصوفٌ بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال". ولعل أقصر الطرق لمعرفة الله –تعالى-؛ دعاء الامام الحسين، عليه السلام، يوم عرفة، فهو مشحونٌ بالتنزيه والتعظيم والتسليم؛ نقرأ في بداية الدعاء: "الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصُنعه صُنع صانع وهو الجواد الواسع"، وفي مقطع آخر من الدعاء يقول عليه السلام: "اللهم اجعلني أخشاك كأنّي أراك"، فأي منزلة معرفية هذه؟! ومن يقرأ هذا الدعاء، وغيره من النصوص الواردة عن الأئمة المعصومين في أمر التوحيد، يكتشف أن الإقرار بالعبودية لله –تعالى- والمداومة على الاستغفار، بحيث تكون جزءاً من الحياة اليومية، يُعد أحد مفاتيح الوصول الى مراتب العرفان الحقيقي. التذكّر الدائم بالعون الالهي في مقابل التوحيد يكون الشرك طريقاً ثانياً في الحياة، متمثلاً اليوم بأصنام فكرية وبشرية ومادية، فقد اقتنع الانسان في نهاية المطاف أن الاشكال الحجرية المنصوبة في مكة وسائر البلاد بالعالم لن تضر ولا تنفع، فضلاً عن عجزها عن النطق والتأثير في حياة الانسان، كما أكد هذه الحقيقة؛ القرآن الكريم، بيد أن هذا الانسان توقف منذ اربعة عشر قرناً من الزمن، حائراً أمام قوة المال وقوة السلطان، وكيف يمكن تجاوزهما والايمان بشكل مطلق بأن الله –تعالى- هو الحاكم المطلق وهو المهيمن والرازق وبيده القضاء والقدر، وهو عل كل شيء قدير؟ يكفي أن نسأل أي شخص يروم تأدية مناسك الحج؛ من –أو ما- الذي يوصله الى المدينة المنورة ومكة المكرمة؟ ربما يكون جواب البعض: جواز السفر، أو الجهات المعنية بتنظيم الحج؟ أو "الواسطة" من متنفذين في السلطة، أو المال، بلى؛ كل هذه وسائل واسباب تعد من سنن الله –تعالى- في الحياة، ولكن هذه الوسائل يفترض ان تكون مصدرها الله –تعالى- لا غيره، وإلا نقع في تناقض خطير، فنحن حولنا الوسائل مصادر عون متعددة لنا، و فعلنا كل شيء للحصول على مقعد أو حصّة بين عشرات الآلاف من الحصص لأداء فريضة الحج، ثم نريد التوجه الى الكعبة المشرفة كهدف واحد، ونقول: أننا نعبد الله الواحد الأحد! من هذا المطب يحذرنا ربنا –تعالى- من مغبة الانزلاق في مهاوي الشرك على حين غفلة، وجاءت الاشارة في القرآن الكريم عندما دعا الله –تعالى- نبيه ابراهيم بأن يتخذ الكعبة مكاناً للعبادة بشرط {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي}، وقد أجمع المفسرون على أن التطهير هنا ليس فقط من النجاسة المادية العينية، بل ومن النجاسة المعنوية، وفي مقدمتها؛ الشرك بشكله المعنوي، من خلال تقديم الاستعانة بعوامل مادية، ليس في أمر أداء فريضة الحج فقط، وإنما في جميع نواحي الحياة، لتكون هذه الفريضة فرصة لإعطاء مصداقية لما نقوله يومياً في صلاتنا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، بمعنى التعهّد بأننا ليس فقط نعبد الله، وإنما نتسعين به ايضاً في نفس الوقت، ولا نستعين بغيره، وإن كانت ثمة استعانة، فهي على سبيل الوسيلة لا غير.


شبكة النبأ
منذ 10 ساعات
- شبكة النبأ
الأجواء الدكتاتورية وتدمير البنية الشبابية
يركز الإمام الشيرازي على أهمية القضاء التام على الأجواء الدكتاتورية، والابتعاد الكلي عن أساليب القمع، وكل سلوك قمعي يجب طرده تماما، فلا يصح استخدام القوة أو الضرب ضد الشباب لإجبارهم على القيام بما لا يرغبون به، كذلك يجب الابتعاد عن أساليب التكميم والصراخ العالي، وفرض أجواء متشددة تسلب من الشباب قدراتهم وتحطم إرادتهم... (يمتاز الشباب بفطرة سليمة نقية لم تتلوث بعد بالذنوب وباقي الانحرافات الأخرى) الإمام الشيرازي هناك تناقض حاد بين طبيعة الشباب المتحمس، الحيوي، المتحرك، الذي يميل إلى التجديد وعدم الركون في حالة واحدة، بحثا عن المختلف، المنتِج، تحدث هذه الرغبة الجامحة في التجديد عند الشباب، بسبب طبيعة هذه المرحلة العمرية الحساسة، ومع ذلك غالبا ما يميل الشباب نحو الحماس والمغامرة، مع أن الفطرة الشبابية نقية خالية من التلوث الذي قد نجده لدى فئات عمرية متقدمة. وقد جاء الإسلام لكي ينظم هذه الطاقات الشبابية، من خلال تعظيم البنية الحركية للمجتمع، من خلال الاستثمار الجيد والمتواصل لطاقات الشباب، فيتم استقطاب هذه الطاقات الابتكارية، ويتم تبويبها، وتنظيمها، وزجّها باتجاه خدمة الشباب أنفسهم، وفي نفس الوقت خدمة المجتمع كله، وهذا ما يتحقق من خلال الأنشطة الشبابية المتوقدة والفاعلة. الإمام الراحل آية الله العظمى، السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) يقول في المجلد السابع من القطوف الدانية حيث نقرأ سلسلة متواترة من محاضرات سماحته: (إن مرحلة الشباب مرحلة جديدة مفعمة بطاقات هائلة، وهي بداية تنامي الآمال والأهداف، يرافقها حماس وفعاليات ونشاطات ذهنية وجسدية عظيمة، لا يمكن الاستهانة بها، فيأتي الإسلام لينظم الفعاليات والنشاطات، ويجعلها تصب في خدمة الأهداف الجيدة والنافعة). لقد ركز الإسلام منذ البداية على أهمية الفطرة، مع وجوب الحفاظ على القلب والعقل من التلوث الذي يمكن أن يتسلل إلى هذه الأعضاء الحيوية، فيعيث بها خرابا، ويجعل الإنسان (الشاب أو غيره) في حالة مزرية، بحيث يكون عاجزا عن تحقيق أي تقدم في حياته، بسبب التلوث الذي أصاب فطرته وصفاء ذهنه ونظافة قلبه من الخبائث. لهذا يركز الدين على أهمية ابتعاد الشباب، والناس في المراحل العمرية الأخرى، عن الذنوب وأشكال الانحرافات المختلفة، فمسيرة الإنسان لا يمكن أن تقترن بطريق الاستقامة إذا لم تكن مسيرته نظيفة وخالية من التعاطي مع المحرمات، كي تكتمل مسيرة الإنسان نحو الأحسن دائما. يقول الإمام الشيرازي: (الإسلام يؤكد على الحفاظ على الفطرة والقلب والذهن وسلامة كل منها، لأن الذنوب تعيق الإنسان من الكمال وتؤخره؛ ولذلك فإنه لا تجوز ممارسة الأمور التي تكون سبباً للحرام أو تقود إليه، حفاظاً على مسيرة الإنسان التكاملية). إن مرحلة الشباب لها خصوصيتها، لذا يجب الانتباه لهذه المرحلة، وعلى الآباء وكل شخص مسؤول عن الشباب أن لا يفرض عليهم الأسلوب الدكتاتوري في إدارة العمل، أو في التربية داخل الأسرة، أو في أجواء العمل، لأن الأجواء الدكتاتورية سلوك تربوي خطير قد يترسخ عند الشاب، ومن الصعب اقتلاعه منه، وقد يستخدمه لاحقا ضد الآخرين. فإذا أصبح هذا الشاب الذي يعيش في ظل السلوكيات والأوامر الدكتاتورية، مسؤولا في المستقبل، فإنه سوف ينقل ما تعرض له من تصرف دكتاتوري ويتعامل به مع المسؤول عنهم من الناس، بمعنى حين يترسخ مرض الدكتاتورية في شخصيته، فإنه سوف يستعمل هذا النوع من السوك مع أطفاله، أو مع موظفيه وعمّاله المسؤول عنهم، فيتحول إلى دكتاتور، ويسهم في تخرب البنية الشبابية والإنسانية بشكل عام. لذلك يقول الإمام الشيرازي في هذا المجال: (لا يخفى أن سلوك الشباب يختلف عادة عن سلوك الكبار، فلا بد أن ننظر لهذا الأمر من زاويتين: الأولى كيف نتعامل معهم، وأي طريق نسلك للدخول في عالمهم؟ والثانية: أن نلاحظ سلوك الشباب في ما بينهم، ثم نقوم بسد الثغرات عندهم على الصعيد الفكري وغيره، وتصحيح ما هو خطأ في حياتهم). لهذا ينصح الإمام الشيرازي بأهمية طرد السلوك الدكتاتوري من عقولنا، وإبعاده عن سلوكنا الإداري، والتربوي داخل العائلة، والتعليمي داخل الصف، بل يجب أن نبني جسور التواصل مع الشباب، ونقدم لهم الفرص التي تطور من مواهبهم وطاقاتهم، ونبعد عنهم الأساليب والأوامر الدكتاتورية القمعية التي تسلب منهم حرية التفكير والتصرف. وفي داخل الأسرة من المهم أن يتنبّه الأب إلى عدم إكراه أبنائه على السلوكيات الخاطئة بالقوة، ويجب أن يتنبه الأب أن القناعات مختلفة، وأن ما يرغب به الأب ليس بالضرورة سيرغب به الابن، وهنا يكون الحد المانع هو الحرام والأفعال والأقوال المحرمة. حيث يؤكد الإمام الشيرازي ذلك قائلا: (ينبغي أن نفتح آفاقاً رحبة مع أبنائنا الشباب، ونكثر من بناء الجسور التي تربطنا بهم فنلتقي معهم عبرها في كل آن، ونبتعد عن كل حالة أو أسلوب من شأنه أن يشنّج العلاقات معهم، وينفرهم عنّا، لاسيما بعض الأساليب الديكتاتورية، حيث يمارس الأب أو غير الأب دور التسلط على الشباب، انطلاقاً من قاعدة احترام الكبير، فيسيء إلى الشباب من خلال ما يتمتع به من مقام الأبوة أو غيره). لذا يركز الإمام الشيرازي على أهمية القضاء التام على الأجواء الدكتاتورية، والابتعاد الكلي عن أساليب القمع، وكل سلوك قمعي يجب طرده تماما، فلا يصح استخدام القوة أو الضرب ضد الشباب لإجبارهم على القيام بما لا يرغبون به، كذلك يجب الابتعاد عن أساليب التكميم والصراخ العالي، وفرض أجواء متشددة تسلب من الشباب قدراتهم وتحطم إرادتهم. هناك نتائج خطير تنعكس من استخدام الأسلوب الدكتاتوري ضد الشاب، فهو أما يصبح دكتاتورا يتعامل بقسوة مع المسؤول عنهم، حتى في داخل الأسرة حيث يتحول إلى أب شديد التعامل مع أولاده، أو إذا كان معلما فإنه سوف يقسو على طلابه، لأنه في طفولته وشبابه عانى من التصرفات الدكتاتورية، فقلبت حياته إلى جحيم. كذلك قد يتعرض إلى مرض نفسي في شبابه، فيشعر بالتهميش الداعم لدرجة أن شخصيته تفقد قدراتها، فإذا تمكن مستقبلا وحصل على فرصة إدارية أو عملية أو وظيفة مسؤولة فإنه سوف يتعامل مع المسؤول عنهم بدكتاتورية شديدة لكي يعيد الاعتبار لما فقده في شبابه عندما كان الآخرون يعاملونه بقسوة وشدة ويحاولون تحطيم شخصيته. يقول الإمام الشيرازي: (لابد من إلغاء أجواء الديكتاتورية كالضرب، أو الصياح، أو كمّ الأفواه، أو تحجيم شخصيات الشباب، وإلغاء دورهم في الحياة، وغير ذلك مما هو بعيد كل البعد عن الإسلام. وحينئذ سوف نتوقع أحد الأمرين من الشباب: إما أن يصبحوا ديكتاتوريين في حياتهم، فيمارسون ظاهرة التسلط متى ما سنحت لهم الفرصة، فينعكس ذلك حتى في علاقاتهم مع الناس، مما يجعلهم أفراداً غير مرغوب فيهم، ولا ينسجم معهم أحد، أو يفلت الشباب من هذه القبضة الحديدية، فيكون له ردّ فعل معاكس، مما يؤدي بهم إلى ممارسة كل ما حرموا منه على جميع الأصعدة، فقد كانوا يعانون من سحق لشخصياتهم، فيبدؤون بإظهار شخصياتهم عبر مختلف الوسائل والطرق. وعندها تبدو عليهم ظاهرة (حب الظهور)، والرغبة في الشهرة، فتدب في نفوسهم أمراض الكبر والعجب والهوى). إن هذه الملاحظات الدقيقة التي يتطرق لها الإمام الشيرازي نلاحظها بالفعل عند شبابنا، لأنهم في حياتهم يعانون من التعامل الدكتاتوري من الأب، أو من المعلم، أو المدير، أو رب العمل، فيعيش شبابنا في ظل أجواء قمعية لا ترحمهم، بل تخرب حياتهم، وتنعكس على تصرفاتهم، وطبيعة تعاملهم مع الآخرين عندما تكون لديهم مسؤولية وظيفية أو تعليمية أو حتى أسرية، لهذا فإن القضاء على الأجواء الدكتاتورية مطلب جماعي للشباب وغيرهم، وذلك للمساهمة الفعلية في بناء مجتمع رصين من خلال بنية شبابية بعيدة عن أجواء القمع.


النشرة
منذ 17 ساعات
- النشرة
احتفال دير مار الياس- الكنيسة باختتام الشهر المريمي وإضاءة الصَّليب في باحته
احتفل دير مار الياس الكنيسة (المتن الأعلى) باختتام الشهر المريمي وإضاءة الصَّليب في باحته. في المناسبة ترأس الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس الدير ورئيس "جمعية عدل ورحمة"، الصلاة المريمية وصلاة تبريك الصَّليب المشرف على الوادي الأخضر والبلدات المجاورة، والمشعّ بأنواره على المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة الدير، للمشاركة في الاحتفال على وقع التراتيل النابضة بالرجاء وبالتسبيح لله. في عظته ركز الأب بعقليني على معاني الشهر المريمي وأهمية وجود الصَّليب المشعّ بأنواره ومما قال: "تُعلّمنا العذراء مريم الثقة المُطلقة بيسوع ابنها الذي خلَّص البشريَّة من الخطيئة، من على الصَّليب، طالبةً منا أن نجعل من كوكب الأرض واحةَ صلاة وعمل خير، ليحقّ لنا الدخول إلى الفردوس السماوي، حيث مجد يسوع المسيح السماوي، فبنورِه ومجدِه وألوهيَّته، يحفظ ابن الله أمه أم الكنيسة وحامية المسيحيين المؤمنين. أضاف: "الصَّليب هو فعل حُبّ وتضحية تجاه الانسان،"متى رفعتم ابن الانسان عرفتم أني أنا هو". الصَّليب يحمينا ويُعطينا القوَّة لقول الحقيقة، وتحمُّل المسؤوليَّة الإيمانيَّة المُلقاة على عاتقنا، بشجاعة وقوة، وصبر على احتمال العذابات على أنواعها، لا سيّما في هذا الزمن الصَّعب. تابع: "نورُ الصَّليب المُشعّ هو علامةُ حضور الله وحُبّه، وحُبّ المسيح للمؤمنين. هذا النور السَّاطع المُعبِّر عن التزامنا الرصين، يجعل حياتَنا اليوميَّة، تصبُّ في خانة محبَّة إخوتنا وخدمتهم المجانيَّة، زارعين الأمل والرجاء قدر المستطاع". ختم: "بنورك نرى النور يا يسوع نور الحقّ. أنرنا بنورك البهي وقوِّم سُبلَنا. وأنر قلوبنا بنورك الأبدي…مز٢٧: ١". نعم يارب أنر عقولنا وضمائرنا.