
كيف يؤدّي الحرمان من النوم الى مشكلات جسديّة خطرة؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يُعد النوم عنصرا أساسيا في الحفاظ على صحة الإنسان، حيث يؤدي دورا محوريا في تجديد الطاقة، وتعزيز الوظائف الحيوية، ودعم عمل الجهاز المناعي. ومع ذلك، فإن قلة النوم أو اضطراباته المزمنة يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسدية خطرة تؤثر في مختلف أجهزة الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بعدد من المشكلات الصحية المزمنة.
يؤثر النوم بشكل مباشر في صحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، حيث يساعد على تعزيز التركيز، وتحسين الذاكرة، ودعم عمليات التعلم. وعند الحرمان من النوم، يتباطأ عمل الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تراجع القدرة على التركيز والاستجابة للمؤثرات الخارجية. كما تزداد احتمالية التعرض للحوادث والإصابات نتيجة ضعف الانتباه وتباطؤ ردود الفعل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لقلة النوم أن تؤثر في الصحة النفسية، فتزيد من مستويات التوتر والقلق، وترفع من خطر الإصابة بالاكتئاب.
ترتبط قلة النوم ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. فعندما لا يحصل الجسم على قسطٍ كافٍ من الراحة، يتأثر الجهاز العصبي السمبثاوي المسؤول عن تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم. كما أن اضطراب النوم يعزز من إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية ويرفع خطر الإصابة بأمراض مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
هذا ويلعب النوم دورًا أساسيًا في تعزيز جهاز المناعة، حيث يتم خلاله إفراز البروتينات المناعية التي تساعد في مكافحة العدوى والالتهابات. وعندما لا يحصل الجسم على نومٍ كافٍ، ينخفض إنتاج هذه البروتينات، مما يؤدي إلى ضعف قدرة الجهاز المناعي على التصدي للأمراض. وبالتالي، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، كما قد يواجه صعوبة في التعافي من العدوى أو الجروح.
تؤثر قلة النوم بشكل سلبي في عمليات الأيض والتحكم في الوزن، حيث تؤدي إلى اختلال التوازن في هرمونات الجوع والشبع مثل اللبتين والجريلين. فعندما يقل النوم، يرتفع مستوى هرمون الجريلين المسؤول عن تحفيز الشهية، بينما ينخفض هرمون اللبتين الذي يعطي إشارات بالشبع، مما يزيد من الرغبة في تناول الطعام، خاصةً الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. كما أن الحرمان من النوم يقلل من معدل حرق السعرات الحرارية، مما يزيد من احتمالية اكتساب الوزن والسمنة، ويؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كما يعد النوم عاملًا مهمًا في تجديد خلايا الجلد وإصلاح الأنسجة، لذا فإن قلة النوم قد تؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة. كما يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل البشرة مثل حب الشباب والهالات السوداء تحت العين، نظرًا لزيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي يسبب التهابات في الجلد ويؤثر في إنتاج الكولاجين. علاوة على ذلك، فإن اضطراب النوم يقلل من تدفق الدم إلى الجلد، مما يجعله يبدو باهتًا وشاحبًا.
إلى ذلك، تلعب فترة النوم دورًا حاسمًا في عملية تعافي العضلات بعد التمارين الرياضية، حيث يتم خلالها إفراز هرمون النمو المسؤول عن إصلاح الأنسجة العضلية وتعزيز قوتها. وعند قلة النوم، يتباطأ هذا التعافي، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب المستمر، ويقلل من الأداء البدني وقدرة الجسم على التحمل. كما قد يزداد خطر التعرض للإصابات العضلية نتيجة ضعف التناسق الحركي والتوازن.
أخيراً، لا تقتصر أضرار قلة النوم على الشعور بالتعب أو فقدان التركيز، بل تمتد لتشمل تأثيرات جسدية خطرة قد تؤدي إلى أمراض مزمنة ومضاعفات صحية على المدى الطويل. لذا، فإن الحفاظ على نمط نوم صحي ومنتظم يُعد من أهم العوامل التي تضمن صحة الجسم والعقل، وتعزز من جودة الحياة بشكل عام. للحصول على فوائد النوم الكاملة، يُوصى بالحصول على ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، مع الالتزام بعادات نوم جيدة، مثل تجنب الشاشات قبل النوم، والحد من تناول الكافيين في المساء، والحفاظ على بيئة نوم مريحة وهادئة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
بعد شفائها ممثلة قديرة تُصاب من جديد بمرض السرطان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت الممثلة السورية القديرة حنان اللولو عن إصابتها من جديد بمرض السرطان بعد شفائها منه أوّل مرّة. وتحدثت حنان عن الصعوبات التي تواجهها بسبب قلة العمل وتأثرت أثناء الحديث عن فقدانها لشعرها نتيجة الجرع الكيميائية التي أخذتها. وقالت انها خضعت لعملية استئصال الورم وثلاثة أرباع معدتها وليس لديها القدرة على تحمل تكاليف بقيّة العلاج.


الديار
منذ 8 ساعات
- الديار
دراسة تكشف سر فرق الطول بين النساء والرجال
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لطالما شكل الفرق في الطول بين الرجال والنساء أحد أكثر الفوارق الجسدية وضوحا بين الجنسين، حيث يبلغ متوسط الفرق نحو 13 سم لصالح الرجال. وبينما كان يعزى هذا الفرق تقليديا لتأثير الهرمونات الجنسية، إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون أميركيون ونشرت في مجلة PNAS، كشفت عن آليات جينية معقدة تلعب دورا أساسيا في هذه الظاهرة، بمعزل عن العوامل الهرمونية. واعتمدت الدراسة على تحليل ضخم شمل بيانات 928605 مشاركا بالغا من ثلاث قواعد بيانات جينية رئيسية، بما في ذلك 1225 شخصا يعانون من اضطرابات في عدد الكروموسومات الجنسية. ومن خلال استخدام نماذج إحصائية متقدمة، تمكن الباحثون من عزل تأثير الكروموسومات الجنسية عن تأثير الهرمونات الذكرية، ليخلصوا إلى اكتشاف مفاده أن الكروموسوم Y يساهم في زيادة الطول بشكل أكبر مقارنة بالكروموسوم X الإضافي، حيث قد يفسر وجوده ما يصل إلى 22.6% من الفرق في الطول بين الجنسين. ويكمن السر الجيني في منطقة PAR1 الصغيرة من الكروموسومات الجنسية، وهي المنطقة الوحيدة التي تتشابه فيها تسلسلات الكروموسومين X وY. وتحتوي هذه المنطقة على جين SHOX الحاسم في تنظيم النمو، والذي يظهر تعبيرا مختلفا بين الجنسين بسبب آلية تعطيل الكروموسوم X في الإناث. فبينما يتمتع الذكور بنسختين نشطتين من الجين (واحدة على X والأخرى على Y)، فإن الإناث لديهن نسخة واحدة نشطة بالكامل والأخرى معطلة جزئيا، ما يؤدي إلى مستويات أقل من بروتين SHOX في أنسجتهن العضلية الهيكلية. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة عند دراستها في سياق الاضطرابات الكروموسومية. فالذكور الذين يحملون كروموسوم Y إضافيا (النمط النووي 47,XYY) - في ما يعرف بمتلازمة XYY - يظهرون زيادة ملحوظة في الطول، بينما الإناث اللاتي يعانين من متلازمة تيرنر (45,X) - عندما يمتلكن نسخة واحدة فقط من الصبغة X في خلاياهم - يقصرن بشكل واضح. كما أن الطفرات في جين SHOX تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، ما يؤكد الدور المركزي لهذا الجين في الفروق الجنسية للطول. ولا تقتصر أهمية هذه الاكتشافات على فهم الفروق في الطول فحسب، بل تمتد لتشمل مضامين أوسع في مجال الطب الدقيق. فالفهم الأعمق للآليات الجينية الكامنة وراء التباينات بين الجنسين يمكن أن يلقي الضوء على أسباب الاختلافات في معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية النفسية، والاستجابات المختلفة للعلاجات الدوائية بين الرجال والنساء. كما تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في دراسة تأثير الجينات الموجودة في المنطقة الزائفة الذاتية PAR1 على السمات والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالجنس.


الديار
منذ 16 ساعات
- الديار
إضعاف مناعة الرئتين... خطر صامت يهدّد صحّة الجهاز التنفسي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعد الرئتان من أهم أعضاء الجسم الحيوية، فهي المسؤولة عن تبادل الغازات وإمداد الجسم بالأوكسجين اللازم لوظائفه الحيوية. ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن للرئتين جهازًا مناعيًا خاصًا بها، يعمل على التصدي للفيروسات والبكتيريا والملوثات الهوائية التي تدخل عبر التنفس. وعندما تضعف مناعية الرئتين، تصبح عُرضة للإصابة بعدد من الأمراض التنفسية الخطيرة، وقد ينعكس ذلك على صحة الجسم بأكمله. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف مناعة الرئتين، ويأتي في مقدمتها التدخين، سواء الإيجابي أو السلبي. إذ يُعدّ استنشاق الدخان عاملاً مباشرًا في تدمير الخلايا المناعية في الشعب الهوائية، ويؤثر على نشاط الأهداب التي تطرد الملوثات من مجرى التنفس. كما تلعب الملوثات البيئية، مثل عوادم السيارات والغبار الصناعي والمبيدات الحشرية، دورًا كبيرًا في إنهاك الجهاز المناعي التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، يسهم ضعف التغذية وعدم الحصول على كميات كافية من الفيتامينات، وخصوصًا فيتامين C وD، في إضعاف الخلايا المناعية داخل الرئة. كما يمكن أن تساهم بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، في تقليل كفاءة الجهاز المناعي بشكل عام، بما في ذلك مناعة الرئتين. إن ضعف مناعة الرئتين لا يقتصر أثره على تعرض الفرد لنزلات البرد أو الإنفلونزا، بل يتعداه إلى احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية حادة، وتفاقم أمراض مزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). كما أن الرئة الضعيفة لا تقاوم العدوى بنفس الكفاءة، ما يجعل المريض أكثر عرضة للعدوى المتكررة، والتي قد تؤدي إلى تلف أنسجة الرئة بشكل دائم. ومن التداعيات الخطيرة أيضًا تراجع القدرة التنفسية واللياقة البدنية، مما يُضعف جودة الحياة بشكل عام. وقد يُصاب بعض الأشخاص بحالات خطرة عند التعرض لفيروسات مثل الإنفلونزا الموسمية أو كوفيد-19، حيث لا تستطيع الرئة الضعيفة التصدي للفيروس بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية. هذا وتتفاوت قدرة الجهاز المناعي للرئتين من شخص إلى آخر، لكن هناك فئات تُعد أكثر عرضة للإصابة بهذا الضعف. من بينها كبار السن، الذين تتراجع وظائف أجسامهم تدريجيًا، بما في ذلك الجهاز التنفسي والمناعي. كما يُعد المدخنون، سواء الحاليون أو السابقون، من أكثر الفئات عرضة، بسبب الأثر التراكمي للنيكوتين والمواد السامة في تدمير الخلايا المناعية. ولا يمكن إغفال الأطفال، الذين لا تزال أجهزتهم المناعية في طور النمو، مما يجعلهم أكثر حساسية للملوثات والأمراض التنفسية. كذلك، يُعد الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة – مثل مرضى السرطان أو مرضى زرع الأعضاء – من بين الفئات ذات الخطورة العالية. لحسن الحظ، يمكن تقوية مناعة الرئتين من خلال خطوات بسيطة وفعالة، تبدأ بالتوقف عن التدخين وتجنّب التعرض للدخان السلبي. كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخصوصًا تمارين التنفس الهوائية، مثل المشي والسباحة، التي تعزز قدرة الرئتين على التنفس بعمق وطرد السموم. إنّ التغذية الصحية الغنية بالفيتامينات، خصوصًا الخضر والفواكه الطازجة، تساهم أيضًا في دعم جهاز المناعة. كما أن الحفاظ على نظافة البيئة الداخلية، مثل تهوية المنزل وتجنب استخدام المعطرات الكيميائية والمبيدات، يعزز صحة الجهاز التنفسي.