
البرازيل: الصين و«بريكس» ستدافعان عن النظام العالمي
مايكل بولر، مايكل ستوت
قال دبلوماسي برازيلي رفيع المستوى إن الصين وشركاءها في مجموعة «بريكس» للدول النامية سيتصدون بشكل متزايد للدفاع عن التعاون الدولي مع انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وقال سيلسو اموريم، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في مقابلة خاصة، إن «الصين والدول النامية هما اليوم المدافعان الرئيسيان عن النظام متعدد الأطراف، والشيء الأساسي والجوهري هو وجود قواعد مقبولة متعددة الأطراف».
هذه التعليقات تعكس توجهاً عالمياً من دول تركز على العلاقات التي لا تتضمن الولايات المتحدة، حيث يفرض ترامب تعريفات شاملة، ويهدد حلفاءه القدامى.
وقال اموريم (82 عاماً)، الذي وجه السياسة الخارجية البرازيلية على مدار أكثر من ثلاثة عقود، معظمها إلى جانب لولا، إنه «مع تراجع الولايات المتحدة عن التعددية.. عن النظام الاقتصادي والاجتماعي، الذي أنشأته بنفسها بعد الحرب العالمية الثانية، تتسع مساحة بريكس».
ستدفع برازيليا نحو تعاون أعمق بين مجموعة بريكس، التي يقودها المؤسسون روسيا والهند والصين والبرازيل، في قمة يوليو في ريو دي جانيرو، وسيكون التركيز على أولويات «لولا» الرئيسية مثل معالجة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد.
ويحرص اموريم على الإشارة إلى أن أكبر دولة في أمريكا اللاتينية «ليس لديها تحالفات حصرية»، لكنها تريد علاقات جيدة مع جميع القوى الكبرى.
وجادل اموريم بأنه إذا عززت البرازيل بريكس فإن ذلك سيساعد مجموعة العشرين للدول المتقدمة والنامية. وقال: «إن تعزيز بريكس أعطى قوة لمجموعة العشرين»، مشيراً إلى قمة المجموعة التي حظيت بحضور جيد في ريو دي جانيرو العام الماضي كمثال.
في نهاية المطاف يعتقد اموريم أن نظاماً عالمياً بدون واشنطن مستحيل. وقال: «شيئاً فشيئاً سيتعين علينا جذب الولايات المتحدة مرة أخرى». في غضون ذلك ستحاول البرازيل تجنب الصراع مع الولايات المتحدة، لكن «لن نتوقف أيضاً عن إبداء رأينا»، وهو يعتقد أن تعريفات ترامب تخلق «خطراً هائلاً للعودة إلى ثلاثينيات القرن الماضي».
وتعد الصين، المنافس الكبير لواشنطن، أكبر سوق تصدير للبرازيل، والعلاقات بين بكين وبرازيليا وثيقة، حيث يعتبر اموريم وزير الخارجية الصيني وانغ يي «صديقاً جيداً جداً»، لكنه شدد على أن لكل دولة مسارها الخاص وأنه «لا يجب علينا تقليد نموذج أي شخص».
ولم تنضم البرازيل إلى مبادرة الحزام والطريق الرئيسية لبكين، على عكس معظم أمريكا اللاتينية.
وقال الدبلوماسي البرازيلي المخضرم عن محادثاته مع وانغ: «أخبرته أنه ليس لدي أي شيء ضد الحزام والطريق، لكن يجب أن يأتي بمحتوى. لا يمكن أن يكون شيئاً نوقع عليه ثم نرى ما سيحدث. لقد فهم ذلك تماماً».
واتخذت البرازيل أيضاً خطاً مختلفاً بشأن توسيع بريكس مقارنة بالصين. ورحبت بدخول إندونيسيا، لكنها لم ترغب، كما قال اموريم، في استنساخ كتلة سابقة للعالم النامي، حركة عدم الانحياز، لأن تلك المجموعة كانت كبيرة جداً، بحيث لا يمكنها الاتفاق على إجراءات عملية.
وتعكس دبلوماسية البرازيل مسيرة اموريم الدبلوماسية الطويلة، بما في ذلك فترتان كوزير للخارجية، وواحدة كوزير للدفاع. وقال اموريم إنه يتمتع بعلاقات جيدة مع مساعدين رئيسيين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع كبار الأمريكيين، مثل جيك سوليفان عندما كان الأخير مستشاراً للرئيس جو بايدن.
وقال إنه لم يتحدث بعد مع مايك والتز، مستشار الأمن القومي لترامب، رغم أنه تحدث إلى أشخاص مقربين من والتز.
وحضر اموريم مؤتمراً في ميونيخ في فبراير عندما صدم نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الأوروبيين باتهامهم بالفشل في التعامل مع الهجرة الجماعية، وتقييد حرية التعبير.
وقال إن الأوروبيين شعروا بالصدمة كبيرة، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للبرازيل. البرازيل لديها مصادر قوة ودعم متعددة، إحداها عضوية بريكس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموجز
منذ 10 ساعات
- الموجز
"يجب أن تُقصف".. نائب أمريكي يدعو لإلقاء قنبلة نووية على غزة
في تطور مثير للجدل يعكس تصاعد التوترات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، دعا النائب الجمهوري راندي فاين إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة، مستشهداً بما وصفه بـ"النموذج الفعال" لما حدث في هيروشيما وناجازاكي إبان الحرب العالمية الثانية. جاءت هذه التصريحات بعد حادثة إطلاق نار دامية في واشنطن أودت بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. في مساء 21 مايو 2025، قُتل كل من يارون ليشينسكي (30 عامًا) وسارة ميلجريم (26 عامًا)، الموظفين بالسفارة الإسرائيلية، إثر إطلاق نار مباشر أمام متحف العاصمة اليهودي في واشنطن. الجريمة نُفذت على يد إلياس رودريغيز (31 عامًا)، ناشط سابق من شيكاغو، والذي أطلق عليهما 21 رصاصة من مسدس عيار 9 ملم، مرددًا أثناء اعتقاله عبارة "حرروا فلسطين"، ما دفع السلطات الفيدرالية لفتح تحقيق باعتبارها جريمة كراهية ذات دوافع سياسية. فاين يشعل الجدل: دعوة مروعة وتحذيرات من إبادة جماعية In response to the horrific killing of Israeli embassy staff in Washington, a Republican Congressman went on Fox News and suggested Gaza be 'nuked" like Hiroshima and Nagasaki. — Waleed Shahid 🪬 (@_waleedshahid) May 22, 2025 في مقابلة بثتها قناة "فوكس نيوز"، وصف النائب راندي فاين القضية الفلسطينية بـ"الشر المطلق"، واعتبر أن الحل يكمن في "إجبار غزة على الاستسلام غير المشروط باستخدام القوة النووية"، على غرار ما حدث في اليابان عام 1945. التصريحات قوبلت بإدانة شديدة من منظمات حقوق الإنسان والجاليات الإسلامية، التي رأت فيها تحريضًا سافرًا على الإبادة الجماعية. التحقيقات كشفت عن تحول تدريجي في سلوك رودريغيز، من ناشط في قضايا العدالة الاجتماعية إلى شخصية متطرفة نشطت في نشر خطابات كراهية عبر الإنترنت. قبيل الهجوم، نشر بيانًا بعنوان "تصعيد من أجل غزة: اجلبوا الحرب إلى الوطن"، يبرر فيه العنف كوسيلة للرد على ما وصفه بـ"الجرائم الإسرائيلية في غزة". ردود فعل رسمية وتحقيقات موسعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدان الحادثة بشدة، واعتبرها "عملاً معادياً للسامية لا يمكن التساهل معه"، مؤكدًا على ضرورة حماية الجاليات اليهودية. كما دعت السلطات الأمريكية والإسرائيلية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، بينما تتواصل التحقيقات الفيدرالية لتحديد ما إذا كان رودريغيز تصرف بمفرده أم كان جزءًا من شبكة أوسع.


العين الإخبارية
منذ 10 ساعات
- العين الإخبارية
«أمريكا ترامب».. تجنب الصراعات المفتوحة واستراحة من السياسات السابقة
تم تحديثه السبت 2025/5/24 03:14 ص بتوقيت أبوظبي بتولي دونالد ترامب الرئاسة، لم تكن السياسات الأمريكية أمام تعديل، بل أمام «زلزال»، فرئيس «أمريكا أولاً» لم يعارض فقط نهج أسلافه، بل شن «تمردا» على النظام الدولي الذي صاغته واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية، مُعيدا تعريف النفوذ الأمريكي. تلك الرؤية يبدو أن الولايات المتحدة ستسير على نهجها طيلة عهد دونالد ترامب، وليست فقط ما اعتبره بعض المراقبين بأنها «حماس البدايات»، وهو ما أشار إليه نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، والذي قال يوم الجمعة إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب ستختار بحرص متى تلجأ للقوة العسكرية وستتجنب الدخول في صراعات مفتوحة، فيما وصفها باستراحة من السياسات الأمريكية السابقة. وأوضح فانس خلال كلمة في الأكاديمية البحرية الأمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند، أن الولايات المتحدة تواجه تهديدات خطيرة من الصين وروسيا ودول أخرى وسيتعين عليها الحفاظ على تفوقها التكنولوجي. وأضاف متحدثا إلى خريجين سيصبحون ضباطا في البحرية وسلاح مشاة البحرية، أن الأمر الذي أصدره ترامب باستخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن أدى في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار في إطار اتفاق وافقت فيه الجماعة على وقف الهجمات على السفن الأمريكية. وفيما أشار إلى أنه «يجب أن نكون حذرين عندما نقرر توجيه لكمة، لكن عندما نوجه لكمة، نوجه لكمة قوية وقاضية»، أكد أن بعض الرؤساء السابقين «أقحموا الولايات المتحدة في صراعات لم تكن ضرورية للأمن القومي الأمريكي». ولم يحدد فانس هؤلاء الرؤساء، لكن تعليقاته أشارت إلى أنه يقصد بحديثه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وهو جمهوري شن حروبا بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وخلفه باراك أوباما، وهو ديمقراطي واصل الحرب في أفغانستان. ولا يزال الانسحاب الأمريكي الفوضوي في 2021 في عهد جو بايدن محط انتقادات حادة من ترامب. وأضاف: «لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من النزاعات المفتوحة». وقال فانس إن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة بعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية بقيادة روسيا، وإن السياسات الأمريكية الرامية إلى التكامل الاقتصادي لمنافسي الولايات المتحدة أتت بنتائج عكسية. ترامب في مائة يوم وأدى جدول أعمال ترامب القائم على سياسة (أمريكا أولا) في ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء واكتساب الخصوم للجرأة، وأثار أيضا تساؤلات حول إلى أي مدى هو مستعد للذهاب. وأثارت أفعاله، إلى جانب هذا الغموض، قلق بعض الحكومات لدرجة أنها ترد بطرق ربما يصعب التراجع عنها، حتى لو انتُخب رئيس أمريكي أكثر تقليدية في عام 2028، بحسب وكالة «رويترز». يأتي كل هذا في ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهوري مؤشرات على تراجع الديمقراطية في الداخل، مما أثار مخاوف في الخارج. وتشمل هذه المؤشرات هجمات لفظية على القضاة وحملة ضغط على الجامعات ونقل المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور في إطار حملة ترحيل أوسع نطاقا. ويقول خبراء إن مستقبل النظام العالمي الذي تبلور على مدى العقود الثمانية الماضية في ظل هيمنة الولايات المتحدة إلى حد كبير أصبح على المحك. وكان هذا النظام قائما على التجارة الحرة وسيادة القانون واحترام السلامة الإقليمية. لكن في عهد ترامب، الذي يحتقر المنظمات متعددة الأطراف وينظر في كثير من الأحيان إلى الشؤون العالمية من خلال عدسة المطور العقاري السابق، فإن النظام العالمي يتعرض لاهتزازات قوية. aXA6IDgyLjI0LjI1NS41MSA= جزيرة ام اند امز FR


الاتحاد
منذ 12 ساعات
- الاتحاد
الإمارات تشارك في اجتماع مجموعة العمل الثقافية بمجموعة العشرين في جنوب أفريقيا
جوهانسبرغ (وام) شاركت دولة الإمارات في الاجتماع الثاني لمجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة العشرين المقام تحت شعار«تضامن، مساواة، واستدامة»، والذي استضافته مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا مؤخراً بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء، وإبراز دور الثقافة كأداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء جسور التواصل الحضاري وتعزيزالحوار بين الشعوب وترسيخ قيم السلام. مثل الدولة في الاجتماع وفد من وزارة الثقافة برئاسة شذى الملا، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الهوية الوطنية والفنون المكلف، حيث شهد الاجتماع سلسلة من الجلسات النقاشية التي تناولت المسودة الأولى للبيان الختامي لمجموعة العمل الثقافية، بمشاركة ممثلي رفيعي المستوى من أعضاء مجموعة العشرين والدول المستضيفة وكذلك المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلموالثقافة (اليونسكو). وتركزت النقاشات ما بين الدول والمنظمات الدولية على أربعة محاور رئيسة، هي: حماية التراث الثقافي واستعادته كحق إنساني أساسي، ودمج السياسات الثقافية في الخطط الاقتصادية والاجتماعية، لضمان تنمية شاملة، وتسخيرالتكنولوجيا الرقمية لدعم الاقتصاد الثقافي المستدام، ومواجهة التحديات المناخية التي تهدد التراث الثقافي والمادي. وأكد وفد الدولة خلال الاجتماع سعي دولة الإمارات إلى تعزيز دورالثقافة كرافد للتنمية الشاملة وعنصر جوهري في ترسيخ الهوية الوطنية، وفي دعم الابتكار والصناعات الإبداعية على المستوى العالمي، وهو ما يتضح جلياً من خلال حرصها الدائم على المشاركة في قمم مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة على الساحة الاقتصادية العالمية عبر تحقيق التوازن في التفاعل مع الاقتصادات الغربية ودول مجموعة «بريكس». وفي سياق التحديات المناخية، شدّد الوفد على أهمية اتخاذ إجراءات هادفة لتعزيز الدعوة العالمية للعمل المناخي القائم على الثقافة، منوهاً بمبادرات الدولة الرائدة في هذا الصدد مثل «إطارعمل الإمارات للمرونة المناخية العالمية» في مؤتمر الأطراف COP28، والذي يشتمل على سبعة أهداف موضوعية تسلط الضوء على الأولويات العالمية للتكيف، من بينها التراث الثقافي، ويهدف إلى تحقيق مستهدف حماية التراث الثقافي كجزء من برنامج «عمل الإمارات - بيليم» وتضمينه في خطط التكيف الوطنية من قِبل الدول الأعضاء. كما تطرّق الوفد إلى مجموعة «أصدقاء العمل المناخي القائم على الثقافة»، التي تم تأسيسها من قِبل دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل، بهدف الحصول على الاعتراف الرسمي بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي من خلال استراتيجية متكاملة تشمل تعزيز التعاون في بناء المعرفة وزيادة المشاركة العامة في قضايا المناخ والثقافة في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) والمؤتمرات المستقبلية. ومن المقرر أن تشارك وزارة الثقافة في الاجتماعات القادمة في شهري يوليو وأكتوبر المقبلين في كيب تاون ومحافظة كوازولو ناتال، تحضيراً لاجتماع وزراء ثقافة مجموعة العشرين المزمع عقده في 29 أكتوبر المقبل، لاعتماد البيان الختامي لوزراء الثقافة قبل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين في 27 و28 من نوفمبر في محافظة خواتينغ بجنوب أفريقيا. يذكر أن دولة الإمارات تشارك في أعمال القمة للمرة الرابعة على التوالي، حيث سبق أن دُعيت إليها أعوام 2022 و2023 و2024، إلى جانب مشاركتها التاريخية في نسختي 2011 و2020.