
محافظات : انطلاق فعاليات الملتقى التكنولوجى الثانى لخريجى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى بدمياط
الثلاثاء 15 أبريل 2025 06:01 مساءً
نافذة على العالم - فى إطار دعم رؤية مصر 2030 لبناء اقتصاد قائم على الابتكار التكنولوجى، شهد الدكتور حمدان ربيع المتولى، رئيس جامعة دمياط، اليوم الثلاثاء، انطلاق فعاليات اليوم الأول "للملتقى التكنولوجي الثاني لخريجي كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي" الذي تنظمه كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة دمياط ، بالشراكة مع كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة حورس تحت إشراف الدكتور ياسر فؤاد عميد الكلية، والمنعقد خلال يومي 15\16 أبريل الجاري، بمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والصناعية وخبراء التكنولوجيا، ويأتى الملتقى بهدف تأهيل الخريجين لسوق العمل العالمى وتعزيز ريادة الأعمال فى مجال الذكاء الاصطناعي.
انطلقت الجلسة الافتتاحية للملتقى في قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة حورس، حيث بدأت عقب تفقد المشاركين معرض مشروعات طلاب كلية الهندسة والذكاء الاصطناعي، الذي ضم ابتكارات في مجالات البرمجة والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ، بعزف النشيد الوطني المصري وتلاوة آيات من القرآن الكريم، بحضور كوكبة من أبرز الشخصيات، منهم: الدكتور حسن الشناوي، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة حورس، الدكتور السعيد عبد الهادي، رئيس جامعة حورس ، و الدكتور عربي السيد كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، والمهندسة شيماء الصديق ، نائب محافظ دمياط ، و الدكتور محمد عصام خليفة ، رئيس لجنة قطاع علوم الحاسب بوزارة التعليم العالي، وأعضاء لجنة القطاع، عمداء كليات جامعتي دمياط وحورس.
وألقى الدكتور محمد عصام خليفة رئيس لجنة قطاع علوم الحاسب بوزارة التعليم العالي كلمة أكد خلالها أن "القيادة السياسية تهتم بتخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلينا تحويل مشروعات التخرج إلى منتجات تُسوَّق عالميًا ، وهذه فرصة لطلابنا ليكونوا جزءًا من اقتصاد المعرفة، ودورنا كأكاديميين دعمهم بشراكات مع القطاع الخاص".
وفي كلمته أشار الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط إلى أن هذا الملتقى نُظم من أجل طلابنا، بناة مستقبل مصر ، منوهاً إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تخصصًا منعزلًا، بل أداة داعمة لكل المجالات: من الطب للهندسة ، وواجب طلابنا أن يستفيدوا من خبرات الحاضرين، وأن يدركوا أنهم شركاء في صناعة مستقبل الوطن.
وأضاف رئيس الجامعة أن:"نهدف من هذا التعاون بين جامعتي دمياط وحورس إلى خروج "مخرجات بحثية تطبيقية" تخدم المجتمع، وتتماشى مع رؤية الدولة الاستراتيجية في التحول الرقمي وبناء المدن الذكية.
وفي كلمة ألقاها الدكتور السعيد عبد الهادي ، رئيس جامعة حورس ، شدد على دور التكنولوجيا قائلًا: "العالم كله يتجه نحو الذكاء الاصطناعي، ومصر لن تتخلف عن الركب ، ونستعد لمد يد التعاون مع كل الجامعات والشركات لتحقيق منتجات تكنولوجية تُعزز مكانتنا العالمية".
وأعرب الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط الأسبق عن سعادته بالمشاركة في هذا المحفل العلمي المتميز بصفته عضوًا في لجنة قطاع علوم الحاسب، حيث يجمع هذا الملتقى بين صروح أكاديمية رائدة هي كليات الهندسة والذكاء الاصطناعي بجامعتي دمياط وحورس.
وأضاف أن حضور هذه الكوكبة من العلماء والخبراء يعكس الأهمية المتزايدة التي تحظى بها مجالات الذكاء الاصطناعي والتي أصبحت ركيزة أساسية في تقدم الأمم وتنميتها ، وفي ظل هذا التسارع العالمي غير المسبوق في التطورات التكنولوجية، يبرز دور قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات كأحد أكثر القطاعات حيوية وأهم المحركات الرئيسية للتنمية المستدامة ، ويأتي هذا الملتقى في توقيت بالغ الأهمية ليتيح لنا مناقشة التحديات الراهنة في المجال الرقمي وأمن المعلومات، كما يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الجامعات والقطاعين العام والخاص.
ونيابة عن رئيس مجلس أمناء جامعة حورس ، ألقى الدكتور حسن الشناوي ، نائب رئيس مجلس الأمناء كلمة أكد فيها أن "جامعة حورس تكرس إمكانياتها لدعم مشروعات بحثية تخدم البلد ، فالشباب هم وقود التقدم التكنولوجي، وعلينا توفير البيئة المناسبة لابتكاراتهم".
ثم شهدت قاعة المؤتمرات إهداء درع الملتقى للقيادات البارزة وهم اختُتم اليوم الأول بتكريم الشخصيات البارزة، حيث سلَّم أ.د. السعيد عبد الهادي دروع الملتقى إلى الدكتور حمدان ربيع ، رئيس جامعة دمياط ، والأستاذ الدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط الأسبق ، والمهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط ،تم تخصيص جلسات لعرض فرص التدريب والتوظيف، والتشبيك بين الطلاب ورواد الصناعة.
جدير بالذكر أن الملتقى التكنولوجي الثاني لخريجي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي يهدف إلى :
. توجيه الخريجين لاحتياجات سوق العمل المحلي والعالمي.
. تنمية المهارات عبر ورش في البرمجة والأمن السيبراني.
. دعم الشركات الناشئة لتصبح نواة لشركات عملاقة.
. تعزيز الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص.
. عرض قصص نجاح خريجين كحوافز للطلاب.
وأكد المشاركون أن الملتقى ليس مجرد فعالية أكاديمية، بل خطوة عملية لتحويل الأفكار إلى مشروعات تكنولوجية تدعم رؤية مصر في التحول الرقمي.
يُعتبر هذا الملتقى نموذجًا للتعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعية، حيث يجسِّد التكامل بين النظرية والتطبيق، ويرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار التكنولوجي في ظل الثورة الصناعية الرابعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 2 أيام
- الجمهورية
شمَّا المنوفية تبني قواعد المجد بخيوط من ذهب
يتجاوز عدد سكان قرية شما سكانها 40 ألف نسمة. و تشتهر منذ الستينيات بإنتاج السيرما والخشخان و السلك و تجليد كسوة الكعبة و قنديل الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم و اللوحات المطرزة.. خاصة الخطوط القرآنية التي تحاك علي التابلوهات والمفارش وتحظي بشهرة عالمية، لدرجة أنه يتم الاحتفاظ بمعظمها في القصور و الفنادق والمتاحف في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية. يقول عبد الله فرج سلام أحد أبناء القرية و صاحب ورشة تصنيع السيرما: أعمل بهذه المهنة منذ حوالي 25 عاما أي من الجيل الثاني بعد أن تعلمتها بأشهر الورش في خان الخليلي بحي الحسين بالقاهرة، ومنها العقاد والطيب. حيث كان يعمل بتلك الورش المرحوم سعيد عطية، ثم شقيقه صبحي من أبناء القرية والذي ساعد الكثير من شباب القرية وكبار السن والمدرسين وغيرهم من الجيل الأول و وفر لهم فرص تدريب وعمل بتلك الصنعة في نفس الورش، ثم تركوا القاهرة وعادوا للقرية بسبب تكاليف السكن والإقامة هناك أو مشقة و تكلفة السفر يوميا وافتتحوا العديد من الورش بالقرية في فترة الثمانينيات، لافتا إلي أن أكثر من 1000 شخص صاروا يتقنوها داخل الورش والمنازل لدرجة أن صيت القرية في تلك ال حرف ة ذاع داخل مصر وفي عدد من الدول العربية والإسلامية، كالسعودية وماليزيا وأندونيسيا وإيران ولبنان وسوريا والإمارات، بالإضافة إلي الجاليات و المراكز الإسلامية في بعض الدول الأوروبية، و منها لندن وأمريكا والتي يتم التصدير إليها، و أن 90% من إنتاج الخشخان "معدن لامع من النحاس المسحوب" سواء اللوحات و التابلوهات و الستائر المكتوب فيها آيات القرآن الكريم المعروضة بخان الخليلي من صناعة شما، والـ 10% المتبقية في ورش الحسين بالقاهرة ويتم استيراد هذا الخام من الهند بحوالي 1200 جنيه للكيلو، مشيراً إلي أن السعوديين كانوا يطلبون هذه المنتجات في مواسم العمرة و الحج بأسعار زهيدة مقابل بيعه لجميع فنادق وأبراج مكة والمدينة بأسعار مرتفعة لتزيين الجدران بنماذج مختلفة من الخط العربي و الآيات القرآنية الكريمة، كما كانوا يأخذون كسوة الكعبة من مصر والتي يقومون بتصنيعها حاليا بمصنع خاص بها بأياد سعودية 100% علي مدار العام بدءا من موسم الحج وحتي الموسم التالي . في حين لو تم تصنيعها في مصر فإنها لا تستغرق أكثر من شهر وبجودة أعلي. أضاف "سلام" أن المشاكل الأساسية التي تواجهها تلك ال حرف ة حاليا تتمثل في الارتفاع اليومي لسعر الدولار، وكذا نسبة التضخم، وبالتالي زيادة التكلفة، لافتا إلي أن الصنايعي مظلوم حاليا، فمثلا عندما كان يتقاضي في السابق مائة جنيه "يومية"، كانت تتمتع بقوة شرائية أكبر من المائتي جنيه التي يحصل عليها اليوم. و رغم ذلك لا يوجد البديل. لكن نحاول بقدر الإمكان عمل توازن بين السعر وبين التكلفة، و رغم أنه مطلوب في النهاية تصنيع منتج بسعر منافس للتمكن من بيعه وتوزيعه. وأكد أن مشكلة الدولار لها تأثير علي الوضع الاقتصادي للدولة وكذا الأفراد. لافتا إلي أن هذا المنتج لا يعد من السلع الأساسية، وأن اللوحة التي يتم شراؤها اليوم بألفي جنيه، كان سعرها منذ عشر سنوات مائة جنيه.وبالتالي قل توزيع المنتج بعد أن كان يتم توزيع كميات كبيرة في حي الحسين مثلا، لكن انخفضت نسبة التوزيع حاليا.مضيفا أن كافة الخامات مستوردة، الخشخانة تستورد من الهند، و تحتكرها لدرجة أعجزت الصين عن إنتاجها، أما باقي الخامات ومنها القصب وكذا القماش من الصين، رغم أن القماش كان يستورد من كوريا، و مع التعويم وارتفاع قيمة الدولار، زادت أسعار الخامات زيادة كبيرة جدا لدرجة وصلت عشرة أضعاف عما كانت عليه. أوضح "سلام" أن شما تعتبر أكبر موزع لمنتجات السيرما في مصر حاليا، لكن طبعا يوجد صنايعية آخرون لا يمكن إنكار مجهودهم وشغلهم، لكن هم يعتبرون تلك الصنعة هي الثانية بجانب وظائفهم الأساسية، حيث يوجد منهم المدرس والمهندس، علي خلاف "الصنايعي" الذي يعتبرها ال حرف ة الأساسية له، ورغم الظروف الاقتصادية الحالية . قالت أحلام محمد و وفاء أحمد من العاملات في إنتاج السيرما: "الصنايعية اللي كانوا زمان يشتغلوا القطعة بعشرين وثلاثين جنيه من حوالي تلاتين سنة كانت الفلوس دي بالنسبة لهم مبلغ كبير، بقت النهارده المية جنيه بالنسبة لهم ولا حاجة، من هنا بعض الصنايعية بطلوا، الواحد يقول لك اشتغل ده..!! انا بشتغل اليومية بره بمتين وتلتمية جنيه. إلا طبعا الصنايعية القديمة اللي هم دلوقتي نقلوا في حاجة تانية اسمها السلك.. السلك ده بقي حاجة جديدة.. سلك معدن ده بقي بينعمل شغل تقليد مثل الموجود علي الكعبة والستائر". أشار أحمد غنيم "عامل" إلي أن "شما" تعتبر العلامة المميزة لصناعة السيرما والخشخانة و الآيات القرآنية، ويعد شغل السلك الأساس الذي نشأ في سوريا عموما، لافتا إلي أن السوريين هم أصحاب تلك الصنعة في الأساس الذين كانوا يصدرون الإنتاج لتركيا ودول الشيعة، لكن نحن سيطرنا علي العمل بالسلك و الخشخانة والقصب، وتنفيذ الآيات القرآنية، و تصديرها للسعودية، في مواسم الحج والعمرة، وكذا لماليزيا وإندونيسيا، حيث يوجد مصريون لديهم محلات هناك منذ سنوات طويلة .يتم توريد منتجات السيرما إليهم. أضاف "غنيم" أن التصدير للخارج هو السبب في الحفاظ علي تلك الصنعة، ويعوضنا عن فرق العملة و فرق السعر، ونحن نحاول الحفاظ علي تلك الصنعة بقدر الإمكان، خشية انقراضها، وذلك من خلال تعليم الأجيال المتعاقبة علي التوالي، لافتا إلي أنه عند زيارة أي دولة في أوروبا أو دولة إسلامية في شرق آسيا ووجدت لديها أي منتجات من السيرما ، بالتأكيد ستكون من مصر، وتحديدا من شما، كما تنتشر تلك المنتجات في المحلات المحيطة بالحرم المكي في السعودية. أوضح ناصف أبو يوسف و عيد الصباغ "من أقدم العاملين بال حرف ة" أن تلك المهنة تعلم الصبر و قوة التحمل و الإتقان في العمل والدقة وكذا الإبداع في اختيار الألوان و الذوق و الشعور بالجمال وتملأ الروح بطاقة إيجابية و جمالية وإحساسا بقدرة الفن علي الحفاظ علي بريقه رغم مرور الزمن. و انتقلت من القرية إلي عدد من القري المجاورة بمركز أشمون منها طهواي و كفر الطراينة والأنجب و رملة الأنجب ودلهمو وأن أسرع الأهالي تعلما وإتقانا لتلك ال حرف ة ال تراثية هم الصبية و غير المتعلمين وأن الفتيات والسيدات خاصة الأرامل و المطلقات إلي جانب طلاب المدارس و الجامعات الذين يحرصون علي العمل بتلك ال حرف ة في الإجازة الصيفية لتوفير مصاريف الدراسة. مشيرين إلي أن العمل في الورش يكون بعدد الساعات اليومية و يحتاج أشخاصا متفرغين في حدود 6 أفراد مثلا ومن خلال منسج " نول خشبي" يشد عليه قماش "دمور قطن" من المحلة الكبري من الناحيتين ثم تثبت عليه الستارة أو القماش " الشامواه" مثلا و المراد تنفيذ الكتابة أو الرسم عليه بعجين الدقيق مثل النشا، بعد طبع الرسم أو الكتابة المطلوبة علي كلك من قبل الخطاط، و من أشهرهم بالقرية عبد المنعم أبو يوسف، ثم يتم تخريم أو تخبيش الكلك بالإبرة و باستخدام الزنك و الجاز يتم طباعة "الاستامبا" علي القماش وعلي كرتون مقوي بنفس الشكل ويتم تفريغه ثم تركيبه علي القماش إذا كان الرسم أو الكتابة المطلوبة بارزة فيتم ذلك باستخدام حشو بخيط "السدي" و العكس يكون باستخدام الكرتون إذا لم يكون المطلوب بارزا، ثم بالخشخان أو القصب أو السلك و يد تحيك بالخيط لأسفل و الأخري لأعلي، عكس العمل بالمنازل فيكون بعدد و مساحة القطع. يؤكد أنور غنيم وجميل عمارة من العاملين بال حرف ة أنه يفضل العمل ليلا وأن الشغل يدوي تقليدي معظمه بالسلك المذهب أو الفضة علي عكس كسوة الكعبة فهو ذهب خالص عيار 24 علي حرير طبيعي أسود اللون ويباع بالمتر، فبعد أن كان يباع بحوالي 250 دولارا هبط إلي 100 دولار للمتر من الخامات و المصنعية معا رغم أنه في السابق كان يتم توفير الخامات و يقتصر الإنتاج علي المصنعية فقط مقابل البيع بواقع 4 آلاف جنيه تقريبا للمتر. أضاف حلمي سلام "عامل" أنه في عام 2008 حدثت قفزة كبيرة في تلك الصناعة وبدلا من مشغولات السيرما ظهر السلك "نحاس أو فضة أو ذهب" و هو نفس شغل الفتيلة كما تصنع كسوة الكعبة حاليا، إلا أن الفرق في نوعية السلك أنه من الذهب فقط وأن السوريين كانوا يشترون منتجات السيرما من خان الخليلي بأسعار مرتفعة لبيعها للملوك و الأمراء وتعليقها في القصور وبعض الدول، و منها إيران و لبنان علي أنها أنتيكات ولوحات قديمة لدرجة أنه تردد أنهم باعوا إحدي اللوحات في إيران التي يكثر بها المقامات علي أنها تراثية بنحو مليون دولار، لكن فور علمهم بأن معظم المشغولات من قرية شما اتجهوا إلي القرية واشتروا المنتج منهم مباشرة بأسعار أقل، بل افتتحوا ورشا فيها و استقطبوا العمال المهرة من أبناء القرية للعمل فيها بأجور أكثر مما أدي إلي إصابة الورش الأخري بالقرية بشبه توقف عن العمل إلي أن قامت ثورة يناير 2011. وكانت الضربة القاصمة لهذه ال حرف ة بمصر وقتئذ.. كما انتقلت ثورات الربيع العربي إلي سوريا و لبنان و تم فرض حظر التجوال ومنع السفر للخارج فتوقف الحال و شهدت مصر حالة من الركود التام وضربت تلك الصناعة في مقتل و لحقت الخسائر الفادحة بالجميع في ذلك الوقت لدرجة أن أصحاب الورش قاموا بفك المنتجات وبيع المادة الخام، لكن مع قيام ثورة 30 يونيه و نزول الجميع إلي ميدان التحرير، شعروا بالأمل و عودة الحياة مرة أخري رغم العمليات الإرهابية التي كانت تتم من قبل الخونة والتي أثرت علي الدولة وقتئذ. قال مصطفي رمزي و علاء الحنفي "من أهالي القرية"، و سامي خليفة و ناصر أبو يوسف (عاملان)، أن السيرما منها الخشخانة و القصبة "طالع نازل" وأيضا الفتيلة وأنه يتم تصنيع الخشخان بتقطيع السلك الذي يشبه السوستة بالمقص و تلتقطها إبرة تنزل لأسفل علي الطبعة أو الرسم لإظهار الرسم أو الكتابة في صورتها النهائية... بينما القصبة عبارة عن بكر كان يتم استيراد ه من اليابان قديما وحاليا تقليدي من الصين والهند و يلف علي 8 بكرات يؤخذ منها 8 أطراف ملفوفين علي كرتونة، وذلك في إبرة طالع نازل علي الرسم أو الكتابة. في حين أن الفتيلة يؤخذ 32 طرفا بالإبرة بدلا من 16 طرفا ويلفون علي عصاة ويكون سمك الرسومات من 3 إلي 10 سم و يوضع أسفلها سدي و كرتون مقوي. أضافوا أن أحد الرسامين بالقرية ينفذ الرسومات.. فيما يقوم الخطاط بالكتابة علي الكلك وتخرم "تبخش" ويطبع الرسم أو الكتابة وأغلبها تكون آية الكرسي، أو أسماء الله الحسني، أو باب الكعبة قبل البدء في التطريز، وأن هذه ال حرف ة كانت تقتصر علي الرجال في بداية انتشارها بالقرية ثم تعلمتها السيدات خاصة الأرامل و المطلقات بهدف الإنفاق علي أبنائهن وأسرهن أو تحسين دخلهن وكذا طالبات المدارس و الجامعات لتوفير مصاريفهم الدراسية بجهدهم و دون مهانة، لدرجة أنه يوجد بالقرية أطباء و مهندسين ومدرسين سبق عملهم بتلك ال حرف ة. قال أحمد خليل "صاحب أكبر ورشة وأحد المهتمين بتلك ال حرف ة" إن هذه الصناعة اليدوية تألّقت في العصر العثماني بمصر واسطنبول ودخلت القرية أواخر الثمانينيات عن طريق التعلم بورش الحاج سعيد عطية ابن القرية بمنطقة الكيت كات و خان الخليلي بالقاهرة، و كانت مقتصرة في باديء الأمر علي تصنيع مستلزمات الجيش في مصر والسودان و الإمارات و تشمل الرتب والنياشين و الكتافات و الكابات إلي أن وقعت أحداث الأمن المركزي في مصر و تم منع تلك الورش من تصنيع المهمات العسكرية فبدأوا في كتابة الآيات القرآنية.. ومنها سورة الفاتحة، لافتا إلي أن الخشخان يتم استيراد ه من الهند بالكيلو ويشبه السوستة تقطع إلي أجزاء ويتم تنفيذ اللوحة سواء كتابة أو رسومات - مناظر طبيعية أو طيور كالطاووس أو ورد أو فازة.. بينما بكر - القصب - كان يتم استيراد ه من اليابان و حاليا من الصين، و كان البرواز يباع بحوالي 50 إلي 120 جنيها لتعليقه علي حوائط المنزل و التبرك بآيات القرآن المكتوبة به، ومنذ عام 1990 وحتي 2005 وفد سوريون إلي القرية طلبا لتصميم تقليد لكسوة الكعبة العثماني التي تبلغ مساحتها حوالي 18 مترا مربعا بواقع 4 قطع كل قطعة تقارب 5 أمتار مربعة يعمل في تنفيذها 6 أفراد و يستغرقون في تصنيعها نحو 15 يوما وأخذوها للبيع انتيكات قديمة بسعر المتر 10 و 12 ألف جنيه في ذلك الوقت. وأضاف أنه يعمل حاليا بالقرية نحو 8 ورش بإجمالي ألف شخص تقريبا» بينهم نحو 500 شخص يعملون في أعمال الفضة وكذا أعمال السلك التي تقتصر علي الرجال، وطالب بتخصيص معرض دائم لأصحاب ال حرف اليدوية و ال تراثية في مكان بالمجان لعرض و تسويق منتجاتهم و يفضل أن يكون قريبا من المطار حتي يسهل علي السياح الأجانب و العرب بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض الكنانة أو عند مغادرتها التسوق و الشراء من تلك المشغولات وخلق فرص تسويقية لبيع المنتج لمواجهة الكساد الذي يعاني منه الصناع وأصحاب الورش. يري محمد خليل "صاحب ورشة" أنه من الصعب علي من تعلم تلك ال حرف ة تركها..وأيام جائحة كورونا و حظر التجمعات تم إغلاق الورش وقتها. وأصبح الفرد يعمل ثلث الوقت بمنزله و بعائد بسيط و اضطروا إلي الاعتماد علي وسائل التواصل الاجتماعي في عرض وتسويق بعض الإنتاج ذاتيا بدلا من حالة الركود التي أصابت المهنة و هجرها معظم الصناع وأصحاب ال حرف المساعدة و اتجهوا إلي العمل بالمصانع في مدينة السادات والقاهرة و قيادة التكاتك أو العمل في المطاعم أو بالزراعة أو سائقين علي سيارات الأجرة في حين ينتظر الأقلية المتبقية دون عمل طاقة أمل لعودة الحياة إلي المهنة وفتح باب التصدير مرة أخري لدرجة أننا نتمني حاليا بيع الإنتاج بتكلفته دون ربح من أجل الحفاظ علي "الصنايعي". أشار "خليل" إلي أنه تم التواصل بالفعل مع العديد من الأشخاص والتجار داخل مصر و خارجها، مطالبا بمساندة الدولة لهم كأصحاب مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، و في إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "حياة كريمة" و منحهم قروضا ميسرة بفوائد بسيطة و بأقساط مناسبة مقابل أي ضمانات أو التوقيع علي شيكات بعيدا عن الإجراءات الروتينية إنقاذا لتلك ال حرف ة و لهؤلاء الصناع ودعم المواد الخام التي تضاعفت أسعارها عشرات الأضعاف خاصة بعد تعويم الجنيه و المساعدة علي تسويق المنتج من خلال المعارض دون دفع قيمة إيجارية مرتفعة نظير المكان للشعور بالأمان الأسري والمعيشي. من جانبه قال اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، إنه التقي عدداً من أصحاب الصناعات ال حرف ية و اليدوية لمناقشة سبل الارتقاء بالصناعات ال حرف ية بالمحافظة و توفير كافة الإمكانيات للصناع من خلال دراسة إنشاء كيان للصناعات ال تراثية وال حرف ية ومركز تدريب يهدف إلي تقديم الدعم الفني والمعلومات لل حرف يين بالإضافة إلي التأهيل و التطوير وتحسين قدراتهم للحد من اندثار الصناعات ال تراثية و عودة ال حرف اليدوية إلي سابق عهدها للمنافسة في الأسواق العالمية، وكذا إقامة معرض دائم لعرض المنتجات ال حرف ية و اليدوية التي تشتهر بها المحافظة و تميزها عن غيرها من المحافظات، مؤكدا أن المحافظة تولي اهتماماً كبيراً بالصناعات ال حرف ية و ال تراثية وإزالة المعوقات التي تواجهها باعتبار أن المنوفية بمثابة قلعة برعت في هذه الصناعات منذ سنوات طويلة وتعد من أهم المهن التي تتوارثها الأجيال بالإضافة إلي دورها في توفير فرص عمل للشباب، كما تمثل جزءاً من الهوية الوطنية الثقافية التي تعكس أصالة وتاريخ المحافظة . ووجه بضرورة استغلال الموارد المتاحة و تنميتها والتنسيق الكامل بين كافة الجات المعنية بهدف تذليل كافة العقبات التي تواجه صغار الصناع وأصحاب ال حرف.


الجمهورية
منذ 2 أيام
- الجمهورية
الاحتفاظ بالأموال بالمنازل.. يضر الاقتصاد الوطني
كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغا من إحدي رؤساء الجامعات الخاصة بفقدان مبالغ كبيرة من الجنيهات والدولارات والسبائك الذهبية، فيما اتضح أن الأمر خلاف أسري. قال أساتذة الاقتصاد إن ال بنوك هي المكان المناسب للأموال الكثيرة، نظرا لوجود عنصر الامان وسرية الحسابات وعد فرض ضرائب عليها وايضا يمكن استخدام هذه الأموال في تمويل المشروعات الكبري التي تعزز من قوة الاقتصاد الوطني ، مؤكدين علي أهمية نشر الوعي حول أهمية الادخار و الاستثمار ، والذي يمكننا جميعًا المساهمة في بناء مستقبل اقتصادي مستدام. يقول د. محمد شهاب استاذ الاقتصاد ونائب رئيس جامعة دمياط أن النقود تقوم بدور كبير في حياة الشعوب والاقتصاد العالمي، حيث يتم في كل صباح تبادل كميات هائلة من النقود قد تصل إلي المليارات من العملات المختلفة إما لشراء سلع أو خدمات أو أهداف استثمارية أخري، وقد اكتسبت النقود أهمية كبري في العصر الحديث الحالي وذلك للتغير السريع في مجال الاتصالات وآلية صرف النقود في مختلف دول العالم وليس من المستغرب أن نجد أي فرد يتابع أخبار سعر صرف الدولار والتضخم، وسعر الفائدة ، وأخبار ال بنوك التجارية، والبنك المركزي، والأسواق المالية. أضاف ان هناك حكمة يردّدها أجدادنا علي مسامعنا، وهي القرش الأبيض ينفع ليومك الأسود" والمعني أن توفير المال وجمعه يأتي من أجل التصرف به عند الحاجة في المستقبل.. غير أن ادّخار المال عبارة سهلة القول، صعبة التطبيق عند معظم الأشخاص، ولقد عرف الادخار قديماً في المنزل، وكانت له مزايا معينة كاستخدام الأموال وقت الحاجة بسرعة، ويحتفظ الافراد بالنقود في المنزل وتسمي النقود السائلة لأغراض ثلاثة المعاملات، الاحتياط والطوارئ، والمضاربة، أما المعاملات للقيام بالمشتريات من السلع والخدمات وبزيادة دخل الافراد يزداد الاستهلاك ويطلب الأفراد مزيدا من النقود لمعاملاتهم، ودافع الاحتياط والطوارئ يعني أن يحتفظ المواطن أو بنقود إضافية لمواجهـة ظـروف وأحداث طارئة غير اعتيادية، وغير مخططة مثل التعرض لحوادث طارئة أو غير متوقعة كالمرض والسفر المفاجئ، أما دافع المضاربة ويعني أن يحتفظ الفرد بالنقود للاستفادة منها في سوق الأوراق المالية أو استثمارها بهدف تحقيق الأرباح. أوضح. وإذا كانت الأفراد تحتفظ بجزء من الثروة في شكل نقود في المنزل ويكون له كثير من الفوائد بشرط ألا يزيد عن حد معين، فمن الطبيعي أن تفضل ال بنوك علي المنزل، فال بنوك مزودة بأنظمة أمنية متطورة تحمي الأموال من السرقة أو الضياع، كما يمكن للمودعين في ال بنوك الحصول علي فوائد علي ودائعهم، مما يتيح لهم زيادة أرباحهم كما أن ال بنوك توفر إمكانية الوصول إلي الأموال بسهولة وسرعة، سواء من خلال الصرافين الآليين أو الحسابات الإلكترونية. والأموال المودعة في ال بنوك مؤمنة من خلال مؤسسات تضمن للمودعين استرداد أموالهم حتي في حالة إفلاس البنك. تابع. ومن المعتاد ان ال بنوك توفر أدوات وخدمات تساعد العملاء في التخطيط المالي وتلبية احتياجاتهم، والاحتفاظ بأموال في المنزل تزيد عن الحاجة لا تجعل الأموال معرضة للسرقة فحسب بل تتعرض للتناقص في قيمتها بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، كما أن ال بنوك تستخدم هذه الأموال في الاستثمار مما يعود بالنفع علي صاحب المال وتؤدي إلي زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات للدولة. واصل: فإذا كنت بحاجة إلي الوصول إلي الأموال بشكل متكرر أو إذا كانت لديك حاجة ماسة إليها، فقد يكون من الأفضل الاحتفاظ ببعض النقد في المنزل، أما إذا كان لديك أهداف استثمارية طويلة الأجل.، فقد يكون الاستثمار في ال بنوك أو المؤسسات المالية أفضل من الاحتفاظ بالمال في المنزل. وفي الوقت الحالي، أصبح من السهل الوصول إلي الأموال وفتح حسابات التوفير في ال بنوك نظراً لوجود الصرافات الالية المنتشرة في العديد من المناطق، وانتشار أساليب تداول الأموال من خلال الكثير من الوسائل مع تطبيق الرقمنة والشمول المالي. تقول د. ايمان اسماعيل انور استاذ الاقتصاد ووكيل كلية الحقوق جامعة حلوان أن هناك الكثير من الناس يحتفظون بالسيولة لعدة اسباب منها الوفاء بالالتزامات قصيرة الأجل التي تحتاج النقد. وأيضا بسبب خلو ماكينات الصراف الآلي من النقود في بعض الأحيان. ولكن لا يتعين الاحتفاظ بالسيولة بما يزيد عن القدر اللازم لطبيعة الأعمال فالبعض يغالي بالاحتفاظ بمبالغ هائلة ان لم نقل ثروات داخل المنازل وينبغي عمل توعية في هذا الشأن ان الأوعية الادخارية معفاة من ال ضرائب ، ان هناك سرية للحسابات المصرفية كما ان البنك المركزي ضامن لحقوق العملاء. أوضحت ان الاحتفاظ بثروات داخل المنازل يجعلها عرضة للضياع كما في حالات السرقات والحرائق أو وفاة الشخص نفسه دون إخطار احد بمكان الأموال. ولتوضيح الفرص التي قد يفوتها الشخص بالاحتفاظ بالسيولة في المنزل نفترض ان شخصا يحتفظ بمائة الف جنيه بمنزله للطوارئ وطوال خمس سنوات لم يستخدم هذا المبلغ عند حساب القوة الشرائية للنقد سنجد ان ما كان يشتريه عام 2020 يحتاج إلي خمسة اضعاف علي الاقل أي نصف مليون جنيه، وهذا يدلل علي أهمية استثمار الأموال وعدم تركها دون الاستفادة منها. يقول د. وليد الجبلي وكيل كلية البنات القبطية بالعباسية لشئون التعليم والطلاب انه في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة، تُعد إدارة الأموال والسلوك المالي للأفراد من العوامل المهمة التي تؤثر بشكل مباشر علي قوة الاقتصاد الوطني ، ومن بين السلوكيات الخاطئة المنتشرة في مجتمعنا، قيام الأفراد بحفظ أموالهم في المنازل بدلاً من إيداعها في ال بنوك أو استثمارها بشكل آمن. أضاف إن الاحتفاظ بالأموال في المنازل يعرض أصحابها لمخاطر عديدة، أولها خطر السرقة أو الحريق أو الفقدان المفاجئ. ما يؤدي إلي ضياع مجهود سنوات في لحظة واحدة، فعندما يحتفظ الأفراد بأموالهم في المنزل، تقل الودائع البنكية، مما يُضعف قدرة ال بنوك علي تمويل المشروعات و الاستثمار. أوضح أن الأموال التي لا تتحرك تفقد جزءًا كبيرًا من قيمتها الشرائية مع مرور الوقت، بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، مما يقلل من قدرتها علي تلبية احتياجات المستقبل. لكن الأخطر من ذلك هو التأثير السلبي لهذا السلوك علي الاقتصاد القومي، فال بنوك تعتمد علي ودائع الأفراد لتوفير التمويل اللازم للمشروعات و الاستثمار ات، مما يساهم في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية، وعندما يقل حجم الأموال المودعة في الجهاز المصرفي، تنخفض قدرة الدولة علي تحريك عجلة الإنتاج، وتتأثر سلبًا خطط التنمية و الاستثمار. أشار إلي أن الاحتفاظ بالنقود خارج النظام الرسمي يُعزز من حجم الاقتصاد غير الرسمي، وهو ما يصعب علي الدولة مراقبته أو الاستفادة منه في صورة ضرائب أو تنظيم مالي، مما يقلل من موارد الدولة ويُضعف من فعالية السياسات الاقتصادية. طالب د. الجبلي بنشر الوعي بين المواطنين بأهمية التعامل مع ال بنوك والمؤسسات المالية الرسمية، وعدم اللجوء إلي تخزين الأموال في المنازل، فبهذا التصرف لا نحمي فقط أموالنا، بل نُسهم أيضًا في دعم اقتصاد وطننا وبناء مستقبل أكثر استقرارًا.


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
مبادرة رئاسية لزراعة 600 ألف فدان بالقمح.. وخبير يعلق
الأربعاء 21 مايو 2025 09:00 مساءً نافذة على العالم - في مشهد وطني يبعث على الأمل، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025 في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح، وهو الحدث الذي بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، إيذانًا بانطلاق موسم الحصاد الذي يمثل ركيزة أساسية في جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. زيارة تاريخية ودعم رئاسي للزراعة في مطروح ووصف الدكتور عيسوي محمود عميد كلية الزراعة جامعة طنطا، زيارة الرئيس السيسي للضبعة بأنها "خطوة رائعة"، نظرًا لطبيعة المنطقة الصحراوية، معتبرًا أن هذه الزيارة تمثل دفعة قوية للقطاع الزراعي في مصر، وتؤكد اهتمام القيادة السياسية بالتوسع في الرقعة الزراعية وتحقيق تنمية متوازنة في كافة المحافظات، خاصة المناطق الحدودية. وأوضح الدكتور عيسوي، أن المبادرة الرئاسية بزراعة 600 ألف فدان من القمح ستُوفر على مصر ما يقرب من 30 مليار جنيه سنويًا، وهي خطوة مهمة في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الإنتاج المحلي. أرقام قوية تؤكد نجاح السياسة الزراعية وبحسب الدكتور عيسوي، فإن إجمالي المساحة المزروعة بالقمح في مصر حاليًا تبلغ حوالي 3.1 مليون فدان، بإنتاجية تتراوح بين 18 إلى 20 أردبًا للفدان. ويشير إلى أن القيمة الاقتصادية لهذه الزراعة تُقدر بنحو 155 مليار جنيه سنويًا، وهو ما يعكس أهمية القمح كمصدر قوي للدخل القومي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. وأكد أن هذا التوسع الزراعي لا يوفر فقط العملة الصعبة التي كانت تُنفق على الاستيراد، بل يُوفر أيضًا آلاف فرص العمل للأسر المصرية، ويمثل خطوة نحو الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية مثل القمح. دعم الدولة للفلاح وتحفيز الإنتاج وفي لفتة داعمة للفلاح المصري، أعلنت الدولة رفع سعر توريد أردب القمح إلى 2400 جنيه، ما يشكل حافزًا مهمًا للمزارعين. وأشار الدكتور عيسوي إلى أن زراعة القمح لم تعد مُكلفة كما في السابق، إذ أصبحت تعتمد على تقنيات حديثة وآلات زراعية متطورة تقلل من الجهد والتكلفة، وتُسرّع من وتيرة العمل في الأراضي الزراعية. وأوضح أن زراعة القمح لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ما يجعلها مناسبة للبيئة المصرية، خاصة خلال فصل الشتاء، ما يعزز من جدواها الاقتصادية والبيئية في آن واحد. نظرة مستقبلية واعدة حتى عام 2027 وأضاف الدكتور عيسوي أنه من المتوقع أن تصل المساحات المزروعة بالقمح في مصر إلى 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027، بفضل مشروعات الاستصلاح الزراعي الكبرى الجارية حاليًا في محافظات مثل المنيا، بني سويف، الفيوم، الدلتا، والدخيلة. وأشار إلى أن هذه الزيادة في الرقعة الزراعية ستُسهم بشكل كبير في دعم الأمن الغذائي المصري وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتقلبات الاقتصادية العالمية. دور خريجي الزراعة في مستقبل التنمية وفي سياق متصل، دعا الدكتور عيسوي إلى دعم خريجي كليات الزراعة وتمكينهم من لعب دور حيوي في مشاريع الاستصلاح، عبر منحهم قطع أراضٍ زراعية (خمسة أفدنة لكل شاب) وتسهيل عمليات السداد، وهو ما من شأنه تحفيز الشباب على العمل في الزراعة ورفع معدلات الإقبال على كليات الزراعة. وأكد أن تمكين هذه الفئة المتعلمة والمدرّبة سيساهم في تحقيق طفرة زراعية حقيقية في مصر، ويعزز من توجه الدولة نحو التنمية المستدامة. زيارة الرئيس السيسي إلى الضبعة لم تكن مجرد حضور لموسم حصاد، بل رسالة قوية تعكس توجه الدولة الاستراتيجي نحو دعم الزراعة كأداة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية. من خلال مبادرات مثل التوسع في زراعة القمح، وتمكين الشباب من دخول سوق العمل الزراعي، تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر أمنًا غذائيًا واستقرارًا اقتصاديًا.