
7 معلومات عن مهرجان أفلام السعودية 2025
تحت محور "سينما الهوية" وبشعار "قصصٌ تُرى وتُروى".. يعود الحدث السينمائي المرتقب بانطلاق مهرجان أفلام السعودية في دورته الحادية عشرة، الذي تنظمه جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وبدعم من هيئة الأفلام، وذلك في مقر مركز إثراء في الظهران، وهو المهرجان الذي أصبح واحدًا من ضمن أهم مهرجانات الأفلام في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والذي يسلط الضوء على الإبداع المحلي ويبني جسورا للتواصل مع مختلف الثقافات السينمائية العالمية.. فلنتعرف على أبرز 7 معلومات عن مهرجان أفلام السعودية.
تعزيز حضور السينما السعودية
إبراهيم الحساوي الشخصية المكرمة في المهرجان الصورة من حسابه
ستقام الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية خلال الفترة من 17 إلى 23 أبريل الجاري، سعيا لتعزيز حضور السينما السعودية ضمن التطور الملحوظ الذي تشهده، ودعم المبدعين من خلال منصات تفاعلية تُثري المشهد السينمائي المحلي والدولي، حيث يعد المهرجان منصة رئيسية لصنّاع الأفلام السعوديين، كما تسلط برامج ومسابقات المهرجان الضوء على الإبداع المحلي وبناء جسور للتواصل مع مختلف الثقافات السينمائية العالمية، لدعم هذه الصناعة الواعدة.
علما بأن المهرجان يعد من أقدم مهرجانات الأفلام في المملكة، حيث انطلق في عام 2008م، وحاز على مدار السنوات الماضية شهرة خاصة نظرًا لكونه المهرجان المختار لصنّاع الأفلام السعوديين والخليجيين، الراغبين ببدء مسيرة أفلامهم في المنطقة، مانحًا صنّاع الأفلام المحليين منصة لعرض أفلامهم، وتطوير نصوصهم، والاشتراك في البرامج التعليمية، والتواصل مع صنّاع أفلام آخرين للعمل على مشاريع مستقبلية، كما يمنح المهرجان محبي الأفلام فرصة للقاء الجهات الرئيسية في صناعة الأفلام بالمملكة، بالإضافة إلى إمكانية حضور أفلام مستقلة لا تتوفر مشاهدتها في دور العرض التجارية الجماهيرية.
محور المهرجان "سينما الهوية"
رئيس مهرجان أفلام السعودية أحمد الملا
ويهدف محور هذا العام "سينما الهوية" إلى عرض مجموعة من أبرز الأفلام الطويلة والقصيرة، العربية والدولية، التي تستكشف موضوع الهوية، وسيتناول أفلامًا تعكس وتؤثر في فهم الهوية الفردية، والوطنية، والثقافية، مع تسليط الضوء على التحديات والتحولات التي تواجه الهوية، بالإضافة إلى ذلك، يُعنى البرنامج بالأفلام التي تبرز التراث الثقافي والمعماري، وتستكشف العلاقة بين المدن والهوية، وتأثير هذه العلاقة على مستقبل المجتمعات.
شعار المهرجان "قصصٌ تُرى وتُروى"
يأتي المهرجان تحت شعار قصص تُرى وتُروى
يشهد مهرجان أفلام السعودية مشاركة أكثر اتساعا وأفاقا أكثر رحابة، وتأتي دورة هذا العام تماشياً مع المشهد السينمائي العام حيث يتحول الإبداع السينمائي إلى نافذة للرؤية والرواية، حيث تحتضن الدورة المقبلة من المهرجان على مدى 7 أيام سينمائية، 131 برنامجا وفعالية مصاحبة، وعرض 68 فيلما سعوديا وخليجيا وعربيا ومن مختلف أنحاء العالم، تتضمن 8 أفلام روائية سعودية وخليجية طويلة، فيما سيكون هناك 22 فيلمًا قصيرًا بين سعودي وخليجي، بينما بلغ عدد الأفلام التي ستعرض للمرة الأولى 12 فيلما.
علما بأن عدد المسجلين في مسابقة الأفلام للدورة الحادية عشرة للمهرجان قد بلغ 285 فيلمًا، ووصلت عدد المشاركات في مسابقة سوق الإنتاج 116 فيلمًا وبلغ عدد المسجلين في مسابقة السيناريو غير المنفذ 313 سيناريو.
المهرجان منصة استثنائية لتمكين صنّاع الأفلام
يصاحب المهرجان باقة من الفعاليات والمتغيرات
وكان رئيس مهرجان أفلام السعودية "أحمد الملا" قد كشف عن ملامح الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية، وسط حضور إعلامي كثيف في مركز إثراء، مؤكدا بأن شعار المهرجان لهذا العام يعكس دور المهرجان كمنصة استثنائية تمكّن صنّاع الأفلام من عرض إبداعاتهم السينمائية عبر برامج العروض التي ستقام بهدف وصول قصصهم إلى الجمهور، في الوقت الذي حرص القائمون على المهرجان تقديم فرصة لرواية حكايات صنّاع الأفلام في سوق الإنتاج حيث تتحول الأفكار إلى مشاريع، منوها إلى أن العديد من البرامج والأفلام التي تُعد كنز وإرث سينمائي ستكون بانتظار المهتمين السينمائيين.
أضواء على السينما اليابانية
يعزز المهرجان من حضور السينما السعودية
وتسلط هذه الدورة الضوء على السينما اليابانية في سبيل بناء جسور لنقل المعرفة والتجارب إلى صنّاع الأفلام في المملكة، وسيعرض برنامج "أضواء على السينما اليابانية" في هذه الدورة مجموعة أفلام مختارة من اليابان بالإضافة لتقديم باقة متنوعة من الأنشطة ذات الصلة، متضمنًا البرنامج ورش عمل وتجارب تفاعلية، وستتاح للحضور فرصة جديدة طيلة أيام المهرجان للاطلاع على السينما اليابانية والتي تشمل عروض أفلام، واستضافة خبراء سينمائيين يابانيين، وندوتين حول ذلك.
أبرز الفعاليات والمتغيرات التي سيشهدها المهرجان
يصاحب المهرجان 4 ندوات ثقافية ومعرفية و4 برامج تدريبية ودروس متقدمة من خبراء محليين وعالميين، مع عقد 3 جلسات يتخللها توقيع كتب الموسوعة السعودية للسينما، إضافة إلى سوق الإنتاج الذي سيضم 22 مشروعًا بواقع 22 جهة عرض، كما سيضم المهرجان برامج مستحدثة وهي برنامج لقاء الخبراء، برنامج غرف عرض خاصة للمشاريع.
وتتضمن أبرز المتغيرات التي ستشهدها النسخة المقبلة تطوير سوق الإنتاج والعمل على زيادة عدد شاشات السينما في مرافق المركز كمكتبة إثراء والبلازا، كما أعلن المهرجان عن إطلاق برنامج الانتساب في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل ودعم المواهب السينمائية في المملكة، حيث يتيح البرنامج لمحبي السينما وصنّاع الأفلام فرصة المشاركة في فعاليات المهرجان، وحضور العروض السينمائية، والاستفادة من ورش العمل والندوات الثقافية، إضافة إلى توفير مساحة للتواصل مع محترفي صناعة الأفلام.
يقام المهرجان في مقر مركز إثراء في الظهران
إبراهيم الحساوي الشخصية المكرمة
تقديراً لإبداعه الممتد ومسيرته الزاخرة بالإبداع ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، وبعطاءه المستمر وحضوره الأصيل في المشهد السينمائي، اختار المهرجان الفنان القدير "إبراهيم الحساوي" ليكون الشخصية المكرمة للدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، وأشار المهرجان إلى أبرز إبداعات الفنان الحساوي الفنية، ابتداءً من "الفضيحة" عام 1984 والتي تعد أول مسرحية كتبها وأخرجها ومثل فيها بعمر 20 عاما على مسرح نادي العدالة، مرورا بـ "عايش" عام 2009 والذي أدى فيه شخصية عايش، وكذلك مسلسل "الشهد المر" عام 2020 بشخصية "شاهين" والذي جسد فيه أبعادا معقدة بشخصية قوية أضافت ثقلا على المسلسل، وصولا إلى مشاركاته المتميزة في عام 2024 بشخصية "جاسم" في "خيوط المعازيب"، وشخصية "ليام" في "هوبال".
الصور من موقع وحسابات إثراء ومهرجان أفلام السعودية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
أسبوع فنّ الرياض يختم نسخته الافتتاحية بإرث لافت
وقالت صاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد، قائد مبادرة أسبوع فن الرياض: «لقد عكس هذا الأسبوع ما يمكن أن نحققه عندما تتضافر الجهود بين المؤسسات والممارسين والمجتمع، لنرسم معًا ملامح مستقبل ثقافي نابض بالحياة»، معربةً عن فخرها بهذا الحراك، وامتنانها لكل من أسهم في إنجاح هذه النسخة الافتتاحية التي تؤسس لتكون بداية مسيرة مستدامة من التميّز الفني. من جهتها، قالت الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين: «شهدنا خلال هذا الأسبوع تجسيدًا حيًّا لرؤية أسبوع فن الرياض كاحتفال نابض بالإبداع، وجسر يربط بين الأصوات المحلية والعالمية، ومنصة للاكتشاف يقودها ويشارك في تشكيلها مجتمع الفن والإبداع في المملكة وخارجها»، مشيرةً إلى أن هذا الأسبوع مثّل أكثر من مجرد محطة مفصلية في مسيرة الرياض ، وكان انعكاسًا لحراك ثقافي أوسع يتشكّل في مختلف أرجاء المملكة، مدفوعًا بالتزام راسخ برعاية الفنون البصرية وحمايتها وتطويرها للأجيال القادمة. وشهد الأسبوع مشاركة واسعة من أكثر من (50) معرضًا محليًّا ودوليًّا، و(200) فنان وفنانة، إلى جانب أكثر من (500) عمل فني، وأكثر من (100) فعالية ما بين معارض وورش وجلسات حوارية، لتسليط الضوء على الزخم الإبداعي المتصاعد في المملكة. ومن أبرز فعاليات الأسبوع، معرض «مجموعات فنية في حوار» المقام في حي جاكس، الذي سيواصل استقبال الزوّار حتى (31) مايو (2025)، ويضم أعمالًا مختارة من مجموعات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وفن جميل، والمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مقدمًا فرصة فريدة للتأمل في تطوّر الهوية الثقافية السعودية من خلال أعمال لفنانين بارزين مثل دو هو سو، مها ملوح، ميكيلانجيلو بيستوليتو، وأحمد ماطر. واحتضن الحي معرض «على مشارف الأفق» الذي جمع أكثر من 30 معرضًا قدّمت مختارات فنيّة تعكس حوارات متجددة بين المشهد السعودي، وبين منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والمشهد العالمي. وشارك في المعرض جاليريهات دولية مرموقة، وضم أعمالًا لفنانين مثل: وائل شوقي، وقادر عطية، وأحمد ماطر، ونيفيلي باباديمولي، ومحمد الفرج، ومها ملوح، وبشائر هوساوي، وعائشة سينغ. وفي وسط الرياض ، تحوّل مجمع الموسى - وهو مركز تجاري سابق - إلى وجهة فنية استثنائية، حيث استضاف 20 معرضًا من المعارض الفردية والجماعية لفنانين من المنطقة والعالم، من بين أبرز ما قُدم هناك معرض «هنّ» بإشراف نسائي من إرم آرت جاليري، وجلسة حوارية بعنوان: «قيمة الماضي، مقياس المستقبل». وتحت عنوان «كيف نصنع عالم الفن؟ - دروس في القيمة»، قدّم القيّم الفني شومون بصّار، سلسلة من الجلسات النقاشية، وورش العمل التي ناقشت قضايا محورية مثل: فن المزادات، والمقتنون الجدد، وقيمة الفن في عصر الاستنساخ الرقمي. وامتدت الفعاليات لتشمل أنحاء المدينة ، إذ أُتيحت للزوّار زيارة معارض أثر، وحافظ، وليفت، والدخول إلى إستوديوهات نخبة من الفنانين السعوديين مثل مهند شونو، مروة المقيط، معاذ العوفي، ناصر التركي، ونورة بن سعيدان، إلى جانب ورشة الحفر الجاف للفنانة زينة بردران، في مركز إصدار التابع للفنانة لولوة الحمود. ويُعد أسبوع فن الرياض إحدى مبادرات هيئة الفنون البصرية، ويهدف إلى ترسيخ مكانة الرياض وجهةً فنيةً إقليميةً وعالميةً، ويجمع الحدث نخبة من المؤسسات الفنية، والمعارض والمهتمين والممارسين لتقديم مشهد بصري غني يعزز ثقافة الاقتناء، ودعم الإبداع الفني المحلي.


مجلة هي
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة هي
إبراهيم الحساوي لـ"هي": تكريمي بمهرجان "أفلام السعودية" استثنائي وأحضر لمشروع مسرحي كبير
تحدث الفنان السعودي إبراهيم الحساوي في حوار خاص لـ"هي"، عن شعوره بعد تكريمه خلال فعاليات الدورة الـ11 لمهرجان أفلام السعودية، بعد مسيرة فنية بدأها في ثمانيات القرن الماضي، حيث أكد الحساوي أن طموحه وشغفه الفني لا يزال عالياً، وأشار الحساوي في حواره معنا الى أن "السينما السعودية"، لفتت النظر عالمياً، وأن الأعمال الفنية قادرة على إظهار الهوية السعودية. الحساوي الذي قدم العديد من الأعمال عبر مختلف الوسائط الفنية، أكد اشتياقه للوقوف على خشبة المسرح، بعد انشغاله لسنوات بالسينما والتلفزيون، حيث يعكف حالياً على التحضير لمشروع مسرحي كبير سيقدمه قريباً. وشارك الحساوي في مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية بالسينما والتلفزيون والمسرح من بينها مسلسلات "باب الريح"، و"ممنوع الوقوف"، و"سيلفي 3"، و"سناب شاف"، و"بدون فلتر"، و"الشهد المر"، و"خيوط المعازيب"، وأفلام من بينها "عايش"، و"هوبال"، و"هجان"، وغيرها من الأعمال الفنية. في البداية حدثنا عن شعورك خلال تكريمك في الدورة الـ11 من مهرجان "أفلام السعودية"؟ شعور الفخر والاعتزاز.. تكريمي في المهرجان الأحب والأقرب إلى قلبي، تكريم استثنائي بحضور صّناع الأفلام والصديقات والأصدقاء في المشهد الفني والسينمائي، شكرا جزيلا لـ"جمعية السينما"، المنظمة للمهرجان، ولإدارة مهرجان "أفلام السعودية"، ولـ"مركز إثراء"، ولـ"هيئة الأفلام"، والشكر موصول لكل من ساهم في هذا المهرجان الرائع. الفنان إبراهيم الحساوي بمناسبة شعار "سينما الهوية" ما هي أكثر أعمالك التي تناولت تفاصيل عن الوطن؟ في السينما لي فيلم "هجان"، والذي يتحدث عن "سباق الهجن"، حيث سلط الضوء على هذه الرياضة العريقة التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية منذ القدم، وكذلك فيلم "هوبال"، الذي يتحدث عن عائلة بدوية تعيش في الصحراء واستعرض الفيلم في سياق روائي درامي حياة البادية، وعلى صعيد الدراما التلفزيونية مسلسل "خيوط المعازيب"، والذي تم تصويره في محافظة الإحساء وسط الضوء على عالم "حياكة البشوت"، ونقل شيئا من هوية الإحساء. ما الذي لفت انتباهك هذا العام في فعاليات مهرجان "أفلام السعودية"؟ منذ دورته الأولى في عام 2008 وإدارة المهرجان تحرص أن تكون هناك إضافة جديدة، سواء على مستوى الورش والمشاريع الجديد، وعلى مستوى السيناريو الغير منفذ أو استضافة أفلام عالمية كما حصل في الدورة الـ11، حيث شاركت السينما اليابانية بأهم الأفلام التي أحدثت تحولاً كبيراً في صناعة السينما، وشاهدنا أفلام سعودية وخليجية وعربية جديد عرضت لأول مرة في مهرجان "أفلام السعودية". هل ترى أن حال "السينما والدراما بالسعودية" في أبهى صورهما خلال السنوات الأخيرة؟ عندما تأسست "هيئة الأفلام"، شهدنا تطوراً ملحوظاً في الفيلم السعودي، حيث بدأنا في إنتاج الأفلام الطويلة، وعندما حظي الفيلم السعودي بالدعم انعكس ذلك على جودة وتطور الفيلم، ولا زال المشوار أمامنا طويلا حتى نقفز بأفلامنا إلى مصاف السينما العالمية، وإن كنا لفتنا النظر في مشاركاتنا الخارجية في بعض المهرجانات العالمية، مثل مهرجان "كان السينمائي"، ومهرجان "تورنتو"، وبعض المهرجانات العربية مثل مهرجان "القاهرة السينمائي"، و"مهرجان الجونة". بعد مسيرة فنية حافلة قاربت من الـ45 عاماً ما هي الفكرة التي تطمح لتقديمها مجدداً؟ الأفكار كثيرة والطموح لا زال عاليا، ولا زال الشغف والحب يصاحبني في كل تجربة فنية جديدة، وبالتأكيد لن ينخفض مستوانا في قادم الأيام والسنوات، وسنظل بالمستوى العالي، وسبق وإن قدمنا أفكاراً منوعة سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون. الملصق الترويجي لمسلسل خيوط المعازيب عملت في المجال الفني بكل أنواعه فما الذي تغير في الوسط بالوقت الحالي؟ مع إطلاق رؤية السعودية 2030 أشياء كثيرة تغيرت، أصبح للفنان جهات ومؤسسات رسمية يعود إليها عندما تواجهه بعض الصعوبات، مثل "هيئة الأفلام"، و"هيئة المسرح"، و"هيئة الفنون البصرية"، و"هيئة الترفية"، و"هيئة الموسيقى"، في وقت سابق كنا نواجه تحديات كبيرة وصعبة حتى ننتج مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي أو ننظم مهرجان. هل ترى أن الأعمال الفنية قادرة على إظهار الواقع السعودي بشكل أكبر لكل الناس بالخارج؟ بكل تأكيد، الأعمال الفنية قادرة على إظهار ولو شيئاً يسيراً من واقعنا وهويتنا وثقافتنا، كما هو الحال في السينما العربية والسينما العالمية. إبراهيم الحساوي يتصدر الملصق الترويجي لفيلم هجان فكرت في تقديم السيرة الذاتية لشخصية ما.. وما رأيك بتقديم سيرة الشخصيات الشهيرة بالأعمال الفنية بشكل عام؟ السيرة المصورة سواء كانت وثائقية أو روائية تختصر الكثير للتعرف على بعض الشخصيات والتي تمتلك مخزوناً كبيراً من الإرث الفني والثقافي وقد سبق أن أنتجنا بعض أفلام السيرة لبعض الشخصيات التي كرمت في مناسبات ثقافة أو فنية، ونعمل حاليا على إنتاج بعض أفلام السيرة لشخصيات مؤثرة وهامة في المشهد الثقافي والفني. الفنان إبراهيم الحساوي ما هو العمل الذي تعتبره علامة هامة في مشوارك؟ على مستوى السينما يبقى فيلم "عايش"، للمخرج عبد الله آل عياف هو الأحب، وهذا ليس تقليلا من بقية أفلامي الأخرى والتي أتشرف وأعتز بها، فجميعها فاز بجوائز محلية وخليجية وعربية وعالمية، لكن يبقى "عايش"، بوابة دخولي لعالم السينما. هل عرض عليك المشاركة بأعمال فنية خارج حدود الوطن؟ شاركت في بعض المسلسلات العربية في مصر وسوريا، وعرض علي المشاركة في بعض الأفلام العالمية، لكنني اعتذرت عنها مفضلا الانطلاق من الداخل إلى الخارج. هل ترى أن مهنة الفن متعبة وتسرق العمر مثلما يقول بعض النجوم؟ بالتأكيد كل مهنة لا تخلوا من المتاعب، ونحن في المجال الفني نواجه هذا التعب بالاستمتاع بما نقدم وبالحب المشترك في روح الفريق، وعلى كل حال يبقى التوازن بين الحياة الخاصة والحياة العملية شيء مهم ومطلوب. ما جديدك الفني القادم؟ أحضر حاليا لمشروع مسرحي كبير، حيث إنني لم أقدم أعمالا مسرحية منذ فترة ليست بالقصيرة وذلك بحكم انشغالي في تصوير الأعمال التلفزيونية والأفلام. إضافة لقراءاتي لبعض الروايات والقصص المحلية لنرى إمكانية تحويل بعضها إلى عمل بالتلفزيون أو السينما. الصور خاصة من الفنان السعودي إبراهيم الحساوي لـ موقع "هي"


الشرق السعودية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
مهرجان أفلام سعودية.. كثافة التجارب وتحديات التصنيف
اجتمع مؤخراً صناع الأفلام السعوديون والخليجيون مجدداً، تحت سقف مهرجان أفلام السعودية في دورته الحادية عشرة، أقيم المهرجان بتنظيم من جمعية السينما، وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وبدعم من هيئة الأفلام. جاءت الدورة هذا العام في ظاهرها استمراراً لخط تصاعدي يسعى لترسيخ مكانة المهرجان، كمحطة سنوية رئيسية في خارطة السينما المحلية، أما في باطن التجربة، فظهرت ملامح أكثر تعقيداً، كشفت عن النجاحات والهوامش التي ما زالت بحاجة لإعادة النظر. من الإشارات المضيئة هذا العام، العروض الموازية التي خصصت للسينما اليابانية وأفلام عربية تحت مسمى "سينما الهوية"، هذه المبادرة كانت بمثابة فصل دراسي مفتوح للناشئين، تتيح لهم رؤية نماذج متنوعة لكيفية بناء فيلم قصير مركز وفعال. مع ذلك، لا تزال مشكلة استيعاب قواعد الفيلم القصير حاضرة بقوة بين بعض صناع الأفلام المحليين، كثير من المشاركات في المسابقة القصيرة كشفت عن التباس في فهم طبيعة هذا الشكل: الفيلم القصير ليس نسخة مصغرة من الفيلم الطويل، بل عمل مستقل بقواعده الخاصة، يعتمد على الاقتصاد السردي، وقوة الإيحاء، والقدرة على اختصار العالم في دقائق معدودة. في الجانب التقني، هناك تحسّن واضح طرأ على جودة الإنتاجات، خصوصاً في مستوى الصوت والصورة والإضاءة، وهو أمر يمكن ملاحظته مقارنة بدورات سابقة، هذه التحسينات تعكس تطوراً تدريجياً في وعي المخرجين بالعناصر الفنية المتكاملة للعمل السينمائي، لكنها لا تلغي الحاجة إلى دعم أفضل في مجالات كتابة السيناريو، وتكوين الشخصيات، وبناء الحدث الدرامي بمهارة. معهد "سين" أما الخطوة البارزة التي رافقت فعاليات المهرجان هو تدشين معهد "سين" للتمثيل في سينماتيك الخُبر، ويعد أول معهد متخصص لتعليم فن التمثيل بالسعودية بإدارة المخرج مجتبى سعيد، افتتاح المعهد والتعرف على مساراته يمثّل إشارة عملية نحو تحرك المهرجان من مجرد منصة عرض، إلى كونه طرفاً فاعلاً في بناء كوادر الصناعة، خطوة تبدو صغيرة لكنها تحمل قيمة استراتيجية، خصوصاً إذا قُرن نشاط المعهد بتطوير مستمر للمناهج والأساليب. على جانب آخر، كان سوق الإنتاج علامة فارقة هذا العام، فبخلاف عادته السنوية في إدارة ندوات منوعة و توقيع كتب سينمائية احتفى سوق الانتاج بتوزيع أكثر من 2.5 مليون ريال على مشاريع مختلفة، و أثبت أنه ليس مجرد نشاط موازٍ، بل جزء حقيقي من صناعة الفرص السينمائية الجديدة. الدعم تنوع بين تمويلات مباشرة و خدمات إنتاجية وموسيقية وتسويقية، مما فتح آفاقاً جديدة أمام المشاريع الصغيرة التي غالباً ما كانت تجد صعوبة في تجاوز مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ. ومع ذلك، وبين هذه المظاهر الإيجابية، بدت الحاجة إلى نقد هادئ للخيارات الفنية والبرمجية حاضرة، انطلاقاً من محبة حقيقية لهذا الكيان، ورغبة أن يرى فيه الجميع منصة تتقدم بثقة، لا تتعثر بتكرار بعض الإشكالات. من بين هذه الإشكالات هو التفاوت في فرص عرض الأفلام، فقد حصل فيلم "ثقوب" على 3 فرص عرض موزعة على أيام المهرجان، بينما فيلم "أناشيد آدم"، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم روائي خليجي طويل، عُرض في توقيت متأخر قبل يوم من ختام المهرجان. ربما كانت هناك حسابات تنظيمية أو برمجية خلف هذه الفروقات، لكنها أضعفت فرصة بعض الأعمال المهمة في الوصول إلى جمهور أوسع، وفوتت فرصة أن تناقَش هذه الأفلام بشكل أعمق داخل جلسات النقاش أو اللقاءات الجانبية تجارب متباينة في السرد يؤكد المهرجان دائما أنه الخيمة التي تظلل التجارب الأولى والبيت الذي يعود له مخرجيه في تجاربهم الثانية والثالثة، سأتوقف عند عملين يعودان للمخرج خالد زيدان و المخرجة جواهر العامري لبروز اسميهما في خارطة التجارب السينمائية المحلية، بعد حصولهما على تكريمات وجوائز في تجاربهما الجادة، (حصل فيلم "انصراف" على تنويه و "ميرا ميرا ميرا" على جائزة أفضل فيلم روائي قصير). "ميرا"، بمباشرته منذ البداية ومضمونه التأملي، يقف أمام تحديات الفكرة و نسجها في مشهدية البطل المأزوم، بينما "انصراف" يُجسد تجربة مكثفة تختزل لحظة تحول إنسانية كبيرة ضمن قالب سينمائي واضح وموجز. خالد وجواهر، ممتلئان بالحصاد في أعمالهما البكرية، فكيف تبلورت تجاربهما الثانية والثالثة؟، وما الذي تقوله لنا هواجسهم الفنية في أعمالهم الطازجة؟. خالد زيدان، الاسم الذي لم يعد غريباً على خريطة الأفلام القصيرة السعودية، يعود بتجربته الروائية الثانية "ميرا ميرا ميرا" بعد أن حقق فيلمه السابق "عثمان" حضوراً لافتاً في محافل السينما القصيرة محلياً وعالمياً. ما يثير الدهشة في هذه العودة ليس مجرد الرغبة في تطوير تجربة ناضجة، بل المفارقة الواضحة أن فيلم "عثمان" بدا أكثر اكتمالاً وعمقاً، رغم أن مخرجه حينها لم يكن يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، بينما يأتي "ميرا ميرا ميرا" أكثر تذبذباً على مستوى النضج، وإن ظل محافظاً على شكل البناء الفني للفيلم القصير. "ميرا ميرا ميرا" يحكي "ميرا ميرا ميرا" تأليف عبد العزيز العيسى عن قصة رجل متزوج يدعى سعيد يقوم بدوره الممثل إسماعيل الحسن، يعيش في حي متهالك مهدد بالهدم، منذ اللحظة الأولى، يختار الفيلم الإفصاح عن جوهر عقدة الشخصية مباشرة: رجل يعاني من اضطراب نادر في النطق، لا يستطيع سوى قول كلمة واحدة: "ميرا". هذه الحقيقة تكشف لنا عبر بحثه الإلكتروني في جوجل عن "أسباب فقدان النطق الجزئي"، قبل أن تناديه زوجته، تقوم بدورها سارة طيبة، من الصالة، لتواجهه بكلمات متلاحقة وغاضبة تسأله عن هذه الـ"ميرا" التي لا ينفك بتردد اسمها. يذهب الفيلم في مسار خطي، يكشف لنا يوم شخصية سعيد، الذي يعمل خياطاً نسائياً ويواجه مواقف محرجة ومربكة، يلتقي بالمساء بأخيه يؤدي الدور الممثل "خالد يسلم"، ويذهب معه إلى طبيبة نفسية، لتشرح له ولنا بطريقة تقليدية أن هذا قد يكون مصاب بمرض نادر يجعله غير قادر على نطق سوى كلمة واحدة وضربت مثالاً عن حالة أمريكية مشابهة. يمنحك هذا المشهد التبريري كمُشاهد، أن يكون هذا التفسير مجرد محطة أولى ضمن حبكة أكثر تعقيداً أو انقلاباً، لكنّ الفيلم يظلّ وفياً لهذا التفسير حتى النهاية، المشهد الختامي يعيد تأكيد التشخيص: تقرير تلفزيوني يُعرض أمامه، يروي قصة فتاة شابة تعاني الحالة ذاتها، وتقول "ميرا ميرا ميرا" فقط، وأثناء مشاهدة التقرير تتصل الطبيبة بالبطل وتعاتبه: "ليش ما ترد؟ شفت التقرير؟". وهنا يظهر التناقض الأكبر في منطق الحكاية: كيف تعاتب طبيبة مريضها الذي لا يستطيع الحديث؟، ولماذا لا ترسل له رسالة نصية، كما نفترض أنه يستطيع التعامل مع الوسائط المكتوبة؟، أسئلة كثيرة لا تجيب عليها اللغة الباردة التي صيغت بها هذه المكالمة، بل تتكئ فقط على ضرورة الانتهاء من توصيل المعلومة. ومع ذلك، فإن ما يجعل "ميرا ميرا ميرا" جديراً بالوقوف عنده، والسبب في فوزه بجائزة "النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي قصير"، هو احترامه لشروط الفيلم القصير: التركيز، البناء المحكم، الاقتصاد في الزمن والمكان، ووضوح الذروة والانعطافة، يعرف زيدان كيف يُبقي زمنه تحت السيطرة، كيف يرسم ملامح شخصية بعينها دون تفريعات زائدة، وكيف يوصل فكرته (حتى وإن كانت مباشرة) في 20 دقيقة. ربما يفتقر الفيلم إلى عمق المفارقة أو الذكاء في التورية، لكنه يعوّض ذلك بانضباط واضح في السرد، وبراعة في إدارة الممثل، إذا كانت هذه التجربة قد تراجعت خطوة إلى الوراء على صعيد الجرأة والتأويل، فإنها بالمقابل تثبت أن زيدان يمتلك أدوات الصنعة، ويبني أفلامه على أرضية تقنية صلبة، وربما هذا ما يُبقي الأمل قائماً في أن العودة المقبلة ستكون أكثر توازناً بين الرؤية والبناء. "انصراف" في فيلمها القصير "انصراف"، والذي سبق وعرض في مهرجان القاهرة السينمائي وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، تسلط المخرجة جواهر العامري الضوء على لحظة درامية شديدة التوتر، تدور أحداثها في بيئة مدرسية، مبنية على قصة حقيقية متناولة مواضيع الموت، الفقد، وردود الفعل الجماعية تجاه الصدمات. يحكي الفيلم قصة فتاة مراهقة تعيش صدمة فقدان زميلتها في المدرسة، حيث تقرر المعلمة كسر هذا الفقد العاطفي، كخطوة تربوية، أن تُجري تطبيقاً عملياً طقوس الغسل والكفن أمام الطالبات وتعليمهن التسليم بالموت وقبول القضاء والقدر. إلا أن هذه الفكرة، التي تحمل في طياتها نوايا تربوية إيجابية، تؤدي إلى نتائج عكسية؛ إذ تُحوِّل الساحة المدرسية إلى مسرح من التوترات النفسية والتمرد الجماعي. التفاصيل السردية في "انصراف" تقدم دراسة دقيقة للبيئة الاجتماعية، مع التركيز على الديناميكيات النفسية بين الطالبات والمعلمات. استفادت جواهر من وجود ممثلات مثل غادة عبود، وعائشة الرفاعي، وكان قرار المخرجة بجعل الطقوس الجنائزية مشهداً محورياً يعكس شجاعة في معالجة موضوع حساس، حيث تحول التوتر الناتج عن هذه التجربة إلى شرارة دفعت الطالبات للتمرد ضد السلطة المدرسية، يطرح تساؤلات عميقة حول الطرق التربوية وتأثيرها النفسي على الأجيال. ورغم أن الفيلم يتسم بالإيجاز، إلا أن السرد كان محكماً، حيث استفادت المخرجة من كل دقيقة لخلق تأثير درامي، ساعدت الإضاءة الباهتة والألوان المحايدة على تعزيز الشعور بالكآبة والضغط النفسي، بينما لم تلعب الكاميرا دوراً حيوياَ كافياً في نقل الاضطراب الداخلي للطالبات بل سرعت الأحساس من خلال لقطات مقربة وحركات ديناميكية تُحاكي التوتر، في حين أن ملامح البطلة "الجادل" تقوم بالدور الممثلة الناشئة رجاء لم تجسد تعابير توتر التصاعدي بشكل متقن. اختارت جواهر للأسلوب التوجيهي في ختام ثورتها الفكرية، يبدو "انصراف" ظاهرياً فيلم عن الموت أو المدرسة، بينما هو الطريقة التي تترابط بها المؤسسات الاجتماعية مع المشاعر الفردية والجماعية في لحظات الأزمات، خاصة أن نقطة الانتقال بين الخوف والمواجهه الحادة شملت كل المسكوت عنه في مشهد حوار الطالبة والمعلمة، وذلك بسرد وقائع واضحة وصريحة تحمل في طياتها الرفض والتمرد واللوم والاتهام، تلاها أغنية أفسدت الرسالة التي تم إيضاحها واستيعابها بالفعل. 'فيلمنا لم يصور بعد" في الحفل الختامي، وكما جرت العادة، ألقى مؤسس ومدير المهرجان، الشاعر أحمد الملا، كلمته التي حملت في طياتها وفاءً لمسيرة المهرجان وأحلام صناع السينما كلمة شعرية بطبيعتها، لكنها تحمل واقعاً حقيقياً: أن السينما السعودية لا تزال في طور التشكل، وأن كل دورة من هذا المهرجان تضع حجراً إضافياً في بناء صناعة نريد لها أن تكون أكثر نضجاً واستقلالية. في المحصلة، جاءت الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية لتؤكد أن المهرجان يواصل تطوره، ولكنه لا يزال بحاجة إلى تعزيز وضوح معاييره، و تحقيق توازن أكبر في ترشيحاته، وتطوير آليات تصنيفه للمشاركات بما يدعم التميز ويحفز الجودة. يمضي المهرجان بخطوات يواكبها صناع ومحبي السينما، و يعلقون عليه آمالاً كبيرة، ويحتفي معهم بمحبة صادقة.