
ما هو مقام إبراهيم وما حكم الصلاة عنده؟
مقام إبراهيم، مع بدء موسم الحج يثار التساؤل حول قصة مقام إبراهيم وفضائله ويجيب هذا التقرير عن جميع الأسئلة حول هذا المكان المقدس.
مقام إبراهيم
مقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بنائه البيت، كما روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة إبراهيم عليه السلام وبنائه للبيت، قال: ( فعند ذلك رفعا - إبراهيم وإسماعيل - القواعد من البيت؛ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ).
مقام إبراهيم وما حكمة الصلاة عنده وما يقرأ فيها
صفة مقام إبراهيم
ويشير المؤرخون إلى أن صفة حَجَر مقام إبراهيم أنه رخْو من نوع حجر الماء، ولم يكن من الحجر الصوان، وهو مربع ومساحته خمسون سنتيمترا في مثلها طولًا وعرضًا وارتفاعًا، وفي وسطه أثر قدمي إبراهيم الخليل على شكل حفرتين بيضويتين مستطيلتين.
وكان المقام ملاصقًا لجدار الكعبة المشرفة واستمر كذلك إلى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وقد أخره عن جدار الكعبة الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.
وكان أول من حلاّه الخليفة المهدي حيث بعث بألف دينار لتضبيب المقام بالذهب.
وفي عهد أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله جعل ذهبًا فوق الذهب بأحسن منه عملا وكذلك في خلافة المتوكل ومن عامل مكة علي بن الحسن العباسي.
والمقام قبة عالية من خشب ثابتة قائمة على أربعة أعمدة دقاق،وحجارة منحوتة بينهما أربعة شبابيك من حديد من الجهات الأربع ومن الجهة التي يدخل إلى المقام، والقبة مما يلي المقام منقوشة مزخرفة بالذهب ومما يلي السماء مبيضة.
وأما موضع المصلى فإنه ساباط مزخرف على أربع أعمدة، فهما عمودان عليهما القبة، وهو متصل بها، وهو مما يلي الأرض منقوش مزخرف بالذهب ومما يلي السماء مبيض منور.
وجُددت قبة المقام عدة مرات، حيث أزيلت في عهد الملك فيصل - رحمه الله - المقصورة التي عليه وجعله في غطاء بلوري تحقيقًا للقرار الصادر عن رابطة العالم الإسلامي.. تفاديًا لخطر الزحام أيام موسم الحج، وقد أزاح الملك فيصل الستار عن المقام بغطائه البلوري في حفل بهيج عام 1387 هـ.
وفي عهد خـادم الحرمين الشريفين الملك فهـد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - رمم محـل مقام إبراهيم عليه السلام، وفي هذا الترميم تم استبدال الهيكل المعدني الذي كان مركبًا على مقام إبراهيم عليه السلام بهيكل آخر جديد مصنوع من نحاس ذي جودة عالية، كما تم تركيب شبك داخلي مطلي بالذهب، وتم استبدال كساء القاعدة الخرسانية للمقام التي كانت مصنعة من الجرانيت الأسود ورخام بقاعدة أخرى، مصنعة من رخام كرارة الأبيض الصافي، والمحلى بالجرانيت الأخضر ؛ ليماثل في الشكل رخام الحِجِر، وشكل الغطاء البلوري مثل القبة نصف الكرة، ووزنه (1.750) كجم، وارتفاعه (1.30) متر، وقطره من الأسفل (40) سم، وسمكه (20) سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم، ومحيط دائرته من أسفله (2.51)م.
وأصبح محل المقام بعد هذه التحسينات انسيابيًا وقبل ذلك كان مضلعًا، وقد شملت التحسينات الهيكل والقبة والهلال إضافة إلى القاعدة الخرسانية، وتمت هذه الترميمات مع الحرص الشديد على عدم تحريك المقام من موقعه.
فضل مقام إبراهيم
فضَّل الله عز وجل هذا الحجر وجعله آية من آياته، فقال تعالى: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى فيه آيات بينات مقام إبراهيم } (آل عمران:96-97).
وأمر تعالى بأن يُصَلَّى عنده، فقال سبحانه: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } (البقرة:125).
وروى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حتى إذا أتينا البيت معه صلى الله عليه وسلم استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }، فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين { قل هو الله أحد } و{ قل يا أيها الكافرون }).
ومن فضائله أنه ياقوتة من يواقيت الجنة كما ورد في الحديث برواية الترمذي: الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".، ومن فضائله أن إبراهيم عليه السلام وقف عليه كما أمره الله عز وجل.
مقام إبراهيم وما حكمة الصلاة عنده وما يقرأ فيها
الحكمة من الصلاة عند مقام إبراهيم
لم يرد في السنة النبوية حديث يبين الحكمة والسبب من الصلاة عند مقام إبراهيم إلا أن الصلاة عند مقام إبراهيم هو أمر تعبدي؛ حيث ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ تخصيص الصلاة عند مقام إبراهيم -عليه السلام-، تحديدًا عند أثر الصخرة التي اعتلاها -عليه السلام- في بناء البيت لم يكن مخصصًا في بداية التشريع؛ إنّما كان الأمر باتخاذ المقام مصلى مشمولًا بالصلاة في المسجد الحرام، ثم نزل بعد ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- التخصيص والتشريع؛ حيث وافق ذلك إشارة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكذلك الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع هديه؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُصلي عند المقام بعد الطواف؛
ماذا يقرأ المصلي عند مقام إبراهيم
في الحديث الثابت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: (... ثُمَّ نَفَذَ إلى مَقَامِ إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَام، فَقَرَأَ: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى"، فَجَعَلَ المَقَامَ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ... وكانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وَ"قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"...).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
الشيخ أحمد خليل يحذ من خطأ شائع بين الحجاج عند الحجر الأسود
حذّر الشيخ أحمد خليل، أحد علماء وزارة الأوقاف، من خطأ شائع يتكرر كل عام في موسم الحج، يتمثل في التدافع الشديد حول الحجر الأسود، والسعي الحثيث لتقبيله بأي وسيلة، ولو ترتب على ذلك إيذاء الحجاج الآخرين. وقال الشيخ خليل في تصريح خاص لمصراوي: "من المؤسف أن بعض الحجاج يظنون أن تقبيل الحجر الأسود ركن لا يتم الحج إلا به، فيندفعون في الزحام ويدفعون الناس ويؤذونهم، وربما صدرت عنهم ألفاظ أو تصرفات لا تليق بمقام العبادة، بينما الحقيقة أن تقبيل الحجر سنة، لا ينبغي أن تُؤدى على حساب حرمة المسلمين وسلامتهم". وأكد أن "النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قدوتنا في أداء المناسك، ما كان ليؤذي أحدًا في سبيل تقبيل الحجر، بل إذا لم يتمكن من الوصول إليه، اكتفى بالإشارة إليه من بعيد"، مشددًا على أن "إيذاء المسلم حرام، بينما تقبيل الحجر سنة، ولا تُقدَّم السنة على الحرام". ودعا الشيخ الحجاج إلى التحلي بالرفق والرحمة والتعاون، معتبرًا أن "الحج ليس مجرد أداء شعائر، بل هو تدريب روحي على حسن الخلق وضبط النفس، وميزان الحاج عند الله لا يُقاس بعدد المرات التي قبّل فيها الحجر، بل بمدى التزامه بالسكينة والتقوى واحترام حقوق الآخرين. اقرأ أيضاً:

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
وقفة عيد الأضحى.. فضائلها وأعمالها المحببة وحكمة صيامها
تعد وقفة عيد الأضحى أو يوم عرفة من أعظم الأيام في الإسلام وهي التاسع من ذي الحجة حيث يقف الحجاج على جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج ولغير الحجاج فإن هذا اليوم يحمل فضلًا عظيمًا وفرصًا كثيرة للتقرب إلى الله من خلال الصيام والدعاء والعمل الصالح. فضل يوم عرفة:يوم عرفة هو أحد أيام العشر الأوائل من ذي الحجة وهي أفضل أيام العام كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة [رواه مسلم]. كما أنه اليوم الذي أكمل الله فيه الدين قال تعالى:اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا [المائدة: 3].الأعمال المحببة في يوم عرفة:1. الصيام: يستحب صيام يوم عرفة لغير الحجاج وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده [رواه مسلم]وهو من أعظم الأسباب لنيل المغفرة.2. الدعاء: يعد يوم عرفة من أعظم أيام الدعاء ويستحب الإكثار من الدعاء فيه خاصة في الساعات الأخيرة قبل المغرب قال النبي صلى الله عليه وسلم:خير الدعاء دعاء يوم عرفة.3. الذكر والتكبير: يستحب الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد وذكر الله بشكل عام وهي سنة نبوية عظيمة تحيي القلب وتزيد من الأجر.4.قراءة القرآن والتوبة: الإقبال على التوبة وقراءة القرآن في هذا اليوم من أفضل الأعمال لما فيه من مغفرة ورحمة وعتق من النار.حكمة صيام يوم عرفة:صيام يوم عرفة يجمع بين فضيلة اليوم وفضل الصيام والحكمة منه تكمن في أنه تكفير للذنوب ووسيلة لتهذيب النفس وزيادة التقوى واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو تعظيم لشعائر الله واغتنام للفرص الربانية التي قد لا تتكرر.في الختام فإن يوم عرفة محطة عظيمة للمؤمن سواء كان حاجًا أو غير حاج وهو فرصة عظيمة لبدء صفحة جديدة مع الله بالتوبة والعمل الصالح.


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
هل تمنع تربية الكلاب دخول الملائكة إلى البيت؟.. دار الإفتاء تجيب
اقتناء الكلاب وتربيتها في البيوت من الأمور التي تشغل بال الكثيرين، خوفا من أنها تمنع دخول الملائكة في البيت. وورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه: ما حكم تربية الكلاب داخل المنزل بغرض الحراسة؟ وهل وجود الكلب داخل المنزل لهذا الغرض يمنع دخول الملائكة، أو يسبب نجاسة المكان الذي يوجد فيه؟ وأجابت دار الإفتاء على السائل عبر موقعها الرسمي قائلة: لا مانع شرعًا من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط عدم ترويع أو إزعاج الناس، واقتناؤه في هذه الحالة لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم. أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية القائلين بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مصلًّى لا يدخله الكلب. أثر اقتناء الكلب على الأجر جاء في السنة النبوية الشريفة ترتيب نقص الأجر على اقتناء الكلاب واتخاذها ما لم يكن ذلك لغرضٍ من أغراض الانتفاع التي أباحها الشرع؛ كالصيد والماشية والزرع؛ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «مَنِ اتَّخَذَ كَلبًا إلَّا كَلبَ ماشِيةٍ أو صَيدٍ أو زَرعٍ انتَقَصَ مِن أَجرِه كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ» متفق عليه مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفِي رواية أخرى: «قِيراطانِ»، وقد قاسَ الفقهاء على هذه الأغراضِ غيرَها مِن وجوه الانتفاع الصحيحة؛ كحفظ البيوت وحراسة الدُّرُوب وغيرهما مِمَّا يُمكن أن يُنتَفَع بالكلاب فيه، على اختلافٍ بينهم في توسيع ذلك؛ نظرًا للعِلَّة المفهومة مِن الحديث وهي الحاجة، أو تضييقه؛ وقوفًا عند مَورد النص. قال الحافظ ابن عبد البر المالكي في "التمهيد" (14/ 219-220، ط. وزارة الأوقاف بالمغرب): [وكذلك ما كان مثل ذلك، كما يُقتَنى للصيد والماشية وما أشبه ذلك، وإنما كُرِهَ مِن ذلك اقتناؤُها لغير منفعة وحاجة وَكِيدة؛ فيكون حينئذٍ فيه ترويع الناس وامتناع دخول الملائكة في البيتِ والموضعِ الذي فيه الكلب، فمِن ها هنا -والله أعلم- كُرِهَ اتخاذُها، وأما اتخاذها للمنافع فما أظن شيئًا مِن ذلك مكروهًا؛ لأن الناس يستعملون اتخاذها للمنافع ودفع المضرة قرنًا بعد قرنٍ في كل مصرٍ وباديةٍ فيما بلغنا والله أعلم، وبالأمصار علماء ينكرون المنكر ويأمرون بالمعروف ويسمع السلطان منهم، فما بلغنا عنهم تغييرُ ذلك إلا عند أذًى يَحدُث مِن عَقر الكلبِ ونحوه] اهـ. أثر وجود الكلاب على دخول الملائكة للمنزل أمَّا أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة فقد ورد في ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه: «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ تماثيل»، غير أن العلماء متفقون على أن هذا الحديث ليس على ظاهر عمومه، وأنه يُستثنَى مِن ذلك الحَفَظَةُ ومَلَكُ الموت وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم، ثم اختلفوا: هل هذا خاصٌّ بالكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها، أم أنه عامٌّ في كل الكلاب: على قولين، أرجحهما الأول؛ بقرينة الإذن، على أن مِن العلماء مَن يخصص ذلك بملائكة الوحي، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذكر العلماء أن سبب نقصان الأجر هو امتناع الملائكة مِن دخول البيت بسبب الكلب؛ لأن رائحته كريهة، والملائكة تكره الرائحة الخبيثة، وقيل: لِمَا يلحق المارِّين مِن الأذى مِن ترويع الكلب لهم، وقيل: عقوبةً لاتخاذ ما نُهِيَ عن اتخاذه وعصيانه في ذلك، وقيل: لِما يُبتَلى به مِن ولوغه في غفلة صاحبه ولا يغسله بالماء. مدى نجاسة المكان بسبب وجود الكلب أما بالنسبة لنجاسة المكان الذي يوجد فيه الكلب: فجمهور الفقهاء يرون نجاسة الكلب مستدلين بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ» متفق عليه، ويرى الإمام مالك طهارته؛ لأن كل حيٍّ طاهرٌ عنده، وأَوَّلَ هذا الحديثَ بأنه على سبيل التعبد من غير علة، وعلى قول الإمام مالك يكون مكان الكلب طاهرًا. الخلاصة بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فلا مانع من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط ألَّا يروع الآمنين أو يزعج الجيران. واقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم. أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب السادة المالكية في القول بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مُصلًّى لا يدخله الكلب.