
جمعية الشبان المسيحيين في القدس.. تاريخ طويل من الخدمة والدعم الاجتماعي
تُعنى الجمعية بتقديم مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والرياضية، وهي من أبرز المراكز التي تقدم خدمات متنوعة للشباب والنساء والأطفال.
الموقع
يوجد في مدينة القدس المحتلة فرعان للمؤسسة، الأول في شارع الملك داوود غربي المدينة، والآخر في شارع نابلس بالقرب من القنصلية الأميركية.
التاريخ
تأسست جمعية الشبان المسيحيين في لندن عام 1844م، على يد جورج ويليامز، وعلى غرارها تأسست جمعية في غربي القدس عام 1878م، في مكتبة بجوار باب الخليل، وانتقلت من موقع إلى آخر حتى اشترت مبنى صغيرا بالقرب من باب العامود عام 1909م.
ولما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، أغلقت الجمعية أبوابها في مدينة القدس، وعندما احتل السير إدموند ألنبي المدينة، استأنفت الجمعية عملها في مقرها الذي تركته عند نشوب الحرب.
وكان من أهم أغراضها يومئذ إرشاد الأشخاص الذين كانوا يفدون إلى القدس من جميع أنحاء الإمبراطورية إلى الأماكن والأبنية الأثرية الكائنة في المدينة المقدسة.
الأرض التي تقوم عليها دار جمعية البان المسيحيين كانت في الأصل ملكا لدير الروم الأرثودوكسي، اشترتها اللجنة الدولية لجمعيات الشبان المسيحيين في أميركا الشمالية ثم وهبتها إلى جمعية القدس.
وفي عام 1928 وضع المفوض السامي البريطاني في فلسطين اللورد بالمر حجر الأساس. وفي 18 أبريل/نيسان 1933 افتتح ألنبي المقر الجديد لجمعية الشبان المسيحيين في القدس.
محتويات المبنى
يعتبر مقر الجمعية في غربي القدس من أجمل عمارات المدينة، وتحتوي على مئة غرفة، منها الطابقان العلويان المخصصان لنزول الزائرين، وفيها 82 غرفة (64 ذات سرير واحد و18 ذات سريرين) وفي كل منهما غرفة استقبال ومراحيض وحمامات.
وللبناية برج مرتفع يعرف بـ"برج المسيح"، ويشرف على جميع أنحاء المدينة، إذ يبلغ ارتفاعه 152 قدما، وفي البرج 35 جرسا، أكبرها يزن طنا ونصف طن. وقد نقشت عليه الآية التالية "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام".
وفيها بهو واسع ومعبد وغرف عديدة للقراءة والجلوس، وقاعة واسعة للمحاضرات تضم 672 مقعدا، إضافة إلى غرف للألعاب الرياضية ومكتبة فيها 22 ألف مجلد من الكتب القيمة، وحمام للسباحة طوله عشرون مترا، وعمقها يتراوح بين أربعة وتسعة أقدام، ويتسع لـ55 ألف غالون.
بني مقر الجمعية على الطراز البيزنطي القديم الذي بنيت على نسقه أكثر كنائس الشرق الأدنى، مع شيء من التعديل يتلاءم ومتطلبات العصر الحديث، ونقشت على واجهته الأمامية عبارة "لا إله إلا الله" باللغات العربية والعبرية والآرامية.
وفي داخل العمارة آيات كثيرة من الإنجيل وصور تمثل حياة السيد المسيح عليه السلام.
الرسالة والأهداف
تعرف الجمعية نفسها على أنها جمعية مسيحية محلية غير ربحية تهدف إلى دعم وبناء الأفراد والمجتمعات، من خلال تطوير برامج تعزز الصحة الروحية والعقلية والجسدية.
وتستند الجمعية إلى المبادئ المسيحية، وتؤكد على قيم الاحترام والأمانة والكرامة والعدالة والمسؤولية، وتعمل على دمج جميع الأفراد بغض النظر عن أعمارهم أو دخلهم أو قدراتهم، أو أعراقهم أو أديانهم أو أجناسهم، وتسعى جاهدة لتحديد احتياجات المجتمع الفلسطيني وتطوير برامج تلبي طموحات الشباب وعائلاتهم.
وتهدف الجمعية إلى تحسين قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة والمصدومين نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، مما يسهم في إعادة اندماجهم في المجتمع وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
ومن أبرز ما تهدف إليه الجمعية:
زيادة نسبة وصول المنتفعين إلى خدمات الإرشاد والدعم النفسي والاجتماعي.
تعزيز استقلالية المنتفعين جسديا واقتصاديا.
دعم أسر المنتفعين ومجتمعاتهم للأفراد المتضررين.
رفع مستوى مهارات الأخصائيين والمرشدين الفلسطينيين وتحسين قدراتهم.
تعزيز سبل التنسيق والتعاون بين المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة والتأهيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
"الله لا يمتحن أحدا بالجوع"
ثمة قول شائع في تركيا: "الله لا يمتحن أحدا بالجوع". ذلك لأن الجوع يعد أقسى ألم يمكن للإنسان احتماله، ويعتقد أنه أقسى الابتلاءات. فالإنسان الجائع يفقد كل قيمه في لحظة، ويرتد إلى غرائزه الأولى، يفعل أي شيء للبقاء. لهذا يخشى الجوع وينظر إليه بوصفه اختبارا عظيما. لا أدري، ربما يقال هذا في بلدان أخرى أيضا. لم أستطع أن أنظر إلى صورة طفل في غزة عظام عموده الفقري بارزة من تحت جلده، يحتضن أمه، ولكن ما إن رأيت الصورة بطرف عيني حتى خطر ببالي ذاك القول: "الله لا يمتحن أحدا بالجوع." غير أنني لم أفكر في هذا القول من أجل ذلك الطفل النحيل حتى الهزال، ولا من أجل أمه التي برزت عظام وجنتيها، ولا حتى من أجل إسرائيل التي تقتل الفلسطينيين بأبشع أنواع الموت: الموت جوعا، وقد حكمت على مليوني إنسان بالجوع. بل أردت أن أقول هذه الجملة للبشرية جمعاء التي تشاهد موت أولئك الأطفال، الذين نُهشت أجسادهم حتى باتت عظامهم تعد عدا، دون أن يتحرك فيها ضمير: العالم يمتحن بالجوع، وهو يرسب في هذا الامتحان. الاحتياج الأشد للإنسان، غذاؤه وماؤه، يُقطع عنه، ويترَك لمصير الموت البطيء على يد نظام إسرائيل المجرم، وذلك وسط صمت عالمي مريب. بل إن إسرائيل لم تكتفِ بحرمان غزة من الغذاء، بل أطلقت الرصاص على الفلسطينيين الذين حاولوا توزيع القليل الذي دخل، فزادت فتكا وبشاعة. ومع ذلك، لم يصدر صوت من هذا العالم. لذلك، لا تخدعنكم بعض التصريحات الجوفاء التي تصدر عن دول تقول: "يجب إيصال المساعدات إلى غزة". فما لم تفتَح الحدود، وما لم ترسَل الإغاثات، وما لم يتوقف إطلاق النار، وما لم يمنع القتلة من مطاردة الأبرياء، فإن هذه الأقوال لا معنى لها.. لا معنى لكلام بلا فعل. الناس يقتلون جوعا، ومن يحاول الوصول إلى كيس دقيق يردى برصاصة، ثم يحاول رفاقه أن يحملوا كيس الطحين المغطى بالدماء فوق أكتافهم. إعلان من يرى يمكنه أن يعد عظام العمود الفقري للأطفال، ويحصي ضلوع الرجال العارية. العالم يمتحن بجوع هؤلاء البشر، ولم ينجح أحد في هذا الامتحان. وسيسجل التاريخ تحت صور تلك الأكياس الدموية، وتحت صور الأطفال الذين برزت عظامهم من الجوع، وتحت نظرة الأم العاجزة التي تضم طفلها: "في تلك الأيام، ابتلِيَ العالم بالجوع، وخسر الجميع". "الله لا يمتحن أحدا بالجوع"، لن تقال هذه العبارة بعد اليوم من أجل الجوعى، بل من أجل الذين رأوا موت الجوعى ولم يحركوا ساكنا. ربما كان أولئك الذين جاعوا وماتوا أكثر حظا منا، لأنهم لم يكونوا يملكون خيارا آخر. أطفالٌ فقراء، أمهاتٌ عاجزات، آباءٌ منهكون، محاصرون، معدمون، عزل في وجه جيش هو من أعتى الجيوش بدعم من أقوى الدول. ماذا يمكنهم أن يفعلوا بأيديهم العارية؟ لذا، لن يدينهم التاريخ، ولن يعيبهم أحفادهم. لكن، ما عدا غزة، فإن العالم كله مسؤول. الذين لم يفتحوا المعابر لإيصال المساعدات، الذين لم يفرضوا عقوبات على إسرائيل، الذين أرسلوا السلاح، وقدموا المال، وأعلنوا دعمهم، وساندوا القتلة، الذين صموا آذانهم عن صرخات الأطفال الذين ماتوا جوعا، وأغلقوا أعينهم عنهم، وأظلمت قلوبهم.. هؤلاء، امتحانهم سيكون عسيرا. مسلم، مسيحي، يهودي، هندوسي، بوذي، ملحد.. أيا كان دينهم، أو عِرقهم، أو مذهبهم، كل من فشل في امتحان الجوع، لن يرحمه التاريخ، وحتى بعد أن يموت، ستدان قبوره من قِبل الأجيال القادمة. كما يُدان هتلر ومن دعمه كل يوم، ويُوصمون بوصفهم من أسوأ ما أنجبته البشرية، كذلك سيُذكَر نتنياهو وكل من دعمه في المستقبل. كل يوم، ستُنشر صور أولئك الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحت عظامهم بارزة، وسيُقال: "إسرائيل، الدولة الأكثر دموية في تاريخ الإنسانية". وسيُقال: "نتنياهو، الوجه الأكثر خزياً". ثم سيعد بالأسماء رؤساء الدول الذين وقفوا صامتين أمام هذا الفتك بالجوع: "هؤلاء هم رؤساء الدول الذين لم يفعلوا شيئا لمنع هذه المجازر الوحشية". وسيعلَن عنهم صراحة: شركاء في الجريمة. ونحن أيضا- نحن المواطنين العاديين- سننال نصيبنا من العار.. هكذا، سيبدو الفشل في امتحان الجوع، في المستقبل. صدقوا ذلك.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
مأساة إنسانية بغزة.. قصص تلخص مأساة الجوع ونقص الدواء
في ظل المجاعة وانعدام حليب الأطفال، تكافح خلود الأعرج، الأم لتوأمين حديثي الولادة، من أجل إبقائهما على قيد الحياة، وسط القصف ونقص الغذاء. تعيش في خيمة وتعجز عن توفير أدنى مقومات الحياة لأطفالها. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
نازحو غزة يبحثون عن بقايا الطعام بعد بلوغ الجوع ذروته
دفعت سياسة التجويع الإسرائيلية -التي بلغت ذروتها- نازحين في قطاع غزة للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وصغارهم مثل جمع قشور البطاطس من التكايا الخيرية وغيرها. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة