logo
الكوميديا السهلة.. فن اللعب على «المضمون»

الكوميديا السهلة.. فن اللعب على «المضمون»

الرياض١٤-٠٧-٢٠٢٥
تشهد السينما السعودية في مرحلتها الجديدة توسعًا واضحًا في الإنتاج، وتسارعًا في الحضور الجماهيري، وتطورًا لافتًا على مستوى التقنيات والرؤية الإخراجية، غير أن هذا التوسع ترافق مع ظاهرة تستدعي التوقف والتأمل، وهي هيمنة الأفلام الكوميدية على المشهد، مقابل تراجع واضح في الأعمال الدرامية الجادة، وغياب شبه تام لأفلام الأكشن والتشويق.
الكوميديا ليست مشكلة في ذاتها، بل هي نوع فني له قيمته ورواجه، لكن المشكلة تبدأ حين تصبح الخيار الوحيد أو الغالب، ويتحوّل التنويع إلى مغامرة غير مرحب بها، في حالات كهذه، لا تعكس الكوميديا بالضرورة ثقة المنتج في النوع، بل في كثير من الأحيان تكشف ميلًا للسهولة وتجنبًا لتحديات الفن الحقيقي.
المتابع لحركة الإنتاج يلحظ كيف أصبحت الكوميديا خيارًا افتراضيًا لعدد كبير من صنّاع السينما، خاصة في المشاريع التجارية، فهي أسرع تنفيذًا، أقل كلفة، وأكثر سهولة في التسويق والترويج، وغالبًا ما ترتكز على أسماء مألوفة في الأداء الكوميدي، دون الحاجة إلى تطوير معقد في البناء القصصي أو الشخصيات.
في المقابل، يتطلب الفيلم الدرامي بنية أقوى، وكتابة دقيقة، وتمثيلًا متزنًا، ورؤية إخراجية قادرة على نقل المشاعر والأفكار من دون أن تغرق في الميلودراما، أما أفلام الأكشن والتشويق، فهي تحتاج إلى مستوى عالٍ من التنسيق البصري، وإنتاج تقني يتطلب موارد وتجهيزات لم تدخل بعد نطاق الاعتياد في السوق المحلي.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن العامل التجاري حاضر بقوة في هذا المشهد، فالأفلام الكوميدية تضمن إيرادات أسرع، وتحقق دورة حياة تسويقية واسعة، سواء في صالات السينما أو على المنصات، وهذا الميل إلى «ما يبيع» جعل كثيرًا من المنتجين يحجمون عن المجازفة بأعمال من نوع مختلف، مهما كانت قيمتها الفنية أو طموحها الإبداعي.
لكن الاقتصار على لون واحد يضعف الصناعة أكثر مما يخدمها، إذ لا يمكن بناء مشهد سينمائي حيّ على نغمة واحدة، ولا يمكن لصوت الكوميديا وحده أن يروي قصص مجتمع متعدد، متغير، يعيش تحولات كبيرة على كل المستويات.
غياب الدراما الجادة لا يعني فقط ضياع فرص سرد حكايات ذات عمق، بل يُفقد الجمهور أيضًا القدرة على أن يرى نفسه في مرآة أكثر صدقاً ووضوحاً، أما غياب أفلام الحركة والمغامرة، فهو ترك لمساحة كبيرة من خيال الجيل الجديد لتُشغل من قبل سينمات أخرى لا تعبّر عن لغته أو بيئته.
ما تحتاجه السينما السعودية اليوم ليس إعادة تعريف الكوميديا، بل إعادة توازن للمشهد كله، أن يُتاح لكل نوع فني فرصته العادلة، وأن تُكسر القوالب الجاهزة، ويُفتح الباب لقصص منسية، وشخصيات مركبة، وبيئات لم تُروَ بعد، فليس مطلوبًا أن تتوقف الكوميديا، بل أن تتسع الشاشة لتشمل ما هو أعمق وأثرى وأصدق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبد الله آل زهير يحتفل بزواجه
عبد الله آل زهير يحتفل بزواجه

عكاظ

timeمنذ 34 دقائق

  • عكاظ

عبد الله آل زهير يحتفل بزواجه

احتفل الدكتور عبدالله بن علي آل زهير بزواجه في إحدى قاعات الأفراح بمحافظة أحد رفيدة، وسط حضور عدد كبير من المسؤولين والإعلاميين والأصدقاء والأقارب. وقال والد العريس رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك خالد الدكتور علي آل زهير: «حمداً لله والشكر لله، وأسأل الله التوفيق للعروسين، وحياة زوجية سعيدة لهما بإذن الله، مليئة بالمودة والرحمة، والشكر الجزيل للحضور، وكل من تلقينا تبريكاته سواء بالاتصال أو بالإرسال». أخبار ذات صلة

التقيا بالفرق المتأهلة...فيصل بن بندر بن سلطان وسفير الصين يزوران "منتزه الناشر"
التقيا بالفرق المتأهلة...فيصل بن بندر بن سلطان وسفير الصين يزوران "منتزه الناشر"

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

التقيا بالفرق المتأهلة...فيصل بن بندر بن سلطان وسفير الصين يزوران "منتزه الناشر"

زار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد تشانغ هوا، "منتزه الناشر"، إحدى أبرز مناطق مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، حيثُ التقيا بالفرق المتأهلة في بطولة Honor of Kings، وذلك بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام الصينية. وتأتي الزيارة تزامنًا مع أسبوع الثقافة للرياضات الإلكترونية الصينية السعودية، المقام ضمن فعاليات مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، واحتفاء بالذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. وقال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان: "تجمع المملكة وجمهورية الصين الشعبية راية الشغف المشترك والطموح الواحد، نحو صناعة مستقبل مشرق لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في البلدين وعالميًّا. لقد شكّلت النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية خطوة نوعية في مسار هذا التعاون، وأكدت أن تعزيز أواصر التعاون بيننا لم يعد مجرد إجراء تنسيقي، بل هو ضرورة تفرضها سرعة المتغيرات وحجم الفرص المتاحة." وتشارك جمهورية الصين الشعبية في المهرجان بجناح موقت في منطقة "منتزه الناشر"، تستعرض من خلاله مسيرة التعاون الثقافي والتقني بين البلدين، وتبرز جهود الطرفين في تطوير مشاريع مشتركة في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية، في خطوة تعكس عمق العلاقات وتطلعات البلدين نحو شراكة استراتيجية في هذا القطاع الواعد. ويشهد "منتزه الناشر" إقبالًا متزايدًا من الزوار ومحبي الألعاب الإلكترونية، حيثُ يوفر تجارب تفاعلية وعروضًا حية تقدّمها كبريات شركات النشر والتطوير العالمية، إلى جانب منصات تتيح للزوار لقاء مطوري الألعاب والمؤثرين، والمشاركة في تحديات ومسابقات يومية، ضمن بيئة مبتكرة صُمّمت بأحدث التقنيات. ويقدّم مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 المصاحب للبطولة تجربة ترفيهية متكاملة، تشمل: عروضًا موسيقية وثقافية وتجارب تفاعلية مبتكرة، إلى جانب مناطق مخصصة للألعاب، والتسوق، واللقاء مع صنّاع المحتوى والمطورين. ويهدف المهرجان إلى تعزيز ريادة المملكة في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية عالميًّا، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وكانت بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 قد انطلقت في بوليفارد سيتي الرياض بتاريخ 7 يوليو الحالي، وتستمر فعالياتها حتى 24 أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 2,000 لاعب يمثلون 200 نادٍ من مختلف أنحاء العالم، حيثُ يتنافسون في 25 بطولة تغطي 24 لعبة، للفوز بجوائز تتجاوز قيمتها 70 مليون دولار، لتمثّل البطولة الحدث الأضخم في تاريخ الرياضات الإلكترونية من حيثُ عدد اللاعبين والفرق المشاركة وقيمة الجوائز. يُذكر أن فعاليات جولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ومهرجان الرياضات الإلكترونية الصيني السعودي قد انطلقت الأسبوع الماضي في بكين، بمبادرة مشتركة من مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وشركة تينسنت للرياضات الإلكترونية، الشريك الاستراتيجي في الصين، بهدف تعزيز حضور البطولة وتوسيع نطاق تأثيرها داخل السوق الصيني.

ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية...ماغنوس يقود الشطرنج إلى عصر جديد
ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية...ماغنوس يقود الشطرنج إلى عصر جديد

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية...ماغنوس يقود الشطرنج إلى عصر جديد

في إنجاز تاريخي يُمثل نقطة تحوّل في مسيرة واحدة من أقدم وأعرق الألعاب في العالم، تشهد بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 انطلاقة أول بطولة شطرنج من نوعها ضمن منافسات الحدث الأكبر في عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية، بمشاركة 16 من نخبة اللاعبين، يتنافسون على مجموع جوائز قدره 1.5 مليون دولار. وتأتي هذه البطولة ثمرة شراكة متعددة السنوات مع منصة الأكبر في العالم بعدد أعضاء يفوق 200 مليون، وقاعدة لاعبين تتجاوز 600 مليون لاعب حول العالم. وتُقام البطولة بنظام اللعب السريع (Rapid 10+0)، أي عشر دقائق لكل لاعب دون إضافة زمن، ذلك خلال الفترة من 31 يوليو إلى 3 أغسطس. ويُشارك في البطولة 12 لاعباً تأهلوا من خلال منافسات جولة أبطال الشطرنج 2025، إلى جانب 4 لاعبين آخرين صعدوا من التصفيات المؤهلة التي أقيمت في الرياض وشارك فيها 256 متنافساً. وفي هذا السياق، أعرب المصنّف الأول عالمياً وسفير كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ماغنوس كارلسن، عن حماسه لهذه النقلة النوعية، قائلاً: "أردت أن أُدخل الشطرنج إلى هذا المجال الرقمي، خصوصاً الشطرنج السريع، لأنني أؤمن بأن هذه اللعبة صُممت لمثل هذه المنافسات النخبوية." وأضاف كارلسن أن الشطرنج يشهد تحوّلاً رقمياً واسعاً، حيث أصبح جزءاً من منظومة الألعاب التنافسية عبر الإنترنت، قائلاً: "الرياضات الإلكترونية حديثة نسبياً مقارنة بالشطرنج، إلا أن الشطرنج شهد تحولاً واسعاً نحو الفضاء الرقمي، ووجود الصالات المميزة هو أمر رائع". وأشاد كارلسن، بأجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض، وبالحماسة الجماهيرية التي رافقت المنافسات، إلى جانب الاهتمام العالمي الواسع بصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وبالصالات المجهزة بأحدث التقنيات، مؤكداً أن الشطرنج يملك مقومات النجاح في هذا الفضاء الجديد. وقال: "لقد رأيت التفاعل الكبير من الجماهير، سواء من أبناء المملكة أو من أولئك الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم، وقلت في نفسي: أريد أن أرى الشطرنج يحظى بنفس هذه الحماسة، وهذا أحد أسباب مشاركتي هنا. إنها فرصة لنقل اللعبة إلى مستوى جديد وتقديمها بطرقٍ مبتكرة، وآمل أن يكون ذلك مجرد بداية لعصر جديد من الشطرنج." وحول خصائص البطولة، أوضح كارلسن أن النظام المعتمد يضيف تحديات جديدة: "نلعب دون زمن إضافي، وعلى أجهزة الكمبيوتر، ما يجعل من سرعة استخدام الفأرة عاملاً مؤثراً، وهذا تحدٍ إضافي بالنسبة لي." وأكد أن جوهر اللعبة يبقى في المزج بين الخبرة والحدس والتفكير الاستراتيجي، مضيفاً: "اتخاذ قرارات فورية بناءً على معلومات جزئية هو جزء من اللعبة، سواء كانت قرارات مدروسة أو عفوية." وشبّه كارلسن التوتر الذي يعيشه لاعبو الشطرنج السريع بما يعيشه لاعبو ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول، مشيراً إلى وجود أوجه شبه كثيرة بين مهارات لاعبي الشطرنج والرياضات الإلكترونية. وفي ختام حديثه، شدد كارلسن على أهمية تقديم تجربة جماهيرية متكاملة، قائلاً: "من دون جمهور، تفقد اللعبة جزءاً كبيراً من متعتها. الجمع بين التفاعل الجماهيري والحفاظ على نزاهة المنافسة هو التحدي الحقيقي، ونحن نسعى لتحقيق ذلك من خلال هذه الصيغ الجديدة." وأضاف: "الشطرنج لعبة يسهل تعلمها، ويصعب إتقانها، وهذا ما يجعلها مميزة. وكلما لعبت أكثر، اكتشفت أسراراً جديدة."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store