
البناء: ويتكوف ينقلب على ورقته التي قبلتها حماس بعدما سمح لدريمر بإدخال التعديلات.. الخارجيّة الأميركيّة تتحدّث عن تخلّي إيران عن التخصيب… وخارجية إيران تنفي.. عون إلى العراق الأحد: الانتهاكات الإسرائيليّة مستمرّة وانتخابات الجنوب تحدٍّ لها
كتبت صحيفة 'البناء': بينما كان ملايين المستوطنين يهرعون مذعورين إلى الملاجئ هرباً من صاروخ يمنيّ جديد استهدف مطار بن غوريون، بعدما بات روتيناً يومياً متوقعاً في منتصف الليل أو ساعات الفجر أو وسط النهار، كانت المقاومة في غزة تصعّد عملياتها وتوسّع نطاقها من الشمال والجنوب والوسط فتسقط ضباط وجنود الاحتلال قتلى وجرحى وتدمر آليّاته، وكان المبعوث الأميركيّ ستيف ويتكوف ينقلب على الورقة التي قدّمها لحركة حماس ونال موافقتها عليها، فيمنح لوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو صلاحيّة تعديلها وفقاً لمطالب نتنياهو، ويعلن أنه أرسلها لحماس بعد الحصول على موافقة نتنياهو في انحياز مكشوف خارج مفهوم دور الوسيط، وكانت حماس تأخذ الانقلاب بروية وتعلن أنها تدرس الورقة بمسؤولية وطنية، والتعديلات الجديدة تلغي استمرار وقف النار مع نهاية مهلة الستين يوماً للهدنة المفترضة في الورقة إذا لم يصل التفاوض إلى اتفاق على إنهاء الحرب، فيصبح هدف الورقة هدنة مؤقتة لا ضمانات بعدم العودة إلى الحرب بعدها، بل ربما في أولها بعدما تمّ استبدال صيغة الإفراج عن عشرة أسرى مناصفة في أول يوم وآخر يوم من الهدنة، بصيغة تصبح عملية الإفراج في اليومين الأول والسابع ما يعني احتمال العودة للحرب في اليوم الثامن
.
في مفاوضات الملف النووي الإيراني روّجت وزارة الخارجية الأميركية لرواية تقول إن الاتفاق مع إيران بات قريباً، وفقا لرؤية الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك امتناع إيران عن تخصيب اليورانيوم، وقد نفت الخارجية الإيرانية أي تبدل في مواقف إيران المتمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إنه لا يجد ما يتيح التحدث عن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق
.
لبنانياً، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بغداد الأحد، في زيارة مبرمجة مسبقاً للتشاور في الكثير من العناوين السياسية والاقتصادية والتعاون الثنائي، وشكر العراق على مساهماته لمساعدة لبنان قبل الحرب وخلالها، خصوصاً في تأمين شحنات الفيول لكهرباء لبنان أو في استضافة آلاف النازحين اللبنانيين وتأمين إيوائهم والعناية بهم، وكان الرئيس عون قد تحدّث في مجلس الوزراء عن الكثير من القضايا ومنها قال «في موضوع الانتهاكات الإسرائيلية، إنّها للأسف ما زالت قائمة إن كانت للأرض أو للأجواء اللبنانية من خلال الغارات المتكرّرة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أبناء الجنوب من الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم المخاطر الموجودة
».
وفيما تصل المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أواخر الأسبوع المقبل، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فشنّ سلسلة غارات على الجنوب والبقاع في تصعيد جديد يهدف وفق مصادر متابعة لزيارة أورتاغوس بالضغط العسكري التفاوضي لحث الدولة على اتخاذ قرار ضد المقاومة لنزع سلاحها بالتوازي مع حملة سياسية داخلية موجهة ضد المقاومة
.
في التفاصيل استُشهد مواطنان وأُصيب ثالث بالاعتداءات الصهيونية على بلدات في جنوب لبنان، حيث أغار طيران الاحتلال الحربي والمُسيَّر على بلدات جنوبية عدّة، في حين قصف جيش الاحتلال بقذائف المدفعية بلدات أخرى. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان، عن «ارتقاء شهيد جراء إطلاق نار من العدو «الإسرائيلي» على بلدة كفركلا الحدودية في الجنوب»، مشيرًا في بيان آخر، إلى «إلقاء العدو «الإسرائيلي» قنبلة صوتيّة على بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل، أدّت إلى إصابة مواطن بجروح
».
وارتقى شهيد ثانٍ هو الموظّف في بلدية النبطية الفوقا، محمود عطوي، بغارة نفّذتها مُسيَّرة صهيونية استهدفته أثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر
.
وكان عطوي قد توجَّه إلى البئر الموجودة في حرج علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل، عندما استهدفته المُسيَّرة الصهيونية بصاروخ وهو على دراجته النارية، فاستُشهد إثر ذلك
.
في سياق متصل، شنّت الطائرات الحربية للاحتلال 6 غارات استهدفت أطراف بلدة القطراني. كما شّنت الطائرات عددًا من الغارات استهدفت وادي برغز في قضاء حاصبيا، وأغارت على أطراف بلدة كفرفيلا وعلى بلدة البيسيرية. واستهدف الطيران الصهيوني المُسيَّر منطقة الصالحاني في أطراف بلدة رامية
.
وأطلق جيش الاحتلال ثلاثَ قذائف مدفعية مستهدِفًا بها منطقة وادي مظلم عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، كما أطلق 4 قذائف استهدفت منطقة الصالحاني عند أطراف بلدة راميا. كذلك، استهدف قصف جيش الاحتلال بلدتَي عين عرب والوزاني
.
من جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانًا قال فيه، إنّ وحدة منه «عملت، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفيل»، على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرق في خراج بلدة العديسة في مرجعيون، كان العدو «الإسرائيلي» قد أغلقها بواسطة السواتر». وأشار بيان الجيش إلى أنّه «في أثناء عمل الوحدة، حاولت عناصر من قوات العدو، تُرافقها دبابة، منع الجيش من متابعة العمل، دون أنْ تتمكّن من ذلك
».
وفي ظل صمت رسميّ حيال العدوان الإسرائيلي الجديد وعجز عن ردعه وحماية الجنوب ولبنان، نفذ عدد من أهالي بلدة كفركلا وقفة احتجاجية أمام مفرق دير ميماس – كفركلا، استنكارًا لاستمرار إسرائيل بإطلاق النار على كل مَن يتنقل داخل البلدة. وطالب المحتجون «الدولة ممثلة برئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالتدخل ومعالجة المشكلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم وأرزاقهم». وهدّدوا بـ»اتخاذ خطوات تصعيدية وصولاً الى إقفال طريق مرجعيون النبطية بالاتجاهين إذا لم تتخذ إجراءات لحمايتهم». وعقد المحتجون لقاء مع قائد اللواء السابع في الجيش العميد طوني فارس للبحث في الخطوات الآيلة إلى إزالة المخاطر التي تهدد حياة أبناء كفركلا
.
وتخوّف خبراء في الشأن السياسي والعسكري من نيات «إسرائيل» العدوانية تجاه لبنان وتوسيع أعمالها الحربية ضد لبنان لأسباب عدة: الأول إعادة شد العصب في داخل الكيان الإسرائيلي في ظل التفكك والانقسام الحكومي وفي الرأي العام حول الحكومة وعملها وجدوى استمرار الحروب، والثاني الضغط الأقصى على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، والثالث التأثير على مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية
.
واستبعد الخبراء عبر «البناء» قيام «إسرائيل» باجتياح بري كبير إلى حدود الليطاني أو الأولي، لأنها لا تضمن النتائج والكلفة البشرية والمادية على جيشها المنهك في الحرب خلال عام ونصف العام على جبهات عدة، وخاصة أن «إسرائيل» جربت الاجتياح في الحرب الأخيرة ولم تستطع تجاوز مدينة الخيام فكيف الى الأولي؟ علماً أن الجيش اللبناني موجود في جنوب الليطاني وبطبيعة الحال سيتصدّى لأي تقدم بري إسرائيلي وسيكون حينها تدخل المقاومة مشروعاً ومشرعاً لمساندة الجيش، إضافة الى عدم حاجة إسرائيل للعمل البرّي في ظل وجود وسائل تكنولوجية متطورة جوية تقوم بالمهمة من دون الحاجة الى الخيار البرّي، كما أن الأميركيّين ليسوا بوارد تغطية اجتياح بري للبنان وهم الذين ضغطوا على حكومة نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، لكن الخبراء يتوقعون توسيعاً للعمليات الجوية الإسرائيلية وتنفيذ عمليات اغتيال وتقدّم محدود في الجنوب للضغط على الدولة لحل مسألة سلاح حزب الله
.
وأفادت معلومات قناة «الجديد»، بأن «نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس سوف تصل إلى بيروت في نهاية الأسبوع المقبل، حاملةً سلة مقترحات شاملة لحل عدد من الملفات الشائكة، في مقدّمها ملفا النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين». وقالت إن أورتاغوس ستطرح «مقترحات تتعلق بالإصلاحات، وترسيم الحدود، وحصرية سلاح حزب الله والمخيمات بيد الدولة، وملف إعادة الإعمار، فضلاً عن التحاق لبنان بسورية باتفاقات السلام مع «إسرائيل»». كما أفادت المعلومات بأن «المقترحات الأميركيّة ستُقدَّم بسقف عالٍ، مع مهلة زمنية محددة للبنان لتنفيذ ما يتوافق عليه، تحت طائلة المسؤولية في المرحلة المقبلة
».
في المقابل ربطت أوساط في فريق المقاومة بين التصعيد الإسرائيلي وتصعيد بعض المسؤولين اللبنانيين ضد حزب الله وبين الزيارة المرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى لبنان، وأوضحت لـ»البناء» أن لا مانع من الحوار مع رئيس الجمهورية حول استراتيجية الأمن الوطني وكيفية حماية لبنان، لكن الحديث عن نزع السلاح من دون رؤية ومسار وضمانات وبدائل لحماية الجنوب ولبنان وردع العدوان وتحرير الأرض، فهذا ضرب من الجنون لا يلجأ إليه إلا الضعفاء والمتآمرين والخائفين على مناصبهم ومصالحهم، لكن المقاومة كما كانت منذ السبعينيات والثمانينيات لن تسلّم ولن تستسلم بل ستبقى اليد على الزناد لمواجهة أي عدوان أو اجتياح بري
.
وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، على أن «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه»، مضيفاً أنه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات
».
وكان رئيس الحكومة نواف سلام شدد على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية. وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كشف سلام أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد. وأضاف رئيس الحكومة: «لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية، ولكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها». توازياً، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم: «فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله» كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية في مطار بيروت
.
وفيما ربطت جهات مطلعة لـ»البناء» بين تصعيد سلام وبين لقاء رئيس الجمهورية وفد كتلة الوفاء للمقاومة في بعبدا والإيجابية التي ظللت اللقاء والكلام الإيجابي المتفهم للواقع الصادر عن رئيس الجمهورية، الأمر الذي استفز رئيس الحكومة، علمت «البناء» أن اللقاء بين رئيس الجمهورية وكتلة الوفاء للمقاومة لن يكون الوحيد، بل ستتفعل الاتصالات واللقاءات على خط بعبدا – حارة حريك خلال الأيام المقبلة أكانت مباشرة أو عبر قنوات تواصل صديقة
.
على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية ان ليس هدفه ان ينظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة، مشددا على ضرورة أن يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه. وقال: «لم ننجز كثيراً قياساً لما هو مطلوب إلا أن ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح
».
وشدّد الرئيس عون على أن مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز أزماته السياسية والاقتصادية من دون أن تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه. موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد الجمعيّة المصرية – اللبنانية لرجال الأعمال
.
وكان مجلس الوزراء عقد جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، وأقر البند المتعلق بالمنح المالية للعسكريين (١٤ مليوناً) لمن هم في الخدمة، و(١٢ مليوناً) للمتقاعدين، على ان يعمل به بدءاً من أول تموز. كما تم تعيين جورج معرّاوي مديراً عاماً لوزارة المالية بالأصالة. وتم تعيين غسان خيرالله أميناً عاماً لمجلس الإنماء والإعمار ويوسف كرم وإبراهيم شحرور نائبين للرئيس، وحسام عيتاني، جورجيو كلاس وفراس أبو دياب (أعضاء غير متفرّغين) وزياد نصر مفوض الحكومة لدى المجلس كما عُيّن مجلس الوزراء أحمد عويدات مديراً عاماً لهيئة «أوجيرو
».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 20 دقائق
- بيروت نيوز
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتهم إيران بتنفيذ أنشطة سرية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري إلى الدول الأعضاء اطلعت عليه رويترز، إن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة. وجاء في التقرير 'الشامل' الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر أن 'هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها'. كما كشف التقرير أن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. ويوضح أنه حتى 17 أيار، قامت إيران بتخزين 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة. وهذه زيادة بواقع 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير أجرته الوكالة في شباط. وأضافت الوكالة أن 'إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من المستخدم في سلاح نووي'، داعية طهران للتعاون مع تحقيقاتها. وتبعد هذه المادة خطوة تقنية قصيرة عن المستويات الصالحة لصناعة أسلحة ونسبتها 90 في المئة. ويأتي التقرير في وقت حساس فيما تجري طهران وواشنطن العديد من جولات المحادثات بشأن اتفاق نووي محتمل يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل إليه. (سكاي نيوز عربية)


ليبانون 24
منذ 30 دقائق
- ليبانون 24
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتهم إيران بتنفيذ "أنشطة سرية"
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في تقرير سري إلى الدول الأعضاء اطلعت عليه رويترز ، إن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة. وجاء في التقرير "الشامل" الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر أن "هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها". كما كشف التقرير أن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. ويوضح أنه حتى 17 أيار، قامت إيران بتخزين 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة. وهذه زيادة بواقع 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير أجرته الوكالة في شباط. وأضافت الوكالة أن "إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من المستخدم في سلاح نووي"، داعية طهران للتعاون مع تحقيقاتها. وتبعد هذه المادة خطوة تقنية قصيرة عن المستويات الصالحة لصناعة أسلحة ونسبتها 90 في المئة. ويأتي التقرير في وقت حساس فيما تجري طهران وواشنطن العديد من جولات المحادثات بشأن اتفاق نووي محتمل يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل إليه. (سكاي نيوز عربية)


النهار
منذ 33 دقائق
- النهار
"الأفضل عدو الجيد"... نهج ترامب في غزة مختبر للمساعدات الدولية المستقبلية
عمد دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض إلى خفض المساعدة الأميركية وإعادة توجيهها، لكن مبادرته المثيرة للجدل لتوفير مواد غذائية في قطاع غزة قد تعطي مؤشرات إلى مستقبل المساعدات في العالم، وسط تحذير المنظمات الإنسانية من نموذج "غير لائق" و"خطير". وتقوم "مؤسسة غزة الإنسانية" التي يديرها عناصر أمن أميركيون متعاقدون مع انتشار قوات من الجيش الإسرائيلي في محيط مراكزها، بتوزيع مواد غذائية في عدد من النقاط من القطاع المحاصر والمدمر بفعل 20 شهرا من الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس". وباشرت المؤسسة الخاصة الغامضة التمويل، تسليم مساعدات غذائية الإثنين بعدما أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع لأكثر من شهرين، وسط أزمة جوع متفاقمة. وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ جميع سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة. وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التعامل مع "مؤسسة غزة الانسانية"، معتبرة أن خطة عملها لا تراعي "المبادئ الأساسية" للمساعدة الإنسانية وهي "عدم الانحياز والحياد والاستقلالية"، وأنها تبدو مصممة لتلبية الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقال نائب رئيس البرامج الدولية في لجنة الإغاثة الدولية كيران دونيلي: "ما شهدناه فوضوي، مأساوي. نرى مئات آلاف الأشخاص يجهدون في ظروف غير لائقة وغير آمنة للوصول إلى كمية ضئيلة من المساعدات". دعا إلى العمل بالتعاون مع المدارس أو المستوصفات لتوزيع المساعدة حيث يحتاج الناس إليها، وليس في مراكز خاضعة لتدابير عسكرية. وقال: "إن كنا نريد حقا توزيع المساعدة بصورة شفافة ومسؤولة وفاعلة، يجب استخدام خبرة المنظمات الإنسانية التي تقوم بذلك منذ عقود وبنيتها التحتية". وبينما تؤكد المنظمات الانسانية منذ أشهر أن كميات هائلة من المساعدات تبقى عالقة خارج القطاع، لفت دونيلي الى أن لجنة الإغاثة الدولية وحدها لديها 27 طنا من المساعدات تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع المحاصر. "الخط الأحمر الأخطر" من جانبه، قال يان إيغلاند رئيس المجلس النروجي للاجئين إن منظمته توقفت عن العمل في غزة عام 2015 عندما اقتحم عناصر من "حماس" مركزها. وقال: "لماذا ندع الجيش الإسرائيلي يقرر كيف وإين ولمن نعطي مساعدتنا في إطار إستراتيجيته العسكرية الرامية إلى تشريد الناس في غزة؟". وتابع إيغلاند الذي كان مسؤولا عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة: "هذا انتهاك لكل ما ندافع عنه، إنه الخط الأحمر الأخطر الذي لا يمكننا تخطيه". وشابت الفوضى أولى عمليات توزيع المواد الغذائية التي قامت بها "مؤسسة غزة الإنسانية"، إذ افادت الأمم المتحدة عن إصابة 47 شخصا بجروح معظمهم برصاص القوات الإسرائيلية الثلاثاء حين هرعت حشود يائسة وجائعة إلى المركز، فيما أكد مصدر طبي سقوط قتيل على الأقل. وينفي الجيش الإسرائيلي أن يكون أطلق النار. كما تنفي المنظمة وقوع إصابات، وهي تؤكد أنها وزعت 2,1 مليون وجبة غذائية منذ الإثنين. ورأى العضو في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي جون هانا الذي قاد دراسة حددت المبادئ التي قامت عليها "مؤسسة غزة الإنسانية"، أن على الأمم المتحدة أن تعي ضرورة اعتماد نهج جديد للمساعدات بعدما أقامت "حماس" ما ووصفه بـ"مملكة من الرعب" في غزة. وسبق لإسرائيل أن فرضت قيودا هائلة على عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، متهمة عددا من العاملين معها بالضلوع في هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أطلق شرارة الحرب في غزة. "الأفضل عدو الجيد" وقال هانا، وهو مسؤول أميركي سابق: "أخشى أن يكون الناس على وشك أن يدعوا الأفضل يكون عدو الجيد بدل أن يروا كيف يمكنهم المشاركة في هذا المجهود وتحسينه وجعله أفضل وتعزيزه". ودافع هانا عن استخدام متعاقدين من القطاع الخاص، مؤكدا أن العديد منهم شاركوا في "الحرب على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة في المنطقة. وأضاف: "كنا نتمنى لو كان هناك متطوعون من قوات وطنية موثوقة وقادرة (أخرى)... لكن الواقع أن لا أحد يتطوع". وقال إنه يفضل أن يتم تنسيق المساعدات مع إسرائيل بدل "حماس"، موضحا: "على أي مجهود إنساني في منطقة حرب أن يقوم ببعض المساومات مع السلطات الحاكمة التي تحمل السلاح". وكانت الدراسة التي أجراها العام الماضي نصحت بعدم تولي إسرائيل دورا كبيرا في المساعدة الإنسانية في غزة، داعيا إلى ضلوع الدول العربية لإعطاء العملية المزيد من الشرعية. لكن فيما تواصل إسرائيل هجومها العسكري على غزة، أبدى عدد من الشركاء العرب لواشنطن، كما قسم كبير من الأسرة الدولية، انتقادات لمبادرات طرحها ترامب بشأن غزة، خصوصا دعوته الى سيطرة الولايات المتحدة على القطاع ونقل سكانه الى دول أخرى وجعله "ريفييرا الشرق الأوسط".