
1600 قتيل ضحايا زلزال ميانمار وتحذيرات من أزمة إنسانية
قال مسؤولون في الصليب الأحمر اليوم الأحد إن ميانمار تواجه أزمة إنسانية بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة وأودى بحياة أكثر من 1600 شخص، وإن حاجات الدولة للمساعدات تتزايد كل ساعة.
وقع الزلزال أول من أمس الجمعة، وهو أحد أقوى الزلازل التي ضربت ميانمار خلال قرن، وألحق أضراراً بالبنية الأساس بما في ذلك جسور وطرق سريعة ومطارات وسكك الحديد، مما أعاق جهود الإنقاذ مع استمرار الحرب الأهلية في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا.
وقال مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ألكسندر ماثيو في بيان "هذه ليست مجرد كارثة، بل أزمة إنسانية معقدة تتفاقم بسبب نقاط الضعف القائمة"، وأضاف أن "حجم هذه الكارثة كبير والحاجة إلى الدعم ملحة".
ووصلت فرق إنقاذ أجنبية إلى ميانمار اليوم الأحد لمساعدة الدولة الفقيرة في مواجهة الكارثة، وقال الصليب الأحمر في ميانمار إن المتطوعين قدموا الإسعافات الأولية ووزعوا مواد مثل الأغطية والأقمشة المشمعة ومستلزمات النظافة.
وأضاف الصليب الأحمر في ميانمار في بيان أن "الدمار واسع النطاق والحاجات الإنسانية تتزايد كل ساعة".
وأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ لجمع 100 مليون فرنك سويسري (113.60 مليون دولار) لمساعدة 100 ألف شخص من خلال تقديم الإغاثة المنقذة للحياة ودعم التعافي المبكر.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس السبت إن الطرق المتضررة تعوق عمليات الإغاثة وإن المستشفيات في وسط وشمال غربي ميانمار تكابد للتعامل مع تدفق المصابين في الزلزال.
انتشال الأحياء
انتشلت امرأة على قيد الحياة أمس السبت من تحت أنقاض مجمع سكني منهار في مدينة ماندالاي، بعد 30 ساعة من الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار وتايلاند المجاورة، وسط هتافات الفرح.
وبعد انتظار طويل ومؤلم، تم انتشال فيو لاي خاينغ البالغة 30 سنة من تحت أنقاض شقتها في مجمع سكاي فيلا السكني حيث علقت.
وبينما كان رجال الإنقاذ يحاولون سحب فيو لاي خاينغ من تحت الركام، كان زوجها يي أونغ، وهو صاحب متجر يبلغ 30 سنة، يترقب خروجها قرب المجمع المنهار.
وقال يي أونغ "في البداية، لم أعتقد أنها ستكون على قيد الحياة"، ثم بدأ التصفيق عندما أخرج رجال الإنقاذ الذين يرتدون ملابس برتقالية ويضعون خوذاً فاي لاي خاينغ على قيد الحياة، وقد بدت منهكة للغاية ووجهها مليء بالندوب، من بين الحطام ووضعوها على نقالة.
أضاف الأب لطفلين، ويليام (ثماني سنوات) وإيثان (خمس سنوات)، "أنا سعيد جداً لأنني سمعت أخباراً سارة".
وفور إخراجها، تشكلت سلسلة بشرية لإنزال نقالة فايو لاي خاينغ إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر في أسفل تلة من الركام، لنقلها إلى المستشفى.
وفي أسفل هذه الكومة من الأنقاض، تمكن يي أونغ أخيراً من تقبيل زوجته واحتضانها، بعد 30 ساعة طويلة من الترقب، وفي سيارة الإسعاف المتجهة إلى المستشفى، أمسك يي أونغ بيد زوجته، وقال "لا يمكننا التحدث في الوقت الراهن"، موضحاً "نحن قلقون من أنها قد تتوتر كثيراً إذا تحدثت، إنها ضعيفة للغاية وطلب مني المسعفون عدم التحدث معها الآن".
وإذ تم إنقاذ فيو لاي خاينغ على قيد الحياة، إلا أن الزلزال الذي ضرب ميانمار ترك كثيراً من العائلات المنكوبة.
وقدر مسؤول في الصليب الأحمر في وقت سابق أن يكون أكثر من 90 شخصاً محتجزين تحت أنقاض المجمع السكني الذي عثر فيه على المرأة حية.
وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة شمال غربي ماندالاي في ساعة مبكرة من ظهر الجمعة، تلته هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجة بعد دقائق.
إلى ذلك يواصل عناصر الإنقاذ والسكان في ماندالاي اليوم الأحد عمليات البحث عن ناجين تحت المباني المنهارة بعد يومين من الزلزال المدمر الذي أسفر، بحسب السلطات، عن مقتل أكثر من 1600 شخص في ميانمار و17 شخصاً في الأقل في تايلاند المجاورة.
وأدت الهزات إلى انهيار مبانٍ وجسور وطرق، وخلفت دماراً واسع النطاق في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 1.7 مليون نسمة، ولا يزال من الصعب تقييم حجم الكارثة، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات.
وأثارت مشاهد الفوضى والدمار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في بلد استنزفته الحرب الأهلية المستمرة منذ الانقلاب الذي قام به العسكر في عام 2021.
مساعدات
أرسلت الدول المجاورة لميانمار سفناً حربية وطائرات محملة بمواد إغاثة ورجال إنقاذ اليوم الأحد، مع تكثيف المساعدات الدولية في أعقاب زلزال هائل دمر جزءاً كبيراً من الدولة الفقيرة في جنوب شرق آسيا.
وقال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن ما لا يقل عن 1600 شخص قتلوا وأصيب 3400 آخرون جراء زلزال بقوة 7.7 درجة ضرب البلاد يوم الجمعة، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها البلاد منذ 100 عام.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس المجلس العسكري الجنرال مين أونغ هلاينغ قال "يجب على جميع المستشفيات العسكرية والمدنية، وكذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية، العمل معاً بطريقة منسقة وفعالة لضمان الاستجابة الطبية الفعالة".
وتشير تقديرات نماذج التنبؤ التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى في ميانمار قد يتجاوز 10 آلاف شخص، وأن الخسائر قد تتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.
فرقة إنقاذ تايلاندية مزودة بكلب مدرب خلال البحث عن ناجين (أ ف ب)
هز الزلزال أيضاً أجزاء من تايلاند المجاورة، ما أدى إلى انهيار ناطحة سحاب قيد الإنشاء ومقتل 17 شخصاً في أنحاء العاصمة، وفقاً للسلطات التايلاندية. ولا يزال 78 شخصاً في الأقل محاصرين تحت أنقاض المبنى المنهار.
أدى الزلزال، وهو أسوأ كارثة طبيعية تشهدها ميانمار منذ أعوام، إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطار والطرق السريعة والجسور. وذكرت الأمم المتحدة أن ذلك أدى إلى إبطاء عمليات الإغاثة الإنسانية.
"لا مساعدة... لا عمال إنقاذ"
ضرب الزلزال بلد يعاني بالفعل من الفوضى في ظل حرب أهلية تصاعدت منذ الانقلاب العسكري في عام 2021، والذي أطاح الحكومة المنتخبة برئاسة الحائزة على جائزة نوبل أونغ سان سو كي وأدى إلى انتفاضة مسلحة على مستوى البلاد.
وقالت حكومة الوحدة الوطنية المعارضة، التي تضم بقايا الإدارة السابقة، إن الجماعات المسلحة المناهضة للمجلس العسكري تحت قيادتها ستوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية لمدة أسبوعين اعتباراً من اليوم الأحد.
وأضافت في بيان "حكومة الوحدة الوطنية بالتعاون مع قوات المقاومة والمنظمات المتحالفة معها وجماعات المجتمع المدني، ستنفذ عمليات إنقاذ".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي بعض المناطق الأكثر تضرراً في البلاد، قال سكان إن المساعدات الحكومية كانت نادرة حتى الآن، مما ترك الناس ليعتمدوا على أنفسهم. وذكر أحد سكان مدينة ساغاينغ القريبة من مركز الزلزال إن المدينة دُمرت بالكامل.
وعلى الجانب الآخر من نهر إيراوادي في ماندالاي، قال أحد عمال الإنقاذ إن معظم العمليات في ثاني كبرى مدن البلاد تقوم بها مجموعات صغيرة من السكان منظمة ذاتياً وتفتقر إلى المعدات المطلوبة.
مستشفى ميداني
قال عامل إغاثة آخر واثنان من السكان إن هناك مخاوف من أن يكون العشرات من الأشخاص محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة في أنحاء ماندالاي لكن لن يتسنى الوصول إلى معظمهم أو انتشالهم دون الاستعانة بمعدات ثقيلة.
وقال أحد السكان طلب عدم الكشف عن هويته "لا يزال الناس عالقين داخل المباني، ولا يستطيعون إخراجهم".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المستشفيات في أجزاء من وسط وشمال غرب ميانمار، بما في ذلك ماندالاي وساغينغ، تواجه صعوبة في التعامل مع تدفق المصابين.
رجل يرافق قزوجته في طريقهما إلى المستشفى بعد إنقاذها من تحت الأنقاض في ماندالاي (أ ف ب)
والهند والصين وتايلاند من بين الدول المجاورة التي أرسلت مواد إغاثة وفرق إنقاذ، إلى جانب المساعدات والأفراد من ماليزيا وسنغافورة وروسيا.
ونفذت طائرات عسكرية هندية عدة طلعات جوية فوق ميانمار أمس السبت، بما في ذلك نقل الإمدادات وطواقم البحث والإنقاذ إلى العاصمة نايبيداو التي دمر الزلزال أجزاء منها.
وقال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار إن الجيش الهندي سيساعد في إنشاء مستشفى ميداني في ماندالاي، كما تتجه سفينتان تابعتان للبحرية محملتين بالإمدادات إلى يانجون، العاصمة التجارية لميانمار.
وقالت السفارة الصينية في ميانمار على وسائل التواصل الاجتماعي إن العديد من فرق الإنقاذ الصينية وصلت، بما في ذلك فريق وصل براً من إقليم يوننان في جنوب غرب البلاد.
وقالت وسائل إعلام رسمية في ميانمار إن فريقاً مكوناً من 78 فرداً من سنغافورة برفقة كلاب إنقاذ يعمل في ماندالاي اليوم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 19 ساعات
- حضرموت نت
تدشين العمل في مشروع بناء مركز التغذية في عتق بشبوة
دشن أمين عام المجلس المحلي بمحافظة شبوة عبدربه هشلة ناصر اليوم ومعه مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة الدكتور علي الذيب العمل في مشروع بناء مركز التغذية الصحية في عتق مركز المحافظة والذي سيتم تمويله من قبل الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني بتكلفة تبلغ ثمانمائة ألف دولار وسينفذه مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع . وقد عبر أمين عام محلي المحافظة ومدير مكتب الصحة والسكان بالمحافظة عن شكرهما وتقديرهما للحكومة الألمانية على تبنيها لهذا المشروع الهام الذي سيساهم في تحسين وتطوير مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأمراض سوء التغذية بين الأطفال بالمحافظة ، مؤكدان على ضرورة الاسراع في تنفيذ المشروع خلال الفترة المحددة لذلك والمقدرة بتسعة أشهر والالتزام بالمواصفات والمقاييس الفنية الخاصة بذلك . شارك في عملية التدشين عدد من القيادات والكوادر الصحية بالمحافظة .


حضرموت نت
منذ 20 ساعات
- حضرموت نت
تدشين العمل في مشروع مركز التغذية في عتق
شبوة – سبأنت دشن أمين عام المجلس المحلي بمحافظة شبوة عبدربه هشلة، اليوم، معه مدير مكتب الصحة والسكان الدكتور علي الذيب، العمل في مشروع بناء مركز التغذية الصحية في عتق، بتمويل الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني بتكلفة 800 الف دولار، وسينفذه مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. وثمن هشلة الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الألمانية، وتبنيها هذا المشروع الذي سيساهم في تحسين وتطوير مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأمراض سوء التغذية بين الأطفال..مؤكدا ضرورة الاسراع في تنفيذ المشروع خلال الفترة المحددة، وفق المواصفات والمقاييس الفنية الخاصة بذلك.


الوئام
منذ يوم واحد
- الوئام
دراسة صادمة: مؤشرات الخرف قد تبدأ منذ الطفولة
توصل باحثون من جامعة شيكاغو الأمريكية إلى أن علامات الإصابة بالخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر، قد تبدأ في الظهور منذ مرحلة الطفولة، في كشف علمي من شأنه أن يعيد صياغة استراتيجيات الوقاية والعلاج لهذا المرض المعقّد. الدراسة، التي نشرها موقع 'ستدي فايند'، تشير إلى أن العوامل المؤدية للإصابة بالخرف لا تقتصر فقط على الشيخوخة أو العوامل الوراثية، كما كان يُعتقد سابقاً، بل ترتبط أيضاً بنمط الحياة منذ سن مبكرة، بما في ذلك السمنة، قلة النشاط البدني، والتدخين. ويؤكد الباحثون أن الخرف ليس نهاية محتومة للتقدم في السن، إذ يمكن تقليل خطر الإصابة به بنسبة تصل إلى 45% عبر التخفيف من العوامل السلوكية الضارة. وتوصي الدراسة بضرورة البدء بالوقاية من المرض منذ منتصف العمر على الأقل، إن لم يكن قبل ذلك، لتحقيق نتائج أكثر فعالية في الحد من انتشاره، خاصة مع التزايد المستمر في عدد الحالات عالمياً. ويشير العلماء إلى أن الدماغ البشري يمر بثلاث مراحل رئيسية خلال حياة الإنسان: مرحلة النمو المبكر، ثم الاستقرار في منتصف العمر، وأخيراً التراجع المعرفي في سن الشيخوخة، وهو ما يعزز أهمية دعم صحة الدماغ في مراحل الحياة الأولى. ورغم التقدم العلمي في فهم الخرف وأعراضه، لا يزال العالم يفتقر إلى علاج نهائي وفعّال لهذا المرض الذي يصيب الملايين سنوياً، وتُقدّر تكلفة الرعاية الصحية المرتبطة به بنحو 1.3 تريليون دولار سنوياً على مستوى العالم. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 60 مليون شخص يعانون من الخرف حالياً، بينما تُسجل سنوياً قرابة 1.5 مليون حالة وفاة بسبب مضاعفاته، ما يجعل الوقاية المبكرة منه قضية صحية عالمية ملحّة.