logo
محمد جودت الرفاعي : النجاح الكاذب على «السوشال ميديا» وهم يزيف حياتنا

محمد جودت الرفاعي : النجاح الكاذب على «السوشال ميديا» وهم يزيف حياتنا

أخبارنا٢٦-١١-٢٠٢٤

أخبارنا :
نعيش في عالم مليء بالتحديات والطموحات، حيث أصبحنا نسمع كثيراً عبارة «بدك تنجح أتعب»، ورغم صحتها وعمق معانيها، ولكنها باتت مقولة متداولة لدى الكثير من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا» للتأثير على عقول الشباب لتحفيزهم والتأثير في نفوسهم.
هذه الحياة بدون أهداف واضحة ومحددة حياة خاوية لا قيمة لها، إذ يكاد لا يخلو قطاع أو مجال من قصص نجاح مميزة ونوعية تستحق أن تُنشر وتُبرز وتُسوق في وسائل الإعلام المختلفة سواء الرقمية أو الاجتماعية أو التقليدية لتكون حافزاً للآخرين لإثارة هممهم، فقد تؤدي قصة نجاح بسيطة إلى ملحمة نجاح عظيمة، فمنا من يرى النجاح في تحقيق ثروة، أو استقرار في الأسرة، وغيرنا يراه في إنجاز مهني أو وظيفي، أو أثر إيجابي يتركه في حياة الآخرين.
وفي عصرنا الحالي، ظهر نوع آخر من النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا» التي نتشارك فيها لحظاتنا السعيدة وإنجازاتنا، وهو «النجاح الكاذب» الذي يقوم أشخاص بالترويج له عن طريق نشر قصص نجاح مزيفة أو محرفة على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف خلق صورة مثالية عن حياتهم، والتي قد تروج أحيانًا للأوهام وتدفع الآخرين للشعور بالضغط والقلق والخذلان.
تتسبب هذه القصص المزيفة في الضغط الهائل على الشباب الذين يُريدون البدء بحياتهم العملية والمهنية وحتى الاجتماعية، بينما الواقع يكون بعيداً عن الصورة الحقيقية، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لعرض صور «الإنجازات» الشخصية وتحوّلت إلى منافسة بين الناس لعرض أفضل لحظاتهم فقط، مع إخفاء كل ما هو غير مثالي، ما جعلها تؤثر على حياة البعض ويظنون أنهم «فاشلون»، ما قد يؤدي عند البعض إلى الشعور بالاكتئاب والقلق، أو حتى اتخاذ قرارات غير مدروسة لمحاكاة تلك الحياة المثالية.
وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص ناجحون بسبب استغلالهم للفرص، وليس بالضرورة أن نقول عنهم أشخاص استغلاليين أو لا أخلاقيين، بل يمكن وصفهم بأنهم أصحاب حضور يسعون للأماكن والعلاقات والمعارف التي تساعدهم على النجاح بشكل أسرع من الآخرين، أو يكون لديهم ذكاء وبديهة يستطيعون من خلالها قراءة احتياجات المستقبل أو المجتمع.
النجاح بحاجة للذكاء والاجتهاد وسعة الأفق، وهذا ما يميزنا في أماكن عملنا وبين أهالينا وحتى بيننا كأخوة، ولنكن صريحين، الحياة ليست دائماً «وردية» كما يقولون، بل تتطلب جهداً وإصراراً للوصول للأهداف، والمرور بالفشل أحياناً، ويجب علينا أن نتصالح مع أنفسنا ونفهم بأن الحياة ليست دائماً كما نراها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن نتذكر أن لكل شخص قصة مختلفة وتجربة خاصة به، فبدلاً من أن نشعر بالضغط أو الحسد تجاه قصص النجاح الكاذبة، يجب أن نركّز على تطوير أنفسنا ومهاراتنا، فالنجاح الحقيقي ليس مجرد لحظات سعيدة تعلن على الإنترنت، بل هو رحلة حقيقية من العمل الجاد، الصبر، والتعلم من الأخطاء، فكن «راضياً عن نفسك». ــ الراي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أليسا تتعرض لموقف محرج على خشبة المسرح.. ماذا حدث في حفلها بباريس؟
أليسا تتعرض لموقف محرج على خشبة المسرح.. ماذا حدث في حفلها بباريس؟

عكاظ

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

أليسا تتعرض لموقف محرج على خشبة المسرح.. ماذا حدث في حفلها بباريس؟

شهد حفل الفنانة اللبنانية أليسا، الذي أقيم أول أمس، على مسرح الأولمبياد في العاصمة الفرنسية باريس، العديد من اللقطات المميزة، إذ رفع الحفل شعار «كامل العدد» وسط تفاعل الجمهور مع أغانيها. وافتتحت أليسا حفلها بأغنية «عايشة حالة حب»، التي رددها معها الجمهور بحماس لافت، ومن ثم قدمت باقة من أجمل أغانيها، منها أغنية «عيشا لك» و«بدي دوب»، وغيرهما من الأغاني. وخطفت أليسا الأنظار بإطلالتها المميزة، إذ ارتدت فستاناً قصيراً من الجلد باللون الأسود من دون أكمام، وانقسمت آراء الجمهور بين من أثنى على إطلالتها ومن انتقدها. وتعرضت أليسا لموقف محرج خلال الحفل، إذ نشرت مقطع فيديو متداول عبر «السوشال ميديا» وهي تتفاعل مع جمهورها بالغناء والرقص، وفجأة سقط منها الميكروفون على المسرح، لتقوم بالانحناء لالتقاطه واستكمال الحفل. أخبار ذات صلة أحد الحضور أهدى أليسا العلم اللبناني، تعبيراً عن حبه وفخره، وهو ما أدخل البهجة عليها، وقامت بوضعه على كتفها وهي تغني. يذكر أن أليسا قدمت خلال رمضان الماضي تتر مسلسل «وتقابل حبيب» بطولة الفنانة المصرية ياسمين عبدالعزيز، الذي حظي بنجاح كبير أثناء عرضه خلال الشهر الكريم، وحقق تفاعلاً كبيراً بين الجمهور.

شمس البارودي تهاجم محمد رمضان بسبب الطيار أبو اليسر.. ما القصة؟
شمس البارودي تهاجم محمد رمضان بسبب الطيار أبو اليسر.. ما القصة؟

عكاظ

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

شمس البارودي تهاجم محمد رمضان بسبب الطيار أبو اليسر.. ما القصة؟

أعادت الفنانة المعتزلة شمس البارودي قضية الممثل المصري محمد رمضان والطيار الراحل أشرف أبو اليسر للواجهة مرة أخرى، بعدما طالبت بمحاسبة محمد رمضان في ما يتعلق بالقضية التي وقعت في 2019 وكانت حديث «السوشال ميديا» حينها. وشنت شمس البارودي هجوماً عنيفاً على محمد رمضان متهمة الأخير بالتسبب في قهر الطيار، وكتبت منشوراً عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك»: «حسبي الله ونعم الوكيل، أنا سمعت وعارفة موضوع الطيار رحمة الله عليه، بس أول مرة أشوفه، يا رب اللي قطع عيشه ينقطع من رحمتك». وأشارت إلى أن الراحل تُوفي قهراً بسبب ما حدث، مضيفة: «الرجل تُوفي قهراً، ربنا يقهرك وكل من يقف جنب الباطل». واقعة محمد رمضان والطيار أشرف أبو اليسر أخبار ذات صلة تعود الواقعة إلى أكتوبر 2019 حينما نشر رمضان مقطع فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقود طائرة وبجواره الطيار أبو اليسر، ما أثار جدلاً كبيراً، وتم تقديم بلاغات ضد رمضان والطيار لاتهام الأخير بمخالفة قانون الطيران المدني. وأوقعت هيئة الطيران المدني المصرية عقوبة على الطيار أشرف أبو اليسر بسحب رخصته مدى الحياة لانتهاكه معايير السلامة أثناء الطيران، إضافة إلى سحب رخصة مساعده لمدة عام، هو ما تسبب له في أزمة نفسية حادة قادت إلى وفاته.

ما لن يُخبرك به «اللايف كوتش»
ما لن يُخبرك به «اللايف كوتش»

الرأي

time٠٦-٠٢-٢٠٢٥

  • الرأي

ما لن يُخبرك به «اللايف كوتش»

في خضم التحولات الكبرى التي شهدها العالم العربي منذ تسعينات القرن العشرين، حيث كنت لا أزال ألعب في الشارع مع الأصدقاء، برزت ظاهرة «اللايف كوتش» والمُقدمين للدعم النفسي والعاطفي كتجلٍّ صارخ لما يمكن أن نسميه بالعربي المتداول في الشرق الأوسط، مستعيرين مصطلحات المسيري، «النموذج المعرفي الفرداني المادي». هذه الظاهرة ليست مجرد مهنة جديدة أو خدمة استشارية مستحدثة، بل هي انعكاس عميق لتحولات جذرية في البنية المعرفية والاجتماعية للمجتمعات العربية منذ التسعينات وحتى اليوم. لقد كنت شاهداً على فترة التسعينات وتحولاتها الجوهرية نحو النموذج النيوليبرالي، الذي يقوم على فكرة «تسليع» كل شيء، بما في ذلك الذات الإنسانية، وفي هذا السياق، يمكننا فهم ظهور «اللايف كوتش» كامتداد طبيعي لعملية «تسليع الذات» وتحويلها إلى مشروع استثماري يحتاج إلى «إدارة» و«تطوير» مستمرين من شخص خبير أو غير خبير في إدارة النفس البشرية! تقدم لنا مدرسة فرانكفورت النقدية أدوات تحليلية ثمينة لفهم هذه الظاهرة. فكما أشار هوركهايمر وأدورنو، في «جدل التنوير»، فإن العقلانية الأداتية تحول كل شيء إلى موضوع للسيطرة والتحكم. وهنا يظهر «اللايف كوتش» كأداة لهذه العقلانية الأداتية، حيث يتم اختزال تعقيدات الحياة الإنسانية سواءً ارتداء حجاب أو نزعه أو علاقات شخصية أو حتى شعور بالفراغ والخواء من المعنى، إلى مجموعة من «الأهداف» و«الخطط» و«مؤشرات الأداء». يمكننا، متبعين منهج المسيري في التحليل، أن نرصد ثلاثة تحولات رئيسية في الوعي الذاتي العربي، حيث كان التحول الأول من الجماعة إلى الفرد، ومن نموذج الهوية الجماعية التقليدية إلى نموذج الفردانية المطلقة، حيث أصبح «النجاح الفردي» هو المعيار الأساسي للقيمة الذاتية، وانتشرت وتفجرت المقاطع في «السوشال ميديا» من وسط البيوت، وطفحت قضايا الزواج بعيداً عن الأهل، وقضايا المساكنة، وطغت مفاهيم الحرية على مفاهيم المسؤولية، ووصلت نسب الطلاق في الدول العربية إلى 40 و50 %. التحول الثاني كان من المعنى إلى الأداء، وانتقال التركيز من البحث عن المعنى والغاية والأثر إلى تحسين الذات والإنتاجية ومؤشرات الأداء، وهو ما يتجلى في خطاب «التطوير الذاتي» والتنمية البشرية السائدة، ومن هنا يطل علينا «اللايف كوتش» والمرشدون والمستنيرون الذين زاحموا كراسي الأطباء النفسانيين وتجار المخدرات! التحول الثالث كان من العضوي إلى الميكانيكي، حيث تحولت النظرة إلى الذات من كيان عضوي معقد له أبعاد روحية وطينية لا يمكن الإحاطة بها، وفيه «آلة» يمكن برمجتها وتحسين أدائها من خلال «تقنيات» و«إستراتيجيات» محددة. نشهد اليوم آثار وتجليات هذه التحولات في مظاهر عدة:- - تفكك الروابط التقليدية: حيث حل «المدرب الشخصي» محل شبكات الدعم الاجتماعي التقليدية، وحل الطبيب النفساني محل شيخ الدين، وحلت «السوشال ميديا» محل الوالدين، وحل الذكاء الاصطناعي محل التعليم. - تسطيح المشكلات الاجتماعية: عبر اختزالها إلى «تحديات فردية» يمكن حلها من خلال «تغيير العقلية». - العزلة الوجودية: رغم الوعود بالتمكين والنجاح، أدت هذه التحولات إلى تعميق الشعور بالعزلة والاغتراب، والمزيد من القلق والاكتئاب. ولكي لا يغضب مني السادة خبراء وأعضاء نوادي «اللايف كوتش» فإن نقد ظاهرة «اللايف كوتش» لا يعني رفضها بالكامل، بل يستدعي إعادة تموضعها ضمن نموذج معرفي أكثر شمولية يأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات العربية والتوازن بين الفردية والجماعية وأهمية البعد الروحي والقيمي في التنمية الذاتية والعدالة الاجتماعية كإطار للتطور الفردي. إن فهم ظاهرة «اللايف كوتش» كجزء من تحولات أعمق في البنية المعرفية والاجتماعية للمجتمعات العربية يساعدنا على تجاوز النقد السطحي نحو فهم أعمق للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا. وكما يذكرنا المسيري، دائماً، فإن الوعي النقدي هو الخطوة الأولى نحو تجاوز حالة «العجز المعرفي» التي نعيشها... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store