logo
البشير: حين يغيب القائد المهني

البشير: حين يغيب القائد المهني

سودارسمنذ يوم واحد

لا يُولد الفراغ، بل تتمدّد الظلال.
حين يغيب القائد، لا يتكوّن الفراغ فجأة، بل تبدأ الظلال بالامتداد؛ ظلالٌ من التردّد، ومن الحذر، ومن اجتهادات فردية تمضي دون هدى، تتخبّط في غياب البوصلة. ومع مرور الوقت، لا تبهت القيادة وحدها، بل تضمحلّ معها تلك المعاني التي تمنح الحياة للمؤسسات: روح المبادرة، حسّ المسؤولية، ونور القرار الذي يحسم ولا يؤجّل.
في مؤسساتنا اليوم، لم يعُد كافيًا أن يجلس أحدهم على كرسي القيادة ليصنع الأثر. كثيرون يشغلون المناصب، لكنهم يختبئون خلف اللوائح والتعليمات، وكأنّ تجنّب الخطأ أهم من ابتكار الحل. من أُوكلت إليهم مسؤولية القرار ينتظرون الضوء الأخضر، ومن أُتيح لهم هامش المبادرة، آثروا الوقوف على الهامش.
غدت المبادرة مثل طيفٍ عابر؛ تظهر وتختفي في بيئة مرتجفة، تُحبّ الجمود وتهاب الحركة، ويُثقلها الروتين.
مشكلتنا ليست في نقص القوانين، بل في غياب من يملك الشجاعة والعقل الراجح لتفعيلها، ولا في غياب الكفاءات، بل في قِلّة من يحرّرونها من عقدة الخوف، ومن نظامٍ يُكبّل لا يُمكّن.
فهل نحن أمام أزمة أفراد؟ أم أمام أزمة أعمق من ذلك… أزمة ثقافة؟
غالبًا، هي أزمة ثقافة؛ ثقافة تمجّد الامتثال وتكافئ الصمت، وتُفضّل النسخ على الإبداع، والانتظار على الإقدام. ثقافة تعتقد أن إدارة الأمور تكفي، بينما تغفل أن القيادة تعني أكثر من التنسيق والجدولة؛ إنها تعني الإلهام، وتحريك الساكن، والجرأة على السير في دربٍ لم يُجَرّب بعد.
بالرّغم من ذلك، هناك ومضات أمل… نراها في أولئك الذين لا يصنعون الضجيج، بل يمضون بالفعل، في من يؤمن أن القيادة ليست موقعًا ولا رتبة، بل خُلُقٌ يُمارَس، وبصيرةٌ يُهتدى بها، كما ان استعادة القيادة لا تأتي من جلد الذات، بل من إعادة البناء: نبني بيئة عمل تُكرِّم السؤال ولا تُخيف منه، وتعليمًا يُعلّم التفكير لا الحفظ، ويربّي على المسؤولية لا على الامتحان، ونظام مساءلة يحمي النزاهة دون أن يخنق الاجتهاد، ووعيًا عامًا يدرك أن القائد ليس من يُصدر الأوامر فقط، بل من يحمل الهمّ، ويُشعل الفكرة، ويُمهد الطريق للآخرين.
فلنسأل أنفسنا ببساطة وصدق: ما الذي يعيد للقيادة معناها؟ هل هو تعليم يُوقظ العقول؟ أم مساءلة عادلة تنبّه ولا تُهين؟ أم مناخٌ يحتضن الجرأة ولا يعاقبها؟
ربما كلّ ذلك… وربما، قبل كل شيء، هو الإيمان بأن غياب القائد لا يعني الغياب الكلي، بل لحظة ينبغي أن توقظ فينا جميعًا إحساس المسؤولية، فالقائد، في النهاية، ليس شخصًا يُنتظر، بل ثقافة تُتَشارَك. ولن نستعيد المعنى الحقيقي للقيادة، إلا حين نكفّ عن البحث عن "القائد"، ونبدأ في صناعة القيادة في كل زاوية من مؤسساتنا، في كل قرارٍ صغير، في كل لحظة مسؤولية.
عندها فقط، لن تكون القيادة لقبًا على ورق، بل روحًا تنبض في كل تفصيلة. لن تكون ظلًّا يتبع فردًا، بل حضورًا يسكن الجماعة. لا رتبة تُطلب، بل معنى يُعاش.
للحديث بقية في الحلقة القادمة، "عبد المأمور"
م. عامر البشير – وكالة عمون الإخبارية
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أوراق...إسمها عملة)
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أوراق...إسمها عملة)

سودارس

timeمنذ 7 ساعات

  • سودارس

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أوراق...إسمها عملة)

وشلة الأنس أمس ترجو أن تتكرموا بطباعة عملتنا على ورق ناعم حتى تصلح للمهمة هذه (2) وفي المسجد ننظر... وأربعمائة جالس ومن على رؤوسهم عمائم .. خمسة والجلابيب هي جلابيب العام الأسبق ... وكل أحد يحتفظ بالملابس وبثقوبها .... لأسباب عاطفية... والآن لا ترزية .... لا باعة سجائر .. لا محلات ملابس ... ولا عطور ولا ذهب ولا صرافة ولا ... والولائم .. عصير وحلوى صغيرة مسكينة .... ومن يجلس على الأرض في المستشفى يحدثه طبيب هو/ الطبيب/ أكثر حاجة .... والوجوه شاحبة .. والجوع (3) السيد كامل رئيس الوزراء إن عاش السودان عاماً أخر .. أصبح جنة فالشركات .... آلاف الشركات ... تتدفق لتشييد الخرطوم مما يعني أن مليون عاطل يجد عملاً والعامل يشتري اللحم من الجزار والجزار يدفع لصاحب الماشية وصاحب الماشية يدفع للترزي .. للمدرسة .. للطبيب لل... والجنيه المصاب يتعافى يعني أن الدمار يصبح هو الفرصة الأعظم لمحاربة العطالة .. وبالتالي الفقر .. وبالتالي الجريمة و.. والشركات يغريها الأمن والأمن شرطة .. وقانون قوي وشركات تركيا تبدأ لكن .. (4) مصطفى محمود تجري له جراحة بواسير والبنج يذهب .. والألم ينطلق .... ومصطفى محمود / الجرسة/ يطلق عقيرته يصرخ :: أه . يابطني ي ي... والدكتور يأتي جرياً ليقول له :: بطنك؟؟ .. نحن ما لمسناش بطنك خالص ومصطفى محمود يقول محتجاً :: يعنى .. ح .. أقول آه. يا شنو .. يا دكتور؟ وأنت يا أستاذ كامل إدريس .... حين تتجه لإصلاح الاقتصاد فإنك سوف تضطر إلى (هبش) شخصيات نافذة .. ترفض أن يمس أحد خنجرها المغروس فينا عندها لا أنت تستطيع السكوت .. ولا أنت تستطيع أن تصرخ .. أه يا (.....) كامل السودان الآن بين حياة كاملة وبين موت كامل .... لأنه يعجز حتمًا عن العيش عاماً أخر بالجلابية المقدودة .. والعدس إسحق أحمد فضل الله script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

عقار وبروميدشن: أى مصالحات ؟
عقار وبروميدشن: أى مصالحات ؟

سودارس

timeمنذ 9 ساعات

  • سودارس

عقار وبروميدشن: أى مصالحات ؟

فى 5 ابريل 2025م ألغت المنظمة ورشة بين القوى السياسية السودانية كان من المفروض عقدها بالدوحة وقالت إنها (وجهت الدعوة إلى الاحزاب الاسلامية) ، وقد رفض المؤتمر الوطني المشاركة فى الورشة لأسباب عددها فى بيان اصدره مولانا احمد هارون رئيس الحزب المفوض.. وكانت ذات المنظمة قد عقدت لقاءات فى جنيف وفى القاهرة خلال عامي 2024م و2025م تحت عناوين (استعادة المسار الديمقراطي) ، وظهرت المنظمة فى ابرز انشطتها عندما عقدت بالنيجر (فى يونيو 2022م ) لقاءات بين الحكومة وحركات مسلحة سودانية كانت تقاتل مع حفتر.. هذا الإنغماس فى القضايا الداخلية أمر مثير للحيرة والإستغراب ، كيف تسمح الدولة السودانية لمنظمات اجنبية بالدخول والعمل بين المكونات الاجتماعية لإجراء مصالحات ؟ .. د.ابراهيم الصديق على 14 يونيو 2025م script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

د. كامل ادريس يطمئن على البعثة الدبلوماسية والجالية السودانية بإيران
د. كامل ادريس يطمئن على البعثة الدبلوماسية والجالية السودانية بإيران

سودارس

timeمنذ 13 ساعات

  • سودارس

د. كامل ادريس يطمئن على البعثة الدبلوماسية والجالية السودانية بإيران

اطمأن الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء، على رئيس وأعضاء البعثة والجالية السودانية بالجمهورية الإسلامية الايرانية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بالسفير عبد العزيز حسن صالح، سفير جمهورية السودان لدى الجمهورية الإسلامية الايرانية، ووجه سيادته السفير بالاهتمام بالجالية السودانية والوقوف على أوضاعها والعمل على الإجلاء الامن لجميع الرعايا بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة. سونا script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store