
«كنز الجيل» تكرّس جماليات الشعر النبطي
حققت جائزة «كنز الجيل» التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، في العام 2021، نجاحات كبيرة، جعلت منها واحدة من أهم الجوائز الأدبية التي تسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، والاحتفاء بتنوعه الثري، ودعم المبدعين في مجالاته، وتكريم جهودهم، وتحفيزهم على مواصلة العطاء، وتقديم المزيد من المشاريع النوعية.
وعلى امتداد سنواتها الأربع استطاعت الجائزة التي تهدف إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية والدراسات الفولكلورية، والبحوث التي تمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة، أن تستقطب أعداداً لافتة من المشاركين الذين وجدوا فيها سبيلاً لتحقيق تطلعاتهم، وترجمة إبداعاتهم، خاصة ضمن فئة «المجاراة الشعرية» التي تعتبر مساحة فخر للشعراء ليجاروا إحدى قصائد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
والمطلع على ميدان الشعر وحِراكه يجد أن في فنّ المجاراة الشعرية أو «التوليد» حالة استثنائية من الوجد الأدبي، حيث يسعى الشاعر في هذه الجائزة إلى مجاراة الكنوز الشعرية التي صاغها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، واتباع حنكته، وبُعِد بصيرته، واستلهام العِبر، والاستفادة مما تضمنته قصائده من معانٍ سامية، وقيم نبيلة، ووجدانيات شعرية أسهمت في التعريف بجماليات الشعر النبطي، وأصالته، باعتباره ركناً رئيسياً في التراث الشعبي الإماراتي، ومرآة تعبّر عن حال المجتمع، وتطرح قضاياه، وهمومه، وتجلّيات حياته، وهمومه اليومية.
وشكّلت مشاركة الشعراء في الجائزة نقلة نوعية في مسيرتهم الأدبية، وأكسبتهم المزيد من الخبرات خاصة أنهم يجارون حالة استثنائية في هذا المجال، إذ طرحت اللجنة العليا المشرفة على دورة هذا العام 2025 قصيدة «لي سَرَتْ مِ العِين سَرّايَه» لمجاراتها، وهي قصيدة تمتلك فيضاً من الأغراض الشعرية التي تمزج ما بين العاطفة، والوصف، والتمثّل بالأخلاق الحميدة، والسلوكات النبيلة، من خلال الصور البديعة التي عرّفت بجمال الملامح، والصفات، والكرامة، والعنفوان، وعزة النفس، فالقصيدة تكشف عن تأثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بالثقافتين الإماراتية، والعربية، وتترجم حرصه الشديد على ترسيخ قيم التراث، والمعرفة الإنسانية والاجتماعية، وتعزيز الهوية المجتمعية، وربط الأجيال الجديدة بجماليات هذا النوع من الشعر المتنوّع الأغراض.
وفي تعليق له على مكانة الجائزة، ونوعية المشاركات التي حظيت بها قال الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا للجائزة: «لعبت الجائزة دوراً كبيراً في نشر ثقافة الاهتمام بالشعر النبطي، وتعمّقت في تعريف الجمهور على المعاني السامية، والمضامين النبيلة التي تميّز بها شعر المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خاصة أن الجيل الجديد بحاجة أكثر للاطلاع على هذه الكنوز التي احتواها شعره، فكان أن أطلق مركز أبوظبي للغة العربية هذه الجائزة لتدعيم ثقافة الأجيال، وتحفيز الشعراء المبدعين على مجاراة أشعار الشيخ زايد وتشجيع المزيد منهم على خوض هذه التجربة التي تسهم في التعريف بهذا النوع من الفنون، والمحافظة عليه وتطويره».
ويفخر الشعراء الذين فازوا بفئة المجاراة الشعرية بهذا الإنجاز، لما تملكه الجائزة من خصوصية، وتفتح أمامهم المزيد من الفرص للظهور والتألق.
وأشار الشاعر عبيد بن قذلان المزروعي، الفائز بالدورة الأولى من الجائزة، عن الفئة ذاتها: «سعت الجائزة لإحياء، وإعادة أحد أهم الفنون الشعرية وهي «المجاراة»، والتي باتت تندثر في وقتنا الحالي».
من جانبه قال الشاعر علي السبعان، الفائز بالدورة الثانية من الجائزة عن نفس الفئة: «تحمل الجائزة فكرة مبهرة في مضمونها، وتوقيتها، ومقاصدها، فهي تحتفي بروح الشعر الشعبي، وتُكرّم هويتنا الثقافية».
أما الشاعر فيصل العتيبي، الفائز بالدورة الثالثة من الجائزة، فقال: «شكّلت الجائزة فرصة كبيرة، ونافذة جميلة تطل على الإبداع والتميز، والاطلاع على التجربة الشعرية العملاقة، والثرية، للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
لقاء العراقة بوهج الحداثة
على ضفاف خور دبي، تقف دبي القديمة شاهدة على لقاء فريد بين عبق الماضي وإيقاع الحاضر، وجهة سياحية وثقافية، تجمع بين العمارة التراثية المستوحاة من أحياء دبي القديمة، وتصاميم عصرية تحتضن المتاجر والمطاعم والمقاهي العالمية. يأتي الزوّار ليعيشوا تجربة مزدوجة، جولات في الأزقة المرصوفة بالحجر والمزينة بالفوانيس، ومشاهد بانورامية على المياه تتناغم فيها قوارب العبرة التقليدية واليخوت الحديثة، كما تضم المنطقة مراكز للحِرف اليدوية، وعروضاً فنية حيّة، ومساحات لعشّاق الثقافة والتراث الإماراتي. بسحرها الفريد أصبحت السيف وجهةً مفضلةً للسياح والمقيمين، الباحثين عن لحظة هدوء بين أصالة المكان وحداثة دبي المتسارعة.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
«دبي للثقافة» تكرّم نجوم الابتكار
كرّمت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» عدداً من موظفيها وموظفي حكومة دبي، تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم الفاعلة في تعزيز الابتكار في مجالات الثقافة والمحافظة على التراث وتحقيق التميز المؤسسي، ويأتي ذلك في سياق التزامات الهيئة ودعمها للاستراتيجية الوطنية للابتكار الهادفة إلى جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم. وشهد الحفل، الذي حضرته مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، هالة بدري، والمديرون التنفيذيون للهيئة، تكريم 16 موظفاً من الهيئة وثلاثة من موظفي حكومة دبي تم اختيارهم بناءً على معايير محددة تعكس التزام الهيئة بدعم مسيرة الابتكار وتحقيق الأثر، وتبرز جهودها في حفظ الموروث الثقافي، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي. وخلال الحفل تم تكريم فريق إدارة الآثار في «دبي للثقافة» بفئة «قصة نجاح ابتكار»، تقديراً لجهوده في تطوير مشروع الاستشعار عن بُعد المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، ما أسهم في رصد وتحديد أكثر من 2500 قراءة ذات قيمة أثرية محتملة في موقع «ساروق الحديد الأثري»، ويعتمد المشروع على صور الأقمار الاصطناعية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستشعار غير التدميري، الهادف إلى تجنب الحفريات التقليدية، وضمان حماية الطبقات التاريخية للموقع من التأثيرات السلبية، ما جعله نموذجاً رائداً في توظيف التكنولوجيا المتطورة لحماية التراث الثقافي، كما يسهم المشروع بشكل مباشر في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك الهدف 11.4 من خلال تعزيز الجهود لحماية وصون التراث الثقافي والطبيعي العالمي، والهدف 13 من خلال دعم العمل المناخي عبر تقليل الأثر البيئي، والهدف 15 من خلال تعزيز الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الأرضية. وضمن فئة «أفضل المبتكرين»، احتفت الهيئة بمجموعة الموظفين الذين حققوا أعلى النقاط في نظام إدارة الابتكار خلال النصف الأول من العام الجاري، وذلك تقديراً لمبادراتهم النوعية التي أسهمت في تحسين الأداء المؤسسي وترسيخ ثقافة التطوير في إدارات الهيئة ووحداتها التنظيمية، كما شهد الحفل أيضاً تكريم الفائزين في مبادرة «نبتكر لنُمكّن»، التي أطلقتها الهيئة في مايو الماضي، بهدف تشجيع موظفي حكومة دبي على تقديم أفكار مبتكرة لدعم وتمكين أصحاب الهمم، تسهم في دمجهم وتعزيز تواجدهم في أماكن العمل، وتيسير وصولهم إلى المتاحف، والمكتبات العامة، والمراكز والمواقع التراثية والثقافية، وهو ما ينسجم مع أهداف «السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم». وأكدت هالة بدري أن الابتكار يُعدّ محركاً رئيساً في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات، ويشكل أرضية مهمة لتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، وقالت: «نجحت دبي في تعزيز بصمتها على الساحة العالمية ومكانتها وجهةً رائدةً للابتكار، وتمكنت بفضل بيئتها الملهمة من جذب واستقطاب الطاقات والكوادر المتميزة في هذا المجال، ما أسهم في فتح آفاق جديدة أمامهم وتحفيزهم على الاستفادة من البرامج، والمبادرات النوعية، والأدوات الرقمية الحديثة التي توفرها الهيئة بهدف تمكينهم من تقديم تجارب مبتكرة تمزج بين التراث والإبداع، وتسهم في إحداث تأثير ملموس في المجتمع»، لافتةً إلى حرص الهيئة على تبنّي أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة الابتكار الذي يمثل جزءاً أساسياً من استراتيجيتها الهادفة إلى تطوير كفاءة الأداء، وتحقيق تطلعات دبي ورؤاها الطموحة الرامية إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة حاضنة للإبداع وملتقى للمواهب. هالة بدري: . الابتكار يُعدّ محركاً رئيساً في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات، ويشكل أرضية مهمة لتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
«كنز الجيل».. 4 سنوات في تكريم الشعر النبطي والدراسات الفلكلورية
حققت جائزة «كنز الجيل» التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية في عام 2021، نجاحات كبيرة، جعلت منها واحدة من أهم الجوائز الأدبية التي تسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، والاحتفاء بتنوعه الثري، ودعم المبدعين في مجالاته، وتكريم جهودهم، وتحفيزهم على مواصلة العطاء، وتقديم المزيد من المشروعات النوعية. وعلى امتداد سنواتها الأربع، استطاعت الجائزة التي تهدف إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية والدراسات الفلكلورية والبحوث، والتي تُمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة، أن تستقطب أعداداً لافتة من المشاركين الذين وجدوا فيها سبيلاً لتحقيق تطلعاتهم، وترجمة إبداعاتهم، خصوصاً ضمن فئة «المجاراة الشعرية» التي تُعدّ مساحة فخر للشعراء ليجاروا إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. والمطلع على ميدان الشعر وحِراكه يجد أن في فنّ «المجاراة الشعرية» أو «التوليد» حالة استثنائية من الوجد الأدبي، حيث يسعى الشاعر في هذه الجائزة إلى مجاراة الكنوز الشعرية التي صاغها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واتباع حنكته، وبُعِد بصيرته، واستلهام العِبر، والاستفادة مما تضمنته قصائده من معانٍ سامية. وشكّلت مشاركة الشعراء في الجائزة نقلة نوعية في مسيرتهم الأدبية، وأكسبتهم المزيد من الخبرات، خصوصاً أنهم يجارون حالة استثنائية في هذا المجال، إذ طرحت اللجنة العليا المشرفة على دورة هذا العام، قصيدة «لي سَرَتْ مِ العِين سَرّايَه» لمجاراتها، وهي قصيدة تمتلك فيضاً من الأغراض الشعرية التي تتضمن العاطفة، والوصف، والتمثّل بالأخلاق الحميدة، والسلوكيات النبيلة، من خلال الصور البديعة التي عرّفت بجمال الملامح، والصفات، والكرامة، والعنفوان، وعزة النفس، فالقصيدة تكشف عن تأثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالثقافة العربية، وتترجم حرصه الشديد على ترسيخ قيم التراث، والمعرفة الإنسانية والاجتماعية، وتعزيز الهوية المجتمعية، وربط الأجيال الجديدة بجماليات هذا النوع من الشعر المتنوّع الأغراض. وقال رئيس اللجنة العليا لـ«كنز الجيل»، الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي: «أدت جائزة (كنز الجيل) دوراً كبيراً في نشر ثقافة الاهتمام بالشعر النبطي، وتعمّقت في تعريف الجمهور بالمعاني السامية، والمضامين النبيلة التي تميّز بها شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خصوصاً أن الجيل الجديد بحاجة أكثر إلى الاطلاع على هذه الكنوز التي احتواها شعره، فكان أن أطلق مركز أبوظبي للغة العربية هذه الجائزة، لتدعيم ثقافة الأجيال، وتحفيز الشعراء المبدعين على مجاراة أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتشجيع المزيد منهم على خوض هذه التجربة التي تسهم في التعريف بهذا النوع من الفنون، والمحافظة عليه وتطويره». علي عبيد الهاملي: . أدت الجائزة دوراً كبيراً في نشر ثقافة الاهتمام بالشعر النبطي، وتعريف الجمهور بالمضامين النبيلة التي تميّز بها شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.