
الخرطوم تستنفر سكانها لإزالة مخلفات الحرب
في خطوة قوبلت بتجاوب كبير من القطاعات الشعبية والمغتربين، دشنت حملة "مليون متطوع للإعمار والتنمية" في ولاية الخرطوم ضمن خطة تشمل مراحل عدة تهدف إلى النهوض بالعاصمة من تحت رماد الحرب وخرابها من جديد ومغادرة محطة الصدمة والمأساة لإعادة تطبيع الحياة، حتى يتمكن العالقون داخل الخرطوم والآتون من مناطق النزوح واللجوء استئناف حياتهم الطبيعية.
وتهدف الحملة إلى جمع النفايات والقمامة المتراكمة داخل الأحياء ومخلفات وأنقاض الحرب ونفاياتها العسكرية والحربية في الطرقات وداخل الأزقة، وكذلك تنظيف الأماكن العامة لتحسين وترقية بيئة العاصمة الخرطوم.
مشاركة فاعلة
انطلقت المبادرة من منطقة ود نوباوي في أم درمان، ووجدت تفاعلاً كبيراً من السكان، إذ نشط المئات في إزالة أكوام النفايات ومخلفات وأنقاض الحرب في مستشفى المنطقة وقسم الشرطة، فضلاً عن تنظيم المساحات المشتركة والمداخل وتنظيف وتعقيم بعض المرافق.
في السياق يقول عضو المبادرة الصادق جبارة إن "المتطوعين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لحض الخيرين والمغتربين ونجوم الفن والرياضة على ضرورة تقديم الدعم المالي للإسهام في تعزيز الجهود وتوفير المعينات كافة، من دون انتظار إذن من الدوائر الرسمية، وقد تفاعل المئات وقدموا الدعم والتمويل".
وأضاف أن "المرحلة الأولى شملت مناطق حيوية في مدينة أم درمان، وطرقاً رئيسة تشكل واجهة العاصمة الوطنية، وأسهمت في إزالة أطنان من القمامة، فضلاً عن حملة إصحاح البيئة لمحاربة الملاريا من خلال رش وردم البؤر التي يتكاثر فيها البعوض".
وأوضح جبارة أن "هناك عقبات تواجه المبادرة، منها عدم توافر حاويات قمامة كافية، خصوصاً بعد تعرض كثير منها للتدمير والتخريب بسبب القصف جراء المعارك والاشتباكات المسلحة، إضافة إلى نقص معدات النظافة والمكانس".
حملات مستمرة
إلى ذلك دشن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة ووزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم الحملة الكبرى لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض وسلامة المياه بمحلية جبل أولياء، وتستمر لتشمل محليات العاصمة كافة.
وقال والي الخرطوم إن "الولاية ينتظرها عمل كبير خلال المرحلة المقبلة لإعادة الإعمار والخدمات وفق خطط علمية، مشيداً بجهود تطبيق عمليات إصحاح البيئة والنظافة التي ساعدت في الحد من انتشار وتوالد نواقل الأمراض".
في حين دعا وزير الصحة السوداني إلى "استمرار تطبيق عمليات إصحاح البيئة وتعزيز الصحة ومكافحة الأوبئة، ووعد بتذليل العقبات كافة"، مشيراً إلى أن "الحملة تمثل نشاطاً ميدانياً يعكس حرص ولاية الخرطوم على التصدي للأمراض".
دفن الجثث
على الصعيد نفسه، قال مدير عام هيئة نظافة ولاية الخرطوم عبدالرحيم عوض لـ"اندبندنت عربية" إن "العمل انطلق من محليتي أم درمان وكرري بجهود مشتركة من الهيئة ومحليات الخرطوم لمعالجة التخريب والتدمير الذي أحدثته ميليشيات 'الدعم السريع'، وقد أُنجز أكثر من 75 في المئة من عمليات النظافة".
وأضاف المتحدث أن "المرحلة الأولى شملت عمليات دفن الجثث وإزالة الألغام ومخلفات الحرب بالتعاون مع المركز القومي لمكافحة الألغام، واستهدفت المرحلة الثانية تجميع هياكل السيارات والأجسام الغريبة، أما الخطوة الأخيرة فتمثلت في جمع النفايات والقمامة من الطرقات".
وأشار عوض إلى أن خطة إعادة الإعمار أكبر من إمكانات ولاية الخرطوم وتحتاج إلى جهود كبيرة في ظل ظروف الحرب الحالية بالنظر إلى حجم الدمار والخراب المتعمد الذي نفذته ميليشيات "الدعم السريع".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت مدير عام هيئة نظافة ولاية الخرطوم إلى "عقد شراكة مع الهلال الأحمر ومجموعات شبابية وكذلك منظمات وطنية ودولية لتنفيذ مبادرات جمع النفايات والقمامة وإزالة المخلفات، وكذلك تحسين وترقية بيئة العاصمة ورصف الطرق والنظافة".
وناشد عوض المواطنين بضرورة العودة إلى منازلهم للإسهام في تهيئة البيئة الملائمة وإعادة تطبيع الحياة، فضلاً عن أهمية فتح المستشفيات الخاصة والصيدليات التي ظلت مغلقة أكثر من عامين، وذلك للتخلص من النفايات الطبية والمواد الكيماوية لأنها تسبب إضراراً للإنسان والحيوان والبيئة، وتابع "العمل يسير بصورة جيدة في مدينتي الخرطوم وبحري، ونتوقع اكتمال عمليات تطبيق إصحاح البيئة ونظافة ولاية الخرطوم كافة خلال 45 يوماً".
إهمال وتقصير
من جانبه نوه الناشط المجتمعي الزين بخيت بأهمية خلق مبادرات لتجميل وترقية البيئة في ولاية الخرطوم بمشاركة القطاعات الشعبية والرسمية، وإعداد دراسة توصلاً لرؤية واضحة من خلال تحديد الآثار السلبية البيئية وكيفية معالجتها، لأن الوضع لا يحتمل الانتظار حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية"، وأضاف "شرع عدد من شباب وأهالي أحياء مدينة بحري في تطبيق عمليات إصحاح البيئة في شوارع المنطقة وإزالة المخلفات الحربية وأكوام النفايات المتراكمة، إلى جانب جمع القمامة من الطرقات وتسوية المطبات".
عقبات تواجه المبادرة، منها عدم توافر حاويات كافية (اندبندنت عربية - حسن حامد)
وأردف بخيت "لا يزال المواطن السوداني يصنف بأنه مهمل ومقصر في حق بيئته ومجتمعه المحلي، إذ إن بعض الممارسات السلبية لا تزال حاضرة مثل إلقاء النفايات من نوافذ المركبات وعدم الحفاظ على نظافة الأماكن العامة".
ترتيبات وتحديات
على نحو متصل، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم بشرى حامد إلى أن "الخدمات البيئية تمثل التحدي الأهم في هذه المرحلة، مما يستوجب بصورة عاجلة توفير آليات للنظافة ونقل آلاف أطنان من النفايات والقمامة ومخلفات وأنقاض الحرب ونفاياتها العسكرية والحربية الشديدة الخطورة، لتفادي مضاعفاتها الخطرة في ظل انهيار النظام الصحي".
وتوقع أن تكون هناك تدفقات كبيرة لعودة المواطنين إلى مناطقهم وبيوتهم بعد تحرير العاصمة من قبضة قوات "الدعم السريع"، مما يستدعي "ترتيبات عاجلة لا تحتمل التأخير أو التأجيل تتعلق بعمليات إزالة النفايات وإصحاح البيئة".
وشدد حامد على ضرورة "تقييم الوضع الراهن وحجم الدمار الكبير في كل القطاعات السكنية والصناعية والزراعية، ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى لإعادة التأهيل تتضمن المشاريع المطلوبة والسعي إلى توفير التمويل لها، بخاصة في مجال البيئة للاستفادة من مستحقات السودان الدولية في هذا الجانب، لأن كل الدمار الذي حدث له علاقة بالبيئة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
مشاعر الندم التي باح بها مرضاي خلال أيامهم الأخيرة ستفاجئكم
يغمرني شغف عميق تجاه الرعاية الصحية التلطيفية ومساعدة المرضى في غمرة أيامهم الأخيرة على الرحيل عن هذه الدنيا "بسلام وسكينة"، في عبور هادئ وكريم يليق بكرامة الإنسان. ولكن من المهم أن نفهم أن الرعاية التلطيفية لا تتمحور حول الموت نفسه فحسب. جزء رئيس من عملي يتركز على أناس في نهاية مشوارهم الأرضي، واستقيت منهم على مدى الأعوام الستة الماضية، دروساً ثمينة حول الحياة، وكل ما يستحق أن نعيش أيامنا من أجله. أعمل مع أشخاص من مختلف الأعمار، من سن الـ18 فما فوق، يكابدون أمراضاً متنوعة، من بينها السرطان وقصور القلب و"باركنسون" وداء "العصبون الحركي" [يصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في العضلات]. وعلى رغم تفاوت حالاتهم وأعمارهم وتجاربهم الحياتية، يتشارك كثير منهم الرؤى العميقة عينها التي تتكشف في أعماقهم مع اقتراب لحظات الوداع. في غالب الأحيان، يتحسر هؤلاء على وقت ضاع هباء وأيام انسلت من بين أيديهم بلا معنى. ويستعيدون شريط الماضي ويعتصرهم الندم لأنهم لم يمنحوا الأولويات الحقيقية ما تستحق، ولم يحتضنوا اللحظات بعفويتها وقيمتها العابرة. نحيا في مجتمع يركض فيه الجميع بلا هوادة، ونثقل كاهلنا بضغوط كبيرة طامحين إلى تحقيق إنجازات عظيمة، فيما يضيع منا بهدوء المعنى الحقيقي للحياة. وحينما تقترب الرحلة من خواتيمها، يتأمل الناس غالباً حياتهم التي مضت ليكتشفوا أن ما يستحق التوقف من أجله ليس الإنجازات الكبيرة، بل تلك اللحظات الصغيرة التي مرت بهدوء، كنزهة في الهواء الطلق، أو تمشية مع الكلب، أو حديث دافئ مع صديق. وفي هذه المرحلة، يدركون كم كانت تلك الأوقات عظيمة بتفاصيلها. وأنا بدوري، أيقنت كم ثمين أن أكون حاضرة في حياة أطفالي فيما يكبرون. لذا، لا تفوتوا يوم الرياضة، ولا عرض المسرحية المدرسية، إن استطعتم. مرضاي يذكرونني دائماً بأن الزمن لا يعود، وأن اللحظة التي تضيع، تضيع إلى الأبد. وعلى فراش الموت، يندمون أشد الندم أيضاً على الانشغال بالخلافات. على حين غرة، تبدو تلك المشاحنات التافهة أو الضغائن التي حملوها طوال أعوام بلا معنى، وكأنها لم تكُن تستحق ذلك العناء كله. وعموماً، يتوق الناس إلى المصالحة عندما تقترب النهاية. ويتكرر المشهد أمامي مراراً. أفراد من العائلة وأصدقاء غابوا دهراً، يستجيبون ويعودون لزيارة المريض، قبل أن يخونهم الوقت. في المحطة الأخيرة، ترى الحياة من منظور مختلف، فتكتشف لماذا تصدعت العلاقات وأين غابت الكلمات الطيبة. ويتأمل المرضى جراحهم القديمة ويتساءلون بصدق "هل كان يسعني أن أتصرف بصورة مختلفة"، أو "لماذا تفوهت بذلك الكلام حينها؟". أحد لا يريد أن يودع الحياة مثقلاً بالندم. تجتاحك مشاعر كثيرة عندما ترى أشخاصاً عادوا أخيراً بعد طول قطيعة، وغالباً ما تكون تلك اللقاءات مشحونة بالحنين لكل من حضرها وشارك فيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والمثير للاهتمام أنني لم أرَ إلا قلة من الناس شعروا بالندم على قرارات تضر بصحتهم، إنما استمتعوا بها، مثل شرب الكحول أو التدخين. ومع ذلك، سمعت كثراً منهم يتمنون لو أنهم ذهبوا إلى طبيبهم عندما ظهرت عليهم الأعراض الأولى للمرض. ويقولون غالباً: "ليتني استشرت طبيبي العام"، أو "ليتني أجريت فحص مسحة عنق الرحم عندما طُلب مني". من السهل جداً إرجاء الأمور. ويرغب المرضى غالباً في الحديث عن حياتهم العاطفية. زواجهم وأطفالهم وعائلاتهم وأصدقاؤهم... ففي لحظات النهاية، يكون هؤلاء محور الاهتمام، وكل ما سواهم يبدو بلا قيمة. من الرائع حقاً أن تسمع قصص حيوات الناس بكل تفاصيلها. أحياناً، يعودون بالذاكرة لأحداث مضت قبل أكثر من 70 عاماً، مثل تلك اللحظات السحرية التي جمعتهم بأزواجهم أو زوجاتهم. ودائماً ما ترسم هذه القصص البسمة على وجوههم لأنها تعيدهم لأوقات فاضت فرحاً وحباً. وفي المقابل، يقول بعضهم: "لقد انفصلت. ليتني تزوجت حبيبة طفولتي، لكان كل شيء مختلفاً...". وكثيراً ما نسمع أشخاصاً يتمنون لو أنهم تزوجوا حبهم الأول. لم يقُل لي أحد قط أنه يتمنى لو أمضى وقتاً أطول في المكتب أو العمل. ولحسن الحظ، لم يعترف أحد أبداً بارتكاب جريمة. صراحة، لست متأكدة إن كنت أرغب في معرفة ذلك. أن تكوني ممرضة في الرعاية التلطيفية يعني أن تتحلي بصبر كبير. فكثير من المواقف تتسم بالصعوبة أو التعقيد، وتتطلب مرونة وحذراً في التعامل معها، إذ تكون مجبولة بالمشاعر المرهفة والحزن العميق، وعلينا أيضاً أن نمتلك مهارات استماع ممتازة، فقد يروي لنا المرضى أو عائلاتهم قصصاً لم يرغبوا في التحدث عنها سابقاً. ويفتح لنا هؤلاء أبواب مشاعرهم على مصراعيها، وهو شرف عظيم لنا. أحياناً، يشعر المرضى بغضب شديد، لعلمهم أنهم سيغادرون هذه الدنيا قريباً، ويشعرون بأن الأيام حرمتهم من إنجازات حياتية مهمة كإنجاب الأطفال، أو الاستمتاع بأمور كانوا يتخيلون أنها ستكون جزءاً من حياتهم في مرحلة الشيخوخة. ولكن من واقع خبرتي، من المهم جداً منحهم الوقت والمساحة الكافيين لاستكشاف هذه المشاعر بصورة كاملة، وتذكيرهم بأنه لا بأس من الغضب أو الشعور بالحزن العميق أو الاستياء الشديد. في هذه الحالة، نجتمع كفريق واحد ونتحدث إليهم وإلى عائلاتهم، ونحاول إيجاد منافذ للمساعدة، سواء عن طريق قضاء وقت في الهواء الطلق، أو الاستماع إلى الموسيقى التي يحبونها، أو حتى مجرد الاستماع إلى شخص ما من دون إصدار أية أحكام. أحياناً، يصعب علينا فصل مشاعرنا عن طبيعة عملنا. العناية التلطيفية لا تشبه مثلاً بيئة المستشفيات المخصصة للحالات الطارئة حيث الإيقاع السريع للأحداث لا يسمح بالتقاط الأنفاس. هنا، نخصص الوقت والمساحة لبناء علاقة إنسانية حقيقية مع مرضانا. نتعرف إليهم وإلى عائلاتهم عن كثب، حتى نكاد نصبح جزءاً من نسيجهم الأسري. وعلى رغم أن فقدان مريض بنينا معه علاقة وثيقة يبقى تجربة مؤلمة، أجدني أستمد العزاء من التأثير الإيجابي الذي تركته لدى هذه العائلة أو تلك. أضف إلى ذلك أن بيئة العمل الداعمة تشكل سنداً حقيقياً في مثل تلك اللحظات. صرت أعرف الآن أيضاً أهمية التحدث عن رغبات نهاية الحياة قبل وقت طويل من انطفاء شمعة العمر. فاعتاد أفراد عائلتي على المزاح في شأن إصراري الدائم على إثارة هذا الموضوع، ولكني سأبقى أطرحه دائماً. الحديث عن الموت ليس مخيفاً خلافاً لما يظنه بعضهم. وعندما لا تتناول العائلات هذه المسائل مسبقاً، أرى بأم العين حجم الضغط النفسي الذي يثقل كاهل الأقارب، ممن يُتركون في مواجهة أسئلة صعبة ومؤلمة من قبيل: هل كان أحباؤهم يفضلون الدفن أو الحرق، أو ما هي حاجاتهم الروحية خلال أيامهم الأخيرة. وإذا سارت الأمور كما ينبغي، نكون نحن هنا لمساعدة العائلات في تسهيل هذه القرارات والدفاع عن رغبات المريض وتهدئة التوترات في المواقف الصعبة والوصول في نهاية المطاف إلى حل توافقي يراعي الجميع. في الحقيقة، ليس الموت بسلام رهناً بالإيمان وحده. لقد استقبلنا مرضى من الأديان كافة، ومرضى لا يتبعون أية ديانة. يسألنا بعضهم أن نفتح النافذة بعد وفاتهم لإطلاق الروح بعد مغادرتها الجسد، أو يطلبون منا اتباع طقوس خاصة. في المقابل، لا يرغب آخرون في الخوض في أية ترتيبات قد نتبعها بعد أن تغمض عيونهم إلى الأبد، ولا التفكير في الجنازة، وليست الروحانيات من أولوياتهم. يفضلون التحدث عن كرة القدم مثلاً. وجل ما يطمحون إليه موت هادئ وكريم يتماشى مع رغباتهم. في لحظات الحزن العميق، يعزيك أن تعلم أن من تحب غادر الدنيا بسلام. وتشعر العائلة بالمواساة، إذ تتذكر التفاصيل البسيطة والملامح التي طبعت لحظات فقيدهم الأخيرة، وتبث في قلوبهم الراحة في أنه عبر إلى الضفة الأخرى بسلام وسكينة. في نهاية الحياة، تبقى الكرامة هي المسألة الأهم. عندما نستقبل المريض، نحرص على أن نسأله: "ما الذي يهمك؟"، ويختلف الجواب باختلاف الأشخاص. يرغب أحدهم مثلاً في ارتداء "بيجامته" المفضلة، وربما يطلب آخر احتساء كوب من الشاي كل صباح. ولكن الحاجة التي تجمع بينهم، الاعتراف بهم كأفراد لكل منهم خصوصيته وقيمته الفريدة، وعدم معاملتهم كمجرد أرقام في خضم روتين الإجراءات وسلسلة الحالات. من لم يشهدوا وفاة في دار للرعاية التلطيفية، يتصورون الموت غالباً كما يبدو في المسلسلات التلفزيونية: مشهد فوضوي مرعب، يعج بالتوتر والذعر. ولكني أطمئنهم إلى أنه قد يكون أيضاً رحيلاً هادئاً يحفظ للإنسان كرامته وقيمته، ولا سيما في بيئة يسودها الأمان وتغمرها المحبة. أما أنا، فستبقى مشاركتي المتواضعة في هذه الرحلة السامية امتيازاً أعتز به. دار "سو رايدر" موجودة كي لا يواجه أحد الموت أو الحزن وحيداً. لمزيد من المعلومات حول خدمات الرعاية التلطيفية، زوروا الموقع الإلكتروني ، أو ابحثوا عن عبارة "الحزن يستحق الأفضل" Grief Deserves Better للحصول على دعم مجاني في حالات الفقد.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض
أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أمس الأربعاء أنها اكتشفت للمرة الأولى فيروس غرب النيل في بعوض جُمع داخل البلاد. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس، الذي ينتقل في الغالب إلى البشر عبر لدغات البعوض، قد يسبب حالات مرضية حرجة تهدد الحياة لدى حالة واحدة تقريباً من بين كل 150 إصابة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا دليل حتى الآن يشير إلى انتشار الفيروس بين الطيور أو البعوض في المملكة المتحدة، مضيفة أن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية. وأكدت الوكالة أنه حتى الساعة لم تُرصد أية إصابة لدى البشر أو الأحصنة في المملكة المتحدة بفيروس غرب النيل.


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
مكتب بايدن ينفي التستر: اكتشفنا إصابة السرطان أخيرا
لم تُشخص إصابة جو بايدن بسرطان البروستات قبل الأسبوع الماضي، كما أنه سبق وأجرى تحليل دم للكشف عن المرض قبل 11 عاماً، حسبما أعلنت متحدثة باسم الرئيس الأميركي السابق أمس الثلاثاء. وجاء بيان مكتب بايدن بعدما أثار خلفه الرئيس دونالد ترمب مزاعم بوجود تستر قائلاً إنه "فوجئ" لعدم إطلاع الرأي العام في شأن السرطان خلال وقت سابق. وأعلن مكتب بايدن الأحد الماضي أن الرئيس السابق (82 سنة) جرى تشخيص إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستات، بعد أيام من اكتشاف عقدة في الغدة. و"يعود آخر فحص 'بي إس إيه' أو 'مستضد البروستات النوعي' معروف للرئيس بايدن لعام 2014"، على ما قالت متحدثة باسمه في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، وفحص الدم هذا يستخدم للكشف الباكر عن السرطان، مضيفة أنه "قبل يوم الجمعة لم تشخص إصابة الرئيس بايدن بسرطان البروستات". ويمكن اكتشاف سرطان البروستات، وهو الأكثر شيوعاً لدى الرجال، خلال مراحله الباكرة باستخدام فحوص الدم التي تقيس بروتين "بي إس إيه". وكثيراً ما انتقد ترمب الجمهوري خصمه الديمقراطي في بشأن صحته ومعرفته الإدراكية، كما أثار وحلفاؤه تساؤلات حول متى علم بايدن وأطباؤه بالسرطان، نظراً إلى طبيعته المتقدمة والفحص الطبي المكثف الذي يُجرى للرؤساء الأميركيين، لكن الفحص السنوي لبروتين "بي إس إيه" بعد سن الـ 70 لا يوصى به بشكل عام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتنصح الخدمات الوقائية الأميركية بتجنبه، مشيرة إلى أن أخطار النتائج الإيجابية الخاطئة والمضاعفات الناتجة من الخزعات والعلاجات تفوق الفوائد. وكان بايدن يبلغ ما بين 71 و72 سنة عند خضوعه لهذا الفحص عام 2014. وسرطان البروستات هو الأكثر شيوعاً لدى الرجال ويمثل 15 في المئة من مجمل أنواع الأمراض السرطانية التي تصيبهم. وقال خبراء طبيون تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية إن التأخر في تشخيص سرطان متقدم لن يكون أمراً نادراً، حتى بالنسبة إلى رئيس سابق يتلقى رعاية طبية فائقة الجودة. ولم يتحدث مكتب بايدن عما إذا كان الرئيس السابق قد خضع لفحوص الكشف عن البروستات بصورة منفصلة. وظلت الشكوك حول الحال الصحية لبايدن تلاحقه طوال حملته الانتخابية، وعادت للظهور مجدداً مع اقتراب صدور كتاب يسرد ما وصفه بتدهور في حاله البدنية. من جهته، عبر الرئيس السابق أول من أمس الإثنين عن امتنانه لفيض "الحب والدعم" بعد تشخيص إصابته بالسرطان.