
"أليسار لم تبن قرطاج"... دراسة تهزّ أقدم أساطير العالم!
تقول الأسطورة إن أميرة فينيقية هاربة من مدينة صور في جنوب لبنان كانت وراء تأسيس قرطاج العظيمة. الأسطورة تؤكد أن هذه الأميرة بفضل ذكائها الخارق استطاعت أن تشتري الأرض التي أسست عليها واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ القديم "مقابل جلد ثور" فقط.
يتداول التونسيون هذه الأسطورة كُلما طُرح الحديث عن تأسيس قرطاج وعن أصول القرطاجيين، الذين أسسوا أمبراطورية ممتدة في المنطقة تجاوزت حدودها تلك الرقعة الجغرافية الصغيرة.
لكن نتائج دراسة علمية جديدة، تم الكشف عنها قبل أيام وأحدثت ضجةً كبيرةً في تونس، جاءت لتضع هذه الأسطورة وسائر المعتقدات السائدة عن تاريخ وأصول القرطاجيين موضع شك.
" القرطاجيون ليسوا فينيقيين"، هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون أميركيون على امتداد أكثر من 8 سنوات.
ونشرت المجلة العلمية "نيتشر" دراسة رائدة في 23 أبريل/نيسان 2025، كشفت عن نتائج غير متوقعة في ما يتعلق بالهوية الجينية لسكان قرطاج في العصور القديمة، وهو ما يمثّل "تحوّلاً كبيراً في فهمنا لأصول الحضارة القرطاجية"، وفق الباحث في التاريخ والأكاديمي في الجامعة التونسية بولبابة النصيري.
وأجرى الدراسة فريق يتكون من علماء الوراثة من جامعة "هارفارد" ومعهد "ماكس بلانك" في ألمانيا، واستُخدمت خلالها تقنيات حديثة لتحليل الحمض النووي المستخرج من بقايا بشرية قديمة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تجاوزت قيمة هذه الدراسة 7 ملايين دولار، وفق النصيري، الذي يؤكد أن فريق البحث استخدم أحدث التقنيات المستعملة في تحليل الحمض النووي، ما يجعل من نتائجها "اكتشافاً علمياً هاماً".
تصحيح التاريخ
من المعتقد منذ زمن طويل، استناداً إلى القصص والأساطير القديمة، أن مدينة قرطاج تأسست في القرن التاسع قبل الميلاد على يد أميرة فينيقية تدعى أليسار (ديدو)، فرت من مدينة صور، في لبنان الحالي.
الأسطورة التي تقول إن أليسار اشترت مقابل جلد ثور الأرض التي أسست عليها قرطاج، تحوّلت في الوعي الجمعي إلى رمز للذكاء السياسي الذي أسس أقوى الحضارات القديمة ونسبها إلى الفينيقيين.
لكن الدراسة الجديدة وفق النصيري، وهي "الأكبر من نوعها لكنها ليست الوحيدة"، قامت بتحليل جينات 203 أفراد من مواقع أثرية في قرطاج وصقلية وسردينيا وجنوب إسبانيا، يعود تاريخها إلى عام 1200 قبل الميلاد.
وقد جاءت نتائج الدراسة لتقدم رواية مختلفة "نسفت كل الروايات السائدة طيلة قرون طويلة"، وفق المؤرخ التونسي الذي أوضح أن "النتائج أظهرت أن البصمة الوراثية للفينيقيين في سكان قرطاج كانت منخفضة للغاية، مقارنة بنسبة كبيرة من الأصول المحلية الشمال أفريقية".
تأثير ثقافي
بناء على ما جاء في هذه الدراسة، فإن التأثير الفينيقي في المنطقة لا يتعدى حدود التأثير التجاري والثقافي، ويتعلق بنشر الأبجدية والتقاليد الدينية وبعض الأساليب المعمارية، لكن الفينيقيين "لم يشكّلوا غالبية سكان قرطاج"، يقول النصيري، الذي يلفت إلى أن "الفينيقيين الذين جاؤوا إلى قرطاج وعددهم قليل لا يتجاوز 70 فرداً، وفق بعض الروايات، جاؤوا كلاجئين وليس كغزاة أو مستعمرين".
ويتابع: "الفينيقية ليست حضارة، بل هي صفة وهم تجار كانت بينهم عداوات كثيرة، وهو ما أجبر عدداً منهم للجوء إلى قرطاج التي كانت في تلك الفترة تعرف أنها أرض السلم والتسامح".
يؤكد المتحدث أن قرطاج حضارة عريقة، وأنها تفرّدت بكونها حضارة قوانين وتشريعات، فقد "سنّت أول دستور في العالم وقوانين تكفل حقوق النساء والأطفال والمسنين. كما أنها منحت النساء حقوقاً لا تزال دول عدة تناضل من أجل نيلها، مثل الحق في ملكية الأرض وفي الإرث وفي الإجهاض".
وبناء على هذه الدراسة يقول النصيري: "سيكون من المهم إعادة كتابة التاريخ بناء على ما كشفه العلم، لا استناداً إلى روايات سادت لقرون طويلة دون إثبات علمي لها".
ويشدد على أن الحضارة القرطاجية هي "ابنة بيئتها" ونتاج محلي لشعوب المنطقة الأصليين وليست نتيجة للاستعمار الخارجي.
ويتابع: "الأمر هنا لا علاقة به بالأصول الجينية بقدر ما هو مرتبط بالهوية قبل كل شيء".
ويلفت إلى أن هذه الدراسة تفند كل الروايات والأساطير التي تم تداولها لعقود طويلة، لتؤكد أن قرطاج "كانت حضارة محلية ذات جذور وهوية محلية".
الدراسة أحدثت ضجةً كبيرةً في تونس، وتناولها في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من المتخصصين في التاريخ، الذين أكدوا أن هناك الكثير من المغالطات في هذه السردية، متمسكين بالرواية المتعارف عليها تاريخياً والتي أثبتها كبار المؤرخين في تونس والعالم. أما البعض الآخر من المتمسكين بنظرية الهوية القرطاجية، فقد اعتبروا أن هذه الدراسة تشكّل "قنبلة" لا بدّ من الاستناد إليها لتصحيح التاريخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حقق العلماء الألمان اكتشافا ثوريا، حيث أظهروا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وجود اتصال عصبي لغوي بين قرود الشمبانزي، بينما كان يُعتقد سابقا أنه سمة بشرية بحتة. واتضح أن نظام الاتصال المعقد نشأ منذ حوالي سبعة ملايين عام عند السلف المشترك للبشر الحديثين والشمبانزي. ويغير هذا الاستنتاج جذريا المفاهيم حول التطور النطقي ويوسع آفاق البحث في القدرات الفكرية للرئيسيات. ولفتت الحزمة المقوسة (Arcuate Fasciculus, AF) انتباه العلماء بشكل خاص، وهي حزمة من الألياف العصبية تربط بين مناطق اللغة في الدماغ. وتربط هذه الحزمة لدى البشر المناطق الصدغية والجبهية، مما يوفر الوظيفة النطقية المعقدة. وأصبح من المعروف الآن وجود هيكل مماثل لدى الشمبانزي، وإن كان أقل تطورا. بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أن الحزمة المقوسة عند الشمبانزي تتفاعل مع التلفيف الصدغي الأوسط، وهو ما كان يُنسب سابقا إلى البشر فقط. واستخدم الباحثون من معهد "ماكس بلانك" الألماني للعلوم الإدراكية وعلوم الدماغ التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة لتحليل أدمغة 20 شمبانزي، شملت حيوانات من حدائق الحيوان وأخرى برية نفقَت بشكل طبيعي في غابات إفريقيا. وقال ألفريد أنواندر المؤلف الرئيسي للدراسة: "تمكَّنَا من تصوير المسار التفصيلي للألياف العصبية بين مناطق الدماغ المختلفة بدقة غير مسبوقة". وكشفت النتائج وجود اتصال واضح بين الحزمة المقوسة والتلفيف الصدغي الأوسط في كل دماغ تم فحصه، وهو اكتشاف يُناقض الافتراضات السابقة بأن هياكل اللغة الدماغية تطورت حصريا عند البشر. وأوضحت أنجيلا دي فريديريتشي مديرة قسم علم النفس العصبي والمشاركة في الدراسة: "كان يُعتقد سابقا أن البنى التشريحية الداعمة للغة ظهرت لدى البشر فقط. لكن نتائجنا تُغيِّر جذريا فهمنا لأصل اللغة والإدراك في سياق التطور". وأثبتت الدراسة أن الأساس العصبي للتواصل المعقّد كان موجودا بالفعل لدى السلف المشترك للإنسان والشمبانزي قبل نحو 7 ملايين سنة. ورغم أن هذه الوصلة العصبية لا تدعم لغة معقدة كتلك البشرية لدى الشمبانزي، إلا أنها ربما شكَّلت اللبنة الأولى لتطور الكلام البشري.


شبكة النبأ
منذ 2 أيام
- شبكة النبأ
الطاقة النظيفة: حل مُلحّ وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية
تزداد الحاجة إلى الطاقة النظيفة إلحاحًا، وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التي وصلت إلى مستويات قياسية مؤخرًا، وتسبّبت في موجات حرّ قاسية، وسيؤدي التآزر بين الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء دورًا محوريًا في بناء مستقبل طاقة نظيفة، بدوره، يعزز تطوير أنظمة الطاقة الكهروضوئية ونظام تخزين الكهرباء حلول الطاقة المتكاملة... تزداد الحاجة إلى الطاقة النظيفة إلحاحًا، وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التي وصلت إلى مستويات قياسية مؤخرًا، وتسبّبت في موجات حرّ قاسية، وسيؤدي التآزر بين الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء دورًا محوريًا في بناء مستقبل طاقة نظيفة، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدوره، يعزز تطوير أنظمة الطاقة الكهروضوئية ونظام تخزين الكهرباء حلول الطاقة المتكاملة التي تدعم استقرار الشبكة، وترسّخ استقلال الطاقة، وتضمن إمكان استعمال الطاقة المتجددة عند الحاجة. تجدر الإشارة إلى أن عام 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث وصلت درجات الحرارة العالمية إلى 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهذا يتجاوز هدف الـ 1.5 درجة مئوية الذي حدّده اتفاق باريس للمناخ، ما يشير إلى أزمة مناخية حادّة. السبب الجذري للاحترار العالمي يكمن السبب الجذري لظاهرة الاحترار العالمي في الانبعاثات المفرطة لثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، خصوصًا من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء، ومن الواضح أن توليد الكهرباء والتدفئة يُسهمان بشكل رئيس في هذه المشكلة، حيث بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من هذا القطاع 16.23 مليار طن عام 2021، أي ما يعادل 43.06% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. في المقابل، فاقمَ هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري ظاهرة الاحتباس الحراري، وأدى إلى ظواهر مناخية أكثر تواترًا وقسوة، مثل حرائق الغابات وموجات الحر وارتفاع منسوب مياه البحار، ولتخفيف هذه الآثار والحدّ من المزيد من الأضرار، يجب على العالم الانتقال إلى حلول الطاقة النظيفة التي تُخفّض انبعاثات الكربون بشكل كبير، وتُوفّر مسارًا مستدامًا للمضي قدمًا. من ناحية ثانية، يكتسب التحول إلى الطاقة النظيفة زخمًا متزايدًا، وفي عام 2023، جاءت 91% من سعة الكهرباء الجديدة من مصادر متجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفي النصف الأول من عام 2024، استقطب قطاع الطاقة المتجددة استثمارات تجاوزت 313 مليار دولار. حل الطاقة الشمسية أصبحت الطاقة الشمسية، على وجه الخصوص، أكثر كفاءةً وفعاليةً، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع، وبين عامي 2012 و2024، انخفضت تكلفة الألواح الكهروضوئية في الصين بنسبة 87%، بينما انخفضت التكلفة العالمية الموحّدة للكهرباء الناتجة عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 89% بين عامي 2010 و2022، لتصل إلى 0.049 دولار/كيلوواط/ساعة فقط، وفي الوقت نفسه، ارتفعت كفاءة الألواح من 14% إلى 24%، وجعلت هذه التطورات الطاقة الشمسية من أكثر حلول الطاقة المتجددة سهولةً في الوصول إليها، سواءً للمشروعات السكنية أو للمرافق العامة. وأصبحت الألواح الشمسية، حاليًا، أكثر كفاءةً وصغرًا، حيث تشغل مساحةً أقل مع توليد كهرباء أكثر، مما ينطوي على آثار كبيرة في قابلية توسعة أنظمة الطاقة الشمسية، خصوصًا في المناطق الحضرية أو المواقع ذات المساحة المحدودة. التحسينات التكنولوجية عززت التحسينات التكنولوجية متانة الألواح، وقلّلت من تدهورها، وأطالت عمرها الافتراضي، ويضمن الجمع بين الكفاءة العالية والموثوقية المُحسّنة وطول العمر الافتراضي أن تظل الطاقة الشمسية حجر الزاوية في التحول الأخضر العالمي. وشهدت هذه الصناعة في عام 2016 نقطة تحول رئيسة، مع طرح تقنية الباعث الخامل والاتصال الخلفي، التي حسّنت كفاءة الخلايا الشمسية بشكل ملحوظ، حيث تولّد المزيد من الكهرباء من كمية ضوء الشمس نفسها، مقارنةً بالخلايا متعددة البلورات التقليدية. وبحلول عام 2022، ظهرت تقنية الاتصال الخامل بأكسيد النفق توبكون (TOPCon)، من النوع إن، ما يوفر كفاءة أعلى وأداءً أفضل على المدى الطويل، وتعزز خلايا توبكون إنتاج الكهرباء من خلال ابتكارات مثل طبقة أكسيد النفق التي تقلل من فقدان الطاقة، والمعالجات السطحية المتقدمة التي تُحسّن تدفق الكهرباء وتُقلل من تدهور الأداء، تمكّن هذه التحسينات تقنية توبكون من الوصول إلى كفاءة نظرية تبلغ 28.7%، وهي نسبة أعلى بكثير من كفاءة الباعث الخامل والاتصال الخلفي البالغة 24.5%. دور الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالميًا في المستقبل، ستؤدي الطاقة الشمسية الكهروضوئية دورًا أكبر في نظام الطاقة العالمي، وستقود الخلايا الشمسية الترادفية، التي تدمج تقنيات توبكون الحالية مع تقنيات الخلايا الأخرى، الموجةَ المقبلة من الابتكار، ما يعزز الكفاءة، ونتيجة لاستمرار انخفاض تكاليف التصنيع، سيتسارع اعتماد الطاقة الشمسية في جميع القطاعات، ما يساعد العالم على التحول إلى مستقبل منخفض الكربون، وستكون السياسات الحكومية حاسمة لاستمرار نمو صناعة الطاقة الشمسية. من ناحيتهم، يحتاج صانعو السياسات إلى تهيئة بيئات داعمة لاستثمارات الطاقة المتجددة، وتقديم حوافز للتقنيات النظيفة، ودعم البحث والتطوير، ومن خلال تشجيع الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة، يمكن للحكومات تسريع التحول نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة.


ليبانون 24
منذ 4 أيام
- ليبانون 24
صاروخ يمني يهزّ واشنطن.. رعبٌ يلاحق "طائرة خارقة"!
قال موقع "ناشونال إنترست" إن صاروخاً أطلقه الحوثيون كاد يسقط جوهرة التاج في ترسانة المقاتلات الأميركية إف-35 ، لولا اتخاذها إجراء مراوغاً. وتساءل التقرير عن أنه "كيف يمكن لأميركا تنفيذ عمليات جوية فعالة ضد خصم أكثر تطوراً، إذا كانت "الجماعة المتخلفة" في اليمن قادرة على تعطيل عملياتها بهذه السهولة؟". وأوضح الموقع - في تقرير بقلم المتخصص في الدفاع والأمن هاريسون كاس- أن هذا الحادث أثار تساؤلات عن قدرة إحدى أكثر المقاتلات الأميركية تقدما على الصمود، كما خلق مخاوف تتعلق بمدى فاعلية نظام الدفاع الجوي الحوثي البسيط نسبيا في إعاقة العمل الأميركي. وكتب المحلل العسكري غريغوري برو على موقع إكس أن "الدفاعات الجوية الحوثية كادت تصيب طائرات أميركية عدة من طراز إف-16 وطائرة من طراز إف-35، مما زاد من احتمال وقوع خسائر بشرية أميركية". وأضاف أن الحوثيين نجحوا في إسقاط "7 طائرات أميركية مسيرة من طراز إم كيو-9، تبلغ قيمة كل منها حوالي 30 مليون دولار، مما أعاق قدرة القيادة المركزية على تتبع الجماعة وضربها". وتساءل الموقع عن مدى ضعف المقاتلات الأميركية أمام نظام الدفاع الجوي الحوثي الذي وصفه بأنه بدائي، ولكنه فعال، موضحا أنه سريع الحركة وأن بساطته تساعده على تجنب الكشف المبكر من قبل المعدات الأميركية المتقدمة. وقال موقع "ذا وور زون" إن الدفاعات الصاروخية الحوثية تشمل "العديد من صواريخ سام المرتجلة التي تستخدم أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء السلبية غير التقليدية، وصواريخ جو-جو مجهزة بدقة، لا توفر سوى إنذار مبكر ضئيل أو معدوم للتهديد، فضلا عن الهجوم القادم". ويمتلك الحوثيون أيضاً بعض الأنظمة الحديثة بفضل إيران -حسب ناشونال إنترست- مثل صواريخ سام "برق-1" و"برق-2″، ولا تزال القدرات الدقيقة لصواريخ سام الإيرانية غير واضحة، لكن الحوثيين يدّعون أن مداها الأقصى يبلغ 31 ميلا و44 ميلا، ويمكنها إصابة أهداف على ارتفاع 49 ألف قدم و65 ألف قدم على التوالي. وأشار الكاتب إلى أن أنظمة "برق" مبنية على عائلة صواريخ "تاير" الإيرانية، وبعضها مزود برادارات مدمجة"، حسب ما أفاد موقع "ذا وور زون"، "كما ورد أن بعض أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية القادرة على إطلاق نسخ مختلفة من تاير مزودة بكاميرات كهروضوئية، تعمل بالأشعة تحت الحمراء للمساعدة في رؤية الهدف وتحديده وتتبعه". وبجسب الكاتب، فقد أثار الحادث بين طائرة إف-35 الأميركية وصاروخ سام الحوثي تساؤلات حول الصراعات الكبرى، فإذا نجحت جماعة متمردة متخلفة في تعطيل العمليات الجوية الأميركية فوق اليمن، وسأل: "كيف تتوقع الولايات المتحدة إجراء عمليات جوية فعالة في المجال الجوي لعدو أكثر تطورا؟ وإذا كانت طائرة إف-35، وهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس ذات مقطع راداري منخفض للغاية، عرضة لدفاعات صواريخ أرض-جو من حقبة الحرب الباردة، فكيف سيكون أداؤها هي وغيرها في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة؟".