
محمد الخروبي: هدفي إخراج الحرف من اللغة المكتوبة إلى الوجدان والبصيرة
احتضنت دار كريسته في المدينة القديمة، السبت، النسخة التاسعة من معرض دواية للحروفيات للفنان التشكيلي محمد الخروبي، الذي تنظمه مؤسسة دواية في العاصمة طرابلس، وقدم خلاله الفنان أعمالا حروفية جديدة وبروح ورؤية مختلفتين.
الخروبي أراد التعريف بذلك في مطوية المعرض بقوله: «إننا هنا أمام صورة مجردة للحرف تخرجه من إطاره اللغوي إلى بعده البصري، ومن معناه الظاهر إلى معنى آخر محتمل، يضعه في سياق تأملي يقدم الشكل على المضمون، مستبعدا التفسير مستحضرا التأويل».
هذا الطرح، كما يراه الفنان محمد الخروبي، لا يلغي كينونة الحرف، وإنما يضعه في مشهد يستبعد القراءة ويقصي أدوات الكتابة، مستدعيا البصيرة قبل البصر في رسالة فحواها «أنا أرسم إذن أنا موجود، فما علينا إلا أن نتقن ما نفعل ونفعل ما نحب، ليرانا الآخر كما نحن».
وفي تدوينة أخرى على صفحات المطوية، أوضح أكرم الأرناؤوطي: «تأويل الحرف يهدف إلى صنع أفق للإبداع الفكري والحضور الجمالي، أفق تسرح فيه الأبصار لتتجاوز القريب المتناول إلى البعيد المتأول، لإيجاد حياة أخرى له دون حياة اللغة المكتوبة، حياة تشكل الوجدان وتخاطب البصيرة، هي مشاهدة للحرف، لنكون شهودا بأبصارنا، دليلا وبرهانا على سحر حروفنا وعلو بيانها».
على هامش المعرض تواصلنا مع الفنان الخروبي، وسألناه عن فكره الجديد في أعماله
قال الخروبي: «الحروف في هذه النسخة تخرج من تحت الخلفيات دون أن أقصد إظهارها، فلا توجد فرشة لبروز هذه الألوان، وجعلت الخلفية هي الحرف والسطح هو اللون، والمعروف عن الحروفية أننا نكسي بها قاعدة الحرف، وهنا تمكنا من كسر الأدوات، إذ لم أستخدم أي فرشة للكتابة ولا القصب، وما فعلته أن الأرضية في الأساس هي ملونة، وقمت بتغطيتها، ونرى في لوحات أخرى ما يشبه اللون أو جزء كبير من اللوحة لا يشغلها الخط».
هل يعني ذلك الخروج باللوحة من خانة التصنيف؟
نعم، فبإمكانك الخروج من العمل الواحد بأكثر من تفسير أو تأويل، وهذا جزء من فلسفة المعرض، وهنا نبحث عن البصيرة لا البصر، والتفاعل مع ما تعكسه اللوحة داخل خيال المتلقي، بالإضافة إلى أنها قد تعطي للمتلقي فرصة تأويلها لحرف، فمن المحتمل أن يرى زائر أجنبي النقطة داخل إطار أو حرف بمنظور حرف إنجليزي «O».
شاهدنا في بعض صور اللوحات ما يشبه مشغولا يدويا تم توظيفه حروفيا؟
نعم، هو نول يدوي قمت بإعداد قياساته وأبعاده، وتصميمه بالخيوط التي أرغب في استعمالها، وقام صانع النول الحائك عبدالباسط التاجوري بتنفيذ المواصفات، وكنت مجبرا على تصميم شكل هندسي، وهو المربع، بحكم أن صانع النول محكوم أيضا بهذا القياس من حيث الطول والعرض.
وماذا عن استخدامك الألوان ودرجاتها؟
حاولت ألا تكون الألوان فاقعة، وجعلتها إن صح الوصف تسلم لبعضها البعض، أضف أن المواد الخام استخدمت فيها قصاصات الورق وأكليرك على ورق، والملاحظ فيما يخص النسيج أو الكليم وجوده بالسمة الشكلية نفسها في بعض اللوحات، أي الروح نفسها وفكرة النسيج، لكن الفرق هو في المادة الخام، في اللوحة باللون، وفي الكليم النول، ويمكن اعتبار فكرة استخدامي النول وكأنها تتويج لمسار رحلتي مع الألوان والورق. كما حاولت أن تتناغم الأعمال في روح واحدة، وهي النسيج.
لاحظنا أيضا وجود حرف النون كتيمة مشتركة في أعمالك؟
النص القرآني يؤكد أهمية هذا الحرف في سورة تبدأ بحرف النون، وهي القلم. هذا الارتباط لم يأت من فراغ عدا أن الشروح تنطلق من سؤال: لماذا حرف النون تحديدا؟ تتعدد التفسيرات، فمنها مثلا رمزيته لحوت يونس عليه السلام، وغيرها، والمعني في ذلك دلالته الروحية، أي إذا ما وجد النون والقلم فهناك علاقة ما، وفي اللوحة يبقى شكلا تكوينيا، أي لا يهمني إن كان الحرف نون أو باء بحكم تجاوزي ماهية الحرف إلى مغزاه التأويلي، فأحيانا لا أضع نقاطا على الحروف أو أضع شدة أو دائرة صغيرة داخله.. كل ذلك للحصول على شكل هندسي فني متعدد الدلالات.
دعاية لمعرض تأويل الخاص بالفنان محمد الخروبي. (الإنترنت)
إحدى أعمال الفنان محمد الخروبي في معرضه، 12 أكتوبر 2024. (الإنترنت)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- الوسط
معرض فوتوغرافي يحتفي بجماليات المدينة القديمة للفنان سالم أبوديب (صور)
شهدت دار كريسته للفنون، يوم الثلاثاء، افتتاح المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب، الذي وثّق بعدسته جماليات المدينة القديمة في مناسباتها الدينية والاجتماعية. كما سلّط الضوء على روعة المعمار في البيوت والمساجد ومعالم أخرى مميزة. وعبر مسيرته الطويلة مع الكاميرا، اختار الفنان سالم أبوديب 100 صورة من بين حوالي 5000 صورة، ليقدم ما يمكن وصفه بالبطاقة الفوتوغرافية للمدينة القديمة. - - لم يكتفِ أبوديب بتصوير المباني وهندستها المعمارية، بل ركّز أيضًا على توثيق الحضور البشري والتفاعل الاجتماعي الذي يسهم في تشكيل هوية المدينة وطقسها الثقافي والاجتماعي. تعكس لوحات أبو ديب جماليات الأماكن التقليدية والمعمار التاريخي، وتحمل دلالة عن تاريخ المدينة أو نقاطها البارزة. كما أن اللوحات تضيف لمسة من الطابع الثقافي والفني إلى المكان، وتثير النقاش والإلهام من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط) من أجواء المعرض الفوتوغرافي للفنان سالم أبوديب بدار كريسته للفنون،. (بوابة الوسط)


الوسط
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- الوسط
تعرف على الفائز بجائزة أفضل رواية بمعرض القاهرة للكتاب
تحصلت مؤسسة «غايا للإبداع» على جائزة أفضل رواية للعام 2025 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56 التي اختُتمت في الخامس من فبراير الجاري. حيث فازت بالجائزة رواية «جزيرة هرموش» للكاتب محسن يونس الصادرة عن المؤسسة، التي تتناول فكرة صدفة الحصول على ثروة وكيف يمكن لها تغيير شخصية الإنسان وتسقطه في تحولات جذرية وتزرع بداخله رغبة شجاعة في الحصول على المزيد. عن محسن يونس صدر للكاتب محسن يونس العديد من الأعمال الأدبية منها مجموعة القصصية بعنوان «الأمثال»، والعام 1989 صدرت له مجموعة ثانية بعنوان «الكلام هنا للمساكين»، وعن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت له العام 1992 مجموعة «الأمثال في الكلام تضيء»، و رواية «يوم للفرح». ومن إصدارته أيضًا رواية «حلواني عزيز الحلو»، و«بيت الخلفة»، و«خرائط التماسيح»، و«حسن السماع وطيب المقام»، وقدم يونس مجموعة أعمال موجهة للأطفال منها «هذا من فعل السلطان»، لـ«غز الشعلة الراقصة»، أو «اختفاء الروبوت سمسم».


الوسط
١٩-٠١-٢٠٢٥
- الوسط
بيت نويجي يستقبل حفل توقيع ومعرضًا فنيًا لفنان الكوميكس محمد بالحاج
شهدت قاعة بيت نويجي للثقافة، أمس السبت، حفل توقيع كتاب «حكايات» لفنان الكوميكس محمد بالحاج، ومعرضًا فنيًا لمجموعة من أعمال الفنان في مجال القصة المصورة. استهل الفنان محمد الخروبي الحفل بتقديم إضاءة عن سيرة الفنان محمد بالحاج في مجال الرسم، وتحديدًا فن الكوميكس بداية من مجلة الأمل ومطبوعات أخرى قدم خلالها مجموعة من الأعمال التي جمعت بين الفن والفكرة في قالب تربوي إرشادي. ولاحظ الخروبي ذلك في كتاب «حكايات» الذي يتناول نماذج من السلوكيات السلبية ومحاولة نقدها وإعطائها المسحة الليبية بحيث تغاير ما هو موجود في مجلات «ماجد»، و«العربي الصغير». وقدم الكاتب يونس الفنادي لمحة عن سيرة الفنان محمد بالحاج، معتبرًا إياه بمثابة الابن الروحي للرائدة خديجة الجهمي وتربي فنيًا في رعايتها، وتحديدًا في «مجلة الأمل». - - - وأوضح الفنادي علاقته بالفنان محمد بالحاج التي ترجع لسنوات الدراسة بثانوية سوق الجمعة التي شهدت وجود أعضاء هيئة تدريس أكفاء، وأجواء رائعة من الاهتمام والحرص كما ضمت المدرسة مجموعة من الفنانين في مادة الرسم مثل خليفة الأزهري ورمضان عرفة وعبدالحميد قشوط، مشيرًا إلى أن بالحاج يعد امتدادًا لتجربة الفنان الراحل منير دوزان. انطباع غير صحيح ومن جانبه أوضح الفنان وائل الرعوبي أن الكوميكس كـ«فن تاسع» يفهم منه أنه موجه للأطفال، وهذا غير صحيح. فالأطفال كانوا ضمن الشريحة المستهدفة، والصحيح أن الجزء الأكبر من الكوميكس موجه إلى الناشئة والكبار والدليل على ذلك وجود جائزة في أميركا لهذا الفن باسم «جائزة إيسنر» وينظر لها كمعادلة لجائزة الأوسكار بالنسبة لصناعة القصص المصورة. وجاء اختيار الاسم تكريمًا للكاتب والفنان ويل إيسنر الذي أسهم بشكل كبير في إنتاج ما يعرف بالروايات المصورة، أي تحويل الرواية من الكتابة إلى رسوم. إضافة إلى جائزة أخرى في لبنان هي «مبادرة الصواف» احتفاء بمبدعي الكوميكس والروايات المصورة والفنون البصرية بصفة عامة. وبالعودة إلى أعمال بالحاج أشار الرعوبي إلى أهمية التعامل مع كتاب بالحاج على أنه للكبار، على الرغم من كونه رسم لفترة طويلة في مجلة الأمل. وأضاف الرعوبي أن ما يميز أسلوب بالحاج تحرره من قالب المربعات المعروف لدى فناني الكوميكس، واشتغاله على الكوادر المفتوحة. وتحدث الفنان محمد بالحاج بإيجاز عن رحلته مع الرسم وتجربته المهمة مع الكاتبة خديجة الجهمي، إضافة إلى محطاته في مجلتي «حب الرمان»، و«المؤتمر الصغير» وغيرهما. ثم اختمار هذه التجربة التي أراد تحويلها في شكل أعمال مضمومة في كتاب (حكايات) والعمل على إصدار كتب على ذات السياق في المستقبل القريب. الفنان محمد الخروبي أثناء مداخلته في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) الفنان محمد الخروبي في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) جانب من الحضور في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) الفنان محمد الخروبي في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) ملصق دعائي لكتاب «حكايات» للفنان محمد بالحاج في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) الفنان وائل الرعوبي الكاتب يونس الفنادي أثناء مداخلته في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط) الكاتب يونس الفنادي أثناء مداخلته في حفل توقيع كتاب فن الكوميكس «حكايات» في بيت نويجي أمس السبت. (بوابة الوسط)