#أحدث الأخبار مع #داركريسته,محمدالخروبي،,الخروبي,أكرمالأرناؤوطي,عبدالباسطالتاجوري,يونسالوسط١٧-١٠-٢٠٢٤ترفيهالوسطمحمد الخروبي: هدفي إخراج الحرف من اللغة المكتوبة إلى الوجدان والبصيرةاحتضنت دار كريسته في المدينة القديمة، السبت، النسخة التاسعة من معرض دواية للحروفيات للفنان التشكيلي محمد الخروبي، الذي تنظمه مؤسسة دواية في العاصمة طرابلس، وقدم خلاله الفنان أعمالا حروفية جديدة وبروح ورؤية مختلفتين. الخروبي أراد التعريف بذلك في مطوية المعرض بقوله: «إننا هنا أمام صورة مجردة للحرف تخرجه من إطاره اللغوي إلى بعده البصري، ومن معناه الظاهر إلى معنى آخر محتمل، يضعه في سياق تأملي يقدم الشكل على المضمون، مستبعدا التفسير مستحضرا التأويل». هذا الطرح، كما يراه الفنان محمد الخروبي، لا يلغي كينونة الحرف، وإنما يضعه في مشهد يستبعد القراءة ويقصي أدوات الكتابة، مستدعيا البصيرة قبل البصر في رسالة فحواها «أنا أرسم إذن أنا موجود، فما علينا إلا أن نتقن ما نفعل ونفعل ما نحب، ليرانا الآخر كما نحن». وفي تدوينة أخرى على صفحات المطوية، أوضح أكرم الأرناؤوطي: «تأويل الحرف يهدف إلى صنع أفق للإبداع الفكري والحضور الجمالي، أفق تسرح فيه الأبصار لتتجاوز القريب المتناول إلى البعيد المتأول، لإيجاد حياة أخرى له دون حياة اللغة المكتوبة، حياة تشكل الوجدان وتخاطب البصيرة، هي مشاهدة للحرف، لنكون شهودا بأبصارنا، دليلا وبرهانا على سحر حروفنا وعلو بيانها». على هامش المعرض تواصلنا مع الفنان الخروبي، وسألناه عن فكره الجديد في أعماله قال الخروبي: «الحروف في هذه النسخة تخرج من تحت الخلفيات دون أن أقصد إظهارها، فلا توجد فرشة لبروز هذه الألوان، وجعلت الخلفية هي الحرف والسطح هو اللون، والمعروف عن الحروفية أننا نكسي بها قاعدة الحرف، وهنا تمكنا من كسر الأدوات، إذ لم أستخدم أي فرشة للكتابة ولا القصب، وما فعلته أن الأرضية في الأساس هي ملونة، وقمت بتغطيتها، ونرى في لوحات أخرى ما يشبه اللون أو جزء كبير من اللوحة لا يشغلها الخط». هل يعني ذلك الخروج باللوحة من خانة التصنيف؟ نعم، فبإمكانك الخروج من العمل الواحد بأكثر من تفسير أو تأويل، وهذا جزء من فلسفة المعرض، وهنا نبحث عن البصيرة لا البصر، والتفاعل مع ما تعكسه اللوحة داخل خيال المتلقي، بالإضافة إلى أنها قد تعطي للمتلقي فرصة تأويلها لحرف، فمن المحتمل أن يرى زائر أجنبي النقطة داخل إطار أو حرف بمنظور حرف إنجليزي «O». شاهدنا في بعض صور اللوحات ما يشبه مشغولا يدويا تم توظيفه حروفيا؟ نعم، هو نول يدوي قمت بإعداد قياساته وأبعاده، وتصميمه بالخيوط التي أرغب في استعمالها، وقام صانع النول الحائك عبدالباسط التاجوري بتنفيذ المواصفات، وكنت مجبرا على تصميم شكل هندسي، وهو المربع، بحكم أن صانع النول محكوم أيضا بهذا القياس من حيث الطول والعرض. وماذا عن استخدامك الألوان ودرجاتها؟ حاولت ألا تكون الألوان فاقعة، وجعلتها إن صح الوصف تسلم لبعضها البعض، أضف أن المواد الخام استخدمت فيها قصاصات الورق وأكليرك على ورق، والملاحظ فيما يخص النسيج أو الكليم وجوده بالسمة الشكلية نفسها في بعض اللوحات، أي الروح نفسها وفكرة النسيج، لكن الفرق هو في المادة الخام، في اللوحة باللون، وفي الكليم النول، ويمكن اعتبار فكرة استخدامي النول وكأنها تتويج لمسار رحلتي مع الألوان والورق. كما حاولت أن تتناغم الأعمال في روح واحدة، وهي النسيج. لاحظنا أيضا وجود حرف النون كتيمة مشتركة في أعمالك؟ النص القرآني يؤكد أهمية هذا الحرف في سورة تبدأ بحرف النون، وهي القلم. هذا الارتباط لم يأت من فراغ عدا أن الشروح تنطلق من سؤال: لماذا حرف النون تحديدا؟ تتعدد التفسيرات، فمنها مثلا رمزيته لحوت يونس عليه السلام، وغيرها، والمعني في ذلك دلالته الروحية، أي إذا ما وجد النون والقلم فهناك علاقة ما، وفي اللوحة يبقى شكلا تكوينيا، أي لا يهمني إن كان الحرف نون أو باء بحكم تجاوزي ماهية الحرف إلى مغزاه التأويلي، فأحيانا لا أضع نقاطا على الحروف أو أضع شدة أو دائرة صغيرة داخله.. كل ذلك للحصول على شكل هندسي فني متعدد الدلالات. دعاية لمعرض تأويل الخاص بالفنان محمد الخروبي. (الإنترنت) إحدى أعمال الفنان محمد الخروبي في معرضه، 12 أكتوبر 2024. (الإنترنت)
الوسط١٧-١٠-٢٠٢٤ترفيهالوسطمحمد الخروبي: هدفي إخراج الحرف من اللغة المكتوبة إلى الوجدان والبصيرةاحتضنت دار كريسته في المدينة القديمة، السبت، النسخة التاسعة من معرض دواية للحروفيات للفنان التشكيلي محمد الخروبي، الذي تنظمه مؤسسة دواية في العاصمة طرابلس، وقدم خلاله الفنان أعمالا حروفية جديدة وبروح ورؤية مختلفتين. الخروبي أراد التعريف بذلك في مطوية المعرض بقوله: «إننا هنا أمام صورة مجردة للحرف تخرجه من إطاره اللغوي إلى بعده البصري، ومن معناه الظاهر إلى معنى آخر محتمل، يضعه في سياق تأملي يقدم الشكل على المضمون، مستبعدا التفسير مستحضرا التأويل». هذا الطرح، كما يراه الفنان محمد الخروبي، لا يلغي كينونة الحرف، وإنما يضعه في مشهد يستبعد القراءة ويقصي أدوات الكتابة، مستدعيا البصيرة قبل البصر في رسالة فحواها «أنا أرسم إذن أنا موجود، فما علينا إلا أن نتقن ما نفعل ونفعل ما نحب، ليرانا الآخر كما نحن». وفي تدوينة أخرى على صفحات المطوية، أوضح أكرم الأرناؤوطي: «تأويل الحرف يهدف إلى صنع أفق للإبداع الفكري والحضور الجمالي، أفق تسرح فيه الأبصار لتتجاوز القريب المتناول إلى البعيد المتأول، لإيجاد حياة أخرى له دون حياة اللغة المكتوبة، حياة تشكل الوجدان وتخاطب البصيرة، هي مشاهدة للحرف، لنكون شهودا بأبصارنا، دليلا وبرهانا على سحر حروفنا وعلو بيانها». على هامش المعرض تواصلنا مع الفنان الخروبي، وسألناه عن فكره الجديد في أعماله قال الخروبي: «الحروف في هذه النسخة تخرج من تحت الخلفيات دون أن أقصد إظهارها، فلا توجد فرشة لبروز هذه الألوان، وجعلت الخلفية هي الحرف والسطح هو اللون، والمعروف عن الحروفية أننا نكسي بها قاعدة الحرف، وهنا تمكنا من كسر الأدوات، إذ لم أستخدم أي فرشة للكتابة ولا القصب، وما فعلته أن الأرضية في الأساس هي ملونة، وقمت بتغطيتها، ونرى في لوحات أخرى ما يشبه اللون أو جزء كبير من اللوحة لا يشغلها الخط». هل يعني ذلك الخروج باللوحة من خانة التصنيف؟ نعم، فبإمكانك الخروج من العمل الواحد بأكثر من تفسير أو تأويل، وهذا جزء من فلسفة المعرض، وهنا نبحث عن البصيرة لا البصر، والتفاعل مع ما تعكسه اللوحة داخل خيال المتلقي، بالإضافة إلى أنها قد تعطي للمتلقي فرصة تأويلها لحرف، فمن المحتمل أن يرى زائر أجنبي النقطة داخل إطار أو حرف بمنظور حرف إنجليزي «O». شاهدنا في بعض صور اللوحات ما يشبه مشغولا يدويا تم توظيفه حروفيا؟ نعم، هو نول يدوي قمت بإعداد قياساته وأبعاده، وتصميمه بالخيوط التي أرغب في استعمالها، وقام صانع النول الحائك عبدالباسط التاجوري بتنفيذ المواصفات، وكنت مجبرا على تصميم شكل هندسي، وهو المربع، بحكم أن صانع النول محكوم أيضا بهذا القياس من حيث الطول والعرض. وماذا عن استخدامك الألوان ودرجاتها؟ حاولت ألا تكون الألوان فاقعة، وجعلتها إن صح الوصف تسلم لبعضها البعض، أضف أن المواد الخام استخدمت فيها قصاصات الورق وأكليرك على ورق، والملاحظ فيما يخص النسيج أو الكليم وجوده بالسمة الشكلية نفسها في بعض اللوحات، أي الروح نفسها وفكرة النسيج، لكن الفرق هو في المادة الخام، في اللوحة باللون، وفي الكليم النول، ويمكن اعتبار فكرة استخدامي النول وكأنها تتويج لمسار رحلتي مع الألوان والورق. كما حاولت أن تتناغم الأعمال في روح واحدة، وهي النسيج. لاحظنا أيضا وجود حرف النون كتيمة مشتركة في أعمالك؟ النص القرآني يؤكد أهمية هذا الحرف في سورة تبدأ بحرف النون، وهي القلم. هذا الارتباط لم يأت من فراغ عدا أن الشروح تنطلق من سؤال: لماذا حرف النون تحديدا؟ تتعدد التفسيرات، فمنها مثلا رمزيته لحوت يونس عليه السلام، وغيرها، والمعني في ذلك دلالته الروحية، أي إذا ما وجد النون والقلم فهناك علاقة ما، وفي اللوحة يبقى شكلا تكوينيا، أي لا يهمني إن كان الحرف نون أو باء بحكم تجاوزي ماهية الحرف إلى مغزاه التأويلي، فأحيانا لا أضع نقاطا على الحروف أو أضع شدة أو دائرة صغيرة داخله.. كل ذلك للحصول على شكل هندسي فني متعدد الدلالات. دعاية لمعرض تأويل الخاص بالفنان محمد الخروبي. (الإنترنت) إحدى أعمال الفنان محمد الخروبي في معرضه، 12 أكتوبر 2024. (الإنترنت)