logo
الحرب في الشرق الأوسط .. بين التهديد النووي وصراع النفوذ

الحرب في الشرق الأوسط .. بين التهديد النووي وصراع النفوذ

عمونمنذ 7 ساعات

أثارت الحرب بين إسرائيل وإيران التساؤلات بشأن المغزى الحقيقي من وراء تلك الحرب، وفيما إذا كان الهدف المعلن ألا وهو تدمير القدرات النووية الإيرانية يشكّل الهدف الحقيقي أم أن هناك أهدافا أخرى غير معلنة، مع ضرورة الإشارة إلى إعلان إيران إلى أن تخصيب اليورانيوم إنما يتم لأغراض سلمية، وليس لإنتاج سلاح نووي.
ولعلّ المراقب الحصيف توقع ذلك السيناريو، خاصة بعد توالي الأحداث منذ السابع من أكتوبر 2023 من جهة إضعاف وتحييد وكلاء إيران في المنطقة، ما يمكن معه القول إن حادثة السابع من أكتوبر أضرّت كثيراً بإيران، وأفادت الطرف الآخر. إضافة إلى تعثر المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران ما أدى ربما لقيام الولايات المتحدة بمنح ضوء أخضر (غير معلن) بشن تلك الحرب من أجل الضغط على إيران وجرّها إلى طاولة المفاوضات ضعيفة ومنهكة وغير متماسكة ما قد يؤدي إلى قيامها بتقديم تنازلات تؤدي إلى المضي قدماً في الوصول إلى اتفاق جديد ومختلف عن سابقه.
ومع التأكيد على أن المشروع النووي الإيراني كان، ولا يزال، يشكّل هاجساً، وربما تهديداً، لدى خصوم إيران وبعض جيرانها، على الأقل في العلن، إلا أن الحقيقة تبقى أن إيران ربما أبعد ما تكون عن إنتاج السلاح النووي، وهو ما أكده المدير العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في معرض حديثه ذات مرة عن المشروع النووي المذكور، وما أكدته أيضاً مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي قائلة بأن التقييمات الاستخبارية تشير إلى أن إيران لا تقوم حالياً بتصنيع قنبلة نووية، مع تأكيدها على أن إيران لا تقوم بإعادة تشغيل برنامج الأسلحة النووية الذي تم تعليقه في عام 2003.
وأياً كان الأمر، فإن التهويل من الخطر الإيراني كان أمراً مدروساً منذ مدة طويلة تمهيداً لتلك الضربة المباغتة، ليس فقط بسبب حالة الخشية من قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، وإنما أيضاً لأهداف لها علاقة بالهيمنة على المنطقة ما يستدعي ضرب إيران وإضعافها كونها تشكّل قوة إقليمية لا يستهان بها ربما تقف في وجه المشروع التوسعي النقيض. ولا بد من التأكيد هنا إلى أن قيام إيران باستخدام موضوع تخصيب اليورانيوم إنما كان لرغبتها في فرض نفسها كقوة إقليمية، وهو ما نجحت به إلى حد كبير لغاية السابع من أكتوبر من العام 2023.
ومن حيث العواقب، نشير هنا إلى أن الحرب الحالية لم تكن لتتوقف إلا بعد إضعاف قدرات إيران الصاروخية وتدمير منشآت التخصيب بالكامل تمهيداً لعزل إيران وتحجيم دورها في المنطقة ما قد يساهم في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقاً لمقاسات محددة ذات أبعاد جيوسياسية واستراتيجية بعيدة المدى. وذلك كله يشي بإمكانية تطبيق نظرية (الدومينو) على الحالة الراهنة في الشرق الأوسط، بحيث إن إضعاف إيران وتحجيم دورها قد يتبعه استهداف دول وازنة أخرى في المنطقة ليس فقط عسكرياً وإنما اقتصادياً وسياسياً، ما قد يشمل كل من تركيا والباكستان، وهو ما يبرر خشية كل من تركيا وباكستان من الحرب الحالية وتأثيراتها بعيدة المدى على الخريطة الجيوسياسية في المنطقة.
ومن حيث العواقب الاقتصادية، فإن استمرار تلك الحرب لفترة أطول كان من الممكن أن يحمل تداعيات سلبية على الاقتصاد الدولي، ما يشمل ارتفاع أسعار النفط والغاز نتيجة عدم الاستقرار في إنتاجها، والتأثير على الملاحة البحرية الدولية، مع ضرورة أخذ تهديدات إيران بشأن إغلاق مضيق هرمز بجدية، إذا ما علمنا أن ربع تجارة النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز وفقاً لبعض المختصين، مما يساهم في التأثير على إمدادات الطاقة إلى أوروبا، والتأثير على أمن الطاقة في العالم، وهو ما قد يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، كما أسلفنا.
إضافة إلى الآثار البيئية نتيجة تلك الحرب والخشية من تسرب إشعاعات ضارة نتيجة استهداف مواقع التخصيب الإيرانية، ما قد يؤدي إلى إزهاق حياة المدنيين الأبرياء، والخشية من امتداد تلك الآثار ربما إلى دول أخرى في المنطقة، خاصة في منطقة الخليج العربي، ما كان يستدعي معه أخذ الاحتياطات اللازمة ذات العلاقة لمنع تسرب أية إشعاعات ضارة.
خلاصة القول: إن الأهداف المعلنة من وراء تلك الحرب ربما تختلف عن الأهداف الحقيقية التي تهدف إلى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من منظور جيوسياسي وجيوستراتيجي لعقود طويلة قادمة، من أجل إخضاع دول المنطقة، خاصة الكبرى منها، تمهيدا لمنعها من أن تمارس دورها كقوى إقليمية وازنة من جانب، وتحسباً لأي (تهديد) عسكري أو نووي قد تشكله تلك الدول مستقبلاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: الضربات الأمريكية لم تدمر قدرات إيران النووية
تقرير: الضربات الأمريكية لم تدمر قدرات إيران النووية

الوكيل

timeمنذ 33 دقائق

  • الوكيل

تقرير: الضربات الأمريكية لم تدمر قدرات إيران النووية

الوكيل الإخباري- قال تقرير سري إن الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد 3 منشآت نووية إيرانية لم تتمكن من تدمير المكونات الأساسية لبرنامجها النووي، حيث اقتصرت على إعاقة تقدمها لبضعة أشهر فقط. ووفقا لتقييم أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، تتعارض النتائج الأولية مع التصريحات المتكررة للرئيس دونالد ترامب، التي أكد فيها أن الضربات دمرت بالكامل منشآت التخصيب النووي الإيرانية، وكذلك مع تصريحات وزير الدفاع بيت هيغسيث الذي قال إن الطموحات النووية الإيرانية "قد دمرت بالكامل". اضافة اعلان وأشار التقييم إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يتأثر بالضربات، كما أن أجهزة الطرد المركزي بقيت سليمة إلى حد كبير، مع وجود تقارير عن نقل اليورانيوم المخصب من المواقع قبل الضربات. ورد البيت الأبيض على هذا التقييم بالرفض، حيث وصفته المتحدثة الرسمية كارولين ليفيت بأنه "خاطئ تماما"، واتهمت مسؤولا منخفض المستوى في المجتمع الاستخباراتي بتسريبه لوسائل الإعلام بهدف التقليل من شأن الرئيس ترامب وتشويه سمعة الطيارين الذين نفذوا المهمة. من جانبه، واصل ترامب التأكيد على نجاح الضربات ووصفها بأنها "من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ"، مؤكدا أن المواقع النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". وأظهرت المعلومات أن الضربات التي نفذتها القاذفات الأمريكية من طراز بي-2 باستخدام قنابل ثقيلة زنة 30 ألف رطل على منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز لم تتمكن من القضاء الكامل على أجهزة الطرد المركزي أو اليورانيوم عالي التخصيب، حيث اقتصرت الأضرار على المنشآت فوق الأرض بما في ذلك البنية التحتية للطاقة والمرافق المستخدمة في تحويل اليورانيوم إلى معدن لصنع القنابل. وبينما أشار التقييم الإسرائيلي إلى أن الأضرار في منشأة فوردو كانت أقل من المتوقع، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن العمليات العسكرية المشتركة أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لمدة عامين، على افتراض قدرة إيران على إعادة البناء دون عوائق. لكن الخبراء يشككون في هذه التقديرات، حيث أشار جيفري لويس الخبير في شؤون الأسلحة إلى أن العديد من المنشآت النووية الرئيسية تحت الأرض بقيت سليمة ويمكن أن تشكل أساسا لإعادة إحياء سريع للبرنامج النووي. وفي تطور متصل، ألغيت إحاطات سرية كان مقررا عقدها لكل من مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين حول نتائج الضربات، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا الإلغاء، خاصة في ظل التناقض بين التصريحات الرسمية المتفائلة والتقييمات الاستخباراتية الأكثر تحفظا. كما أثيرت تساؤلات حول فعالية القنابل الأمريكية "محطمة القبو" في اختراق المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، حيث فضلت الولايات المتحدة استخدام صواريخ توماهوك في ضرباتها على أصفهان بدلا من هذه القنابل، بسبب شكوك في قدرتها على اختراق المستويات العميقة للمنشأة.

مصدر أمني إيراني: خسرنا عددا من العلماء ومع ذلك لم يتوقف...
مصدر أمني إيراني: خسرنا عددا من العلماء ومع ذلك لم يتوقف...

الوكيل

timeمنذ 33 دقائق

  • الوكيل

مصدر أمني إيراني: خسرنا عددا من العلماء ومع ذلك لم يتوقف...

الوكيل الإخباري- أكد مصدر أمني إيراني أن برنامج إيران النووي لن يتوقف بعد اغتيال إسرائيل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين خلال حملتها الجوية الجوية والاستخبارية ضد البلاد التي بدأت في 13 يونيو. وأوضح المصدر في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي" ردا على سؤال عما إذا كانت إيران قادرة على إحياء برنامجها النووي بعد اغتيال عدد كبير من علمائه: "لقد خسرنا عددا من العلماء، وإسرائيل قبل الحرب كانت تستهدف العلماء ومع ذلك لم يتوقف البرنامج النووي الإيراني، ولن يتوقف الآن". اضافة اعلان يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد شن عملية عسكرية واسعة النطاق فجر 13 يونيو، استهدفت خلالها الطائرات الحربية مواقع عسكرية ومنشآت البرنامج النووي الإيراني. وشملت الضربات موجات متتالية في مناطق مختلفة بإيران بما فيها العاصمة طهران، أسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين رفيعي المستوى، بينهم رئيس أركان الجيش الإيراني وقائد فيلق الحرس الثوري، بالإضافة إلى عدة علماء نوويين. وأمس الثلاثاء أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال بأن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن إيران لا تزال تمتلك منشآت صغيرة سرية لتخصيب اليورانيوم. ووفقا للمقال، ربما بَنت طهران مثل هذه المنشآت حتى تتمكن من مواصلة تطوير برنامجها النووي في حال تعرض منشآت أكبر لضربات. يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أعلن مساء الاثنين الماضي، عن موافقة إيران وإسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بينهما وذلك بعد مواجهة شهدت قصفا متبادلا على مدار 12 يوما بدأته تل أبيب في 13 يونيو الجاري.

صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز
صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز

عمون - وسط الجدل الذي أحدثه التقرير الأولي لوكالة مخابرات الدفاع، ذراع المخابرات الرئيسية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والذي أشار إلى عدم تدمير منشآت إيران النووية الثلاث "فوردو ونطنز وأصفهان" بالضربات الأميركية، السبت الماضي، أظهرت صور أقمار صناعية جديدة حجم الأضرار. فقد بينت تلك الصور الجديدة التي نشرتها شركة ماكسار تكنولوجيز، أضرارًا لحقت بالمنشآت الثلاث إثر الغارات الجوية الأميركية في 22 يونيو/حزيران. وأفادت "ماكسار" أن الصور فوق منشأة فوردو لتخصيب الوقود تُظهر حفرًا على طول الطرق المؤدية إلى مداخل الأنفاق. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية المنشورة التي تم التقاطها في 24 يونيو الحالي، حفر الغارات الجوية فوق قاعات الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط إيران، إذ بدت تلك الحفر مملوءة ومغطاة بالتراب بعد الضربات. كذلك بينت الصور التي تم التقاطها، أمس الثلاثاء، مداخل الأنفاق في منشأة أصفهان للتخصيب النووي في 20 يونيو (أعلى)، والأضرار الناجمة عن الغارات الجوية على مداخل تلك الأنفاق في 22 من الشهر عينه (أسفل). "أخرته فقط" أتى ذلك، بعدما كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز أن تقييما أوليا للمخابرات الأميركية خلص إلى أن الهجمات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع أخرت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط. وذكر اثنان من المصادر، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لتتسنى لهما مناقشة أمور سرية، أن التقرير الأولي أعدته وكالة مخابرات الدفاع، ذراع المخابرات الرئيسية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، وواحد من 18 وكالة مخابرات أميركية. خلاف كبير فيما أكد أحد المصادر أن التقييم لم يكن مقبولا بشكل عام وأثار خلافا كبيرا، لاسيما أن هذا التقييم السري يتعارض مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين كبار، منهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، إذ قالوا إن هجمات مطلع الأسبوع، التي استخدمت مزيجا من القنابل الخارقة للتحصينات والأسلحة التقليدية، قضت على أساس البرنامج النووي الإيراني. وقال ترامب إن الهجمات كانت ضرورية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، مضيفاً أن المواقع النووية المهمة "قُضي عليها تماما وبصورة كاملة". كما ذكر هيغسيث، يوم الأحد، أن الهجمات "محت" طموحات إيران النووية. في حين من المتوقع أن يكون تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية في فوردو وأصفهان ونطنز مهمة صعبة، علماً أن وكالة المخابرات الدفاعية ليست الوكالة الوحيدة المكلفة بهذه المهمة. وقال مسؤول أميركي آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة لا تعرف مدى الضرر حتى الآن. كذلك أكد أحد المصادر أنه لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران، بل ربما يكون البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهرا أو شهرين فحسب، وفق قوله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store