نجوم عالميون وحوارات ثريّة في ثالث أيام «البحر الأحمر السينمائي»
وتضمن اليوم الثالث من المهرجان جلستين حواريتين مع ألمع نحوم العالم العربي، من بينهم منى زكي، ضيفة الشرف، والنجمة المكرمة في المهرجان لهذا العام، وناقشت النجمة المحبوبة خلال جلستها عدة محاور من بينها، سعادتها بالنجاح الكبير لفيلم "رحلة 404" واصفةً هذا النجاح "بالصدفة الجميلة". كما تطرقت إلى الشخصيات التي تطمح لأدائها في أعمالها المستقبلية، مؤكدة حرصها الدائم على تقديم أدوار متنوعة تتحدى قدراتها وتظهر فنّها، وأعربت عن فخرها وامتنانها للتكريم الذي حظيت به من قِبل مهرجان البحر الأحمر.
كما تضمنت الجلسات الحوارية جلسة حصرية مع النجمين التركيان الأكثر شهرة إنجين ألتان دوزياتان ونورغول يشيلتشاي، ناقشا خلالها أدوارهما المميّزة، الّتي أسرت قلوب المشاهدين العرب، ومسيرتهما المهنيّة، واستراتيجيّاتهما للحفاظ على اهتمام الجمهور، وكيف يعتزمان تحسين صورتهما العامّة.
هذا واستقبلت السجادة الحمراء في اليوم الثالث من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2024 نخبة من نجوم السينما وطاقم عمل ثلاثة أفلام بارزة تُعرض لأول مرة عالميًا، أبرزها، الفيلم السعودي، "هوبال"، إخراج عبد العزيز الشلاحي، والفيلم المصري، "سكر: سبعبع وحبوب الخرزيز"، إخراج تامر مهدي، الذي صاحب عرضه فعاليات ترفيهية للأطفال، بحضور كوكبة من نجوم العالم العربي. بالإضافة للعرض الأول في العالم العربي للفيلم الوثائقي الفرنسي "سينما لوميير"، إخراج تيري فيرمو، والفيلم ذات الإنتاج المشترك "توليف وحكايات على ضفاف البوسفور"، إخراج زينة صفير.
كما شهد المهرجان أيضًا العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأفلام "لقتل حصان منغولي"، وفيلم "أغنية سيما"، والعرض الأول لدول مجلس التعاون الخليجي لفيلم "الفستان الأبيض" وفيلم "نابولي – نيويورك". وسار النجوم، والمخرجون، والمنتجون، وطاقم العمل الرئيسي من جميع الأفلام على السجادة الحمراء في ميدان الثقافة من قلب البلد جدة التاريخية وسط أجواء تحتفي بالتنوع الثقافي للسينما.
وشهد اليوم الثالث من المهرجان انطلاق فعاليات سوق البحر الأحمر؛ القلب النابض للمهرجان. حيث يلتقي صنّاع الأفلام المحليون والدوليون لاكتشاف فرص الأعمال، وبناء علاقات مهمة، واكتشاف مشاريع أصلية. ويُعدّ سوق البحر الأحمر ، الذي سيستمر حتى 11 ديسمبر، أكثر من مجرد مركز لتبادل الأعمال السينمائية؛ فهو السوق الرائد للأفلام في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يُقدّم أفضل المواهب العربية والإفريقية والآسيوية، ويوفر منصةً لعرض المشاريع السينمائية والتواصل مع صناع القرار الأكثر تأثيرًا في المنطقة بحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية.
ويقدم السوق، لحاملي شارات الانتساب لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، رؤى أساسية حول صناعة السينما، من خلال برامج عدة، من ضمنها "ندوات السوق، والتي استضافت ندوة بعنوان "استكشاف الرؤى والاتجاهات التلفزيونية"، واقدمها كل من ديفيد دافولي (رئيس القسم الدولي في أنونيموس كونتنت)، ونيكولاس وينستوك (مؤسس ورئيس استديوهات إينوفيشن، وتيما الشوملي (ممثلة، كاتبة، مخرجة، ومنتجة تنفيذية لمسلسل "مدرسة الروابي للبنات" والرئيسة التنفيذية والمنتجة التنفيذية لشركة فيلمزيون للإنتاج)، وريتيش سيدهواني (الشريك المؤسس لشركة إكسل إنترتيمنت). وأدار الحوار ديفيد تاغيوف (الرئيس التنفيذي لشركة لايبريري بيكتشرز إنترناشونال).
كما قدّم كل من الناقد السينمائي الشهير كليم أفتاب من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بمشاركة رئيس مهرجان كان السينمائي تييري فريمو، عبر برنامج "مواهب السوق" محاضرة استثنائية ناقشا خلالها الأفلام التي أثّرت بعمق على مسيرتهما المهنية وصقلت رؤيتهما السينمائية، تتيح هذه الجلسة المميزة فرصة نادرة لاستكشاف العقول الإبداعية لهذين الرمزين السينمائيين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ 16 ساعات
- مجلة هي
عطلات صيفية بتوقيع الضيافة الراقية في أفخم الفنادق والمنتجعات
ليست كل الرحلات الصيفية بحاجة إلى وجهة بعيدة فأحيانًا يكفي النظر خارج نافذة جناحك الفندقي لتبدأي مغامرة من نوع آخر، فهناك فنادق ومنتجعات لا تُشبه غيرها حيث تتنوّع تجارب الضيافة الصيفية هذا العام لتصبح انعكاسًا لعشق الفخامة الممتزجة بالحنين والهدوء، وترسم ملامح صيف مفعم بذكريات لا تُنسى، ومع اقتراب موسم العطلات الصيفية يتزايد البحث عن تجارب إقامة تعبّر عن أسلوب الحياة المعاصر من جهة، وتوفر مساحة للتأمل والراحة من جهة أخرى. واليوم ننتقي لك مجموعة مختارة من الفنادق الراقية المثالية لعطلات 2025 ، والتي تُعيد تعريف معنى الضيافة الصيفية لتصبح لحظات مُصاغة بعناية تجمع بين الذوق الرفيع والتواصل مع الذات. فندق ذا مارك نيويورك فندق ذا مارك نيويورك يقدم عطلة صيفية مفعمة بالأناقة بالقرب من سنترال بارك وفي قلب الجانب الشرقي الأعلى من مانهاتن يستقبل فندق "ذا مارك" نيويورك زواره هذا الصيف بأجواء راقية وخدمات مصممة بعناية لتلبية تطلعات الباحثين عن تجربة إقامة تجمع بين سحر المدينة وطابعها الثقافي الأنيق، ويقع الفندق داخل مبنى تاريخي يعود إلى عشرينيات القرن الماضي ويستوحي تصميمه الداخلي من أناقة هوليوود الكلاسيكية، بينما يقدم خدمات عصرية تلائم أنماط الحياة الراقية في فرصة لاكتشاف روح نيويورك بطريقة فريدة. وقد عُرف "ذا مارك" بكونه وجهة مفضلة للعديد من الشخصيات العالمية والمشاهير، كما يلفت الأنظار بلمساته الفريدة التي أضافها المصمم الفرنسي جاك جرونج، إذ تمكن من الحفاظ على الطابع الكلاسيكي للمكان مع دمج عناصر تصميمية حديثة وأثاث فاخر، ويمكن للضيوف الاستمتاع بإطلالات مدهشة على أفق المدينة من داخل الأجنحة والغرف الفسيحة، مثل بنتهاوس سنترال بارك الذي يضم خمس غرف نوم ويقع في الطابقين العلويين من الفندق. أجمل فنادق ومنتجعات لعطلات صيف 2025 الصورة من فندق ذا مارك نيويورك وبينما يستمتع الزوار بأجواء الفندق الداخلية يمكنهم أيضاً الانطلاق في رحلة بحرية على متن قارب "ذا مارك" الشراعي من طراز هيرشوف فئة S، الذي يبدأ موسمه الصيفي من مرسى نورث كوف في تريبيكا بدءاً من 24 مايو، وتستمر الجولة لمدة ساعتين في مياه ميناء نيويورك، وتوفر مشاهد بانورامية للغروب مثالية للاحتفال بالمناسبات الخاصة أو الاستمتاع بأمسية راقية مع الأصدقاء وسط أجواء حصرية. ويقع الفندق على بُعد خطوات معدودة من معالم نيويورك الأيقونية مثل سنترال بارك ومتحف متروبوليتان للفنون، كما يوفّر خيارات تسوق راقية حيث يمكن للضيوف استخدام خدمة النقل المجانية التي تأخذهم مباشرة إلى متجر "بيرجدورف جودمان" بعد ساعات الدوام الرسمية. كما يمكن حجز جناح "سلامبر بارتي" الذي يقدم تجربة مخصصة للأطفال تشمل خيمة داخل الغرفة، وفيلم عائلي مع الفشار والحليب بالشوكولاتة عند الوصول، ويُتاح أيضاً تنظيم نزهة خاصة في سنترال بارك بإشراف فريق الطهو بالفندق، لتكون تجربة الطعام في الهواء الطلق جزءاً من الذكريات المميزة. لابيتا دبي باركس آند ريزورتس فندق لابيتا دبي باركس آند ريزورتس مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الإجازات يفتح فندق لابيتا أبوابه أمام العائلات الباحثة عن تجارب صيفية مليئة بالمرح والاسترخاء في قلب دبي باركس آند ريزورتس، ويُعد لابيتا الفندق الوحيد في دبي الذي يحمل طابع جزر المحيط الهادئ، ويجمع بين ضيافة دافئة مستوحاة من الجزر الاستوائية وخدمة راقية تهتم بأدق التفاصيل، وتتميز ديكوراته بلمسات تقليدية كالأثاث القبلي والأسقف المصنوعة من الخيزران، مما يضفي إحساساً بالأصالة والدفء منذ لحظة الوصول. ويضم الفندق 504 غرفة، من بينها 60 جناحًا صُممت جميعها لتلبي احتياجات العائلات، كما تشمل المرافق بركتي سباحة على شكل بحيرة، ونهرًا بطيء الجريان يضفي أجواء استرخائية مثالية، إلى جانب منطقة لعب مخصصة للأطفال تعزز من متعتهم على مدار اليوم. ويقدّم الفندق عرضًا خاصًا يُتيح إقامة مجانية للأطفال تشمل الوجبات، مما يجعل من هذه التجربة فرصة فريدة لاستكشاف عالم ترفيهي واسع الطيف وسط أجواء مستوحاة من الثقافة البولينيزية. ويمكن أيضاً ضمن هذا العرض الدخول إلى مجموعة من المنتزهات الترفيهية التابعة لدبي باركس آند ريزورتس، مثل موشنجيت دبي وليغولاند دبي وحديقة ليغولاند المائية، إلى جانب ريفرلاند دبي و"ريال مدريد وورلد"، حيث تتنوع الأنشطة ما بين المغامرات السينمائية والفعاليات التفاعلية والألعاب المناسبة لجميع الأعمار. أما الأطفال فسيكونون على موعد مع مجموعة من الأنشطة اليومية التي تبدأ بلقاءات مرحة مع شخصياتهم المفضلة، مرورًا بتوزيع المثلجات المجانية وانتهاء بتجارب زراعة النباتات في الماء داخل أروقة "نادي الأطفال". ويمكن أيضاً تناول الأطباق البولينيزية والمشروبات الاستوائية على ضفاف المسبح في مطعم آري، حيث يلتقي طابع الجزر الهادئ مع نكهات مبتكرة تُناسب أجواء الصيف. فندق السيف التراثي من مجموعة كوريو فندق السيف التراثي في دبي لتجربة صيفية بعبق الماضي مع بداية موسم الصيف تتجه الأنظار إلى دبي القديمة حيث تتناغم الأصالة مع تفاصيل الضيافة الفاخرة ضمن أجواء تحتفي بالتراث المحلي وتعيد إحياء تفاصيله اليومية، ويقدّم فندق السيف التراثي دبي من مجموعة كوريو التابعة لهيلتون تجربة إقامة مختلفة تعكس الطابع الإماراتي التقليدي وتمنح الزائر فرصة حقيقية للتواصل مع روح المدينة القديمة. فالإقامة في فندق السيف التراثي لا تقتصر على الاستجمام فقط، بل هي تجربة نحو استعادة حكايات الأمس والتواصل مع نبض المكان الذي انطلقت منه مدينة دبي، وفي هذا الصيف يمكن عيش لحظات تعبّر عن أصالة المكان وهدوئه، بين تصاميم مستلهمة من الماضي وتجارب متكاملة تعيد للزائر الإحساس بالانتماء إلى التراث المحلي في أدق تفاصيله. وتبدأ الرحلة منذ لحظة الدخول إلى غرفة "البيت" المصممة بأسلوب يحاكي البيوت الإماراتية القديمة من حيث الألوان والنقوش والمواد المستخدمة، حيث تتسلل أشعة الشمس برقة عبر النوافذ الخشبية وتنساب أنغام خور دبي في الخلفية لتشكّل مشهداً يوقظ الذاكرة ويستحضر قصص الحارات القديمة، ويمكن الاستمتاع في الصباح بوجبة إفطار في مطعم سبعة حيث تعبق الأجواء برائحة الخبز الطازج والتوابل المحلية، في تمهيد ليوم يحمل في طياته الكثير من الدفء والحنين. ويمتد سحر التجربة إلى خارج أسوار الفندق حيث تقع منطقة السيف على ضفاف خور دبي، وتعد من أبرز الأحياء التي حافظت على طابعها التراثي، وبينما تتوزّع الممرات الحجرية والمعالم المعمارية المستوحاة من الطراز المحلي يمكن الانغماس في جولة ممتعة بين الأسواق الشعبية التي تضم أكشاك الحرف اليدوية، أو التوقف عند الواجهة البحرية لمشاهدة مراكب "الداو" التقليدية وهي تتابع رحلاتها اليومية وسط مشهد عمراني يجمع الماضي بالحاضر. ومع عودة الزائر إلى الفندق في نهاية اليوم تتكامل التجربة بإقامة تلامس الحواس، حيث تتناسق الألوان الترابية والتفاصيل التقليدية داخل الغرف بطريقة تعكس ملامح العمارة المحلية، ومع اقتراب الغروب يمكن الجلوس على الشرفة الخاصة ومراقبة مشهد الشمس وهي تسقط بهدوء خلف مياه الخور، بينما تعبر مراكب "الداو" في لحظة صمت بصري تنقل إحساساً عميقاً بالسكينة. وعند حلول المساء يمكن العودة إلى مطعم سبعة لتناول عشاء مستوحى من المطبخ الإماراتي، يتم تقديمه في أجواء دافئة تركز على البساطة وروح اللقاء، ويقدّم المطعم أطباقاً تقليدية تعبّر عن المكوّنات المحلية بنكهاتها الأصيلة، في حين تتيح الأجواء المحيطة للزائر التفاعل مع المكان كأنّه بين أهله. منتجع باب الشمس منتجع باب الشمس يقدم تجربة صيفية حافلة بالاسترخاء في قلب صحراء دبي يقدم منتجع باب الشمس تجربة صيفية مختلفة تتناغم مع إيقاع الطبيعة وتفاصيلها الهادئة، وهنا يتحول المشهد الرملي الهادئ إلى وجهة تفيض بالأنشطة والعناية الذاتية، حيث تتداخل اللحظات الخاصة مع تجارب مدروسة تلامس الحواس. ويمكن أن يبدأ النهار بجلسة سبا مع شروق الشمس تتبعها فترة استرخاء قرب المسبح، قبل التوجه إلى مطعم ظلة لتناول الغداء وسط أجواء مفتوحة على المشهد الصحراوي، وعند الغروب حين تتلون الرمال بأطياف ذهبية تنشط أجواء المنتجع بجولات صحراوية، وجلسات الرماية والموسيقى الحية في لاونج أنوا، حيث تتداخل هذه الأنشطة مع هدوء الصحراء في مشهد متوازن. وعند الاقتراب من الكثبان الرملية في دبي يظهر منتجع باب الشمس كأحد المعالم التي تجمع بين الطابع الصحراوي والأناقة المستلهمة من التراث العربي، ومع العرض الصيفي يصبح بالإمكان الاستمتاع بإقامة تتّسم بالخصوصية في غرف وأجنحة تتناثر فيها التفاصيل التي تعكس روح المكان. ويمكن بدء اليوم بفطور متوسطي غني بنكهات موسمية في مطعم ظلة ثم التوجه إلى المسبح الواسع للاسترخاء تحت الشمس، أو اختيار الجلوس في ظل أشجار النخيل، وبمرور الوقت نحو فترة ما بعد الظهر تتنوع الخيارات بين الأنشطة المرتبطة بالثقافة المحلية مثل عروض الصقارة وركوب الجِمال لتمنح التجربة طابعاً استكشافياً. أما عند الغروب فينتقل الزائر إلى عالم آخر من النكهات والعروض الترفيهية، حيث تجمع تجارب الطعام بين أطباق تُقدّم للمشاركة ومشروبات مميزة في لاونج أنوا، وبين النشاط والاسترخاء يتضح أن منتجع باب الشمس يعيد تعريف تجربة الصيف من منظور الضيافة العربية الأصيلة. وبينما ينخفض الضوء تدريجياً تُقام جلسة يوغا تحت السماء المفتوحة حيث يساعد التأمل على تحقيق توازن ذهني، فكل تفاصيل المنتجع تعكس فهمًا عميقًا للحاجة إلى استعادة الحيوية من خلال التواصل مع الذات في مكان يُقدّم التجدد بأسلوب بسيط ومؤثر. ولمحبي التفاصيل الثقافية توجد فرص للتعرف على تقاليد المنطقة الصحراوية من خلال أنشطة تسلط الضوء على الممارسات المحلية الأصيلة، وبين الضحكات والأحاديث الطويلة يتحول يوم الأصدقاء إلى تجربة تحتفي بالعلاقات، حيث يُعاد بناء الذكريات في بيئة بعيدة عن النمط اليومي المعتاد.


الشرق الأوسط
منذ 17 ساعات
- الشرق الأوسط
لبنان يشارك في «بينالي البندقية 2026» مع الفنان نبيل نحّاس
يشارك لبنان، بالتعاون مع «الجمعية اللبنانية للفنون البصرية (LVAA)»، في الدورة الـ61 من «المعرض الدولي للفنون - بينالي البندقية»، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة، وذلك خلال المدة من 9 مايو (أيار) الحالي وحتى الأحد 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2026. ويمثّل الفنان نبيل نحَّاس لبنان في هذه النسخة تحت إشراف المفوّضة العامة والقيّمة الفنية على الجناح اللبناني ندى غندور. نبيل نحّاس (مواليد بيروت عام 1949) هو فنان لبناني - أميركي معاصر ذو شهرة عالمية، انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1969، حيث نال شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة لويزيانا، ومن ثَمّ شهادة الماجستير من جامعة ييل عام 1972. وهو يقيم حالياً ويعمل بين مدينتي نيويورك وبيروت. تُعرض أعمال نبيل نحّاس ضمن مجموعات متحفية كبرى، منها: «المتحف البريطاني (لندن)»، و«متحف تيت مودرن (لندن)»، و«متحف هاي للفنون (أتلانتا)»، و«متحف ميتروبوليتان (نيويورك)»، و«متحف زيمرلي» بجامعة روتجرز في نيوجيرسي، و«متحف كولبي للفنون (ماين)»، و«أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة»، و«متحف الفنون الجميلة (بوسطن)»، و«معهد فلينت للفنون (ميتشغان)»، و«متحف جامعة ميتشغان للفنون»، و«مؤسسة بارجيل للفنون (الشارقة)»، و«المتحف العربي للفن الحديث (الدوحة)»، و«مؤسسة رمزي وسائدة دلول للفنون (بيروت)»، و«متحف غوغنهايم (أبوظبي)». وقالت لجنة الاختيار إن نبيل نحّاس «يتمتع بقدرة استثنائية على استكشاف العلاقات المعقدة والمتشابكة بين الطبيعة والهندسة والكون، مُبدعاً لغة بصرية فريدة تمزج بسلاسة وانسيابية بين التجريد والتصوير. تستخدم أعماله الضخمة، التي تجمع بين الرسم والنحت، أشكالاً كسورية تمزج بين الدِّقة العلمية والحساسية الفنية العالية؛ مما يُنتج تجربة غامرة، حسِّية وتأملية، تستكشف التوترات الكامنة بين الفوضى والتناغم. ومن خلال فنه، يقدم نبيل نحّاس رؤية شاعرية للعالم، يتردد صداها في القضايا المعاصرة، ويستحضر الروحاني والمادي، كما الحميمي والكوني». يمثل نبيل نحّاس كلٌّ من: «غاليري صالح بركات (بيروت)»؛ و«لاوري شبيبي (دبي)، و«غاليري تانيت (ميونيخ)»؛ و«بن براون للفنون الجميلة (لندن - هونغ كونغ)». وسيشغل الجناح اللبناني موقعاً في «آرسنال (Arsenal)»، الذي يُعدُّ أحد الموقعين التاريخيين الرئيسيين في «البينالي». تولَّت تجهيز الجناح «الجمعية اللبنانية للفنون البصرية (Lebanese Visual Art Association - LVAA)»، وهي منظمة غير ربحية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها. أما لجنة الاختيار، فتتكوَّن من: ندى غندور، رئيسة اللجنة أمينة التراث والفنون ومفوّضة الجناح اللبناني والقيّمة عليه في «المعرض العالمي للفنون - بينالي البندقية» لعامي 2022 و2024. وماريا سكر، الرئيسة المشاركة لـ«المجلس الاستشاري للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تيت (MENAAC)» وعضو مجلس الأمناء في «معهد الفنون المعاصرة (لندن)» وفي «بيدون (نيويورك)» وفي «مؤسسة (ISelf)». وباسل دلول، المؤسس ورئيس مجلس إدارة «مؤسسة رمزي وسائدة دلول للفنون (DAF)». وإيلي خوري، رئيس «مؤسسة إيلي خوري للفنون (EKAF)» في الإمارات العربية المتحدة.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
«دون جوان» صديق المرايا وعاشق الأنوثة الأبدية
نادرةٌ هي الشخصيات الأدبية التي تحولت إلى نموذج إنساني عابر للأماكن والأزمنة، كما هو الحال مع شخصية «دون جوان» التي ابتكرها الكاتب الإسباني تيرسو دي مولينا في عمله المسرحي «ماجن إشبيلية والضيف الحجري ». ومع أن النقاد والدارسين ينقسمون بين من يعتقد أن الشخصية المذكورة قد ابتُكرت من بنات خيال الكاتب، ومن يردّها إلى أساس واقعي، فإن هذا الانقسام يتحول إلى أمر ثانوي إزاء هذه الشخصية التي وفَّرت لها عبقرية المؤلف سبل النزول من سماء الأدب إلى أرض الواقع، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هويات البشر وطبائعهم وحياتهم اليومية. تدور أحداث المسرحية التي كتبها دي مولينا في عام 1616 حول شخصية «دون جوان» الذي استطاع، بما يملكه من وسامة وذكاء ماكر وجرأة متهورة، أن يصبح زيراً للنساء وأن يُغوي ما لا يقل عن ألف امرأة، دون أن يفرِّق بين الغنية والفقيرة، اليانعة أو المسنّة. وتبدأ مغامرات «دون جوان» بتسلله إلى مخدع الدوقة إيزابيلا، متنكراً في عباءة خطيبها الدوق أوكتافيو، حتى إذا اكتشفت المرأة خدعته وأصدر ملك نابولي أمراً باعتقاله، تمكن بمساعدة عمه، النافذ، من الفرار. وبعد خوضه كثيراً من المغامرات المماثلة، انتقل إلى إشبيلية، حيث عمل على الإيقاع بالفتاة الأرستقراطية دونا آنّا التي كانت على علاقة عاطفية بابن عمها المركيز دي لاموتا. وحين شكته الفتاة إلى والدها، وكان قائداً عسكرياً، أراد الوالد قتل غريمه المتطفل، إلا أن «دون جوان» تمكن من قتل القائد والفرار بعيداً عن مسرح جريمته. ثم تحاول دونا آنّا بالاتفاق مع خطيبها دون أوكتافيو الإيقاع بقاتل أبيها الهارب، ولكن دون جدوى. بعد ذلك يمر «دون جوان» بضريح قائد عسكري آخر، فيتناهى إليه من داخل التمثال المنتصب فوق الضريح صوت زاجر يحذره من عواقب مغامراته وأفعاله الطائشة بحق النساء المغرر بهن، إلا أنه يتعامل مع تلك التحذيرات بسخرية بالغة، ما تلبث أن تبلغ ذروتها مع دعوته التمثال إلى وليمة عشاء يقيمها على شرفه. لكن المفاجأة التي أذهلته تمثلت بقبول التمثال دعوته تلك، ليخبره في أثناء الوليمة أن ساعته قد حانت، حتى إذا ما توسل طالباً المغفرة، أخبره التمثال بأنْ لا مغفرة لمن أمعن مثله في الضلال. وإذا كان ثمة من يرى أن لتلك الأسطورة بعداً دينياً متصلاً بالخطيئة والعقاب، إلا أنها تجردت، بمجرد انتشارها، من مغزاها الديني، وتحولت إلى تعبير جليّ عن أهواء البشر ونزواتهم. وفي حين ذهب البعض إلى أن الدونجوانية كمفهوم ورؤية فلسفية ونظام سلوكي، كانت قد بدأت مع الإبيقوريين اليونان، قبل أن تنقلب فكرة السعادة إلى نوع من المجون والتهافت الشهواني، إلا أنها لم تتبلور حركةً احتجاجيةً على التزمُّت الديني إلا مع شخصية «دون جوان» في بدايات عصر النهضة، وفي إسبانيا بالذات، حيث تلتقي العاطفة الدينية العميقة مع الشهوة الحسية العارمة. ومع أن هذه الشخصية كانت من ابتكار كاهن كاثوليكي، فإن مبتكرها استطاع أن يجعل من عمله تجسيداً بالغ الدلالة للتحولات الفكرية والاجتماعية التي شهدها الغرب في تلك الآونة، وللتحول المماثل الذي شهده نظام القيم، على المفترق الفاصل بين غروب العصور الوسطى وشروق عصر النهضة. وقد تمكنت شخصية «دون جوان» من أن تصبح رمزاً للعبث الشهواني والخروج على الأعراف والقواعد السلوكية الصارمة. وبقدر ما أصبحت نموذجاً فاقعاً للسلوك العشقي النرجسي، بدت من ناحية أخرى أشبه بردّ فعل صارخ الدلالة على المثالية المفرطة التي جسّدها تريستان وروميو على نحو مأساوي. كما لم يكن أمراً بلا دلالة أن تظهر مسرحية «دون جوان» ورواية «دون كيشوت» في الحقبة ذاتها، لأن كلاً منهما عكست على طريقتها ضمور الزمن الفروسي، وتراجُع سلطة الكنيسة، مقابل الركض وراء الأوهام، واعتماد الخداع والمخاتلة وسيلةً لإشباع النهم الغريزي. ومع أن «دون جوان» كان يتسم بالشجاعة ويقاتل أشخاصاً حقيقيين، لا طواحين الهواء، إلا أنه كان يتقاطع مع «دون كيشوت» في تمرده على الواقع وركضه وراء السراب، كما في خيلائه ومظهره الكرنفالي، وهو الذي كانت شارته متمثلة بالعباءة السوداء، والقبعة المزدانة بالريش، وسيفه المثبت في وسطه. وقد يكون للعلاقة الشخصية التي ربطت بين دي مولينا وسرفانتس أثر بالغ في جعلهما يريان الأمور من زوايا متقاربة. ويذكر المؤرخون في هذا الصدد أن دي مولينا كان يرتاد مجالس الشعر والمسرح مع دي فيغا وسرفانتس وكالديرون ومونتلبان، إلى حد أن جماعة الإصلاح الديني في قشتالة، أنكرت عليه انصرافه إلى المسرح، معلنةً أنه لا يليق بقسٍّ كنسيٍّ أن يؤلف روايات مسرحية. كما لم يستبعد الباحث الإسباني غريغوريو مارانيون أن يكون دي مولينا قد تأثر بمكيافيلي، وأن يكون الحب الدونجواني تصادياً عملياً مع المكيافيلية في شقها العاطفي، حيث الأخلاق المكيافيلية هي التي سوغت لـ«دون جوان» أن يفعل ما فعله بنسائه دون وازع من أخلاقه أو ضميره. ولعل الجاذبية الآسرة لشخصية «دون جوان»، هي التي دفعت كثيراً من كتاب الغرب وفنانيه إلى إعادة تظهيرها من زوايا مختلفة. فقد جهد موليير في مسرحيته «دون جوان» على المواءمة بين الصورة النمطية لساحر النساء المتسم بالطرافة والظرف، وبين الشخص الملحد والمعتنق للفكر المادي. وفيما بدا الكاتب الفرنسي الساخر متماهياً مع «دون جوان» من زاوية المواجهة القاسية مع الإكليروس الذين نغصوا عليه حياته، حوّل بطله إلى قضية اجتماعية وثقافية، متخذاً منه ذريعة للتصويب على بعض المزيفين، الذين يتلطون وراء الدين لتحقيق مآربهم وأطماعهم الشخصية. أما الشاعر الإنجليزي لورد بايرون فقد اتخذ من «دون جوان» الذريعة الملائمة لكتابة عمل ملحمي ضمَّنه كل ما يتعلق بمكابداته الشخصية وتناقضات عصره. فقد بدت مرافعة الشاعر، الذي شُنت ضد سلوكياته الفضائحية أوسع حملات التشهير، بمثابة مرافعة عن نفسه في وجه خصومه الكثر. حتى إذا لم تُجْده المرافعة والشعر نفعاً، آثر مغادرة وطنه الأم، لينضم إلى ثورة اليونان على الاحتلال العثماني، ويلقى حتفه هناك. وفي قصيدته الطويلة عن «دون جوان»، يُخرج بايرون بطله من صورته النمطية، ليصبح الفتى الجذاب الذي تطارده النساء ويسعيْن جاهدات لإغوائه، ليصبح هو الضحية، وليخلُص الشاعر إلى القول «عندما يتم لوك الأبطال المعاصرين على ألسنة المداحين وصفحات الجرائد، سأعزف عن المشاركة في هذا الردح، وسأتبنى الكتابة عن صديقنا القديم دون جوان، حيث وسط هذه المعمعة سنراه مبعوثاً قبل أوانه إلى الشيطان». ولم يفُتْ الموسيقيين الكبار الإفادة من تلك الشخصية المفتوحة على التأويل، فاستلهمها المؤلف الموسيقي الشهير موزارت في أحد أفضل أعماله الأوبرالية. كما كتب الموسيقي الفنلندي بان سيبيليوس الحركة الثانية من سيمفونيته الثانية معتمداً على الذرى الدراماتيكية لأوبرا موزارت، والتي تبدأ بتصوير الموت وهو يسير على الطريق المؤدي إلى دارة «دون جوان»، فيما يتوسل الأخير إليه كي يتركه حياً ولو إلى حين. وإذ رأى الشاعر الفرنسي أوجين روبان، أن ثمة تقاطعات يصعب إغفالها بين شخصيتي «دون جوان» و«فاوست»، حيث كل منهما، باع نفسه للشيطان، فقد ذهب روبان في قصيدة له كتبها عام 1836، إلى إقامة حوار افتراضي بين بطل دي مولينا الشهواني، وبطل غوته المثخن بالقلق، ما لبث الأول عند نهايته أن أقنع الثاني بـ«أن الحياة الحقيقية لا تتمثل في المعرفة بل في الحب». وإذا كان «دون جوان»، أخيراً، قد وُلد من المخيلة المتقدة لتيرسو دي مولينا، إلا أنه بالمعنى الأكثرعمقاً، وكغيره من الشخصيات المماثلة، قد وُلد من حاجة الغرب إلى علامات ورموز ثقافية وفلسفية، ترسم له طريق العبور باتجاه حضارته المادية والعقلية اللاحقة. وفيما بدا «هاملت»، وفق الباحث المصري لطفي عبد البديع، ممثلاً للتردد والشك عند البشر، و«عطيل» ممثلاً للغيرة المرضية، و«روميو» ممثلاً للحب الأفلاطوني، و«دون كيشوت» ممثلاً للهذيان، بدت الدونجوانية رمزاً للشره الغرائزي والانهمام النرجسي بالذات. إلا أن أكثر ما يستوقف المتابع المتأمل، أن هذه النماذج الإنسانية التي ابتكرتها المخيلات الصِّرفة، قد تمكنت من أن تعبر القرون بيسر بالغ، وأن تمتلك من الواقعية وقوة الحضور، ما أخفق في تحقيقه ملايين البشر، الذين لم يمنحهم اللحم والدم أي قوة فاعلة أو تأثير يُذكر.