
"الشرق الأوسط" توحّد المشهد العربي في عيد الاستقلال الـ79… رايات عربية ترسم لوحة مبهجة بجانب علم الأردن
جو 24 :
جسّدت جامعة الشرق الأوسط مشهدًا رمزيًا للوحدة العربية والانتماء الوطني، في احتفالها الرسمي بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، بمشاركة وفود دبلوماسية، ونيابية، وأمنية رفيعة المستوى، ووجهاء المجتمع المحلي، وعدد من الشخصيات القيادية من قطاعات مختلفة، إلى جانب طلبة يمثلون أطياف الجاليات العربية، في فعالية عكست حيوية الهوية الوطنية، واتساع أفق الالتزام العربي المشترك.
رعى الحفل رئيس مجلس أمناء الجامعة، الدكتور يعقوب ناصر الدين، بحضور رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية.
وفي مستهل كلمته، أشار الدكتور ناصر الدين إلى أن الاستقلال لحظة تستدعي استحضارًا لتضحيات الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، طيب الله ثراه، ورفاقه من رجال الدولة الأوائل الذين كرسوا حياتهم من أجل بناء كيان سيادي حر، يعكس إرادة الأردنيين وتطلعاتهم نحو الكرامة والحرية.
وشدّد على أن الأردن سيبقى ركيزة أساسية في المعادلة الإقليمية، بل مركزًا محوريًا لتقاطع الحضارات وتبادل الثقافات، مشيرًا إلى الدور التاريخي الذي أدّاه الأردن كممرّ آمن منذ طريق الحرير والتوابل وحتى اليوم، وإلى المكانة الاستراتيجية التي حازها بفضل ثباته السياسي وقيمه الوطنية الأصيلة.
وأكّد أن المواقف الثابتة والشجاعة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، لا سيما في الدفاع عن القضية الفلسطينية، تمثل حجر الأساس في استمرار التقدير الدولي للأردن كدولة ذات ضمير إنساني، ومبادئ سياسية ثابتة، وصوت عقلاني في منطقة مضطربة.
من جانبها، أكدت العين هيفاء النجار، أهمية تعزيز البعد الثقافي والإنساني في الاحتفاء بالاستقلال، مشيرة إلى أن الهوية الأردنية المتجذرة لا تنفصل عن بعدها الحضاري والعربي، فيما أشار اللواء المتقاعد غازي الطيب إلى أن الأردن، بقيادته الهاشمية وجيشه العربي، استطاع أن يرسم مسيرة استقلاله بثبات واقتدار، داعيًا الشباب إلى أن يستلهموا من هذه المسيرة دروسًا في الوطنية، والمسؤولية، والانتماء الفاعل.
بدوره، نوّه عميد شؤون الطلبة، الدكتور حازم النسور، إلى أن الجامعة تحتفي بهذه المناسبة انطلاقًا من رسالتها التربوية والثقافية التي ترتكز على ترسيخ الوعي السياسي والمدني لدى الطلبة، مشيرًا إلى أن الفعالية تمثّل منصة حوارية وتربوية تؤكد التزام الجامعة بتنمية روح المواطنة الفاعلة والانتماء المسؤول.
وقد تضمن الاحتفال الذي قدّمه الإعلامي الدكتور هاني البدري فقرات فنية ووطنية قدمها كورال الجامعة، وقصائد شعرية حملت رمزية الاستقلال في وجدان الأردنيين، كما نظمت الجاليات العربية عدة عروض فنية، استعرضت فيه هويتها الثقافية، في رسالة توعوية تُبرز جمال التعدد، وتُكرّس الوحدة العربية في أسمى تجلياتها، تبعها معرض الجاليات الذي حظي بإشادة زواره.
هذا وتؤكد الجامعة أن احتفالها بعيد الاستقلال هو امتداد لنهجها في بناء الإنسان الواعي، القادر على ممارسة دوره المجتمعي بتوازن ومسؤولية، في ظل ما يشهده العالم من تحولات تتطلب تمسّكًا أقوى بالهوية الوطنية، وانخراطًا واعيًا في قضايا الأمة، ومواكبة مدروسة للمتغيرات الإقليمية والدولية.
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
انطلاق فعاليات مؤتمر الشباب والأمن الإنساني الأول
أخبارنا : افتتح مندوب رئيس مجلس الأعيان العين محمد داودية اليوم الأربعاء، فعاليات مؤتمر الشباب والأمن الإنساني الأول، الذي نظمته الجمعية الثقافية للشباب والطفولة بالتعاون مع مدارس التربية الريادية بمناسبة عيد الاستقلال. وقال داودية في كلمه له في افتتاح المؤتمر الذي حضره أكثر من 100 شاب من طلبة الجامعات الأردنية، إن المؤتمر يأتي بمناسبة عزيزة وغالية على شعبنا وقيادتنا حيث يمضي الأردن إلى العلا بكل ثقة واقتدار، وقد تطورت قطاعات كثيرة فيه كالطاقة والموارد الطبيعية والبنية التحتية والخدمات والتعليم والصحة والزراعة والأمن الغذائي ووسائل الاتصال وشبكات الطرق وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف أن المؤتمر يسهم في رفع مستوى الاعتزاز بالاستقلال وقادة الاستقلال، الذين قدموه لنا على هذه الدرجة من النضج والقوة والتوازن والارتباط الوثيق بالأمة . من جانبه، قال مدير عام مدارس التربية الريادية الدكتور يوسف داود، إنه "في ظلال الاستقلال نستذكر جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه، الذي أعطى الاستقلال بريقا وأملا وتقدما، كما نستذكر تضحيات الشهداء وبسالة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، ووعي الشعب النبيل المعطاء الذي يسير خلال قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يمضي بالوطن نحو الأمن والأمان والاستقرار والتفوق والإنجاز والتخطيط الناجح ولا نغفل عيونه عن فلسطين من اجل إقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف داود، أن الجمعية تؤمن بأن الاستقلال حرية وتحرير ونؤمن بأن الديمقراطية كانت وستبقى قيثارة الشعوب وأملهم بالعيش في حياة أمنة مطمئنة تظللها الحرية والكرامة والأمن والأمان. بدوره، قال رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة الدكتور عدنان الطوباسي، إن الجمعية التي تسير على نهج سيد البلاد تسعد بإقامة هذا المؤتمر الشبابي بمشاركة كبيرة من شباب الجامعات والفعاليات الشبابية المختلفة. وقال إن عيد الاستقلال ليس مجرد احتفال عابر، بل مناسبة نستحضر فيها إرث القائد الباني جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي منح الاستقلال معناه الحقيقي بجهوده ورؤيته، ونستذكر تضحيات الشهداء وبسالة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ووعي هذا الشعب الأصيل. وأكد أن جلالة الملك عبد الله الثاني يواصل اليوم هذه المسيرة ، محافظا على منجزات الوطن وسلامته، ومنحازا دوما للحق الفلسطيني ومطالبته بقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، رغم ما يشهده العالم من صمت مؤلم أمام الجرائم المرتكبة بحق الشعب الأعزل. وعرض لمحاور المؤتمر التي من أبرزها: الشباب والأمن الفكري والثقافة الديمقراطية والأمن الإنساني في الجامعات والأحزاب ووسائل الإعلام الحديثة والشباب وتحديات الراهن والمستقبل. وقدم عدد من القيادات الفكرية والثقافية والشبابية والإعلامية والحزبية والأمنية أوراق عمل المؤتمر. ويتحدث في المؤتمر كل من: الدكتور اسامة تليلان في ورقة عمل بعنوان "الثقافة الديمقراطية بين الشباب"، والدكتور محمد موسى المرقطن في ورقة عمل بعنوان "الشباب والمستقبل"، والعين الدكتور عمار القضاة في ورقة عمل بعنوان "الشباب والأمن الإنساني في الجامعات". كما تحدث في المؤتمر النائب دينا البشير في ورقة عمل بعنوان "الشباب والأمن الإنساني والاحزاب"، والإعلامي عوني الداود في ورقة عمل بعنوان "الشباب والأمن الإنساني ووسائل التواصل الاجتماعي"، والعين عمر عياصرة في ورقة عمل بعنوان "الشباب والأمن الفكري". --(بترا)


سواليف احمد الزعبي
منذ 3 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
تقليب المواجع
#تقليب_المواجع د. #هاشم_غرايبه أذكر برنامجا شاهدته في التلفزيون الأردني يتحدث عن قصة المهندس الأردني 'محمد عيد' الذي درس في إيطاليا، وبقي هناك ليحقق طموحاته العريضة، لأنه يعلم أن الأنظمة العربية جميعها بعيدة عن الاهتمام بمواطنيها، طاردة للكفاءات محطمة لأحلام الشباب. وقد توج نجاحه هناك بتأسيس شركة تصنع القطارات الخفيفة، يعمل بها 350 موظف، سماها 'بلو انجنيير'. لكنه لم ينس وطنه، فقدم للحكومة مشروعا لإنشاء خطوط قطارات تبدأ بخط بين الزرقاء وعمان، وانشاء مصنع يكون الأول في المنطقة العربية، وظل سنة كاملة ينتظر الموافقة، لكن ذلك لم يتم، فهنالك دائما في الخفاء معيقات تعيق المشاريع وتمنع التطور. بعد أن شعر باليأس تحول الى تركيا كونها بلدا إسلاميا، هنالك تحمس المسؤولون للفكرة، وأنشأ المصنع في 'بورصة'، وخلال عامه الأول انتج مائة قطار، وذهب مقدم البرنامج التلفزيوني الأردني لحضور افتتاح أول خط للقطار الخفيف. هذه القصة تنفع برهانا على أن تقدم الدول لا يحتاج الى معجزات ربانية، وليس سبب التخلف الذي ترتع فيه دولنا العربية كسل شعوبها كما يدّعي الحكام، ولا هو رجعية عقيدتها كما يشيع العلمانيون، بل الأنظمة الحاكمة فيها، ومنهج الفساد والإفساد الذي يطبقونه. فمع أنه منذ قرن، لم يصل إسلامي الى سدة الحكم في أي قطر عربي، بل كل الأنظمة الحاكمة علمانية، ومع أن الكل يشهد على فشلها وفسادها، إلا أن العلمانيون العرب يصرون على أن سبب فشلنا هو الإسلام، وأن تطبيقه في أنظمة الحكم سيؤدي بنا الى التخلف، متناسين الحقيقة القائلة بأن من كان مستقرا في القعر لا سبيل لسقوطه أكثر. ومع ذلك سنلاحق العيّار لباب الدار، ولكي نعرف صدق رأيهم من كذبه، سأعرض لتجربة الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمكن الإسلاميون فيها من الوصول الى الحكم، وهي تركيا. نالت تركيا اهتماما خاصا من معادي منهج الله، كونها كانت زعيمة لآخر صورة للدولة الإسلامية، لذلك كان زرع العلمانية فيها على أشده، وتعاون يهود الدونمه والإنجليز من خلال (جمعية تركيا الفتاة)، باختراق المثقفين الأتراك والقيادات العسكرية، فنخر الإفساد الفكري الدولة، لتسرع في انهيارها الى جانب الترهل السياسي – الاقتصادي، عندها أصبح سهلا إيصال صنيعتهم (أتاتورك) الى الحكم، والذي سرعان ما كشف عن ولائه للغرب تحت مسمى إقامة دولة علمانية حديثة. وكما الأنظمة العربية، فلم تتحقق وعوده ولا وعود من خلفوه في بناء دولة حديثة تحقق الرخاء والتقدم، إن تم قطع الصلة بالإسلام، فلبثت سبعين عاما مثقلة بالديون وغارقة في الفساد. الأتراك من أكثر الشعوب الإسلامية اعتزازا بانتمائهم لعقيدتهم، لأنهم يعلمون أن بلادهم ظلت طوال التاريخ خاضعة للأوروبيين، لكن العقيدة الإسلامية هي التي جعلت بلدهم القوة العظمى في العالم طوال خمسة قرون. وثبت لهم بالتجريب أنه لا يمكن لأتباع الغرب وأدواته، أن يحققوا خيرا لبلدهم، فهم لا يريدون غيرهم إلا أذيالا وليسوا أقرانا، فظل الغرب ينبذهم ويرفض انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي لأنها دولة مسلمة، في كشف وقح عن كذب ادعائهم العلمانية واحترام معتقد الآخر. حاول المتمسكون بالإسلام أكثر من مرة استعادة بلادهم من عملاء الغرب بالوسائل السلمية، وفشلوا بسبب حرس العلمانيين الشديد، في المحاولة الأولى نجح الإسلاميون بالانتخابات من الوصول للسلطة، لكن العلمانيين قمعوها بوحشية وأعدموا الشهيد 'عدنان مندريس'، وفي المحاولة الثانية أقصوا 'أربكان' وأعوانه بطريقة استبدادية. لكن في المحاولة الثالثة تعلم الإسلاميون الدرس، وعرفوا أن الغرب وأعوانه المحليين لن يسمحوا للإسلام بالوصول للحكم مهما كلف الأمر، فاخفوا هويتهم، بل أعلن زعيمهم 'أردوغان' بداية أنهم علمانيون، الى أن أتيحت لهم الفرصة لإثبات إخلاصهم و قدرتهم على حسن الإدارة، عندها عرف مواطنوهم الأتراك صدقهم، وأدركوا الفارق الكبير في صلاح الحكم بين من لا يخاف إلا الله، وبين الذي لا يخاف إلا الغرب وتنفيعاته. لذلك وبعد أن نظم الغرب انقلابا عسكريا عليهم عام 2016 ، حماهم الشعب وأفشلوه. من هذه القصة يتأكد لنا أنه لا يمكن أن يكتب النجاح لبلادنا إن بقيت أنظمتنا السياسية متبعة للنموذج الأتاتوركي البغيض، فها هي تركيا عندما استعادت هويتها الإسلامية، ورغم أنف الغرب وتآمر العربان وإرجاف العلمانيين، نجت من الفساد، وخطت خطوات واسعة نحو التقدم والريادة العالمية.


سواليف احمد الزعبي
منذ 3 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
النكبة ليست ذكرى بل واقع فلسطيني
بسم الله الرحمن الرحيم #النكبة ليست ذكرى بل #واقع_فلسطيني دوسلدورف/ أحمد سليمان العُمري بدأت إسرائيل منذ يوم السبت الماضي 24 مايو/أيّار بزج أكثر من خمسة وعشرين فرقة عسكرية، تشمل مشاة ومدفعية ومدرّعات ووحدات مظلية، في قطاع غزّة، في ما يُعرف بعملية «عربات جدعون». الهدف واضح وصريح: احتلال القطاع بالكامل والسيطرة عليه بالقوة، وتحقيق تطهير عرقي ممنهج تحت غطاء ما يسمى «الدفاع عن النفس». مؤشّرات تحوّل في المزاج الغربي رغم التنديدات الدولية وتغيُّر المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، ما يُعتبر تحوّلاً لافتاً، أعلنت إسبانيا مبادرات دبلوماسية تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزّة، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات وتعليق اتفاقيات التعاون، وذلك في إطار تحرّك أوروبي أوسع. إلى جانب ذلك، أظهرت استطلاعات حديثة في ألمانيا تراجع التأييد الشعبي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بينما تصاعدت الدعوات في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى لوقف مبيعات السلاح لإسرائيل. بدأت أيضاً مؤسسات صحفية وحقوقية مستقلة تصف العدوان على غزة بأنه «وحشي» و «غير متكافئ»، وتطالب بوقف الدعم العسكري وفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، إلّا أن ذلك لم يفضِ إلى أي خطة عملية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع أو تخفيف معاناة الفلسطينيين، خاصة في ظل السقوط الهائل بين النساء والأطفال؛ ضحايا هذا العدوان الفضيع. هذا المزاج المتغيّر، على المستويين الشعبي والسياسي، قد يشكّل بوابة أمل لكسر دائرة الصمت العالمية إزاء فظاعة الجيش الإسرائيلي في غزة. أما المواقف العربية فقد شهدت تغيُّرات متذبذبة اتسمت غالباً بالتهرّب والتقلّب، بل إن بعض الأنظمة هرولت نحو إبرام اتفاقيات مع إسرائيل بدلاً من تبني مواقف واضحة وحاسمة تشبه تلك التي ظهرت في بعض الدول الأوروبية. هذا التصعيد العسكري الكبير لم يلقَ حتى الآن رد فعل ميداني أو دولي فعّال، مما يثير تساؤلات حول جدوى التحركات السياسية وقدرة المجتمع الدولي، أو رغبته، على إنهاء هذه الوحشية غير المعهودة، وما تمخّض عنها من مآسٍ إنسانية رهيبة. حرب عالمية ثالثة بشعار محلي ما يجري اليوم في غزّة ليس مجرّد حرب على رقعة جغرافية صغيرة، بل هو فصل من حرب عالمية كبرى وإن بدت ملامحها محلية في الظاهر. العالم كلّه اصطف في خندق واحد بصمته وتواطئه، بينما تقف غزّة وحيدة تواجه آلة القتل بإرادة صلبة لا تنكسر، بلا جيش ولا حلف، بل بإرادة شعب يعجز كل القادة عن كسرها. المستهدف الحقيقي ليس الإنسان الغزي وحده، بل ما هو أعمق من الجغرافيا؛ المستهدف هو الوعي الجمعي العالمي والحقيقة بعينها؛ يقظة الضمير الإنساني، وإمكانية أن ينهض الإنسان الحر في أي مكان فيرفض هذه الإبادة التي يُراد لها أن تُروّج على أنها 'دفاع مشروع'. لقد بات قتل مئة طفل يومياً في غزّة مشهداً اعتيادياً لا يهزّ منابر العالم ولا يربك حسابات القادة، وكأننا نعيش زمناً جديداً تُكسر فيه مرايا الإنسانية ويُعاد تشكيل الوجدان العالمي على مقاس الطغاة. ليست غزّة وحدها المستهدفة، بل الحقيقة ذاتها. دعم دولي مُعلن وغير معلن وتحالف واسع ما يجعل الحرب في غزّة جزءاً من حرب عالمية غير معلنة هو الدعم الكبير الذي تتلقاه إسرائيل من تحالف دولي واسع: تُعد الولايات المتحدة العمود الفقري للدعم العسكري لإسرائيل، حيث قدمت مساعدات ضخمة تشمل أسلحة تقليدية وفتاكة ومتطورة منذ بداية الحرب. بالإضافة إلى ذلك، قامت الدول الغربية بتشغيل أكثر من 6,000 رحلة جوية ولوجستية لدعم العمليات العسكرية. إلى جانب هذا وذاك، قدمت دول أخرى مثل الهند وأستراليا وكندا واليابان دعماً عسكرياً متنوعاً، بينما ساهمت بعض الدول العربية بدعم لوجستي. فضلاً عن الغطاء السياسي من خلال استخدام الفيتو الأمريكي المتكرّر في مجلس الأمن (4 مرّات حتى يونيو 2025) لمنع إصدار قرارات تُدين العدوان الإسرائيلي. تعكس هذه الأرقام والحقائق والحشود الدولية حجم التنسيق والدعم العسكري العالمي الذي يجعل من غزّة ساحة حرب عالمية، ما يبعدها عن كونها صراعاً محلياً عابراً. آلة إعلامية وقضائية لقمع الحقيقة بالتوازي مع الحرب العسكرية، تم إطلاق حملة عالمية لقمع أي صوت يعارض العدوان أو يطالب بالعدالة: فرضت غرامات مالية ضخمة تصل إلى عشرات الآلاف من اليوروهات على مؤسسات إعلامية تدعم القضية الفلسطينية أو تنشر مواد توثّق الجرائم الإسرائيلية. عشرات الاعتقالات للصحافيين والنشطاء في أوروبا وأمريكا بتهم «التحريض» أو «تمجيد الإرهاب»، فقط بسبب دعمهم لغزّة. فصل أكاديميين وموظفين في دول غربية، لا بل طالت نجوم السينما والإعلام العالمي بعد مشاركتهم في فعاليات تضامنية أو نشرهم مقالات تنتقد إسرائيل. هذه الحملات لا تهدف فقط إلى كتم الصوت، بل إلى تقويض كل أشكال التضامن والوعي، وضرب إمكانية التحرّك الشعبي المؤثّر ضد الظلم. كسر الصمت واجب إنساني غزّة ليست فقط أرض معركة، بل اختبار قاسٍ للضمير العالمي، فحين يُقتل مئات الأطفال يومياً في صمت مريب، فإن القضية لم تعد فقط في القتلة، بل في كل من يساهم بصمته في هذه المأساة. إن حماية الحقيقة، وتحقيق العدالة، وكسر دائرة الصمت، هم الطريق الوحيد لإيقاف حكومة نتنياهو المُتطرّفة عن استمرارية الإبادة التي لا تستهدف غزّة فحسب، بل الإنسانية جمعاء والضمير العالمي بُرمّته، فقد باتت المعركة الآن معركة وعي ووجود.