logo
درب زبيدة.. معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء

درب زبيدة.. معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء

سويفت نيوزمنذ 6 أيام

رفحاء- واس :
يُعد 'درب زبيدة' من أبرز الطرق التاريخية في الجزيرة العربية، وارتبط منذ القدم بمسارات القوافل التجارية، ثم اكتسب أهمية متعاظمة بعد ظهوره كأحد أهم طرق الحج في العصر الإسلامي، ممتدًا من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة، ويعبر بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق وصولًا إلى مكة المكرمة.ويمتد الطريق على مسافة تقارب 1400 كم، وأسهم في تسهيل رحلات الحج والسفر عبر الصحاري القاحلة، مجسّدًا بذلك جانبًا من عبقرية التخطيط الهندسي الذي تميزت به الحضارة الإسلامية في تنظيم البنى التحتية لخدمة الإنسان.وبلغ 'درب زبيدة' ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى حيث كان من أهم طرق الحج والتجارة إبان تلك الحقبة، حيث أُقيمت محطات متتابعة على امتداده، وبنيت البرك لجمع الماء بطريقة ذكية جدًا وفي أماكن مختارة بعناية فائقة لتخزين المياه وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء، إلى جانب آبار عميقة محفورة بعناية، وشكّلت هذه المحطات نقاط راحة وأمان للحجاج والمسافرين، مما خفّف عنهم مشقة الطريق وأمّن لهم موارد أساسية في قلب الصحراء.وكان الطريق مزودًا بالأعلام وهي إشارات تدل على الطرق بينها مسافات معلومة وتبنى الأعلام من حجارة متفاوتة الأحجام وترص على بعضها على هيئة شكل مخروطي وتبنى عادة قرب مصادر المياه وعند مفترق الطرق لترشد الحاج والمسافر، كما زُود الطريق بالأميال وهي علامات توضح عليها المسافات محفورة على الحجر، وبلغت المسافة بين كل بريد وآخر نحو 12 ميلًا إسلاميًا (24 كم)، فيما كان العلم يُقام في منتصف المسافة، مرفوعًا ليسهل تمييزه -من بعد-، وحُملت على تلك الأعلام، الدلالة على دقة التنظيم وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج والمسافر.وشهد الطريق عناية عمرانية خاصة، حيث رُصفت أرضيته في المناطق الرملية بالحجارة لتثبيت المسار، ومنع انزلاق القوافل، كما أُقيمت محطات رئيسة على امتداده، منها 'القاع' 'زُبالا''الشيحيات'، و'فيد'، و'الأجفر'، و'القاعية'، التي توفرت فيها المياه والطعام وأدوات الراحة، فكانت ملتقى للقوافل ومراكز تموين واستراحة في عمق الصحراء.ويمتلك 'درب زبيدة' مقومات تاريخية وهندسية تستدعي الحفظ والتوثيق، فهو لا يعبّر عن وسيلة تنقّل قديمة فحسب، بل يُظهر وعيًا عاليًا في خدمة الحجاج وتنظيم المسارات الصحراوية، واحتفظت بعض البرك بمياهها النقية حتى اليوم، مما يعكس جودة البناء واستمراريته.
وفي إطار رؤية المملكة 2030، تواصل الجهات المختصة جهودها لإحياء هذا الطريق وتأهيل معالمه، ضمن مشاريع تهدف إلى إبراز العمق الحضاري للمملكة، وتعزيز السياحة التراثية، ويُنتظر أن يسهم 'درب زبيدة' في تقديم تجربة ثقافية متكاملة للزوار، تُعيد ربط الأجيال المعاصرة بماضيها، وتُظهر قيمة هذا الطريق الذي عبرت عليه الحضارة، وسارت فيه القوافل، وخُدمت من خلاله أعداد لا تُحصى من ضيوف الرحمن. مقالات ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

درب زبيدة.. معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء
درب زبيدة.. معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء

سويفت نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • سويفت نيوز

درب زبيدة.. معبر الحجاج وشاهد الحضارة الإسلامية في قلب الصحراء

رفحاء- واس : يُعد 'درب زبيدة' من أبرز الطرق التاريخية في الجزيرة العربية، وارتبط منذ القدم بمسارات القوافل التجارية، ثم اكتسب أهمية متعاظمة بعد ظهوره كأحد أهم طرق الحج في العصر الإسلامي، ممتدًا من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة، ويعبر بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق وصولًا إلى مكة المكرمة.ويمتد الطريق على مسافة تقارب 1400 كم، وأسهم في تسهيل رحلات الحج والسفر عبر الصحاري القاحلة، مجسّدًا بذلك جانبًا من عبقرية التخطيط الهندسي الذي تميزت به الحضارة الإسلامية في تنظيم البنى التحتية لخدمة الإنسان.وبلغ 'درب زبيدة' ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى حيث كان من أهم طرق الحج والتجارة إبان تلك الحقبة، حيث أُقيمت محطات متتابعة على امتداده، وبنيت البرك لجمع الماء بطريقة ذكية جدًا وفي أماكن مختارة بعناية فائقة لتخزين المياه وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء، إلى جانب آبار عميقة محفورة بعناية، وشكّلت هذه المحطات نقاط راحة وأمان للحجاج والمسافرين، مما خفّف عنهم مشقة الطريق وأمّن لهم موارد أساسية في قلب الصحراء.وكان الطريق مزودًا بالأعلام وهي إشارات تدل على الطرق بينها مسافات معلومة وتبنى الأعلام من حجارة متفاوتة الأحجام وترص على بعضها على هيئة شكل مخروطي وتبنى عادة قرب مصادر المياه وعند مفترق الطرق لترشد الحاج والمسافر، كما زُود الطريق بالأميال وهي علامات توضح عليها المسافات محفورة على الحجر، وبلغت المسافة بين كل بريد وآخر نحو 12 ميلًا إسلاميًا (24 كم)، فيما كان العلم يُقام في منتصف المسافة، مرفوعًا ليسهل تمييزه -من بعد-، وحُملت على تلك الأعلام، الدلالة على دقة التنظيم وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج والمسافر.وشهد الطريق عناية عمرانية خاصة، حيث رُصفت أرضيته في المناطق الرملية بالحجارة لتثبيت المسار، ومنع انزلاق القوافل، كما أُقيمت محطات رئيسة على امتداده، منها 'القاع' 'زُبالا''الشيحيات'، و'فيد'، و'الأجفر'، و'القاعية'، التي توفرت فيها المياه والطعام وأدوات الراحة، فكانت ملتقى للقوافل ومراكز تموين واستراحة في عمق الصحراء.ويمتلك 'درب زبيدة' مقومات تاريخية وهندسية تستدعي الحفظ والتوثيق، فهو لا يعبّر عن وسيلة تنقّل قديمة فحسب، بل يُظهر وعيًا عاليًا في خدمة الحجاج وتنظيم المسارات الصحراوية، واحتفظت بعض البرك بمياهها النقية حتى اليوم، مما يعكس جودة البناء واستمراريته. وفي إطار رؤية المملكة 2030، تواصل الجهات المختصة جهودها لإحياء هذا الطريق وتأهيل معالمه، ضمن مشاريع تهدف إلى إبراز العمق الحضاري للمملكة، وتعزيز السياحة التراثية، ويُنتظر أن يسهم 'درب زبيدة' في تقديم تجربة ثقافية متكاملة للزوار، تُعيد ربط الأجيال المعاصرة بماضيها، وتُظهر قيمة هذا الطريق الذي عبرت عليه الحضارة، وسارت فيه القوافل، وخُدمت من خلاله أعداد لا تُحصى من ضيوف الرحمن. مقالات ذات صلة

عروض عالمية وموروثات شعبية تجذب زوار «شتاء درب زبيدة» في لينة التاريخية
عروض عالمية وموروثات شعبية تجذب زوار «شتاء درب زبيدة» في لينة التاريخية

صحيفة عاجل

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • صحيفة عاجل

عروض عالمية وموروثات شعبية تجذب زوار «شتاء درب زبيدة» في لينة التاريخية

تم النشر في: يواصل مهرجان «شتاء درب زبيدة»، الذي تنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في قرية لينة التاريخية، بمنطقة الحدود الشمالية، استقطاب الزوار من جميع الفئات العمرية، حيث تؤدي الفنون والموروثات الشعبية دورًا محوريًا في إثراء تجربة الزوار وتعزيز ارتباطهم بالثقافة المحلية. وتشهد ساحات المهرجان يوميًا مجموعة من العروض المتنوعة التي تدمج بين الفنون الشعبية الأصيلة والعروض العالمية والفنية والمسرحية، ما يخلق أجواءً ترفيهية ممتعة تحظى بتفاعل كبير من الحضور، كما تسلط الضوء على التراث الغني للمنطقة، مما يجعل من المهرجان وجهة متكاملة للترفيه والتثقيف. وعبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بما يقدمه المهرجان من برامج وفعاليات نوعية تناسب جميع أفراد المجتمع، مؤكدين أن "شتاء درب زبيدة" يعد أحد الإسهامات في تعزيز جودة الحياة لسكان وزوّار المنطقة عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

العروض العالمية والموروثات الشعبية تجذب زوار 'شتاء درب زبيدة' في لينة التاريخية
العروض العالمية والموروثات الشعبية تجذب زوار 'شتاء درب زبيدة' في لينة التاريخية

سويفت نيوز

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سويفت نيوز

العروض العالمية والموروثات الشعبية تجذب زوار 'شتاء درب زبيدة' في لينة التاريخية

رفحاء- واس : يواصل مهرجان 'شتاء درب زبيدة'، الذي تنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في قرية لينة التاريخية، بمنطقة الحدود الشمالية، استقطاب الزوار من جميع الفئات العمرية، حيث تؤدي الفنون والموروثات الشعبية دورًا محوريًا في إثراء تجربة الزوار وتعزيز ارتباطهم بالثقافة المحلية.وتشهد ساحات المهرجان يوميًا مجموعة من العروض المتنوعة التي تدمج بين الفنون الشعبية الأصيلة والعروض العالمية والفنية والمسرحية، ما يخلق أجواءً ترفيهية ممتعة تحظى بتفاعل كبير من الحضور، كما تسلط الضوء على التراث الغني للمنطقة، مما يجعل من المهرجان وجهة متكاملة للترفيه والتثقيف. وعبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بما يقدمه المهرجان من برامج وفعاليات نوعية تناسب جميع أفراد المجتمع، مؤكدين أن 'شتاء درب زبيدة' يعد أحد الإسهامات في تعزيز جودة الحياة لسكان وزوّار المنطقة عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 . مقالات ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store