
ضربة الشمس.. العدو الخفي في الصيف الذي يهدد حياتك
تُعد ضربة الشمس من أخطر الحالات الطبية الطارئة التي تزداد شيوعًا في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وتشير دراسات طبية عالمية إلى أن هذه الحالة تنجم عن فشل الجسم في تنظيم حرارته بسبب التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس أو الحرارة الشديدة.
ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، تسبب ضربة الشمس ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ما يؤدي إلى أضرار جسيمة للأعضاء الحيوية، وقد تنتهي بالموت إذا لم يُتخذ إجراء فوري.
ما هي آلية حدوث ضربة الشمس؟
توضح الدكتورة أولغا تشيستيك، أخصائية الأمراض الباطنية، أن ضربة الشمس تبدأ عند تعرّض الرأس مباشرة لأشعة الشمس دون حماية مثل القبعة، حيث تسبب الحرارة الشديدة ارتفاعًا حادًا في درجة حرارة فروة الرأس، هذا الارتفاع ينتقل إلى الأنسجة العميقة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة واضطراب الدورة الدموية الدماغية، وخللاً في الوظائف العصبية.
وتشير دراسة نشرت في 'مجلة طب الطوارئ' عام 2023 إلى أن هذا الارتفاع المفاجئ في الحرارة قد يسبب تورم أغشية الدماغ، وهو ما يفسر ظهور الأعراض العصبية الحادة وخطر الدخول في غيبوبة في الحالات المتقدمة.
الأعراض التحذيرية لضربة الشمس
تبدأ ضربة الشمس بأعراض غير واضحة في البداية، مما يزيد خطر تفاقم الحالة، وتبرز الدراسات الطبية أن العلامات الأولى قد تشمل: صداع شديد ومستمر، دوار وإرهاق عام، غثيان وقيء، تسارع في ضربات القلب والتنفس، اضطرابات بصرية مثل ضبابية الرؤية، تغيرات نفسية مثل التهيج أو الارتباك.
وأظهرت دراسة إكلينيكية في مستشفيات الطوارئ الأمريكية أن الأعراض قد تتأخر من 6 إلى 10 ساعات بعد التعرض للشمس، ما يجعل تشخيص الحالة في بدايتها أمرًا صعبًا، خصوصًا مع الخلط بينها وبين أعراض التعب أو نزلات البرد.
الفرق بين ضربة الشمس وضربة الحر
من الضروري التمييز بين ضربة الشمس وضربة الحر، حيث تؤكد الأبحاث أن ضربة الشمس مرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس وتأثيرها العصبي المباشر على الدماغ، في المقابل، تحدث ضربة الحر بسبب فقدان الجسم للسوائل والأملاح في بيئات حارة ورطبة، مثل الغرف المغلقة، دون الحاجة لتعرض مباشر للشمس، وتبدأ ضربة الحر بأعراض عامة تشمل التعب، التعرق الشديد، والضعف، وقد تتطور دون أعراض عصبية واضحة كما في ضربة الشمس.
الإسعافات الأولية.. خطوات تنقذ الحياة
تشير دراسات طبية متخصصة إلى أن سرعة التدخل في حالات ضربة الشمس تؤثر بشكل مباشر على نتائج الشفاء وتقليل المضاعفات. تُوصي الدكتورة تشيستيك بنقل المصاب فورًا إلى مكان بارد ومظلل، مع وضعه مستلقيًا ورفع ساقيه لتسهيل دوران الدم.
وينصح بتبريد الجسم تدريجيًا باستخدام منشفة مبللة ومروحة، مع التركيز على مؤخرة الرأس والرقبة والإبطين والفخذين، وتحذر الأبحاث من استخدام الثلج أو الماء شديد البرودة مباشرة، لما قد يسببه ذلك من تشنجات وعائية تؤدي إلى مضاعفات، ويجب فك الملابس الضيقة أو خلعها، مع تقديم رشفات صغيرة من الماء أو الشاي إذا كان المصاب واعيًا، مع مراقبة التحسن.
علامات تستوجب استدعاء الطوارئ فورًا
ينصح الخبراء بطلب المساعدة الطبية العاجلة في الحالات التي يظهر فيها: فقدان الوعي أو تشنجات، ارتفاع حرارة الجسم فوق 39-40 درجة مئوية، صعوبة في التنفس، ارتباك شديد أو تغير في مستوى الوعي، وتحذر الأبحاث الحديثة من أن تأخير العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل نزيف الدماغ، نوبات قلبية، تلف الأعضاء الداخلية، وحتى الوفاة.
من هم الفئات الأكثر عرضة؟
تؤكد الأبحاث أن الأطفال، كبار السن، النساء الحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، هم أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس، بسبب ضعف قدرة أجسامهم على تنظيم الحرارة، كما يُعَد العاملون في الخارج، والذين يتناولون أدوية تؤثر على تنظيم حرارة الجسم، في خطر متزايد، وفقًا لتقرير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
الوقاية هي الدرع الأول
تشدد الدراسات على أهمية الوقاية كأفضل وسيلة لحماية الأفراد من ضربة الشمس، وتوصي باتباع الإجراءات التالية: تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة من 10 صباحًا حتى 4 مساءً، ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وأغطية رأس، شرب كميات كبيرة من الماء للحفاظ على الترطيب، تقليل النشاط البدني في الطقس الحار والرطب، هذه الخطوات الوقائية أثبتت فعاليتها في تقليل نسب الإصابة في عدة دول ذات مناخ حار، حسب دراسات حديثة من جامعة هارفارد للطب الوقائي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 5 ساعات
- أخبار ليبيا
العدوى تبدأ من هنا.. لماذا يفشل معظمنا في غسل يديه بطريقة صحيحة؟
رغم إدراك معظم الناس لأهمية غسل اليدين في الوقاية من الأمراض المعدية، فإن ممارسات غير صحيحة وشائعة لا تزال تُقوّض هذه الوسيلة الفعالة، مما يفتح المجال لانتشار الفيروسات والجراثيم دون قصد. وبحسب تقرير نشرته وكالة 'فوكس نيوز'، فإن أربعة أخطاء متكررة في غسل اليدين تحوّل هذه العادة الصحية إلى سلوك غير فعال، وربما ضار، ما لم تُمارَس بالشكل الصحيح. الاعتماد على المعقمات الكحولية بدلًا من الماء والصابون: يشيع الاعتقاد بأن معقمات اليدين الكحولية تغني عن الغسل التقليدي، غير أن هذه المواد تعجز عن قتل بعض الفيروسات مثل 'نوروفيروس'– أحد الأسباب الرئيسية للإسهال الحاد في العالم– الذي يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الكحول، لكنه ينهار أمام الغسل الجيد بالماء والصابون، وتشير دراسة نُشرت في دورية Clinical Infectious Diseases إلى أن المعقمات لا تؤثر فعليًا على الفيروسات غير المغلفة، ما يجعل الغسل اليدوي هو الخيار الأمثل في معظم الحالات. الاكتفاء بالعطس في الكوع دون غسل اليدين: رغم أن العطس أو السعال في ثنية المرفق يحد من تطاير الرذاذ، إلا أن الجراثيم لا تزال تلتصق باليدين أو الأسطح المحيطة عند ملامسة الوجه أو الأدوات الشخصية لاحقًا، وتشير أبحاث من جامعة كولومبيا إلى أن الإنسان يلمس وجهه بمعدل 23 مرة في الساعة، 44% منها تشمل الفم أو الأنف أو العينين، ما يجعل اليدين ناقلًا رئيسيًا للعدوى. غسل اليدين فقط في 'مواسم المرض': يربط الكثيرون بين غسل اليدين وفصل الشتاء، حيث تكثر الإنفلونزا ونزلات البرد، ويتجاهلون ضرورة الحفاظ على هذه العادة طوال العام. في المقابل، تحذر منظمة الصحة العالمية من أن أمراضًا خطيرة مثل السالمونيلا والتهاب الكبد A لا تتبع نمطًا موسميًا، ويمكن أن تنتقل بسهولة عبر الأيدي الملوثة في أي وقت. إهمال الغسل بعد أنشطة يومية غير واضحة الخطر: كثيرون لا يغسلون أيديهم بعد التسوق أو زيارة المستشفيات أو تناول الطعام في المطاعم، رغم أن هذه الأماكن قد تكون بؤرًا خفية للعدوى، وتُظهر بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 70% من الناس لا يغسلون أيديهم بعد استخدام وسائل النقل العامة أو زيارة المرافق الصحية. توصيات علمية: الغسل الفعال ينقذ الأرواح يوصي الخبراء بغسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، مع التركيز على جميع الأجزاء، بما في ذلك ظهر اليد، وبين الأصابع، وتحت الأظافر، وهي مناطق عادةً ما يتم تجاهلها. وتوضح دراسة أجرتها جامعة ميتشيغن أن الالتزام الكامل بهذه الطريقة يقلل من احتمال الإصابة بالعدوى بنسبة تصل إلى 50%. كما تؤكد منظمة اليونيسف أن تحسين سلوكيات غسل اليدين يمكن أن ينقذ حياة أكثر من مليون طفل سنويًا حول العالم، إذ تُعد الأيدي الملوثة سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفال المرتبطة بالإسهال والالتهابات التنفسية. The post العدوى تبدأ من هنا.. لماذا يفشل معظمنا في غسل يديه بطريقة صحيحة؟ appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا


أخبار ليبيا
منذ 6 ساعات
- أخبار ليبيا
الكوليرا تفتك بالسودان وسط الحرب مع تزايد حالات الإصابات
الخرطوم 28 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -أعلنت وزارة الصحة السودانية، عن ارتفاع عدد الإصابات بوباء الكوليرا إلى 2700 حالة، بينها 172 وفاة خلال أسبوع واحد فقط، وسط ظروف إنسانية متدهورة نتيجة استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023. وذكرت الوزارة أمس الثلاثاء، أن 90 في المائة، من الحالات سجلت في ولاية الخرطوم، حيث أدت ضربات بطائرات مسيّرة نسبت إلى قوات الدعم السريع إلى تعطيل إمدادات الطاقة والمياه، مما تسبب في توقف محطات المعالجة عن العمل، وسجلت حالات أخرى في ولايات جنوب ووسط وشمال السودان. ويعد وباء الكوليرا متوطنا في السودان، لكن وتيرة تفشيه تصاعدت بشكل كبير نتيجة انهيار البنية التحتية الصحية والمائية، وأكدت منظمة 'أطباء بلا حدود' أن انقطاع الكهرباء عن محطات المياه أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر غير آمنة. وأشار منسق الشؤون الطبية في المنظمة سليمان عمار، إلى أن عدم توفر المياه النظيفة يعزز تفشي المرض، مؤكدا أن الكوليرا يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة إذا توفرت المياه الآمنة والرعاية الطبية المناسبة. في المقابل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي السوداني على وشك الانهيار، مع إغلاق نحو 90 في المائة، من المستشفيات بسبب القتال، وتعرضها لاقتحامات ونهب متكرر، وتسببت الحرب حتى الآن في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، مما يجعل السودان على حافة أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. (الأنباء الليبية الخرطوم) س خ. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من وكالة الانباء الليبية وال


عين ليبيا
منذ 7 ساعات
- عين ليبيا
العدوى تبدأ من هنا.. لماذا يفشل معظمنا في غسل يديه بطريقة صحيحة؟
رغم إدراك معظم الناس لأهمية غسل اليدين في الوقاية من الأمراض المعدية، فإن ممارسات غير صحيحة وشائعة لا تزال تُقوّض هذه الوسيلة الفعالة، مما يفتح المجال لانتشار الفيروسات والجراثيم دون قصد. وبحسب تقرير نشرته وكالة 'فوكس نيوز'، فإن أربعة أخطاء متكررة في غسل اليدين تحوّل هذه العادة الصحية إلى سلوك غير فعال، وربما ضار، ما لم تُمارَس بالشكل الصحيح. الاعتماد على المعقمات الكحولية بدلًا من الماء والصابون: يشيع الاعتقاد بأن معقمات اليدين الكحولية تغني عن الغسل التقليدي، غير أن هذه المواد تعجز عن قتل بعض الفيروسات مثل 'نوروفيروس'– أحد الأسباب الرئيسية للإسهال الحاد في العالم– الذي يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الكحول، لكنه ينهار أمام الغسل الجيد بالماء والصابون، وتشير دراسة نُشرت في دورية Clinical Infectious Diseases إلى أن المعقمات لا تؤثر فعليًا على الفيروسات غير المغلفة، ما يجعل الغسل اليدوي هو الخيار الأمثل في معظم الحالات. الاكتفاء بالعطس في الكوع دون غسل اليدين: رغم أن العطس أو السعال في ثنية المرفق يحد من تطاير الرذاذ، إلا أن الجراثيم لا تزال تلتصق باليدين أو الأسطح المحيطة عند ملامسة الوجه أو الأدوات الشخصية لاحقًا، وتشير أبحاث من جامعة كولومبيا إلى أن الإنسان يلمس وجهه بمعدل 23 مرة في الساعة، 44% منها تشمل الفم أو الأنف أو العينين، ما يجعل اليدين ناقلًا رئيسيًا للعدوى. غسل اليدين فقط في 'مواسم المرض': يربط الكثيرون بين غسل اليدين وفصل الشتاء، حيث تكثر الإنفلونزا ونزلات البرد، ويتجاهلون ضرورة الحفاظ على هذه العادة طوال العام. في المقابل، تحذر منظمة الصحة العالمية من أن أمراضًا خطيرة مثل السالمونيلا والتهاب الكبد A لا تتبع نمطًا موسميًا، ويمكن أن تنتقل بسهولة عبر الأيدي الملوثة في أي وقت. إهمال الغسل بعد أنشطة يومية غير واضحة الخطر: كثيرون لا يغسلون أيديهم بعد التسوق أو زيارة المستشفيات أو تناول الطعام في المطاعم، رغم أن هذه الأماكن قد تكون بؤرًا خفية للعدوى، وتُظهر بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 70% من الناس لا يغسلون أيديهم بعد استخدام وسائل النقل العامة أو زيارة المرافق الصحية. توصيات علمية: الغسل الفعال ينقذ الأرواح يوصي الخبراء بغسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، مع التركيز على جميع الأجزاء، بما في ذلك ظهر اليد، وبين الأصابع، وتحت الأظافر، وهي مناطق عادةً ما يتم تجاهلها. وتوضح دراسة أجرتها جامعة ميتشيغن أن الالتزام الكامل بهذه الطريقة يقلل من احتمال الإصابة بالعدوى بنسبة تصل إلى 50%. كما تؤكد منظمة اليونيسف أن تحسين سلوكيات غسل اليدين يمكن أن ينقذ حياة أكثر من مليون طفل سنويًا حول العالم، إذ تُعد الأيدي الملوثة سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفال المرتبطة بالإسهال والالتهابات التنفسية.