logo
الجهة الأخرى من النهر

الجهة الأخرى من النهر

الوطنمنذ 2 أيام

الصدمة والخوف عاطفتان قويتان يمكن أن تؤثرا بشكل كبير في السلوك البشري، وغالبًا ما تدفعان الأفراد إلى قبول أفعال قد يرفضونها عادةً. ففي أوقات الأزمات، يمكن لأصحاب السلطة التلاعب بهذه المشاعر لتبرير إجراءات متطرفة، بما في ذلك العنف والنزوح، لأن التأثير النفسي للخوف يمكن أن يخلق شعورًا بالمحاصرة والاختناق، ما يدفع الناس إلى الالتفاف حول القادة الذين يعدونهم بالسلامة والأمن، حتى على حساب أرواح الآخرين؛ تاريخيًا، استغل القادة هذه الديناميكية لتحقيق أجنداتهم. عندما يتسلل الخوف إلى مجتمع ما، يمكن أن يؤدي إلى عقلية جماعية يُعطي فيها الأفراد الأولوية للسلامة الفورية على الاعتبارات الأخلاقية، وتُعد هذه الظاهرة خطيرة بشكل خاص لأنها قد تؤدي إلى تبرير فظائع قد تُعتبر غير مقبولة لولا ذلك.
يمكن ذكر مثال تاريخي مؤثر في هذا التلاعب، قصة شعب «الأزتك» وملك «كولواكان»؛ مملكة تاريخية قديمة في المكسيك. أدرك كهنة الأزتك استياء شعبهم من رداءة الأرض التي مُنحوا للاستقرار فيها، وعندما طالبوهم بالرحيل إلى أرض ثانية رفضوا لتعبهم من كثرة الترحال. هنا وضع الكهنة خطة للتلاعب بالوضع لصالحهم، ونظموا حفلًا يهدف إلى تكريم ملك «كولواكان»، وقدموه على أنه احتفال شكر وامتنان وتعظيم، إلا أن نيتهم الحقيقية كانت أكثر قتامة؛ طلبوا من الملك أن تسهم ابنته في المسيرة، وفي يوم الاحتفال سلخ جلدها كاملًا وإلباسه لأحد الكهنة في واجهة المسيرة، وعندما رأى الملك ذاك المشهد المرعب هجم على «الإزتك» يريد إبادتهم، لكن الكهنة كانوا قد أعدوا قوارب ووجهوا شعبهم إليها للهروب، فلم يكن أمامهم سوى ذلك أو مواجهة الإبادة، بهذا الفعل الإجرامي المخادع يتضح كيف يمكن للقادة استغلال الاستجابات العاطفية لخدمة مصالحهم الخاصة، بغض النظر عن العواقب على أرواح الأبرياء.
شهدنا عبر التاريخ صراعات عديدة صاغ فيها المعتدون أفعالهم على أنها دفاعية أو استباقية، ومن خلال خلق عقلية «نحن أم هم»، يمكنهم غرس شعور بالضرورة الحرجة مما يبرر العنف، كما تلعب الدعاية دورًا حاسمًا في هذه العملية، إذ يمكنها نزع الصفة الإنسانية عن الجماعة المستهدفة وتقديمها كأعداء يهددون وجود المعتدين؛ لنأخذ مثلًا التطهير العرقي الذي حدث في البلقان خلال تسعينيات القرن الماضي؛ استغل قادة المنطقة المظالم التاريخية والحماسة القومية لتبرير أفعالهم المروعة ضد جيرانهم، ومن خلال استحضار سردية الضحية والخيانة، تمكنوا من حشد أنصارهم، وإقناعهم بأن العنف ضروري للبقاء، وكثيرًا ما صُوّرت الفظائع المرتكبة خلال تلك الفترة بأنها أعمال وطنية، ما أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ.
وبينما نتأمل هذه الديناميكيات، من الضروري أن نبقى يقظين تجاه هذه الأساليب وهي تتكشف أمام أعيننا، فلقد أظهر لنا التاريخ العواقب الوخيمة للتقاعس والاكتفاء بدور المتفرج، وعلى سبيل المثال لا الحصر تعتبر مجاعة «هولودومور» في أوكرانيا بين عامي 1932 و1933 حدثًا مأساويًا، حيث عانى الملايين ولقوا حتفهم نتيجة سياسات التجويع المتعمد، برر المنفذون هذه الإجراءات على أنها ضرورية للسيطرة السياسية، مدّعين أنهم كانوا يكافحون تهديداتٍ مُفترضة للدولة، وبالمثل، نفذت الإبادة الجماعية للأرمن بين عامي 1915 و1916 وكان مبرر هذه الفظائع متأصلًا في الخوف من الخيانة والرغبة في بناء هوية وطنية متجانسة، ما يُظهر كيف يُمكن استغلال الخوف كسلاح لارتكاب أعمالٍ مروعة ضد الأبرياء.
وكما حدث خلال الأحداث الهمجية السابقة حدث خلال الحرب العالمية الثانية، حيث وقف العالم متفرجًا بينما كان الملايين يبادون، وليس فقط اليهود بل من أديان وأعراق مختلفة، وليس فقط خلال الحرب، بل بعدها أيضًا كما حدث للجنود والنساء والأطفال الألمان بعد استسلام بلادهم، تمت عمليات الإبادة والقتل والتجويع والاغتصاب بشكل مُمنهج تحت ستار معالجة «القضية اليهودية» أو معالجة أسرى الحرب.
قال «إيلي ويزل» المفكر المشهور والناجي من «الهولوكوست» والمدافع عن حقوق الإنسان، مقولته الشهيرة: إن «نقيض الحب ليس الكراهية، بل اللا مبالاة»، رغم أن هذا التحذير يكتسب أهمية خاصة اليوم، ونحن نواجه التلاعب بالخطابات في وسائل التواصل الاجتماعي والسرديات السائدة التي تحول الضحايا إلى معتدين من خلال نزع الصفة الإنسانية عنهم، إلا أن إنسانية «ويزل»، لم تكن شاملة بل أظهرت عنصريتها وقصورها عندما التقت بانتمائه الديني؛ لقد أثار انخراطه في قضايا مثيرة للجدل، كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، انتقاداتٍ ونقاشاتٍ حول مسؤوليات الشخصيات العامة، حيث يرى الكثيرون أن أفعاله تتناقض مع رسالته الداعية إلى التعاطف والعدالة للجميع؛ هكذا هم، تقف العدالة عند حدودهم !
الصهاينة لديهم سبق وخبرة كبيرة في استخراج الدروس التي تصب في مصالحهم من التاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من العلوم، لإدارة المعارك النفسية والتحكم في كل الجبهات من خلال سيطرتهم المتوغلة في جميع مفاتيح الحياة للشعوب الغربية من أجل حشد التأييد والدعم غير المشروط، ليس هذا فقط بل من مواطنيهم أيضًا، وأكبر مثال كيف استخدمت السردية التي دحضها إعلامهم المعارض مثل صحيفة «هآرتس»؛ سردية تشابه في وحشيتها قصة «سلخ جلد الأميرة» لنشر الذعر بالداخل والاستهجان في الخارج من أجل التغطية على الإبادة التي يمارسونها، لقد صدقهم القطيع وسارع ساستهم إلى ترديد عبارة «إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها»، كيف؟ لا يهم طالما أن من يقتلون ويحرقون ويفجرون ليسوا بشر أساسًا !
دروس الماضي واضحة؛ لا يسعنا تجاهل العلامات التحذيرية المبكرة للتلاعب وإثارة الخوف التي تابعناها في غزة، ونشهد يوميًا وقوع فظائع بعدما استغل الصهاينة ذلك الخوف لتبرير العنف ضد المدنيين، لذا الوعي والعمل ضروريان عالميًا؛ يجب أن نتحدى الخطابات التي تسعى إلى تقسيم العالم، وأن يحاسب الصهاينة وكل من يدعمهم. ولكي نعرف كيف نواجه هذه الآلة الهمجية المدمرة يجب أن نعود للأساس ونرى من أين وكيف تستنبط أفكارها الجهنمية. الوعي والدراسة والتحليل أول طرق المواجهة، ودون ذلك نبقى على الجهة الأخرى من النهر نراقب شعبًا يتعرض للإبادة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!
السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!

يمني برس

timeمنذ 2 ساعات

  • يمني برس

السعودية والإمارات واللعب على المكشوف!

يمني برس – بقلم – مطهر الأشموري عندما تقرّر أمريكا إيقاف عدوانها على اليمن فذلك بديهياً هو انتصار لليمن، وقد يختلف فقط حول إن كان انهزاماً أو هزيمة لأمريكا.. لجوء أمريكا لترتيب هذا الموقف من خلال وسيط ووساطة عُمانية لا يغير شيئاً في حقيقة معرفة أو تعريف ما جرى، ولذلك فالذين حاولوا الفبركة والانحراف والتحريف لم يجنوا سوى المزيد من فقدان المصداقية، لسبب بسيط هو أن الحقيقة والاستحقاق فيما جرى هو أقوى من أي اختلاف أو تجريف أو تحريف.. دعونا نقف أمام خطاب لنائب الرئيسي الأمريكي في مناسبة عسكرية وأمام وحدات من الجيش، حيث يقرّ بأن العالم تغير وباتت الصواريخ والمسيّرات تلحق أضراراً كبيرة بأصول القوة الضاربة للجيش الأمريكي، بل وطالب الجيش الأمريكي بضرورة إعادة التكيف مع هذه المتغيرات عالمياً.. فهذا الخطاب يمثّل اعترافاً واضحاً ومباشراً بانهزام أو هزيمة أمام اليمن، لأن المضمون الأهم في هذا الخطاب إنما جاء مما جرى في اليمن ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك حتى ألد أعداء اليمن والشعب اليمني من الداخل والخارج، لأنه عندما تصبح أمام القاعدة المعروفة «الاعتراف سيد البراهين» فإنه لا معنى ولا قيمة ولا جدوى ولا تأثير لأي كلام ولأي إعلام يناقض ذلك أو يتناقض معه.. نحن لا نؤمن في جهادنا المقدس بالدعائية ولا نحتاج من أرضية هذا الإيمان للادعائية، ولذلك كنا الطرف الذي يوضح أو يدافع بعد إعلان هذا الاتفاق بوساطة عُمانية لأن الأطراف المعادية لليمن سارت في حملة إعلامية دعائية كاذبة ومكشوفة الخداعية تشوه الحقائق والاستحقاق بما لا يقبله ولا يصدقه العقل البشري ربطاً بموقفنا الإيماني الثابت والراسخ بإسناد غزة وفلسطين.. إذا هؤلاء المنافقين والمرتزقة والعملاء في الداخل والخارج لم يصدقوا الأستاذ محمد عبدالسلام وأنكروا الواقع والوقائع فماذا عساهم يقولون أو يتقولون عن خطاب نائب الرئيس الأمريكي وعن فرض الحصار الجوي على الكيان الصهيوني وعن توسيع وتصعيد الحصار البحري؟.. إن لم تكن هذه هي الصهينة أكثر من الصهيونية فماذا تكون غير ذلك أو أقل من ذلك.. نائب الرئيس الأمريكي ومن خلال ما جرى في اليمن كان يتحدث عن مشكلة عالمية لأمريكا وذلك يربط بما كررته التصريحات الأمريكية بأن الحرب في البحر الأحمر هي أشرس حرب واجهتها أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يجعل خطاب نائب الرئيس الأمريكي هو معطى ونتيجة لهذه الحرب الأشرس.. لقد ظل النظام السعودي يتباهى أو يتشدق أنه من يحمي ويؤمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب خلال قرابة العقد من العدوان مستفيداً من كوننا مارسنا البحر وباب المندب ربطاً بقضية القضايا «فلسطين وغزة» وترفعنا عن تفعيله واستعماله من أجل قضيتنا الوطنية اليمنية أساساً.. وهكذا تتشابه الأبقار في تفعيل العملاء كما النظام السعودي ثم تفعيل مرتزقتهم والإمارات في اليمن، لأنه مادام بقي لذلك التشدق السعودي قرابة العقد وقد تعرضت آلهتهم وإلههم الأكبر «أمريكا» لهذه الهزيمة والانهزام أمام اليمن في البحر الأحمر وباب المندب، ولو كان النظام السعودي بمستوى ما ظل به يشتدق ما كانت أمريكا لتأتي بنفسها لتمارس العدوان وهكذا فالعملاء والمرتزقة ربطاً بالأمركة والصهينة عادة ما يتحدثون عن أدوار هي أكبر من أحجامهم الحقيقية ومن أدوارهم الخسيسة والرخيصة التي أهلها وباتوا لها فقط يتبعون التعليمات ويطيعون الأوامر، وغير ذلك لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة.. يضحكني النظامان السعودي والإماراتي عندما يتحدثان عن المشكلة اليمنية وأنهما يجهدان أنفسهما في البحث عن حل وفي مساعٍ للحلحلة فيما الشعب اليمني يرى أساس المشكلة هي في العدوان السعودي والإماراتي على اليمن كواجهة للعدوان الأمريكي الصهيوني الذي اضطر لاحقاً ليقوم بدور الواجهة.. النظامان العميلان لأمريكا وإسرائيل وهما السعودي والإماراتي وهما يمنحان التريليونات لأمريكا وإسرائيل وهم صاغرون يعنيهما التعامل مع كل مترتبات وتعويضات عدوانهما على اليمن وأن يتركوا اليمن لليمنيين ويرحلوا منهما، والأفضل إعطاء ما هو حق واستحقاق لليمن والشعب اليمني بالرضا وطوعاً لأن أمريكا وإسرائيل قد أثبتت الوقائع والواقع عجزهما عن حماية نفسيهما، فمن يحمي النظامين العميلين؟! فحمايتهما باتت كما حماية النظام السعودي للبحر الأحمر وباب المندب والملاحة الدولية!!.

وتؤثر على صحتهم النفسية..طارق عكاشة: 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب
وتؤثر على صحتهم النفسية..طارق عكاشة: 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب

مصر اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • مصر اليوم

وتؤثر على صحتهم النفسية..طارق عكاشة: 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب

قال الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس رئيس مركز أحمد عكاشة للطب النفسى، خلال مؤتمر المركز الـ 20 المنعقد حاليا بالقاهرة، إن هذا المؤتمر يعتبر أقدم مؤتمر في الطب النفسي وقد عقد تحت عنوان "الشدائد العالمية والطب النفسي"، وتاثير الحروب على الصحة النفسية وخصوصا الحرب في غزة والصراع في السودان. د احمد عكاشة مع اطباء الامراض النفسية وأوضح، إنه بحسب الأمم المتحدة، فإن هناك 59 حرب في العالم كله، أي أكثر من الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن 25% من مجموع سكان الأرض يعيشون في أماكن بها حروب، مما يعرضهم للاكتئاب والقلق نتيجة هذه الحروب، مضيفا ان النساء والأطفال وكبار السن هم أكثر عرضه للاضطرابات النفسية والاكتئاب والقلق. د طارق عكاشة وأضاف، انه في منطقتنا لا نطالب فقط بالصحة الجسدية ولكن لابد من الرعاية النفسية والصحة النفسية أثناء الكوارث والحروب، مؤكدا، إن واحد من 5 أشخاص يعانون من الاكتئاب والقلق في البلدان التي تعانى من الحروب، ويتعرضوا للضغوط النفسية هذه الحروب والشعور بعدم الأمان، والنزوح من مكان إلى آخر. وأشار إلى أن الحلول الموجودة حاليا هي حلول سياسية ليست في يد الأطباء، ولكن يمكن إعطاء الأطباء في مناطق النزاع كورسات أون لاين لكيفية التعامل مع المرضى المصابين بالاكتئاب، وتقديم خدمات للمرضى من خلال العلاج عن بعد يساعد أيضا، ولكن لابد من تغيير جذرى سياسي على مستوى الدول لأن الحروب لها تثير كبير في الأجيال القادمة، لأن الأجيال القادمة ستصاب بأمراض نفسية، نتيجة هذه الحروب. اطباء الامراض النفسية مع الدكتور احمد عكاشة وأوضح، انه للوقاية من الاكتئاب لابد ان نفرق بين الكروب الحياتية التي لابد ان نتعلم كيفية التعامل معها وبين المرض النفسى او الإصابة بالاكتئاب، حيث ان المرض نفسه نسبته ثابتة في جميع أنحاء العالم ولابد أن نفرق بين مشاعر الحزن ومرض الاكتئاب، فالتدخل السريع والفورى ضرورى ولابد من تغيير المفاهيم لأن هذا مرض له تشخيص وله علاج ولابد من علاجه لأنه يحسن من جودة حياة الانسان، موضحا إن المناخ والسياسة يؤثران على الصحة النفسية. وقال، إن الكوارث الطبيعية تؤثر على الصحة النفسية مثل البراكين والزلازل، وتغير المناخ عموما أو الكوارث التي هي من فعل الانسان وارتفاع حرارة الجو، كلها تؤثر على الصحة النفسية والحالة النفسية للإنسان، ويكون أكثر عرضه للاكتئاب. وأكد، إنه خلال السنوات القادمة فان 28% من الحياة على وجه الأرض ستنقرض سواء النباتات أو الحيوانات أو الحشرات وستتأثر صحتنا النفسية بذلك بل إن الحرارة المرتفعة تزيد من الإصابة بالقلق والاكتئاب، لذلك الاهتمام ضرورى بالنتغيرات التي تحدث من ارتباط الصحية النفسية بالمناخ، وعندما نتحدث عن السياسية نتحدث عن الديمقراطية الاجتماعية، مشيرا إلى أنه يجب علاج الأمير مثل الغفير في نفس المستشفى ويتلقى نفس العلاج، ولكن عندما يتم علاج رئيس مجلس الإدارة في مستشفى ويتم علاج الموظف البسيط في مكان آخر فان هذه التفرقة تخلق نوع من عدم الرضا والاكتئاب، موضحا ان كل هذه الأمور تؤثر على الصحة النفسية. وقال، إن النزوح يؤثر على الصحة النفسية، ففى العالم كله هناك 180 مليون شخص يعيشون في بلدان لم يولدوا فيها، و60 مليون نزحوا داخليا بسبب الحروب مثل السودانيين، وما يحدث مع اليمنيين وأهالى غزة، وهناك اللاجئين الذين اضطروا ترك بلدانهم مثل السوريين وفى فنزويلا وأوكرانيا وأفغانستان فكل هؤلاء يعانون من مشاكل بالصحة النفسية. جاء ذلك خلال مؤتمر مركز أحمد عكاشة للطب النفسى بجامعة عين شمس، بحضور الدكتور أحمد عكاشة مؤسس المركز، والدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتور على الانور عميد كلية الطب جامعة عين شمس، والدكتور طارق يوسف المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس، والدكتورة عفاف حامد أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس الرئيس الشرفى للمؤتمر، وعدد من أطباء الطب النفسى من مختلف دول العالم، وبحضور الدكتورة منن عبد المقصود أمين عام الصحة النفسية بالامانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان. ناقش المؤتمر عدد من الموضوعات المتعلقة بالصحة النفسية وتأثير الصراعات والحروب على الصحة النفسية، وكيفية علاج الإدمان، وعلاج الأطفال والمراهقين، واحدث علاجات الاكتئاب والفصام. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة دوت مصر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من دوت مصر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

د. عدلي فندح : هل يخلف اليورو الدولار؟
د. عدلي فندح : هل يخلف اليورو الدولار؟

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

د. عدلي فندح : هل يخلف اليورو الدولار؟

أخبارنا : منذ أن صدر اليورو عام 1999، تشكّلت حوله تطلعات كبيرة، ليس فقط كعملة موحدة لدول الاتحاد الأوروبي، بل كمرشح جدي لمنافسة الدولار الأمريكي في عرش النظام النقدي العالمي. فبعد أن فرض الدولار هيمنته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح العملة الاحتياطية الأولى في العالم، بدا أن أوروبا، باتحادها النقدي، تمتلك من المقومات ما يمكن أن يجعل عملتها الموحدة بديلاً عالمياً ذا وزن وتأثير. في مشهد الاقتصاد العالمي اليوم، لا يمكن إنكار الحضور البارز لليورو. فحسب بيانات صندوق النقد الدولي، يحتفظ العالم بنسبة تقارب 20% من احتياطياته الرسمية بهذه العملة، وهي المرتبة الثانية بعد الدولار الذي يستحوذ على أكثر من 58% من تلك الاحتياطيات. وتستخدم نحو 32% من المدفوعات العالمية اليورو، حسب بيانات شبكة «سويفت»، بينما يُستخدم الدولار في نحو 42% منها. أما في إصدار السندات الدولية، فقد أصبح اليورو العملة الأساسية في نحو 23% من تلك الإصدارات، وهو ما يعكس مستوى عالياً من الثقة العالمية به. ما يعزز هذا الحضور هو الحجم الهائل لاقتصاد منطقة اليورو، الذي يزيد ناتجه المحلي الإجمالي عن 14 تريليون دولار، مع سوق موحدة تضم أكثر من 440 مليون مستهلك. ويأتي هذا في سياق تميز البنك المركزي الأوروبي باستقلاليته وقدرته على ضبط التضخم والحفاظ على الاستقرار النقدي، وهو ما أكسب العملة الأوروبية مصداقية في الأسواق الدولية. لكن هذه القوة الكامنة لا تعني أن الطريق أمام اليورو معبّد للوصول إلى قمة النظام النقدي العالمي. على العكس، فإن الطريق محفوف بتحديات بنيوية وسياسية واقتصادية تجعل من مهمة إزاحة الدولار عن موقعه التاريخي مهمة معقدة. ففي الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة سوق سندات ضخمة وموحدة وآمنة، تظل منطقة اليورو تفتقر إلى سوق موحدة مماثلة، حيث تصدر كل دولة ديونها السيادية بشكل مستقل، مما يؤدي إلى تباين في مستويات المخاطر والعوائد. كما أن غياب اتحاد مالي وسياسي حقيقي يقيّد من قدرة البنك المركزي الأوروبي على التحرك الموحد والفعال، ويجعل من القرارات الاقتصادية مسألة خاضعة للتجاذبات السياسية الداخلية بين الدول الأعضاء. الاختلافات الاقتصادية الكبيرة بين شمال وجنوب أوروبا تخلق فجوات هيكلية، تجعل من استقرار العملة الأوروبية عرضة للتقلبات الداخلية، كما حدث خلال أزمة الديون السيادية في العقد الماضي. وتضاف إلى ذلك الانقسامات السياسية التي تظهر بوضوح في القضايا الدولية الكبرى، مما يُضعف صورة الاتحاد الأوروبي ككتلة موحدة قادرة على تقديم بديل قوي وفعال للهيمنة الأمريكية. لكن في المقابل، تتزايد الفرص أمام اليورو في سياق عالمي جديد يتسم بإعادة ترتيب موازين القوة النقدية. تراجع الثقة في الدولار، بسبب ارتفاع الديون الأمريكية وتزايد استخدامه كسلاح جيوسياسي، يدفع العديد من الدول إلى تنويع احتياطاتها والبحث عن بدائل أكثر توازناً. وفي هذا السياق، يبدو اليورو خياراً معقولاً ومدعوماً بمؤسسات قوية وسوق ضخمة. كما أن التحول العالمي نحو العملات الرقمية، وبدء البنك المركزي الأوروبي في تطوير «يورو رقمي»، يفتح آفاقاً جديدة لاستخدام العملة الأوروبية في التسويات العابرة للحدود، خاصة في الاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الدولار. يبقى أن مستقبل اليورو كعملة احتياطية عالمية أولى لا يُبنى على المقومات الاقتصادية وحدها، بل على قدرة الاتحاد الأوروبي على استكمال مشروعه السياسي والمالي، وتعميق التكامل بين أعضائه، وتجاوز التناقضات الداخلية التي تعيق التحرك الموحد. وإذا ما تحققت هذه الشروط، فقد لا يكون استبدال الدولار أمراً وشيكاً، لكنه لن يكون مستحيلاً. إن صعود اليورو لا يعني بالضرورة أفول الدولار، بل ربما يؤشر إلى ولادة نظام نقدي عالمي جديد، متعدد الأقطاب، تتوزع فيه القوة بين عملات كبرى، ويصبح فيه اليورو ركناً أساسياً في بنية مالية عالمية أكثر توازناً وعدالة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store