
يثير قلق واشنطن والناتو.. ما تريد معرفته عن مدفع Koalitsiya-SV الروسي
أثمر التحديث العسكري الروسي المستمر عن تطوير وترقية عدد كبير من الأنظمة القتالية التي تثير قلق الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ومن بين الأنظمة التي أثبتت جدارتها كميزة تكتيكية للجيش الروسي في حربه الدائرة بأوكرانيا، مدفع الهاوتزر ذاتي الحركة 2S35 Koalitsiya-SV، وفق مجلة The National Interest.
وكشفت روسيا النقاب عن مدفع 2S35 Koalitsiya-SV للمرة الأولى عام 2015 خلال استعراض يوم النصر في موسكو. ويُعتبر هذا النظام المدفعي المجنزر عيار 152 ملم مهيئاً ليحل مكان مدفع 2S19 Msta-S القديم في القوات البرية الروسية.
وبفضل أتمتته المتطورة، ومداه الممتد، ومعدل إطلاقه العالي، يُوصف 2S35 Koalitsiya-SV بأنه من أكثر مدافع "الهاوتزر" ذاتية الدفع تطوراً في العالم. كما وصفته المجلة الأميركية بأنه السلاح الروسي الذي "يرعب الناتو".
"تاريخ طويل من التدمير"
بالعودة إلى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، سعت روسيا إلى تحديث قدراتها المدفعية في ظل متطلبات ساحة المعركة المتطورة.
وصُمم المشروع في البداية كترقية لـ2S19 Msta-S، ثم اتخذ منعطفاً جريئاً بنموذج أولي طموح ذي ماسورتين.
ويهدف تصميم هذا المدفع المزدوج عيار 152 ملم، المزود برأسين علوي وسفلي، إلى مضاعفة معدل إطلاق النار بفاعلية، بل وتمكين تقنية التأثير المتزامن متعدد الطلقات، وهي تقنية تُصيب فيها عدة قذائف هدفاً في وقت واحد من مسارات مختلفة.
وصمم معهد الأبحاث المركزي بوريفيستنيك التابع لشركة Uralvagonzavod هذا النظام المدفعي الضخم، لكن بحلول عام 2010، تم التخلي عن مفهوم السبطانة المزدوجة، نظراً لتعقيده التقني وتكلفته العالية. والسبطانة هي الجزء الأنبوبي من الأسلحة النارية أو المدافع.
ولجأ مصممو نظام المدفعية الجديدة إلى نظام تقليدي أحادي السبطانة، مبني على هيكل دبابة القتال الرئيسية T-90 معدل، وخضعت مركبة 2S35 Koalitsiya-SV لاختبارات مكثفة خلال العقد الثاني من القرن الحالي.
وظهرت النماذج الأولية بحلول عام 2015، ليبدأ الإنتاج التسلسلي بعد انتهاء التجارب في أكتوبر 2023، أي بعد أكثر من عام على بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وسُلمت الدفعة الأولى للجيش الروسي في وقت لاحق من العام الجاري، ما يعكس تسارعاً في الجدول الزمني نظراً لاستمرار الحرب.
وكما هو الحال مع العديد من الأنظمة الروسية، عكست التغييرات التي أجراها مصممو نظام 2S35 Koalitsiya-SV الحاجة إلى نهج عملي في مجال المدفعية الميدانية الجديدة، يوازن بين الابتكار والتطبيق العملي في ساحة المعركة.
وتاريخياً، اتسمت الأسلحة الروسية بتصميمها البسيط، متجنبة الجوانب باهظة الثمن التي أصبحت تُميز الأنظمة الأميركية وحلف شمال الأطلسي، مُفضلة انخفاض التكاليف وسهولة الصيانة.
"بسيط ولكنه فعّال"
يتميز نظام 2S35 Koalitsiya-SV بقدراته المتطورة، فمدفعه 2A88 عيار 152 ملم يصل مداه إلى 43 ميلاً، مع ذخائر دقيقة التوجيه تصل إلى 25 ميلاً بالطلقات القياسية.
ويتفوق النظام الروسي على العديد من نظرائه الغربيين، مثل نظام M109 Paladin الأميركي، أو نظام As90 Braveheart البريطاني.
ويوفر التحميل الهوائي الآلي في نظام Koalitsiya-SV معدل إطلاق يصل إلى 16 طلقة في الدقيقة، أي 4 أضعاف معدل إطلاق Paladin الذي يبلغ 4 طلقات في الدقيقة.
وتضمن سعة ذخيرته التي تتراوح بين 60 و70 طلقة عمليات مستدامة في ظل ظروف قتالية شديدة، من النوع الذي يهيمن على ساحات القتال الأوكرانية حالياً.
وتُعتبر الأتمتة سمة مميزة للنظام المدفعي الروسي، فالبرج غير مأهول، ويتمركز الطاقم في كبسولة مدرعة داخل الهيكل.
ويدمج نظام قيادة وتحكم موحد شاشات رقمية، ما يسمح باختيار القذيفة تلقائياً، وتعديل الشحنة، وتحديد الأهداف، وهذا بدوره يقلل من الخطأ البشري، ويُسرع دورات إطلاق النار.
ويتميز 2S35 Koalitsiya-SV بنظام حماية نووية وبيولوجية وكيميائية، وتصل سرعة الدبابة المحملة بالنظام إلى 37 ميلاً في الساعة.
ورغم عدم تأكيدها، تشير التقارير المتعلقة بهذه المنصة الديناميكية للأسلحة إلى أن الروس زودوها برادارات Doppler لتعزيز الدقة من خلال تتبع مسارات المقذوفات آنياً، ما يلغي الحاجة إلى طلقات التصويب التقليدية.
وستتوافق هذه التقنية مع تركيز 2S35 Koalitsiya-SV على الدقة والكفاءة، وستُمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في تطوير هذه المنصة.
وتُفهم العقيدة العسكرية الروسية على أفضل وجه على أنها حروب استنزاف تُعرف بالتطويق التكتيكي المصحوب بإطلاق نار كثيف لإضعاف قوة العدو.
وأشارت مجلة The National Interest إلى أن نظام 2S35 Koalitsiya-SV سيلعب دوراً حاسماً في تحقيق النصر لروسيا في الساحة الأوكرانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدفاع العربي
منذ 3 أيام
- الدفاع العربي
لوكهيد مارتن تعمل على تحديث نظام الصواريخ M270 لتعزيز القوة النارية بعيدة المدى
لوكهيد مارتن الأميركية تعمل على تحديث نظام الصواريخ M270 لتعزيز القوة النارية بعيدة المدى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن خطوة هامة في تعزيز قدرات مدفعية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمنح عقد جديد لشركة لوكهيد مارتن. لتحديث أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS) الحالية من طراز M270 إلى نظام M270A2 المتقدم . لا يقتصر هذا العقد على الجيش الأمريكي فحسب، بل يشمل أيضًا حلفاء رئيسيين، بما في ذلك فنلندا وإيطاليا والمملكة المتحدة. مما يعكس التزامًا مشتركًا بتعزيز قدرات الضربات الدقيقة بعيدة المدى في جميع أنحاء أوروبا. لطالما كان نظام إطلاق الصواريخ متعدد الإطلاق الأمريكي M270 (MLRS)، الذي طُوّر في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. منصةً موثوقةً ومتعددة الاستخدامات لإطلاق الصواريخ المشبعة بالمنطقة وإطلاق الصواريخ دقيقة التوجيه. ومع مرور الوقت، فرضت المتطلبات التشغيلية والتطورات التكنولوجية ضرورةً لتحديث شامل. وتمثّل ترقية M270A2 تجديدًا كاملاً للنظام، مما يُمكّنه من مواجهة التحديات المعقدة في ساحات القتال المعاصرة والمستقبلية. مركبة M270A2 أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد تتميز مركبة M270A2 المحسّنة بالعديد من التحسينات المهمة. فهي مجهزة بمحرك جديد بقوة 600 حصان وناقل حركة معاد تصميمه. ، مما يحسّن بشكل كبير من قابلية الحركة والموثوقية الميكانيكية. كما تستفيد المركبة من الكابينة المُدرّعة المحسّنة، التي توفر حماية أكبر للطاقم من التهديدات الباليستية والعبوات الناسفة المرتجلة. ويعد دمج نظام التحكم في النيران المشترك، وهو نظام رقمي للتحكم في النيران يمكّن المنصة من العمل مع الذخائر بعيدة المدى الحالية والمستقبلية. من أهم عناصر هذا التحديث. ويضمن هذا النظام التوافق التام مع أحدث جيل من الأسلحة الدقيقة، ويطيل العمر التشغيلي للقاذفة حتى خمسينيات القرن الحادي والعشرين. تكمن إحدى أهم مزايا صاروخ M270A2 في قدرته على إطلاق ذخائر متطورة. فهو قادر على إطلاق أنواع عديدة من الصواريخ. والقذائف المتطورة، بما في ذلك نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة بمدى يصل إلى 90 كيلومترًا. والنسخة ذات المدى الموسع التي تصل إلى 150 كيلومترًا.أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد كما أنه متوافق مع نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، ويوفر مدى يصل إلى 300 كيلومتر لمهام الضربات العميقة. وبالنظر إلى المستقبل، صمم صاروخ M270A2 لنشر صاروخ Precision Strike القادم، والذي سيصل في البداية إلى أهداف على بعد يصل إلى 499 كيلومترًا.أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد ومن المتوقع أن تتجاوز النسخ المستقبلية هذا المدى. توفر هذه الذخائر زيادة كبيرة في القدرة التدميرية، مما يسمح بالتعامل الدقيق. مع الأهداف عالية القيمة مثل مراكز القيادة والمراكز اللوجستية وأنظمة الدفاع الجوي. حرب أوكرانيا أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد تجلّت أهمية هذه القدرات جليًا في الحرب الدائرة في أوكرانيا. فقد مكّنت أنظمة M270 وقاذفات HIMARS الأخف وزنًا، التي تبرعت . بها الولايات المتحدة، القوات الأوكرانية من تنفيذ ضربات دقيقة وفعالة ضد البنية التحتية العسكرية الروسية في مناطق بعيدة خلف خطوط المواجهة. وقد أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها في تعطيل سلاسل إمداد العدو وهياكله القيادية، وإعادة صياغة دور المدفعية في الحروب الحديثة. وقد أكد الصراع الأوكراني مجددًا أن المدفعية الصاروخية بعيدة المدى وعالية الدقة لم تعد مجرد ميزة خاصة، بل ضرورة استراتيجية.أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد بالنسبة لحلفاء الناتو المشاركين في تطوير نظام M270A2، فإن الفوائد واضحة. فنلندا، التي تشغّل 41 نظام M270، تعزز قدرتها على . ردع التهديدات المحتملة على طول حدودها الشرقية. إيطاليا، التي تمتلك 21 قاذفة، تعزز جاهزيتها واندماجها في استراتيجية الدفاع الأوسع لحلف الناتو. المملكة المتحدة،. التي تمتلك حاليًا 26 وحدة M270B1 وتسعى إلى توسيعها إلى 44 قاذفة، تُحسّن عمق عملياتها وقابليتها للتشغيل البيني مع القوات الأمريكية وقوات حلفائها.أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد لا تقتصر مبادرة التحديث هذه على تحديث المعدات فحسب، بل تشمل أيضًا تزويد قوات الناتو بالأدوات اللازمة للحفاظ على قوة ردع فعالة. ولإطلاق قوة نيران حاسمة بعيدة المدى، عند الحاجة، في صراعات شديدة الضراوة. ومن المتوقع أن تظل منظومة M270A2 ، بفضل قدرتها على الحركة وحمايتها وقدراتها الهجومية الموسعة. عنصرًا أساسيًا في أنظمة إطلاق النار الأرضية الدقيقة لحلف الناتو لعقود قادمة. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد


الشرق السعودية
منذ 5 أيام
- الشرق السعودية
بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre
كشفت شركة Tiberius Aerospace رسمياً عن أول منتج دفاعي لها، وهو صاروخ Sceptre TRBM 155HG، وهي قذيفة مدفعية عيار 155 مليمتراً تعمل بمحرك نفاث مصممة لمهام هجومية دقيقة بعيدة المدى. يُعد إطلاق صاروخ Sceptre حدثاً مهماً، إذ يقدم "حلاً مبتكراً" لمدافع الهاوتزر القياسية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بتكلفة زهيدة جداً مقارنة بالأنظمة الحالية، وفق موقع Army Recognition. ومع تزايد التهديدات وصعوبة ضمان البقاء في ساحة المعركة، ترتفع أهمية المدفعية القادرة على الوصول إلى أهداف عميقة. مدفعية دقيقة التوجيه يُعتبر صاروخ Sceptre TRBM 155HG قذيفة مدفعية نفاثة دقيقة التوجيه، قادرة على توجيه ضربات على مسافات تتراوح بين 140 و160 كيلومتراً. وتُطلق هذه الذخيرة من أنظمة مدفعية أنبوبية تقليدية متوافقة مع معايير الناتو، وتستخدم نظام دفع نفاث يعمل بالوقود السائل، يتم تنشيطه فور خروج السبطانة، ما يسمح للذخيرة بالوصول إلى سرعات تصل إلى 3.5 ماخ وارتفاعات تزيد على 65 ألف قدم. المحرك النفاث Ramjet يضغط الهواء الوارد دون تحريك أجزائه، وذلك باستخدام السرعة العالية للذخيرة للحفاظ على الاحتراق وتوليد قوة دفع مستمرة طوال رحلتها. ويحد هذا المسار المرتفع من قابلية التعرض للتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والحرب الإلكترونية. ويتميز صاروخ Sceptre باحتمالية خطأ دائرية (CEP) تقل عن 5 أمتار، حتى في البيئات التي يتعارض فيها نظام GPS، ويتضمن حزمة توجيه هجينة لنظام تحديد المواقع العالمي/القصور الذاتي، وتصحيح استهداف معزز بالذكاء الاصطناعي، ورابط بيانات أثناء الطيران لتنسيق السرب. ويمر الصاروخ بمراحل مسار قياسية، وإطلاق السبطانة، وإشعال المحرك النفاث، وتحديث بيانات القياس عن بُعد في منتصف المسار، وتصحيح التوجيه النشط، والهبوط النهائي، وينتهي بتفجير دقيق عبر فتيل قابل للبرمجة. بديل منخفض التكلفة من الناحية الاستراتيجية، يُقدم نظام Sceptre كبديل موثوق به للأنظمة الأكثر تكلفة وتعقيداً من الناحية اللوجستية، مثل نظام ER GMLRS، أو نظام المقذوفات بعيدة المدى للمناورة (LRMP) من شركة General Atomics. وبينما يصل نظام ER GMLRS إلى مدى مماثل، 150 كيلومتراً، إلا أنه يجب إطلاقه من منصات MLRS/HIMARS مصممة خصيصاً، ويحمل رأساً حربياً أثقل بكثير، 90 كيلوجراماً مقابل 5.2 كيلوجرام لنظام Sceptre، ما يجعله غير مناسب لضربات أكثر دقةً وأقل ضرراً. أما نظام LRMP، فرغم تصميمه لضربات تصل إلى 120 كيلومتراً من المدافع التقليدية، إلا أنه يفتقر إلى نظام الدفع النفاث الذي يمنح نظام Sceptre مداه الطويل ومساره النهائي عالي السرعة. وتُعتبر قذيفة Nammo النفاثة عيار 155 مليمتراً، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة "بوينج"، مشابهة لصواريخ Sceptre، إذ لديها مدى يشبه الصواريخ في المدفعية الأنبوبية. ومع ذلك، فإنها تستخدم الدفع بالوقود الصلب، ما يحد من المرونة في لوجستيات التزود بالوقود ومدة الصلاحية مقارنة بتصميم Sceptre الذي يعمل بالوقود السائل. وفي حين أن ذخيرة Nammo مصممة خصيصاً لبرنامج XM1155 التابع للجيش الأميركي بنهج تطوير صناعي دفاعي أكثر تقليدية، فإن Sceptre تستفيد من نموذج معياري مستوحى من "وادي السيليكون" يتيح التكرار والتكامل والقدرة على التكيف مع التصدير بشكل أسرع. وعلى عكس قذائف المدفعية التقليدية المحدودة بـ24-30 كيلومتراً، وبحد أقصى للخطأ يزيد على 100 متر، يتيح sceptre اشتباكات عميقة ودقيقة مع بساطة لوجستية. ومن حيث النموذج الصناعي، يجسد Sceptre اتجاهاً متنامياً في قطاع الدفاع، إذ يعطي الأولوية للوحدات النمطية والنماذج الأولية السريعة والهياكل المفتوحة، على غرار الابتكارات التي شوهدت مؤخراً مع شركات مثل Anduril وHelsing. الهجمات العميقة من الناحية الجيوسياسية، يُعيد نظام Sceptre صياغة حسابات الهجمات العميقة، إذ يوفر بديلاً عملياً وفعالاً من حيث التكلفة للذخائر باهظة الثمن. ويدعم نشره الردع، من خلال حرمان القيادة واللوجستيات وأنظمة الرادار التابعة للخصم من الملاذ الآمن في المناطق البعيدة خلف خط المواجهة. ومن خلال تقليل الاعتماد على القوة الجوية في الهجمات العميقة، يُخفف النظام أيضاً من المخاطر التي تُشكلها الدفاعات الجوية بعيدة المدى المتزايدة الفعالية من خصوم مثل الصين وروسيا. أما عسكرياً، فالنظام يمكّن قادة الألوية والفرق من خيارات توجيه ضربات دقيقة فورية، بينما يُعقد تخطيط بطاريات العدو المضادة واللوجستيات. ومن منظور الميزانية، فإن فرق التكلفة كبير، فسعر نظام Sceptre أقل من 10% من سعر قذيفة GMLRS القياسية. ومع تقدير سعر قذائف Excalibur الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي بنحو 100 ألف دولار للوحدة، وتجاوز سعر GMLRS في كثير من الأحيان 160 ألف دولار، وأحياناً تصل إلى 500 ألف دولار لمتغيرات ER، فإن نسبة السعر إلى الأداء يصب لمصلحة نظام Sceptre. ويُمثّل صاروخ Sceptre TRBM 155HG نقلة نوعية في حرب المدفعية بعيدة المدى، إذ يوفر لقوات الناتو والقوات المتحالفة معها قدرة مرنة ومعيارية وأقل تكلفة لتنفيذ ضربات عميقة. ومع قيام الخصوم بتحسين شبكات دفاعهم الجوي وتقنياتهم لتعطيل نظام GPS، تُقدم الذخائر الموجهة التي تُطلق من الأرض مثل Sceptre بدائل موثوقة تُقلل المخاطر مع الحفاظ على المدى التشغيلي.


الشرق السعودية
منذ 5 أيام
- الشرق السعودية
"صائدة الشبح".. رادارات روسيا والصين قادرة على رصد F-35 الأميركية
تستند الهيمنة الجوية الأميركية إلى القدرة على ضرب أي هدف في أي وقت ومن أي مكان، وكل هذا دون أن يتم رصدها، وذلك بفضل قدرات التخفي، حسبما ذكرت مجلة The National Interest. منذ ثمانينيات القرن الماضي، اعتمدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بشكل متزايد على الطائرات الشبحية المتطورة. ومنذ ذلك الحين، كانت واشنطن مطمئنة لعلمها أن قدراتها الشبحية كافية للتغلب على منافسيها. لكن في الوقت الذي اكتفت فيه واشنطن بما حققته، بدأ منافسوها في اللحاق بركبها. فالصين وروسيا، على وجه الخصوص، تسعيان حثيثاً للتفوق في هذه القدرة. وشهدت العقود الثلاثة الماضية لحظات عديدة لم تنجح فيها قدرات التخفي للقوات الجوية الأميركية كما هو مخطط لها. فقدان أول طائرة شبحية أميركية ومن أبرز الأمثلة على القصور في القدرات الشبحية الأميركية، ما حدث في الحرب على كوسوفو عام 1999، حين جرى تكليف القاذفة الشبحية من طراز F-117 NightHawk بقصف أهداف صربية ضمن حملة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمنع الصرب من ضرب كوسوفو. وفي ذلك الوقت، كانت مقاتلة F-117 أكثر الطائرات الشبحية تطوراً في العالم؛ إذ كان يُعتقد أنها عصية على الرصد من خلال الرادارات، ولكن بفضل أسلحة من الحقبة السوفيتية، ابتكر قائد بطارية صواريخ أرض-جو صربي طريقة لتحديد وإسقاط طائرة من هذا الطراز. وفي 27 مارس 1999، بدأت طائرة F-117 الأميركية مهمتها دون مرافقة من طائرات الحرب الإلكترونية EA-6B المعتادة في ذلك الوقت، ما سمح لطائرة F-117 بالتحليق دون أي مضايقات عبر المجال الجوي للعدو، متجنبة رصدها. واعتمد نظام صواريخ أرض-جو الصربي على رادارين لكشف وتتبع الطائرات المعادية، الأول رادار الإنذار المبكر P-18 Spoon Rest D الذي يعمل على نطاقات التردد العالي جداً VHF، ويمكنه عادة اكتشاف الطائرات على بُعد نحو 200 ميل بحري. وأدركت صربيا أنه من خلال ضبط رادار الإنذار المبكر VHF من طراز P-18 على أدنى تردد له، وأكبر نطاق ترددي له، يمكن تحديد الطائرات الشبحية. كما تم استخدام رادار التحكم في النيران P-15 Flat Face، ورادار SNR-125 Low Blow، ورادار PRV-11 Side Net "لتحديد الارتفاع"، لاكتساب الأهداف واكتشاف الطائرات الحربية على بُعد 150 ميلاً. وكان رادار P-15 عديم الفائدة تماماً في تتبع طائرة F-117، لكن رادار الإنذار المبكر VHF من طراز P-18، الذي يعمل بأقصى نطاق ترددي، رصد طائرات F-117 على بُعد 15 ميلاً، وهي مسافة ليست بعيدة جداً بمعايير الرادار، لكنها كانت أفضل من لا شيء. وأطلق مشغلو صواريخ أرض-جو الصرب صاروخ SNR-125 لاستهداف دقيق، وفتح قائد طائرة F-117 الأميركية أبواب حجرة القنابل، ما قلل من الحماية الشبحية بتعريض حجرة القنابل العاكسة للرادار لصاروخ SNR-125 من الحقبة السوفيتية، وجرى إطلاق صاروخين على الطائرة وإسقاطها. لاحظت الصين وروسيا تفاصيل حادثة الطائرة F-117، وأصبحت كل منهما بعد 3 عقود أكثر تقدماً بكثير مما كانت عليه القوات الصربية عام 1999. لم تعد الطائرات الشبحية الأميركية "غير مرئية" تكررت التحذيرات بشأن هشاشة الطائرة المقاتلة F-35 أمام الدفاعات الجوية المتطورة. وكادت جماعة "الحوثي" في اليمن تُسقط طائرة من هذا الطراز، وفق تقارير إعلامية غربية. ولم تُكشف التفاصيل الدقيقة للحادث، لكن التقارير تؤكد أن جماعة الحوثي استخدمت مفاهيم مستوحاة من التكتيكات الصربية. وبناء على الدروس المستفادة من مواجهة تكنولوجيا التخفي الأميركية، أكد الروس أن رادارات VHF هي وسيلة محتملة لمشغلي الدفاع الجوي لديهم، وتحديداً ضد مقاتلة F-35. وتعمل رادارات VHF بترددات تتراوح بين 30 و300 ميجاهرتز، وبأطوال موجية تتراوح بين 3 أقدام و32 قدماً. وعند هذه الترددات، يكون حجم الطائرة قريباً من الطول الموجي، ما يُسبب ظاهرة الرنين، وبمعنى آخر، تستطيع صواريخ أرض-جو الروسية نظرياً اكتشاف طائرة F-35. روسيا طورت رادارات إنذار مبكر متقدمة مثل Nebo-M الذي يراقب الأهداف عبر نطاقات التردد العالي جداً (VHF) والتردد الفائق (UHF) والتردد المنخفض (L)، ويُعتقد أنه قادر على رصد F-35 عند اقترابها مباشرة. كذلك، يُقال إن رادار Rezonans-NE يمكنه تتبع كل من F-35 والقاذفة الشبحية بعيدة المدى B-2 الشبحية. ويُعتبر رادار VHF بمثابة الحلقة الأولى في سلسلة أنظمة تطورها روسيا لخطة متكاملة لكشف الطائرات الحربية الشبحية، وحتى لو لم تكن مضمونة النجاح، ترى موسكو أن تقييد حرية العمل التي يمنحها التخفي عادة للطائرات الشبحية الأميركية خطوة لردع التدخل العسكري الأميركي. الصين، من جانبها، تطور نظاماً متكاملاً أكثر تطوراً يُعرف باسم JY-27A، يعمل بتقنية AESA على نطاق VHF، ما يتيح له كشف الطائرات الشبحية من مسافات أبعد بكثير من نظيره الروسي. وتضيف الصين طبقات أخرى من القدرة الاستخباراتية عبر الطائرات الرادارية والأقمار الاصطناعية لتشكيل صورة متكاملة لساحة المعركة.