logo
بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre

بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre

الشرق السعوديةمنذ 12 ساعات

كشفت شركة Tiberius Aerospace رسمياً عن أول منتج دفاعي لها، وهو صاروخ Sceptre TRBM 155HG، وهي قذيفة مدفعية عيار 155 مليمتراً تعمل بمحرك نفاث مصممة لمهام هجومية دقيقة بعيدة المدى.
يُعد إطلاق صاروخ Sceptre حدثاً مهماً، إذ يقدم "حلاً مبتكراً" لمدافع الهاوتزر القياسية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بتكلفة زهيدة جداً مقارنة بالأنظمة الحالية، وفق موقع Army Recognition.
ومع تزايد التهديدات وصعوبة ضمان البقاء في ساحة المعركة، ترتفع أهمية المدفعية القادرة على الوصول إلى أهداف عميقة.
مدفعية دقيقة التوجيه
يُعتبر صاروخ Sceptre TRBM 155HG قذيفة مدفعية نفاثة دقيقة التوجيه، قادرة على توجيه ضربات على مسافات تتراوح بين 140 و160 كيلومتراً.
وتُطلق هذه الذخيرة من أنظمة مدفعية أنبوبية تقليدية متوافقة مع معايير الناتو، وتستخدم نظام دفع نفاث يعمل بالوقود السائل، يتم تنشيطه فور خروج السبطانة، ما يسمح للذخيرة بالوصول إلى سرعات تصل إلى 3.5 ماخ وارتفاعات تزيد على 65 ألف قدم.
المحرك النفاث Ramjet يضغط الهواء الوارد دون تحريك أجزائه، وذلك باستخدام السرعة العالية للذخيرة للحفاظ على الاحتراق وتوليد قوة دفع مستمرة طوال رحلتها. ويحد هذا المسار المرتفع من قابلية التعرض للتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والحرب الإلكترونية.
ويتميز صاروخ Sceptre باحتمالية خطأ دائرية (CEP) تقل عن 5 أمتار، حتى في البيئات التي يتعارض فيها نظام GPS، ويتضمن حزمة توجيه هجينة لنظام تحديد المواقع العالمي/القصور الذاتي، وتصحيح استهداف معزز بالذكاء الاصطناعي، ورابط بيانات أثناء الطيران لتنسيق السرب.
ويمر الصاروخ بمراحل مسار قياسية، وإطلاق السبطانة، وإشعال المحرك النفاث، وتحديث بيانات القياس عن بُعد في منتصف المسار، وتصحيح التوجيه النشط، والهبوط النهائي، وينتهي بتفجير دقيق عبر فتيل قابل للبرمجة.
بديل منخفض التكلفة
من الناحية الاستراتيجية، يُقدم نظام Sceptre كبديل موثوق به للأنظمة الأكثر تكلفة وتعقيداً من الناحية اللوجستية، مثل نظام ER GMLRS، أو نظام المقذوفات بعيدة المدى للمناورة (LRMP) من شركة General Atomics.
وبينما يصل نظام ER GMLRS إلى مدى مماثل، 150 كيلومتراً، إلا أنه يجب إطلاقه من منصات MLRS/HIMARS مصممة خصيصاً، ويحمل رأساً حربياً أثقل بكثير، 90 كيلوجراماً مقابل 5.2 كيلوجرام لنظام Sceptre، ما يجعله غير مناسب لضربات أكثر دقةً وأقل ضرراً.
أما نظام LRMP، فرغم تصميمه لضربات تصل إلى 120 كيلومتراً من المدافع التقليدية، إلا أنه يفتقر إلى نظام الدفع النفاث الذي يمنح نظام Sceptre مداه الطويل ومساره النهائي عالي السرعة.
وتُعتبر قذيفة Nammo النفاثة عيار 155 مليمتراً، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة "بوينج"، مشابهة لصواريخ Sceptre، إذ لديها مدى يشبه الصواريخ في المدفعية الأنبوبية. ومع ذلك، فإنها تستخدم الدفع بالوقود الصلب، ما يحد من المرونة في لوجستيات التزود بالوقود ومدة الصلاحية مقارنة بتصميم Sceptre الذي يعمل بالوقود السائل.
وفي حين أن ذخيرة Nammo مصممة خصيصاً لبرنامج XM1155 التابع للجيش الأميركي بنهج تطوير صناعي دفاعي أكثر تقليدية، فإن Sceptre تستفيد من نموذج معياري مستوحى من "وادي السيليكون" يتيح التكرار والتكامل والقدرة على التكيف مع التصدير بشكل أسرع.
وعلى عكس قذائف المدفعية التقليدية المحدودة بـ24-30 كيلومتراً، وبحد أقصى للخطأ يزيد على 100 متر، يتيح sceptre اشتباكات عميقة ودقيقة مع بساطة لوجستية.
ومن حيث النموذج الصناعي، يجسد Sceptre اتجاهاً متنامياً في قطاع الدفاع، إذ يعطي الأولوية للوحدات النمطية والنماذج الأولية السريعة والهياكل المفتوحة، على غرار الابتكارات التي شوهدت مؤخراً مع شركات مثل Anduril وHelsing.
الهجمات العميقة
من الناحية الجيوسياسية، يُعيد نظام Sceptre صياغة حسابات الهجمات العميقة، إذ يوفر بديلاً عملياً وفعالاً من حيث التكلفة للذخائر باهظة الثمن.
ويدعم نشره الردع، من خلال حرمان القيادة واللوجستيات وأنظمة الرادار التابعة للخصم من الملاذ الآمن في المناطق البعيدة خلف خط المواجهة.
ومن خلال تقليل الاعتماد على القوة الجوية في الهجمات العميقة، يُخفف النظام أيضاً من المخاطر التي تُشكلها الدفاعات الجوية بعيدة المدى المتزايدة الفعالية من خصوم مثل الصين وروسيا.
أما عسكرياً، فالنظام يمكّن قادة الألوية والفرق من خيارات توجيه ضربات دقيقة فورية، بينما يُعقد تخطيط بطاريات العدو المضادة واللوجستيات.
ومن منظور الميزانية، فإن فرق التكلفة كبير، فسعر نظام Sceptre أقل من 10% من سعر قذيفة GMLRS القياسية.
ومع تقدير سعر قذائف Excalibur الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي بنحو 100 ألف دولار للوحدة، وتجاوز سعر GMLRS في كثير من الأحيان 160 ألف دولار، وأحياناً تصل إلى 500 ألف دولار لمتغيرات ER، فإن نسبة السعر إلى الأداء يصب لمصلحة نظام Sceptre.
ويُمثّل صاروخ Sceptre TRBM 155HG نقلة نوعية في حرب المدفعية بعيدة المدى، إذ يوفر لقوات الناتو والقوات المتحالفة معها قدرة مرنة ومعيارية وأقل تكلفة لتنفيذ ضربات عميقة.
ومع قيام الخصوم بتحسين شبكات دفاعهم الجوي وتقنياتهم لتعطيل نظام GPS، تُقدم الذخائر الموجهة التي تُطلق من الأرض مثل Sceptre بدائل موثوقة تُقلل المخاطر مع الحفاظ على المدى التشغيلي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فيديو.. "المسند" يستعرض سيناريو مستقبلياً مع سيارات "القيادة الذاتية": "تجلس بهدوء وتصل بسلام"
فيديو.. "المسند" يستعرض سيناريو مستقبلياً مع سيارات "القيادة الذاتية": "تجلس بهدوء وتصل بسلام"

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

فيديو.. "المسند" يستعرض سيناريو مستقبلياً مع سيارات "القيادة الذاتية": "تجلس بهدوء وتصل بسلام"

في تجربة شخصية لافتة، استعرض أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند؛ تجربته مع سيارة ذاتية القيادة، وذلك عبر مقطع فيديو مرفق في تغريدة أثارت تفاعلًا واسعًا، متسائلًا: "كيف سيكون مستقبلنا مع السيارات ذاتية القيادة؟". "المسند" تخيّل سيناريو يوم عمل اعتيادي، يبدأ دون الحاجة إلى حمل المفاتيح أو القلق من زحام الطرق الذي قد يستغرق ساعة كاملة، إذ يكفي فتح تطبيق على الهاتف وطلب سيارة ذاتية القيادة تقف أمام المنزل. وبحسب تصوّره، فإن الراكب لا يحتاج سوى الجلوس بهدوءٍ داخل المركبة، ليقرأ الأخبار أو يراجع أعماله، بينما السيارة توصله بأمانٍ إلى مكتبه دون أن يلمس المقود. ويتابع: بعد إنزال الراكب، تتابع السيارة ذاتية القيادة مهامها بمرونة تامة: • تعود لمنزله لتوصيل أحد أفراد العائلة. • تتجه لمكان قريب للاصطفاف الذاتي. • أو تنضم إلى خدمة مشاركة السيارات وتقوم بدور التاكسي الذكي، مما يُسهم في تقليل عدد المركبات على الطرق. ويضيف وفق السيناريو التخيلي: في منتصف النهار، يكفي إرسال تنبيهٍ عبر الهاتف لتعود السيارة تلقائيًا، أو يتم تكليفها بمهام أخرى؛ كإيصال الطلبات، أو الأبناء، أو حتى التوجّه للصيانة بشكل ذاتي. "المسند" لفت إلى أبرز مزايا هذا النموذج المستقبلي، من بينها: • تقليل عدد السيارات لكل فرد: فبدلاً من ثلاث مركبات في المنزل، تفي واحدة ذكية بالغرض. • الحد من الازدحام المروري: من خلال كفاءة التشغيل وانعدام الدورات العشوائية. • رفع مستوى السلامة المرورية: إذ إن 90% من الحوادث سببها بشري، والسيارات الذكية تتفوق بردود فعلها وتحليلها اللحظي. • توفير الطاقة والوقود: بفضل المسارات المخططة بدقة. • خدمة كِبار السن وذوي الإعاقة: دون الحاجة إلى سائق. وختم "المسند"؛ حديثه بالإشارة إلى تقرير علمي يتوقع أن تُسهم السيارات ذاتية القيادة في توفير أكثر من 300 مليار دولار سنوياً للاقتصاد العالمي بحلول عام 2035، من خلال تقليل الحوادث وتكاليف النقل.

بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre
بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre

الشرق السعودية

timeمنذ 12 ساعات

  • الشرق السعودية

بعيد المدى.. تعرف على قدرات الصاروخ الأميركي Sceptre

كشفت شركة Tiberius Aerospace رسمياً عن أول منتج دفاعي لها، وهو صاروخ Sceptre TRBM 155HG، وهي قذيفة مدفعية عيار 155 مليمتراً تعمل بمحرك نفاث مصممة لمهام هجومية دقيقة بعيدة المدى. يُعد إطلاق صاروخ Sceptre حدثاً مهماً، إذ يقدم "حلاً مبتكراً" لمدافع الهاوتزر القياسية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بتكلفة زهيدة جداً مقارنة بالأنظمة الحالية، وفق موقع Army Recognition. ومع تزايد التهديدات وصعوبة ضمان البقاء في ساحة المعركة، ترتفع أهمية المدفعية القادرة على الوصول إلى أهداف عميقة. مدفعية دقيقة التوجيه يُعتبر صاروخ Sceptre TRBM 155HG قذيفة مدفعية نفاثة دقيقة التوجيه، قادرة على توجيه ضربات على مسافات تتراوح بين 140 و160 كيلومتراً. وتُطلق هذه الذخيرة من أنظمة مدفعية أنبوبية تقليدية متوافقة مع معايير الناتو، وتستخدم نظام دفع نفاث يعمل بالوقود السائل، يتم تنشيطه فور خروج السبطانة، ما يسمح للذخيرة بالوصول إلى سرعات تصل إلى 3.5 ماخ وارتفاعات تزيد على 65 ألف قدم. المحرك النفاث Ramjet يضغط الهواء الوارد دون تحريك أجزائه، وذلك باستخدام السرعة العالية للذخيرة للحفاظ على الاحتراق وتوليد قوة دفع مستمرة طوال رحلتها. ويحد هذا المسار المرتفع من قابلية التعرض للتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والحرب الإلكترونية. ويتميز صاروخ Sceptre باحتمالية خطأ دائرية (CEP) تقل عن 5 أمتار، حتى في البيئات التي يتعارض فيها نظام GPS، ويتضمن حزمة توجيه هجينة لنظام تحديد المواقع العالمي/القصور الذاتي، وتصحيح استهداف معزز بالذكاء الاصطناعي، ورابط بيانات أثناء الطيران لتنسيق السرب. ويمر الصاروخ بمراحل مسار قياسية، وإطلاق السبطانة، وإشعال المحرك النفاث، وتحديث بيانات القياس عن بُعد في منتصف المسار، وتصحيح التوجيه النشط، والهبوط النهائي، وينتهي بتفجير دقيق عبر فتيل قابل للبرمجة. بديل منخفض التكلفة من الناحية الاستراتيجية، يُقدم نظام Sceptre كبديل موثوق به للأنظمة الأكثر تكلفة وتعقيداً من الناحية اللوجستية، مثل نظام ER GMLRS، أو نظام المقذوفات بعيدة المدى للمناورة (LRMP) من شركة General Atomics. وبينما يصل نظام ER GMLRS إلى مدى مماثل، 150 كيلومتراً، إلا أنه يجب إطلاقه من منصات MLRS/HIMARS مصممة خصيصاً، ويحمل رأساً حربياً أثقل بكثير، 90 كيلوجراماً مقابل 5.2 كيلوجرام لنظام Sceptre، ما يجعله غير مناسب لضربات أكثر دقةً وأقل ضرراً. أما نظام LRMP، فرغم تصميمه لضربات تصل إلى 120 كيلومتراً من المدافع التقليدية، إلا أنه يفتقر إلى نظام الدفع النفاث الذي يمنح نظام Sceptre مداه الطويل ومساره النهائي عالي السرعة. وتُعتبر قذيفة Nammo النفاثة عيار 155 مليمتراً، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة "بوينج"، مشابهة لصواريخ Sceptre، إذ لديها مدى يشبه الصواريخ في المدفعية الأنبوبية. ومع ذلك، فإنها تستخدم الدفع بالوقود الصلب، ما يحد من المرونة في لوجستيات التزود بالوقود ومدة الصلاحية مقارنة بتصميم Sceptre الذي يعمل بالوقود السائل. وفي حين أن ذخيرة Nammo مصممة خصيصاً لبرنامج XM1155 التابع للجيش الأميركي بنهج تطوير صناعي دفاعي أكثر تقليدية، فإن Sceptre تستفيد من نموذج معياري مستوحى من "وادي السيليكون" يتيح التكرار والتكامل والقدرة على التكيف مع التصدير بشكل أسرع. وعلى عكس قذائف المدفعية التقليدية المحدودة بـ24-30 كيلومتراً، وبحد أقصى للخطأ يزيد على 100 متر، يتيح sceptre اشتباكات عميقة ودقيقة مع بساطة لوجستية. ومن حيث النموذج الصناعي، يجسد Sceptre اتجاهاً متنامياً في قطاع الدفاع، إذ يعطي الأولوية للوحدات النمطية والنماذج الأولية السريعة والهياكل المفتوحة، على غرار الابتكارات التي شوهدت مؤخراً مع شركات مثل Anduril وHelsing. الهجمات العميقة من الناحية الجيوسياسية، يُعيد نظام Sceptre صياغة حسابات الهجمات العميقة، إذ يوفر بديلاً عملياً وفعالاً من حيث التكلفة للذخائر باهظة الثمن. ويدعم نشره الردع، من خلال حرمان القيادة واللوجستيات وأنظمة الرادار التابعة للخصم من الملاذ الآمن في المناطق البعيدة خلف خط المواجهة. ومن خلال تقليل الاعتماد على القوة الجوية في الهجمات العميقة، يُخفف النظام أيضاً من المخاطر التي تُشكلها الدفاعات الجوية بعيدة المدى المتزايدة الفعالية من خصوم مثل الصين وروسيا. أما عسكرياً، فالنظام يمكّن قادة الألوية والفرق من خيارات توجيه ضربات دقيقة فورية، بينما يُعقد تخطيط بطاريات العدو المضادة واللوجستيات. ومن منظور الميزانية، فإن فرق التكلفة كبير، فسعر نظام Sceptre أقل من 10% من سعر قذيفة GMLRS القياسية. ومع تقدير سعر قذائف Excalibur الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي بنحو 100 ألف دولار للوحدة، وتجاوز سعر GMLRS في كثير من الأحيان 160 ألف دولار، وأحياناً تصل إلى 500 ألف دولار لمتغيرات ER، فإن نسبة السعر إلى الأداء يصب لمصلحة نظام Sceptre. ويُمثّل صاروخ Sceptre TRBM 155HG نقلة نوعية في حرب المدفعية بعيدة المدى، إذ يوفر لقوات الناتو والقوات المتحالفة معها قدرة مرنة ومعيارية وأقل تكلفة لتنفيذ ضربات عميقة. ومع قيام الخصوم بتحسين شبكات دفاعهم الجوي وتقنياتهم لتعطيل نظام GPS، تُقدم الذخائر الموجهة التي تُطلق من الأرض مثل Sceptre بدائل موثوقة تُقلل المخاطر مع الحفاظ على المدى التشغيلي.

دراسة تكشف تأثير الانطباعات على التمييز بين الحقيقي والمزيف
دراسة تكشف تأثير الانطباعات على التمييز بين الحقيقي والمزيف

الرجل

timeمنذ 14 ساعات

  • الرجل

دراسة تكشف تأثير الانطباعات على التمييز بين الحقيقي والمزيف

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Acta Psychologica، أن جاذبية الوجه ومستوى الثقة والانطباع الشخصي، يلعبان دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كان الناس يعتقدون أن صورة الوجه حقيقية أو من إنتاج الذكاء الاصطناعي، حتى عندما تكون جميع الصور حقيقية بالفعل. أُجريت الدراسة على يد فريق يقوده الباحث دومينيك ماكوفسكي من جامعة ساسكس، والذي أوضح: "المعتقدات حول ما هو حقيقي مرنة بشكل مدهش، ويمكن التأثير عليها بسهولة بمجرد الإيحاء بأن بعض الصور قد تكون اصطناعية". شارك في الدراسة 150 شخصًا خضعوا لسلسلة من الاختبارات النفسية، ثم عرضت عليهم 109 صورة لوجوه حقيقية تمامًا من قاعدة بيانات متعددة الأعراق؛ طُلب منهم تقييم الوجوه من حيث الجاذبية والثقة والجمال والألفة. لاحقًا، أُخبر المشاركون أن نصف الصور قد تكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي (وهو أمر غير صحيح)، ثم طُلب منهم إعادة تقييم كل وجه وتحديد ما إذا كان حقيقيًا أو مزيفًا. ورغم أن كل الصور كانت حقيقية، إلا أن 44% من التقييمات صنّفتها كمزيفة؛ وكان هذا الحكم مرتبطًا بانطباعات شخصية أكثر من ارتباطه بأي خصائص موضوعية. من بين أبرز المؤثرات: - الرجال كانوا أكثر ميلاً لتصنيف الوجوه الجميلة على أنها حقيقية. - النساء أظهرن استجابة على شكل "منحنى U"، أي أن الوجوه شديدة الجاذبية أو شديدة النفور وأكثر واقعية. - الثقة أثّرت على تقييم النساء أكثر من الرجال، خصوصًا في مدى ثقة المشارِكات بحكمهنّ على الواقعية. - الألفة أثّرت بدرجة طفيفة، خصوصًا لدى الرجال الذين مالوا أكثر لتصديق الوجوه التي بدت مألوفة. هل يمكننا الوثوق بحدسنا دومًا؟ أظهرت النتائج أن: - الأشخاص ذوي السمات النرجسية كانوا أكثر ميلًا للحكم بأن الصور حقيقية وأكثر ثقة في أحكامهم. - الأشخاص الذين يتمتعون بسمات الصدق والتواضع كانوا أقل ثقة في أحكامهم، ويميلون للحذر في إطلاق الأحكام. - أصحاب التفكير المرتاب أو "البارانويدي" أظهروا ميلًا طفيفًا لتصنيف الصور كحقيقية، ربما بسبب حساسيتهم الاجتماعية العالية. أما الموقف العام من الذكاء الاصطناعي فلم يكن له تأثير قوي، باستثناء أن من يتحمّسون له أكثر كانوا أعلى ثقة في أحكامهم. توصل الباحثون إلى أن الاعتماد فقط على المظهر قد يؤدي إلى تقديرات خاطئة بشكل كبير، وأن مجرد الإشارة إلى احتمال وجود صور مزيفة كافية لتقويض قدرة الأشخاص على التمييز، مما يجعلهم يشكّكون في صحة الصور حتى إذ كانت حقيقية أمامهم. ويقول ماكوفسكي: "الحُكم على الواقع لم يعد مسألة بصرية فقط، بل بات يخضع لسلسلة من الانطباعات والانحيازات الشخصية". ويخطط الباحثون الآن لتوسيع دراستهم لتشمل أنواعًا أخرى من الصور، مثل الأعمال الفنية، سعيًا لفهم كيف تؤثر الانفعالات والجاذبية والانطباعات المسبقة في تشكيل تصوّراتنا عن "الواقعي" في عالم بات الاصطناعي فيه أكثر إقناعًا من الحقيقة نفسها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store