أحدث الأخبار مع #Articleinformation


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- صحة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الرضيعة سوار: رحلة معاناة توثّق الجوع والحصار في غزة
الاثنين 26 مايو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - التعليق على الصورة، الرضيعة سوار عاشور Article information في قطاع غزة، يصطف السكان في طوابير للحصول على حصص غذائية شحيحة أو لا شيء على الإطلاق. هم اعتادوا على زميلي وكاميراته، وهو يُصوّر لبي بي سي. يوثّق جوعهم، وموتهم، ولفّ أجسادهم - أو أجزاء منها - بلطف بأكفان بيضاء كُتبت عليها أسماؤهم، إن وُجدت. على مدار 19 شهراً من الحرب، والآن في ظل هجوم إسرائيلي متجدد، استمع هذا المصور الصحفي في غزة - الذي لن أذكر اسمه حفاظاً على سلامته - إلى صرخات الناجين المُفجعة في ساحات المستشفيات. الغزيون يبقون في ذهنه ليلاً ونهاراً. هو واحد منهم، عالق في نفس جحيم الاختناق. هذا الصباح، انطلق للبحث عن سوار عاشور، طفلة عمرها خمسة أشهر، أثّر فيه جسدها الهزيل وبكاؤها المنهك في مستشفى ناصر بخان يونس، بشدة، عندما كان يصوّر هناك في وقت سابق من هذا الشهر، لدرجة أنه كتب لي ليخبرني أن شيئاً ما قد انكسر بداخله. كان وزنها يفوق الكيلوغرامين بقليل، في حين يُفترض أن يكون وزن طفلة عمرها خمسة أشهر حوالي 6 كيلوغرامات أو أكثر. التعليق على الصورة، تحتاج الطفلة سوار إلى حليب خاص بسبب حساسية تعانيها من الحليب العادي. سمع زميلي أن سوار قد غادرت المستشفى منذ ذلك الحين وهي الآن في منزلها. يجري بحثه في ظروف صعبة. قبل بضعة أيام، راسلتُه لأسأله عن أحواله، فأجاب "لست بخير". قبل قليل، أعلن الجيش الإسرائيلي إخلاء معظم مناطق خان يونس... لا نعرف ماذا نفعل - لا يوجد مكان آمن نذهب إليه. وأضاف: "منطقة المواصي مكتظة للغاية بالنازحين. نحن تائهون، ولا ندري ما هو القرار الصحيح في هذه اللحظة". وجد خيمة بغرفة نوم واحدة، مدخلها ستارة رمادية وسوداء بنقوش زهرية. في الداخل، ثلاث مراتب، وجزء من خزانة أدراج، ومرآة تعكس ضوء الشمس على الأرض أمام سوار ووالدتها نجوى وجدتها ريم. التعليق على الصورة، تعاني والدة سوار، نجوى، وجدتها ريم، من قلة الإمدادات. سوار هادئة، يحميها وجود أمها بجوارها. لا تستطيع الطفلة امتصاص حليب الأطفال العادي بسبب رد فعل تحسسي شديد. في ظل ظروف الحرب والحصار الإسرائيلي على وصول المساعدات، هناك نقص حاد في حليب الأطفال الذي تحتاجه. تشرح نجوى، البالغة من العمر 23 عاماً، أن حالتها استقرت عندما كانت في مستشفى ناصر، لذلك سمح لها الأطباء بتسليمها علبة حليب أطفال قبل عدة أيام. الآن في المنزل، تقول إن وزن الطفلة بدأ بالنقصان. "أخبرني الأطباء أن سوار تحسنت وأصبحت أفضل من ذي قبل، لكنني أعتقد أنها لا تزال نحيلة ولم تتحسن كثيراً. وجدوا لها علبة حليب واحدة فقط، وبدأت تنفد". تقول نجوى، بينما يتراقص الذباب أمام وجه سوار، "الوضع حرِجٌ للغاية، الحشرات تهاجمها، عليّ أن أغطيها بوشاح حتى لا يمسها شيء". تعيش سوار مع أصوات الحرب منذ ولادتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. المدفعية، الصواريخ، القنابل المتساقطة - البعيدة والقريبة. إطلاق النار، وضجيج طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلّق في السماء. توضّح نجوى أن سوار تفهم ما يحدث حولها: فصوت الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ عالٍ جداً، وهي قريبة منها. عندما تسمع سوار هذه الأصوات، تفزع وتبكي. وإذا كانت نائمة، تستيقظ مذعورة. يقول الأطباء في غزة إن العديد من الأمهات الشابات يُبَلّغنَ عن عدم قدرتهن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، بسبب نقص التغذية. المشكلة المُلِحّة تكمُن في الغذاء والمياه النظيفة الصالحة للشرب. عانت نجوى أيضاً من سوء التغذية عند ولادة سوار. ولا تزال هي ووالدتها ريم تجدان صعوبة في الحصول على طعام. وتقول: "لا يمكننا توفير الحليب أو الحفاضات بسبب الأسعار وإغلاق الحدود". في 22 مايو/أيار، أكدت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق - وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة - عدم وجود نقص في الغذاء في غزة. وأضافت أن "كميات كبيرة من أغذية الأطفال والدقيق للمخابز" أُدخلت إلى القطاع في الأيام الأخيرة. التعليق على الصورة، تحدثت وكالات الإغاثة عن نقص الغذاء في غزة. وتصر الهيئة مراراً وتكراراً على أن حماس "تسرق المساعدات"، بينما تقول الحكومة الإسرائيلية إن الحرب ستستمر حتى تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ووفقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يُعتقد أن 20 رهينة احتجزتهم حماس في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما زالوا على قيد الحياة، وأن ما يصل إلى 30 آخرين قد قُتلوا. لكن وكالات الإغاثة والأمم المتحدة والعديد من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك بريطانيا، رفضت تصريح مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، بأنه لا يوجد نقص في الغذاء. كما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحدث عن وجود "جِياع" في غزة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كمية المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة بأنها "قليلة جداً". وقال غوتيريش إن الفلسطينيين "يتحملون ما قد يكون أقسى مرحلة في هذا الصراع الوحشي" مع نقص إمدادات الوقود والمأوى والغاز والمياه النقية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 80 في المئة من غزة الآن إما منطقة عسكرية إسرائيلية أو منطقة مهددة بالقصف. إن الإنكار والتعبير عن القلق والإدانات واللحظات التي بدت وكأنها نقاط تحوُّل، كلها مرّت واختفت طوال هذه الحرب. الثابت الوحيد، هو معاناة سكان غزة - البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مثل نجوى وابنتها سوار.


نافذة على العالم
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك
الأحد 18 مايو 2025 11:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، قام المصور أندرو فوسيك بيترز بالتقاط صور لطائر الحسون بأجنحة ذات تأثير قوس قزح في حديقته في شروبشاير Article information أمضى مصور عقداً من الزمن في رحلات سفاري في الحدائق المنزلية البريطانية، لالتقاط تنوع وجمال الحياة البرية فيها. وقال المصور أندرو فيوسيك بيترز إن الصور، بما في ذلك الطيور المتصارعة والسناجب المتشاحنة، أظهرت ما يمكن العثور عليه "أمام أعيننا". وأضاف مصور شروبشاير: "أردت الاحتفال بالقصص اليومية والكشف عن جمال الطيور والثدييات والحشرات التي تعيش إلى جانبنا". تظهر المئات من صوره في كتاب جديد. صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، سنجابان أحمران أثناء قتالهما في حديقة في جزيرة وايت التُقطت معظم الصور في حديقته "المتواضعة"، وفي قرية ليدبري المجاورة. "لست بحاجة للسفر إلى المحميات الطبيعية أو الجبال"، يقول بيترز. وأضاف: "أحيانًا أتعرض للسخرية من المصورين الكبار الذين يذهبون إلى أفريقيا لتصوير الأسود والنمور، أو إلى غرينلاند لتصوير الدببة القطبية". "يعتقدون أنني أقل شأناً لأنني أصور طيور القرقف الأزرق في الحديقة"، وفق بيترز. صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، المصور وضع مخبأ في حديقة منزلية لالتقاط هذه الصورة النادرة لأم أرنب ترضع صغيرها لكنه أضاف أن التقاط صور نادرة، مثل صورة أنثى الأرنب تُطعم صغيرها في حديقة منزله الخلفية، كان "مذهلاً للغاية". وقال: "لم تُصوَّر هذه الصورة إلا أقل من عشر مرات حول العالم". وأضاف: "كانت بمثابة ذهب خالص في بطاقة ذاكرتي". وسافر إلى مناطق أخرى من المملكة المتحدة لالتقاط "لحظات استثنائية" أخرى، منها عائلة ثعالب تلعب في كلافام في جنوب لندن، وزوج من السناجب الحمراء في جزيرة وايت. صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، زوج من العليق ذو الألوان الزاهية يتقاتل على الطعام - من اللقطات المفضلة للمصور بدأ السيد فوسيك بيترز بالتركيز على الحياة البرية في حديقته بعد تشخيص إصابته بسرطان الأمعاء عام 2018. أتقن تقنية "إيقاف الزمن" لالتقاط صور للطيور والفراشات وهي تُقلع وفي أثناء طيرانها. باستخدام مطبخه كمخبأ، التقط أيضاً صوراً نادرة للطيور، تُظهر تأثير انحراف الضوء على أجنحتها، مُضفياً عليها تأثير قوس قزح. قال: "هذا الشتاء، التقطتُ صوراً لنقار خشب وطائر نقار بندق"، مضيفاً أن الصور كانت "استثنائية". "سيتهمني الجميع باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنه ليس كذلك - إنه في الواقع علمي". وأضاف أنه "من القلائل في العالم" الذين التقطوا مثل هذه الصور. "يبدو أنني محظوظ جداً عندما أركز على ما هو خارج نافذة المطبخ". صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، طائر نقار البندق كان الكتاب بمثابة "صرخة حشد" لتحويل "المساحات المُهندمة إلى ملاذات أكثر ملاءمة للحياة البرية"، كما قال. وأضاف: "هذه الأماكن مهمة، أعتقد أنها كذلك بالفعل". وتابع: "كما نعلم، مع تغير المناخ وما يحدث في الموائل، تعاني العديد من الأنواع بشدة، وهذا يشمل زوار حدائقنا، لذا من المهم تسليط الضوء عليها". وأضاف إنها "لا تقل أهمية عن جميع المخلوقات الرائعة في الغابة والصحراء". صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، عائلة ثعلب تلعب في كلافام في جنوب لندن صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، دبور ذو ذيل ياقوتي قال مقدم برنامج سبرينغ واتش (Springwatch) إيولو ويليامز، عن كتاب غاردن سفاري (Garden Safari): "يجعل أندرو الأشياء العادية تبدو استثنائية، تصوير مذهل يساعد في التأكيد على أهمية حدائقنا للحياة البرية". "أعتقد أن هذه أفضل مجاملة تلقيتها على الإطلاق"، يعلق المصور. صدر الصورة، Andrew Fusek Peters التعليق على الصورة، صائد الذباب وهو يجلب الطعام إلى العش


نافذة على العالم
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
أخبار العالم : إحياء ذئب "لعبة العروش" المنقرض... ماذا يقول الخبراء؟
الأربعاء 9 أبريل 2025 10:55 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Colossal Biosciences التعليق على الصورة، ريموس ورومولوس Article information حمل غلاف مجلة "تايم" أمس صورة ذئب مهيب، أبيض كالثلج، مرفقاً بعنوان يُعلن عن عودة الذئب الضخم. هذا النوع، المنقرض حالياً، ربما يُعرف أكثر بدوره الخيالي في مسلسل "صراع العروش"، لكنه كان موجواً بالفعل قبل أكثر من 10 آلاف عام، عندما كان يجوب أرجاء القارتين الأميركيتين. الشركة التي تقف وراء هذه العناوين هي "كولوسال بيوساينسز"، والتي أعلنت أنها استخدمت "هندسة وراثية ماهرة وحمضاً نووياً قديماً" لاستيلاد ثلاثة جراء من الذئب الضخم، بهدف "إحياء" هذا النوع المنقرض. لكن، رغم أن الذئاب الصغيرة – رومولوس، ريموس، وكاليسي – تمثل إنجازاً تقنياً مذهلاً، يقول خبراء مستقلون إنها ليست فعلياً من سلالة الذئب الضخم الأصلية. وأوضح عالم الحيوانات فيليب سيدون من جامعة أتاغو في نيوزيلندا أنّ هذه الحيوانات هي "ذئاب رمادية معدّلة وراثياً". وكشفت شركة كولوسال عن جهود لاستخدام تقنيات وراثية مماثلة بهدف استعادة حيوانات انقرضت مثل الماموث والنمر التسماني. وبالتزامن، أشار علماء إلى الاختلاف البيولوجي المهم بين الذئب المصوّر على غلاف مجلة "تايم" والذئب الضخم الذي عاش واصطاد خلال العصر الجليدي. وشرح عالم الوراثة القديمة من جامعة أوتاغو أيضاً، نيك راولنس، أنّ الحمض النووي القديم – المستخرج من بقايا متحجرة – متضرّر وتالف لدرجة يصعب معها نسخه أو استنساخه. وقال نيك رولنس لبي بي سي إنّ "الحمض النووي القديم يعني كأنك وضعت حمضاً نووياً جديداً في الفرن على حرارة 500 درجة مئوية طوال الليل. فهو يخرج أجزاءً مثل الشظايا والغبار". "يمكنك إعادة بناؤه، لكنه ليس جيداً بما يكفي لاستخدامه في شيء آخر". وأضاف قائلاً إنّ فريق مكافحة الانقراض استخدم تكنولوجيا جديدة في علم الإحياء الاصطناعي – باستخدام الحمض النووي القديم بهدف تحديد أجزاء رئيسية من الشفرة (الكود الجيني) التي يمكن تغييرها في المخطط البيولوجي لحيوان حيّ، أي الذئب الرمادي في هذه الحالة. وقال إنّ "ما أنتجته (شركة) كولوسال هو الذئب الرمادي، لكنه يملك بعض خصائص الذئب الضخم المنقرض، مثل جمجمة أكبر حجماً وفراء أبيض. إنه هجين". بينما قالت عالمة الإحياء بيث شابيرو من شركة "كولوسال بيوساينسز" إنّ هذا الإنجاز يمثل فعلاً استعادة الأنواع المنقرضة، ووصفته بأنه إعادة خلق حيوانات تحمل ذات الخصائص. "الذئب الرمادي هو أقرب كائن حيّ من عائلة الذئب الضخم (المنقرض) – هما متشابهان جينياً بالفعل – لذلك استهدفنا تسلسلات الحمض النووي التي تؤدي إلى سمات الذئب القديم ثم قمنا بتعديل خلايا الذب الرمادي...وبعدها استنسخنا هذه الخلايا وخلقنا ذئبنا الضخم". صدر الصورة، Colossal Biosciences التعليق على الصورة، ذئب أحمر مهدد بالانقراض وبحسب الدكتور رولنس، الذئاب الضخمة المنقرضة انفصلت جينياً عن الذئاب الرمادية في مرحلة ما، ما بين 2.5 مليون إلى ستة ملايين سنة. وقال "إنه (الذئب المنقرض) ينتمي إلى جنس مختلف تماماً عن الذئاب الرمادية. شركة كولوسال قارنت جينومات الذئب الرمادي والذئب الضخم (الأبيض)، ومن بين جينات يبلغ عددها 19 ألفاً، حددوا 20 متغيراً في 14 جيناً يمنحهم الذئب الرمادي". زُرعت الأجنّة المعدّلة في إناث كلاب أليفة. وبحسب مقال مجلة "تايم"، ولدت الذئاب الثلاثة بعملية جراحية قيصرية خُطط لها بهدف تقليل خطر حدوث مضاعفات. وتحتفظ شركة كولوسال بالذئاب في منشأة خاصة تبلغ مساحتها ألفي فدّان داخل موقع خفي في شمال الولايات المتحدة. لا شك أنّ الجراء الثلاث تبدو مثل صورة الذئب الأبيض الضخم كما علقت في أذهان الكثيرين، وقد حظيت هذه القصة باهتمام عالمي. فما أهمية هذا التمييز العلمي؟ قال دكتور رولنس لبي بي سي "لأن الانقراض مستمر. إن لم يكن موجوداً، كيف سنتعلّم من أخطائنا؟".


نافذة على العالم
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : لماذا يجذب روتين تنظيف المنزل جمهور منصات التواصل الاجتماعي؟
الاثنين 7 أبريل 2025 12:30 صباحاً نافذة على العالم - التعليق على الصورة، كاريس هاردينغ يتابعها أكثر من 100 ألف شخص عبر تطبيقََي تيك توك وإنستغرام Article information تقضي كاريس هاردينغ كثيراً من الوقت في تنظيف وترتيب المنزل الذي تعيش فيه مع أطفالها، شأنها في ذلك شأن كثير من الأمهات. لكن بخلاف معظم هؤلاء الأمهات، تحظى كاريس -بينما تقوم بتلك الأعمال اليومية- بمتابعة الآلاف من المشاهدين عبر الإنترنت. وتبلغ كاريس من العمر 27 ربيعاً وهي أُمٌّ لثلاثة أطفال، وتعيش في سوانزي – إحدى مدن مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة. وفي خضمّ اتجاه يلقى رواجاً عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وَسْم "#ريسيت" (أو إعادة الضبط)، تقوم كاريس بتصوير نفسها بينما تؤدي مهامّ روتينية يومية: مثل تلميع الأسطُح ونفْض الغبار وترتيب فوضى المكان. وتحظى كاريس بمتابعة أكثر من 100 ألف شخص عبر تطبيقَي تيك توك وإنستغرام؛ حيث أصبحت واحدة من مؤثّرات كثيرات متفرّغات يتكسّبن مادياً من عَرض حياتهنّ اليومية على الشاشات. تقول كاريس: "لم يخطر ببالي أبداً ولو للحظة واحدة، أن الأعمال اليومية الروتينية التي أقوم بها في حياتي يمكن أن تكون مثار اهتمام الناس". وبدأت كاريس نشْر مقاطع فيديو لها وهي تقوم بتلك الأعمال، في عام 2022، منذ ولادة طفلها الثاني، حين قرّرت أنها بحاجة إلى الشروع في "عمل منظّم" تضيفه كل مساء إلى ما تقوم به من أعمال روتينية يومية. وتقول كاريس إنها وبعد أن ينام أطفالها الثلاثة، تقوم كل يوم بتصوير مقطع فيديو مدته 20 دقيقة تجوب خلالها أرجاء المنزل؛ حيث تنظّف الأسطح هنا وتعيد ترتيب الأشياء هناك، استعداداً لليوم التالي. ثم تقوم كاريس بعد ذلك بتقطيع الفيديوهات الأصلية إلى مقاطع صغيرة قبل أن تنشر تلك المقاطع عبر منصات التواصل الاجتماعي. صدر الصورة، Carys Harding التعليق على الصورة، كاريس أُمّ لثلاثة أولاد تقول كاريس: "أحب أن أشارك الأشياء التي يمكن تنفع الأمهات؛ لأن الأمومة شيء صعب – هناك الكثير من المهامّ التي تحتاج الأم إلى القيام بها". وتؤكد كاريس أن الواقعية أمر مهم بالنسبة لها، لكنها تضيف أنها لم تفكر أبداً في أن تجعل الآخرين يشعرون بشيء من الدونية. "إنني أنظّف بيتي لكي تصبح حياتي أسهل، هذا هو هدفي قبل أي شيء آخر"، وفقاً لكاريس. وتضيف: "نعم، استلهِموا المحتوى، واستخدِموه لتحفيز أنفسكم، لكنْ رجاءً لا تنظروا إلى ما أعرضه من حياتي ثم تنظروا إلى أنفسكم نظرة دونية، وإذا حدث ذلك، فإنني أقول لكم انصرفوا عن متابعتي". صدر الصورة، Emily Jones التعليق على الصورة، إميلي جونز تقول إنها تحاول أن تبدو "حقيقية" قدر المستطاع ننتقل إلى مؤثّرة أخرى، وهي إميلي جونز، من منطقة أمانفورد بمقاطعة ويلز البريطانية. وتبلغ إميلي من العمر 32 عاماً، وهي أُمّ لطفلين، وتحظى بمتابعة أكثر من 13 ألف شخص عبر تطبيق إنستغرام. وتقول إميلي إنها تحاول أن تبدو صادقة و"شفافة مئة بالمئة" بينما تقوم بتقديم "نصائح موفّرة للوقت" في أعمال تنظيف وترتيب المنزل. تقول إميلي: "إذا توفّرت لديّ ساعة من الزمن أو نصف ساعة، حيث يكون طفلي غافياً، أقول لنفسي ستستغرق أعمال التنظيف وإعادة الترتيب نصف ساعة، على نحو تبدو معه الأمور طبيعية وحقيقية بالنسبة لي". "لا يمكن أن نقوم بالتنظيف طوال اليوم، هذا مستحيل؛ فأنا أُمّ لطفلين صغيرين وأحاول أن أقوم في الوقت ذاته بمهامَّ أخرى إلى جانب مهام الأمومة. هذا فضلاً عن قيامي بالمهام التي يقوم بها كل الأشخاص الآخرين". صدر الصورة، Roo Day التعليق على الصورة، رو داي، تحظى بمتابعة حوالي مليونَي شخص عبر منصات التواصل الاجتماعي وثمة أكثر من 11 مليون منشور عبر منصة إنستغرام تحت وَسْم #كلينينغ (أو تنظيف)، وأكثر من 2.6 مليون منشور تحت وسم #ريسيت (أو إعادة الضبط). وتحظى رو داي بنحو مليونَي متابع عبر منصات إنستغرام، وتيك توك، وفيسبوك ويوتيوب – حيث تعدّ واحدة من أكثر المؤثرين شهرة في مجال روتين التنظيف اليومي بالمملكة المتحدة. وتبلغ رو داي من العمر 30 عاماً، وتعيش في منطقة هارتفوردشير شرقيّ إنجلترا. وتنشر رو داي مقاطع فيديو تبلغ مدّتها 60 دقيقة، تطلق عليها اسم "ساعة تنظيف على السريع"، وتضع لنفسها ضابطاً للوقت، بينما تحاول الوصول إلى أعلى مستوى ممكن في مهمة التنظيف. تقول رو داي: "أفضّل قضاء أقلّ وقت ممكن في أعمال التنظيف، وأشعر أن الناس أيضاً يفضّلون ذلك". وتشير رو داي إلى أن غالبية الذين ينشرون محتوى خاصاً بأعمال التنظيف المنزلية الروتينية هم من النساء، لكنّ هناك تزايداً في أعداد مَن يقومون بذلك من المؤثرين الرجال أيضاً. تقول رو داي: "لا أظنّ أنه من التمكين في شيء أن أقوم بكل أعمال التنظيف وحدي... وإذا كنا سنتحدث عن النوع الاجتماعي -من حيث الذكورة أو الأنوثة أو غير ذلك-، فلا ينبغي أن يقتصر الأمر على الإناث فقط فيما يتعلق بمهام التنظيف المنزلية اليومية". وتشير رو داي إلى أن هناك الكثير من صانعي المحتوى الذكور الآن الذين تشاهدهم: "في الحقيقة، عندما أصادف مقطع فيديو لرجل يقوم بمهام ترتيب المنزل، فإنني أتفرّغ لمشاهدته". وتستدرك رو داي قائلة: "أحبّ حقيقة أن المجال لا تزال تسيطر عليه النساء، لكن الكثير من الرجال بدأوا يظهرون على الساحة أيضاً". "مريح للبال" تقول ستيفاني بيكر، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة سانت جورج في لندن، إن أعمال التنظيف طالما كانت من المَهام النسائية. وترى بيكر أن صناعة محتوى عن مهام التنظيف ونشْره عبر منصات التواصل الاجتماعي هو شيء "يمنح شعورا بالقوة". وتوضّح الباحثة: "الآن بات في إمكان المرأة التكسُّب مادياً من شيء لطالما كانت تقدّمه بلا مقابل". وتشير بيكر إلى أن اهتمام الجمهور بمثل هذا المحتوى ليس جديداً، فثمة إقبال جماهيري على الاهتمام بالمحتوى الخاص بأساليب المعيشة المختلفة. "هذا النوع من المحتوى كان موجوداً قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ما حدث هو أنّ هذه الوسائل سهّلت الوصول إلى ذلك المحتوى"، وفقاً لبيكر. وتضيف الباحثة: "ربما تكون الوسائط قد تغيّرت وكذلك الجمهور، لكن الاهتمام بتطوير الذات وتحسين أسلوب المعيشة مستمرٌ منذ أجيال". وترى سِيري برادشو، الباحثة في علم النفس بجامعة سوانزي البريطانية، أنه من الممكن أن ينخدع الناس عندما يشاهدون مقاطع فيديو لتنظيف المنزل وترتيبه مُدتُها 60 ثانية فقط لمهام يستغرق إنجازُها ساعات. "هذا فضلاً عن شعور بعض المشاهدين بأنه ينبغي لهم أن يشبهوا أصحاب تلك الفيديوهات"، وفقاً لبرادشو.