logo
#

أحدث الأخبار مع #Betamax

بناء المنتج الخاطئ.. شبح يهدد الشركات الناشئة
بناء المنتج الخاطئ.. شبح يهدد الشركات الناشئة

مجلة رواد الأعمال

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • مجلة رواد الأعمال

بناء المنتج الخاطئ.. شبح يهدد الشركات الناشئة

في مستهل رحلة تأسيس أي كيان تجاري، يتبدى جليًا أن كل منتج يكتب له النجاح ما هو إلا نتاج سلسلة من الافتراضات الأولية التي لم تصمد أمام اختبار الواقع، ليجري لاحقًا دحضها وتنقيحها وصولًا إلى تصور أكثر دقة يلامس احتياجات السوق. ففكرة امتلاك القدرة على تحديد التوليفة المثالية من الميزات التي يرغب فيها العميل سلفًا، غالبًا ما تكون ضربًا من الخيال، إلا في حالات نادرة يحالفها التوفيق. بناء المنتج الخاطئ، إذن، ليس نهاية المطاف، بل هو نقطة انطلاق نحو التبلور الحقيقي للمنتج. بناء المنتج الخاطئ من ناحية أخرى، يواجه المؤسسون تحديًا بالغ الأهمية يتمثل في ضيق النافذة الزمنية المتاحة للوصول إلى الصيغة الصحيحة للمنتج، فمصير الشركة ونجاحها المالي غالبًا ما يعتمد على استغلال هذه الفرصة المحدودة. لا تملك الشركات الناشئة رفاهية قضاء شهور أو حتى سنوات في عمليات التجربة والتعديل المطولة؛ بل يتعين عليها تحقيق النجاح بوتيرة سريعة وحاسمة. وبالطبع، فإن بناء المنتج الخاطئ في هذه المرحلة الحرجة يعني ضياع فرصة النمو والانتشار. علاوة على ذلك، يدفع هذا القيد الزمني المؤسسين إلى ممارسة ضغوط هائلة على أنفسهم سعيًا لتقديم منتج مثالي ومتقن الصنع إلى السوق خلال فترة زمنية وجيزة، بهدف إرساء دعائم شركة ناجحة وقابلة للتوسع. في حين أن هذه الرغبة في تحقيق الكمال والسرعة أمر مفهوم، يطرح السؤال: ماذا لو أن هذا الإطار الزمني الذي نسعى جاهدين لضغطه هو تحديدًا الفترة الزمنية اللازمة للخروج بالحلول الصحيحة منذ البداية وتجنب الوقوع في فخ بناء المنتج الخاطئ؟ العملاء بوصلة المنتجات الناجحة لعلَّ ما نحتاج إلى إدراكه في صميم عملية بناء أي منتج هو أننا لسنا القوة الوحيدة أو حتى الأساسية التي تشكّله. بل إنَّ العملاء هم في واقع الأمر المهندسون الحقيقيون لهذا التشكّيل، أو على الأقل، هذا ما ينبغي أن نسعى إليه. فالحقيقة التي لا مراء فيها هي أنه إذا عجزنا عن الارتقاء بالمنتج ليصبح كيانًا يعشقه المستخدمون بكل تفاصيله، فإننا بذلك نرسخ أقدامنا بثبات على طريق بناء المنتج الخاطئ. يتكرر هذا السيناريو المؤسف بوتيرة تبعث على التأمل؛ فلا يوجد أدنى نقص في سجلات التاريخ التي تحتضن أسماء شركات ناشئة طموحة. نقشت على شواهد قبورها عبارات تخلد أفكار منتجات 'عبقرية' لم تجد لها موطئ قدم في قلوب المستهلكين (ولنا في Google Glass، وNew Coke، وSegway، وBetamax، وJuicero أمثلة حية). بل إن حتى أعرق الشركات ذات الميزانيات الضخمة لم تسلم من الوقوع في براثن بناء المنتج الخاطئ. الإنصات للعميل بيد أننا نبلغ ذروة النجاح الحقيقي عندما نفسح المجال لعملائنا ليضطلعوا بدور المحرك الأساسي في تشكيل المنتج. من خلال الانغماس الدائم في استقاء آرائهم والتساؤل المستمر بذهنية منفتحة: 'ماذا لو أمكننا تحقيق هذا؟' فكل تلك التفاصيل الدقيقة. وكل تلك الاستفسارات المتجددة. تسهم بشكلٍ فعّال في رسم الملامح النهائية لما ينبغي أن يكون عليه المنتج في جوهره. وتجنب الوقوع في هاوية بناء المنتج الخاطئ. ومن الأجدى بنا أن ننظر إلى منتجنا الأولي بمنزلة قطعة من الطين الخام، قابلة للتطويع والتشكيل حسب الحاجة. فعندما نتبنى هذا المنظور، فإننا نتحرر تدريجيًا من فكرة إطلاق منتج نهائي ومكتمل الأوصاف منذ اللحظة الأولى. بالتأكيد، قد يبدو الأمر محبطًا للبعض – فمن منا لا يتمنى تقديم منتج مثالي منذ اليوم الأول لانطلاقه؟ لكن، وبغية الحصول على التغذية الراجعة القيّمة التي نحتاجها لصقل المنتج وتجويده. يصبح من الضروري إطلاق نسخة أولية يطلع عليها الجمهور المستهدف. ومن الطبيعي ألا تكون هذه النسخة مثالية؛ فالمنتجات الأولية نادرًا ما تكون كذلك. ولنتذكر هنا أننا نستخدم الآن النسخة الألف بعد الألف من محرك بحث Google. مقارنة بما كان عليه الحال قبل 25 عامًا. وهذا يؤكد أهمية التعلم المستمر وتجنب بناء المنتج الخاطئ بناءً على افتراضات غير مختبرة. المنتج ذو الحد الأدنى من الميزات (MVP) إن منتجنا الأولي، هذا 'الطين الخام'، ما هو إلا التصور الأساسي للمنتج ويعرف في عالم الشركات الناشئة بمصطلح 'المنتج القابل للإطلاق بأقل إمكانيات' أو MVP. ويتعين علينا إطلاق هذا الـ MVP في مرحلة مبكرة كوسيلة حيوية لاستكشاف الملامح الحقيقية التي يجب أن يتسم بها المنتج. وذلك من خلال تحليل آراء المستخدمين وتجاربهم الفعلية. فكلما بالغنا في محاولات التخمين المسبق. ازداد احتمال تبديد الوقت والمال في مسارات خاطئة. ما يقود حتمًا إلى بناء المنتج الخاطئ. على الرغم من كل الجهود المضنية، يبقى هناك احتمال لا يستهان به بأن ينتهي بنا المطاف بمنتج لا يلقى قبولًا لدى الجمهور المستهدف. فليست كل فكرة جديدة أو مبتكرة مرغوبة بالضرورة. ومع ذلك، يتعين علينا أن نضع في اعتبارنا أن بعض المنتجات الجيدة قد تطلق بطريقة غير موفقة. في بعض الأحيان، قد نعجز عن استقطاب الجمهور المناسب. أو قد لا نمتلك الموارد الكافية لبناء المنتج بالصورة المثالية، أو ربما نقدم المنتج المناسب في التوقيت الخاطئ. لكن الأهم من كل ذلك هو قدرتنا على التعامل بواقعية مع هذه التحديات والمضي قدمًا بخطى واثقة نحو التعديل والتحسين. وتجنب الاستسلام لنتائج بناء المنتج الخاطئ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store