#أحدث الأخبار مع #BigShiftمصر 360٣٠-٠٤-٢٠٢٥أعمالمصر 360الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل "سوق العمل"..ويهدد مستقبل العمالكتبت- إيمان رشدي في تحليل أعده صندوق النقد الدولي، ذكر أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40 % من العمالة على مستوى العالم. ويرى مراقبون، أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الوظائف؛ لأنه ببساطة سيلغي الحاجة إلى العمال في العديد من المجالات. وهو ما يثير الخوف لدى العاملين بشأن مستقبل الوظائف التي يعملون بها، ومدى قدرتهم على الحفاظ عليها، خاصة العمال، مع التطور المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي. كقوة محورية تؤثر على الاقتصاد وسوق العمل، أصبحت التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في متناول الشركات، بل والأفراد، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تغييرات في طبيعة العمل والوظائف المطلوبة وسرعة أداء المهام. تم تعريف الذكاء الاصطناعي، بأنه أحد فروع علم الحاسب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويرمز له كاختصار AI، وهو محاولة لتعليم الآلات محاكاة القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من أجل تسهيل حياة البشر، وجعل الآلات تؤدي مهام كثيرة، كانت تأخذ جهداً ووقتاً كبيراً من الإنسان. أكثر من 3 مليار عامل في المواجهة تحول كبير أحدثة دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، في كيفية إنجاز المهام وتعزيز الكفاءة والإنتاجية بشكل عام. بعض التقارير تشير، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في إعادة تشكيل هيكل سوق العمل في العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة، حيث يتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي فرص اقتصادية ضخمة، ولكنه في المقابل سيؤدي إلى تغييرات في مجال توظيف الأيدي العاملة، والذي بدوره قد يرفع نسب البطالة بين السكان. فوفق التقرير Big Shift لعام 2024 الصادر عن شركة Deputy لبرمجيات إدارة أماكن العمل، حول سوق العمل المتطور، يعتقد 70% من العاملين بنظام الورديات، أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تغييرات في وظائفهم. يبلغ عدد العمال حول العالم 3.69 مليار عامل وفقا لأخر إحصائية أصدرتها مجموعة البنك الدولي لعام 2024. عدد العمال حول العالم وفقا لإحصائية مجموعة البنك الدولي عام 2024 بينما في مصر يبلغ عدد العاملين بالقطاع الخاص بشقيه الرسمي وغير الرسمي 13.6 مليون مشتغل وفقا لإحصائية التعداد الاقتصادي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري الصادر في عام 2021. ليصلوا بعد ذلك إلى نحو 24 مليونا و167 ألف و395 مشتغلا، من بينهم 37.6% يعملون داخل المنشآت، و44.7% يعملون خارج المنشآت. وفي ظل تزايد الأعداد تلك أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي– الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن حجم قوة العمل في مصر بلغ نحو 30 مليون شخص، يعمل حوالي 80% منهم في القطاع الخاص. تلك الأعداد الكبيرة سواء حول العالم أو في مصر ستتأثر بشكل أو بآخر بدخول تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث واجهت بعض البلدان، بالأخص الصناعية في السنوات الأخيرة أزمة انخفاض الدخل من العمالة، إضافة إلى النمو البطيء لإنتاجية العمال الإجمالية أثناء تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وهو ما يترتب عليه، أن العمال أصحاب المهارات المنخفضة والعاجزون سيواجهون احتمالية كبيرة لاستبدالهم بالأنظمة الذكية. وفي هذا الاتجاه تشير الدراسات والتقارير إلى وجود أربعة سناريوهات محتملة نحو مستقبل العمال، فيما يتعلق بدخول أنظمة الذكاء الاصطناعي. أربعة سيناريوهات أربعة سيناريوهات رئيسية متنوعة وفقا لسرعة انتشار التقنية، توضح تأثير الذكاء الاصطناعي على العمال، بل وسوق العمل. السيناريو الأول.. الرياح المساعدة Tailwind هو السيناريو الأكثر إيجابية وبناء علية يتم تبني الذكاء الاصطناعي بسرعة معقولة، ما يؤدي إلى تحسن الإنتاجية والنمو الاقتصادي، ولكن مع تأثير محدود على البطالة، فيتم إعادة توزيع العمال إلى أدوار جديدة، فتظهر قدرة سوق العمل على التكيف والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، دون حدوث اضطرابات كبيرة. السيناريو الثاني.. التيار قوي Jet Stream في هذا السيناريو المتفائل، يتم تبني الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ومكثف، مما يؤدي إلى مكاسب اقتصادية كبيرة، ولكنه يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في معدلات البطالة ومع ذلك، يتم استيعاب العمال تدريجياً في وظائف جديدة، تُخلق بفضل النمو الاقتصادي الناتج عن تبني الذكاء الاصطناعي. السيناريو الثالث.. العاصفة Whirlwind في هذا السيناريو، يؤدي التبني السريع للذكاء الاصطناعي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف، حيث يتم تبني التقنية بسرعة، قبل أن تتاح فرص وظيفية جديدة للعمال ونتيجة لذلك، ترتفع معدلات البطالة بشكل ملحوظ، مما يسبب أزمات اقتصادية واجتماعية في المدى القصير، على أن تعود للاستقرار مع الوقت. السيناريو الرابع.. النسيم Breeze يُظهر هذا السيناريو كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا محدودة الأثر في حال عدم تبنيها على نطاق واسع. حيث يتم تبني الذكاء الاصطناعي بشكل بطيء ومحدود، مما يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية متواضعة، مع تأثيرات طفيفة على معدلات البطالة، وهو النموذج الأقل تأثيراً على الاقتصاد. الأقل تأثرا.. العمال اليدويين تنمو قوة أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير وسريع، ولا شك أن هذا التطور والانتشار السريع للتكنولوجيا سيكون لهما تأثير أكثر خطورة على بعض العاملين. فإذا اندمج بعض العمال وأصحاب المهن في أدوات الذكاء الاصطناعي بسلاسة، إلا أنه قد يواجه آخرين صعوبة لأسباب متعددة، قد تفضي بهم لفقدان وظائفهم، فتأثيره سيكون مختلطاً ما بين الإيجابي للبعض والسلبي للآخرين. ففي بعض القطاعات التي تتطلب إشرافا بشريا على الذكاء الاصطناعي، يمكنه تعزيز إنتاجية العمال وزيادة الطلب على العمالة على نحو إيجابي، وفي المقابل قد تسبب أنظمة الذكاء فقدان الوظائف، بالأخص في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على المهام الروتينية والمتكررة. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، بحلول عام 2025، سيحل الذكاء الاصطناعي محل 75 مليون وظيفة عالميًا، لكنه سيخلق 133 مليون وظيفة جديدة، وهو ما يعني أنه ستكون هناك زيادة صافية قدرها 58 مليون وظيفة عالميًا، ولكن سيظل هناك فقدان كبير للوظائف في بعض القطاعات. علي وجه الخصوص، يشكل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، تهديدًا أكبر للعاملين في المستويات العليا، مثل الباحثين ومحللي البيانات مقارنة بالعمال اليدويين، فهم الأقل تأثرا حتى الآن. الأقل تكيفا… كبار السن العمال الأكبر سنًا هم الأقل قدرة على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة وفقا لتقرير أصدر صندوق النقد الدولي بعنوان الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل. بينما الأكثر تكيفا مع أنظمة الذكاء تلك، هم العمال الحاصلون على تعليم جامعي؛ فهم أكثر استعدادًا للانتقال من الوظائف المعرضة لخطر الاستبدال إلى الوظائف الأخرى، ففي المملكة المتحدة والبرازيل على سبيل المثال، كان الأفراد الحاصلون على تعليم جامعي يتكيفون بسهولة مع برامج وأنظمة الذكاء، بل والاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة من خلالها. في المقابل، يظهر العمال غير الحاصلين على تعليم مطلقا أو غير الحاصلين على تعليم ما بعد الثانوي انخفاضًا في القدرة على التكيف. وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع ظاهرة عدم المساواة، وهو اتجاه مثير للقلق يوجب معالجته، حتى لا تؤدي هذه التكنولوجيا لمزيد من التوترات الاجتماعية، فمن الضروري أن تقوم البلدان بتقديم برامج لإعادة تدريب العمال المعرضين للمخاطر أو على الأقل توفير مصادر رزق بديلة، ومن ثم يصبح التحول نحو الذكاء الاصطناعي أكثر شمولا للجميع، مع حماية مصادر الرزق. نسب الوظائف حسب درجة التعرض لتطنولوجيا الذكاء الاصطناعي هل جميع البلاد جاهزة لاستقبال أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام مؤشرات رأس المال البشري وسوق العمل، إضافة إلى مؤشر حرية التنقل في سوق العمل، وكذلك نسبة السكان الذين تغطيهم الأمان الاجتماعي، أجرى خبراء صندوق النقد الدولي تقييما لمدى جاهزية 125 بلدا لاستقبال اقتصادها وعامليها لأنظمة الذكاء الاصطناعي. ويتبين من نتائج التقييم، أن الاقتصادات الأغنى بما فيها الاقتصادات المتقدمة وبعض اقتصادات الأسواق الصاعدة مجهزة على الأغلب لاعتماد الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل، وإن كان هناك تباين كبير على مستوى البلدان، فقد حصلت سنغافورة والولايات المتحدة والدنمارك على أعلى الدرجات في المؤشر. إن كان الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل سوق العمل، حيث يمتلك القدرة على تحسين الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي، إلا أنه، يجب أن نذكر أن هذا التقدم التكنولوجي يحمل تحديات اقتصادية واجتماعية، تتطلب إدارة دقيقة وواعية. وهوما يدعو إلى توجيه الجهود نحو تسهيل عملية التحول، وضمان أن الفوائد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تشمل جميع فئات المجتمع، وتقلل من المخاطر الاجتماعية. فستحتاج الاقتصادات والأسواق الناشئة الأكثر تطورًا إلى التركيز على تحديث الأطر التنظيمية والقانونية، ودعم إعادة توزيع العمالة، مع حماية المتضررين. وينبغي على اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية الرقمية والمهارات الرقمية.
مصر 360٣٠-٠٤-٢٠٢٥أعمالمصر 360الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل "سوق العمل"..ويهدد مستقبل العمالكتبت- إيمان رشدي في تحليل أعده صندوق النقد الدولي، ذكر أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40 % من العمالة على مستوى العالم. ويرى مراقبون، أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الوظائف؛ لأنه ببساطة سيلغي الحاجة إلى العمال في العديد من المجالات. وهو ما يثير الخوف لدى العاملين بشأن مستقبل الوظائف التي يعملون بها، ومدى قدرتهم على الحفاظ عليها، خاصة العمال، مع التطور المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي. كقوة محورية تؤثر على الاقتصاد وسوق العمل، أصبحت التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في متناول الشركات، بل والأفراد، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تغييرات في طبيعة العمل والوظائف المطلوبة وسرعة أداء المهام. تم تعريف الذكاء الاصطناعي، بأنه أحد فروع علم الحاسب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويرمز له كاختصار AI، وهو محاولة لتعليم الآلات محاكاة القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من أجل تسهيل حياة البشر، وجعل الآلات تؤدي مهام كثيرة، كانت تأخذ جهداً ووقتاً كبيراً من الإنسان. أكثر من 3 مليار عامل في المواجهة تحول كبير أحدثة دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، في كيفية إنجاز المهام وتعزيز الكفاءة والإنتاجية بشكل عام. بعض التقارير تشير، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في إعادة تشكيل هيكل سوق العمل في العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة، حيث يتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي فرص اقتصادية ضخمة، ولكنه في المقابل سيؤدي إلى تغييرات في مجال توظيف الأيدي العاملة، والذي بدوره قد يرفع نسب البطالة بين السكان. فوفق التقرير Big Shift لعام 2024 الصادر عن شركة Deputy لبرمجيات إدارة أماكن العمل، حول سوق العمل المتطور، يعتقد 70% من العاملين بنظام الورديات، أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تغييرات في وظائفهم. يبلغ عدد العمال حول العالم 3.69 مليار عامل وفقا لأخر إحصائية أصدرتها مجموعة البنك الدولي لعام 2024. عدد العمال حول العالم وفقا لإحصائية مجموعة البنك الدولي عام 2024 بينما في مصر يبلغ عدد العاملين بالقطاع الخاص بشقيه الرسمي وغير الرسمي 13.6 مليون مشتغل وفقا لإحصائية التعداد الاقتصادي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري الصادر في عام 2021. ليصلوا بعد ذلك إلى نحو 24 مليونا و167 ألف و395 مشتغلا، من بينهم 37.6% يعملون داخل المنشآت، و44.7% يعملون خارج المنشآت. وفي ظل تزايد الأعداد تلك أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي– الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن حجم قوة العمل في مصر بلغ نحو 30 مليون شخص، يعمل حوالي 80% منهم في القطاع الخاص. تلك الأعداد الكبيرة سواء حول العالم أو في مصر ستتأثر بشكل أو بآخر بدخول تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث واجهت بعض البلدان، بالأخص الصناعية في السنوات الأخيرة أزمة انخفاض الدخل من العمالة، إضافة إلى النمو البطيء لإنتاجية العمال الإجمالية أثناء تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وهو ما يترتب عليه، أن العمال أصحاب المهارات المنخفضة والعاجزون سيواجهون احتمالية كبيرة لاستبدالهم بالأنظمة الذكية. وفي هذا الاتجاه تشير الدراسات والتقارير إلى وجود أربعة سناريوهات محتملة نحو مستقبل العمال، فيما يتعلق بدخول أنظمة الذكاء الاصطناعي. أربعة سيناريوهات أربعة سيناريوهات رئيسية متنوعة وفقا لسرعة انتشار التقنية، توضح تأثير الذكاء الاصطناعي على العمال، بل وسوق العمل. السيناريو الأول.. الرياح المساعدة Tailwind هو السيناريو الأكثر إيجابية وبناء علية يتم تبني الذكاء الاصطناعي بسرعة معقولة، ما يؤدي إلى تحسن الإنتاجية والنمو الاقتصادي، ولكن مع تأثير محدود على البطالة، فيتم إعادة توزيع العمال إلى أدوار جديدة، فتظهر قدرة سوق العمل على التكيف والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، دون حدوث اضطرابات كبيرة. السيناريو الثاني.. التيار قوي Jet Stream في هذا السيناريو المتفائل، يتم تبني الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ومكثف، مما يؤدي إلى مكاسب اقتصادية كبيرة، ولكنه يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في معدلات البطالة ومع ذلك، يتم استيعاب العمال تدريجياً في وظائف جديدة، تُخلق بفضل النمو الاقتصادي الناتج عن تبني الذكاء الاصطناعي. السيناريو الثالث.. العاصفة Whirlwind في هذا السيناريو، يؤدي التبني السريع للذكاء الاصطناعي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف، حيث يتم تبني التقنية بسرعة، قبل أن تتاح فرص وظيفية جديدة للعمال ونتيجة لذلك، ترتفع معدلات البطالة بشكل ملحوظ، مما يسبب أزمات اقتصادية واجتماعية في المدى القصير، على أن تعود للاستقرار مع الوقت. السيناريو الرابع.. النسيم Breeze يُظهر هذا السيناريو كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا محدودة الأثر في حال عدم تبنيها على نطاق واسع. حيث يتم تبني الذكاء الاصطناعي بشكل بطيء ومحدود، مما يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية متواضعة، مع تأثيرات طفيفة على معدلات البطالة، وهو النموذج الأقل تأثيراً على الاقتصاد. الأقل تأثرا.. العمال اليدويين تنمو قوة أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير وسريع، ولا شك أن هذا التطور والانتشار السريع للتكنولوجيا سيكون لهما تأثير أكثر خطورة على بعض العاملين. فإذا اندمج بعض العمال وأصحاب المهن في أدوات الذكاء الاصطناعي بسلاسة، إلا أنه قد يواجه آخرين صعوبة لأسباب متعددة، قد تفضي بهم لفقدان وظائفهم، فتأثيره سيكون مختلطاً ما بين الإيجابي للبعض والسلبي للآخرين. ففي بعض القطاعات التي تتطلب إشرافا بشريا على الذكاء الاصطناعي، يمكنه تعزيز إنتاجية العمال وزيادة الطلب على العمالة على نحو إيجابي، وفي المقابل قد تسبب أنظمة الذكاء فقدان الوظائف، بالأخص في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على المهام الروتينية والمتكررة. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، بحلول عام 2025، سيحل الذكاء الاصطناعي محل 75 مليون وظيفة عالميًا، لكنه سيخلق 133 مليون وظيفة جديدة، وهو ما يعني أنه ستكون هناك زيادة صافية قدرها 58 مليون وظيفة عالميًا، ولكن سيظل هناك فقدان كبير للوظائف في بعض القطاعات. علي وجه الخصوص، يشكل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، تهديدًا أكبر للعاملين في المستويات العليا، مثل الباحثين ومحللي البيانات مقارنة بالعمال اليدويين، فهم الأقل تأثرا حتى الآن. الأقل تكيفا… كبار السن العمال الأكبر سنًا هم الأقل قدرة على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة وفقا لتقرير أصدر صندوق النقد الدولي بعنوان الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل. بينما الأكثر تكيفا مع أنظمة الذكاء تلك، هم العمال الحاصلون على تعليم جامعي؛ فهم أكثر استعدادًا للانتقال من الوظائف المعرضة لخطر الاستبدال إلى الوظائف الأخرى، ففي المملكة المتحدة والبرازيل على سبيل المثال، كان الأفراد الحاصلون على تعليم جامعي يتكيفون بسهولة مع برامج وأنظمة الذكاء، بل والاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة من خلالها. في المقابل، يظهر العمال غير الحاصلين على تعليم مطلقا أو غير الحاصلين على تعليم ما بعد الثانوي انخفاضًا في القدرة على التكيف. وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع ظاهرة عدم المساواة، وهو اتجاه مثير للقلق يوجب معالجته، حتى لا تؤدي هذه التكنولوجيا لمزيد من التوترات الاجتماعية، فمن الضروري أن تقوم البلدان بتقديم برامج لإعادة تدريب العمال المعرضين للمخاطر أو على الأقل توفير مصادر رزق بديلة، ومن ثم يصبح التحول نحو الذكاء الاصطناعي أكثر شمولا للجميع، مع حماية مصادر الرزق. نسب الوظائف حسب درجة التعرض لتطنولوجيا الذكاء الاصطناعي هل جميع البلاد جاهزة لاستقبال أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام مؤشرات رأس المال البشري وسوق العمل، إضافة إلى مؤشر حرية التنقل في سوق العمل، وكذلك نسبة السكان الذين تغطيهم الأمان الاجتماعي، أجرى خبراء صندوق النقد الدولي تقييما لمدى جاهزية 125 بلدا لاستقبال اقتصادها وعامليها لأنظمة الذكاء الاصطناعي. ويتبين من نتائج التقييم، أن الاقتصادات الأغنى بما فيها الاقتصادات المتقدمة وبعض اقتصادات الأسواق الصاعدة مجهزة على الأغلب لاعتماد الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل، وإن كان هناك تباين كبير على مستوى البلدان، فقد حصلت سنغافورة والولايات المتحدة والدنمارك على أعلى الدرجات في المؤشر. إن كان الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل سوق العمل، حيث يمتلك القدرة على تحسين الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي، إلا أنه، يجب أن نذكر أن هذا التقدم التكنولوجي يحمل تحديات اقتصادية واجتماعية، تتطلب إدارة دقيقة وواعية. وهوما يدعو إلى توجيه الجهود نحو تسهيل عملية التحول، وضمان أن الفوائد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تشمل جميع فئات المجتمع، وتقلل من المخاطر الاجتماعية. فستحتاج الاقتصادات والأسواق الناشئة الأكثر تطورًا إلى التركيز على تحديث الأطر التنظيمية والقانونية، ودعم إعادة توزيع العمالة، مع حماية المتضررين. وينبغي على اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية الرقمية والمهارات الرقمية.