أحدث الأخبار مع #CDCAfrica


المغرب الآن
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- المغرب الآن
'الصحة الإفريقية بين التشرذم والطموح الجماعي: هل تملك القارة الإرادة لبناء سيادتها الصحية؟'
في الوقت الذي لا تزال فيه ندوب جائحة 'كوفيد-19' ماثلة في الذاكرة الجماعية للعالم، يبرز سؤال محوري: هل استوعبت إفريقيا الدرس؟ البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة المغربي السابق، يقدم رؤية تحليلية لواقع الصحة في القارة السمراء، معرّجًا على التحديات والفرص التي يمكن أن تحوّلها إلى قوة صحية مستقلة. خلال مشاركته في فعاليات 'الأيام الإفريقية الثالثة للاستثمار والتشغيل' بالرباط، كشف آيت الطالب عن مفارقة إفريقية مثيرة: رغم الدينامية الصحية الواعدة، تعاني القارة من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، مما يحول دون بناء منظومة صحية متكاملة. فهل يمكن لإفريقيا أن تتجاوز هذا التشرذم؟ بين الإمكانات المهدورة والانقسامات المزمنة: ما الذي يمنع التكامل الصحي الإفريقي؟ في طرحه، لفت الوزير السابق إلى ما اعتبره 'تشتتًا مزمنًا' للجهود الصحية بين دول إفريقيا، مشيرًا إلى أن القارة تتوزع بين مناطق لا تنسق فيما بينها بفعالية، سواء في الشمال أو الغرب أو الشرق أو الوسط. هذا التشخيص يطرح سؤالًا كبيرًا: هل التحديات الصحية أكبر من أن تُواجه بشكل قطري، وأصغر من أن تستدعي وحدة قارية فعالة؟ ما الذي يمنع الدول الإفريقية من تفعيل مؤسسات مثل CDC Africa بشكل أقوى وأكثر نفاذًا؟ ولماذا لا تزال أزمة كوفيد-19، بكل ما عرّته من هشاشة، غير كافية لتغيير المسار؟ جائحة كورونا كسرت 'أسطورة القوة الصحية'… فماذا تعلّمنا منها؟ آيت الطالب لم يتردد في القول إن كورونا كانت كاشفة لـ'الوهم الصحي' الذي كانت تتباهى به حتى بعض الدول المتقدمة. فإذا كانت أنظمة أوروبية انهارت تحت الضغط، فكيف بالقارة الإفريقية التي لا تزال تعتمد، في كثير من الحالات، على دعم خارجي لتوفير اللقاحات الأساسية؟ غير أن اللافت في تحليله، هو تركيزه على مقاربة المغرب للأزمة، مستشهدًا بما أسماه 'الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة'، عبر إحداث صندوق التضامن، ولجنة القيادة، وهيكلة اليقظة الاقتصادية. هذا النموذج، وإن كان ناجحًا وطنياً، إلا أنه يُعيد طرح السؤال: لماذا لم يُستنسخ على المستوى الإفريقي؟ الصحة كاستثمار سيادي: هل تتحول الوقاية إلى أولويّة قارية؟ من بين أهم الرسائل التي حملها الوزير السابق، تلك التي تربط بين الاستثمار في الصحة الوقائية والعائد الاقتصادي طويل المدى، مؤكداً أن 'كل درهم يُستثمر في الوقاية يُوفر عشرة دراهم في العلاج'. هذه المقاربة تستدعي تغييرًا جذريًا في فلسفة تمويل الصحة بإفريقيا. فهل نحن مستعدون سياسيًا ومجتمعيًا للانتقال من منطق 'رد الفعل' إلى منطق 'الاستباق والوقاية'؟ وهل تملك وزارات الصحة ما يكفي من استقلالية لتعيد ترتيب أولويات الإنفاق؟ فيروسات جديدة كل أسبوع: عبء أم فرصة لتطوير نموذج إفريقي؟ أفصح آيت الطالب عن معطى صادم: 'إفريقيا تُسجل أسبوعيًا وباءً جديدًا'. من الإيبولا إلى الشيكونغونيا، باتت القارة ساحة مفتوحة للفيروسات. غير أنه يرى في ذلك فرصة لاختبار وتطوير نماذج تدبيرية ناجعة. فهل يمكن فعلاً تحويل التحدي إلى فرصة؟ وهل يُمكن لإفريقيا أن تُصبح رائدة في أنظمة الإنذار المبكر ومقاربات التدخل السريع بدل الاكتفاء بدور المتلقي للمعونات الدولية؟ الموارد البشرية… الحلقة الضعيفة؟ في سياق التشخيص، توقف آيت الطالب عند إشكالية الموارد البشرية في القطاع الصحي، مشيرًا إلى أنها لا تحظى بالتقدير والتحفيز الكافيين. فهل المشكل في الأجور فقط؟ أم أن الأمر يتعلق بفشل أعمق في تقديم تصور جذاب لمستقبل المهن الصحية في القارة؟ الحديث عن السيادة الصحية يظل حبرًا على ورق ما لم تقترن بنهضة في تكوين الأطر، وتحفيز الكفاءات، ومنع هجرتها نحو الشمال. الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي: هل تدخل إفريقيا سباق 'الطب المستقبلي'؟ بعيون المستقبل، دعا آيت الطالب إلى مواكبة الثورة الطبية التي يشكل فيها الذكاء الاصطناعي وتحليل الجينوم والبيانات البيولوجية عمادًا للطب الشخصي الجديد. هذا التوجه يتطلب استثمارات ضخمة في البحث العلمي. لكن… من سيموله؟ ومن سيقوده؟ هنا يطرح الوزير سؤالاً محوريًا بطريقة غير مباشرة: لماذا لا تستغل إفريقيا مواردها الطبيعية والبشرية لبناء استقلالها الصحي بدل التبعية المزمنة للغرب والصين؟ لقاحات إفريقية من دون تنسيق؟ رغم إشادته بتقدم ثماني دول إفريقية في مجال تصنيع اللقاحات، إلا أن آيت الطالب يقر بأن غياب التنسيق والتكامل يجعل هذا التقدم هشًا. فهل تستطيع إفريقيا أن تُنتج لقاحها القاري؟ وهل تملك الجرأة لكسر 'هيمنة السوق العالمية' كما فعلت دول أخرى في الجنوب العالمي؟ من اللقاءات إلى القرارات: متى ينتقل خطاب الوحدة الصحية إلى التنفيذ؟ في ختام مداخلته، دعا آيت الطالب إلى أن تكون هذه الندوة 'منطلقًا لقرارات ملموسة'، وهو ما يطرح سؤالًا يتردد كثيرًا في دوائر النقاش الإفريقي: إلى متى ستظل التوصيات رهينة الندوات؟ ومتى ستنتقل إفريقيا من الكلام إلى الفعل؟ هل يمكننا تصور مؤتمر إفريقي فعلي لتأسيس 'اتحاد صحي قاري' يُجسد طموح السيادة الصحية الجماعية؟ خلاصة: مستقبل الصحة في إفريقيا مرهون بإرادة السياسيين… ووعي الشعوب ما بين خطاب الأمل والتحذير، قدّم خالد آيت الطالب رؤية تستحق أن تُدرّس في كليات السياسة الصحية الإفريقية. غير أن السؤال الأهم يظل معلقًا: هل ستلتقط النخب الحاكمة في القارة هذه الرسائل قبل أن تفاجئنا الأزمة الصحية التالية؟


بالواضح
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بالواضح
صابري وآيت الطالب يؤكدان أولوية الإنسان والسيادة الصحية لإفريقيا قوية
نظّمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، فعاليات الدورة الثالثة من 'الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل'، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من القارة الإفريقية، شكلت منصة للحوار والتفكير الجماعي في سبل النهوض بإفريقيا قوية، موحدة، ومستقلة في قرارها التنموي والصحي. وفي هذا الصدد، قال هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، إن إفريقيا تملك فرصة تاريخية لابتكار نموذج اقتصادي شامل ومستدام، قائم على الاستثمار في الرأسمال البشري والشباب. وأكد أن التنمية الاقتصادية للقارة لن تتحقق دون تكامل وتعاون واسع بين البلدان، ولا بدون تسخير الذكاء الجماعي والانفتاح على التكوين، والتكنولوجيا، والابتكار، مضيفا أن الصحة الرقمية لا تقتصر على تحسين جودة الرعاية، بل تفتح آفاقاً واسعة أمام بروز مهن جديدة تلائم حاجيات الشباب الإفريقي، مثل محللي البيانات الطبية، والتقنيين في الرعاية عن بعد، ومهندسي الذكاء الاصطناعي في المجال السريري، ومطوري التطبيقات الصحية. كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية تعزيز التكوين المهني والجامعي بالشراكة مع فاعلي قطاع الصحة والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال في المجال الصحي، من خلال دعم حاضنات جهوية ومنصات خدمات مبتكرة. وأبرز ضرورة إدماج البُعد الأخلاقي والمجالي في هذه المشاريع، مع الحرص على توزيع عادل لفرص الشغل داخل مختلف الأقاليم. مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يمكن أن ينجح إلا من خلال ربط الجسور بين التخصصات والبلدان والمؤسسات، وتعزيز البحث المشترك وتقاسم التجارب والخبرات الناجحة. واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، مذكّراً بأن شعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' لم يعد مجرد قول، بل صار إطاراً مرجعياً للعلاقات البينية داخل القارة. وشدد كاتب الدولة المكلف بالشغل بالقول: 'إن الاستثمار في التشغيل هو استثمار في السلم والاستقرار والكرامة. عاشت التعاون الإفريقي، عاشت الشباب الإفريقي، وعاش العلم في خدمة التقدم.' من جهته، أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. مشيرا إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات، مؤكدا أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.


بالواضح
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بالواضح
آيت الطالب: السيادة الصحية رهينة بالتكامل الإفريقي
أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف، خلال مشاركته في فعاليات 'الأيام الإفريقية الثالثة للاستثمار والتشغيل'، المنظمة يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. وأشار إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. وكشف أن القارة الإفريقية تُسجل أسبوعياً وباءً جديداً، بين الإيبولا، والدينغ، والشيكونغونيا وغيرها، ما يمنحها تجربة وخبرة متقدمة في تدبير الأزمات الصحية يجب تثمينها. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات. وأكد أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.


بديل
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بديل
صابري وآيت الطالب.. نحو نموذج إفريقي يُكرّس السيادة الصحية ويثمّن الرأسمال البشري مستلهم من الرؤية الملكية
نظّمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، اليوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، فعاليات الدورة الثالثة من 'الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل'، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من القارة الإفريقية، شكلت منصة للحوار والتفكير الجماعي في سبل النهوض بإفريقيا قوية، موحدة، ومستقلة في قرارها التنموي والصحي. وفي هذا الصدد، قال هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، إن إفريقيا تملك فرصة تاريخية لابتكار نموذج اقتصادي شامل ومستدام، قائم على الاستثمار في الرأسمال البشري والشباب. وأكد أن التنمية الاقتصادية للقارة لن تتحقق دون تكامل وتعاون واسع بين البلدان، ولا بدون تسخير الذكاء الجماعي والانفتاح على التكوين، والتكنولوجيا، والابتكار، مضيفا أن الصحة الرقمية لا تقتصر على تحسين جودة الرعاية، بل تفتح آفاقاً واسعة أمام بروز مهن جديدة تلائم حاجيات الشباب الإفريقي، مثل محللي البيانات الطبية، والتقنيين في الرعاية عن بعد، ومهندسي الذكاء الاصطناعي في المجال السريري، ومطوري التطبيقات الصحية. كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية تعزيز التكوين المهني والجامعي بالشراكة مع فاعلي قطاع الصحة والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال في المجال الصحي، من خلال دعم حاضنات جهوية ومنصات خدمات مبتكرة. وأبرز ضرورة إدماج البُعد الأخلاقي والمجالي في هذه المشاريع، مع الحرص على توزيع عادل لفرص الشغل داخل مختلف الأقاليم. مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يمكن أن ينجح إلا من خلال ربط الجسور بين التخصصات والبلدان والمؤسسات، وتعزيز البحث المشترك وتقاسم التجارب والخبرات الناجحة. واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، مذكّراً بأن شعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' لم يعد مجرد قول، بل صار إطاراً مرجعياً للعلاقات البينية داخل القارة. وشدد كاتب الدولة المكلف بالشغل بالقول: 'إن الاستثمار في التشغيل هو استثمار في السلم والاستقرار والكرامة. عاشت التعاون الإفريقي، عاشت الشباب الإفريقي، وعاش العلم في خدمة التقدم.' من جهته، أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. مشيرا إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية للملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات، مؤكدا أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.


هبة بريس
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- هبة بريس
آيت الطالب: السيادة الصحية في إفريقيا رهينة بالتكامل والتنسيق القاري
هبة بريس أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف، خلال مشاركته في فعاليات 'الأيام الإفريقية الثالثة للاستثمار والتشغيل'، المنظمة يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. وأشار إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. وكشف أن القارة الإفريقية تُسجل أسبوعياً وباءً جديداً، بين الإيبولا، والدينغ، والشيكونغونيا وغيرها، ما يمنحها تجربة وخبرة متقدمة في تدبير الأزمات الصحية يجب تثمينها. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات. وأكد أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.