logo
#

أحدث الأخبار مع #DeusVult

ماذا نعرف عن الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي؟
ماذا نعرف عن الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي؟

الجزيرة

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

ماذا نعرف عن الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي؟

أثار تعيين بيت هيغسيث (Pete Hegseth)، المعلق التلفزيوني الأميركي والمحارب السابق وزيرًا للدفاع في الإدارة الأميركية الحالية، جدلًا واسعًا حول طبيعة الهوية الأميركية، وما إذا كانت الولايات المتحدة دولة علمانية أم متدينة. في الواقع، تُظهر العلاقة بين الدين والسياسة في أميركا جدلًا تاريخيًا ممتدًا لم يُحسم بشكل نهائي. وبسبب هذا التداخل المستمر، يبقى التساؤل قائمًا ومتجددًا: هل أميركا دولة قائمة على العلمانية، أم إن الدين لا يزال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساتها وهويتها الوطنية؟ وشوم الجسد يُعرف بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، بحمله أوشامًا تحمل دلالات تاريخية ودينية مثيرة للجدل. خلال مقابلة في بودكاست مع زميله المخضرم شون رايان، كشف هيغسيث أن أحد زملائه الجنود وصفه بـ"قومي أبيض محتمل"؛ بسبب الرموز المنقوشة على جسده، والتي تعود إلى فترات الحروب الصليبية في العصور الوسطى، أبرزها: وشم "Deus Vult" على الذراع: وهي عبارة لاتينية تعني "يريد الله ذلك"، وقد استخدمها الصليبيون خلال حروبهم ضد المسلمين في العصور الوسطى. وشم "صليب القدس" على الصدر: يرتبط هذا الرمز بالحملات الصليبية ومملكة القدس الصليبية، التي تأسست بعد الحملة الصليبية الأولى عام 1099. وشم مستوحى من إنجيل متى (10:34): يرمز إلى "لم آتِ لألقيَ سلامًا، بل سيفًا"، وهو تعبير يحمل دلالة قوية على الصراع الديني. وشم الاسم العبري "ישוע" على الذراع اليمنى: وهو الاسم العبري ليسوع المسيح، مما يعكس بُعدًا دينيًا قويًا في معتقداته الشخصية. إعلان أثار ظهور هذه الأوشام العديد من التساؤلات حول توجهات هيغسيث السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقومية البيضاء. يرى بعض المحللين أن استخدام رموز الحروب الصليبية قد يكون مرتبطًا باليمين المتطرف، مما يجعل تفسير هذه الرموز حساسًا في السياقات السياسية الحديثة. بالمقابل، دافع هيغسيث عن نفسه، موضحًا أن هذه الأوشام تعكس إيمانه الشخصي وخلفيته العسكرية، وليست تعبيرًا عن أي توجهات عنصرية أو عدائية. لم يقتصر الجدل حول هيغسيث على الأوشام فقط، بل انتشر مقطع فيديو له وهو يشارك في مسابقة رمي الفأس التي تم بثها على التلفزيون، حيث أخطأ الهدف وكاد أن يصيب أحد المارّة، الذي نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة. رؤيته السياسية والفكرية يُعرف بيت هيغسيث بمواقفه المحافظة القوية تجاه قضايا الشرق الأوسط، إذ يركز فكره على دعم إسرائيل، ومعارضة إيران، ومكافحة ما يُطلق عليه "التطرُّف الإسلامي". كما أنّه من أبرز الأصوات الداعية إلى تعزيز الهُوية الوطنية الأميركية ومقاومة التأثيرات الليبرالية في السياسة والمجتمع. من خلال مؤلفاته المختلفة، يعرض هيغسيث رؤيته حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح النظام التعليمي، والدفاع عن الجيش الأميركي ضد ما يعتبره تهديدات داخلية وخارجية. 1- في الساحة (In the Arena ،2016) يقدم هيغسيث في هذا الكتاب رؤيته حول إحياء روح المواطنة الأميركية وتعزيز دور الولايات المتحدة عالميًا. يستلهم أفكاره من الخطاب الشهير للرئيس ثيودور روزفلت بعنوان "المواطن في الجمهورية"، الذي عُرف بمقولته الشهيرة "الرجل في الساحة" (Man in the Arena). يؤكد هيغسيث أن القيم التي نادى بها روزفلت، مثل "المواطنة الصالحة"، "تكافؤ الفرص"، و"القيادة الأميركية القوية"، لا تزال ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم. وهو يدعو الأميركيين إلى تبني هذه القيم والعودة إلى المبادئ التي جعلت أميركا قوة عالمية رائدة، مع التركيز على دور الفرد في بناء مستقبل أفضل للأمة. 2- محاربون معاصرون: قصص حقيقية من أبطال حقيقيين (Modern Warriors :Real Stories from Real Heroes ،2020) يستعرض هيغسيث في هذا الكتاب قصص خمسة عشر محاربًا أميركيًا خدموا في القوات المسلحة، بمن فيهم جنود القوات الخاصة (Navy SEALs)، حراس الجيش (Army Rangers)، مشاة البحرية (Marines)، وطيارو القتال. يعتمد الكتاب على سلسلة حلقات قدمها هيغسيث في برنامجه على قناة FOX Nation الذي يحمل نفس الاسم. يقدم نظرة على الدروس التي تعلمها هؤلاء المحاربون خلال خدمتهم العسكرية، وكيف تعاملوا مع التحديات في بعض من أشد المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة. 3- الحملة الصليبية الأميركية (American Crusade، 2021) في هذا الكتاب، يناقش هيغسيث واقع أميركا في خضم الصراعات الثقافية والسياسية الراهنة، متسائلًا عما إذا كان انتخاب دونالد ترامب يمثل بداية نهضة وطنية، أم إنه مجرد فصل أخير في تاريخ أمة استسلمت للأجندة اليسارية. يرى أن الولايات المتحدة تواجه "هجومًا يساريًا" يسعى إلى تعزيز الاشتراكية، والعولمة، والعلمانية، وهيمنة النخب السياسية. ويؤكد أن الصراع ليس مجرد معركة سياسية، بل هو أيضًا صراع ثقافي وأيديولوجي يهدف إلى حماية القيم الأميركية التقليدية. يطرح الكتاب كدليل عملي للمحافظين الوطنيين، لحثهم على الدفاع عن هويتهم والانخراط في معركة الحفاظ على القيم الأميركية. 4- المعركة من أجل العقل الأميركي (Battle for the American Mind ،2022) يُشارك بيت هيغسيث مع ديفيد غودوين في تحليل سيطرة الأيديولوجية التقدمية على النظام التعليمي الأميركي، وتأثيرها على الأجيال الجديدة. يكشف المؤلفان كيف أن التعليم في الماضي كان يهدف إلى تعزيز التفكير الحر، وحب الوطن، والقيم الدينية، لكنه اليوم يتحول إلى أداة لإعادة تشكيل وعي الطلاب وفقًا لأجندة ليبرالية. يناقش الكتاب كيف تعرض الطلاب على مدار 16,000 ساعة من التعليم العام لغسل دماغ ممنهج، مما أثر على صورة أميركا، وأضعف دور الدين في المجتمع، وأعاد تشكيل التاريخ بطرق مختلفة. وهو يدعو المحافظين إلى العمل على استعادة التعليم التقليدي من خلال المدارس الخاصة، والتعليم المنزلي، ودعم القيم الكلاسيكية. 5- الحرب على المحاربين (The War on Warriors ،2024) في أحدث مؤلفاته، يقدم هيغسيث نقدًا لاذعًا للتحولات التي طرأت على الجيش الأميركي، معتبرًا أن القيادة العسكرية انحرفت عن المبادئ الأساسية التي جعلت منه قوة لا تُهزم. يستعرض كيف أن الجيش الذي انضم إليه قبل عقدين كان يركز على الكفاءة القتالية والحياد العرقي، لكنه اليوم أصبح خاضعًا للثقافة الليبرالية والسياسات التصحيحية. ويرى أن هناك "حربًا ثقافية" تُشن ضد القوات المسلحة الأميركية، مما أدى إلى إضعاف الروح القتالية للجنود، وتدهور جاهزية الجيش. ويحذر من أن هذا التحول قد يؤثر على الأمن القومي الأميركي، داعيًا إلى إصلاح الجيش وإعادة التركيز على الجدارة والقدرة القتالية. عبر كتبه المختلفة، يقدم بيت هيغسيث رؤية محافظة صارمة حول مستقبل أميركا، حيث يربط بين الوطنية، والدين، والقيم التقليدية. يركز على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة من الداخل والخارج، محذرًا من انهيار الهوية الأميركية تحت تأثير السياسات الليبرالية والتغيرات الثقافية. وتدور أفكاره حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح التعليم، وحماية الجيش الأميركي، مما يجعله أحد أبرز الأصوات المحافظة في المشهد السياسي الأميركي اليوم. وفيّ لإسرائيل! تعكس تصريحات هيغسيث دعمًا قويًا لإسرائيل، إذ يرفض حل الدولتين، ويعتبر الضفة الغربية، التي يشير إليها بـ"يهودا والسامرة"، جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل، كما أيد في السابق بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى ، ويرى أن تدمير قطاع غزة حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين. يؤمن بأن "الصهيونية والأمركة تشكلان الجبهة الأمامية للحضارة الغربية والحرية في عالمنا اليوم". وأشار إلى أن "الرابطة غير القابلة للكسر" بين البلدين، مؤكدًا التزام واشنطن بنسبة 100% بأمن إسرائيل. رؤية هيغسيث حول أهمية الدين في الحياة العامة ليست منفصلة عن الوعي التاريخي واسع الانتشار في الولايات المتحدة، والذي شكل فيه "الكتاب المقدس العمود الفقري للعقل السياسي"؛ وساهم إلى درجة كبيرة، في صنع الرأي العام الأميركي، وثقافته، وسياسته، تجاه محددات الصراع، وموقفه من إسرائيل. فعقب اكتشاف كولومبس، أميركا، سنة 1492، كان من الثابت تاريخيًا أن الحجاج البيوريتانيين الأوائل الذين هاجروا من أوروبا إلى أميركا في القرن السابع عشر رأوا أنفسهم "شعب الله المختار" واعتبروا عبورهم للأطلسي موازيًا لخروج بني إسرائيل من مصر إلى "أرض الميعاد". كانت الولايات المتحدة بالنسبة لهم الأرض الموعودة التي وهبها الله لهم لنشر الرسالة المسيحية في العالم. تحولت الولايات المتحدة إلى ما يُعرف بـ"أورشليم الجديدة"، حيث أصبحت الرموز التوراتية عنصرًا أساسيًا في الحياة الأميركية. وفي بداية القرن الثامن عشر، سيطر على هذه التيارات الدينية، فكرة أن المجيء الثاني للمسيح، رهينة بإعادة اليهود إلى فلسطين، تلتها مرحلة استكشاف فلسطين، والسير على خطى (بني إسرائيل) المُتخيلة. وفي القرن التاسع عشر، سعت جماعات أميركية إلى إنشاء مستوطنات في الأراضي المقدسة لتعجيل المجيء الثاني للمسيح، تزامنًا مع تصاعد النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وبدأت الولايات المتحدة الأميركية الهيمنة على العالم. تشير تصريحات ومواقف بيت هيغسيث إلى أنه يمثل وجهًا صريحًا من وجوه السياسة الأميركية، حيث يجمع بين الولاء غير المشروط لإسرائيل، والرؤية القومية الدينية التي تربط الهوية الأميركية بالموروث التوراتي.

الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي
الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي

الجزيرة

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي

أثار تعيين بيت هيغسيث (Pete Hegseth)، المعلق التلفزيوني الأميركي والمحارب السابق وزيرًا للدفاع في الإدارة الأميركية الحالية، جدلًا واسعًا حول طبيعة الهوية الأميركية، وما إذا كانت الولايات المتحدة دولة علمانية أم متدينة. في الواقع، تُظهر العلاقة بين الدين والسياسة في أميركا جدلًا تاريخيًا ممتدًا لم يُحسم بشكل نهائي. وبسبب هذا التداخل المستمر، يبقى التساؤل قائمًا ومتجددًا: هل أميركا دولة قائمة على العلمانية، أم إن الدين لا يزال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساتها وهويتها الوطنية؟ وشوم الجسد يُعرف بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، بحمله أوشامًا تحمل دلالات تاريخية ودينية مثيرة للجدل. خلال مقابلة في بودكاست مع زميله المخضرم شون رايان، كشف هيغسيث أن أحد زملائه الجنود وصفه بـ"قومي أبيض محتمل"؛ بسبب الرموز المنقوشة على جسده، والتي تعود إلى فترات الحروب الصليبية في العصور الوسطى، أبرزها: وشم "Deus Vult" على الذراع: وهي عبارة لاتينية تعني "يريد الله ذلك"، وقد استخدمها الصليبيون خلال حروبهم ضد المسلمين في العصور الوسطى. وشم "صليب القدس" على الصدر: يرتبط هذا الرمز بالحملات الصليبية ومملكة القدس الصليبية، التي تأسست بعد الحملة الصليبية الأولى عام 1099. وشم مستوحى من إنجيل متى (10:34): يرمز إلى "لم آتِ لألقيَ سلامًا، بل سيفًا"، وهو تعبير يحمل دلالة قوية على الصراع الديني. وشم الاسم العبري "ישוע" على الذراع اليمنى: وهو الاسم العبري ليسوع المسيح، مما يعكس بُعدًا دينيًا قويًا في معتقداته الشخصية. إعلان أثار ظهور هذه الأوشام العديد من التساؤلات حول توجهات هيغسيث السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقومية البيضاء. يرى بعض المحللين أن استخدام رموز الحروب الصليبية قد يكون مرتبطًا باليمين المتطرف، مما يجعل تفسير هذه الرموز حساسًا في السياقات السياسية الحديثة. بالمقابل، دافع هيغسيث عن نفسه، موضحًا أن هذه الأوشام تعكس إيمانه الشخصي وخلفيته العسكرية، وليست تعبيرًا عن أي توجهات عنصرية أو عدائية. لم يقتصر الجدل حول هيغسيث على الأوشام فقط، بل انتشر مقطع فيديو له وهو يشارك في مسابقة رمي الفأس التي تم بثها على التلفزيون، حيث أخطأ الهدف وكاد أن يصيب أحد المارّة، الذي نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة. رؤيته السياسية والفكرية يُعرف بيت هيغسيث بمواقفه المحافظة القوية تجاه قضايا الشرق الأوسط، إذ يركز فكره على دعم إسرائيل، ومعارضة إيران، ومكافحة ما يُطلق عليه "التطرُّف الإسلامي". كما أنّه من أبرز الأصوات الداعية إلى تعزيز الهُوية الوطنية الأميركية ومقاومة التأثيرات الليبرالية في السياسة والمجتمع. من خلال مؤلفاته المختلفة، يعرض هيغسيث رؤيته حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح النظام التعليمي، والدفاع عن الجيش الأميركي ضد ما يعتبره تهديدات داخلية وخارجية. 1- في الساحة (In the Arena ،2016) يقدم هيغسيث في هذا الكتاب رؤيته حول إحياء روح المواطنة الأميركية وتعزيز دور الولايات المتحدة عالميًا. يستلهم أفكاره من الخطاب الشهير للرئيس ثيودور روزفلت بعنوان "المواطن في الجمهورية"، الذي عُرف بمقولته الشهيرة "الرجل في الساحة" (Man in the Arena). يؤكد هيغسيث أن القيم التي نادى بها روزفلت، مثل "المواطنة الصالحة"، "تكافؤ الفرص"، و"القيادة الأميركية القوية"، لا تزال ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم. وهو يدعو الأميركيين إلى تبني هذه القيم والعودة إلى المبادئ التي جعلت أميركا قوة عالمية رائدة، مع التركيز على دور الفرد في بناء مستقبل أفضل للأمة. 2- محاربون معاصرون: قصص حقيقية من أبطال حقيقيين (Modern Warriors :Real Stories from Real Heroes ،2020) يستعرض هيغسيث في هذا الكتاب قصص خمسة عشر محاربًا أميركيًا خدموا في القوات المسلحة، بمن فيهم جنود القوات الخاصة (Navy SEALs)، حراس الجيش (Army Rangers)، مشاة البحرية (Marines)، وطيارو القتال. يعتمد الكتاب على سلسلة حلقات قدمها هيغسيث في برنامجه على قناة FOX Nation الذي يحمل نفس الاسم. يقدم نظرة على الدروس التي تعلمها هؤلاء المحاربون خلال خدمتهم العسكرية، وكيف تعاملوا مع التحديات في بعض من أشد المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة. 3- الحملة الصليبية الأميركية (American Crusade، 2021) في هذا الكتاب، يناقش هيغسيث واقع أميركا في خضم الصراعات الثقافية والسياسية الراهنة، متسائلًا عما إذا كان انتخاب دونالد ترامب يمثل بداية نهضة وطنية، أم إنه مجرد فصل أخير في تاريخ أمة استسلمت للأجندة اليسارية. يرى أن الولايات المتحدة تواجه "هجومًا يساريًا" يسعى إلى تعزيز الاشتراكية، والعولمة، والعلمانية، وهيمنة النخب السياسية. ويؤكد أن الصراع ليس مجرد معركة سياسية، بل هو أيضًا صراع ثقافي وأيديولوجي يهدف إلى حماية القيم الأميركية التقليدية. يطرح الكتاب كدليل عملي للمحافظين الوطنيين، لحثهم على الدفاع عن هويتهم والانخراط في معركة الحفاظ على القيم الأميركية. 4- المعركة من أجل العقل الأميركي (Battle for the American Mind ،2022) يُشارك بيت هيغسيث مع ديفيد غودوين في تحليل سيطرة الأيديولوجية التقدمية على النظام التعليمي الأميركي، وتأثيرها على الأجيال الجديدة. يكشف المؤلفان كيف أن التعليم في الماضي كان يهدف إلى تعزيز التفكير الحر، وحب الوطن، والقيم الدينية، لكنه اليوم يتحول إلى أداة لإعادة تشكيل وعي الطلاب وفقًا لأجندة ليبرالية. يناقش الكتاب كيف تعرض الطلاب على مدار 16,000 ساعة من التعليم العام لغسل دماغ ممنهج، مما أثر على صورة أميركا، وأضعف دور الدين في المجتمع، وأعاد تشكيل التاريخ بطرق مختلفة. وهو يدعو المحافظين إلى العمل على استعادة التعليم التقليدي من خلال المدارس الخاصة، والتعليم المنزلي، ودعم القيم الكلاسيكية. 5- الحرب على المحاربين (The War on Warriors ،2024) في أحدث مؤلفاته، يقدم هيغسيث نقدًا لاذعًا للتحولات التي طرأت على الجيش الأميركي، معتبرًا أن القيادة العسكرية انحرفت عن المبادئ الأساسية التي جعلت منه قوة لا تُهزم. يستعرض كيف أن الجيش الذي انضم إليه قبل عقدين كان يركز على الكفاءة القتالية والحياد العرقي، لكنه اليوم أصبح خاضعًا للثقافة الليبرالية والسياسات التصحيحية. ويرى أن هناك "حربًا ثقافية" تُشن ضد القوات المسلحة الأميركية، مما أدى إلى إضعاف الروح القتالية للجنود، وتدهور جاهزية الجيش. ويحذر من أن هذا التحول قد يؤثر على الأمن القومي الأميركي، داعيًا إلى إصلاح الجيش وإعادة التركيز على الجدارة والقدرة القتالية. عبر كتبه المختلفة، يقدم بيت هيغسيث رؤية محافظة صارمة حول مستقبل أميركا، حيث يربط بين الوطنية، والدين، والقيم التقليدية. يركز على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة من الداخل والخارج، محذرًا من انهيار الهوية الأميركية تحت تأثير السياسات الليبرالية والتغيرات الثقافية. وتدور أفكاره حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح التعليم، وحماية الجيش الأميركي، مما يجعله أحد أبرز الأصوات المحافظة في المشهد السياسي الأميركي اليوم. وفيّ لإسرائيل! تعكس تصريحات هيغسيث دعمًا قويًا لإسرائيل، إذ يرفض حل الدولتين، ويعتبر الضفة الغربية، التي يشير إليها بـ"يهودا والسامرة"، جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل، كما أيد في السابق بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى ، ويرى أن تدمير قطاع غزة حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين. يؤمن بأن "الصهيونية والأمركة تشكلان الجبهة الأمامية للحضارة الغربية والحرية في عالمنا اليوم". وأشار إلى أن "الرابطة غير القابلة للكسر" بين البلدين، مؤكدًا التزام واشنطن بنسبة 100% بأمن إسرائيل. رؤية هيغسيث حول أهمية الدين في الحياة العامة ليست منفصلة عن الوعي التاريخي واسع الانتشار في الولايات المتحدة، والذي شكل فيه "الكتاب المقدس العمود الفقري للعقل السياسي"؛ وساهم إلى درجة كبيرة، في صنع الرأي العام الأميركي، وثقافته، وسياسته، تجاه محددات الصراع، وموقفه من إسرائيل. فعقب اكتشاف كولومبس، أميركا، سنة 1492، كان من الثابت تاريخيًا أن الحجاج البيوريتانيين الأوائل الذين هاجروا من أوروبا إلى أميركا في القرن السابع عشر رأوا أنفسهم "شعب الله المختار" واعتبروا عبورهم للأطلسي موازيًا لخروج بني إسرائيل من مصر إلى "أرض الميعاد". كانت الولايات المتحدة بالنسبة لهم الأرض الموعودة التي وهبها الله لهم لنشر الرسالة المسيحية في العالم. تحولت الولايات المتحدة إلى ما يُعرف بـ"أورشليم الجديدة"، حيث أصبحت الرموز التوراتية عنصرًا أساسيًا في الحياة الأميركية. وفي بداية القرن الثامن عشر، سيطر على هذه التيارات الدينية، فكرة أن المجيء الثاني للمسيح، رهينة بإعادة اليهود إلى فلسطين، تلتها مرحلة استكشاف فلسطين، والسير على خطى (بني إسرائيل) المُتخيلة. وفي القرن التاسع عشر، سعت جماعات أميركية إلى إنشاء مستوطنات في الأراضي المقدسة لتعجيل المجيء الثاني للمسيح، تزامنًا مع تصاعد النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وبدأت الولايات المتحدة الأميركية الهيمنة على العالم. تشير تصريحات ومواقف بيت هيغسيث إلى أنه يمثل وجهًا صريحًا من وجوه السياسة الأميركية، حيث يجمع بين الولاء غير المشروط لإسرائيل، والرؤية القومية الدينية التي تربط الهوية الأميركية بالموروث التوراتي.

بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل (فيديو)
بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل (فيديو)

مصراوي

time٢٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصراوي

بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل (فيديو)

أثارت صور نشرها وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، جدلا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر وهو يؤدي تمارين لياقة بدنية في قاعدة عسكرية، مرتديًا زيًا رياضيًا وجعبة عسكرية، لكن الوشوم التي تزين جسده، وأبرزها كلمة "كافر" وصليب قدسي، كانت محور الجدل. إضافة إلى ذلك، وشم آخر يحمل عبارة "Deus Vult" التي تعني "إرادة الله" باللاتينية، مما عزز التساؤلات حول أفكار وتصوّرات الرجل الذي يتولى منصبًا حساسًا في أقوى مؤسسة أمنية في العالم.

بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل
بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل

BBC عربية

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • BBC عربية

بين "الصليب وكلمة 'كافر".. وشوم وزير الدفاع الأمريكي تثير الجدل

أثارت صور نشرها وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، جدلا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر وهو يؤدي تمارين لياقة بدنية في قاعدة عسكرية، مرتديًا زيًا رياضيًا وجعبة عسكرية، لكن الوشوم التي تزين جسده، وأبرزها كلمة "كافر" وصليب قدسي، كانت محور الجدل. إضافة إلى ذلك، وشم آخر يحمل عبارة "Deus Vult" التي تعني "إرادة الله" باللاتينية، مما عزز التساؤلات حول أفكار وتصوّرات الرجل الذي يتولى منصبًا حساسًا في أقوى مؤسسة أمنية في العالم. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

وشم "كافر" بالعربية على ذراع وزير الدفاع الأمريكي يثير جدلا
وشم "كافر" بالعربية على ذراع وزير الدفاع الأمريكي يثير جدلا

عمون

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

وشم "كافر" بالعربية على ذراع وزير الدفاع الأمريكي يثير جدلا

عمون - قام وزير الدفاع الأميركي الـ29 بيت هيغسيث بزيارة إلى قاعدة بيرل هاربر-هيكام الجوية والبحرية، حيث شارك مع الجنود في تدريبات اللياقة البدنية. وفي البداية، بدا الخبر عاديا وطبيعيا أن يشارك أي وزير دفاع جنوده في أنشطتهم خلال زيارته للقطع العسكرية. غير أن هيغسيث نشر صور زيارته عبر حسابه على منصة "إكس" وهو ما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما بين المغردين العرب. حيث أظهرت إحدى الصور وشما على ذراع الوزير يحمل كلمة "كافر" مكتوبة باللغة العربية خلال مشاركته في التدريبات مع الجنود. وقد أثار ظهور هذه الكلمة تساؤلات عديدة حول دلالاتها، إذ أشار بعض المدونين إلى أن الوشم لم يكن مجرد نقش عابر، بل هو رمزٌ يشير إلى تاريخ دموي مرتبط بالحروب الصليبية. وقال مغردون إن هذه الكلمة ظهرت تحت عبارة "Deus Vult"، والتي تعني "إرادة الإله" باللاتينية، وهو شعار يعود إلى العصور الوسطى وكان يُستخدم هتافا عسكريا خلال الحملات الصليبية التي شهدت غزو مدن المسلمين وقتلهم تحت راية دينية زائفة. وأشار مدونون إلى أن تبني مسؤول عسكري بارز لهذه الرمزية في وشمه ليس أمرًا بسيطًا، بل يعكس توجهًا أيديولوجيًا ذا طابع ديني متطرف. وكتب البعض أن الجمع بين الكلمتين ("Deus Vult" و"كافر") يمثل تطرفا دينيا في نسخته الغربية، حيث يُعاد إنتاج العداء الحضاري ضد المسلمين تحت ستار سياسي وعسكري. ورأى ناشطون أن الوشم يعبر عن صراع حضاري مغلف بالعقيدة الدينية، وليس مجرد موقف سياسي. واعتبروا أن الولايات المتحدة، التي كثيرا ما بررت تدخلاتها العسكرية بأنها دفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، قد أظهرت وجهها الحقيقي من خلال مثل هذه الرموز التي لم تعد مستترة كما كانت في الماضي. وفي المقابل، تساءل البعض عن تأثير هذه الرمزية على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية، حيث يمكن أن يُنظر إلى الوشم على أنه تصرف غير لائق، ويحمل حساسية ثقافية، وقد يؤدي إلى إثارة الجدل في سياقات تتسم بالتوتر بين الغرب والعالم الإسلامي. هيغسيث عسكري ومذيع وكاتب أميركي محافظ، ومن قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، خدم في العراق وأفغانستان ومعتقل غوانتانامو، وهو واحد من أبرز وجوه الشاشة الأميركية، إذ ظهر في برامج رئيسية عدة على قناة فوكس نيوز، ومنها سطع نجمه وبدأ يروج لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. "الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store