
الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي
أثار تعيين بيت هيغسيث (Pete Hegseth)، المعلق التلفزيوني الأميركي والمحارب السابق وزيرًا للدفاع في الإدارة الأميركية الحالية، جدلًا واسعًا حول طبيعة الهوية الأميركية، وما إذا كانت الولايات المتحدة دولة علمانية أم متدينة.
في الواقع، تُظهر العلاقة بين الدين والسياسة في أميركا جدلًا تاريخيًا ممتدًا لم يُحسم بشكل نهائي. وبسبب هذا التداخل المستمر، يبقى التساؤل قائمًا ومتجددًا: هل أميركا دولة قائمة على العلمانية، أم إن الدين لا يزال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساتها وهويتها الوطنية؟
وشوم الجسد
يُعرف بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، بحمله أوشامًا تحمل دلالات تاريخية ودينية مثيرة للجدل. خلال مقابلة في بودكاست مع زميله المخضرم شون رايان، كشف هيغسيث أن أحد زملائه الجنود وصفه بـ"قومي أبيض محتمل"؛ بسبب الرموز المنقوشة على جسده، والتي تعود إلى فترات الحروب الصليبية في العصور الوسطى، أبرزها:
وشم "Deus Vult" على الذراع: وهي عبارة لاتينية تعني "يريد الله ذلك"، وقد استخدمها الصليبيون خلال حروبهم ضد المسلمين في العصور الوسطى.
وشم "صليب القدس" على الصدر: يرتبط هذا الرمز بالحملات الصليبية ومملكة القدس الصليبية، التي تأسست بعد الحملة الصليبية الأولى عام 1099.
وشم مستوحى من إنجيل متى (10:34): يرمز إلى "لم آتِ لألقيَ سلامًا، بل سيفًا"، وهو تعبير يحمل دلالة قوية على الصراع الديني.
وشم الاسم العبري "ישוע" على الذراع اليمنى: وهو الاسم العبري ليسوع المسيح، مما يعكس بُعدًا دينيًا قويًا في معتقداته الشخصية.
إعلان
أثار ظهور هذه الأوشام العديد من التساؤلات حول توجهات هيغسيث السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقومية البيضاء.
يرى بعض المحللين أن استخدام رموز الحروب الصليبية قد يكون مرتبطًا باليمين المتطرف، مما يجعل تفسير هذه الرموز حساسًا في السياقات السياسية الحديثة. بالمقابل، دافع هيغسيث عن نفسه، موضحًا أن هذه الأوشام تعكس إيمانه الشخصي وخلفيته العسكرية، وليست تعبيرًا عن أي توجهات عنصرية أو عدائية.
لم يقتصر الجدل حول هيغسيث على الأوشام فقط، بل انتشر مقطع فيديو له وهو يشارك في مسابقة رمي الفأس التي تم بثها على التلفزيون، حيث أخطأ الهدف وكاد أن يصيب أحد المارّة، الذي نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة.
رؤيته السياسية والفكرية
يُعرف بيت هيغسيث بمواقفه المحافظة القوية تجاه قضايا الشرق الأوسط، إذ يركز فكره على دعم إسرائيل، ومعارضة إيران، ومكافحة ما يُطلق عليه "التطرُّف الإسلامي".
كما أنّه من أبرز الأصوات الداعية إلى تعزيز الهُوية الوطنية الأميركية ومقاومة التأثيرات الليبرالية في السياسة والمجتمع. من خلال مؤلفاته المختلفة، يعرض هيغسيث رؤيته حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح النظام التعليمي، والدفاع عن الجيش الأميركي ضد ما يعتبره تهديدات داخلية وخارجية.
1- في الساحة (In the Arena ،2016)
يقدم هيغسيث في هذا الكتاب رؤيته حول إحياء روح المواطنة الأميركية وتعزيز دور الولايات المتحدة عالميًا. يستلهم أفكاره من الخطاب الشهير للرئيس ثيودور روزفلت بعنوان "المواطن في الجمهورية"، الذي عُرف بمقولته الشهيرة "الرجل في الساحة" (Man in the Arena).
يؤكد هيغسيث أن القيم التي نادى بها روزفلت، مثل "المواطنة الصالحة"، "تكافؤ الفرص"، و"القيادة الأميركية القوية"، لا تزال ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم.
وهو يدعو الأميركيين إلى تبني هذه القيم والعودة إلى المبادئ التي جعلت أميركا قوة عالمية رائدة، مع التركيز على دور الفرد في بناء مستقبل أفضل للأمة.
2- محاربون معاصرون: قصص حقيقية من أبطال حقيقيين (Modern Warriors :Real Stories from Real Heroes ،2020)
يستعرض هيغسيث في هذا الكتاب قصص خمسة عشر محاربًا أميركيًا خدموا في القوات المسلحة، بمن فيهم جنود القوات الخاصة (Navy SEALs)، حراس الجيش (Army Rangers)، مشاة البحرية (Marines)، وطيارو القتال.
يعتمد الكتاب على سلسلة حلقات قدمها هيغسيث في برنامجه على قناة FOX Nation الذي يحمل نفس الاسم. يقدم نظرة على الدروس التي تعلمها هؤلاء المحاربون خلال خدمتهم العسكرية، وكيف تعاملوا مع التحديات في بعض من أشد المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة.
3- الحملة الصليبية الأميركية (American Crusade، 2021)
في هذا الكتاب، يناقش هيغسيث واقع أميركا في خضم الصراعات الثقافية والسياسية الراهنة، متسائلًا عما إذا كان انتخاب دونالد ترامب يمثل بداية نهضة وطنية، أم إنه مجرد فصل أخير في تاريخ أمة استسلمت للأجندة اليسارية.
يرى أن الولايات المتحدة تواجه "هجومًا يساريًا" يسعى إلى تعزيز الاشتراكية، والعولمة، والعلمانية، وهيمنة النخب السياسية. ويؤكد أن الصراع ليس مجرد معركة سياسية، بل هو أيضًا صراع ثقافي وأيديولوجي يهدف إلى حماية القيم الأميركية التقليدية.
يطرح الكتاب كدليل عملي للمحافظين الوطنيين، لحثهم على الدفاع عن هويتهم والانخراط في معركة الحفاظ على القيم الأميركية.
4- المعركة من أجل العقل الأميركي (Battle for the American Mind ،2022)
يُشارك بيت هيغسيث مع ديفيد غودوين في تحليل سيطرة الأيديولوجية التقدمية على النظام التعليمي الأميركي، وتأثيرها على الأجيال الجديدة. يكشف المؤلفان كيف أن التعليم في الماضي كان يهدف إلى تعزيز التفكير الحر، وحب الوطن، والقيم الدينية، لكنه اليوم يتحول إلى أداة لإعادة تشكيل وعي الطلاب وفقًا لأجندة ليبرالية.
يناقش الكتاب كيف تعرض الطلاب على مدار 16,000 ساعة من التعليم العام لغسل دماغ ممنهج، مما أثر على صورة أميركا، وأضعف دور الدين في المجتمع، وأعاد تشكيل التاريخ بطرق مختلفة. وهو يدعو المحافظين إلى العمل على استعادة التعليم التقليدي من خلال المدارس الخاصة، والتعليم المنزلي، ودعم القيم الكلاسيكية.
5- الحرب على المحاربين (The War on Warriors ،2024)
في أحدث مؤلفاته، يقدم هيغسيث نقدًا لاذعًا للتحولات التي طرأت على الجيش الأميركي، معتبرًا أن القيادة العسكرية انحرفت عن المبادئ الأساسية التي جعلت منه قوة لا تُهزم.
يستعرض كيف أن الجيش الذي انضم إليه قبل عقدين كان يركز على الكفاءة القتالية والحياد العرقي، لكنه اليوم أصبح خاضعًا للثقافة الليبرالية والسياسات التصحيحية. ويرى أن هناك "حربًا ثقافية" تُشن ضد القوات المسلحة الأميركية، مما أدى إلى إضعاف الروح القتالية للجنود، وتدهور جاهزية الجيش.
ويحذر من أن هذا التحول قد يؤثر على الأمن القومي الأميركي، داعيًا إلى إصلاح الجيش وإعادة التركيز على الجدارة والقدرة القتالية.
عبر كتبه المختلفة، يقدم بيت هيغسيث رؤية محافظة صارمة حول مستقبل أميركا، حيث يربط بين الوطنية، والدين، والقيم التقليدية. يركز على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة من الداخل والخارج، محذرًا من انهيار الهوية الأميركية تحت تأثير السياسات الليبرالية والتغيرات الثقافية.
وتدور أفكاره حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح التعليم، وحماية الجيش الأميركي، مما يجعله أحد أبرز الأصوات المحافظة في المشهد السياسي الأميركي اليوم.
وفيّ لإسرائيل!
تعكس تصريحات هيغسيث دعمًا قويًا لإسرائيل، إذ يرفض حل الدولتين، ويعتبر الضفة الغربية، التي يشير إليها بـ"يهودا والسامرة"، جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل، كما أيد في السابق بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى ، ويرى أن تدمير قطاع غزة حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين.
يؤمن بأن "الصهيونية والأمركة تشكلان الجبهة الأمامية للحضارة الغربية والحرية في عالمنا اليوم". وأشار إلى أن "الرابطة غير القابلة للكسر" بين البلدين، مؤكدًا التزام واشنطن بنسبة 100% بأمن إسرائيل.
رؤية هيغسيث حول أهمية الدين في الحياة العامة ليست منفصلة عن الوعي التاريخي واسع الانتشار في الولايات المتحدة، والذي شكل فيه "الكتاب المقدس العمود الفقري للعقل السياسي"؛ وساهم إلى درجة كبيرة، في صنع الرأي العام الأميركي، وثقافته، وسياسته، تجاه محددات الصراع، وموقفه من إسرائيل.
فعقب اكتشاف كولومبس، أميركا، سنة 1492، كان من الثابت تاريخيًا أن الحجاج البيوريتانيين الأوائل الذين هاجروا من أوروبا إلى أميركا في القرن السابع عشر رأوا أنفسهم "شعب الله المختار" واعتبروا عبورهم للأطلسي موازيًا لخروج بني إسرائيل من مصر إلى "أرض الميعاد".
كانت الولايات المتحدة بالنسبة لهم الأرض الموعودة التي وهبها الله لهم لنشر الرسالة المسيحية في العالم. تحولت الولايات المتحدة إلى ما يُعرف بـ"أورشليم الجديدة"، حيث أصبحت الرموز التوراتية عنصرًا أساسيًا في الحياة الأميركية.
وفي بداية القرن الثامن عشر، سيطر على هذه التيارات الدينية، فكرة أن المجيء الثاني للمسيح، رهينة بإعادة اليهود إلى فلسطين، تلتها مرحلة استكشاف فلسطين، والسير على خطى (بني إسرائيل) المُتخيلة.
وفي القرن التاسع عشر، سعت جماعات أميركية إلى إنشاء مستوطنات في الأراضي المقدسة لتعجيل المجيء الثاني للمسيح، تزامنًا مع تصاعد النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وبدأت الولايات المتحدة الأميركية الهيمنة على العالم.
تشير تصريحات ومواقف بيت هيغسيث إلى أنه يمثل وجهًا صريحًا من وجوه السياسة الأميركية، حيث يجمع بين الولاء غير المشروط لإسرائيل، والرؤية القومية الدينية التي تربط الهوية الأميركية بالموروث التوراتي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 4 ساعات
- العرب القطرية
«الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع»
-A A A+ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع» إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام هو الذي جعل من العرب المتناحرين إخوة في دين الله «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» [الحجرات: 10]. كما أن الإسلام بعقيدته الصحيحة وعبادته الصادقة وأخلاقه الرفيعة، صهر الأمم والشعوب والحضارات التي دخلت فيه وجعل منهم أمة واحدة مترابطةً ترابط الجسد الواحد، لا فرق بين الفارسي ولا البربري، ولا الرومي ولا العربي إلا بالتقوى. وأصبحت أمة الإسلام أمة واحدة في عقيدتها وتصوراتها ومنهجها، وانعكس ذلك في توادهم وتراحمهم فيما بينهم وأصبحوا كالجسد الواحد، الذي يخفق فيه قلب واحد، وتسري فيه روح واحدة، ويتأثر كل عضو فيه بما يصيب بقية الأعضاء، أو هو كالجدار المتين الذي تجتمع لبناته لتشكل فيما بينها وحدة واحدة متماسكة متراصة. وإن من الأهمية بمكان أن تهتم الحركات الإسلامية في كل الأقطار بالأصول المهمة التي يجتمع عليها المسلمون في كل بلد، ومن ثم تجتمع عليها الأمة حتى يكون الاتحاد على أصول قوية ثابتة. قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» [آل عمران: 103]. إن طريق الوحدة والتعاون والتآخي والاجتماع على البر والتقوى هو طريق أهل السنة والجماعة الذين التزموا في جميع أمورهم بما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه في العقائد والأخلاق والعبادة والمعاملات وكل شؤون الحياة. وأهم أسس وأصول أهل السنة والجماعة هي الاعتصام بالكتاب والسنة، وحصر التلقي لأحكام الدين؛ أصوله وفروعه في هذين المصدرين، وأن يرد الخلاف إليهما عند التنازع، وأن لا يعارضا بشيء من المعارضات، لا بمعقول ولا رأي ولا قياس، ولا ذوق ولا وجد ولا مكاشفة، ولا منام ولا غير ذلك. إن الكتاب والسنة هما الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال والمعتقدات، وإن أهل السنة والجماعة يحتجون بالقرآن والسنة، لا يفرقون بينهما، كما هو حال أهل البدع، فالسنة مبينة للقرآن موضحة له، ولا يمكن أن يستغنى عنهما بالقرآن وحده بحال من الأحوال، وهي حجة في العقائد كما أنها حجة في الأحكام. وقد أمر الله تعالى ورسوله ﷺ بكل ما يحفظ على المسلمين جماعتهم وألفتهم، ونهيا عن كل ما يعكر صفو هذا الأمر العظيم، وإن ما حصل من فرقة بين المسلمين وتدابر وتقاطع وتناحر، بسبب عدم مراعاة هذا الأصل وضوابطه، مما ترتب عليه تفرق في الصفوف، وضعف في الاتحاد، وأصبحوا شيعاً وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون. (فقه النصر والتمكين، د. علي الصلابي، ص308) وهذا الأمر وإن كان مما قدره الله عز وجل كوناً، ووقع كما قدر، إلا أنه -سبحانه- لم يأمر به شرعاً، فوحدة المسلمين واجتماعهم مطلب شرعي، ومقصد عظيم من مقاصد الشريعة، بل هو من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى، ونحن مأمورون بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فلابد من تضافر الجهود بين الدعاة وقادة الحركات الإسلامية وبين علماء المسلمين وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحاً حقيقياً لا تلفيقيًّا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر مما تصلح. قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: «الجهاد نوعان: جهاد يقصد به صلاح المسلمين، وإصلاحهم في عقائدهم وأخلاقهم وآدابهم، وجميع شؤونهم الدينية والدنيوية، وفي تربيتهم العلمية، وهذا النوع هو الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس النوع الثاني، وهو جهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين والملحدين وجميع أعداء الدين ومقاومتهم، وهذا نوعان: جهاد بالحجة والبرهان واللسان، وجهاد بالسلاح المناسب في كل وقت وزمان».


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
د. محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية بالبعثة: توجيه حجاجنا وفق منهج علمي موحّد.. و17 مرشداً للحملات
الدوحة - العرب أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمود المحمود، رئيس الوحدة الشرعية والإرشاد الديني ببعثة الحج القطرية، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تواصل عملها المتكامل لتجهيز الوحدة الشرعية وتكثيف جهودها لخدمة حجاج دولة قطر من النواحي الفقهية والمنهجية. وقال في بيان أمس «نعمل على تهيئة الحجاج معرفياً وتثقيفياً ومنهجياً لأداء المناسك وفقاً للسنة النبوية المطهرة، اتباعاً لتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «خذوا عني مناسككم». وأوضح الدكتور المحمود أن الوحدة عقدت اجتماعاً تنسيقياً مع المرشدين الشرعيين المرافقين للحملات، تم خلاله استعراض الخطط والضوابط الإدارية والشرعية، وتوحيد المرجعية الفقهية التي يعتمدها الجميع، ما يسهم في تقديم فتاوى متزنة لا تتعارض مع الأنظمة المعتمدة سواء في قطر أو من قبل الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وتُولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أهمية خاصة للوحدة الشرعية والإرشاد الديني المصاحبة للبعثة وللحملات القطرية، والتي تُعنى بإرشاد وتوجيه الحجاج بأحكام المناسك وتهيئتهم لأداء الفريضة على الوجه المشروع، وتقديم التوجيه الديني والفتاوى الموثوقة للحجاج. وحول معايير اختيار المرشدين الشرعيين، بيّن المحمود أن عملية الاختيار تتم بالتنسيق مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، وفق معايير دقيقة تشمل المؤهل العلمي، والإلمام الفقهي، والخبرة العملية بالحج، لضمان الكفاءة في الإفتاء والتوجيه. وأشار إلى أن هذا الموسم يشهد مرافقة 17 مرشداً شرعياً لجميع الحملات القطرية، حيث يُخصص مرشد ديني لكل حملة، وتتركز مهامهم في توعية الحجاج والرد على استفساراتهم، وإلقاء المحاضرات والدروس التوعوية قبل السفر، وفي مقار السكن بمكة، وفي المشاعر المقدسة بمنى وعرفة، بالإضافة إلى مرافقة الحجاج ميدانياً لتقديم الإرشاد الشرعي اللازم أثناء تأدية المناسك. وفيما يخص البرامج التثقيفية والتوعوية، أوضح فضيلته أن العمل يجري على أكثر من مسار، منها اللقاءات التعريفية التي تنظمها الحملات في الدوحة، فضلاً عن إنتاج مقاطع مرئية وصوتية بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، تُبث عبر المنصات الرقمية للوزارة، لضمان وصول الإرشاد الشرعي لأكبر شريحة من الحجاج. كما يتم تنظيم سلسلة دروس من أحكام الحج في عدد من مساجد الدولة، طوال الأسبوع الجاري من السبت إلى الخميس، يقدمها نخبة من الدعاة من وزارة الأوقاف، للوقوف على جميع الأمور المتعلقة بأحكام الحج والعمرة، والرد على أسئلة واستفسارات الجمهور فيما يتعلق بأداء فريضة الركن الخامس. ولفت د. المحمود أنه في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تسهيل وصول الحجاج والمواطنين إلى المعلومة الشرعية الصحيحة، فقد تم تخصيص خط ساخن للفتوى على الرقم: (44700073)، يعمل يوميًا على فترتين: من السابعة والنصف صباحاً حتي الواحدة والنصف ظهرًا، ومن الرابعة عصرًا حتي الثامنة مساءً، ويُشرف عليه نخبة من العلماء والدعاة المختصين، كما يمكن الاستفادة من خدمة الفتاوى الحية عبر تطبيق واتساب على الرقم: (50004564)، بالإضافة إلى قناة الفتوى على تليغرام التي يمكن الوصول إليها من خلال مسح الباركود. كما خصصت إدارة شؤون الحج والعمرة الخط الساخن: (132) لاستقبال استفسارات الجمهور والمتقدمين للحج، ويشرف عليه فريق مؤهل لتقديم الدعم والإرشاد اللازمين لضمان سهولة التواصل وتكامل الخدمات المقدمة. وأكد المحمود أن مهام الوحدة الشرعية في الأراضي المقدسة تتضمن متابعة أداء المرشدين الشرعيين، وزيارة مقار الحملات للتأكد من التزامهم بالخطة الإرشادية، وضمان تيسير تواصل الحجاج مع المرشدين بشكل مباشر، كما نراقب مدى توفير الظروف المناسبة للمرشدين للقيام بمهامهم، ونتابع تنفيذ جدول الدروس والبرامج التوعوية والتثقيفية للحجاج، إضافة إلى ذلك، فإن الوحدة تكون على تواصل دائم مع الحجاج للرد على أي استفسارات شرعية طارئة أثناء وجودهم في المشاعر.


أخبار قطر
منذ 3 أيام
- أخبار قطر
استضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى في فلسطين
بداية الحديث عن قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بضيافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق لأداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ، يأتي هذا القرار ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وقد رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ شكره وتقديره للملك سلمان وولي العهد على هذه البادرة الكريمة التي تعكس اهتمام المملكة وقيادتها بأهمية دعم أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز الأخوة الإسلامية. في سياق متصل، أكد الشيخ آل الشيخ على أهمية البرنامج الذي استضاف منذ بدايته أكثر من 64 ألف حاج وحاجة من مختلف دول العالم، مؤكدًا على جهود قيادة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز مكانتها كقلب للعالم الإسلامي. كما بدأت الوزارة بوضع خطة تنفيذية لتقديم التسهيلات والخدمات للحجاج الفلسطينيين بدءًا من مغادرتهم بلادهم وحتى عودتهم بعد أداء المناسك، وهذا يعكس الحرص المستمر على تيسير أداء مناسك الحج لهؤلاء الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة. في الختام، ندعو الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما السخي للأشقاء في فلسطين، ونسأل الله أن يديم على المملكة نعمة الأمن والنماء والاستقرار، وهذا يعكس الاهتمام الكبير بقضايا الأمة الإسلامية.