منذ 16 ساعات
فيينا: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لفحص المواقع النووية والمخلفات المشعة في الجزائر
فيينا: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لفحص المواقع النووية والمخلفات المشعة في الجزائر
عبدالقادر كتــرة
تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لإرسال بعثة تفتيش إلى الجزائر لفحص المنشآت النووية المدنية ونظم إدارة النفايات المشعة الصادرة عن المراكز الطبية في البلاد، حسب مقال نشره موقع 'ساحل أنتيليجانس' في 23 يونيو 2025، موقع باسم الصحفي 'فريديريك بولتون'.
وبحسب خبير في الوكالة: 'تهدف هذه الزيارة إلى التحقق من الامتثال للمعايير الدولية في مجال السلامة النووية وأمن المنشآت وإدارة النفايات المشعة، خاصة في القطاع الطبي الذي يُعتبر غير شفاف'.
وايتنادا آلى نفس المصدر، تشير تقارير سرية للوكالة إلى وجود غموض في تتبع النفايات المشعة الناتجة عن المستشفيات والمختبرات الجزائرية.
وتأتي هذه المهمة في إطار التزامات الجزائر الدولية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الموقع عام 1996.
ويحذر محللون أمنيون من أن المواد المشعة منخفضة النشاط حسب موقع 'ساحل أنتيليجانس' – إذا لم تُؤمّن بشكل صحيح – قد تُحول لأغراض غير تقليدية لصنع 'قنابل قذرة'، وهي متفجرات تقليدية تحتوي مواد مشعة تهدف لتلويث منطقة بدلاً من إحداث انفجار نووي.
وفي سياق متصل، أثارت العلاقات الوثيقة بين الجزائر وجمهورية إيران الإسلامية و'وكلائها' ضد إسرائيل قلق العواصم الغربية والحلفاء الإقليميين.
وتتابع إسرائيل هذا التقارب بحذر، بحسب المقال، حيث صرّح مسؤولون إسرائيليون (تحت شرط عدم الكشف عن هويتهم) بأنهم 'يراقبون عن كثب أي تعاون قد يُستخدم لتحايل على آليات الرقابة الدولية'.
هذه المهمة تستند إلى التزامات الجزائر بموجب معاهدة عدم الانتشار (NPT) واتفاق الضمانات (1996)، مما يجعلها إجراءً روتينيًا ضمن الأطر الدولية.
يتمحور التفتيش حول التركيز على إدارة النفايات المشعة الطبية (ناتجة عن المستشفيات والمختبرات) وليس المنشآت النووية الكبرى، ما يشير إلى أن المخاوف مرتبطة بالإهمال الإداري وليس برامج نووية عسكرية.
ولا تخفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) المخاوف الأمنية من
'القنابل القذرة (Dirty Bombs)' التي تعد تهديدا محتملا نظريًا لكنه محدود عمليًا، لأن النفايات الطبية (مثل اليود-131) ذات إشعاع ضعيف وتتطلب كميات هائلة لصنع سلاح فعال.
وتشير تقارير الوكالة السرية إلى ضعف في **تتبع النفايات** (Traceability)، مما قد يسمح باختلاس مواد مشعة دون كشف فوري.
وأثار 'التعاون مع إيران ووكلائها' مبررات منطقيا يُستخدم لتسليط الضوء على مخاوف غربية من تحايل طهران على العقوبات عبر دول ثالثة، رغم عدم وجود أدلة في النص على علاقة نووية جزائرية-إيرانية.
من جهة أخرى، تعكس التصريحات الإسرائيلية سياسة المراقبة الاستباقية لأي نشاط نووي في المنطقة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الجزائري (2023) حول 'تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية'.
ولحد كنابة هذه السطور ليس هناك رد فعل رسمي من الجزائر، رغم أن البلاد لديها هيئة وطنية للسلامة النووية (الذرية للطاقة).
خلاصة القول، مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تندرج في إطار الرقابة الدولية الروتينية، لكن 'توقيتها' و'التسريبات الإعلامية' حول تقارير سرية يُشيران إلى تصعيد دبلوماسي مدفوع بضغوط غربية لمراقبة النشاط النووي في دول تقيم علاقات مع إيران، واستغلال ثغرات إدارة النفايات المشعة الجزائرية لدفع أجندة أمنية إقليمية، وعدم وجود أدلة ملموسة على مخاطر انتشار نووي، ما يجعل التخويف من 'القنابل القذرة' أداة لتعزيز النفوذ الدولي في المنطقة.