logo
#

أحدث الأخبار مع #EPEXSPOT

سيناريوهات أزمة الكهرباء في أوروبا
سيناريوهات أزمة الكهرباء في أوروبا

الشروق

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشروق

سيناريوهات أزمة الكهرباء في أوروبا

أكثر من 10 ساعات من الإنقطاع للتيار الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وجنوب أوروبا أعاد سكان هذه المناطق إلى العصر الحجري، كما وصفه أغلب سكان هذه المناطق، فشلل تام مسّ كل مكونات الحياة التي أصبحت رقمية بإمتياز ولا يمكن لنا أن نتخيل غياب الطاقة الكهربائية عن يومياتنا وإن لبضع لحظات فكيف إن كان الأمر لساعات طويلة. الوقوف على مكونات النظام الكهربائي الأوروبي أمر ضروري لفهم سير هذا النظام الذي يبدوا للوهلة الأولى مكونا من جزء واحد، مما يعني تكامله عموديا فتصبح فرضية تفكيكه مستحيلة، مما يحتم بقاءه محتكَرا من قبل الدولة كونه احتكارا طبيعيا لها وقطاع استراتيجي هامّ لا يمكن التضحية به ومنحه للخواص خوفا من عدم استقراره. إن فهم هذا الواقع، يجعل الفكرة تتغير بشكل كبير بين ما كان ظاهرا وما يجب أن يكون، خاصة أمام الدارس للنظام الكهربائي، والذي سيجده قطاعا مركبا من مجموعة من العمليات والمراحل المختلفة التي تتراوح بين ما هو تقني وما هو اقتصادي، فالفصل بين عمليات الإنتاج والنقل والتوزيع، هي أساس انطلاق فكرة ضبط هذا القطاع المبنية على حرية عمليتي الإنتاج والتوزيع وجعلهما قابلتين للتحويل إلى القطاع الخاص مع الإبقاء على عملية النقل حكرا للدولة والهيئات التي تنشئها من أجل تسييرها. سوق الجملة للكهرباء أنشا الاتحاد الأوروبي السوق الأوربية الموحدة للطاقة بموجب القانون في 1996 وركّز على ثلاث نقاط أساسية هي: – الفصل بين عمليات الإنتاج، والنقل، وتوزيع الطاقة الكهربائية. – الترابط بين الشبكات الناقلة للطاقة الكهربائية من خلال مسيري الشبكات (وهم حلقت الوصل). – ترابط الأسواق وتداخلها من خلال خلق سوق هجين يوفِّر عددا من الخيارات لبيع وشراء الطاقة الكهربائية على غرار (سوق البيع بالتراضي/ بورصة الطاقة الكهربائية، والتي توفر بدورها عددا كبيرا من الخيارات على غرار سوق استهلاك الغد spot، سواء من خلال تحديد أسعار اليوم الموالي أو أسعار السوق اللحظي) . إن النظام الهجين المستخدَم في أغلب دول الاتحاد الأوروبي يرتكز على خلق سوق جملة للطاقة الكهربائية المنتجَة من المنتجين الذين يقومون بتقديم إنتاجهم حسب تقديرات الممونين، وهو ما جعل الهدف الرئيس يتركز على توحيد السوق الأوروبية من خلال توحيد آليات حساب أسعار الطاقة الكهربائية وشبكة تبادل أوامر الشراء والبيع بين البورصات الأوروبية. إن توحيد الأسواق هو الهدف الرئيسي لفتح سوق الطاقة الكهربائية على المنافسة، خاصة من خلال استحداث المؤشر الأوروبي لحساب أسعار الكهرباء (ELIX) في الدول المنتمية لبورصة EPEX SPOT المُنشأة في 2008، ويتعلق الأمر بـ فرنسا، وألمانيا، والنمسا وسويسرا ويمثل هذا السوق 36 %من إجمالي السوق الأوروبية، ويهدف هذا المؤشر إلى مراقبة فروق الأسعار بين البورصات الأوروبية، وذلك لدراسة إمكانية توحيد الأسعار في سوق ( day-ahead ) والمتعلق بشراء الطاقة المستهلكة في الغد وسوق ( intraday ) والذي يعمل على تغطية الفوارق الحاصلة بين التقديرات الممونين والاستهلاك الحقيقي للزبائن. يعود اسم الجزائر كمصدر مهم للطاقة قادر على تقديم الدعم اللازم للدول الأوروبية خاصة المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط في مجال الطاقة الكهربائية، كونها تملك فائض إنتاج يصل إلى نحو 7 جيغا واط ساعي قادر على توفير أمن طاقوي كهربائي مهم لهذه الدول، وأكاد أجزم أن الأزمة الكهربائية التي ضربت إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا ستعجّل بربط الجزائر بهذه الدول لنقل الطاقة الكهربائية التقليدية وحتى النظيفة مستقبلا. إن مؤشر (ELIX) الذي استُحدِث في 18 أكتوبر 2010 عمل على حساب متوسطات الأسعار بين البورصات الأوروبية للطاقة الكهربائية، لكن الواقع أكد استحالة توحيد هذه الأسواق نظرا لإستخدمها آليات مختلفة لحساب أسعار الكهرباء، وهو ما تفطنت إليه الهيئات الأوروبية وعملت على تجاوزه من خلال توحيد نظام العمل بين البورصات الأوروبية بتوحيد آليات حساب الأسعار. وفكرة توحيد السوق الأوروبية للطاقة جعلت 7 بورصات أوروبية للطاقة الكهربائية تعمل على توحيد أسواقها من خلال مشروع السعر الموحد للمناطق Price Coupling of Regions المعروف اختصارا بـ (PCR) الذي أنطلق في فيفري 2014، وكان يهدف إلى: توحيد اللوغاريتم المستعمَل في حساب أسعار الطاقة الكهربائية بين مختلف البورصات وذلك بتطوير لوغاريتم (EUPHEMIA) اعتمادا على اللوغارتيم الذي كان مستعمَلا في منطقة (CWE) والمسمى (COSMOS) وذلك بهدف توحيد آلية حساب الأسعار بين مختلف البورصات ورفع درجة الشفافية في هذه العملية للخروج بسعر موحد لكل منطقة ومؤشر سعر لكامل أوروبا (ELIX)، بالإضافة إلى إيجاد لا مركزية في المعلومات من خلال تناقل أوامر الشراء والبيع بين مختلف البورصات بشكل سري وسريع وآمن بهدف احتساب سعر الطاقة الكهربائية وفق العرض والطلب في أوروبا مع ضمان تسيير قوي وفعال لمختلف المتغيرات الحاصلة، إن هذه الأنظمة لمشروع دول ما يعرف بـ(NWE) والتي تضمُّ إلى جانب دول (CWE) والمتمثلة في بلجيكا وفرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا، تضمّ أيضا كلًّا من الدنمارك وفلندا وألمانيا والسويد والنرويج، وقد أدّت بورصة EPEX SPOT دورا هاما في توحيد السوق الأوروبية من خلال مشروع (PCR) الذي انضمّت إليه كل من اسبانيا والبرتغال في ماي 2014 ثم إيطاليا وسلوفينيا في فيفري 2015، وهو ما حوّل اسم المشروع من السعر الموحد للمناطق (PCR) إلى سعر التوافقي لعدة مناطق، مما يجعل 85% من الاستهلاك الأوروبي للطاقة الكهربائية موحدا في سوق يضمن مستوى متقارب من الأسعار. لقد أنتجت هذه التغيرات واقعا جديدا في أوروبا لعملية شراء وبيع الطاقة الكهربائية يمكن تلخيصه في آليتين هما السوق خارج البورصة والسوق داخل البورصة، أما الأول فيوفر منتجات تتعلق في الأساس بعقود وفق مدة متغيرة سواء شهرية، أو ثلاثية، أو سداسية، أو سنوية إلى حد أقصى إلى 6 سنوات وفق مبدأ التراضي. والثاني هو سوق يوفر مجموعة من الخيارات للمتدخلين في سوق الجملة وتتعلق بسوق التسليم لأجلswaps وسوق التسليم في اليوم الموالي، وسوق التسليم في اليوم نفسه . سيناريوهات إنقطاع الكهرباء في أوروبا في سابقة لم يحدَّد إلى حد الساعة سبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي عن إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا، لكن الأكيد أن السيناريوهات موجودة، وإلى حد الساعة لا يمكن استبعاد أي منها، ولعل أبرزها يتعلق بالهجوم السيبراني على مشغِّل أنظمة الطاقة الكهربائية في المنطقة، وتكمن مهمته في تنظيم وصول الطاقة الكهربائية من المنتجين إلى الموزعين وملء الفقد في حالة وجود حاجة إلى طاقة كهربائية في منطقة ما من خلال تحويل الفوائض إلى مكان العجز. وتعرّضُ أنظمة المشغل لأي هجوم سيبراني أو خطأ في النظام كفيلٌ بإحداث إختلال يجعل الطاقة الكهربائية لا توزَّع بالطريقة الصحيحة، وهو الإحتمال الأرجح مقارنة بذلك المتعلق بعدم وجود طاقة كهربائية كافية لمواجهة الطلب، نظرا لأن التوقيت الذي حدث في الإنقطاع والمدة التي استغرقها لا يجعلنا أمام حالة الطلب أكبر من العرض، خاصة أن الطاقة عادة لمختلف المناطق بعد تحويل كميات من الطاقة الكهربائية لدعم المنطقة المتضررة، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن أبرز سبب -بعد الهجوم السبيراني- أو الخطأ في النظام يكون في ضعف الربط بين دول الاتحاد الأوروبي، وعدم وجود خطوط إسناد احتياطية قوية قادرة على تفادي سقوط الشبكة في حالة فقد الطاقة، نظرا لتراجع الاستثمارات في هذا القطاع إن لم نقل غيابها خاصة في مجال نقل الطاقة الكهربائية الجزائر الحل السحري يعود اسم الجزائر كمصدر مهم للطاقة قادر على تقديم الدعم اللازم للدول الأوروبية خاصة المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط في مجال الطاقة الكهربائية، كونها تملك فائض إنتاج يصل إلى نحو 7 جيغا واط ساعي قادر على توفير أمن طاقوي كهربائي مهم لهذه الدول، وأكاد أجزم أن الأزمة الكهربائية التي ضربت إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا ستعجّل بربط الجزائر بهذه الدول لنقل الطاقة الكهربائية التقليدية وحتى النظيفة مستقبلا نظرا لأن أكبر هاجس يؤرق الاقتصاد الأوروبي يتعلق بمجال الطاقة خاصة الكهربائية منها، نظرا لأن عديد الدول ومنها فرنسا بدأت منظومتها النووية لانتاج الطاقة الكهربائية في الاهتلاك والتهالك، ولا أظن أن هذه الدول اليوم مستعدة للاستثمار في مجال إنتاج الطاقة الذي تحوّل منذ أكثر من 20 سنة إلى مجال عمل للقطاع الخاص. ومهما كانت أسباب إنقطاع الكهرباء عن الدول الأوروبية إلا أن الأكيد أن دول الاتحاد الأوروبي لا تملك المرونة اللازمة والترابط الضروري للتدخل وسد عجز كبير في سوق الطاقة، وهو ما يجعلنا اليوم نقول إن أبواب الجزائر مفتوحة لتقدّم إمكاناتها وقدراتها للأوروبيين من أجل تحقيق مقاربة رابح– رابح، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي أكد رغبته في التفاوض مع الجزائر لتجديد إتفاقية الشراكة والتعاون مع أكبر دول القارة السمراء، والأكيد أن ملف الطاقة الكهربائية سيكون واحد من أهم الأوراق التي ستعمل لصالح الجزائر في هذه المفاوضات. المصدر: د عمر هارون فعالية لجنة ضبط الكهرباء والغاز (CREG ) في ضبط جودة خدمات قطاع الكهرباء في الجزائر، أطروحة دكتوراه 2017 الجزائر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store