logo
#

أحدث الأخبار مع #ElDuquedeGandia

المسيحيون في إسبانيا
المسيحيون في إسبانيا

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الدستور

المسيحيون في إسبانيا

أ. د. محمد عبده حتاملةمن أفظع ما استعمل لإثارة المسيحيين الجدد في اسبانيا -لكي يتخلصوا منهم- شتم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإهانة الدين الإسلامي ومعتقداته أمامهم، ليتبينوا صدق إيمانهم، وكثيرا ما كان يؤدي هذا السلوك الشائن إلى إثارة كوامن أولئك المسيحيين الجدد وعقائدهم الراسخة، فيدافعون عن دينهم الأصيل في نفوسهم مهما كلفهم الأمر، على الرغم من أنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن ذلك الدفاع سيوقع بهم أشد العقوبات إيذاء كالإلقاء بهم في محارق محاكم التفتيش طعمة للنيران دونما رحمة أو شفقة.ومن أساليب إثارتهم إرغامهم على حضور القداس الديني في الكنائس أيام الأحد والأعياد المسيحية والصلوات والركوع لدى مرور الصليب، وإرغامهم على التوجه إلى الأديرة والكنائس عند قرع النواقيس، وإجبار نسائهم على التزيي بزي المسيحيات القديمات عند سيرهن في الشوارع والطرقات العامة، دون حجاب أو خمار، وكانوا يرغمونهم على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير ويحظرون بيعهم لحم الضأن والبقر والدواجن لكي يرغموا على أكل لحم الخنزير.وظلت الحالة تزداد سوءا يوما بعد يوم، حتى انزوى المسيحيون الجدد في بيوتهم، ولم يعودوا يخرجون منها إلا للضرورة القصوى نأيا بأنفسهم عن شرور المسيحيين القدماء. وعلى الرغم من ذلك الانزواء، لم ينجوا من السطو على منازلهم واختطاف أبنائهم وانتهاك أعراض زوجاتهم واغتصاب بناتهم، دون وازع من ضمير أو رادع من دين أو سلطة، حتى غدا المسيحيون الجدد -في معظمهم- يتمنون الموت على الحياة، ويفرون لدى أول فرصة إلى فرنسا أو إلى أي مكان آخر، هربا من هذا الوضع الذي تقشعر له الأبدان، ويندى له جبين الإنسانية، ويرفضه أي دين، فكانوا يبيعون متلكاتهم بأبخس الأثمان، وقد بلغت قيمة ما باعوا مليون دوقية هربوها إلى خارج البلاد بمساعدة النبلاء. وما أن علم الماركيز دي كراثينا بتهريب هذا المبلغ الضخم من بلنسية، حتى منع بيع الموريسكيين ممتلكاتهم، ومنع الإسبان أن يشتروها منهم.ويلحظ الباحث - لدى تمعنه في هذه الحقبة التاريخية - أن الموريسكيين كانوا يكنون للنبلاء الوفاء والإخلاص، ولا سيما في بلنسية. أما النبلاء فتفاوت مستوى علاقتهم بالموريسكيين؛ فمنهم من بادل الموريسكيين إخلاصا بإخلاص، فتألم لما ألم بهم من إجحاف المراسيم، وحاول جاهدا أن يغير تلك الأوضاع السيئة، ولما لم يسعفهم الحظ رافق بعضهم الموريسكيين إلى الموانئ حتى يكونوا في مأمن ما داموا في إسبانيا. ومنهم دوق غانديا (El Duque de Gandia) وماركيز وكندي (Conde de Almay) وكندي ألماي (El Marques de Albaida) البيضاء بنيول (Conde de Bunol) وكندي كونثنتينا (Conde de Concentaina). ويذكر أن دوق ماكيدا (El Duque de Maqueda) رافقهم من أسبي (Aspe) وكريفينتي (Crevillente) حتى وصلوا إلى وهران، تعبيرا عن حبه وتفانيه في الصداقة المتبادلة. ومنهم من كانت علاقته مبنية على الزيف والخداع وعلى المصالح، تدور معها حيث دارت؛ فلم يكن تودده للموريسكيين إلا جلبا للمنافع على الصعيد العام، فقد استمر بعضهم يتودد للموريسكيين حتى يكتشف مخابئ أموالهم، ويعرف الكمية الحقيقية لتلك الأموال، ليلاحقهم رجاله فيقتلوهم وينهبوهم، فلم يكن مطمعهم إلا بالثراء أيا كانت الوسيلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store