أحدث الأخبار مع #FH


البوابة
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البوابة
السودان يتأرجح بين الاستقرار والفوضى.. تصاعد المواجهات بين الجيش والدعم السريع والكلمة العليا للمسيرات.. مصر ترفض الحكومة الموازية.. مبعوث أمريكي في الطريق.. وأزمات مع الصين والإمارات
يتأرجح السودان بين الاستقرار والفوضى وبعدما ساد التفاؤل فى نهاية مارس الماضى بالاقتراب خطوة نحو الهدوء إثر سيطرة الجيش على الخرطوم، انقلب الوضع رأسا على عقب واشتعلت المواجهات مع قوات الدعم السريع التى شنت هجمات وحشية على المنشآت المدنية والحيوية لتتأزم الأوضاع مرة أخرى فى البلد الذى يعانى من أكبر أزمة إنسانية فى العالم. وعلى عكس ما بدا سيناريو محتمل فى نهاية مارس حول من أن استعادة الخرطوم سيمثل نقطة تحول كبرى فى الحرب إلا أن الأمور ما زالت متأرجحة ولم يحدث فيها أى حسم حتى الآن، وبات المشهد أكثر ضبابية. الكلمة العليا للطائرات المسيرة فيما يتعلق بالوضع الميداني، فالطائرات المسيرة باتت لها الكلمة العليا حيث تسببت هجمات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، بورتسودان والولايات المحيطة واستهداف المنشآت الحيوية من مطارات وسدود المياه ومحطات الكهرباء، أسفرت عن صعوبات جمة وأزمات متعددة، خاصة مع انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من السودان مما زاد من الصعوبات ورفع خطر انتشار الكوليرا وأمراض أخرى. الطائرات المسيرة في السودان أزمات مع الصين والإمارات وامتدت الأزمة بين الجيش السودانى والدعم السريع إلى خارج البلاد، حيث عثر على دليل يثبت حصول الدعم السريع على الطيران المسير من طراز (FH - ٩٥) المصنع فى الصين، وهو ما دعا الحكومة السودانية، إلى مطالبة نظيرتها الصينية بتفسير واضح بشأن وصول طائرات مسيرة انتحارية واستراتيجية صينية الصنع إلى أيدى قوات الدعم السريع، من طراز (FH - ٩٥). وقال المتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام، خالد على الأعيسر، فى بيان، إن هذه الأسلحة تستخدم فى تهديد الأمن الوطنى السوداني، من خلال استهداف وتدمير المنشآت الحيوية، مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه ومستودعات الوقود. ودعا الأعيسر الحكومة الصينية لاتخاذ موقف حازم وعاجل بتعطيل التقنيات المستخدمة فى تشغيل هذه المسيرات؛ صونًا لمصداقية الصين الدولية، واحترامًا للعلاقات التاريخية مع الشعب السوداني. ولم تكن الصين فقط التى جرى معها هذا التجاذب، وإنما امتد الأمر إلى الإمارات حيث استمر الشقاق بين أبو ظبى والخرطوم، حتى وصل إلى محكمة العدل الدولية التى أصدرت قرارا يرفض، دعوى السودان، التى زعمت أن الإمارات العربية المتحدة "انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم القوات شبه العسكرية فى منطقة دارفور". وفى أعقاب صدور هذا القرار، أعلنت الحكومة السودانية قطع العلاقات مع الإمارات. واتُهمت الإمارات بتأجيج الصراع بتسليح قوات الدعم السريع وتشير جوازات السفر الإماراتية التى عُثر عليها فى ساحة المعركة العام الماضى إلى احتمال وجود قوات سرية على الأرض وقد نفت الإمارات أى تورط لها فى الحرب. مصر ترفض الحكومة الموازية وفيما يتعلق بموقف مصر بشأن ما يجرى فى السودان لم يتغير، فمنذ اليوم الأول وهى داعمة للجيش السودانى فى مواجهته مع الدعم السريع فى إطار استراتيجية الدولة المصرية لدعم المؤسسات الوطنية، ودعم استقرار الجار الجنوبي. ورفضت مصر الحكومة الموازية التى أعلنتها قوى وشخصيات داعمة للدعم السريع، وفى بيان لوزارة الخارجية بداية مارس الماضي، أعربت عن رفضها لأى محاولات تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضى السودان الشقيق بما فى ذلك السعى نحو تشكيل حكومة سودانية موازية، الأمر الذى يعقد المشهد فى السودان، ويعوق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية. وطالبت مصر كل القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد والانخراط بصورة إيجابية فى إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية. وهو الأمر الذى أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أمام القمة العربية الـ٣٤ فى بغداد، صباح السبت الماضي، والتى قال فيها إن "السودان يمر بمنعطف خطير يهدد وحدته واستقراره، ويستوجب العمل العاجل لوقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية، ورفض أى مساع تهدف لتشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية". السودان على أجندة القمة العربية مباحثات ثلاثية بشأن السودان وكان السودان حاضرا فى البيان الختامى للقمة العربية الـ٣٤ التى استضافتها بغداد حيث شدد القادة على أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل يُنهى الصراع فى السودان، ويحفظ سيادته ووحدة أراضيه وسلامة شعبه، مع التأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين فى المجال الإنساني. ودعوا جميع الأطراف إلى الانخراط الجاد فى المبادرات الساعية لتسوية الأزمة، وفى مقدمتها مبادرة إعلان جدة. ورحب القادة بالبيان الصادر عن الهيئة الحكومية للتنمية فى أفريقيا 'إيجاد'، الذى نص على توحيد منابر حل الأزمة السودانية، وتبنى نهج منسق لوقف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣، والوصول إلى تسوية سياسية شاملة. وقبل بدء القمة العربية، اجتمع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى محمود على يوسف، أمس الأول السبت، بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين فى بغداد. وقال الاتحاد الأفريقى فى بيان إن الاجتماع الثلاثي، بين يوسف وأبو الغيط وجوتيرش، ناقش الوضع فى السودان، وأعرب المسئولون عن قلقهم العميق إزاء تفاقم الصراع والأزمة الإنسانية فى السودان. ودعوا إلى تحرك دولى عاجل لإنهاء العنف، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ودعم وقف إطلاق نار دائم. كما اتفقوا على مواصلة تنسيق الجهود من أجل حل سلمى للنزاع، وأكدوا التزامهم بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه. مبعوث أمريكى للسودان وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، ففى بداية مايو الجاري، وجّه السيناتوران الأمريكيان مارك ر. وارنر (ديمقراطى - ولاية فرجينيا) وتود يونج (جمهورى - ولاية إنديانا) رسالةً إلى وزير الخارجية ماركو روبيو يحثّانه فيها على العمل مع الرئيس دونالد ترامب لتعيين مبعوث خاص جديد للسودان، وبناء أدوار رئيسة رفيعة المستوى فى الشئون الأفريقية فى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، ومحاسبة الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية التى تُطيل أمد الصراع. وعقب دعوات أعضاء مجلس الشيوخ لتعيين مبعوث خاص، عيّن الرئيس بايدن النائب الأمريكى السابق توم بيرييلو فى هذا المنصب، إلا أن المنصب ظل شاغرًا فى عهد إدارة ترامب. كتب أعضاء مجلس الشيوخ: "منذ اندلاعه، شرّد هذا الصراع أكثر من ١٤ مليون شخص - ما يُقدّر بنحو ١١.٥ مليون شخص داخليًا، بالإضافة إلى ٣ ملايين آخرين فروا إلى الدول والمناطق المجاورة. يعانى ما يقرب من ٣٠ مليون شخص - أى أكثر من نصف سكان السودان - من حاجة إنسانية ملحة. وأكد أعضاء مجلس الشيوخ على استمرار الجهود المشتركة بين الحزبين للاستجابة للأزمة فى السودان، وضرورة القيام بأدوار حاسمة فى البلدان المتضررة من الحرب الأهلية الدائرة. أكبر أزمة إنسانية فى العالم أزمة إنسانية في السودان وفى ظل كل هذه التطورات يعانى السودان من أكبر أزمة إنسانية فى العالم، ويدفع المدنيين ثمن تقاعس المجتمع الدولي، وفقًا لمنظمات غير حكومية والأمم المتحدة، مع دخول الحرب الأهلية فى البلاد عامها الثالث. وفى هذا السياق قالت إليز نالبانديان، مديرة المناصرة الإقليمية فى منظمة أوكسفام: "السودان الآن أسوأ حالًا من أى وقت مضى. أكبر أزمة إنسانية، وأكبر أزمة نزوح، وأكبر أزمة جوع". والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال فى السودان ارتفعت بنسبة ١٠٠٠٪ خلال عامين، وكشفت أيضًا عن تلقى أكثر من ١٠٥،٠٠٠ طفل علاجًا من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة فى الأشهر الثلاثة الأولى من عام ٢٠٢٥. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أنه من المتوقع أن يعانى ٣.٢ مليون طفل سودانى دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، حيث يواجه ما يقرب من ٧٧٢،٠٠٠ منهم أخطر أشكال سوء التغذية وأكثرها شدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة سودان تريبيون السودانية. سيحتاج حوالى ٣٠.٤ مليون شخص فى السودان، أو ٦٤٪ من السكان، إلى مساعدات إنسانية فى عام ٢٠٢٥، وفقًا للأمم المتحدة، التى تهدف إلى دعم ٢٠.٦ مليون منهم. وفى تقرير صدر فى ٤ مارس، وثقت اليونيسف ٢٢١ حالة اغتصاب ضد الأطفال منذ بداية عام ٢٠٢٤، بما فى ذلك أربعة رضع فى عمر سنة واحدة.


غرب الإخبارية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- غرب الإخبارية
د.حسام رماح بمستشفيات الحمادي: يتحدث عن فرط كوليسترول الدم العائلي
المصدر - *فرط كوليسترول الدم العائلي قد يتسبب في تكوين ترسبات دهنية صلبة تحت الجلد* *السيدات الراغبات في الحمل عليهن التوقف عن أدوية فرط كوليسترول الدم العائلي *أخطر أعراض فرط كوليسترول الدم العائلي"النوبة القلبية" أوضح الدكتور حسام رماح استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفيات الحمادي بالرياض:أن فرط كوليسترول الدم العائلي هو اضطراب يسبب تراكم كمية كبيرة جدًا من الكوليسترول والدهون في الجسم,وعندما يتراكم الكوليسترول والدهون داخل شرايين القلب،فقد يؤدي ذلك إلى حدوث النوبات القلبية. ونتيجة لذلك،قد يعاني المصابون بهذا الاضطراب من نوبات قلبية في سن مبكرة جدًا،وأحيانًا حتى وهم أطفال،مشيراً إلى أنه يسري فرط كوليسترول الدم العائلي (FH) في العائلات. جاء ذلك في حوار مع د.حسام رماح استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفيات الحمادي بالرياض،حول: فرط كوليسترول الدم العائلي،وفيما يلي نص الحوار: *بداية ما أنواع فرط كوليسترول الدم العائلي؟* -هناك نوعان رئيسيان من الحالة: ●فرط كوليسترول الدم العائلي متغاير الزيجوت*– في هذا الشكل،يحصل الطفل على جين فرط كوليسترول الدم العائلي من أحد الوالدين فقط. ●فرط كوليسترول الدم العائلي متماثل الزيجوت حيث يحصل الطفل على جين فرط كوليسترول الدم العائلي من كلا الوالدين،وهذا من فرط كوليسترول الدم العائلي أكثر شدة بكثير من الشكل الآخر، والمصابون بفرط كوليسترول الدم العائلي متماثل الزيجوت لديهم مستويات عالية جدًا من الكوليسترول،ويكونون معرضين لخطر مرتفع جدًا للإصابة بالنوبات القلبية والموت في مرحلة الشباب. *وما أعراض فرط كوليسترول الدم العائلي؟* -أخطر أعراض فرط كوليسترول الدم العائلي هي النوبة القلبية،ولكن مع الأدوية، انخفضت معدلات النوبات القلبية لدى المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي. قد يتسبب فرط كوليسترول الدم العائلي أيضًا في تكوين ترسبات دهنية صلبة تحت الجلد،ويُطلق على هذه الترسبات اسم "الورم الأصفر". وهي قد تتكون في أجزاء مختلفة من الجسم،مثل:كعب القدم،وحول الركبة أو الكوع، وحول العينين. *وهل يوجد اختبار لفرط كوليسترول الدم العائلي؟* -نعم،يمكن لاختبارات الدم الروتينية المُستخدمة لقياس الكوليسترول إظهار ما إذا كانت مستويات الكوليسترول لدى الشخص مرتفعة بشكل غير عادي،وإذا كان الأمر كذلك، ويمكن للطبيب أو الممرض البحث عن سبب محتمل، ويمكنه بعد ذلك معرفة ما إذا كانت فرط كوليسترول الدم العائلي هو المشكلة،ويجب أن يخضع الأطفال لاختبارات الكوليسترول الروتينية مرة واحدة من عُمر 9 أعوام إلى 11عامًا،ومرة أخرى من عُمر 17 إلى21 عامًا،ويخضع بعض الأطفال للاختبار في سن أصغر إذا كان أحد والديهم مصابًا بفرط كوليسترول الدم العائلي،أو إذا ظهرت عليهم علامات فرط كوليسترول الدم العائلي مثل:الورم الأصفر. *وكيف يتم علاج فرط كوليسترول الدم العائلي؟* -عادةً ما يتم علاج فرط كوليسترول الدم العائلي بأدوية تسمى الستاتينات،والتي تخفض نسبة الكوليسترول،ويحصل بعض الأشخاص أيضًا على أدوية أخرى لخفض الكوليسترول،بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أشد أشكال فرط كوليسترول الدم العائلي إلى علاجات خاصة أخرى. وإذا كنت مصابًا بفرط كوليسترول الدم العائلي،فمن المهم للغاية أن تتناول أدويتك كل يوم حسب التوجيهات،وإذا تسببت الأدوية في حدوث أي مشاكل،أو إذا كنت لا تستطيع تحمل تكاليف الأدوية،فتحدث إلى طبيبك أو ممرضك،فقد يكون لديه حلول ممكنة لتجربها. يمكن للأدوية المستخدمة في علاج فرط كوليسترول الدم العائلي منع الإصابة بنوبة قلبية ومساعدتك على العيش لفترة أطول،وقد يقترح طبيبك ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين أيضًا إجراء تغييرات على نظامك الغذائي. *وماذا لو رغبتُ السيدات في الحمل؟* -عليهن التحدث إلى الطبيب المختص قبل البدء في محاولة الحمل. حيث سيحتاج إلى فحص حالة قلبك للتأكد من أن الحمل آمن،بالإضافة إلى ذلك،يجب عليك التوقف عن تناول أدوية فرط كوليسترول الدم العائلي لمدة 3 أشهر على الأقل قبل البدء في محاولة الحمل،وذلك لأن الأدوية المستخدمة في علاج فرط كوليسترول الدم العائلي،بما في ذلك الستاتينات،من الممكن أن تضر الطفل،ويجب عدم تناول أدوية فرط كوليسترول الدم العائلي أثناء الحمل أو الرضاعة. وأن تعلم أن هناك فرصة جيدة لأن تنقل الاضطراب إلى الطفل، قبل البدء في محاولة الحمل،ويجب أن تلتقي أنت وشريكك بطبيبك للتعرف على المخاطر المحتملة على طفلك. *وكيف ستسير حياتها؟*


المغرب اليوم
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المغرب اليوم
أعيرونا صمتكم
بين المؤسسات التي أعلن دونالد ترمب إغلاقها تحت عنوان اللاجدوى، أو اللافائدة، إذاعة «صوت أميركا»، الأقدم في المؤسسات الإعلامية الحكومية، و«قناة الحرة»، الأكثر حداثة بينها. تم الإغلاق تقريباً دون صدى. العام الماضي أعلنت الـ«بي بي سي» إغلاق إذاعاتها الخارجية وسط أسف شديد من الأوساط السياسية والصحافية حول العالم، بعد نحو القرن من ذبذبة موجاتها المتوسطة والقصيرة عبر الأثير. صمدت الإذاعات في زوالها البطيء أكثر مما توقع الناس. والسبب الواضح هو المهارة المهنية التي جعلت من الـ«بي بي سي» تتفوق على جميع الإذاعات المشابهة. لكن أفول العصر الإذاعي كان حتمياً ذات يوم، خصوصاً الرسمي منه. بالإضافة إلى الأسباب الخارجية، كان هناك سبب من قلب الصناعة نفسها، وذلك عندما ظهرت محطات «FH» و (آي إف إم)، وأصبحت تغطي أعالي البحار، وأعالي الجبال، وكل بقعة من بقع الأرض في صوت خارق الصفاء، لا تشويش فيه ولا تعثر. رافقت الصناعة الإذاعية حروب العالم. بوصفها أداة من أدواتها الأساسية، وكانت تملأ المشاعر وتبث الأكاذيب وتموّه الحقائق. ولعل أشهر من فعل ذلك كان (غوبز)، رجل الإعلام عند هتلر، كما كان أحد رجاله في الإذاعة العربية (العراقي يونس البحري)، الذي كان يرسل التحية إلى العرب كل يوم معلناً من برلين: «هنا برلين حي العرب». بعد سنوات قليلة من إنهاء الحرب بدأ عصر إذاعي هائل التأثير عندما أسس أحمد سعيد «صوت العرب»، وجعل منها أهم أداة دعائية في حينها. غير أن كل النجاح الذي حققته الإذاعة المصرية، عاد فانقلب عليها وتم تحميلها جزءاً كبيراً من مسؤولية النكسة. وكانت تنافسها من بعيد الـ«B.B.C» العربية بأسلوبها المائل إلى الموضوعية، والخالي من الشتائم والتحريض المباشر. وأنشأت فرنسا بدورها إذاعة «مونتكارلو» التي حققت بدورها نجاحاً صحافياً على مدى العالم العربي من دون أن تحتل المكانة التي حققتها الـ«BBC». في فترة ما، كان أداء «صوت أميركا» بالعربية يجتذب قسماً غير بسيط من السامعين. لكن العقبة الكبرى أمامها كانت سياسة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عقبات أساسية أخرى منها عدم اعتماد الموجة المتوسطة، والبقاء أسيرة الموجة القصيرة السيئة البث. كانت الإذاعة في ازدهارها - على ما يملأ حياة الناس من ترفيه، أو ثقافة، أو سياسة، وفي الطرب وفي الخطاب وفي المسرحيات - تنقل إلى السامعين ما تنقله دور السينما إلى المشاهدين. لم يكن التلفزيون قد طغى على جميع الوسائل. ولا كانت شبكات الإنترنت قد حولت حياة الناس، وأصبحت تؤمّن لصاحبها شراء الكتب والبطاطس والعطور.


٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
أعيرونا صمتكم
بين المؤسسات التي أعلن دونالد ترمب إغلاقها تحت عنوان اللاجدوى، أو اللافائدة، إذاعة «صوت أميركا»، الأقدم في المؤسسات الإعلامية الحكومية، و«قناة الحرة»، الأكثر حداثة بينها. تم الإغلاق تقريباً دون صدى. العام الماضي أعلنت الـ«بي بي سي» إغلاق إذاعاتها الخارجية وسط أسف شديد من الأوساط السياسية والصحافية حول العالم، بعد نحو القرن من ذبذبة موجاتها المتوسطة والقصيرة عبر الأثير. صمدت الإذاعات في زوالها البطيء أكثر مما توقع الناس. والسبب الواضح هو المهارة المهنية التي جعلت من الـ«بي بي سي» تتفوق على جميع الإذاعات المشابهة. لكن أفول العصر الإذاعي كان حتمياً ذات يوم، خصوصاً الرسمي منه. بالإضافة إلى الأسباب الخارجية، كان هناك سبب من قلب الصناعة نفسها، وذلك عندما ظهرت محطات «FH» و (آي إف إم)، وأصبحت تغطي أعالي البحار، وأعالي الجبال، وكل بقعة من بقع الأرض في صوت خارق الصفاء، لا تشويش فيه ولا تعثر. رافقت الصناعة الإذاعية حروب العالم. بوصفها أداة من أدواتها الأساسية، وكانت تملأ المشاعر وتبث الأكاذيب وتموّه الحقائق. ولعل أشهر من فعل ذلك كان (غوبز)، رجل الإعلام عند هتلر، كما كان أحد رجاله في الإذاعة العربية (العراقي يونس البحري)، الذي كان يرسل التحية إلى العرب كل يوم معلناً من برلين: «هنا برلين حي العرب». بعد سنوات قليلة من إنهاء الحرب بدأ عصر إذاعي هائل التأثير عندما أسس أحمد سعيد «صوت العرب»، وجعل منها أهم أداة دعائية في حينها. غير أن كل النجاح الذي حققته الإذاعة المصرية، عاد فانقلب عليها وتم تحميلها جزءاً كبيراً من مسؤولية النكسة. وكانت تنافسها من بعيد الـ«B.B.C» العربية بأسلوبها المائل إلى الموضوعية، والخالي من الشتائم والتحريض المباشر. وأنشأت فرنسا بدورها إذاعة «مونتكارلو» التي حققت بدورها نجاحاً صحافياً على مدى العالم العربي من دون أن تحتل المكانة التي حققتها الـ«BBC». في فترة ما، كان أداء «صوت أميركا» بالعربية يجتذب قسماً غير بسيط من السامعين. لكن العقبة الكبرى أمامها كانت سياسة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عقبات أساسية أخرى منها عدم اعتماد الموجة المتوسطة، والبقاء أسيرة الموجة القصيرة السيئة البث. كانت الإذاعة في ازدهارها - على ما يملأ حياة الناس من ترفيه، أو ثقافة، أو سياسة، وفي الطرب وفي الخطاب وفي المسرحيات - تنقل إلى السامعين ما تنقله دور السينما إلى المشاهدين. لم يكن التلفزيون قد طغى على جميع الوسائل. ولا كانت شبكات الإنترنت قد حولت حياة الناس، وأصبحت تؤمّن لصاحبها شراء الكتب والبطاطس والعطور.


٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
أعيرونا صمتكم
بين المؤسسات التي أعلن دونالد ترمب إغلاقها تحت عنوان اللاجدوى، أو اللافائدة، إذاعة «صوت أميركا»، الأقدم في المؤسسات الإعلامية الحكومية، و«قناة الحرة»، الأكثر حداثة بينها. تم الإغلاق تقريباً دون صدى. العام الماضي أعلنت الـ«بي بي سي» إغلاق إذاعاتها الخارجية وسط أسف شديد من الأوساط السياسية والصحافية حول العالم، بعد نحو القرن من ذبذبة موجاتها المتوسطة والقصيرة عبر الأثير.صمدت الإذاعات في زوالها البطيء أكثر مما توقع الناس. والسبب الواضح هو المهارة المهنية التي جعلت من الـ«بي بي سي» تتفوق على جميع الإذاعات المشابهة. لكن أفول العصر الإذاعي كان حتمياً ذات يوم، خصوصاً الرسمي منه. بالإضافة إلى الأسباب الخارجية، كان هناك سبب من قلب الصناعة نفسها، وذلك عندما ظهرت محطات «FH» و (آي إف إم)، وأصبحت تغطي أعالي البحار، وأعالي الجبال، وكل بقعة من بقع الأرض في صوت خارق الصفاء، لا تشويش فيه ولا تعثر.رافقت الصناعة الإذاعية حروب العالم. بوصفها أداة من أدواتها الأساسية، وكانت تملأ المشاعر وتبث الأكاذيب وتموّه الحقائق. ولعل أشهر من فعل ذلك كان (غوبز)، رجل الإعلام عند هتلر، كما كان أحد رجاله في الإذاعة العربية (العراقي يونس البحري)، الذي كان يرسل التحية إلى العرب كل يوم معلناً من برلين: «هنا برلين حي العرب».بعد سنوات قليلة من إنهاء الحرب بدأ عصر إذاعي هائل التأثير عندما أسس أحمد سعيد «صوت العرب»، وجعل منها أهم أداة دعائية في حينها. غير أن كل النجاح الذي حققته الإذاعة المصرية، عاد فانقلب عليها وتم تحميلها جزءاً كبيراً من مسؤولية النكسة. وكانت تنافسها من بعيد الـ«B.B.C» العربية بأسلوبها المائل إلى الموضوعية، والخالي من الشتائم والتحريض المباشر. وأنشأت فرنسا بدورها إذاعة «مونتكارلو» التي حققت بدورها نجاحاً صحافياً على مدى العالم العربي من دون أن تحتل المكانة التي حققتها الـ«BBC».في فترة ما، كان أداء «صوت أميركا» بالعربية يجتذب قسماً غير بسيط من السامعين. لكن العقبة الكبرى أمامها كانت سياسة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عقبات أساسية أخرى منها عدم اعتماد الموجة المتوسطة، والبقاء أسيرة الموجة القصيرة السيئة البث. كانت الإذاعة في ازدهارها - على ما يملأ حياة الناس من ترفيه، أو ثقافة، أو سياسة، وفي الطرب وفي الخطاب وفي المسرحيات - تنقل إلى السامعين ما تنقله دور السينما إلى المشاهدين. لم يكن التلفزيون قد طغى على جميع الوسائل. ولا كانت شبكات الإنترنت قد حولت حياة الناس، وأصبحت تؤمّن لصاحبها شراء الكتب والبطاطس والعطور.