logo
#

أحدث الأخبار مع #FabricofSociety

حرية التقدم في العمر بشروطكِ الخاصة.. سارة زعيتر تروي لـ"هي" تجربتها مع تجميد البويضات
حرية التقدم في العمر بشروطكِ الخاصة.. سارة زعيتر تروي لـ"هي" تجربتها مع تجميد البويضات

مجلة هي

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • مجلة هي

حرية التقدم في العمر بشروطكِ الخاصة.. سارة زعيتر تروي لـ"هي" تجربتها مع تجميد البويضات

لطالما ارتبط الزمن بخيارات المرأة المصيرية، إذ كان يُنظر إلى الخصوبة على أنها ساعة بيولوجية لا هوادة فيها، تحدّد مسار الحياة وفق إيقاعها الخاص. لكن مع التطور العلمي والتغيرات الاجتماعية، أصبح بإمكان المرأة إعادة تعريف علاقتها بالوقت، واتخاذ قراراتها بعيدا عن الضغوط التقليدية. تماما كما تهتم المرأة بروتينات العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على نضارتها، أصبح تجميد البويضات خيارا يمنحها الفرصة للحفاظ على خصوبتها، لتعيش حياتها وفق شروطها الخاصة، بلا استعجال أو قيود. في هذا اللقاء الخاص، تشاركنا المؤثرة سارة زعيتر، المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـBloggerWanabe، تجربتها الشخصية مع تجميد البويضات.. رحلة لم تكن سهلة، ولكنها كانت ضرورية. على الرغم من اشتهارها في تقديم محتوى كوميدي عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف لنا سارة جانبا أكثر عمقا وعاطفيا لم تشاركه من قبل، متحدثة عن لحظة التحول التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، والمخاوف التي واجهتها، وكيف غيّرت هذه التجربة نظرتها للمستقبل. سترة من Fabric of Society، سروال من Tom Ford وحذاء من Malone Souliers هل كان هنـــاك لحــظــة معــيـــنــــة أدركتِ فيـــهــــا أن هـــذا هــــو القرار المناسب لكِ؟ مع بلوغي الثلاثيـنيـــات وكـــــوني عـــازبــــــة، تلقـــيت الكثير من التشجيع من عائلتي وأصدقائي للخضوع لبرنامج تجميد البويضات. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر خيارا فكرت فيه، ببساطة لأنني لم أرغب في إنجاب الأطفال. لم يكن الضغط للحفاظ على خصوبتي يتماشى مع قراراتي وقتها. لكن بعد وفاة والدي، تغيّرت نظرتي للحياة بالكامل. فقدانه جعلني أدرك مرور الوقت بشكل مختلف، وأصبحت لدي رغبة قوية في أن أكون أمّا، وأصبحت مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة. كونكِ شخصية مؤثرة وشاركتِ رحلتك مع تجميد البويضات مع متابعيك، ما الذي دفعك للتحدث علنا عن الموضــوع؟ وما المفــاهيـــــم الخاطئة التي ترين أنه يجب تصحيحها؟ أدركت أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمحظورات المـــرتــبــطـــة بتـجــمــيــد البـــويـــضــات. لـــذلك، شـعــــــرت كمؤثرة بمسؤولية مشاركة تجربتي لرفع مستوى الوعي حول هذا الموضوع. الحفاظ على الخصوبة ليس أمرا يجب الخجل منه، وليس إجراء مخصصا فقط للنساء اللواتي لم يجدن الشريك المناسب. إنه خيار استباقي يُمكّن المرأة من التحكم بمستقبلها الإنجابي بعيدا عن أي ضغط اجتماعي أو توقيت مفروض. كذلك، هناك مبالغة في الحديث عن صعوبة عملية تجميد البويضات وآثارها الجانبية، وهو ما قد يثني بعض النساء عن خوضها. تســـتـــثــــمر الــنـســـاء الكثـيـــر في العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على الشباب، هل ترين أن تجميد البويضات هو امتداد لهذه الفكرة، للحفاظ على الخيارات المستقبلية؟ بالتأكيد. مع ارتفاع متوسط سن الزواج وزيادة وعي النساء بخيارات الحفاظ على الخصوبة، سيصبح تجميد البويضات جزءا من مفهوم العناية بالصحة والرفاهية. فستان من Akoon وسترة من Salfa غالبا ما تشعر النساء بضغط المجتمع حول "الجدول الزمني" التقليدي. هل واجهتِ أي انتقادات أو آراء غير مرغوبة عند مشاركة قرارك؟ وكيف تعاملتِ معها؟ النساء يتعرضن لضغوط هائلة فيما يتعلق بالمحطات الكبرى في الحياة، مثل الزواج، والإنجاب، وحتى المسار المهني. عندما شاركت تجربتي حول تجميد البويضات، فوجئت بكمية الدعم والتشجيع التي تلقيتها من متابعيّ. الكثير منهم عبروا عن تقديرهم لخياري، حتى إن بعضهم بدؤوا التفكير في خوض التجربة. هذه الرحلة ليست سهلة دائما، ولكن وجود مجتمع داعم من نساء قويات ويتمتعن بمستوى الوعي الفكري نفسه يجعلها تجربة أكثر قوة وإيجابية. هل غيّر تجميد البويضات نظرتك للتقدم في العمر؟ وهل تشعرين بأنك أكثر تحررا لأنك سيدة قرارك؟ نعم، تماما. تجميد البويضات غيّر نظرتي للتقدم في العمر، ومنحني شعورا بالطمأنينة، لأنني أتحكم في مستقبلي، بدلا من أن أكون مقيدة بساعة بيولوجية. بدلا من القلق حول مرور الوقت، أشعر بالقوة والتمكين لأنني أعلم أنني قد منــحـــت نفــســـي خيــارات متى ما كنت جاهزة لذلك. التقدم في العمر أمر لا مفر منه، لكنني لم أعد أراه عائقا، بل فرصة لأعيش حياتي وفقا لشروطي الخاصة، بعيدا عن ضغوط الخصوبة والمجتمع. إنه تذكير لكل النساء بأنهن ما زلن قادرات على بناء المستقبل الذي يردنه، بغض النظر عن المرحلة التي هنّ فيها. ما الجــــزء الأكـثـــر عاطــفــيـــة في هــذه الــرحــلـــة؟ وهــــل كان هناك خوف، أم راحة، أم مزيج من الاثنين معا؟ كانت التجـــربة مليئة بمشاعر متناقضة. أكثر اللحظات عــــاطـــــفــــــــيــــة كــــانت خــــــــلال مرحــلـــة الحــقـــن والعــــلاجــــــات الهرمونية. وفقا لتجربتي الخاصة، كان هناك مزيج من الخوف والراحة. الخوف كان مرتبطا بالمجهول، كيف سيتفاعل جسدي؟ كيف سيؤثر ذلك في حالتي العاطفية والـهــرمـــونــيــة؟ لكن طبيـــــبي د. أحمد فقيه، كان له دور كبير في تهدئتي وطمأنتي خلال هذه الفترة. كان هناك أيضا خوف من النتائج، هل سيكون الإجراء ناجحا؟ ولكن بمجرد أن بدأت، شعرت بأن جسدي وعقلي يتكيفان مع التجربة، وهو ما منحني شعورا بالارتياح. قميص، جاكيت وتنورة من LIMÉ يقال إن تجميد البويضات يخفف من الضغط للعثور على "الشريك المناسب" بسرعة. هل أثر هذا القرار في نظرتك للحب والعلاقات؟ بالتأكيد. أشعر بالقوة والتمكين والراحة، من دون أي ضغط للاستعجال في الدخول بعلاقة غير ضرورية لمجرد الخــــــوف مـــن التـــقــــدم بالعمر وتراجع الخصوبة. معرفة أن الوقــــت ليس ضـــدي سـمـــــح لي بــــأن أكــــون أكثر يقينا في الحب، بدلا من الشعور بأنني بحاجة إلى الاستقرار بسرعة بسبب عامل الوقت. تجميد البويضات يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات الحب والعلاقات، حيث يمنح المرأة مزيدا من الوقت للتركيز على أهدافها الشخصية. شخصيا، لم أشعر يوما بالضغط للعثور على شريك بسرعة بسبب مخاوف تتعلق بالخـصـــوبـــــة. أنا مـــؤمنــــة بالحـــب وأحلم بإيجاد الشريك المــنــــاسب الـــذي يجـــمــعنـــــي بـــه ارتـــــبـــاط حقــيــقـــي ورفقة حقيقية، ولم يؤثر هذا الإجراء في رؤيتي لاختيار الشخص المناسب. اليوم، أشعر بتمكين أكبر في قراراتي العاطفية، حيث أصبـحـــت أمتــــلك مـــــرونة أكبر في تحديد التوقيت المناسب لي. يتم غــالــبـــا تناول مـــوضـــوع تجــمـيــد البويضات من النــاحـيـــة البـيــولوجيـــة فقط، ولكن مــاذا عن القوة الذهنية والعاطفية التي يمنحها؟ كيف أثر هذا القرار في إحساسك بذاتك؟ بــصـــراحــــة، أشــعــــر بالــتــحــــرر. لم أعــــد مقـــيــــدة بالســاعــــــة البيولوجية أو بالضغوط الاجتماعية والعائلية المرتبطة بها. هذا الـــقـــرار أزال عني الكثير من التوتر والقلق غــيـــــر الضروريين. إذا أردتِ توجيه رسالة إلى نفسك بعد 10 أو 15 سنة، فماذا ستقولين لها عن هذا القرار؟ إلى نفسي المستقــبــلــيـــة، آمل أن تــنــظــــــري إلى الوراء بفخر على هذه الخــطـــوة الـــتي اتــخــذتـــــــهــــا. آمل أن تــكــونـــــــي قد اتخذت خيارات جعلتك سعيدة، سواء استخـــــدمت هذه البويـــضـــات أم لا. الأهم هو أنك اتخذت قـــرارا بحكمة، ولـــيس بــــدافـــــع الـــخــــوف. لـــقـــد سيـــطــــرت على خياراتك، ووضعت رفاهيتك في المقدمة، واتخذت خطوة تتطلب قوة وشجاعة. كوني فخورة بنفسك، فأنت قادرة على كل شيء! ما الرسالة التي توجهينها للــنــســــاء اللواتي يفكرن في هذا الخيار ولكن يشعرن بالتردد؟ أقول لكل امرأة شابة تفكر في تجميد البويضات: من الطبيعي أن تكوني مترددة، ومن الطبيعي أن تأخذي وقتك لفهم العملية جيدا. فكري فيما تريدينه حقا، ليس فقط للمستقبل، ولكن أيضا لنفسك الآن. في مجتمعنا، هناك الكثير من الضغط حول الخصوبة والجداول الزمنية، ولكن الأهم هو أن تتذكري أن رحلتك هي ملكك وحدك.. عندما تشعرين بأنك مستعدة، خذي الخطوة. وأهم من ذلك، أن تثقي بنفسك، قراراتك لا تعرّف من أنت، ولا تحدّ من إمكانياتك المستقبلية. فستان من LIMÉ وجهة نظر طبية.. رأي البروفسور فادي ميرزا يرى البروفيسور فادي ميرزا رئيس قسم أمراض النساء والتوليد وصحة المرأة في "دبي الصحية" Dubai Health في لقاء خاص مع "هي" أن "تجميد البويضات يعتبر تطورا محوريا في مجالنا، حيث تنظر إليه الكثير من الجهات الفاعلة على أنه شكل من أشكال تمكين المرأة، إذ يمنحها القدرة على التحكم بخصوبتها، ومن ثم قدرتها على الإنجاب في المستقبل. تولد النساء بعدد محدد من البويضات التي تنخفض مع مرور الوقت، لذا فإن استخراج البويضات غير المستخدمة وتجميدها قبل أن تُفقد نهائيا يعد خيارا مهما للحفاظ على الخصوبة". إضافة إلى فوائده الطبية، يحمل تجميد البويضات أبعادا نفسية وعاطفية عميقة. وفي هذا الإطار يعتبر ميرزا أن "تجميد البويضات يُخفف من بعض الضغوط العائلية أو المجتمعية، وهو ما يتيح للمرأة متابعة أهدافها الشخصية أو المهنية، سواء كانت تتعلق بالتقدم في حياتها المهنية، أو تحقيق شغفها، أو حتى العثور على الشريك المناسب. في السابق، كانت النساء غالبا ما يواجهن خيارا صعبا بين تحقيق طموحاتهن المهنية أو التعليمية وبين التحدي البيولوجي المتمثل في تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر. أما اليوم، فإن تجميد البويضات يمنح المرأة حرية تأجيل الإنجاب مع الحفاظ على فرصها في الأمومة مستقبلا". اليوم ترى الكثير من النساء أن تجميد البويضات وسيلة للتحكم في مستقبلهن. سألنا ميرزا هل يعتقد أن هذه التقنية تعيد تعريف نظرة المجتمع لخصوبة المرأة وتقدمها في العمر، فأجاب: "بالتأكيد. من المعروف أن وظيفة المبيضين تتراجع مع التقدم في العمر، ولكن هذا التراجع يصبح ملحوظا بدءا من الثلاثينيات. تتيح هذه التقنية للمرأة فصل عمرها الزمني عن عمر مبيضيها، وهو ما يمنحها فرصة لمتابعة طموحاتها المهنية أو الشخصية دون القلق بشأن "تقدم المبيضين في العمر". غالبا ما ترتبط الخصوبة بتوقعات المجتمع حول الأنوثة والزواج والأمومة. لكن ميرزا يُشدد على أن "تجميد البويضات لا يتعلق فقط بالخصوبة، بل يتعلق أيضا بحرية اختيار المسار الشخصي دون الشعور بالضغط بسبب "الساعة البيولوجية". في الواقع، تزايد الاهتمام بهذه التقنية يشير إلى أن النساء يسعين بشكل متزايد إلى السيطرة على صحتهن الإنجابية". عن أهمية التوعية والتثقيف في مساعدة النساء على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن صحتهن الإنجابية، يلفت إلى أن "التوعية والتثقيف يلعبان دورا حاسما في تمكين النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية. إن الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، بدلا من الاعتماد على المعلومات المغلوطة أو الضغوط المجتمعية، يتيح للمرأة اتخاذ القرار المناسب لها. لذا، من الضروري أن تفهم المرأة الساعة البيولوجية ونافذة الخصوبة الخاصة بها في وقت مبكر". ومع استمرار التقدم الطبي، يُعتقد أن تجميد البويضات سيصبح جزءا أساسيا من تخطيط النساء لحياتهن الإنجابية، كما هو الحال مع العناية بالبشرة والصحة العامة. من جهته، يعتبر ميرزا أن "هناك اهتماما متزايدا بتجميد البويضات بين الشابات، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام مع تعزيز الوعي وتغيير المفاهيم الاجتماعية. مع تأجيل الكثير من النساء الإنجاب لأسباب شخصية أو تعليمية أو مهنية، قد يصبح تجميد البويضات جزءا طبيعيا من التخطيط المستقبلي. تماما كما تستثمر النساء في تعليمهن واستقرارهن المالي، قد يُنظر إلى الحفاظ على الخصوبة كاستثمار مهم في المستقبل. إذا أصبح تجميد البويضات أمرا أكثر شيوعا وجرى دمجه في النقاشات حول الصحة الإنجابية، فمن المحتمل أن يتلاشى الوصم الاجتماعي المرتبط به. في الوقت الحالي، يُنظر إلى تجميد البويضات على أنه "الملاذ الأخير" أو إجراء استثنائي، ولكن إذا أصبح أكثر انتشارا ومقبولا ثقافيا، فقد يصبح شائعا مثل غيره من الممارسات الصحية". ختاما، للنساء اللواتي يفكرن في تجميد البويضات، ولكن يشعرن بعدم اليقين أو يتعرضن لضغوط خارجية، يقول ميرزا: "قرار تجميد البويضات هو قرار شخصي بالكامل، ولا ينبغي أن تشعر أي امرأة بأنها مضطرة إلى اتخاذه تحت أي ضغط خارجي. فهذه التقنية وُجدت لتمكين المرأة، وليس لإجبارها على خيار معين". تجميد البويضات بين التمكين النفسي والتحديات العاطفية تقول دانييل الجميّل رزق أخصائية نفسية ومدربة حياة معتمدة، وممارسة متقدمة للبرمجة اللغوية العصبية لـ"هي" إن تجميد البويضات يرتبط بمفهوم أوسع حول "الجمال عبر الزمن"، حيث يُعيد النظر في التصورات التقليدية التي تربط قيمة المرأة بخصوبتها وشبابها. ومن خلال خوض هذه التجربة، يمكن للمرأة أن تتعامل مع التقدم في العمر بثقة، معتبرة إياه مرحلة للنمو والتطور بدلا من التراجع. وتضيف: "في جوهره، يحقق تجميد البويضات استقلالية إنجابية، حيث تلجأ إليه الكثير من النساء لتخفيف الضغط الناجم عن التقدم في العمر وتراجع معدلات الخصوبة. يتيح لهن هذا الخيار التركيز على طموحاتهن الشخصية والمهنية من دون الشعور بأن الساعة البيولوجية تُقيد مستقبلهن. وفي مجتمعات تربط الخصوبة بالأنوثة والجمال، يمنح تجميد البويضات راحة نفسية تعزز الثقة بالنفس وتمنح المرأة تحكما أكبر بمستقبلها". وترى رزق أن "القلق المرتبط بـ"الساعة البيولوجية" يمثل أحد العوامل الرئيسة التي تدفع النساء إلى تجميد البويضات، إذ تفرض التوقعات المجتمعية ضغطا كبيرا لتحقيق مراحل حياتية محددة مثل الزواج والأمومة قبل سن معيّن، وهو ما قد يخلق شعورا بالعجز والخوف من فوات الفرص. من خلال الحفاظ على خصوبتهن، تكتسب النساء إحساسا بالحرية والمرونة، وهو ما يقلل من التوتر ويمكّنهن من اتخاذ قرارات أكثر ثقة بشأن مستقبلهن". أما عن قرار تجميد البويضات بحّد ذاته، فتعتبر رزق أن "التجربة مؤثرة نفسيا، وقد تثير مشاعر متضاربة. فالكثير من النساء يواجهن شكوكا حول نجاح الإجراء، أو ما إذا كن سيستخدمن البويضات المجمدة مستقبلا. كما تلعب مخاوف الندم دورا في تعقيد القرار، إذ قد تتساءل المرأة عما إذا كان دافعها وراء الإجراء مبررا. هذه التساؤلات تبرز أهمية الدعم النفسي، لمساعدتهن في فهم دوافعهن الحقيقية، سواء كانت متعلقة بالطموح المهني، أو النمو الشخصي، أو تأجيل الأمومة". وتتابع: "إلى جانب الشق الطبي، يمنح تجميد البويضات شعورا بالارتياح النفسي، إذ تتراجع مستويات القلق لدى الكثير من النساء مع زوال الضغط المتعلق باتخاذ قرارات إنجابية خلال فترة زمنية محددة. هذا الإحساس بالراحة يسهم في تحقيق توازن أفضل في الخيارات الحياتية. لكن هذه الرحلة لا تخلو من التحديات، إذ قد تشكل الإجراءات الطبية، والأعباء المالية، وعدم اليقين بشأن النتائج مصادر توتر إضافية. كما قد يساور المرأة القلق بشأن مدى نجاح الحمل عند استخدام البويضات المجمدة مستقبلا. في هذه الحالات، يمكن للدعم النفسي عبر المعالجين أو المدربين الحياتيين أن يساعد في التعامل مع التوقعات وتقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع عدم اليقين". بعد تجميد البويضات، تدخل المرأة مرحلة جديدة، تصفها رزق بالتأمل الذاتي، حيث تختبر مشاعر متباينة تتراوح بين الشعور بالقوة والشكوك. ومع تغيّر الظروف الحياتية، قد تجد بعض النساء أنفسهن غير مرتبطات عاطفيا بقرارهن السابق، وهو ما قد يثير تساؤلات حول مدى رغبتهن في استخدام تلك البويضات. وتشدد رزق على أن "الإرشاد الحياتي والعلاج المعرفي السلوكي يساعد النساء في التعامل مع الجوانب العاطفية لتجميد البويضات. فمن خلال هذا الدعم، يمكن إعادة تحديد الأهداف الشخصية، بما يتجاوز مسألة الأمومة، بحيث يُنظر إلى هذه التجربة كفرصة بدلا من كونها مصدر ضغط. عبر تقنيات اليقظة الذهنية وتعزيز المرونة العاطفية، يمكن إعادة صياغة التوقعات المجتمعية، لينظرن إلى التقدم في العمر على أنه مصدر قوة ونضج، وليس عائقا. فالدعم النفسي يسهم في إحداث تحول في طريقة التفكير، وهو ما يسمح للمرأة باحتضان عدم اليقين والثقة بقدرتها على التأقلم مع المستقبل".

خاص "هي": نساء أقوى من الصعوبات.. أصوات تتحدى المستحيل
خاص "هي": نساء أقوى من الصعوبات.. أصوات تتحدى المستحيل

مجلة هي

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مجلة هي

خاص "هي": نساء أقوى من الصعوبات.. أصوات تتحدى المستحيل

في هذا التقرير الملهم لمجلة "هي"، نسلط الضوء على 4 نساء استثنائيات استطعن تحويل التحديات إلى مصدر قوة وإلهام: لوجينا صلاح، زينب العقابي، أماني السايبي، ودارين بربر. رغم كل العقبات التي واجهنها، أثبتن أن العزيمة قادرة على كسر القيود وإعادة تعريف مفاهيم القوة والجمال والنجاح. بشجاعتهن وثباتهن، لا يواجهن المجتمع وحسب، بل يلهمن أجيالًا من النساء لاحتضان اختلافاتهن والسير بثقة نحو تحقيق أحلامهن. من اليمين الى اليسار، دارين: الفستان من Roksanda، الأكسسوار من Other Stories ، أماني: الأزياء من خزانة أماني الخاصة زينب: الفستان من Fabric of Society، المجوهرات من الفردان للمجوهرات Al Fardan Jewellery لوجينا: الفستان من Tryano- Acler Kenworth، المجوهرات من الفردان للمجوهرات Al Fardan Jewellery "أنتِ كافية كما أنتِ" لوجينا صلاح تحوّل الإختلاف الى مصدر قوة وتمكين فستان طويل باللون الأسود عقد وخاتم وأقراط أذن من الفردان للمجوهرات Al Fardan Jewellery وقفت على مسرح ملكة جمال الكون بصفها أول متسابقة مصرية تصل إلى قائمة أفضل 30 متسابقة في تاريخ المسابقة الممتد لـ73 عاما، وأول متسابقة في تاريخ المسابقة تعاني من البهاق. تميزت رحلتها بالصمود والتحدي، حيث تحوَّل اختلافها إلى مصدر قوة وإلهام للكثيرين. في هذا الحوار، تشاركنا لوجينا صلاح، المرشحة المصرية لملكة جمال الكون 2024، تجربتها في تقبل ذاتها، كسر الحواجز، وإعادة تعريف معايير الجمال، بالإضافة الى كفاحها لتمكين الشابات والنساء. في أي مرحلة من رحلتكِ تحوّل البهاق من كونه جزءًا يحدد هويتكِ إلى مصدر قوة وتمكين؟ لم يحدث هذا التحوُّل بين ليلة وضحاها، بل كان رحلة طويلة لاكتشاف الذات. في البداية، شعرت أن البهاق يفصلني عن الآخرين، ولكن بمرور الوقت، أدركت أن تفردي هو مصدر تميزي. عندما قررت أن أتحكم في روايتي الخاصة وأكون حاضرة بدلًا من الاختباء، تغيَّر كل شيء. من خلال عملي في التجميل وعرض الأزياء، تعلمت أن الجمال لا يكمن في إخفاء الاختلافات بل في الاحتفاء بها. إذا كان بإمكان بشرتك أن تروي قصة، فماذا ستقول؟ ستروي قصة عن الصمود والتحوُّل وحب الذات بلا اعتذار. ستحكي عن الشكوك والمعارك الصامتة التي خضتها، ولكنها ستُبرز أيضًا لحظة الانتصار عندما قررت التوقف عن الاختباء. الأهم من ذلك، ستوجه رسالة لكل شخص مختلف: "أنت لست مكسورًا، بل أنت عمل فنيّ يستحق أن يُرى". لقد أصبحت رمزا للثقة والتمكين والشمولية. متى أدركتِ أن صوتكِ يحمل قوة إلهام للآخرين؟ عندما بدأت بمشاركة رحلتي، تلقيت رسائل من أشخاص قالوا إنهم شعروا بأنهم مرئيون بفضل قصتي. عندما وقفت على المسرح لأول مرة للحديث عن قبول الذات، رأيت تأثير كلماتي في عيون الحاضرين. أدركت حينها أن صوتي ليس لي وحدي، بل هو أداة لمنح الآخرين الشجاعة لاحتضان قصصهم الخاصة. ما الذي يعنيه لكِ الوقوف على مسرح ملكة جمال الكون بصفتك أول متسابقة مصرية تعاني من البهاق؟ لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل كان رسالة للعالم بأن الجمال لا يأتي في صورة واحدة، وأن اختلافاتنا هي مصدر قوتنا. أردت أن أُظهر لكل فتاة شعرت يومًا أنها لا تنتمي، أن تفردها هو مصدر تميزها. رسالتي لكل فتاة تابعتني خلال مسابقة ملكة جمال الكون هي التالية: أنتِ كافية كما أنتِ. الثقة بالنفس هي رحلة وليست وجهة. ما الدرس الأقوى الذي تعلمتِه عن حب الذات طوال رحلتكِ الخاصة؟ أدركت أن حب الذات ليس وجهة نهائية، بل ممارسة يومية. لن تختفي الشكوك، ولكن القوة الحقيقية تكمن في كيفية الرد عليها. توقفت عن البحث عن التقدير الخارجي، وبدأت في احتضان نفسي كما أنا. الثقة بالنفس لا تعني عدم الشعور بالضعف، بل تعني أن نحب أنفسنا رغم كل شيء. ما النصيحة التي تقدمينها للنساء اللواتي يجدن صعوبة في تقبل اختلافاتهن؟ توقفن عن محاولة التماهي مع الآخرين بينما وُلدتن لتكُنَّ مميزات. سيحاول العالم إقناعكن بأنكن بحاجة للتغيير، ولكن الحقيقة أن تفردكن هو مصدر قوتكن. اللحظة التي تبدأن فيها برؤية اختلافاتكن كقوة، ستتغير حياتكن بالكامل. كيف أثرت الأمومة في مسيرتكِ كمناصرة لحقوق المرأة؟ الأمومة أعادت تعريف قوتي ومرونتي. أثبتت لي أنه لا حدود لما يمكن أن تحققه المرأة. لم أعد أقاتل من أجل نفسي فقط، بل من أجل مستقبل ابنتي وجميع الأطفال ليكبروا في عالم يتقبلهم كما هم. الأمومة لم تُبطئني، بل جعلتني أكثر إصرارًا على كسر الصور النمطية. ما الحاجز التالي الذي تأملين في تحطيمه؟ الحاجز التالي الذي آمل أن أكسره هو تحدي التعريف الضيق للنجاح في صناعات الموضة والجمال، وخاصة بالنسبة للنساء اللواتي لا يتناسبن مع القيود المجتمعية التقليدية. أرغب في الدفع قدما، والمطالبة بتمثيل أكثر تنوعا، ليس فقط أمام الكاميرا، ولكن خلفها أيضا. آمل في رؤية مستقبل تحتضن فيه صناعات الجمال والموضة جميع أشكال الجمال من دون تردد أو استخدام الرمزية. زينب العقابي إرادة صلبة لبناء مجتمع أكثر شمولية الفستان من Fabric of Society المجوهرات من الفردان للمجوهرات Al Fardan Jewellery زينب العقابي هي بالفعل "رمز حقيقي للقوة والإيجابية". عام 1997 ، كانت تحاول إصلاح دراجتها في حديقة المنزل مع والدها وأختها من خلال استخدام اداة تشبه المسمار. ما لم تكن تعلمه أنّ هذه الأداة هي من مخلفات الحرب، إذ انفجر بها وبوالدها وأختها وتسبب بإصابة رجلها. ونتيجة خطأ طبي، فقدت قدمها بالكامل. لكن رغم كل التحديات، استطاعت زينب أن تبني مسيرة مهنية ملهمة، تعمل من خلالها على نشر الأمل والتفاؤل، وتصبح سفيرة للكثير من العلامات التجارية العالمية. زينب لا تعتبر القوة مجرد صفة، بل هي الأساس الذي يعتمد عليه الإنسان لتخطي الصعاب والعيش بحياة مليئة بالتحديات وا لانتصارات. في هذا اللقاء، تشاركنا آراءها حول القوة والشمولية، وكيف يمكن للمجتمعات أن تخلق بيئة أكثر أملا للجميع، إضافة إلى نصائحها حول كيفية ا لاستفادة من القوة الداخلية لتخطي الأوقات الصعبة. ابتسامتك وإيجابيتك هما أول شيء نلاحظه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحنا نراها رمزا للقوة. كيف تعرفين القوة؟ وأين تجدينها؟ وكيف تطور فهمك لها طوال حياتك أو مسيرتك المهنية؟ القوة بالنسبة لي هي السند الأساسي في حياتي، وهي التي تساعدني في التغلب على التحديات والصعوبات التي أواجهها. ليس فقط من خلال التعامل مع المواقف الصعبة، بل أيضا من خلال بناء الثقة بالنفس. مع مرور الزمن، تعلمت أن الحياة مليئة بالتحديات، وهذه التحديات هي التي تعلمنا دروسا تجعلنا أقوى. الحياة حلوة وتستحق أن نعيشها بكل ما فينا من طاقة وأمل. ما تعلمته طوال مسيرتي هو أن كل تجربة، سواء كانت صعبة أو سهلة، تشكل جزءا من القوة التي أملكها. ما الــرابط بين الشمولية والأمل؟ وكيف يمكن للمجتمعات خلق بيئة أكثر أملا للجميع؟ الشمولية هي أساس المجتمع الصحي والمزدهر. إذا استبعدنا شخصا أو مجموعة من المجتمع، فإننا لا نحرمهم فقط من الفرص، بل نزيد من صعوبة حياتهم. الشمولية تعني أن نضمن للجميع الفرص المتساوية لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. والمجتمعات التي تحترم وتضمن حقوق الجميع هي التي تخلق بيئة مليئة بالأمل والتفاؤل. من خلال ضمان حقوق كل فرد، يكون لدينا مجتمع يستطيع فيه الجميع المطالبة بحقوقهم من دون خوف أو تهميش. ما النصيحة التي تقدمينها للأشخاص الذين يشعرون بالتهميش أو عدم الدعم؟ وكيف يمكنهم الاستفادة من قوتهم الداخلية وأموالهم؟ أهم شيء هو حب الذات وتقديرها. يجب أن يعرف الشخص قيمته الحقيقية وألا يسمح لأي أحد بأن يقلل من شأنه. إذا واجهت تحديات أو صعوبات في حياتك، فكوني على يقين بأنك قادرة على التغلب عليها. هذه التحديات ليست إلا جزءا من مشوارك، وهي فرص للتعلم والنمو. القوة الداخلية موجودة في كل واحد منا، وكل شخص يمكنه الاستفادة منها لتخطي الصعاب. تذكري دائما أن التحديات التي تواجهينها قد تكون درسا، وأنك، من خلال تجاوزك لها، ستكونين مصدر إلهام للآخرين. ‎بصفتك سفيرة لعلامات تجارية عدة، كيف تحافظين على هذا النشاط والحماس للعمل؟ أنا ممتنة دائما لكل الفرص التي حصلت عليها، ولكل الشركات التي وثقت بي وجعلتني أكون جزءا من مشاريعها في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم. بالنسبة لي، كل فرصة ليست مجرد إنجاز شخصي، بل هي أيضا فرصة لإلهام الآخرين. عندما فقدت قدمي، وكان لدي الكثير من التحديات في المجتمع، كانت تلك اللحظات تحديا حقيقيا بالنسبة لي. لكن كل إنجاز بعد ذلك كان يمثل أملا وطموحا للكثيرين. وبالنسبة لي، كل نجاح لا يعود لي فقط، بل هو دليل على أن الأحلام الكبيرة يمكن أن تتحقق، وأننا يجب أن نواصل الحلم والعمل من أجل المستقبل. أماني السايبي تصنع نجاحها رغم التحديات أماني السايبي ليست مجرد عارضة أزياء، بل هي رمز للتغيير وقوة تحتفي بالجمال بكل أشكاله. بصفتها أول عارضة أزياء ذات قوام ممتلئ في الشرق الأوسط، كرّست مسيرتها لكسر الصور النمطية وتعزيز الشمولية في عالم الموضة. في هذا الحوار، تشاركنا رؤيتها حول تقبّل الذات، والتمكين، والتحديات التي تواجهها النساء في المنطقة. ما الدور الذي يلعبه تقبّل الذات في رحلتك؟ وكيف يمكن للمرأة أن تحتضن ذاتها الحقيقية في مجتمع يفرض عليها التكيف مع معاييره؟ تقبّل الذات كان عنصرا أساسيا في رحلتي، إذ لم يشكل فقط ثقتي بنفسي، بل أيضا قدرتي على مواجهة التحديات في صناعة تفرض معايير صارمة. كسر الحواجز لم يكن سهلا، ولكن احتضاني لهويتي منحني قوة استثنائية. على النساء التركيز على تقدير أنفسهن داخليا، بدلا من البحث عن قبول المجتمع. الجمال والقيمة لا يُحددان بمعايير خارجية، بل ينبعان من حب الذات. الدعم الإيجابي، ووضع الحدود ضد السلبية، والعناية بالنفس بدلا من النقد الذاتي هي مفاتيح تقبل الذات. عندما تحتضنين نفسك بالكامل، تلهمين الآخرين لفعل الشيء نفسه. كيف تعرّفين الشمولية؟ وما الخطوات الضرورية لخلق بيئة أكثر شمولية للنساء في المنطقة؟ الشمولية تعني خلق عالم تشعر فيه كل امرأة بأنها مرئية، ومسموعة، ومقدّرة، بغض النظر عن حجمها أو خلفيتها. التمثيل هو البداية؛ عندما ترى النساء أنفسهن في مختلف الصناعات، يمنحهن ذلك القوة لاحتضان تفردهن. الشمولية لا تتوقف عند الظهور الإعلامي، بل تشمل التعليم، وكسر الصور النمطية، وخلق مساحات آمنة للتعبير. في منطقتنا، لدينا القدرة على إعادة تعريف معايير الجمال والنجاح عبر دعم بعضنا البعض، وتعزيز التغيير المستدام. كيف أثــــر تـــطـــور الحـــديــث حــول تمــكــيـــن الــمـــرأة في نــظـــرة النساء لأدوارهن المهنية والشخصية؟ اليوم تدرك النساء أنهن لسْنَ مضطرات للالتزام بأدوار تقليدية، يمكنهن أن يكنّ قائدات، ومبدعات، وصانعات تغيير. في المجال المهني، يطالبن بحقوقهن ويرفضن القبول بأقل مما يستحققن، بينما في المجال الشخصي، أصبحت الأولوية لحب الذات ووضع الحدود. التمكين لا يعني فقط النجاح، بل القدرة على الاختيار والعيش بصدق. كلما خطت النساء نحو قوتهن الحقيقية، ألهمن أخريات لفعل المثل، وهو ما يعيد تشكيل المجتمع للأفضل. هل يمـكنـك مــشــاركـــة لحــظـــة واجــهـــتِ فيــهـــا الـــشـــدائــــــد ووجدتِ القوة في أماكن غير متوقعة؟ عند دخولي عالم الموضة، واجهت انتقادات قاسية وشكوكا، ليس فقط من داخل الصناعة، ولكن من المجتمع أيضا. في لحظات الشك، وجدت القوة في داخلي، في دعم أحبائي، وفي رسائل النساء اللواتي ألهمتهن رحلتي. تعلمت أن الصمود لا يعني غياب الخوف، بل الاستمرار على الرغم من ذلك. القوة تأتي من الإيمان بالنفس حتى عندما يخبرك العالم بعكس ذلك. من هنّ الشخصيات النسائية اللاتي يلهمنكِ؟ ولماذا؟ والدتي هي مصدر إلهامي الأكبر، علمتني الصمود وحب الذات. "آشلي غراهام" كسرت الحواجز في عالم الموضة، وهو ما منحني الثقة لدخول هذه الصناعة. الشيخة موزا بنت ناصر هي مثال للقوة والالتزام بالتغيير الاجتماعي. كما أن فريدة خلفة مهّدت الطريق للتنوع في الموضة، و"ناعومي كامبل" هي أيقونة تدافع عن التنوع والمساواة. ما التــحـــديـــات التي لا تــــزال تـواجـهـهــا الــمــرأة من حيث التمكـيـــن والشـمــوليـــــة في المنـطـقــة؟ وما التغــيــيـرات التي تأملين رؤيتها؟ على الرغم من التقدم، لا تزال التوقعات المجتمعية تقيد النساء. لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من التمثيل للنساء بمختلف أشكالهن وخلفياتهن، لأن رؤية قدوة مماثلة تمنح الفتيات الصغيرات الإلهام للحلم بمستقبل أكبر. أتمنى أن تعيش كل امرأة في منطقتنا بحرية، من دون خوف أو قيود. الشمولية يجب أن تصبح حقيقة ملموسة، والاحترام والفرص يجب أن يكونا متاحين للجميع. التغيير يبدأ عندما ندعم بعضنا البعض، ونعمل سويا لخلق مجتمع أكثر إنصافا وتمكينا للمرأة. دارين بربر من محنة السرطان إلى بطلة عالمية في اللياقة البدنية قميص وتنورة من Fabric of Society الأكسسوار من & Other Stories لم تكن حياتها سهلة، ولم يكن طريقها مفروشا بالورود، لكنها صنعت من الألم قوة، ومن المحنة انتصارا. في عمر الخامسة عشرة أصيبت بسرطان العظام، ومعه خسرت ساقها، لكنها لم تخسر إرادتها. قاومت، ونهضت، وأعادت رسم حياتها من جديد. لم تكتفِ فقط بالتأقلم، بل اختارت أن تصبح رمزا للإلهام، فدخلت عالم اللياقة البدنية بساق اصطناعية، وتحدّت الصعاب حتى سجلت اسمها في موسوعة "غينيس"، وشاركت في مسابقات دولية أثبتت فيها أن العزيمة لا تعرف حدودا. واليوم، هي أم لطفلين، تواجه العالم بكل قوة، وتلهم الآلاف بقصتها التي تُجسّد معنى الإرادة الحقيقية. جعلتك الظروف التي مررت بها منذ إصابتك بمرض السرطان في عمر الـ15 إنسانة مختلفة.. لكن أقوى مع الوقت، كيف تصفين المراحل الشخصية والنفسية التي مررت بها على مدى السنين؟ كانت الظروف التي مررت بها مذ كنت في الخامسة عشرة من عمري مؤلمة للغاية، فلم أستطع كفتاة في مقتبل العمر أن أتقبل ما حصل معي، وخصوصا أنه بهذا الحجم الكبير من الضرر النفسي والوجع الجسدي. ولا أستطيع أن أنكر أن التحديات التي واجهتها منذ صغري كانت كبيرة جدا، فمررت بمراحل صعبة جدا في حياتي، فمن الصدمة النفسية إلى الصدمة الاجتماعية، لذلك عانيت من الكآبة والأفكار السلبية التي أحاطتني وأثقلتني بقوة بشكل يومي، فقد كانت فكرة العيش مع هذه الإعاقة تؤلمني كثيرا، إذ لم يكن أمامي أي حل سوى التأقلم مع الوضع وخلق سبل جديدة لأعيش حياتي وأستمتع بها، لكن الحادث الذي تعرضت له سنة 2013 حين كسرت وركي كان محطة مفصلية في حياتي النفسية حين بدأت بعدها بالنظر إلى وضعي بشكل مختلف. استمددتِ القوة من الوجع واليأس أو القهر فيما بعد، كيف استطعت تحويل هذه المشاعر السلبية إلى إرادة كبيرة؟ هناك نقطتا تحول كبيرتان في حياتي، الأولى عندما خسرت رجلي في عمر الخامسة عشرة، وشكل الأمر عندي صدمة كبيرة، لكني أكملت حياتي، وتعايشت مع الوضع ولو بمرارة، فخسرت ثقتي بنفسي، ولم أعد أؤمن بقدراتي لأنني كنت أركز على ما ينقصني فقط! لكن في سنة 2013 تعرضت لحادث، وكسرت وركي بعد ولادة ابنتي، وكان هذا الحادث بمنزلة صفعة قوية على وجهي أيقظتني من حالة القهر التي كنت أعيشها، واكتشفت بعدها أنه بإمكاني أن أظهر طاقاتي وقوتي وقدراتي، فقررت أن أكمل الطريق بقوة بكل إرادة وتصميم، وأتحول لإنسانة مؤمنة بنفسها، فصرفت تركيزي عمّا ينقصني، ووجّهته نحو قدراتي ومؤهلاتي. دفعتك ممارسة التمارين الرياضية إلى التعلق بها إلى أن وصلت إلى مرحلة امتهانها والتدريب وبعدها إلى دخول موسوعة "غينيس"، إلى أي مدى للرياضة الفضل في تغيير حياتك ودفع نفسيتك نحو الأفضل؟ أنا رياضية بطبعي، قبل أن أتعرض لمشكلتي الصحية، وجاءت الظروف بعدها لتعيدني إلى عالم الرياضة بقوة وإصرار، فخسرت الكثير من وزني الزائد، وأصبحت أقوى جسديا إلى أن تمكنت تماما، وبدأت رحلة المشاركة في المسابقات. ولطالما كانت تمدني الرياضة بالقوة وبالسيطرة على النفس، وبفضلها أعدت اكتساب ثقتي بنفسي. لا تكون النساء أقوى إلا عندما يتسلحن بضعفهم، ما سر قوتك؟ سر قوتي هو سرعة تأقلمي، فأنا إنسانة قنوعة، وأنظر دائما إلى النصف المليء من الكوب، أما سر اندفاعي، فهو أني أريد أن أبرهن لنفسي أولا أني قوية وأني قادرة على تنفيذ ما أرغب به مثل أي شخص آخر في الحياة. ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها لكل شخص، وتحديدا لكل امرأة تواجه تحديا كبيرا في حياتها؟ لا بد من التأكيد على أن مسألة التحديات في الحياة تعطيها طعما مختلفا، فالحياة ن دونها مملة ولا معنى لها، لأن الهدف يختفي في هذه الحالة. ومن دون التحديات لا يوجد طريق لاكتشاف القوة ومعرفة قيمة ما يملك الإنسان وتطوير فكره وعقله إلى الأفضل. وأقول لكل امرأة إنك أقوى ممّا تتوقعين، ولن يقف أي أمر في طريقك إذا كنت مؤمنة بنفسك وبقدراتك. ما أحلامك المستقبلية؟ أحلم دائما بأن أكبر بصحة وعافية، وأشاهد أولادي في أعلى المراتب، وأنا سعيدة بهم في هذه المرحلة من عمرهم، فابني سيبدأ بدراسته الجامعية قريبا، وأنا فخورة به جدا. أحلم بأن أعيش وأستقر في وطني لبنان، وأن أعيش حياة هادئة، وأساعد الناس على تخطي المصاعب في حياتهم. كما أحلم بأن يأخذ كل صاحب إعاقة حقوقه الاجتماعية والطبية كإنسان، ليكمل طريقه بأقل صعوبات ممكنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store