
حرية التقدم في العمر بشروطكِ الخاصة.. سارة زعيتر تروي لـ"هي" تجربتها مع تجميد البويضات
لطالما ارتبط الزمن بخيارات المرأة المصيرية، إذ كان يُنظر إلى الخصوبة على أنها ساعة بيولوجية لا هوادة فيها، تحدّد مسار الحياة وفق إيقاعها الخاص. لكن مع التطور العلمي والتغيرات الاجتماعية، أصبح بإمكان المرأة إعادة تعريف علاقتها بالوقت، واتخاذ قراراتها بعيدا عن الضغوط التقليدية. تماما كما تهتم المرأة بروتينات العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على نضارتها، أصبح تجميد البويضات خيارا يمنحها الفرصة للحفاظ على خصوبتها، لتعيش حياتها وفق شروطها الخاصة، بلا استعجال أو قيود.
في هذا اللقاء الخاص، تشاركنا المؤثرة سارة زعيتر، المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـBloggerWanabe، تجربتها الشخصية مع تجميد البويضات.. رحلة لم تكن سهلة، ولكنها كانت ضرورية. على الرغم من اشتهارها في تقديم محتوى كوميدي عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف لنا سارة جانبا أكثر عمقا وعاطفيا لم تشاركه من قبل، متحدثة عن لحظة التحول التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، والمخاوف التي واجهتها، وكيف غيّرت هذه التجربة نظرتها للمستقبل.
سترة من Fabric of Society، سروال من Tom Ford وحذاء من Malone Souliers
هل كان هنـــاك لحــظــة معــيـــنــــة أدركتِ فيـــهــــا أن هـــذا هــــو القرار المناسب لكِ؟
مع بلوغي الثلاثيـنيـــات وكـــــوني عـــازبــــــة، تلقـــيت الكثير من التشجيع من عائلتي وأصدقائي للخضوع لبرنامج تجميد البويضات. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر خيارا فكرت فيه، ببساطة لأنني لم أرغب في إنجاب الأطفال. لم يكن الضغط للحفاظ على خصوبتي يتماشى مع قراراتي وقتها. لكن بعد وفاة والدي، تغيّرت نظرتي للحياة بالكامل. فقدانه جعلني أدرك مرور الوقت بشكل مختلف، وأصبحت لدي رغبة قوية في أن أكون أمّا، وأصبحت مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة.
كونكِ شخصية مؤثرة وشاركتِ رحلتك مع تجميد البويضات مع متابعيك، ما الذي دفعك للتحدث علنا عن الموضــوع؟ وما المفــاهيـــــم الخاطئة التي ترين أنه يجب تصحيحها؟
أدركت أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمحظورات المـــرتــبــطـــة بتـجــمــيــد البـــويـــضــات. لـــذلك، شـعــــــرت كمؤثرة بمسؤولية مشاركة تجربتي لرفع مستوى الوعي حول هذا الموضوع. الحفاظ على الخصوبة ليس أمرا يجب الخجل منه، وليس إجراء مخصصا فقط للنساء اللواتي لم يجدن الشريك المناسب. إنه خيار استباقي يُمكّن المرأة من التحكم بمستقبلها الإنجابي بعيدا عن أي ضغط اجتماعي أو توقيت مفروض. كذلك، هناك مبالغة في الحديث عن صعوبة عملية تجميد البويضات وآثارها الجانبية، وهو ما قد يثني بعض النساء عن خوضها.
تســـتـــثــــمر الــنـســـاء الكثـيـــر في العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على الشباب، هل ترين أن تجميد البويضات هو امتداد لهذه الفكرة، للحفاظ على الخيارات المستقبلية؟
بالتأكيد. مع ارتفاع متوسط سن الزواج وزيادة وعي النساء بخيارات الحفاظ على الخصوبة، سيصبح تجميد البويضات جزءا من مفهوم العناية بالصحة والرفاهية.
فستان من Akoon وسترة من Salfa
غالبا ما تشعر النساء بضغط المجتمع حول "الجدول الزمني" التقليدي. هل واجهتِ أي انتقادات أو آراء غير مرغوبة عند مشاركة قرارك؟ وكيف تعاملتِ معها؟
النساء يتعرضن لضغوط هائلة فيما يتعلق بالمحطات الكبرى في الحياة، مثل الزواج، والإنجاب، وحتى المسار المهني. عندما شاركت تجربتي حول تجميد البويضات، فوجئت بكمية الدعم والتشجيع التي تلقيتها من متابعيّ. الكثير منهم عبروا عن تقديرهم لخياري، حتى إن بعضهم بدؤوا التفكير في خوض التجربة. هذه الرحلة ليست سهلة دائما، ولكن وجود مجتمع داعم من نساء قويات ويتمتعن بمستوى الوعي الفكري نفسه يجعلها تجربة أكثر قوة وإيجابية.
هل غيّر تجميد البويضات نظرتك للتقدم في العمر؟ وهل تشعرين بأنك أكثر تحررا لأنك سيدة قرارك؟
نعم، تماما. تجميد البويضات غيّر نظرتي للتقدم في العمر، ومنحني شعورا بالطمأنينة، لأنني أتحكم في مستقبلي، بدلا من أن أكون مقيدة بساعة بيولوجية. بدلا من القلق حول مرور الوقت، أشعر بالقوة والتمكين لأنني أعلم أنني قد منــحـــت نفــســـي خيــارات متى ما كنت جاهزة لذلك. التقدم في العمر أمر لا مفر منه، لكنني لم أعد أراه عائقا، بل فرصة لأعيش حياتي وفقا لشروطي الخاصة، بعيدا عن ضغوط الخصوبة والمجتمع. إنه تذكير لكل النساء بأنهن ما زلن قادرات على بناء المستقبل الذي يردنه، بغض النظر عن المرحلة التي هنّ فيها.
ما الجــــزء الأكـثـــر عاطــفــيـــة في هــذه الــرحــلـــة؟ وهــــل كان هناك خوف، أم راحة، أم مزيج من الاثنين معا؟
كانت التجـــربة مليئة بمشاعر متناقضة. أكثر اللحظات عــــاطـــــفــــــــيــــة كــــانت خــــــــلال مرحــلـــة الحــقـــن والعــــلاجــــــات الهرمونية. وفقا لتجربتي الخاصة، كان هناك مزيج من الخوف والراحة. الخوف كان مرتبطا بالمجهول، كيف سيتفاعل جسدي؟ كيف سيؤثر ذلك في حالتي العاطفية والـهــرمـــونــيــة؟ لكن طبيـــــبي د. أحمد فقيه، كان له دور كبير في تهدئتي وطمأنتي خلال هذه الفترة. كان هناك أيضا خوف من النتائج، هل سيكون الإجراء ناجحا؟ ولكن بمجرد أن بدأت، شعرت بأن جسدي وعقلي يتكيفان مع التجربة، وهو ما منحني شعورا بالارتياح.
قميص، جاكيت وتنورة من LIMÉ
يقال إن تجميد البويضات يخفف من الضغط للعثور على "الشريك المناسب" بسرعة. هل أثر هذا القرار في نظرتك للحب والعلاقات؟
بالتأكيد. أشعر بالقوة والتمكين والراحة، من دون أي ضغط للاستعجال في الدخول بعلاقة غير ضرورية لمجرد الخــــــوف مـــن التـــقــــدم بالعمر وتراجع الخصوبة. معرفة أن الوقــــت ليس ضـــدي سـمـــــح لي بــــأن أكــــون أكثر يقينا في الحب، بدلا من الشعور بأنني بحاجة إلى الاستقرار بسرعة بسبب عامل الوقت. تجميد البويضات يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات الحب والعلاقات، حيث يمنح المرأة مزيدا من الوقت للتركيز على أهدافها الشخصية. شخصيا، لم أشعر يوما بالضغط للعثور على شريك بسرعة بسبب مخاوف تتعلق بالخـصـــوبـــــة. أنا مـــؤمنــــة بالحـــب وأحلم بإيجاد الشريك المــنــــاسب الـــذي يجـــمــعنـــــي بـــه ارتـــــبـــاط حقــيــقـــي ورفقة حقيقية، ولم يؤثر هذا الإجراء في رؤيتي لاختيار الشخص المناسب. اليوم، أشعر بتمكين أكبر في قراراتي العاطفية، حيث أصبـحـــت أمتــــلك مـــــرونة أكبر في تحديد التوقيت المناسب لي.
يتم غــالــبـــا تناول مـــوضـــوع تجــمـيــد البويضات من النــاحـيـــة البـيــولوجيـــة فقط، ولكن مــاذا عن القوة الذهنية والعاطفية التي يمنحها؟ كيف أثر هذا القرار في إحساسك بذاتك؟
بــصـــراحــــة، أشــعــــر بالــتــحــــرر. لم أعــــد مقـــيــــدة بالســاعــــــة البيولوجية أو بالضغوط الاجتماعية والعائلية المرتبطة بها. هذا الـــقـــرار أزال عني الكثير من التوتر والقلق غــيـــــر الضروريين.
إذا أردتِ توجيه رسالة إلى نفسك بعد 10 أو 15 سنة، فماذا ستقولين لها عن هذا القرار؟
إلى نفسي المستقــبــلــيـــة، آمل أن تــنــظــــــري إلى الوراء بفخر على هذه الخــطـــوة الـــتي اتــخــذتـــــــهــــا. آمل أن تــكــونـــــــي قد اتخذت خيارات جعلتك سعيدة، سواء استخـــــدمت هذه البويـــضـــات أم لا. الأهم هو أنك اتخذت قـــرارا بحكمة، ولـــيس بــــدافـــــع الـــخــــوف. لـــقـــد سيـــطــــرت على خياراتك، ووضعت رفاهيتك في المقدمة، واتخذت خطوة تتطلب قوة وشجاعة. كوني فخورة بنفسك، فأنت قادرة على كل شيء!
ما الرسالة التي توجهينها للــنــســــاء اللواتي يفكرن في هذا الخيار ولكن يشعرن بالتردد؟
أقول لكل امرأة شابة تفكر في تجميد البويضات: من الطبيعي أن تكوني مترددة، ومن الطبيعي أن تأخذي وقتك لفهم العملية جيدا. فكري فيما تريدينه حقا، ليس فقط للمستقبل، ولكن أيضا لنفسك الآن. في مجتمعنا، هناك الكثير من الضغط حول الخصوبة والجداول الزمنية، ولكن الأهم هو أن تتذكري أن رحلتك هي ملكك وحدك.. عندما تشعرين بأنك مستعدة، خذي الخطوة. وأهم من ذلك، أن تثقي بنفسك، قراراتك لا تعرّف من أنت، ولا تحدّ من إمكانياتك المستقبلية.
فستان من LIMÉ
وجهة نظر طبية.. رأي البروفسور فادي ميرزا
يرى البروفيسور فادي ميرزا رئيس قسم أمراض النساء والتوليد وصحة المرأة في "دبي الصحية" Dubai Health في لقاء خاص مع "هي" أن "تجميد البويضات يعتبر تطورا محوريا في مجالنا، حيث تنظر إليه الكثير من الجهات الفاعلة على أنه شكل من أشكال تمكين المرأة، إذ يمنحها القدرة على التحكم بخصوبتها، ومن ثم قدرتها على الإنجاب في المستقبل. تولد النساء بعدد محدد من البويضات التي تنخفض مع مرور الوقت، لذا فإن استخراج البويضات غير المستخدمة وتجميدها قبل أن تُفقد نهائيا يعد خيارا مهما للحفاظ على الخصوبة".
إضافة إلى فوائده الطبية، يحمل تجميد البويضات أبعادا نفسية وعاطفية عميقة. وفي هذا الإطار يعتبر ميرزا أن "تجميد البويضات يُخفف من بعض الضغوط العائلية أو المجتمعية، وهو ما يتيح للمرأة متابعة أهدافها الشخصية أو المهنية، سواء كانت تتعلق بالتقدم في حياتها المهنية، أو تحقيق شغفها، أو حتى العثور على الشريك المناسب. في السابق، كانت النساء غالبا ما يواجهن خيارا صعبا بين تحقيق طموحاتهن المهنية أو التعليمية وبين التحدي البيولوجي المتمثل في تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر. أما اليوم، فإن تجميد البويضات يمنح المرأة حرية تأجيل الإنجاب مع الحفاظ على فرصها في الأمومة مستقبلا".
اليوم ترى الكثير من النساء أن تجميد البويضات وسيلة للتحكم في مستقبلهن. سألنا ميرزا هل يعتقد أن هذه التقنية تعيد تعريف نظرة المجتمع لخصوبة المرأة وتقدمها في العمر، فأجاب: "بالتأكيد. من المعروف أن وظيفة المبيضين تتراجع مع التقدم في العمر، ولكن هذا التراجع يصبح ملحوظا بدءا من الثلاثينيات. تتيح هذه التقنية للمرأة فصل عمرها الزمني عن عمر مبيضيها، وهو ما يمنحها فرصة لمتابعة طموحاتها المهنية أو الشخصية دون القلق بشأن "تقدم المبيضين في العمر".
غالبا ما ترتبط الخصوبة بتوقعات المجتمع حول الأنوثة والزواج والأمومة. لكن ميرزا يُشدد على أن "تجميد البويضات لا يتعلق فقط بالخصوبة، بل يتعلق أيضا بحرية اختيار المسار الشخصي دون الشعور بالضغط بسبب "الساعة البيولوجية". في الواقع، تزايد الاهتمام بهذه التقنية يشير إلى أن النساء يسعين بشكل متزايد إلى السيطرة على صحتهن الإنجابية".
عن أهمية التوعية والتثقيف في مساعدة النساء على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن صحتهن الإنجابية، يلفت إلى أن "التوعية والتثقيف يلعبان دورا حاسما في تمكين النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية. إن الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، بدلا من الاعتماد على المعلومات المغلوطة أو الضغوط المجتمعية، يتيح للمرأة اتخاذ القرار المناسب لها. لذا، من الضروري أن تفهم المرأة الساعة البيولوجية ونافذة الخصوبة الخاصة بها في وقت مبكر".
ومع استمرار التقدم الطبي، يُعتقد أن تجميد البويضات سيصبح جزءا أساسيا من تخطيط النساء لحياتهن الإنجابية، كما هو الحال مع العناية بالبشرة والصحة العامة. من جهته، يعتبر ميرزا أن "هناك اهتماما متزايدا بتجميد البويضات بين الشابات، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام مع تعزيز الوعي وتغيير المفاهيم الاجتماعية. مع تأجيل الكثير من النساء الإنجاب لأسباب شخصية أو تعليمية أو مهنية، قد يصبح تجميد البويضات جزءا طبيعيا من التخطيط المستقبلي. تماما كما تستثمر النساء في تعليمهن واستقرارهن المالي، قد يُنظر إلى الحفاظ على الخصوبة كاستثمار مهم في المستقبل. إذا أصبح تجميد البويضات أمرا أكثر شيوعا وجرى دمجه في النقاشات حول الصحة الإنجابية، فمن المحتمل أن يتلاشى الوصم الاجتماعي المرتبط به. في الوقت الحالي، يُنظر إلى تجميد البويضات على أنه "الملاذ الأخير" أو إجراء استثنائي، ولكن إذا أصبح أكثر انتشارا ومقبولا ثقافيا، فقد يصبح شائعا مثل غيره من الممارسات الصحية".
ختاما، للنساء اللواتي يفكرن في تجميد البويضات، ولكن يشعرن بعدم اليقين أو يتعرضن لضغوط خارجية، يقول ميرزا: "قرار تجميد البويضات هو قرار شخصي بالكامل، ولا ينبغي أن تشعر أي امرأة بأنها مضطرة إلى اتخاذه تحت أي ضغط خارجي. فهذه التقنية وُجدت لتمكين المرأة، وليس لإجبارها على خيار معين".
تجميد البويضات بين التمكين النفسي والتحديات العاطفية
تقول دانييل الجميّل رزق أخصائية نفسية ومدربة حياة معتمدة، وممارسة متقدمة للبرمجة اللغوية العصبية لـ"هي" إن تجميد البويضات يرتبط بمفهوم أوسع حول "الجمال عبر الزمن"، حيث يُعيد النظر في التصورات التقليدية التي تربط قيمة المرأة بخصوبتها وشبابها. ومن خلال خوض هذه التجربة، يمكن للمرأة أن تتعامل مع التقدم في العمر بثقة، معتبرة إياه مرحلة للنمو والتطور بدلا من التراجع.
وتضيف: "في جوهره، يحقق تجميد البويضات استقلالية إنجابية، حيث تلجأ إليه الكثير من النساء لتخفيف الضغط الناجم عن التقدم في العمر وتراجع معدلات الخصوبة. يتيح لهن هذا الخيار التركيز على طموحاتهن الشخصية والمهنية من دون الشعور بأن الساعة البيولوجية تُقيد مستقبلهن. وفي مجتمعات تربط الخصوبة بالأنوثة والجمال، يمنح تجميد البويضات راحة نفسية تعزز الثقة بالنفس وتمنح المرأة تحكما أكبر بمستقبلها".
وترى رزق أن "القلق المرتبط بـ"الساعة البيولوجية" يمثل أحد العوامل الرئيسة التي تدفع النساء إلى تجميد البويضات، إذ تفرض التوقعات المجتمعية ضغطا كبيرا لتحقيق مراحل حياتية محددة مثل الزواج والأمومة قبل سن معيّن، وهو ما قد يخلق شعورا بالعجز والخوف من فوات الفرص. من خلال الحفاظ على خصوبتهن، تكتسب النساء إحساسا بالحرية والمرونة، وهو ما يقلل من التوتر ويمكّنهن من اتخاذ قرارات أكثر ثقة بشأن مستقبلهن".
أما عن قرار تجميد البويضات بحّد ذاته، فتعتبر رزق أن "التجربة مؤثرة نفسيا، وقد تثير مشاعر متضاربة. فالكثير من النساء يواجهن شكوكا حول نجاح الإجراء، أو ما إذا كن سيستخدمن البويضات المجمدة مستقبلا. كما تلعب مخاوف الندم دورا في تعقيد القرار، إذ قد تتساءل المرأة عما إذا كان دافعها وراء الإجراء مبررا. هذه التساؤلات تبرز أهمية الدعم النفسي، لمساعدتهن في فهم دوافعهن الحقيقية، سواء كانت متعلقة بالطموح المهني، أو النمو الشخصي، أو تأجيل الأمومة".
وتتابع: "إلى جانب الشق الطبي، يمنح تجميد البويضات شعورا بالارتياح النفسي، إذ تتراجع مستويات القلق لدى الكثير من النساء مع زوال الضغط المتعلق باتخاذ قرارات إنجابية خلال فترة زمنية محددة. هذا الإحساس بالراحة يسهم في تحقيق توازن أفضل في الخيارات الحياتية. لكن هذه الرحلة لا تخلو من التحديات، إذ قد تشكل الإجراءات الطبية، والأعباء المالية، وعدم اليقين بشأن النتائج مصادر توتر إضافية. كما قد يساور المرأة القلق بشأن مدى نجاح الحمل عند استخدام البويضات المجمدة مستقبلا. في هذه الحالات، يمكن للدعم النفسي عبر المعالجين أو المدربين الحياتيين أن يساعد في التعامل مع التوقعات وتقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع عدم اليقين".
بعد تجميد البويضات، تدخل المرأة مرحلة جديدة، تصفها رزق بالتأمل الذاتي، حيث تختبر مشاعر متباينة تتراوح بين الشعور بالقوة والشكوك. ومع تغيّر الظروف الحياتية، قد تجد بعض النساء أنفسهن غير مرتبطات عاطفيا بقرارهن السابق، وهو ما قد يثير تساؤلات حول مدى رغبتهن في استخدام تلك البويضات.
وتشدد رزق على أن "الإرشاد الحياتي والعلاج المعرفي السلوكي يساعد النساء في التعامل مع الجوانب العاطفية لتجميد البويضات. فمن خلال هذا الدعم، يمكن إعادة تحديد الأهداف الشخصية، بما يتجاوز مسألة الأمومة، بحيث يُنظر إلى هذه التجربة كفرصة بدلا من كونها مصدر ضغط. عبر تقنيات اليقظة الذهنية وتعزيز المرونة العاطفية، يمكن إعادة صياغة التوقعات المجتمعية، لينظرن إلى التقدم في العمر على أنه مصدر قوة ونضج، وليس عائقا. فالدعم النفسي يسهم في إحداث تحول في طريقة التفكير، وهو ما يسمح للمرأة باحتضان عدم اليقين والثقة بقدرتها على التأقلم مع المستقبل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 6 ساعات
- مجلة سيدتي
تجربتي في إزالة دهون الكبد ببعض التغييرات أتت بنتائج إيجابية
دهون الكبد هي مشكلة صحية شائعة، وترتبط بعدة أمراض أخرى؛ لذلك يجب التدخل المبكر لعلاجها حتى لا تتسبب في تدهور الحالة الصحية للمريض. من حسن الحظ أن تراكم الدهون على الكبد هي حالة يمكن التخلص منها، وللتعرف إلى تجربة ناجحة في هذا الإطار، التقت "سيّدتي" السيدة سارة (40 عاماً) التي كانت قد عانت من دهون الكبد، لكن بفضل الوعي والتدخل الطبي اللازم تمكنت من العلاج ودرء تبعات المرض. تجربة سارة مع دهون الكبد تقول سارة بداية إنها لاحظت المشكلة من خلال شعورها بالتعب المستمر والانتفاخ في محيط البطن، كانت هذه الأعراض تلازمها إلى حد جعلها تشعر بأن هذا بات جزءاً من حياتها، حتى تطور الأمر ولاحظت اصفراراً بسيطاً في عينيها، مع ألم في الجانب الأيمن، وهنا قررت إجراء فحوص شاملة، وتقول "كانت الصدمة في إصابتي بدهون كبدية زائدة". ما هي دهون الكبد؟ وفقاً لتعريف Verywell Health فإن دهون الكبد حالة صامتة في البداية، لكنها إن تُركت، قد تتطور إلى مراحل خطيرة مثل التهاب الكبد أو تندب دائم يسمى (MASH). وعن التشخيص تقول سارة: 'طلب الطبيب إجراء فحوص دم وفحوص تصوير بالموجات فوق الصوتية وتصوير بالرنين المغناطيسي، أظهرت النتائج تراكماً دهنياً في الكبد مع علامات مبكرة لالتهاب وزيادة في إنزيمات الكبد'. خطة علاج الكبد الدهني رحلة سارة كانت ملهمة لأنها تمكنت من خلال بعض التغييرات من الوصول إلى الشفاء، وتقي نفسها من مضاعفات هذه الحالة، وشملت خطة العلاج ما يلي: تغييرات في النظام الغذائي اتبعت سارة حمية البحر الأبيض المتوسط ، التي تُعرف بفعاليتها في تقليل دهون الكبد وتحسين وظائفه، وتعتمد هذه الحمية على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون)، مع تقليل اللحوم الحمراء والسكريات المصنّعة، ويشير British Liver Trust إلى أهمية التغييرات الغذائية في علاج مشكلة الكبد الدهني، وخاصة إذا كانت الحالة في بداياتها. الرياضة الخفيفة تقول سارة أيضاً إن الرياضة الخفيفة ساهمت في علاجها، وتقول "مارست المشي والنشاط المعتدل يومياً (30 دقيقة على الأقل، ثلاث مرات في الأسبوع)، وهي توصية أساسية لإبقاء الوزن تحت السيطرة ولتخفيف الدهون من الكبد. المتابعة الطبية المنتظمة لم تعتمد رحلة العلاج في حالة سارة على تغيير نمط الحياة فحسب، بينما شملت جانباً طبياً ملتزماً، فتقول: "كانت زياراتي للطبيب وإعادة الفحص، خاصة فحص إنزيمات الكبد، تحليل الدهون، وفحص FibroScan، كل 3–6 أشهر، هذه المتابعة مهمة لتقدير فعالية الخطوات ومعرفة مدى تحسن الكبد". الأدوية بالإضافة للتغييرات السابقة، أوصى الأطباء في حالة سارة بتناول بعض الأدوية الحديثة، من بينها، أدوية تساعد على تقليل الدهون في الكبد وتخفيف الوزن، مثل حقن تُستخدم لمرضى السكري والسمنة، وأظهرت نتائج مبشرة في تخفيف الدهون وتحسين الصحة العامة. ويشير موقع Chicago medicine إلى دور دواء جديد حصل على موافقة رسمية مؤخراً، واعتُمد كأول علاج من نوعه لحالات التهاب الكبد الدهني، خاصة إذا اقترن بنمط حياة صحي، بالإضافة إلى فيتامين إي E، حيث يُستخدم بجرعات مناسبة وتحت إشراف الطبيب، وقد أظهر فاعلية في بعض الحالات، وإن كان يحتاج إلى متابعة دقيقة لتفادي أي آثار جانبية. اقرئي أيضاً قوة العقل في تحقيق الرشاقة والتحكّم بالعادات الغذائية لدى النساء وفق اختصاصية خسارة الوزن والكبد الدهني تشير سارة من خلال تجربتها إلى أهمية فقدان الوزن في حالة الإصابة بالكبد الدهني، كجزء أصيل من العلاج، وتوضح: "بدأت بتقليل استهلاكي اليومي بشكل تدريجي، وتابعت مع اختصاصي تغذية لمتابعة التقدم، خلال أول 6 أشهر خسرت حوالي 7% من وزني، وتحسنت ضخامة الكبد وإنزيمات الدم. بعد سنة من الالتزام، تراجعت نسبة الدهون في فحوصات الرنين، وانخفضت إنزيمات ALT وAST، كانت المفاجأة عند إعادة الفحص FibroScan، حيث تبين أن التليف لم يتقدم، بل بدأ في الانحدار الطفيف". صعوبات وتحديات مرضى الكبد الدهني صحيح أن الكبد الدهني يمكن علاجه من خلال نظام يمزج بين الأدوية وتغيير نمط الحياة، لكن هناك صعوبات وتحديات يواجهها المرضى يمكن حصرها في التالي: التحفيز المستدام بعد فترة النشاط والحماس الأولية، قد يواجه مريض الكبد الدهني انخفاضاً في المعنويات، لذلك فإن الدعم الاجتماعي والاشتراك في مجموعات دعم مفيد لاستعادة التقدم بالهدف. تكلفة الأدوية والمتابعة التكلفة قد تكون تحدياً في ظل غلاء الدواء، لكن يمكن الاعتماد على التأمين الصحي إن توفر. وفي النهاية ينصح الأطباء بضرورة تقليل نسبة الدهون الكبدية إلى 5–10% من وزن الجسم، لأن ذلك قد يُحسن التهاب الكبد ويقي من المضاعفات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الغذاء الصحي، النشاط، الأدوية، وفي حالات نادرة أو متأخرة قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة. مضاعفات مرض الكبد الدهني مرض الكبد الدهني، خاصة عند تطوره إلى الحالة الأكثر خطورة المعروفة باسم التهاب الكبد الدهني (NASH)، قد يؤدي إلى مضاعفات جسيمة إذا ترك دون متابعة وعلاج، من أبرز هذه المضاعفات: التليف الكبدي تتلف خلايا الكبد في هذه الحالة ما يعيق وظيفة الكبد تدريجياً، وقد يتطور إلى فشل كبدي كامل أو يتعرض لإصابة بالسرطان الكبد. ارتفاع الضغط يرتبط الكبد بحالة تسمى ارتفاع الضغط البابي وما يصاحبه من احتباس السوائل بالبطن والتهاب وريد المريء، وهي أوعية دموية منتفخة معرضة للنزيف الشديد. اعتلال دماغي كبدي وهي حالة تسبب تشوشاً في التفكير، نعاساً، صعوبات في التركيز، وفقدان الوعي؛ وذلك نتيجة تراكم السموم التي لم يعد الكبد يتعامل معها بكفاءة. زيادة خطر السرطان الأشخاص الذين يعانون من دهون الكبد أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد، وكذلك يزيد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، الكلى وحتى بعض أنواع السرطان خارج الكبد.


مجلة سيدتي
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
أسرار من تجربتي الشخصية بالحفاظ على وزني بعد الرجيم
تعتبر مهمة الحفاظ على الوزن بعد الرجيم موازية لصعوبة خسارته، لتحقيق الاستقرار بعد اتباع نظام دايت، لا تجب العودة إلى الأنماط الغذائية القديمة مرة واحدة، بل يجب اتباع نظام غذائي وصحي يساهم في الحفاظ على الوزن مدّة أطول. لتثبيت الوزن لا توجد حمية معينة خاصة، وإنما هو تثبيت للعادات الصحية التي اكتُسبت خلال مرحلة خسارة الوزن الزائد، ولزيادة فرص ثبات الوزن بعد الانتهاء من الحمية الغذائية أو الرجيم والوصول إلى الوزن المناسب، يُنصح بالتخطيط لمرحلة انتقالية تساعد على تحديد العادات الغذائية المكتسبة، وأنماط النشاط البدني التي تمّ الالتزام بها خلال مرحلة خسارة الوزن، بهدف الحفاظ عليها كنمط حياة، مما يساهم في الحفاظ على الوزن مدة أطول، ويقلل فرص اكتساب الوزن من جديد مع أسرار من تجربة "سارة" الشخصية. تجربتي في الحفاظ على وزن مستقر بعد الرجيم "بعد اتباعي مختلف أنواع الرجيم لسنوات عدة كنت أخسر فيها عدة كيلوغرامات من وزني، لكنني سرعان ما أعاود اكتسابها أو اكتساب بعض منها عندما أتوقف، هذا التأرجح في الوزن سبّب لي الكثير من المشاكل الصحية والتجميلية وحتى النفسية؛ إلى أن اتخذت قراراً باتباع رجيم صارم على أن يليه نظام لتثبيت الوزن"، تقول سارة (30 عاماً) لـ"سيّدتي". وتتابع: "بعد اختيار اختصاصية التغذية المناسبة واتباع تعاليمها للفترة التي حددتها لي وسط متابعتها الدقيقة لمدة من الزمن وصلت إلى الوزن المطلوب، عادت واختارت لي نظاماً خاصاً لتثبيت الوزن بعد الرجيم. طلبت مني تسجيل جميع ما أتناوله خلال اليوم، وعندما كنت أشعر بالضعف أو الملل أو أشتهي أي طبق مفضل لدي كالمعكرونة والبيتزا على سبيل المثال، كنت أهرع إلى دفتري اليومي وأعود إلى الأيام التي سبقت والإنجاز الذي حققته حتى تلك الساعة في نظام تثبيت الوزن بعد الرجيم، فأشعر بحماسة كبيرة لتكملة ما بدأت به لأحافظ على الوزن الذي حققته بعد جهد، وأتخلى عن فكرة تناول الباستا والبيتزا". تردف سارة: "أنصح كل أنثى بعدم الرجوع إلى العادات الغذائية الخاطئة التي تسبّبت بزيادة الوزن لديها، بعد الوصول إلى الوزن المناسب، على أن تتم زيادة كمية السعرات الحرارية المتناولة بشكل تدريجي، حيث نصحتني اختصاصية التغذية بزيادة 200 سعرة حرارية فقط أسبوعياً إلى حين ثبات الوزن. بالإضافة إلى الاستمرار في تعلُّم عادات صحية جديدة حتى بعد نزول الوزن، مثل التسجيل في دروس الطهي الصحي على سبيل المثال للتشجيع على الالتزام بالعادات الغذائية والاستمرار عليها، وممارسة التمارين الرياضية لأنها من أفضل الطرق لتثبيت الوزن على المدى الطويل. وهنا نصحتني اختصاصية التغذية بممارسة 30 إلى 60 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة بشكل يومي للحفاظ على صحة الجسم والعقل". تؤكد سارة من خلال تجربتها أنه من الضروري جداً "البقاء على تواصل مع اختصاصية التغذية خلال فترة نزول الوزن لأنها قادرة على قياس نسبة الدهون في الجسم، وتقييم مؤشر كتلة الجسم، إضافة إلى قدرتها على معرفة المشاكل الصحية التي قد تظهر بسبب تغيّر شكل الجسم، مع التخطيط لمرحلة انتقالية للمساعدة على تحديد العادات الغذائية المكتسبة وأنماط النشاط البدني التي تمّ الالتزام بها خلال مرحلة خسارة الوزن. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الالتزام بتناول وجبة الفطور يساهم في الحفاظ على الوزن، ويمكن أن يقلل أيضاً من استعادة الوزن الزائد بشكل أفضل مقارنة بالتخلي عنها، ويُنصح بأن تحتوي وجبة الفطور على الحبوب الكاملة، ومصادر البروتين قليلة الدهون، ولتحقيق الاستقرار بعد اتباع نظام دايت لإنقاص الوزن، يأتي رجيم تثبيت الوزن كمرحلة أخيرة، كما يمكن اتباع هذا الرجيم بعد جراحات السمنة". تختتم سارة الحديث عن تجربتها قائلة إنه "يمكنكِ إضافة وجبات سناك (وجبات خفيفة) بين الوجبات الثلاث الرئيسية، ويتم تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة خلال اليوم، قد تصل إلى 6 وجبات، بالإضافة إلى التركيز على تناول الخضروات غير النشوية التي تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات ، مثل الفاصوليا، البروكلي، القرنبيط، الخيار، الكرنب، الخس، السبانخ، والجرجير... وأطعمة الحبوب الكاملة التي تحتوي على المزيد من الألياف الغذائية، مثل الفشار، الأرز البني، حبوب القمح الكاملة، معكرونة القمح الكامل، الكينوا، الشوفان والتورتيلا، أما إضافة الدهون الصحية فهي لا تؤثر سلباً على صحتكِ، وهي تتوفر في الأفوكادو، زيت الزيتون، المكسرات والبذور، والأطعمة الغنية بالبروتين، مثل الأسماك غير الدهنية، اللحم الخالي من الدهون، الدجاج منزوع الجلد، البيض، والأطعمة النباتية الموجودة في أي رجيم نباتي صحي، مع منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم، بما في ذلك الزبادي. هناك العديد من الوصفات لتثبيت الوزن التي تحتوي على نسبة معتدلة من البروتين للبدء بها في وجبة الإفطار الرئيسة، مع الحرص على تناول السوائل بين الوجبات وكمية وفيرة من الماء التي تساعد عملية التمثيل الغذائي وتحمي جهازكِ الهضمي من أي اضطرابات نتيجة نظامكِ الغذائي الجديد، من المهم أن تتناولي الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، التي تحتوي على البروتين والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم". ينصح بالاطلاع على تجربتي في إزالة دهون الكبد جيدة تستحق المتابعة. نظام غذائي للحفاظ على الوزن بعد الرجيم في الحقيقة هو نظام يشبه إلى حدّ كبير الحمية الغذائية أو الرجيم، ولكن الكلمة الدقيقة لوصفه هو أسلوب حياة، يرتكز نظام تثبيت الوزن بعد الرجيم على قواعد محدّدة تعرّفي إليها كما ورد في موقع EverydayHealth: وجبة الفطور: الالتزام بتناول وجبة الفطور من أفضل الطرق التي تساهم في تثبيت الوزن بعد الرجيم، على أن تتضمّن الحبوب الكاملة، كالشوفان وأحد مصادر البروتين الخالية من الدهون، كالبيض ومنتجات الألبان القليلة الدسم. كمية محدّدة من الكربوهيدرات: بعد الرجيم ولتثبيت الوزن، من المهم تناول كميات محدودة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات كالخبز الأبيض، المعكرونة وعصير الفاكهة، لأن هذه الأطعمة لا تحتوي على نسب عالية من الألياف الغذائية؛ والتي تعدّ ضرورية للشعور بالشبع. كميات كبيرة من البروتينات: مقابل الكميات المحدّدة من الكربوهيدرات في نظام تثبيت الوزن بعد الرجيم ، يجب تناول كميات كبيرة من البروتينات التي تساهم في زيادة مستويات الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالامتلاء، وفي تخفيض معدّل الهرمونات التي تحفّز الشعور بالجوع، وهذا من العوامل المهمة لتثبيت الوزن بعد الرجيم. الألياف الغذائية: غالبية الأطعمة لتثبيت الوزن بعد الرجيم تحتوي على نسب مرتفعة من الألياف الغذائية، لأنها تمنح المعدة شعوراً بالامتلاء لفترة أطول، ما يُسهم في التخفيف من كمية الطعام المتناولة لاحقاً، من مصادر الألياف التي يجب أن تحرصي على تضمينها في وجباتكِ الغذائية نذكر: الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، المكسرات، البقوليات وغيرها... ترطيب الجسم: الحفاظ على رطوبة الجسم من أهم الخطوات التي تساعد على تثبيت الوزن بعد الرجيم، وهذا يتم من خلال الإكثار من شرب الماء على مدار اليوم، لأنه يمنح شعوراً بالامتلاء ويساهم في التحكم بكميات السعرات الحرارية المتناولة، ليس هذا فحسب، بل إن شرب كوب إلى كوبين قبل كل وجبة يزيد من معدل حرق الجسم للسعرات الحرارية. الإصرار: الإصرار على الاستمرار في اتباع النظام الغذائي لتثبيت الوزن بعد الرجيم، هو الأهم بين كل ما سبق، فالإرادة محفّز قوي للوصول إلى الهدف الذي تريدينه من خلال هذا النظام. التقّيد: أيضاً جزء هام لا يمكن إغفاله، هو التقيد بقائمة الأطعمة المسموح بتناولها والممنوعة. قياس الوزن: قياس الوزن بشكل دوريٍ يساعد في تثبيت الوزن. الرياضة: من أساسيات تثبيت الوزن بعد الرجيم. النوم: الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم بمعدل 8 ساعات يومياً؛ فهذا الأمر يساعدكِ في اليوم التالي على عدم الشعور بالإرهاق أو التوتر اللذين يؤثران على الوزن، ويجعلانك في حالة من الجوع العاطفي.


مجلة هي
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة هي
حرية التقدم في العمر بشروطكِ الخاصة.. سارة زعيتر تروي لـ"هي" تجربتها مع تجميد البويضات
لطالما ارتبط الزمن بخيارات المرأة المصيرية، إذ كان يُنظر إلى الخصوبة على أنها ساعة بيولوجية لا هوادة فيها، تحدّد مسار الحياة وفق إيقاعها الخاص. لكن مع التطور العلمي والتغيرات الاجتماعية، أصبح بإمكان المرأة إعادة تعريف علاقتها بالوقت، واتخاذ قراراتها بعيدا عن الضغوط التقليدية. تماما كما تهتم المرأة بروتينات العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على نضارتها، أصبح تجميد البويضات خيارا يمنحها الفرصة للحفاظ على خصوبتها، لتعيش حياتها وفق شروطها الخاصة، بلا استعجال أو قيود. في هذا اللقاء الخاص، تشاركنا المؤثرة سارة زعيتر، المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـBloggerWanabe، تجربتها الشخصية مع تجميد البويضات.. رحلة لم تكن سهلة، ولكنها كانت ضرورية. على الرغم من اشتهارها في تقديم محتوى كوميدي عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف لنا سارة جانبا أكثر عمقا وعاطفيا لم تشاركه من قبل، متحدثة عن لحظة التحول التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، والمخاوف التي واجهتها، وكيف غيّرت هذه التجربة نظرتها للمستقبل. سترة من Fabric of Society، سروال من Tom Ford وحذاء من Malone Souliers هل كان هنـــاك لحــظــة معــيـــنــــة أدركتِ فيـــهــــا أن هـــذا هــــو القرار المناسب لكِ؟ مع بلوغي الثلاثيـنيـــات وكـــــوني عـــازبــــــة، تلقـــيت الكثير من التشجيع من عائلتي وأصدقائي للخضوع لبرنامج تجميد البويضات. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر خيارا فكرت فيه، ببساطة لأنني لم أرغب في إنجاب الأطفال. لم يكن الضغط للحفاظ على خصوبتي يتماشى مع قراراتي وقتها. لكن بعد وفاة والدي، تغيّرت نظرتي للحياة بالكامل. فقدانه جعلني أدرك مرور الوقت بشكل مختلف، وأصبحت لدي رغبة قوية في أن أكون أمّا، وأصبحت مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة. كونكِ شخصية مؤثرة وشاركتِ رحلتك مع تجميد البويضات مع متابعيك، ما الذي دفعك للتحدث علنا عن الموضــوع؟ وما المفــاهيـــــم الخاطئة التي ترين أنه يجب تصحيحها؟ أدركت أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمحظورات المـــرتــبــطـــة بتـجــمــيــد البـــويـــضــات. لـــذلك، شـعــــــرت كمؤثرة بمسؤولية مشاركة تجربتي لرفع مستوى الوعي حول هذا الموضوع. الحفاظ على الخصوبة ليس أمرا يجب الخجل منه، وليس إجراء مخصصا فقط للنساء اللواتي لم يجدن الشريك المناسب. إنه خيار استباقي يُمكّن المرأة من التحكم بمستقبلها الإنجابي بعيدا عن أي ضغط اجتماعي أو توقيت مفروض. كذلك، هناك مبالغة في الحديث عن صعوبة عملية تجميد البويضات وآثارها الجانبية، وهو ما قد يثني بعض النساء عن خوضها. تســـتـــثــــمر الــنـســـاء الكثـيـــر في العناية بالبشرة والصحة للحفاظ على الشباب، هل ترين أن تجميد البويضات هو امتداد لهذه الفكرة، للحفاظ على الخيارات المستقبلية؟ بالتأكيد. مع ارتفاع متوسط سن الزواج وزيادة وعي النساء بخيارات الحفاظ على الخصوبة، سيصبح تجميد البويضات جزءا من مفهوم العناية بالصحة والرفاهية. فستان من Akoon وسترة من Salfa غالبا ما تشعر النساء بضغط المجتمع حول "الجدول الزمني" التقليدي. هل واجهتِ أي انتقادات أو آراء غير مرغوبة عند مشاركة قرارك؟ وكيف تعاملتِ معها؟ النساء يتعرضن لضغوط هائلة فيما يتعلق بالمحطات الكبرى في الحياة، مثل الزواج، والإنجاب، وحتى المسار المهني. عندما شاركت تجربتي حول تجميد البويضات، فوجئت بكمية الدعم والتشجيع التي تلقيتها من متابعيّ. الكثير منهم عبروا عن تقديرهم لخياري، حتى إن بعضهم بدؤوا التفكير في خوض التجربة. هذه الرحلة ليست سهلة دائما، ولكن وجود مجتمع داعم من نساء قويات ويتمتعن بمستوى الوعي الفكري نفسه يجعلها تجربة أكثر قوة وإيجابية. هل غيّر تجميد البويضات نظرتك للتقدم في العمر؟ وهل تشعرين بأنك أكثر تحررا لأنك سيدة قرارك؟ نعم، تماما. تجميد البويضات غيّر نظرتي للتقدم في العمر، ومنحني شعورا بالطمأنينة، لأنني أتحكم في مستقبلي، بدلا من أن أكون مقيدة بساعة بيولوجية. بدلا من القلق حول مرور الوقت، أشعر بالقوة والتمكين لأنني أعلم أنني قد منــحـــت نفــســـي خيــارات متى ما كنت جاهزة لذلك. التقدم في العمر أمر لا مفر منه، لكنني لم أعد أراه عائقا، بل فرصة لأعيش حياتي وفقا لشروطي الخاصة، بعيدا عن ضغوط الخصوبة والمجتمع. إنه تذكير لكل النساء بأنهن ما زلن قادرات على بناء المستقبل الذي يردنه، بغض النظر عن المرحلة التي هنّ فيها. ما الجــــزء الأكـثـــر عاطــفــيـــة في هــذه الــرحــلـــة؟ وهــــل كان هناك خوف، أم راحة، أم مزيج من الاثنين معا؟ كانت التجـــربة مليئة بمشاعر متناقضة. أكثر اللحظات عــــاطـــــفــــــــيــــة كــــانت خــــــــلال مرحــلـــة الحــقـــن والعــــلاجــــــات الهرمونية. وفقا لتجربتي الخاصة، كان هناك مزيج من الخوف والراحة. الخوف كان مرتبطا بالمجهول، كيف سيتفاعل جسدي؟ كيف سيؤثر ذلك في حالتي العاطفية والـهــرمـــونــيــة؟ لكن طبيـــــبي د. أحمد فقيه، كان له دور كبير في تهدئتي وطمأنتي خلال هذه الفترة. كان هناك أيضا خوف من النتائج، هل سيكون الإجراء ناجحا؟ ولكن بمجرد أن بدأت، شعرت بأن جسدي وعقلي يتكيفان مع التجربة، وهو ما منحني شعورا بالارتياح. قميص، جاكيت وتنورة من LIMÉ يقال إن تجميد البويضات يخفف من الضغط للعثور على "الشريك المناسب" بسرعة. هل أثر هذا القرار في نظرتك للحب والعلاقات؟ بالتأكيد. أشعر بالقوة والتمكين والراحة، من دون أي ضغط للاستعجال في الدخول بعلاقة غير ضرورية لمجرد الخــــــوف مـــن التـــقــــدم بالعمر وتراجع الخصوبة. معرفة أن الوقــــت ليس ضـــدي سـمـــــح لي بــــأن أكــــون أكثر يقينا في الحب، بدلا من الشعور بأنني بحاجة إلى الاستقرار بسرعة بسبب عامل الوقت. تجميد البويضات يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات الحب والعلاقات، حيث يمنح المرأة مزيدا من الوقت للتركيز على أهدافها الشخصية. شخصيا، لم أشعر يوما بالضغط للعثور على شريك بسرعة بسبب مخاوف تتعلق بالخـصـــوبـــــة. أنا مـــؤمنــــة بالحـــب وأحلم بإيجاد الشريك المــنــــاسب الـــذي يجـــمــعنـــــي بـــه ارتـــــبـــاط حقــيــقـــي ورفقة حقيقية، ولم يؤثر هذا الإجراء في رؤيتي لاختيار الشخص المناسب. اليوم، أشعر بتمكين أكبر في قراراتي العاطفية، حيث أصبـحـــت أمتــــلك مـــــرونة أكبر في تحديد التوقيت المناسب لي. يتم غــالــبـــا تناول مـــوضـــوع تجــمـيــد البويضات من النــاحـيـــة البـيــولوجيـــة فقط، ولكن مــاذا عن القوة الذهنية والعاطفية التي يمنحها؟ كيف أثر هذا القرار في إحساسك بذاتك؟ بــصـــراحــــة، أشــعــــر بالــتــحــــرر. لم أعــــد مقـــيــــدة بالســاعــــــة البيولوجية أو بالضغوط الاجتماعية والعائلية المرتبطة بها. هذا الـــقـــرار أزال عني الكثير من التوتر والقلق غــيـــــر الضروريين. إذا أردتِ توجيه رسالة إلى نفسك بعد 10 أو 15 سنة، فماذا ستقولين لها عن هذا القرار؟ إلى نفسي المستقــبــلــيـــة، آمل أن تــنــظــــــري إلى الوراء بفخر على هذه الخــطـــوة الـــتي اتــخــذتـــــــهــــا. آمل أن تــكــونـــــــي قد اتخذت خيارات جعلتك سعيدة، سواء استخـــــدمت هذه البويـــضـــات أم لا. الأهم هو أنك اتخذت قـــرارا بحكمة، ولـــيس بــــدافـــــع الـــخــــوف. لـــقـــد سيـــطــــرت على خياراتك، ووضعت رفاهيتك في المقدمة، واتخذت خطوة تتطلب قوة وشجاعة. كوني فخورة بنفسك، فأنت قادرة على كل شيء! ما الرسالة التي توجهينها للــنــســــاء اللواتي يفكرن في هذا الخيار ولكن يشعرن بالتردد؟ أقول لكل امرأة شابة تفكر في تجميد البويضات: من الطبيعي أن تكوني مترددة، ومن الطبيعي أن تأخذي وقتك لفهم العملية جيدا. فكري فيما تريدينه حقا، ليس فقط للمستقبل، ولكن أيضا لنفسك الآن. في مجتمعنا، هناك الكثير من الضغط حول الخصوبة والجداول الزمنية، ولكن الأهم هو أن تتذكري أن رحلتك هي ملكك وحدك.. عندما تشعرين بأنك مستعدة، خذي الخطوة. وأهم من ذلك، أن تثقي بنفسك، قراراتك لا تعرّف من أنت، ولا تحدّ من إمكانياتك المستقبلية. فستان من LIMÉ وجهة نظر طبية.. رأي البروفسور فادي ميرزا يرى البروفيسور فادي ميرزا رئيس قسم أمراض النساء والتوليد وصحة المرأة في "دبي الصحية" Dubai Health في لقاء خاص مع "هي" أن "تجميد البويضات يعتبر تطورا محوريا في مجالنا، حيث تنظر إليه الكثير من الجهات الفاعلة على أنه شكل من أشكال تمكين المرأة، إذ يمنحها القدرة على التحكم بخصوبتها، ومن ثم قدرتها على الإنجاب في المستقبل. تولد النساء بعدد محدد من البويضات التي تنخفض مع مرور الوقت، لذا فإن استخراج البويضات غير المستخدمة وتجميدها قبل أن تُفقد نهائيا يعد خيارا مهما للحفاظ على الخصوبة". إضافة إلى فوائده الطبية، يحمل تجميد البويضات أبعادا نفسية وعاطفية عميقة. وفي هذا الإطار يعتبر ميرزا أن "تجميد البويضات يُخفف من بعض الضغوط العائلية أو المجتمعية، وهو ما يتيح للمرأة متابعة أهدافها الشخصية أو المهنية، سواء كانت تتعلق بالتقدم في حياتها المهنية، أو تحقيق شغفها، أو حتى العثور على الشريك المناسب. في السابق، كانت النساء غالبا ما يواجهن خيارا صعبا بين تحقيق طموحاتهن المهنية أو التعليمية وبين التحدي البيولوجي المتمثل في تراجع الخصوبة مع التقدم في العمر. أما اليوم، فإن تجميد البويضات يمنح المرأة حرية تأجيل الإنجاب مع الحفاظ على فرصها في الأمومة مستقبلا". اليوم ترى الكثير من النساء أن تجميد البويضات وسيلة للتحكم في مستقبلهن. سألنا ميرزا هل يعتقد أن هذه التقنية تعيد تعريف نظرة المجتمع لخصوبة المرأة وتقدمها في العمر، فأجاب: "بالتأكيد. من المعروف أن وظيفة المبيضين تتراجع مع التقدم في العمر، ولكن هذا التراجع يصبح ملحوظا بدءا من الثلاثينيات. تتيح هذه التقنية للمرأة فصل عمرها الزمني عن عمر مبيضيها، وهو ما يمنحها فرصة لمتابعة طموحاتها المهنية أو الشخصية دون القلق بشأن "تقدم المبيضين في العمر". غالبا ما ترتبط الخصوبة بتوقعات المجتمع حول الأنوثة والزواج والأمومة. لكن ميرزا يُشدد على أن "تجميد البويضات لا يتعلق فقط بالخصوبة، بل يتعلق أيضا بحرية اختيار المسار الشخصي دون الشعور بالضغط بسبب "الساعة البيولوجية". في الواقع، تزايد الاهتمام بهذه التقنية يشير إلى أن النساء يسعين بشكل متزايد إلى السيطرة على صحتهن الإنجابية". عن أهمية التوعية والتثقيف في مساعدة النساء على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن صحتهن الإنجابية، يلفت إلى أن "التوعية والتثقيف يلعبان دورا حاسما في تمكين النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية. إن الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، بدلا من الاعتماد على المعلومات المغلوطة أو الضغوط المجتمعية، يتيح للمرأة اتخاذ القرار المناسب لها. لذا، من الضروري أن تفهم المرأة الساعة البيولوجية ونافذة الخصوبة الخاصة بها في وقت مبكر". ومع استمرار التقدم الطبي، يُعتقد أن تجميد البويضات سيصبح جزءا أساسيا من تخطيط النساء لحياتهن الإنجابية، كما هو الحال مع العناية بالبشرة والصحة العامة. من جهته، يعتبر ميرزا أن "هناك اهتماما متزايدا بتجميد البويضات بين الشابات، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاهتمام مع تعزيز الوعي وتغيير المفاهيم الاجتماعية. مع تأجيل الكثير من النساء الإنجاب لأسباب شخصية أو تعليمية أو مهنية، قد يصبح تجميد البويضات جزءا طبيعيا من التخطيط المستقبلي. تماما كما تستثمر النساء في تعليمهن واستقرارهن المالي، قد يُنظر إلى الحفاظ على الخصوبة كاستثمار مهم في المستقبل. إذا أصبح تجميد البويضات أمرا أكثر شيوعا وجرى دمجه في النقاشات حول الصحة الإنجابية، فمن المحتمل أن يتلاشى الوصم الاجتماعي المرتبط به. في الوقت الحالي، يُنظر إلى تجميد البويضات على أنه "الملاذ الأخير" أو إجراء استثنائي، ولكن إذا أصبح أكثر انتشارا ومقبولا ثقافيا، فقد يصبح شائعا مثل غيره من الممارسات الصحية". ختاما، للنساء اللواتي يفكرن في تجميد البويضات، ولكن يشعرن بعدم اليقين أو يتعرضن لضغوط خارجية، يقول ميرزا: "قرار تجميد البويضات هو قرار شخصي بالكامل، ولا ينبغي أن تشعر أي امرأة بأنها مضطرة إلى اتخاذه تحت أي ضغط خارجي. فهذه التقنية وُجدت لتمكين المرأة، وليس لإجبارها على خيار معين". تجميد البويضات بين التمكين النفسي والتحديات العاطفية تقول دانييل الجميّل رزق أخصائية نفسية ومدربة حياة معتمدة، وممارسة متقدمة للبرمجة اللغوية العصبية لـ"هي" إن تجميد البويضات يرتبط بمفهوم أوسع حول "الجمال عبر الزمن"، حيث يُعيد النظر في التصورات التقليدية التي تربط قيمة المرأة بخصوبتها وشبابها. ومن خلال خوض هذه التجربة، يمكن للمرأة أن تتعامل مع التقدم في العمر بثقة، معتبرة إياه مرحلة للنمو والتطور بدلا من التراجع. وتضيف: "في جوهره، يحقق تجميد البويضات استقلالية إنجابية، حيث تلجأ إليه الكثير من النساء لتخفيف الضغط الناجم عن التقدم في العمر وتراجع معدلات الخصوبة. يتيح لهن هذا الخيار التركيز على طموحاتهن الشخصية والمهنية من دون الشعور بأن الساعة البيولوجية تُقيد مستقبلهن. وفي مجتمعات تربط الخصوبة بالأنوثة والجمال، يمنح تجميد البويضات راحة نفسية تعزز الثقة بالنفس وتمنح المرأة تحكما أكبر بمستقبلها". وترى رزق أن "القلق المرتبط بـ"الساعة البيولوجية" يمثل أحد العوامل الرئيسة التي تدفع النساء إلى تجميد البويضات، إذ تفرض التوقعات المجتمعية ضغطا كبيرا لتحقيق مراحل حياتية محددة مثل الزواج والأمومة قبل سن معيّن، وهو ما قد يخلق شعورا بالعجز والخوف من فوات الفرص. من خلال الحفاظ على خصوبتهن، تكتسب النساء إحساسا بالحرية والمرونة، وهو ما يقلل من التوتر ويمكّنهن من اتخاذ قرارات أكثر ثقة بشأن مستقبلهن". أما عن قرار تجميد البويضات بحّد ذاته، فتعتبر رزق أن "التجربة مؤثرة نفسيا، وقد تثير مشاعر متضاربة. فالكثير من النساء يواجهن شكوكا حول نجاح الإجراء، أو ما إذا كن سيستخدمن البويضات المجمدة مستقبلا. كما تلعب مخاوف الندم دورا في تعقيد القرار، إذ قد تتساءل المرأة عما إذا كان دافعها وراء الإجراء مبررا. هذه التساؤلات تبرز أهمية الدعم النفسي، لمساعدتهن في فهم دوافعهن الحقيقية، سواء كانت متعلقة بالطموح المهني، أو النمو الشخصي، أو تأجيل الأمومة". وتتابع: "إلى جانب الشق الطبي، يمنح تجميد البويضات شعورا بالارتياح النفسي، إذ تتراجع مستويات القلق لدى الكثير من النساء مع زوال الضغط المتعلق باتخاذ قرارات إنجابية خلال فترة زمنية محددة. هذا الإحساس بالراحة يسهم في تحقيق توازن أفضل في الخيارات الحياتية. لكن هذه الرحلة لا تخلو من التحديات، إذ قد تشكل الإجراءات الطبية، والأعباء المالية، وعدم اليقين بشأن النتائج مصادر توتر إضافية. كما قد يساور المرأة القلق بشأن مدى نجاح الحمل عند استخدام البويضات المجمدة مستقبلا. في هذه الحالات، يمكن للدعم النفسي عبر المعالجين أو المدربين الحياتيين أن يساعد في التعامل مع التوقعات وتقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع عدم اليقين". بعد تجميد البويضات، تدخل المرأة مرحلة جديدة، تصفها رزق بالتأمل الذاتي، حيث تختبر مشاعر متباينة تتراوح بين الشعور بالقوة والشكوك. ومع تغيّر الظروف الحياتية، قد تجد بعض النساء أنفسهن غير مرتبطات عاطفيا بقرارهن السابق، وهو ما قد يثير تساؤلات حول مدى رغبتهن في استخدام تلك البويضات. وتشدد رزق على أن "الإرشاد الحياتي والعلاج المعرفي السلوكي يساعد النساء في التعامل مع الجوانب العاطفية لتجميد البويضات. فمن خلال هذا الدعم، يمكن إعادة تحديد الأهداف الشخصية، بما يتجاوز مسألة الأمومة، بحيث يُنظر إلى هذه التجربة كفرصة بدلا من كونها مصدر ضغط. عبر تقنيات اليقظة الذهنية وتعزيز المرونة العاطفية، يمكن إعادة صياغة التوقعات المجتمعية، لينظرن إلى التقدم في العمر على أنه مصدر قوة ونضج، وليس عائقا. فالدعم النفسي يسهم في إحداث تحول في طريقة التفكير، وهو ما يسمح للمرأة باحتضان عدم اليقين والثقة بقدرتها على التأقلم مع المستقبل".