أحدث الأخبار مع #GoogleYouTube


نافذة على العالم
منذ 4 أيام
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما هي دمية "لابوبو" التي تغزو العالم، وكيف تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي؟
الجمعة 23 مايو 2025 11:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Jaydee قبل 6 ساعة انتشرت دمية "لابوبو" بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد الجنون الدائر حول الرغبة في امتلاكها من قبل المشاهير والكبار قبل الصغار. لابوبو هي شخصية وحش غريب الأطوار ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ المولود في هونغ كونغ، واشتهرت من خلال التعاون مع متجر الألعاب "بوب مارت" البائع الرئيسي لها. وأصبحت هذه الدمية رائجة على "تيك توك" بعد أن امتلكتها نجمات مثل ريهانا ودوا ليبا، وجعلتها جزءاً من الموضة الخاصة بهن. وفي العالم العربي، اقتحمت الدمية عالم الموضة من أوسع أبوابه، وتحول في وقتٍ قياسي إلى إكسسوار أساسي وهوس عالمي، وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع. أهمل YouTube مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من Google YouTube؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Google YouTube. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Google YouTube وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى في موقع YouTube قد يتضمن إعلانات نهاية YouTube مشاركة ووثق الفنان المصري أحمد سعد ردة فعله بعد الحصول على الدمية عبر مقطع فيديو طريف نشره على منصاته الرسمية، ظهر فيه وهو يحمل "لابوبو"، مُعلناً مشاركته في الترند الذي اجتاح منصات التواصل، خلال الآونة الأخيرة. وأضاف أحمد سعد ضاحكاً: "الحمد لله لاقيته"، في إشارة ساخرة إلى صعوبة العثور على هذه الدمية. أهمل X مشاركة, 1 هل تسمح بعرض المحتوى من X؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية X مشاركة, 1 بدأت دمية "لابوبو" كإكسسوار عصري، ثم تحولت إلى رمز فني وأيقونة موضة عالمية، وهو ما جعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد مظهرها ويصفه بالـ "مخيف" ولا يرغب في الحصول على الدمية. ظهرت "لابوبو" لأول مرة في عام 2015، ضمن سلسلة "The Monsters" المستلهمة من الأساطير الإسكندنافية، لكنها اكتسبت شهرتها العالمية في عام 2024 بعد ظهورها مع عضوة فرقة "بلاكبينك" ليزا، وهو ما جعلها جزءاً من أسلوب حياة المشاهير في جميع أنحاء العالم. "لابوبو هي طفلي"، قالتها ليزا في مقابلة مع مجلة (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية. وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رغبتهم في الحصول على الدمية، مطالبين بتوفيرها بشكل أكبر وأسهل. تتميز دمية "لابوبو" بعيونها الواسعة، وآذنيها المدببتين، وأسنانها البارزة، مما يمنحها مظهراً فريداً يجمع بين "اللطف والغرابة"، بحسب ما يصفها محبوها. تُباع دمى "لابوبو" في عبوات تُعرف بـ"الصناديق العمياء أو العشوائية"، حيث يظل محتوى العلبة مجهولاً للمشتري حتى لحظة فتحها. وتتراوح أسعار هذه الدمى في المتاجر الآسيوية بين 13 و16 دولاراً. ومع ذلك، فإنها تُعرض حالياً على منصات مثل "StockX" و"eBay" بأسعار مرتفعة بشكل لافت، تتجاوز التوقعات. تُعرض بعض النماذج الشهيرة للدمية بسعر يصل لنحو 300 دولار، في حين قد تصل قيمة الإصدارات النادرة إلى 1580 دولاراً على موقع "بوب مارت". أما نموذج "سيكريت" النادر جداً، والذي تبلغ فرصة الحصول عليه 1.4 في المئة فقط، فيُباع في المزادات الإلكترونية بسعر يصل إلى 1920 دولاراً. ومن ناحية أخرى، تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" على متجر أمازون بسعر 167 دولاراً للعلبة التي تحتوي على عدة دمى، أو 101 دولاراً للدمية الفردية. وعلى أمل الحصول على دمية نادرة أو حصرية، يصطف العديد من الأشخاص في طوابير طويلة تمتد لساعات أو حتى أيام. وبحسب صحف عالمية، اعتمدت شركة "بوب مارت" استراتيجية تسويقية ذكية تقوم على مبدأ الإصدارات المحدودة وخلق شعور بالندرة، على غرار ما حدث مع دمى "بيني بيبيز" في تسعينيات القرن الماضي. إذ تطلق كل مجموعة جديدة بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يعزز الطلب ويجعل من سوق المقتنيات جزءاً محورياً في خطط الشركة التسويقية. وما يميز "لابوبو" هو أنها لا تستهدف الأطفال، بل تلقى رواجاً كبيراً بين البالغين. وتتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وعلى منصات مثل تيك توك وإنستغرام، تحصد مقاطع "فتح الصناديق" ملايين المشاهدات، بينما تنتشر وسوم مثل #Labubu لتوثيق تلك المقاطع، وغالباً ما تكون مزودة بأحذية بلاستيكية تُباع بسعر 22 دولاراً، وملابس مصممة خصيصاً. أهمل X مشاركة, 2 هل تسمح بعرض المحتوى من X؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية X مشاركة, 2 في بريطانيا، أبدى محبو دمى "لابوبو" المنتشرة على نطاق واسع غضبهم عبر الإنترنت بعد أن سحبت الشركة المصنعة لها الألعاب من جميع المتاجر عقب تقارير عن تشاجر العملاء عليها. وقالت شركة بوب مارت لبي بي سي إنها أوقفت بيعها في جميع متاجرها الستة عشر حتى يونيو/حزيران "لمنع أي مشاكل محتملة تتعلق بالسلامة".


نافذة على العالم
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"
الخميس 15 مايو 2025 10:15 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Courtesy of Cannes Film Festival Article information Author, نيكولاس باربر Role, قبل 5 ساعة بينما يترقب كثيرون من عشاق هوليوود أفلام الصيف باعتبارها فرصة للهروب من واقع متوتر ومشحون عالمياً، فإن الجزء الثامن من سلسلة "مهمة مستحيلة"، الذي يحمل عنوان "الحساب الأخير"، يُقدّم تجربة عكس ذلك تماماً. الفيلم، الذي يُرجّح أن يكون ختاماً لمسيرة إيثان هانت بقيادة توم كروز، يُعدّ الأكثر كآبةً وقتامة في تاريخ السلسلة. بعيداً عن أجواء التشويق المرحة أو المغامرات المليئة بالحيوية، يأتي هذا الجزء كبيان سينمائي سوداوي، ينشغل بأسئلة الهاجس النووي، وسرعة انهيار الحضارة الحديثة. صحيح أن كروز يواصل أداءه البدني الجريء - بين قتال بملابس النوم ومشاهد تعلّق جديدة بطائرات - لكنّ هذه اللحظات لا تُخفّف من الجو العام القاتم، بل إن الفيلم يُهدد بأن يكون "أشد أفلام الصيف إحباطاً"، لا بسبب رداءته، بل بسبب ما يحمله من طابع تشاؤمي كثيف. يفتتح الفيلم بجملة تنذر بالكارثة: "الحقيقة تتلاشى، والحرب تقترب"، يتبعها مشاهد لصواريخ تنطلق ومدن تُسحق. لا حوارات ذكية، ولا مزاح، بل فلسفة سطحية عن المصير والاختيار، حتى موسيقى السلسلة الشهيرة تم استبدالها بألحان أوركسترالية ثقيلة ومظلمة. وما يثير الاستغراب أن هذا الانحراف الحاد في نغمة الفيلم جاء من نفس الفريق الذي قدّم الجزء السابق "Dead Reckoning"، والذي تميّز بخفة ظل، ولمسات من الرومانسية والغموض، وإن كان ضمن الحدود المعتادة لأفلام كروز، أما في "الحساب الأخير"، فتجري الأحداث في أماكن مغلقة، أنفاق وكهوف وأعماق بحر، وكأن الفيلم يغوص حرفياً ومجازياً في العتمة. أهمل YouTube مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من Google YouTube؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Google YouTube. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Google YouTube وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى في موقع YouTube قد يتضمن إعلانات نهاية YouTube مشاركة قد يتوقع البعض أن مشهداً لتوم كروز وهو يركض بين الانفجارات أو يتدلى من طائرة يكفي ليُعيد الحيوية إلى أي فيلم أكشن، لكن في "الحساب الأخير"، حتى هذه اللحظات لا تنقذ العمل من طابعه الخانق، إذ يخيم على الفيلم شعور مستمر بالتهديد والدمار، ويبدو أن ما تبقى من الأمل يتم سحقه عمداً في كل مشهد. الحوارات هنا ليست أدوات للتقريب بين الشخصيات أو لإضفاء بعض المرح كما اعتدنا في أجزاء السلسلة السابقة، بل تتحول إلى خطب ثقيلة عن "الاختيار والمصير"، وكأننا أمام محاضرة عن نهاية العالم لا فيلم صيفي من إنتاج ضخم. التحوّل الحاد في توجه السلسلة يبدو وكأنه انعطافة غير محسوبة، ففي الجزء السابق، رغم كل التوتر، كانت هناك مساحات خفيفة من المزاح، ولمسات من البهجة البصرية، ومشاهد في مدن أوروبية نابضة، أما في هذا الجزء، فالفيلم يكاد يختنق في عتمة أنفاقه، وأعماق بحره، وسط ألوان باهتة لا حياة فيها، وصوت موسيقي جنائزي لا يمت بصلة للّحن الشهير الذي طالما رافق السلسلة. كل ذلك يُثير تساؤلاً مشروعاً: هل هذا هو المسار الذي تستحقه سلسلة "مهمة مستحيلة"؟ وهل كان من الضروري أن تُختم بهذا النوع من الكآبة البصرية والعاطفية؟ صدر الصورة، Mission: Impossible – The Final Reckoning يُهدر الفيلم جزءاً غير متناسب من مدته - التي تقترب من ثلاث ساعات - في مشاهد متكررة لأشخاص يجلسون في غرف مظلمة، يشرحون القصة لبعضهم البعض بهمس خافت وكأنهم يتآمرون في جنازة، مراراً وتكراراً، يُجبَر المشاهد على متابعة هذه الحوارات الثقيلة، المتكلفة، المليئة بالتحذيرات المبهمة. ولو أُطلق على الفيلم اسم "الشرح الذي لا ينتهي"، لكان ذلك أكثر دقة من "الحساب الأخير". عادةً ما تُقطع هذه المشاهد بلمحات من الماضي (فلاش باك)، أو من المستقبل (فلاش فورورد)، وأحياناً - على طريقة مسلسل "لوست" - بلقطات جانبية تُظهر شخصيات أخرى في غرف مظلمة مشابهة، تهمس بنفس القصة بنفس اللهجة المرهقة. ولكن بدل أن تُضفي هذه التقطيعات شيئاً من الحيوية على السرد، فإنها توحي بأن المخرج كريستوفر ماكوايري وفريقه عجزوا عن تسيير القصة فعلياً، فلجأوا إلى تفكيك المشاهد إلى لقطات صغيرة ومبعثرة، على أمل ألا نلاحظ ذلك. وربما كان من الممكن تجاوز هذه الأجواء القاتمة، لو كان "الحساب الأخير" فيلماً ذكياً بحق، أو يحمل عمقاً درامياً حقيقياً، لكن للأسف، هو مجرد مثال جديد على السذاجة التي يمكن أن تصل إليها أفلام هوليوود الضخمة. القصة، التي تُكمل ما بدأ في الجزء السابق "Dead Reckoning"، تدور حول كيان ذكاء اصطناعي يُدعى "الكيان" (The Entity)، استولى على الإنترنت، ويخطط لإطلاق هجوم نووي عالمي يُفني البشرية. لا نعرف لماذا يريد فعل ذلك، ولا كيف عرف الأبطال بهذه الخطة، لكن لا بأس... المهم أن إيثان هانت (توم كروز) قادر على إنقاذ العالم، بكل بساطة، عبر نقر جهازين صغيرين ببعضهما، وفجأة، يصبح "الكيان" مجرد "لا شيء". من بين هذه "الأجهزة" الحاسمة، هناك صندوق يحتوي على الشفرة المصدرية لـ"الكيان"، وهو الآن غارق في غواصة محطمة في قاع البحر - ولهذا نرى مشهد غوص طويل في الأعماق. ورغم أن المشهد يستحق الإشادة من حيث الأجواء الغامضة، فإنه لا يحظى بأي نقطة على مقياس الإثارة. (إلى أي مدى يمكن للمشاهد أن يصبر على لقطة طويلة لشخص يسبح في مياه مظلمة بلا أي ملاحقة؟). أما الجهاز الثاني - الذي يحتاجه إيثان لتدمير "الكيان" - فهو "حبّة السم"، أو ما يُشبه وحدة تخزين صغيرة (USB)، اخترعها صديقه لثر (فيغ ريمز). وفي عالم "مهمة مستحيلة"، هذه الحبّة ليست مجرّد أداة تقنية، بل هي أهم قطعة في تاريخ البشرية. يمكنها حرفياً إنقاذ العالم. ومع ذلك، ما الذي يفعله إيثان بهذه القطعة المصيرية؟ يتركها - ببساطة - في جيب صديقه فاقد الوعي، والذي لا يحرسه أحد، مما يسمح للشرير غابرييل (إيساي موراليس) بسرقتها بكل سهولة. والمفارقة الكبرى أن الفيلم لا يتوقف عن تمجيد بطله، فبين خطب هامسة تتحدث عن "بطولاته الخالدة"، وبين مشاهد أرشيفية تعرض لقطات من الأجزاء السابقة، يكاد المرء يشعر أن إيثان على وشك تسلّم جائزة عن مجمل أعماله. لكن في وسط كل هذا الإطراء، لا أحد يجرؤ على الإشارة إلى مدى غبائه عندما ترك أهم جهاز في العالم في مكان مكشوف. قبل أن يصل الفيلم إلى المشهد الوحيد الذي قد يُغري المشاهد بإعادة تكراره - المشهد الذي تصدر ملصق العمل، حيث يتمسك توم كروز بطائرة ذات جناحين في الجو - عليك أن تتجاوز عدداً لا يُحصى من الثغرات السردية والمفارقات العبثية في الحبكة. نعلم جميعاً أن كروز ينفّذ مشاهده الخطرة بنفسه، وينفذها ببراعة لا شك فيها، لذا إن كنت من عشاق رؤية وجهه وهو يُعصر تحت ضغط الرياح على ارتفاع شاهق، فربما تستمتع بهذا العرض البهلواني الجديد. لكن رغم كل ذلك، لا يحمل المشهد جديداً يُذكر؛ فهو مزيج من مطاردة المروحية في فيلم Fallout، ومشهد الطائرة الشاحنة في Rogue Nation. والسؤال هنا: طائرة ذات جناحين؟ فعلاً؟ يبدو أن صناع الفيلم قرروا أنه لم يبقَ وسيلة نقل لم يستعملوها في هذه السلسلة الممتدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فاضطروا لاستخدام الطائرة ذات الجناحين كحل أخير. وإذا ما تقرر إنتاج جزء تاسع، فربما نراهم يقودون دراجات من طراز القرن التاسع عشر داخل حديقة عامة، وهو ما يجعل تسويق هذا الفيلم باعتباره "الخاتمة الكبرى" للسلسلة أمراً منطقياً.


نافذة على العالم
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : كيف تسعى مصر للحفاظ على "الذوق العام"؟
الخميس 27 مارس 2025 08:30 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images Article information موسم رمضان لهذا العام في مصر كان حافلاً، لكنه مختلف. تصاعد الجدل فيه على خلفية مسلسلات رأى البعض أنها ابتعدت عن "الضوابط المجتمعية". دفع هذا الجدل الدولة إلى التدخل؛ فأٌعلن عن تشكيل لجان جديدة وعن مؤتمر مرتقب لإعادة تقييم مسار الدراما المصرية. لم يُوضّح أي مسؤول ما المقصود بالـ"ذوق العام" - مما فتح باب التفسيرات المختلفة. كما فتح الباب أمام الخوف من ممارسة المزيد من الرقابة على الأعمال الفنية. السيسي: "خائف على الذوق العام" صدر الصورة، Getty Images كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من فجّر هذا النقاش، خلال إفطار رمضاني نظمته القوات المسلحة، حيث دعا القنوات التلفزيونية ومنتجي الدراما إلى تقديم أعمال تتسم بالـ"جدية والالتزام"، مشيراً إلى ضرورة الابتعاد عن المحتوى الذي وصفه بـ"الغم والهزل". وجّه حديثه إلى صناع الدراما مطالباً بالبحث عن الأعمال التي تحقق فائدة للمجتمع، مؤكداً أهمية تقديم محتوى إيجابي يساهم في "بناء القيم"، دون التوسّع في شرح هذه القيم. لاحقاً، وأمام جمهور "لقاء المرأة المصرية والأم المثالية"، استعرض الرئيس تحولات المشهد الدرامي في البلاد، قائلاً إن الدراما المصرية كانت صناعة مدعومة من الدولة، تتحرك وفق أهداف مجتمعية وضعها متخصصون في الإعلام وعلم النفس والاجتماع، لتلعب دوراً في صياغة الوعي العام. ومع تغير الظروف، أوضح السيسي أن هذه الصناعة فقدت تدريجياً هذا البُعد الثقافي، وأصبحت أقرب إلى سلعة تجارية تستهدف الربح في المقام الأول. وأعرب عن قلقه من هذا التحول، قائلاً إن "الذوق العام" أصبح عرضة لتأثيرات سلبية. حتى أن الرئيس السيسي ساوى بين دور الدراما، ودور مؤسسات المجتمع الأخرى مثل المسجد والكنيسة والمدرسة والجامعة والأسرة. أهمل YouTube مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من Google YouTube؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Google YouTube. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Google YouTube وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى في موقع YouTube قد يتضمن إعلانات نهاية YouTube مشاركة ما الذي أزعج الناس؟ وبعد توجيهات الرئيس المصري، أعلن رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، تحركاً فورياً، كاشفاً عن تشكيل "مجموعة عمل متخصصة لصياغة رؤية واضحة للمستقبل تساهم في تعزيز الرسائل الإيجابية للإعلام والمسرح المصري تجاه الفرد والمجتمع". ستجمع المجموعة الجديدة "كل الجهات المعنية بالإعلام والدراما في مصر"، بما في ذلك وزارة الثقافة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، إلى جانب مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، وشركات إنتاج مستقلة أخرى. علماً أن المتحدة للخدمات الإعلامية أو "يونايتد ميديا" تعد الذراع الإعلامية الأكبر في البلاد، حيث تشرف على إنتاج وتوزيع غالبية الأعمال الدرامية والسينمائية المعروضة على القنوات المصرية. ومن المعروف أن المجموعة تملك محفظة من القنوات الفضائية والمنصات الرقمية المؤثرة، وتلعب دوراً مركزياً في تشكيل الخريطة الدرامية الرمضانية. إلى جانب هذه المؤسسات، أشار مدبولي إلى إشراك "نخبة من الخبراء المتميزين" في صياغة التوصيات التي ستصدر عن اللجنة الجديدة. لم تحدد الجهات الرسميّة مسلسلات بعينها، لكن اتفق كثير من الإعلاميين والنقاد على تسمية عدد منها. فمثلاً، تعتقد الناقدة ماجدة خيرالله، أن أربعة مسلسلات هي التي كانت وراء كل هذه الأزمة: "إش إش"، "العتاولة 2"، "فهد البطل"، و"سيد الناس". وتقول في مقابلة مع بي بي سي عربي: "لم أعد أشاهد هذه المسلسلات، في البداية أعطيت كل منها فرصة متابعة لخمس حلقات، لكنني شعرت بأن مشاهدتها مضيعة للوقت". الأمر الذي وجدته الناقدة المعروفة مزعجاً كان مشاهد الصراخ الدائم؛ إذ ترى أن هذا الأمر "غير منطقي ولا يحصل في الحياة العادية". تقول خيرالله إن رفض مثل هذه المشاهد المبالغ فيها، لم يبدأ من النقاد، بل من الجمهور نفسه: "الناس هي من أثارت هذه الأزمة، وليست الصحافة أو النقاد. الكثافة في تقديم هذا النوع من الأعمال هي ما جعلت الأمر غير محتمل". وانزعجت كثيراً من ربط مسلسلات الأحياء الشعبية بالـ"بلطجة والشرشحة". ففي حين اختارت بعض المسلسلات تقديم مشاهد الحارات الشعبية من خلال ضجيج صاخب، وشتائم متكررة، وانفعالات مبالغ فيها، أثبتت أعمال أخرى أن الحي الشعبي لا يعني بالضرورة الفوضى. تُشيد خيرالله، على وجه الخصوص، بمسلسل "أولاد الشمس"، الذي - برأيها - "قدّم دراما هادئة ومنطقية"، وأعطى فرصة ظهور نجمين شابين هما أحمد مالك وطه الدسوقي. كما أشادت بمسلسل "80 باكو"، الذي عرض حالات إنسانية لبطلات العمل "دون أن يسقط في فخ الضجيج أو العنف (غير المنطقي)". وترى خيرالله أن ما يُميّز هذه الأعمال هو احترامها لعقل المشاهد، وانطلاقها من أساسات فنية متينة، موضحة: "العمل الفني لابد أن يُبنى على كتابة راقية، وعلى مخرج واعٍ يفهم من هو جمهوره المستهدف. في النهاية، الدراما تدخل بيوت الناس، ويجب أن تحترم هذا الأمر". رغم تصاعد موجة النقد التي رافقت موسم رمضان الدرامي هذا العام، لا ينكر عضو لجنة الدراما في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، زين العابدين شبلي، في مقابلته مع بي بي سي عربي، وجود أعمال تستحق الثناء. من أبرزها "جودر 2"، الذي قدّم معالجة معاصرة لعوالم "ألف ليلة وليلة" بأسلوب بصري حديث وجاذب، ومسلسل "ولاد الشمس" الذي تعمّق في قضايا الأيتام وانتهاكات دور الرعاية، إلى جانب "قلبي ومفتاحه" الذي تناول موضوعي الطلاق التعسفي والزواج المشروط، و"ظلم المصطبة" الذي غاص في معاناة الريف المصري، وصولاً إلى "قهوة المحطة" الذي سلّط الضوء على أحلام شباب الصعيد في بلوغ الشهرة والنجاح. لكنّ شبلي يرى أن تأثير بعض الأعمال، التي اتُّهمت بالإسفاف والعنف اللفظي، طغت على هذه التجارب الإيجابية. مشهد تنظيمي مربك صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مدبولي يعلن تشكيل مجموعة عمل لصياغة رؤية إعلامية تعزز الرسائل الإيجابية للفرد والمجتمع مع تصاعد الجدل الرسمي حول مضامين الأعمال الدرامية في مصر، دخلت ثلاث لجان مختلفة على خط المشهد، لكل منها تبعيتها المؤسسية ومهامها الخاصة، ما أطلق نقاشاً واسعاً حول طبيعة هذه الكيانات وحدود تدخلها. أحدث هذه اللجان جاءت بتكليف مباشر من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وتعمل تحت مظلة رئاسة مجلس الوزراء. اللجنة وُصفت بأنها "مجموعة عمل متخصصة لصياغة رؤية واضحة للمستقبل"، هدفها وضع تصور شامل لدور الدراما في تعزيز القيم المجتمعية، بمشاركة جهات حكومية وإعلامية وإنتاجية، أبرزها وزارة الثقافة، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الهيئة الوطنية للإعلام، والمجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، إلى جانب عدد من شركات الإنتاج الخاصة وخبراء مستقلين. سألنا المكتب الإعلامي في وزارة الثقافة المصرية عن هذه اللجنة فأوضح أنه لا تشكيل رسمي بعد لها، ولا شيء في جعبتهم للحديث عنه بعد حول هذه اللجنة غير ما ورد على لسان رئيس الحكومة. في المسار ذاته، أعاد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تفعيل لجنة الدراما التابعة له، وأسند رئاستها للناقدة ماجدة موريس. هذه اللجنة تُعنى برصد ومتابعة الأعمال الدرامية بعد عرضها، مع ضبط الأداء المهني وفق السياسات المعتمدة من المجلس، وتقديم توصيات إلى صناع القرار دون التدخل في عملية الإنتاج أو منح التصاريح المسبقة. أما المجلس القومي لحقوق الإنسان، فواصل العمل عبر لجنة درامية مستقلة يرأسها الناقد طارق الشناوي، تتابع الإنتاج الدرامي من زاوية حقوقية وثقافية، مركزة على صورة الإنسان في الدراما المصرية والقضايا المرتبطة بالكرامة الإنسانية. هذا التداخل بين اللجان أثار تساؤلات حول طبيعة التنسيق بينها، خاصة في ظل اختلاف المهام والمرجعيات. وفي مقابلة مع بي بي سي عربي، أوضح زين العابدين شبلي، عضو لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن اللجنة التي ينتمي إليها "تلتزم بمهام محددة تشمل رصد ومتابعة الأعمال بعد العرض، وضبط الأداء المهني وفقاً للتعليمات الصادرة عن المجلس، مع رفع توصيات إلى صناع القرار"، مؤكداً أن اللجنة ليست جهة رقابية سابقة على الإنتاج أو التصوير. وفي مقابل هذه اللجنة ذات الطابع التنظيمي، يرى شبلي أن اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء تمثل جهة تخطيط أوسع نطاقاً، تعمل على رسم ملامح مستقبلية لصناعة الدراما المصرية. ويشير إلى أن لجاناً أخرى، كالمجلس القومي لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للإعلام، تتناول المشهد الدرامي من زوايا مهنية وثقافية وحقوقية متنوعة. ويعلّق شبلي على المشهد بالقول إن "وجود لجان متعددة ليس بالأمر المستجد في مصر"، لكنه يعترف بأن "تزامن هذه المبادرات قد يربك المشهد لدى المتابعين". رغم ذلك، يضيف أن "وجود منصات نقاش متعددة قد يكون مفيداً، شريطة ألا تؤدي إلى تضييق على حرية الإبداع". الرقابة: ما هو "المقبول"؟ الرقابة على الدراما في مصر لا تقتصر على اللجان المشكلة حديثاً. فالأعمال الفنية تمر عبر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهو جهاز حكومي مخوّل بمنح الموافقات على ما يُعرض من مسلسلات وأفلام. يشرح شبلي أن نظام الرقابة يمر بمرحلتين: الأولى تتعلق بمراجعة النصوص قبل التصوير، والثانية تتم بعد الانتهاء من التصوير والمونتاج. لكنه يلفت إلى أن هذا النظام "لم يُطبق بالشكل الأمثل هذا العام"، مشيراً إلى وجود فجوات في المتابعة والتقييم. أما ما يُعد مقبولاً أو غير مقبول في الدراما، فهو برأيه أمر نسبي، يعكس تعدد القيم داخل المجتمع المصري، حيث تختلف المعايير بين بيئة وأخرى. لكنه يشير إلى وجود "خطوط حمراء يتفق عليها الجميع، مثل رفض العنف والتحريض والكراهية وازدراء الأديان". ويضيف أن اللجنة التي ينتمي إليها تؤدي دورها بعد العرض، من خلال تقديم تقارير وتوصيات، لا تقتصر على الانتقاد، بل قد تتضمن إشادة بأعمال جيدة أيضاً. ويوضح أن الهدف ليس الحذف أو المنع، بل المساهمة في تحسين الأداء المهني ومراعاة المعايير دون المساس بحرية الإبداع. "لا إبداع بقرارات مكتبية" صدر الصورة، instagram التعليق على الصورة، في النصف الثاني من شهر رمضان برزت مسلسلات نالت الكثير من الإشادات منها مسلسل لام شمسية في ملامح هذه الرؤية المرتقبة، شدد مدبولي على أن الهدف "هو تطوير رؤية علمية وموضوعية للدراما المصرية"، مؤكداً أن هذا التوجه الجديد "لن يحدّ بأي شكل من الأشكال من الإبداع وحرية الفكر"، بل يستهدف الوصول إلى "دراما تعكس الواقع المصري، وتعكس الهوية الثقافية للمجتمع المصري، وتعلي من الشعور بالانتماء الوطني". دون شرح أو توضيح المقصود بالهوية الثقافيّة، وكأن الدولة تفترض أن هذه الهوية واضحة في عقول المصريين. من جهة أخرى، يقف طارق الشناوي، رئيس لجنة الدراما بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، على الضفة المقابلة لهذا الحراك، متخذاً موقفاً ناقداً لتكرار فكرة اللجان كحل تنظيمي. فمن وجهة نظره، ليست اللجان إلا امتداداً لمحاولات سابقة أثبتت فشلها في الارتقاء بجودة المحتوى، مشيراً إلى تجربة "الكود الأخلاقي" التي حاول المجلس الأعلى للإعلام فرضها قبل سنوات، لكنها قوبلت برفض واسع، حتى من رموز كبيرة كعادل إمام. "الإبداع لا يُصنع في الغرف المغلقة أو عبر التوصيات الإدارية"، يقول الشناوي، مؤكداً أن الدراما لا تنمو إلا في مناخ يسمح بطرح قضايا المجتمع بشجاعة ودون خوف. في الموسم الرمضاني الحالي، يرى الشناوي بارقة أمل في بعض الأعمال التي كسرت التابوهات وطرحت قضايا شائكة، مثل مسلسل "لام شمسية" الذي اقتحم ملف التحرش بالأطفال بجرأة. هو لا يبحث عن دراما موجهة، بل عن إنتاجات راقية وجاذبة تلقى قبولاً شعبياً دون أن تكون مضطرة للتنازل عن قيمها، مؤكداً: "العملة الجيدة تطرد الرديئة"، وأن دعم الأعمال الجيدة هو السبيل الحقيقي نحو صناعة متوازنة ومؤثرة. هذا الرأي يلاقي صدى لدى الناقدة ماجدة خيرالله، التي ترى أن تعدد اللجان وتضخمها ليس سوى طبقة إضافية من الوصاية على الفن والجمهور على حدّ سواء. تقول بصراحة: "أنا ضد هذه المقاربة، الجمهور قال كلمته. لسنا بحاجة إلى مزيد من الوصاية. لدينا نحو 30 مسلسلاً هذا الموسم تقدم أداء رائعاً. لو كنت مواطناً عادياً ووجدت مسلسلاً مزعجاً، ببساطة أتركه وأشاهد عملاً جيداً. مشاهدة المسلسل الرديء هي ترويج له". وترى خيرالله أن الخلل لا يعالج بتقارير مكتبية، بل بدعم الكتابة الراقية وفهم الجمهور: "المسألة لا تُحل بوضع لجان. هناك لجان وافقت أصلاً على هذه الأعمال، وهناك رقابة ومنصات اشترتها بعد أن شاهدتها. هذه اللجان أصبحت وصاية على حرية الإبداع. نحن نطالب بالمزيد من الإبداع، ولا إبداع يُنتَج في أجواء مخنوقة".