logo
أخبار العالم : "مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"

أخبار العالم : "مهمة مستحيلة: الحساب الأخير" قد يكون "فيلم الصيف الأكثر كآبة"

الخميس 15 مايو 2025 10:15 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Courtesy of Cannes Film Festival
Article information Author, نيكولاس باربر
Role,
قبل 5 ساعة
بينما يترقب كثيرون من عشاق هوليوود أفلام الصيف باعتبارها فرصة للهروب من واقع متوتر ومشحون عالمياً، فإن الجزء الثامن من سلسلة "مهمة مستحيلة"، الذي يحمل عنوان "الحساب الأخير"، يُقدّم تجربة عكس ذلك تماماً.
الفيلم، الذي يُرجّح أن يكون ختاماً لمسيرة إيثان هانت بقيادة توم كروز، يُعدّ الأكثر كآبةً وقتامة في تاريخ السلسلة. بعيداً عن أجواء التشويق المرحة أو المغامرات المليئة بالحيوية، يأتي هذا الجزء كبيان سينمائي سوداوي، ينشغل بأسئلة الهاجس النووي، وسرعة انهيار الحضارة الحديثة.
صحيح أن كروز يواصل أداءه البدني الجريء - بين قتال بملابس النوم ومشاهد تعلّق جديدة بطائرات - لكنّ هذه اللحظات لا تُخفّف من الجو العام القاتم، بل إن الفيلم يُهدد بأن يكون "أشد أفلام الصيف إحباطاً"، لا بسبب رداءته، بل بسبب ما يحمله من طابع تشاؤمي كثيف.
يفتتح الفيلم بجملة تنذر بالكارثة: "الحقيقة تتلاشى، والحرب تقترب"، يتبعها مشاهد لصواريخ تنطلق ومدن تُسحق. لا حوارات ذكية، ولا مزاح، بل فلسفة سطحية عن المصير والاختيار، حتى موسيقى السلسلة الشهيرة تم استبدالها بألحان أوركسترالية ثقيلة ومظلمة.
وما يثير الاستغراب أن هذا الانحراف الحاد في نغمة الفيلم جاء من نفس الفريق الذي قدّم الجزء السابق "Dead Reckoning"، والذي تميّز بخفة ظل، ولمسات من الرومانسية والغموض، وإن كان ضمن الحدود المعتادة لأفلام كروز، أما في "الحساب الأخير"، فتجري الأحداث في أماكن مغلقة، أنفاق وكهوف وأعماق بحر، وكأن الفيلم يغوص حرفياً ومجازياً في العتمة.
أهمل YouTube مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من Google YouTube؟
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Google YouTube. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Google YouTube وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue
Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى في موقع YouTube قد يتضمن إعلانات
نهاية YouTube مشاركة
قد يتوقع البعض أن مشهداً لتوم كروز وهو يركض بين الانفجارات أو يتدلى من طائرة يكفي ليُعيد الحيوية إلى أي فيلم أكشن، لكن في "الحساب الأخير"، حتى هذه اللحظات لا تنقذ العمل من طابعه الخانق، إذ يخيم على الفيلم شعور مستمر بالتهديد والدمار، ويبدو أن ما تبقى من الأمل يتم سحقه عمداً في كل مشهد.
الحوارات هنا ليست أدوات للتقريب بين الشخصيات أو لإضفاء بعض المرح كما اعتدنا في أجزاء السلسلة السابقة، بل تتحول إلى خطب ثقيلة عن "الاختيار والمصير"، وكأننا أمام محاضرة عن نهاية العالم لا فيلم صيفي من إنتاج ضخم.
التحوّل الحاد في توجه السلسلة يبدو وكأنه انعطافة غير محسوبة، ففي الجزء السابق، رغم كل التوتر، كانت هناك مساحات خفيفة من المزاح، ولمسات من البهجة البصرية، ومشاهد في مدن أوروبية نابضة، أما في هذا الجزء، فالفيلم يكاد يختنق في عتمة أنفاقه، وأعماق بحره، وسط ألوان باهتة لا حياة فيها، وصوت موسيقي جنائزي لا يمت بصلة للّحن الشهير الذي طالما رافق السلسلة.
كل ذلك يُثير تساؤلاً مشروعاً: هل هذا هو المسار الذي تستحقه سلسلة "مهمة مستحيلة"؟ وهل كان من الضروري أن تُختم بهذا النوع من الكآبة البصرية والعاطفية؟
صدر الصورة، Mission: Impossible – The Final Reckoning
يُهدر الفيلم جزءاً غير متناسب من مدته - التي تقترب من ثلاث ساعات - في مشاهد متكررة لأشخاص يجلسون في غرف مظلمة، يشرحون القصة لبعضهم البعض بهمس خافت وكأنهم يتآمرون في جنازة، مراراً وتكراراً، يُجبَر المشاهد على متابعة هذه الحوارات الثقيلة، المتكلفة، المليئة بالتحذيرات المبهمة.
ولو أُطلق على الفيلم اسم "الشرح الذي لا ينتهي"، لكان ذلك أكثر دقة من "الحساب الأخير".
عادةً ما تُقطع هذه المشاهد بلمحات من الماضي (فلاش باك)، أو من المستقبل (فلاش فورورد)، وأحياناً - على طريقة مسلسل "لوست" - بلقطات جانبية تُظهر شخصيات أخرى في غرف مظلمة مشابهة، تهمس بنفس القصة بنفس اللهجة المرهقة.
ولكن بدل أن تُضفي هذه التقطيعات شيئاً من الحيوية على السرد، فإنها توحي بأن المخرج كريستوفر ماكوايري وفريقه عجزوا عن تسيير القصة فعلياً، فلجأوا إلى تفكيك المشاهد إلى لقطات صغيرة ومبعثرة، على أمل ألا نلاحظ ذلك.
وربما كان من الممكن تجاوز هذه الأجواء القاتمة، لو كان "الحساب الأخير" فيلماً ذكياً بحق، أو يحمل عمقاً درامياً حقيقياً، لكن للأسف، هو مجرد مثال جديد على السذاجة التي يمكن أن تصل إليها أفلام هوليوود الضخمة.
القصة، التي تُكمل ما بدأ في الجزء السابق "Dead Reckoning"، تدور حول كيان ذكاء اصطناعي يُدعى "الكيان" (The Entity)، استولى على الإنترنت، ويخطط لإطلاق هجوم نووي عالمي يُفني البشرية.
لا نعرف لماذا يريد فعل ذلك، ولا كيف عرف الأبطال بهذه الخطة، لكن لا بأس... المهم أن إيثان هانت (توم كروز) قادر على إنقاذ العالم، بكل بساطة، عبر نقر جهازين صغيرين ببعضهما، وفجأة، يصبح "الكيان" مجرد "لا شيء".
من بين هذه "الأجهزة" الحاسمة، هناك صندوق يحتوي على الشفرة المصدرية لـ"الكيان"، وهو الآن غارق في غواصة محطمة في قاع البحر - ولهذا نرى مشهد غوص طويل في الأعماق. ورغم أن المشهد يستحق الإشادة من حيث الأجواء الغامضة، فإنه لا يحظى بأي نقطة على مقياس الإثارة. (إلى أي مدى يمكن للمشاهد أن يصبر على لقطة طويلة لشخص يسبح في مياه مظلمة بلا أي ملاحقة؟).
أما الجهاز الثاني - الذي يحتاجه إيثان لتدمير "الكيان" - فهو "حبّة السم"، أو ما يُشبه وحدة تخزين صغيرة (USB)، اخترعها صديقه لثر (فيغ ريمز). وفي عالم "مهمة مستحيلة"، هذه الحبّة ليست مجرّد أداة تقنية، بل هي أهم قطعة في تاريخ البشرية. يمكنها حرفياً إنقاذ العالم.
ومع ذلك، ما الذي يفعله إيثان بهذه القطعة المصيرية؟ يتركها - ببساطة - في جيب صديقه فاقد الوعي، والذي لا يحرسه أحد، مما يسمح للشرير غابرييل (إيساي موراليس) بسرقتها بكل سهولة.
والمفارقة الكبرى أن الفيلم لا يتوقف عن تمجيد بطله، فبين خطب هامسة تتحدث عن "بطولاته الخالدة"، وبين مشاهد أرشيفية تعرض لقطات من الأجزاء السابقة، يكاد المرء يشعر أن إيثان على وشك تسلّم جائزة عن مجمل أعماله.
لكن في وسط كل هذا الإطراء، لا أحد يجرؤ على الإشارة إلى مدى غبائه عندما ترك أهم جهاز في العالم في مكان مكشوف.
قبل أن يصل الفيلم إلى المشهد الوحيد الذي قد يُغري المشاهد بإعادة تكراره - المشهد الذي تصدر ملصق العمل، حيث يتمسك توم كروز بطائرة ذات جناحين في الجو - عليك أن تتجاوز عدداً لا يُحصى من الثغرات السردية والمفارقات العبثية في الحبكة.
نعلم جميعاً أن كروز ينفّذ مشاهده الخطرة بنفسه، وينفذها ببراعة لا شك فيها، لذا إن كنت من عشاق رؤية وجهه وهو يُعصر تحت ضغط الرياح على ارتفاع شاهق، فربما تستمتع بهذا العرض البهلواني الجديد.
لكن رغم كل ذلك، لا يحمل المشهد جديداً يُذكر؛ فهو مزيج من مطاردة المروحية في فيلم Fallout، ومشهد الطائرة الشاحنة في Rogue Nation.
والسؤال هنا: طائرة ذات جناحين؟ فعلاً؟
يبدو أن صناع الفيلم قرروا أنه لم يبقَ وسيلة نقل لم يستعملوها في هذه السلسلة الممتدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فاضطروا لاستخدام الطائرة ذات الجناحين كحل أخير.
وإذا ما تقرر إنتاج جزء تاسع، فربما نراهم يقودون دراجات من طراز القرن التاسع عشر داخل حديقة عامة، وهو ما يجعل تسويق هذا الفيلم باعتباره "الخاتمة الكبرى" للسلسلة أمراً منطقياً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توم كروز يعود في الفصل الأخير من السلسلة الأسطورية 'مهمة مستحيلة' بدور العرض المصرية
توم كروز يعود في الفصل الأخير من السلسلة الأسطورية 'مهمة مستحيلة' بدور العرض المصرية

النهار المصرية

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار المصرية

توم كروز يعود في الفصل الأخير من السلسلة الأسطورية 'مهمة مستحيلة' بدور العرض المصرية

ينطلق فيلم الأكشن والمخاطرة المنتظر Mission: Impossible: The Final Reckoning، في دور العرض المصرية ابتداءً من 21 مايو، وهو الفصل الختامي لواحدة من أكثر سلاسل الأفلام شهرة وتشويقًا في تاريخ السينما، حيث يعود النجم توم كروز بدور العميل "إيثان هانت" في مهمة أخيرة تتحدى كل القواعد وتعيد تعريف المخاطر، ويأتي الفيلم بتوزيع Four Star Films. في هذا السياق Mission: Impossible: The Final Reckoning ، يعود العميل إيثان هانت لمواجهة أخطر مهمة في مسيرته وهي القضاء على نظام ذكاء اصطناعي خارق يُعرف بـ"الكيان"، حيث خرج عن السيطرة وبات يهدد استقرار العالم بأكمله. وبين مطاردات ممتدة من أعماق المحيطات إلى أعالي السماء، يسابق إيثان وفريقه الزمن للحصول على شيفرة سرية مخفية داخل جهاز يُدعى "البودكوفا"، لا يعمل إلا بقطعة أخرى تُعرف بـ"الحبة السامة" والتي استولى عليها العدو القديم "غابرييل". وسط هذه الفوضى، يتوجب على إيثان أن يختار بين إنقاذ العالم أو حماية من تبقى له من عائلته ورفاقه لأن هذه المرة، لا عودة من الحساب الأخير. الفيلم من إنتاج توم كروز وكريستوفر ماكوايري، وإخراج كريستوفر ماكوايري، وتأليف كريستوفر ماكوايري وإريك جندرسن، ومستوحى من المسلسل التلفزيوني الأصلي الذي ابتكره بروس جيلر، يشارك في البطولة نخبة من النجوم أمام توم كروز منهم هايلي أتويل، فينغ رامز، سايمون بيغ، إيساي موراليس، بوم كليمنتيف، وغيرهم. يذكر أن Mission: Impossible: The Final Reckoning هو تجربة سينمائية شيقة حيث تُحدّد كل ثانية فيها مصير العالم، ينطلق الفيلم في دور العرض المصرية من خلال فور ستار فيلمز برجاء مراجعة مواعيد الحفلات مع دور العرض.

غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية
غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية

مصرس

timeمنذ 4 ساعات

  • مصرس

غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية

ينطلق فيلم الأكشن Mission: Impossible: The Final Reckoning، في دور العرض المصرية ابتداءً من 21 مايو، وهو الجزء الأخير لواحدة من أكثر سلاسل الأفلام شهرة وتشويقًا في تاريخ السينما في Mission: Impossible: The Final Reckoning ، يعود العميل إيثان هانت لمواجهة أخطر مهمة في مسيرته وهي القضاء على نظام ذكاء اصطناعي خارق يُعرف ب"الكيان"، حيث خرج عن السيطرة وبات يهدد استقرار العالم بأكمله. وبين مطاردات ممتدة من أعماق المحيطات إلى أعالي السماء، يسابق إيثان وفريقه الزمن للحصول على شيفرة سرية مخفية داخل جهاز يُدعى "البودكوفا"، لا يعمل إلا بقطعة أخرى تُعرف ب"الحبة السامة" والتي استولى عليها العدو القديم "جابرييل". وسط هذه الفوضى، يتوجب على إيثان أن يختار بين إنقاذ العالم أو حماية من تبقى له من عائلته ورفاقه لأن هذه المرة، لا عودة من الحساب الأخيرالفيلم من إنتاج توم كروز وكريستوفر ماكوايري، وإخراج كريستوفر ماكوايري، وتأليف كريستوفر ماكوايري وإريك جندرسن، ومستوحى من المسلسل التلفزيوني الأصلي الذي ابتكره بروس جيلر، يشارك في البطولة نخبة من النجوم أمام توم كروز منهم هايلي أتويل، فينج رامز، سايمون بيج، إيساي موراليس، بوم كليمنتيف، وغيرهم

غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية
غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية

مصراوي

timeمنذ 5 ساعات

  • مصراوي

غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية

كتبت- منال الجيوشي ينطلق فيلم الأكشن Mission: Impossible: The Final Reckoning، في دور العرض المصرية ابتداءً من 21 مايو، وهو الجزء الأخير لواحدة من أكثر سلاسل الأفلام شهرة وتشويقًا في تاريخ السينما في Mission: Impossible: The Final Reckoning ، يعود العميل إيثان هانت لمواجهة أخطر مهمة في مسيرته وهي القضاء على نظام ذكاء اصطناعي خارق يُعرف بـ"الكيان"، حيث خرج عن السيطرة وبات يهدد استقرار العالم بأكمله. وبين مطاردات ممتدة من أعماق المحيطات إلى أعالي السماء، يسابق إيثان وفريقه الزمن للحصول على شيفرة سرية مخفية داخل جهاز يُدعى "البودكوفا"، لا يعمل إلا بقطعة أخرى تُعرف بـ"الحبة السامة" والتي استولى عليها العدو القديم "جابرييل". وسط هذه الفوضى، يتوجب على إيثان أن يختار بين إنقاذ العالم أو حماية من تبقى له من عائلته ورفاقه لأن هذه المرة، لا عودة من الحساب الأخير الفيلم من إنتاج توم كروز وكريستوفر ماكوايري، وإخراج كريستوفر ماكوايري، وتأليف كريستوفر ماكوايري وإريك جندرسن، ومستوحى من المسلسل التلفزيوني الأصلي الذي ابتكره بروس جيلر، يشارك في البطولة نخبة من النجوم أمام توم كروز منهم هايلي أتويل، فينج رامز، سايمون بيج، إيساي موراليس، بوم كليمنتيف، وغيرهم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store