logo
#

أحدث الأخبار مع #Graphite

"Graphite" حين تتحوّل هواتفنا الى ساحة حرب ناعمة!
"Graphite" حين تتحوّل هواتفنا الى ساحة حرب ناعمة!

الديار

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الديار

"Graphite" حين تتحوّل هواتفنا الى ساحة حرب ناعمة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لم نعد في زمن يُمكن فيه للاطمئنان أن يستوطن قلوبنا الرقمية. لقد سقطت أقنعة الأمان التي لطالما اختبأنا خلفها، ظنًا منّا أن تشفير التطبيقات كافٍ لحمايتنا من العيون المتلصصة. الحقيقة أننا صرنا عراة، تمامًا، أمام عدو يتقن فن التلصص والاختراق. ولعل أخطر ما تكشف عنه السنوات الأخيرة هو أن الخطر لا يأتي فقط من الحروب على الأرض، بل من حروب لا تُرى ولا تُسمع: حروب الذاكرة، البيانات، والكلمات العابرة عبر تطبيقات الهواتف. وسط هذا الواقع، برز اسم تطبيق تجسسي مخيف: Graphite أداة استخبارية رقمية طورتها شركة "Paragon" الإسرائيلية، وهي شركة حديثة العهد من حيث التأسيس، ولكنها شديدة العراقة من حيث البنية الاستخباراتية. تأسست هذه الشركة عام 2019 على أيدي مجموعة من الضباط السابقين في وحدة 8200، وهي وحدة يُقارنها البعض بوكالة الأمن القومي الأميركية NSA، لما تمتلكه من قدرات خارقة في التنصت وجمع المعلومات. لكن ما زاد الطين بلّة هو أن أحد أبرز داعمي ومؤسسي "Paragon" ليس سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، المعروف بتاريخ طويل من العمليات العسكرية. تخيّلوا إذًا إلى أي مدى يُمكن لهذا البرنامج أن يُستخدم كأداة عدوان لا تقل فتكًا عن الصواريخ، بل ربما تفوقها أذية لأنها تخترق دون أن نشعر، وتتسلل دون ضجيج، وتخطف منا ما هو أعمق من الجسد: خصوصيتنا، أسرارنا، وحتى دواخلنا. وفق تقرير نُشر في صحيفة The New York Times في أيلول 2023، فإن برنامج "Graphite" قد تم تسويقه كأداة مخصصة للحكومات فقط، ويُستخدم في "محاربة الجريمة والإرهاب". لكن من يضع تعريف الإرهاب؟ ومن يقرر من هو العدو؟ عندما يكون العدو نفسه هو من يطور الأداة، فهل يمكننا أن نطمئن إلى نياته؟ في تقرير آخر نُشر عبر موقع TechCrunch، تبيّن أن "Graphite" يستخدم آلية "zero- click" أو "الاختراق دون تفاعل"، أي أن المستخدم لا يحتاج حتى إلى فتح رابط خبيث كي تُخترق بياناته. يكفي أن تحمل الهاتف وأن تكون متصلًا بشبكة الإنترنت، حتى تصبح مستهدفًا. فالرسائل، الصور، الفيديوهات، المحادثات الصوتية، المواقع الجغرافية، كلها تُسحب من الهاتف دون إذن، وترسل إلى خوادم ربما لا نعرف حتى في أي قارة تقع. في لبنان، لم نعد بمنأى عن هذه الحروب الناعمة. فبحسب د. جمال مسلماني رئيس لجنة الخبراء الفنيين والرقميين في شبكة التحول والوكمة الرقمية في لبنان، فإن برامج إسرائيلية مماثلة مثل "Pegasus" تم استخدامها سابقًا في التجسس على صحفيين وناشطين سياسيين، وهو ما أثار موجة استياء عارمة بعد تسريب أسماء الضحايا المحتملين. واليوم، مع وجود "Graphite"، يتجدد الخطر بشكل أكبر وأدق، في ظل غياب إطار وطني فاعل للأمن الرقمي. وأضاف مسلماني: كل شيء بات مُراقبًا، بدءًا من أبسط محادثة بين صديقين، إلى تلك الرسائل المشفرة التي نرسلها ظنًّا منا أنها في مأمن. ولكن هل نحن فعلًا في مأمن؟ كم مرة بعثنا صورًا خاصة، أو ناقشنا أمورًا حساسة تتعلق بعملنا أو عائلاتنا؟ كم مرة ظننا أن المراسلة عبر تطبيق "سيغنال" أو "واتساب" تحمينا؟ الحقيقة أن تلك التطبيقات لم تعد حاجزًا صلبًا، بل نافذة شفافة يرى منها العدو كل تفاصيلنا. فهذه ليست دعوة إلى الهلع، لكنها دعوة ملحّة إلى الوعي. لأن التكنولوجيا التي بين أيدينا لم تعد أدوات ترفيه وتواصل فقط، بل أصبحت مساحات صراع، ومن لا يعي قواعد اللعبة يُصبح مجرد أداة فيها. فهل يُعقل أن نستمر في السذاجة نفسها التي كلفتنا الكثير عام 2024؟ عام امتلأت فيه قلوبنا بالخسارات، ليس فقط من وقع الانفجارات، بل من تسربات المعلومات التي سهّلت للعدو طريقه نحونا، دون أن يُطلق رصاصة واحدة. نعم، إن "Graphite" ليس التطبيق الأول ولن يكون الأخير، لكنه جرس إنذار صارخ يُرينا أين نقف من هذه الحرب الناعمة. نحن لسنا فقط مستخدمين لهواتف ذكية، نحن وقود معركة رقمية لا ترحم. ولا أحد فينا بمنأى. فالمسؤولية لم تعد مسؤولية أجهزة الدولة فقط، بل كل فرد عليه أن يتحلى بالوعي الرقمي، أن يسأل، أن يشك، وأن يصمت عند الحاجة. لأن أبسط همسة قد تُترجم على الطرف الآخر إلى معلومة قاتلة. وأشار مسلماني الى أننا "ربما نحتاج اليوم إلى ما يمكن تسميته بـ "الصمت الرقمي"، لا بمعنى الانقطاع عن التكنولوجيا، بل استخدام التكنولوجيا بذكاء، ببطء، وبتفكير عميق. لا شيء خاص على الإنترنت. ولا توجد خصوصية حقيقية في زمن البرمجيات المتوحشة. الخيار ليس بين الخوف أو الشجاعة، بل بين الغفلة أو الوعي." قد يظن البعض أن هذه التحذيرات مبالغ فيها. لكن الحقيقة أن برامج مثل "Graphite" تحصل على تمويلات بمئات الملايين، ليس لأنها بلا فعالية، بل لأنها تصيب الهدف بدقة. ومن لا يريد أن يصدّق، فليبحث في التقارير الدولية، وليقرأ عن تلك الشركات التي تستثمر فيها أجهزة الاستخبارات وتُصدّرها للعالم على أنها أدوات "أمنية"، بينما هي في الواقع سلاح فتاك موجّه إلى كل من لا يخضع. إننا في زمن يجب فيه أن نعيد تعريف الأمن، لا فقط على الحدود بل في كل شاشة نحملها في جيبنا. الهواتف أصبحت جبهات، والكلمات أصبحت قنابل. ولا نملك ترف التجاهل بعد اليوم.

بيغاسوس وبرامج التجسس الأخرى... تهديد متنامٍ لحرية الأفراد
بيغاسوس وبرامج التجسس الأخرى... تهديد متنامٍ لحرية الأفراد

النهار

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النهار

بيغاسوس وبرامج التجسس الأخرى... تهديد متنامٍ لحرية الأفراد

تزداد برامج التجسس التي تشتريها الحكومات بشكل كبير، مما يشكل تهديداً متزايداً لخصوصية المدنيين. وعلى الرغم من أن الهجمات باستخدام هذه البرامج المتطورة قد تكون صعبة التجنب، فإن ممارسة النظافة الرقمية الأساسية والبقاء يقظين يمكن أن يساعد على تقليل المخاطر. في شباط/ فبراير الماضي، قدّم الاتحاد الوطني للصحفيين الإيطاليين شكوى جنائية ضد الحكومة الإيطالية بعد أن أوقفت الأسئلة البرلمانية بشأن مزاعم التجسس. استنادًا إلى تنبيهات أُرسلت عبر "واتساب" إلى نحو90 مستخدماً في أوروبا، ادّعى الاتحاد أن الحكومة استخدمت برنامج التجسّس "غرافيت"Graphite، الذي طوّرته شركة "باراجون سوليوشنز" Paragon Solutions الإسرائيلية للتجسّس على الناشط لوكا كازاريني والصحفيين الإيطاليين. ورغم نفي الحكومة الإيطالية هذه الاتهامات، فقد أنهت "باراجون سوليوشنز" عقدها مع الحكومة الإيطالية، بعد أن ثبتت مخالفة شروط الخدمة، وفقًا لمصادر صحيفة "ذا غارديان". هذه الحادثة هي مجرّد مثال واحد من العديد من الحوادث التي تظهر كيف أن برامج التجسس، التي كانت تهدف في البداية إلى مكافحة الجريمة والإرهاب، قد خرجت عن نطاق السيطرة واستُخدمت لاستهداف المدنيين. وفي هذا السياق، ذكر مايكل كيسي، رئيس المركز الوطني لمكافحة التجسس في الولايات المتحدة، أن 100 حكومة تقريباً، من بينها العديد من الأنظمة الاستبدادية، قد حصلت على أدوات لمراقبة الهواتف الذكية. وتشير البيانات إلى أن صناعة برامج التجسس شهدت نمواً ملحوظاً، حيث أبرمت 74 حكومة عقوداً مع شركات تجارية للحصول على هذه الأدوات بين عامي 2011 و2023. العديد من هذه البرامج المتطوّرة تأتي من إسرائيل، حيث تُعدّ أدوات مثل "غرافيت" التابعة لشركة "باراجون سوليوشنز"، و"بيغاسوس" Pegasus التابعة لشركة "إن إس أو" NSO، من بين الأكثر تقدّماً. وتتميز هذه الأدوات بقدرتها على تنفيذ هجمات "بدون نقرة"، أي أن المستخدم لا يحتاج إلى الضغط على رابط أو التفاعل مع أيّ عنصر لإصابة جهازه. ورغم أن "بيغاسوس" كان يُعتبر لسنوات طويلة غير قابل للكشف، فإن شركات الهواتف الذكية بدأت أخيراً تنبّه المستخدمين بشأن هذه البرمجيّات الخبيثة، كما ظهرت أدوات لفحص الأجهزة مثل حزمة "أمنستي إنترناشونال" Amnesty International وتطبيق "iVerify". وتواجه الهواتف المحمولة تحدّياً كبيراً في مجال الحماية، حيث إن تصميمها الأمني الذي يهدف إلى حماية الخصوصية يجعل من الصعب جمع البيانات اللازمة لاكتشاف البرامج الخبيثة. وقد أظهرت دراسة لشركة "iVerify" أنه تم الكشف عن 11 حالة إصابة بـ "بيغاسوس" من أصل 18,000 محاولة فحص، وكانت جميعها في سياق أعمال تجارية. من الصعب اكتشاف برامج التجسس لأن معظمها يعمل على مستوى "نواة" نظام التشغيل، مما يجعل من الصعب فهم كيفية تفاعلها مع الجهاز. وتستخدم بعض هذه البرمجيات تقنيات معقدة مثل "القنابل الزمنية"، التي تنشط في وقت معين، مما يزيد من صعوبة اكتشافها في وقت مبكر. تتمثل أبرز التحديات في صناعة برامج التجسس بالسرية التامة التي تحيط بها، حيث يتم بيع هذه الأدوات في أسواق مظلمة عبر الإنترنت، مما يزيد من حجم المشكلة. وتعدّ الشركات مثل "إن إس أو" و"باراجون سوليوشنز" من أبرز الشركات التي تبيع هذه الأدوات. ولكن هناك العشرات من الشركات الأخرى التي تطوّر برامج مشابهة مثل "كانديرو" Candiru، و"نوفيسباي" NoviSpy، و"هيرميت"Hermit، و"بريداتور"Predator. قدّر تقرير أن سوق برامج التجسّس وصل إلى 12 مليار دولار في عام 2022. وعلى الرغم من صعوبة الكشف عن هذه الأدوات المتطورة، فإن الخبراء يوصون بالحفاظ على الأمان الرقميّ عبر تحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات بانتظام، وتجنب الروابط المشبوهة، واستخدام برامج الحماية الموثوقة لتقليل المخاطر المرتبطة بهذه البرمجيات. ورغم أن الهجمات باستخدام هذه الأدوات المتطورة قد تكون صعبة الكشف عنها، فإنّ الهجمات أصبحت أكثر تواتراً ولم تعد مقتصرة على الأهداف البارزة فقط، بل باتت تهدّد المؤسسات بالكامل. ومن المرجّح أن تزداد الهجمات عندما تكون هناك معاملة مالية كبيرة على وشك الحدوث. في الواقع، تشير البيانات إلى أن هناك ما يقرب من 0.8 حالة إصابة بالبرمجيات الخبيثة لكل 1000 هاتف في الأوساط المعرّضة للهجمات بشكل دائم.

عين في الظل: عندما يصبح الصحفي هدفًا للتجسس
عين في الظل: عندما يصبح الصحفي هدفًا للتجسس

إيطاليا تلغراف

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

عين في الظل: عندما يصبح الصحفي هدفًا للتجسس

إيطاليا تلغراف عبد القادر الفرساوي في عالمٍ تُصنع فيه الحقائق بمهارة، حيث يختلط النور بالظلال، وحيث الكلمات ليست مجرد حروف بل خيوط تُنسج بها مصائر الشعوب، يصبح الصحفي عدوا طبيعيا لمن يخشون الحقيقة. الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي سلاحٌ ضد الزيف، صوتٌ في وجه الصمت، وكشفٌ لما يُراد له أن يظل طي الكتمان. فرانشيسكو كانشيلاتو، رئيس تحرير Fanpage، لم يكن يملك سوى قلمه وشاشة هاتفه، لكنه وجد نفسه في قلب معركة غير متكافئة. هاتفه لم يعد ملكه، بل صار نافذة يطل منها مجهولون، يتلصصون على رسائله، يتابعون خطواته، ويحصون أنفاسه. كانشيلاتو لم يكن وحده، لكنه الوحيد الذي تحدث. اعترف بأنه وقع ضحية للتجسس عبر Graphite، برنامج الاختراق الإسرائيلي الذي لا يُباع إلا للحكومات وأجهزة الأمن. فمن كان وراءه؟ ولماذا؟ عندما تتسلل الرقابة إلى جيب الصحفي، عندما يصبح هاتفه مصيدة، يصبح السؤال أكبر من مجرد اختراق رقمي. القضية ليست في اختراق جهاز، بل في اختراق الحدود الفاصلة بين السلطة وحرية التعبير. الحكومة الإيطالية سارعت إلى نفي أي صلة لها بالحادث، وأوعزت إلى وكالة الأمن السيبراني بالتحقيق، لكن كيف يمكن لمن قد يكون متورطا أن يحقق في جريمة قد يكون هو مرتكبها؟ في أوروبا، لم يكن كانشيلاتو وحده. فقد سُجلت عمليات تجسس مماثلة في 13 دولة أوروبية، حيث تحولت البرامج التجسسية إلى أدواتٍ خفية لملاحقة الصحفيين وأصحاب الرأي. هل أصبح الصحفيون هم العدو الجديد؟ هل تحولت أقلامهم إلى تهديد يستوجب التكميم قبل أن ينطق بالحقيقة؟ ما يثير القلق ليس فقط من قام بالتجسس، بل لماذا؟. هل كشف كانشيلاتو عن أمر خطير؟ هل اقترب من ملف حساس؟ أم أن الهدف أبعد من ذلك، وأن المقصود هو خلق حالة من الخوف، تجعل كل صحفي يفكر ألف مرة قبل أن يكتب أو ينشر؟ فالرقابة ليست دائما في شكل سجون أو قوانين قمعية، بل قد تكون في شعور الصحفي بأنه مراقب، في إحساسه بأن كل حرف يكتبه قد يكون له ثمن. الاتحاد الوطني للصحفيين الإيطاليين لم يقف صامتا، وكذلك مجلس الصحافة، حيث طالبا بكشف الحقيقة، وبمعرفة من يختبئ وراء هذا الاعتداء السافر على الصحافة. لكن هل سيتم كشف المستور؟ أم ستبتلع البيروقراطية الحقيقة في مستنقع التحقيقات الشكلية والوعود الزائفة؟ التجسس على الصحفيين ليس مجرد انتهاك لخصوصيتهم، بل هو اعتداء على حق الشعوب في المعرفة. كل صحفي يتم التجسس عليه، هو نافذة تُغلق في وجه الحقيقة، وكل قضية تُخفى هي قصة تُسرق من وعي الجماهير. نحن لا نتحدث عن شخص تمت مراقبته، بل عن مبدأ يُنتهك، عن سلطة تحاول أن تكتب الرواية وحدها، بلا أصوات معارضة، بلا مساءلة، بلا ضوء يكشف زواياها المظلمة. إذا كانت الحكومة الإيطالية بريئة، فعليها أن تُثبت ذلك بالكشف عن الحقيقة، لا بإغراقها في دهاليز السرية. وإن كان هذا الهجوم جزءا من نمط أوسع، فإن الصمت عليه اليوم يعني تطبيعه غدا. عندما يصبح الصحفي هدفا للتجسس، فإننا لا نخسر شخصا، بل نخسر حريتنا في أن نعرف، ونفقد القدرة على أن نُحاسب. إيطاليا تلغراف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store