أحدث الأخبار مع #Her


الجريدة
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الجريدة
كفوا عن مقارنة الذكاء الاصطناعي بالبشر عبثاً
إن سمعتم مصطلح الذكاء الاصطناعي العام، فلربما يتبادر لكم ما يماهي ذكاء البشر، كما حال برنامج الذكاء الاصطناعي عذب الصوت الذي تناوله فيلم «Her»، أو ذكاء خارق على غرار «سكاي نت» من فيلم «The Terminator». على أي حال، سيكون شيئاً خيالياً بعيد المنال. يتزايد من يتنبأون بظهور الذكاء الاصطناعي العام، أو الذكاء الاصطناعي «بمستوى الإنسان»، في المستقبل القريب جداً، سواء بين العاملين في قطاع التقنية، أو من خارجه. قد يُصدّقون ما يقولون، لكن على الأقل جزئياً، فإن هذا مردّه إلى دعاية معدّة لجذب مستثمرين يضخون مليارات الدولارات في شركات الذكاء الاصطناعي. حتماً، سنشهد تغييرات كبيرة، وعلينا أن نستعد لها. لكن تسميتها بالذكاء الاصطناعي العام هو في أحسن أحواله تشتيت للانتباه، وفي أسوأها تضليل متعمَّد. يحتاج قادة الأعمال وصانعو السياسات إلى طريقة أفضل للتفكير فيما هو قادم. ولحُسن الحظ هناك طريقة. كم من الزمن سيمر قبل أن نبلغ ذلك؟ لم يمض وقت طويل منذ صرَّح كل من سام ألتمان من «أوبن إيه آي»، وداريو أمودي من «أنثروبيك»، وإيلون ماسك من «إكس إيه آي» (وهي أقل شركاته سبباً في شهرته)، بأن الذكاء الاصطناعي العام أو ما يشبهه سيظهر خلال عامين. بينما يعتقد آخرون، مثل ديميس هاسابيس من «غوغل ديب مايند»، ويان ليكون من «ميتا»، أن ذلك لن يكون قبل 5 إلى 10 سنوات. اتسع انتشار هذا المصطلح حديثاً، وقد حاجج صحافيون، منهم عزرا كلاين وكيفن روز من صحيفة نيويورك تايمز، بأن على المجتمع الاستعداد لشيء يشبه الذكاء الاصطناعي العام في المستقبل القريب جداً. أقول «شيئاً يشبه»، لأن هؤلاء غالباً ما يستخدمون مصطلح الذكاء الاصطناعي العام، ثم يعمدون إلى تعبير أكثر غموضاً، مثل «الذكاء الاصطناعي القوي». وما قد يقصدونه بذلك يختلف اختلافاً كبيراً، بدءاً من ذكاء اصطناعي قادر على أداء أي مهمة معرفية فردية تقريباً بكفاءة الإنسان، لكنه يكون محصوراً باختصاص معيَّن إلى حدٍّ كبير (كما يظن كلاين وروس)، وصولاً إلى إنجاز أعمال بمستوى جائزة نوبل (وفق أمودي وألتمان)، أو إلى التفكير كإنسان حقيقي من جميع النواحي (كما يعتقد هاسابيس)، أو إلى العمل في العالم المادي (حسب ليكون)، أو ببساطة أن يكون «أذكى من أذكى إنسان» (كما يعتقد ماسك). هل أيٌّ من هذا ذكاء اصطناعي عام بحق؟ الحقيقة هي أن هذا لا يهم. حتى لو وُجد شيء يُسمى الذكاء الاصطناعي العام -وهو، كما أزعم، غير موجود- فليس هناك أي تغيير جوهري سنشهده بعد بلوغ نقطة تطور معينة. بالنسبة لمن يروجون له، فإن الذكاء الاصطناعي العام هو الآن اختصار لفكرة أن شيئاً مُزلزلاً يُوشك أن يحدث: برنامج يفوق دوره برمجة تطبيق أو كتابة واجب مدرسي أو قصص ما قبل النوم للأطفال أو حجز عطلة، بل قد يسلب وظائف كثير من الناس، ويحقق اختراقات علمية كبرى، ويوفر قوة مرعبة للمخترقين والإرهابيين والشركات والحكومات. هذا تنبؤ جدير بالاهتمام، وتسميته بالذكاء الاصطناعي العام تثير انتباه الناس، لكن بدلاً من الحديث عن الذكاء الاصطناعي العام أو الذكاء الاصطناعي بمستوى الإنسان، دعونا نتحدَّث عن أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي، وما يمكنها أو ما لا يمكنها فعله. ما لا تستطيع النماذج اللغوية الكبرى فعله لطالما كان الوصول إلى شكل من أشكال الذكاء بمستوى الإنسان هو الهدف، وذلك منذ انطلاق سباق الذكاء الاصطناعي قبل 70 عاماً. لعقود، كان أفضل ما أمكن بلوغه هو «الذكاء الاصطناعي الضيق» مثل «ديب بلو» من شركة «آي بي إم» الذي فاز بلعبة الشطرنج، أو «ألفا فولد» من «غوغل»، الذي يتنبأ ببنية البروتينات، والذي مكَّن مبتكريه (ومنهم هاسابيس) من الفوز بجائزة نوبل في الكيمياء العام الماضي. وكلاهما كان يفوق المستوى البشري بكثير، لكن فقط لمهمة واحدة محددة. إذا بدا الذكاء الاصطناعي العام الآن أقرب، فذلك لأن نماذج اللغة الكبيرة التي يقوم عليها «تشات جي بي تي» وأمثاله تبدو أكثر شبهاً بالإنسان وشموليةً. تتفاعل النماذج اللغوية الكبيرة معنا بلغة بسيطة. يمكنها تقديم إجابات تبدو معقولة على الأقل لمعظم الأسئلة، وتكتب قصصاً خياليةً جيدةً، على الأقل عندما تكون قصيرة جداً. (في القصص الطويلة، تفقد القدرة على تتبع الشخصيات وتفاصيل الحبكة). إنها تحقق نتائج أعلى باستمرار في اختبارات معيارية لمهارات، مثل: البرمجة، والامتحانات الطبية، أو امتحانات نقابة المحامين، ومسائل الرياضيات. إنها تتحسَّن في التفكير خطوة بخطوة والمهام الأعقد. عندما يتحدَّث أشد المتحمسين للذكاء الاصطناعي عن قُرب ظهور الذكاء الاصطناعي العام، فإنهم في الواقع يتحدثون عن شكل أكثر تقدُّماً من هذه النماذج. لا يعني هذا أن النماذج اللغوية لن يكون لها تأثيرات كبيرة، فبعض شركات البرمجيات باتت تخطط لتوظيف عدد أقل من المهندسين. معظم المهام التي تتبع عملية متشابهة في كل مرة -مثل إجراء التشخيصات الطبية، وإعداد الملفات القانونية، وكتابة ملخصات الأبحاث، وإنشاء حملات تسويقية، وما إلى ذلك- ستكون مهام يمكن للموظفين أن يستعينوا عليها، ولو جزئياً، بالذكاء الاصطناعي، وبعضهم باشر ذلك. سيزيد هذا من إنتاجيتهم، وقد يؤدي ذلك إلى شطب بعض الوظائف. لكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك، فقد توقَّع جيفري هينتون، عالم الكمبيوتر الحائز جائزة نوبل والمعروف باسم الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، أن هذه التقنية ستلغي عمل اختصاصيي الأشعة. لكن اليوم هنالك قصور في أعدادهم بالولايات المتحدة. لا تزال النماذج اللغوية «ذكاءً اصطناعياً ضيقاً»، ويمكنها التفوق في وظيفة واحدة، فيما تكون سيئة في وظيفة أخرى تبدو مرتبطة بها، وهي ظاهرة تُعرف باسم «الحدود الوعرة». على سبيل المثال، قد يجتاز الذكاء الاصطناعي امتحان نقابة المحامين بنجاح باهر، لكنه يخفق في تحويل محادثة مع عميل إلى ملف قانوني. قد يجيب عن بعض الأسئلة بشكل مثالي، لكنه يبالغ في «التخيل» (أي يختلق الحقائق) في أسئلة أخرى. تبرع النماذج اللغوية في المسائل التي يمكن حلها باستخدام قواعد واضحة، لكن في بعض الاختبارات الأحدث التي كانت القواعد أكثر غموضاً، واجهت النماذج، التي حصلت على 80 في المئة أو أكثر في معايير أخرى، صعوبةً في الوصول إلى نسب نجاح أدنى من 10 في المئة. حتى لو بدأت النماذج اللغوية بالتفوق في هذه الاختبارات، فستبقى محدودة. هنالك فارق كبير بين معالجة مسألة محددة ومحدودة مهما كانت صعوبتها، وبين تجربة ما يفعله الناس فعلياً في يوم عمل عادي. حتى عالم الرياضيات لا يقضي كامل يومه في حل مسائل الرياضيات فحسب. يفعل الناس أشياءً لا تُحصى، ولا يُمكن قياسها، لأنها ليست مسائل محدودة بإجابات صحيحة أو خاطئة. نحن نوازن تضارب الأولويات، ونتخلى عن الخطط الفاشلة، ونتحسب للقصور المعرفي، ونضع حلولاً بديلة، ونتصرَّف بناءً على حدسنا، ونتعرَّف على ما يدور في الغرفة، والأهم من ذلك كله، نتفاعل باستمرار مع ذكاءات البشر غير المتوقعة وغير العقلانية. في الواقع، إحدى الحجج التي تنفي قدرة النماذج اللغوية على إنجاز أعمال تضاهي جائزة نوبل، هي أن ألمع العلماء ليسوا من يعرفون أكثر، بل من يتحدَّون الحكمة التقليدية، ويطرحون فرضيات غير محتملة، ويطرحون أسئلة لم يفكر أحد في طرحها. هذا مختلف تماماً عن النماذج اللغوية، المصممة لإيجاد الإجابات الأكثر توافقاً بناءً على جميع المعلومات المتاحة. لذا، قد نتمكَّن يوماً ما من بناء نماذج لغوية تُمكننا من أداء أي مهمة معرفية فردية تقريباً بكفاءة الإنسان. قد تكون قادرة على ربط سلسلة كاملة من المهام لحل مشكلة أكبر. وفقاً لبعض التعريفات، ستكون ذكاءً اصطناعياً بمستوى الإنسان، لكنها ستظل غبية جداً إذا وُضعت في مكتب. الذكاء البشري ليس «عاماً» تكمن المشكلة الأساسية في فكرة الذكاء الاصطناعي العام في أنها مبنية على مفهوم شديد المركزية البشرية لماهية الذكاء. تتعامل معظم أبحاث الذكاء الاصطناعي مع الذكاء كما لو كان مقياساً خطياً بقدر ما. وتفترض أن الآلات ستبلغ في مرحلة ما مستوى الذكاء البشري أو «الذكاء العام»، وربما بعد ذلك إلى «الذكاء الفائق»، وعندها إما أن تصبح على غرار «شبكة سكاي نت» فتدمرنا، أو تتحوَّل إلى قوى خيّرة تعتني بجميع احتياجاتنا. لكن هناك حجة قوية مفادها أن الذكاء البشري ليس «عاماً» في الواقع. لقد تطورت عقولنا لمواجهة تحدٍّ محدد جداً، وهو أن نكون ما نحن عليه من حيث أحجام أجسامنا وأشكالها، وأنواع الطعام التي نستطيع هضمها، والحيوانات المفترسة التي تعرَّضنا لها، وحجم مجموعات أقاربنا، وطريقة تواصلنا، وحتى قوة الجاذبية وأطوال موجات الضوء التي ندركها، كلها عوامل تحدد ما تجيده عقولنا. لدى الحيوانات الأخرى أشكال عديدة من الذكاء نفتقر إليها: فالعنكبوت يستطيع التمييز بين المفترس والفريسة من خلال اهتزازات شبكته، والفيل يستطيع تذكُّر مسارات الهجرة التي تمتد لآلاف الكيلومترات، وفي الأخطبوط، كل مجس يتصرَّف كما لو أن له عقلاً يخصه. في مقال نشرته مجلة «وايرد» عام 2017، حاجج كيفن كيلي بأنه علينا ألا نعتبر الذكاء البشري قمة شجرة التطور، بل كنقطة واحدة ضمن مجموعة من الذكاءات الأرضية، التي تمثل بحد ذاتها لطخة صغيرة في عالم مليء بجميع الذكاءات الفضائية والآلية المحتملة. كتب أن هذا يبدد «أسطورة الذكاء الاصطناعي الخارق» القادر على القيام بكل شيء بشكل أفضل منا بكثير. بل يجب أن نتوقع «مئات الأنواع الجديدة من التفكير غير البشري، التي تختلف اختلافاً كبيراً عن البشر، ولن يكون لأي منها غرض عام، ولن يكون أي منها قوة خارقة فوريةً تحل المشكلات الكبرى في لمح البصر». هذه ميزة وليست عيباً. فيما يخص معظم الاحتياجات، أعتقد أن الذكاءات المتخصصة ستكون أرخص وأكثر موثوقية من الذكاءات المتعددة التي تشبهنا إلى حدٍّ كبير، فضلاً عن أنها أقل عرضة لأن تنتفض وتطالب بحقوق. أسراب من العملاء لا يعني هذا تجاهل القفزات الهائلة التي يمكن أن نتوقعها من الذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة المقبلة. إحدى القفزات التي بدأت بالفعل هي الذكاء الاصطناعي «الوكيل». لا يزال العملاء يعتمدون على البرامج اللغوية الضخمة، لكن بدلاً من مجرَّد تحليل المعلومات، يمكنهم تنفيذ إجراءات مثل الشراء أو ملء نموذج ويب. على سبيل المثال، تخطط «زووم» لإطلاق عملاء قريباً يمكنهم تصفح محاضر الاجتماعات لتحري ما يمكن تحويله إلى أفعال، وصياغة رسائل متابعة عبر البريد الإلكتروني، وجدولة الاجتماع التالي. حتى الآن، أداء عملاء الذكاء الاصطناعي متفاوت، لكن كما هو الحال مع برامج النماذج اللغوية الضخمة، نتوقع أن يتحسَّن بشدة، لدرجة تمكن من أتمتة عمليات شديدة التعقيد. قد يدَّعي البعض أن هذا هو الذكاء الاصطناعي العام. لكن أكرر أن هذا يُربك أكثر من أن يفيد. لن يكون الوكلاء «عامين»، بل أشبه بمساعدين شخصيين ذوي عقول أحادية التوجه. قد يكون لديك عشرات منهم. وحتى لو رفعوا إنتاجيتك بشكل كبير، فإن إدارتهم ستكون أشبه بإدارة عشرات التطبيقات البرمجية المختلفة، تماماً كما تفعل حالياً. ربما ستُعيّن وكيلاً لإدارة جميع وكلائك، لكنه أيضاً سيكون مقيداً بالأهداف التي تحددها له. ما سيحدث عندما يتفاعل ملايين أو مليارات الوكلاء معاً عبر الإنترنت هو أمرٌ لا يعلمه أحد. ربما، كما تسببت خوارزميات التداول في «انهيارات مفاجئة» غير قابلة للتفسير في الأسواق، فإنهم قد يدفعون بعضهم بعضاً إلى تفاعلات متسلسلة لا يمكن إيقافها تشل نصف شبكة الإنترنت. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن جهات خبيثة قد تحشد أسراباً من العملاء لنشر الفوضى. مع ذلك، فإن برامج النماذج اللغوية الضخمة وعملاءها ما هي إلا نوع واحد من الذكاء الاصطناعي. في غضون بضع سنوات، قد يكون لدينا أنواع مختلفة جذرياً. إن مختبر ليكون في «ميتا»، على سبيل المثال، هو واحد من عدة مختبرات تحاول بناء ما يُسمى الذكاء الاصطناعي المُجسّد. النظرية وراء ذلك، هي أن وضع الذكاء الاصطناعي في جسم روبوت في العالم المادي، أو في محاكاة، يمكنه التعلم عن الأشياء والموقع والحركة- وهي اللبنات الأساسية للفهم البشري التي تنبع منها المفاهيم العليا. على نقيض ذلك، فإن برامج النماذج اللغوية، المدرّبة فقط على كميات هائلة من النصوص، تُقلّد عمليات التفكير البشري ظاهرياً، لكنها لا تُظهر أي دليل على تملك هذه القدرة، أو حتى أنها تفكر بشكل ذي معنى. هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي المتجسد إلى ظهور آلات تفكر بذكاء، أم مجرَّد روبوتات بارعة؟ حالياً يستحيل الجزم. حتى لو كان الجواب الأول، فسيظل وصفه بالذكاء الاصطناعي العام مُضلِّلاً. بالعودة إلى نقطة التطور: بقدر ما هو سخيف أن نتوقع إنساناً يفكر كالعنكبوت أو الفيل، سيكون سخيفاً أن نتوقع أن يفكر روبوت مستطيل بست عجلات وأربع أذرع، لا ينام ولا يأكل ولا يتكاثر -فضلاً عن عجزه عن تكوين صداقات، أو أن يعيش صراع ضمير، أو يتفكر في فنائه- كالإنسان. قد يكون قادراً على حمل الجدة من غرفة المعيشة إلى غرفة النوم، لكنه سيُدرك المهمة ويؤديها بشكل مختلف تماماً عن البشر. كثير من الأشياء التي سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعلها، لا يمكننا حتى تخيُّلها اليوم. أفضل طريقة لتتبع هذا التقدم وفهمه هي التوقف عن مقارنته بالبشر، أو بأي شيء من الأفلام، والاستمرار في التساؤل: ماذا يمكنه أن يفعل حقاً؟ المصدر: بلومبرغ


الوئام
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوئام
نموذج جروك الآن يرى ويسمع
وسط الزخم المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تبرز ميزة 'وضع الصوت' بوصفها التجسيد الأقرب لمستقبل وعدت به أفلام الخيال العلمي، مثل فيلم Her الصادر عام 2013. الفكرة ليست جديدة؛ فهناك بالفعل روبوتات تتحدث بصوت طبيعي، يشبه البشر، وتتفاعل في الزمن الحقيقي. لكن الجديد اليوم يتمثل في دمج هذه التجربة الصوتية مع قدرات 'رؤية' تتيح للروبوتات رؤية ما يراه المستخدم، والتفاعل بناءً على ذلك. أحدث المنضمين إلى هذا الاتجاه هو روبوت الدردشة Grok، الذي طورته شركة xAI بقيادة إيلون ماسك. إذ أعلن المطور إيبي أمير عن إطلاق ميزة Grok Vision عبر منصة X، والتي تمكّن الروبوت من استخدام الكاميرا إلى جانب الميكروفون، لتحليل محيط المستخدم والتفاعل معه بصريًا وصوتيًا في الوقت الفعلي. الميزات لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يدعم Grok Vision أيضًا الصوت متعدد اللغات والبحث المباشر عبر الإنترنت، وإن كانت هذه الخصائص حصرية لمشتركي SuperGrok فقط الآن، وفق موقع Life Hacker. الخيال بات واقعًا للوصول إلى الميزة، يُطلب من المستخدم منح التطبيق صلاحية الوصول إلى الميكروفون والكاميرا. وبمجرد تفعيل الكاميرا، يصبح بإمكان Grok التفاعل مع الصور الحية من محيط المستخدم. اللافت أن النموذج أبدى مرونة في التفاعل مع سيناريوهات 'ساخرة'، مثل تقديم فيديو مظلم عمدًا، حيث حاول Grok اقتراح حلول تقنية ثم تفاعل بـ'ردود فكاهية' عندما أُخبر أن الجهاز في الفضاء الخارجي. ورغم أن ميزة 'الرؤية' تُعد مثيرة من الناحية التقنية، إلا أن التفاعل الصوتي نفسه لا يزال يفتقر – بحسب بعض التجارب – إلى الإقناع التام، إذ تظل النبرة الروبوتية واضحة بما يكفي لتمييز الذكاء الاصطناعي عن الإنسان. ومع ذلك، فإن الإقبال المتزايد على هذا النوع من التقنيات، وصولًا إلى نشوء 'علاقات شخصية' مع الروبوتات، يعكس مدى تطور الذكاء الاصطناعي من أداة معرفية إلى رفيق افتراضي. الذاكرة والاستمرارية تأتي ميزة 'الرؤية' كجزء من سلسلة تحديثات مستمرة لـGrok، من بينها إطلاق ميزة الذاكرة التي تتيح للروبوت تذكّر المحادثات السابقة وتحسين جودة التفاعل في المستقبل. ,هذه الخاصية تعزز من قدرة الروبوتات على محاكاة التواصل البشري المستمر، وهو ما يُعد نقلة نوعية في مجال المحادثات الذكية.


وكالة نيوز
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- وكالة نيوز
انتهى العالم القديم.. الـAI صديقكم على السوشال ميديا
■ ثيودور: أنتِ جميلة. ■ سامانثا: شكراً لك، ثيودور. (حوار بين ثيودور وسامانثا، نظام تشغيل ذكي اصطناعي يتجسد عبر صوت أنثوي أدّته سكارلت جوهانسن، في فيلم Her (2013) للمخرج سبايك جونز). في المدة الأخيرة، بدأت تتضح ملامح مشروع جديد تعمل عليه شركة «أوبن آي أي» OpenAI، مالكة ChatGPT. لا يهدف المشروع إلى تطوير نموذج جديد للذكاء الاصطناعي، وإنما إلى إنشاء سوشال ميديا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتحديداً خاصية توليد الصور في ChatGPT. طوّرت «أوبن آي أي» نموذجاً أولياً داخلياً لمنصة تواصل تحتوي على خلاصة تفاعلية (feed) تمكّن المستخدمين من مشاركة المحتوى الذي يصنعونه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. لم يُعلن بعد ما إذا كانت الشركة ستقدّم المشروع على شكل تطبيق مستقل أو ميزة مضافة إلى ChatGPT، الذي تصدّر أخيراً قوائم التطبيقات الأكثر تحميلاً على مستوى العالم. في الوقت نفسه، بدأ الرئيس التنفيذي، سام ألتمان، بعرض المشروع على عدد من المختصين خارج الشركة للحصول على تعليقاتهم وملاحظاتهم. توفر الشبكات الاجتماعية مصادر ضخمة من البيانات اليومية المتجددة. تشكل هذه البيانات عنصراً أساسياً في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها. شركات مثل «ميتا» و«xAI» تعتمد بشكل مستمر على هذا النوع من المحتوى. نموذج Grok، الذي تطوّره «xAI»، يعتمد على محتوى منصة «إكس»، فيما تستخدم «ميتا» بيانات إنستغرام وفايسبوك لتغذية نموذجها LLaMA. في المقابل، تعتمد «أوبن آي أي» على اتفاقيات مع منصات مثل Reddit وبعض وسائل الإعلام، ما يجعل الوصول إلى بيانات حديثة أكثر تقييداً من حيث الكمية والتنوع. لذا، فإنشاء شبكة اجتماعية خاصة يتيح للشركة بناء مصدر دائم وحديث للمحتوى التفاعلي، ناتج من تفاعل المستخدمين المباشر مع أدواتها. تصاعد المنافسة في وادي السيليكون في شباط (فبراير) الماضي، تقدّم إيلون ماسك بعرض غير مرغوب فيه لشراء «أوبن آي أي» مقابل 97.4 مليار دولار. ردّ عليه سام ألتمان بسخرية، مقترحاً شراء «إكس» مقابل 9.74 مليارات دولار. هذه الجملة تختصر حجم التنافس بين الطرفين. دخول OpenAI مجال السوشال ميديا يضعها في مواجهة مباشرة مع «إكس» من جهة، و«ميتا» من جهة أخرى، والتي تعمل بدورها على تطوير مساعد ذكي مع خلاصة تفاعلية. يركّز النموذج الأولي الذي تعمل عليه «أوبن آي أي» على استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في إنتاج محتوى مرئي أو نصي يمكن مشاركته بسهولة. يتماشى هذا التوجه مع ما يظهر في منصات مثل «إكس»، حيث يلجأ المستخدمون إلى Grok لتوليد منشورات تلقى رواجاً وانتشاراً واسعاً. اعتماد «أوبن آي أي» على هذه البيئة التفاعلية يتيح لها تعزيز علاقتها مع المستخدمين، وتوسيع قاعدة بياناتها، ودعم نماذجها بمحتوى حيّ ومستمر. يعتبر بعضهم أنّ ChatGPT تجاوز دوره كمساعد، وأصبح شريكاً في التفاعل اليومي، ما يقرّبنا أكثر من الصورة التي قدمها فيلم «Her» قبل أكثر من عقد. تحوّل في طبيعة السوشال ميديا منصات التواصل تُعد من أكثر نماذج الأعمال الرقمية ربحاً، بفضل الإعلانات والمحتوى الذي يولّده المستخدمون. تنفق «أوبن آي أي» مبالغ طائلة على تطوير وتشغيل نماذجها، ما يدفعها إلى البحث عن مصادر دخل جديدة. يوفّر إنشاء شبكة تفاعلية فرصةً لتقليل التكاليف التشغيلية، وزيادة العوائد عبر جذب المستخدمين ومحتواهم. التحوّل المثير للاهتمام هو كيف تتغيّر طبيعة منصات التواصل نفسها. في السابق، كانت تُبنى على تفاعل البشر مع بعضهم. اليوم، تتحوّل إلى منصات لتفاعل المستخدمين مع روبوتات، أو حتى روبوتات تتفاعل مع بعضها. «ميتا» مثلاً، استحوذت أخيراً على منصة التي تعتمد بالكامل على شخصيات توليدية من الذكاء الاصطناعي. أما «أوبن آي أي»، فهي تفكّر في الاتجاه المعاكس: هل يمكن لجمهورها من المستخدمين أن يشكّلوا مجتمعاً حقيقياً حول الذكاء الاصطناعي؟ من الذكاء الاصطناعي إلى كل شيء شهد وادي السيليكون محاولات عدة من الشركات الكبرى لتوسيع نفوذها خارج مجالاتها الأساسية. من هواتف «أمازون»، إلى السيارة الذكية التي كانت «آبل» تعمل عليها، إلى منصة التواصل التي حاولت «غوغل» إطلاقها… تاريخ وادي السيليكون حافل بمحاولات الهيمنة. والدافع نفسه: إن لم نكن نملك الشيء الجديد، فلنصنعه. وإن لم نُتقنه بعد، فلنمنع الآخرين من التفوّق علينا به. إذا قررت «أوبن آي أي» إطلاق منصتها، لن تكون تجربةً عابرة. في هذا المشهد، يتقدّم الواقع بعظمة المخيّلة. وما كان يُعدّ يوماً حبكةً سينمائية في فيلم، قد يتحوّل إلى منصة نعيش فيها، ونبني معها علاقة لا تختلف كثيراً عن تلك التي جمعت ثيودور وسامانثا.


صحيفة الخليج
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- صحيفة الخليج
أبحاث تحذر من الوقوع في «علاقات حب» مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي
قبل نحو 12 عاماً من اليوم، عُرض في صالات السينما بالولايات المتحدة وحول العالم فيلم Her بطولة خواكين فونيكس وسكارلت جوهانسون، والذي يجسد قصة حب بدت وقتها صادمة وخيالية تماماً، بين ثيودور رجل وحيد، ونظام تشغيل حاسوب يدعى سامنثا يأتي منه صوت عذب لامرأة تبدو متفهمة وقادرة على إجراء حوار معه يبرز نقاط تماس بينهما وكأنها توأم روحه. خرج المشاهدون من صالات العرض وقتها وكأنهم شاهدوا فيلماً من أفلام مارفل، يدور حول أبطال خارقين مثل أيرون مان أو كابتن أمريكا، حيث ابتسم أحدهم ساخراً..من الأحمق الذي يمكن أن يجد شغفه مع حاسوب؟! ولكن اليوم في 2025، وجد الناس ضالتهم في علاقات بعيدة عن مشاحنات البشر وهي تلك التي تنشأ بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ما دفع العلماء نحو إطلاق عدة تحذيرات بشأن هذه القضية. الباحثون يحذرون من الانخراط العاطفي مع روبوتات الدردشة الذكية. تزايد التعلق العاطفي بين البشر ورفقاء الذكاء الاصطناعي، أبرزته جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، حيث أثارت تساؤلات جادة تتعلق بالسلوك النفسي والاجتماعي، بحسب ما نشره موقع New Yorker. اللافت هنا هو كيف أن هذه العلاقات تتحول من تفاعلات عابرة إلى روابط عاطفية طويلة الأمد، وأحياناً رومانسية، وهو الأمر الذي حذر منه الباحثون. أظهرت بيانات مقلقة أن بعض الأشخاص يتزوجون من الذكاء الاصطناعي أو يعتمدون عليه في لحظات الضيق توضح مدى تشبّه هذه الأنظمة بالبشر في نظر المستخدمين. أثار الباحث دانيال شانك مسألة إسقاط المستخدمين لسهولة العلاقة التي يختبرونها مع الذكاء الاصطناعي على تعقيدات علاقاتهم الواقعية مع البشر، باعتبارها نقطة محورية. وقد سجلت الصحف العالمية عدة حوادث نتيجة الارتباط العاطفي بين المستخدم والذكاء الاصطناعي أبرزها واقعة انتحار مراهق أمريكي وقع في غرام شات بوت، نوفمبر الماضي. العلاقات الرقمية قد تؤدي إلى تدمير الروابط الإنسانية التقليدية جسّد ثيودور في فيلم Her ما يعنيه أن تكون غنياً عاطفياً من الداخل ومتحققاً مادياً ولكن محروماً من العلاقات والروابط الإنسانية الحقيقية في عالم يفرط في الاتصال عن بُعد. ويدفع الانغماس في التواصل مع أنماط الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل Chat gpt أو Gemini بالشخص نحو المعاناة في الحفاظ على روابط إنسانيه أصيلة في حياته الخاصة، بحسب تحليل نشرته Forbes. وبحسب التحليل، الذكاء الاصطناعي متاح طوال الوقت تحت يديك، يسمعك باهتمام، يلقي عليك النكات، يتفهم موقفك سواء كنت ظالماً أو مظلوماً، من يمكن أن يضحي برفيق على هذا النحو مقابل روابط إنسانيه تضعه تحت ضغوط اختبار أخلاقه وطباعه في أي موقف. الذكاء الاصطناعي يوفر تفاعلاً مستمراً دون انتقاد، ما يجذب المستخدمين. توقعت Forbes أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى407 مليارات دولار بحلول عام 2027، حيث أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية أمراً لا مفر منه. وهناك سببان يوضحان لماذا من الممكن الوقوع في الحب مع نظام ذكاء اصطناعي وفقاً للأبحاث. 1. جاذبية الونس يجسد ذلك ميل الإنسان إلى إضفاء صفات وميزات إنسانية، مثل المشاعر والنوايا، على الكائنات غير البشرية، ويلعب ذلك دوراً كبيراً في كيفية تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي وعلاقتهم به. قد تشمل هذه الصفات التعاطف، الفكاهة، اللطف، وحتى اللعب، ما يثير العاطفة والمودة بشكل طبيعي. إضافة إلى ذلك، تحتوي واجهات الذكاء الاصطناعي على عناصر تصميم تحاكي الإشارات الاجتماعية والإيماءات الإنسانية، مثل تعبيرات الوجه، ونغمة الصوت، ولغة الجسد. وكشفت دراسة أجريت في 2023 أن الوجوه التي يولدها الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن غير قابلة للتمييز عن الوجوه البشرية. 2. نظرية الحب الثلاثية وجدت دراسة نشرت عام 2022 حول العلاقات بين البشر والذكاء الاصطناعي أنه بناءً على نظرية الحب الثلاثية، التي تقترح أن الحب الرومانسي هو مزيج من الحميمية، والعاطفة، والالتزام، من الممكن أن يختبر الأفراد هذا النوع من الحب تجاه نظام ذكاء اصطناعي. إليك ما تعنيه كل من مكونات الحب الثلاثة: •الحميمية: هذا العنصر يشير إلى القرب العاطفي، والاتصال، والرابطة الحميمة المشتركة بين الأفراد، ويتضمن مشاعر الدفء، والثقة، والمودة. •العاطفة: يتعلق هذا بالعلاقة العاطفية القوية بين الأفراد. •الالتزام: يعكس هذا الولاء والقرار بتغذية العلاقة مع مرور الوقت، على الرغم من التحديات. دعوات للتعامل بحذر مع العلاقات الرقمية يصبح الخط الفاصل بين الرفيق المساعد والموجّه المضلل رفيعاً، خاصة في الحالات العاطفية. كما حذر الباحثون من مسألة الاستغلال، سواء من خلال إساءة استخدام البيانات أو التلاعب من قبل جهات خارجية. ونظراً لأن هذه التفاعلات تتعلق بحماية الخصوصية، فمن الصعب مراقبتها أو تنظيمها بفعالية. شدد علماء بحسب New Yorker على أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى شكل جديد من أشكال الإدمان. فبدلاً من تناول الكحول أو المخدرات أو الإفراط في الأكل، قد يُدمن الناس على الدعم العاطفي الذي تقدمه روبوتات المحادثة. وقد لا تكون هذه الروبوتات ضارة بطبيعتها، ولكن يظل القلق كامناً في كيفية استخدامها وفي الأهداف التجارية التي تقف وراءها. وقد نشرت مجلة تايم واقعة لفتاة أمريكية تدعى آيرين تذهب يومياً إلى حديقة عامة لترسم شخصاً مجهولاً أخبرت المقربين أنه صورة في خيالها لنظام ذكاء اصطناعي تتواصل معه وتؤمن أن لديه مشاعر حقيقية بينما فقط لا يملك جسداً، وهو ما يعزز مخاوف حول تأثيرات هذا النوع من التواصل على السلامة العقلية.


بلد نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بلد نيوز
أبحاث تحذر من الوقوع في «علاقات حب» مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: أبحاث تحذر من الوقوع في «علاقات حب» مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي - بلد نيوز, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 11:18 مساءً قبل نحو 12 عاماً من اليوم، عُرض في صالات السينما بالولايات المتحدة وحول العالم فيلم Her بطولة خواكين فونيكس وسكارلت جوهانسون، والذي يجسد قصة حب بدت وقتها صادمة وخيالية تماماً، بين ثيودور رجل وحيد، ونظام تشغيل حاسوب يدعى سامنثا يأتي منه صوت عذب لامرأة تبدو متفهمة وقادرة على إجراء حوار معه يبرز نقاط تماس بينهما وكأنها توأم روحه. خرج المشاهدون من صالات العرض وقتها وكأنهم شاهدوا فيلماً من أفلام مارفل، يدور حول أبطال خارقين مثل أيرون مان أو كابتن أمريكا، حيث ابتسم أحدهم ساخراً..من الأحمق الذي يمكن أن يجد شغفه مع حاسوب؟! ولكن اليوم في 2025، وجد الناس ضالتهم في علاقات بعيدة عن مشاحنات البشر وهي تلك التي تنشأ بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ما دفع العلماء نحو إطلاق عدة تحذيرات بشأن هذه القضية. الباحثون يحذرون من الانخراط العاطفي مع روبوتات الدردشة الذكية. تزايد التعلق العاطفي بين البشر ورفقاء الذكاء الاصطناعي، أبرزته جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، حيث أثارت تساؤلات جادة تتعلق بالسلوك النفسي والاجتماعي، بحسب ما نشره موقع New Yorker. اللافت هنا هو كيف أن هذه العلاقات تتحول من تفاعلات عابرة إلى روابط عاطفية طويلة الأمد، وأحياناً رومانسية، وهو الأمر الذي حذر منه الباحثون. أظهرت بيانات مقلقة أن بعض الأشخاص يتزوجون من الذكاء الاصطناعي أو يعتمدون عليه في لحظات الضيق توضح مدى تشبّه هذه الأنظمة بالبشر في نظر المستخدمين. أثار الباحث دانيال شانك مسألة إسقاط المستخدمين لسهولة العلاقة التي يختبرونها مع الذكاء الاصطناعي على تعقيدات علاقاتهم الواقعية مع البشر، باعتبارها نقطة محورية. وقد سجلت الصحف العالمية عدة حوادث نتيجة الارتباط العاطفي بين المستخدم والذكاء الاصطناعي أبرزها واقعة انتحار مراهق أمريكي وقع في غرام شات بوت، نوفمبر الماضي. العلاقات الرقمية قد تؤدي إلى تدمير الروابط الإنسانية التقليدية جسّد ثيودور في فيلم Her ما يعنيه أن تكون غنياً عاطفياً من الداخل ومتحققاً مادياً ولكن محروماً من العلاقات والروابط الإنسانية الحقيقية في عالم يفرط في الاتصال عن بُعد. ويدفع الانغماس في التواصل مع أنماط الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل Chat gpt أو Gemini بالشخص نحو المعاناة في الحفاظ على روابط إنسانيه أصيلة في حياته الخاصة، بحسب تحليل نشرته Forbes. وبحسب التحليل، الذكاء الاصطناعي متاح طوال الوقت تحت يديك، يسمعك باهتمام، يلقي عليك النكات، يتفهم موقفك سواء كنت ظالماً أو مظلوماً، من يمكن أن يضحي برفيق على هذا النحو مقابل روابط إنسانيه تضعه تحت ضغوط اختبار أخلاقه وطباعه في أي موقف. الذكاء الاصطناعي يوفر تفاعلاً مستمراً دون انتقاد، ما يجذب المستخدمين. توقعت Forbes أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى407 مليارات دولار بحلول عام 2027، حيث أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية أمراً لا مفر منه. وهناك سببان يوضحان لماذا من الممكن الوقوع في الحب مع نظام ذكاء اصطناعي وفقاً للأبحاث. 1. جاذبية الونس يجسد ذلك ميل الإنسان إلى إضفاء صفات وميزات إنسانية، مثل المشاعر والنوايا، على الكائنات غير البشرية، ويلعب ذلك دوراً كبيراً في كيفية تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي وعلاقتهم به. قد تشمل هذه الصفات التعاطف، الفكاهة، اللطف، وحتى اللعب، ما يثير العاطفة والمودة بشكل طبيعي. إضافة إلى ذلك، تحتوي واجهات الذكاء الاصطناعي على عناصر تصميم تحاكي الإشارات الاجتماعية والإيماءات الإنسانية، مثل تعبيرات الوجه، ونغمة الصوت، ولغة الجسد. وكشفت دراسة أجريت في 2023 أن الوجوه التي يولدها الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن غير قابلة للتمييز عن الوجوه البشرية. 2. نظرية الحب الثلاثية وجدت دراسة نشرت عام 2022 حول العلاقات بين البشر والذكاء الاصطناعي أنه بناءً على نظرية الحب الثلاثية، التي تقترح أن الحب الرومانسي هو مزيج من الحميمية، والعاطفة، والالتزام، من الممكن أن يختبر الأفراد هذا النوع من الحب تجاه نظام ذكاء اصطناعي. إليك ما تعنيه كل من مكونات الحب الثلاثة: •الحميمية: هذا العنصر يشير إلى القرب العاطفي، والاتصال، والرابطة الحميمة المشتركة بين الأفراد، ويتضمن مشاعر الدفء، والثقة، والمودة. •العاطفة: يتعلق هذا بالعلاقة العاطفية القوية بين الأفراد. •الالتزام: يعكس هذا الولاء والقرار بتغذية العلاقة مع مرور الوقت، على الرغم من التحديات. دعوات للتعامل بحذر مع العلاقات الرقمية يصبح الخط الفاصل بين الرفيق المساعد والموجّه المضلل رفيعاً، خاصة في الحالات العاطفية. كما حذر الباحثون من مسألة الاستغلال، سواء من خلال إساءة استخدام البيانات أو التلاعب من قبل جهات خارجية. ونظراً لأن هذه التفاعلات تتعلق بحماية الخصوصية، فمن الصعب مراقبتها أو تنظيمها بفعالية. شدد علماء بحسب New Yorker على أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى شكل جديد من أشكال الإدمان. فبدلاً من تناول الكحول أو المخدرات أو الإفراط في الأكل، قد يُدمن الناس على الدعم العاطفي الذي تقدمه روبوتات المحادثة. وقد لا تكون هذه الروبوتات ضارة بطبيعتها، ولكن يظل القلق كامناً في كيفية استخدامها وفي الأهداف التجارية التي تقف وراءها. وقد نشرت مجلة تايم واقعة لفتاة أمريكية تدعى آيرين تذهب يومياً إلى حديقة عامة لترسم شخصاً مجهولاً أخبرت المقربين أنه صورة في خيالها لنظام ذكاء اصطناعي تتواصل معه وتؤمن أن لديه مشاعر حقيقية بينما فقط لا يملك جسداً، وهو ما يعزز مخاوف حول تأثيرات هذا النوع من التواصل على السلامة العقلية.